After the ending, I saved the villain with money - 31
دافني المحظوظة
“جميلة؟”
كان الجزء الداخلي للفندق الصغير الواقع بجوار الميناء فخمًا على عكس مظهره الخارجي ، وعند دخول بوابة حديدية بارتفاع عدة طوابق ، ظهرت الغرف مصطفة في بناء مربع ، وفي وسط المبنى ، ارتفعت نباتات الزينة حتى الطابق الثالث ، مما أعطى انطباعًا بأنها في بلد آخر ..
‘هنا وهناك ، أخضر في كل مكان ، يا للضجر ..’
شعرت دافني أن الداخل أكثر رطوبة من الخارج ، فلوحت بيدها قليلاً ، ثم أخرجت ورقة مجعدة وأعادت فتحها ، لم يكن كافيًا أن تحتفظ بورقة إعلانات قروض غريبة ، بل ها هي الآن تقطع المسافات بنفسها ..
‘لا أظن أنني سأبيع أعضائي ، أليس كذلك؟ ..’
وضعت يدها على بطنها بحذر دون أن تدرك ذلك ، وبينما كانت تتلفت حولها كأنها في المكان لأول مرة ، اقترب منها حامل الحقائب ذو الوجه الطفولي وأرشدها بلطف إلى الطريق ، أرادت أن تعطيه بقشيشًا لكنه رفض بأدب واختفى ..
وصلت أخيرًا إلى الكازينو الموجود في الطابق السفلي ، وكان باردًا وصاخبًا ، طاولات بلياردو قديمة ، ودخان سجائر كثيف ، ورائحة كحول تخترق الأنوف ، وكانت الأضواء تتلألأ على عجلات الروليت في كل زاوية ، تصدر أصواتًا ميكانيكية رخيصة ..
كان شعر الحاضرين من السياح بألوان متنوعة ، منهم شبان بشعر أشقر مثلما تحب دافني ، وأيضًا آخرون بشعر فضي وأحمر وأخضر غامق ..
‘مثير للاهتمام؟’
كان شعورًا مختلفًا تمامًا عن كازينوهات النبلاء الأنيقة والمحترمة ، اتسعت عينا دافني باندهاش ، وشعرت بالحماس ، وأيضًا بثقة أنها ستستعيد ما تريده ..
“الرجاء التوجه إلى هنا للمشاركة في اللعبة التي ستُمنح فيها تذاكر الصعود!”
“أنا قادمة~”
أخرجت دافني محفظتها المليئة بالنقود وهزتها ، وأصدر صوت القطع النقدية المتراقصة نغمة عذبة ..
❖ ❖ ❖
حامل الحقائب ذو الوجه الطفولي ، كولين ، الذي رافق دافني إلى الكازينو ، صعد فورًا إلى الطابق الرابع بخطوات سريعة ..
“شعر أحمر ، عيون ذهبية ..”
“نعم ..”
“لا أحتاج أي جريدة أخرى ، إذا ظهر المظهر هذا أو اسم ‘دافني بوكاتور ‘ في الأخبار ، هل يمكنك بيعه لي؟”
طلب “السيد” المقيم في الجناح الرئاسي ذلك ، الأشخاص الذين يقصدون هذا الفندق غير محددي الهوية ، قد يكونون من المجرمين الصغار ، أو المهاجرين غير الشرعيين ، أو النبلاء أو أفراد العائلة المالكة المعتادين على مجتمع الطبقة العليا ، ولذلك يُطلق على الجميع ، رجالًا ونساءً ، لقب “السيد”.
تنفس كولين بعمق وضغط على الجرس الطويل مرة واحدة ..
‘هل هو نائم؟’
صوت دقات زجاج قادم من الداخل ، كإشارة أنه سيخرج قريبًا ، وضع كولين يده على صدره ليهدئ نبضات قلبه المتسارعة ..
وفتح الباب وظهر الرجل ، وكان لا يزال بنفس الهيئة الباهرة ، الشيء الوحيد الذي تغيّر هو أن شعره الذهبي اللامع أصبح داكنًا وكأنه فقد بريقه ..
“كولين ، ما الأمر؟”
كان دائمًا يخاطب كولين بلطف ، وكلما عاد من الكازينو كان يضع كل ما جناه من أموال على صينية كولين ، كان رجلًا رائعًا بالفعل!
“آنسة ذات شعر كالياقوت وعينين ذهبيتين ، أعني الآنسة؟ السيدة؟ بوكاتور قد وصلت ..”
“كذب ..”
كانت الكلمة التي نطق بها السيد ثقيلة للغاية ، وتلاشت الابتسامة الخفيفة عن وجهه تمامًا ، شعر كولين للحظة أنه قد ارتكب خطأً ، فتوقف عن الكلام متجمدًا في مكانه ..
“…أين هي الآن؟ هل جاءت إليّ؟”
“أوه ، حسناً ، ذهبت إلى الكازينو….”
توقف سيليستيان للحظة ، ثم غطى فمه بيده وبدأ يضحك ببطء ، ضحك كولين بخجل ، مشاركًا إياه الابتسامة ..
ظل السيد يضحك بجمال لفترة طويلة ، وعندما هدأت ضحكته ، بقيت آثار الحماس والبهجة على وجهه لفترة ..
“أراك لاحقًا.”
ثم أغلق الباب الخشبي دون تردد ..
❖ ❖ ❖
دافني محظوظة ..
والدليل على ذلك أنها وُلدت في هذه الحياة كابنة لرجل ثري ، رغم تعرضها للعديد من الإصابات ، إلا أنها كانت تنهض من سرير المرض في كل مرة ، ونجحت في كل ما خططت له ، وسارت حياتها حتى الآن على طريق ثابت ومستقر ..
لم يكن هناك مكان لتبديل الرقائق هنا ، بدلًا من ذلك ، كان بإمكانها وضع كل ما في محفظتها من نقود ، وحتى المجوهرات التي كانت ترتديها ، كرهان ..
رغم أن الطريق من الدرجة الثالثة إلى الأولى كانت محروسة من قبل فرسان وحراس ملكيين ، كانت دافني قد درست تصميم السفينة لسنوات عدة ، لذا كانت تعرف الطرق المخفية جيدًا ..
‘كل ما أحتاجه هو تذكرة فقط ..’
اللعبة كانت بوكر هندي ، كانت قواعدها أسهل من باقي ألعاب القمار ، قررت دافني أن تخاطر بكل حظ هذا الشهر ، فقلبت الورقتين أمامها بكل أناقة ..
“أوهه ، يا للجنون.”
نظرت دافني إلى أوراقها بذهول ، كانت ثلاث قلوب وثمانية بستوني ، لم يكن هناك أي تطابق في الرقم أو الصورة ، ورقة سيئة ..
“ها هي هذه الآنسة تخسر مرة أخرى ، يبدو أن حظها المتبقي كله سيء ..”
‘هل أقتله؟’
لم يكن الرجل الذي يُدعى “مارك” مدركًا لنظرة دافني المرعبة ، فقلب ورقته بكل ثقة ، بجانبه ، رجل وسيم ذو شعر أشقر باهت ضحك بفرح وكشف ورقته ..
“ثنائي ..”
أخذ التذكرتين اللتين كانت قد راهنت عليهما ، نظرت دافني بمرارة إلى يد الرجل الذي يرتدي القفازات وهو يجمع المال والتذاكر ..
لأول مرة في حياتها ، أو بالأحرى للمرة الثانية ، فكرت دافني بجدية في دفن رجل أشقر وسيم ..
“لا، لا يمكن….”
خسرت دافني بالفعل نصف رهانها ..
كانت متعة العمل في الفندق تعتمد على الأرباح التي يجنيها الكازينو ، لكن دافني لم تكن تعرف القواعد جيدًا ، فقد كان لديها من الثروة ما يكفيها حتى بعد موتها دون الحاجة للمخاطرة ..
― “إذا واصلتِ الإنفاق بهذه الطريقة ، فسوف تندمين!”
لإغاظة سايكي ، التي كانت تقول ذلك ، جلست دافني على طاولة بلاك جاك ، فازت مرتين بفضل حظها ، فاندفعت عيناها نحو كومة الرقائق ، لكنها خسرت كل شيء بعد الجولة الثالثة ، مما أفقدها في ذلك اليوم ثلاث منازل في المدينة ..
لحسن الحظ ، لم تكن جاهلة تمامًا بالقواعد ، ولكن ، كان حظها اليوم سيئًا للغاية ، بالإضافة إلى شعورها بالوخز في مؤخرة رأسها باستمرار ..
“هل ترغبين بشدة في الصعود على ذلك السفينة؟”
سألها الأشقر الباهت ..
“هل تنوي الصعود؟”
سألت دافني بقلق ..
“السيد تشادويك ، تعلم أن اللعب يكون ممتعًا عندما تستمر في الرهان ، أليس كذلك؟”
ضحك الموزع بطيب ، مقترحًا الأمر ..
‘السيد تشادويك؟’
نظرت دافني مرة أخرى إلى وجه الرجل الواثق ، بدا الاسم مألوفًا ، لكنه لم يكن لديها الوقت لتذكر من أين ، ربما كان أحد أفراد العائلة الملكية الفرعية ، ولكن لم تكن هناك أي صلة تجمعهما ..
“سأتعاون ، أعاني من دوار البحر بشدة ، ثم ماذا عن الدرجة الثالثة؟ لا أريد أن أكون في مكانٍ مزدحم بالناس العاديين القذرين ، ماذا عنكِ يا آنسة؟ ..”
“يجب أن أصعد ، لقد جئتُ لهذا الغرض منذ البداية ، إنه زفاف صديقتي ..”
كانت دافني تقصد صديقتها سايكي ..
“أليس الشاب رودريغيز هو من سيتزوج على متن تلك السفينة؟”
قال الرجل الذي كان يقوم بدور الموزع ، بينما كان يجمع البطاقات بوجهٍ متجهم ..
“الشاب رودريغيز…؟”
كانت هذه أول مرة ترى شخصًا غيرها ينتقد ابن عمها ، اتسعت عينا دافني بفضول ، ولمست مؤخرة رأسها التي كانت تؤلمها
قليلًا ..
“نعم ، ذلك ، روميو رودريغيز ، لم يُكمل سوى حفل بلوغه مؤخرًا ، فما الذي يعرفه لكي يكون وصيًا؟”
‘لقد مر أربع سنوات منذ حفل بلوغه ..’
“لقد قدم خدمة كبيرة في ليفيان ، لذا ربما لديه عقل يحمي به البلاد ، لكن ماذا لو كان مريضًا؟”
‘لا أعتقد أنه سيموت بهذه السهولة…’
نظرت دافني إلى الأوراق التي كانت تُخلط بمهارة بين يدي الموزع ، كانت تود أن تجادل ، لكن امتنعت عن ذلك ..
“هل يوجد أحد هنا لم يشارك في تلك الحرب؟ تبًا ، لا تزال الجروح التي أصبت بها من الطلقات تؤلمني كلما بدأ المطر …”
دون وعي منها ، رفعت دافني ذراعها ونظرت إلى جانبها ..
‘هل سأعاني أيضًا من الألم كلما بدأ المطر؟’
“لو كان والدي ملكًا ، لكنت أنا الوصي ، اللعنة على تلك الدماء الذهبية النبيلة!”
“أليس ذلك الشاب في نفس عمركِ يا آنسة؟”
ابتسمت دافني وهزت كتفيها ، محاطةً بنظرات الجميع ..
“شخص لا يعرف شيئًا عن الحياة يغرق في وهم الحب ويقرر الزواج ، كم مر من الوقت منذ قمع التمرد ليستنفد قوات العاصمة بهذه الطريقة؟”
‘كلام منطقي…’
أومأت دافني برأسها موافقة ..
“لو كان تيريوسا هو من نجح في التمرد ، لكان أفضل ، شخص مثله ، قد مر بتجارب صعبة ، سيفهم قلوبنا نحن الناس العاديين بشكل أفضل ..”
“توقف عن الكلام ، انظر إلى لون عيني هذه الآنسة ، إنه يذكرني بذلك اللون الأخضر القاسي للملكة السابقة روز ، ماذا لو كانت من دمائها؟”
انتباه دافني عاد فجأة عند ذكرها غير المتوقع ، كانت روز غرين هي الملكة السابقة ، وهي عمتها ، وجدت أن كلامهم كان منطقيًا ، فحدقت بهم ..
“يا آنسة ، هل هذه عيناكِ الحقيقية؟”
بدا أن تشادويك اعتقد أن دافني لا يمكنها المشاركة في “حديث الرجال”، فتحدث معها ..
“إنها عينٌ مزيفة ، هل تود أن تجربها؟”
أجابت دافني بابتسامة ملتوية ، ضحك الرجال بزفير وكأنهم يتنفسون الصعداء ، مما خفف من التوتر ..
“إذن ، هل أجرّبها؟ انظري إلى هنا قليلاً ..”
مد الرجل يده باتجاه دافني ، فتلوت ملامح وجهها وكأنها داست على شيء كريه ، قام الموزع بسعال عالي لإيقافه ..
“لنواصل اللعب ، تحققوا من أوراقكم ، هل سترفعون الرهان؟ أم تتراجعون؟”
تظاهرت دافني بالتفكير بعد أن تفحصت بطاقاتها ..
‘الأوراق سيئة ، وليس لدي مال ..’
لم يبقَ معها ما يكفي من المال للرهان ، شعرت دافني في الآونة الأخيرة بأنها تقع في مثل هذه المواقف كثيرًا ، وكان الشعور بعدم وجود مال غير مريحٍ لها ..
“تراجع ..”
ضحك الشاب الأشقر الجالس إلى يسارها بضحكة متعالية وقال:
“لماذا لا تضعين ثيابكِ كرهان؟ يبدو أنكِ لا ترتدين شيئًا من الأساس ..”
ظهرت على وجه الموزع علامات توتر واضحة ، كان ينظر إلى مكانٍ ما ، لكن دافني لم يكن لديها الوقت لتتبّع نظره …
‘هذا الشخص قد تجاوز حدوده ..’
ابتسمت قليلًا دون رد ، وضربت الطاولة بإصبعها عدة مرات ، ثم قلبت أوراقها دون تردد ..
“هل تريدين مني أن أقرضكِ بعض المال؟”
“لا تتحدث معي~”
أجابت دافني بنعومة ، وكانت تنوي في البداية الرد بلباقة وتقول “لا بأس”. ولكن خرجت مشاعرها الحقيقية دون أن تُدرك ، بسبب لحظة من الاسترخاء ..
“تذكرة الصعود التي ترغبين بها هنا”،
قال تشادويك بينما يضرب جيبه الأمامي بلطف مرتين ، رفعت دافني رأسها لتنظر إلى وجهه مرة أخرى ، عند النظرة الأولى ، بدا وسيماً ، ولكن بعد التمعن في ملامحه ، يمكن ملاحظة غطرسة الأرستقراطيين المعتادة بوضوح .
“إذا أردتِ ، يمكنكِ حتى أن تلمسيها.”
أخرج تشادويك صدره الضئيل بتفاخر ، مما دفع دافني للتفكير:
أوه ، هل أوجه لكمة له وأذهب إلى السجن؟ ..
في كل الأحوال ، بدا من الصعب الصعود إلى الباخرة “بيج رين” بالطريقة التقليدية ، بدأت دافني بوضع خطة بسيطة في عقلها: أضربه بالكرسي مرة واحدة ، وأنتزع منه التذكرة ثم أهرب إلى الباخرة ، حتى لو كان نبيلاً رفيع المستوى ، أو حتى من الأسرة الملكية ، هي لا تزال ابنة شقيق الملك وابنة عم ولي العهد وصديقة خطيبة ولي العهد المستقبلية ، وعلاوة على ذلك ، والدتها ، أمبر جرين ، التي تتمتع بالثروة والسلطة ، لطالما كانت تخطط لتزويجها من ولي العهد ..
“يمكنني حل الأمور بعد عودتي”
قالت دافني وهي تومئ برأسها بخفة ، تبدو الخطة معقولة ، والأجواء في المكان تشير إلى أنه حتى لو قامت بضرب هذا الرجل ، فلن يتجرأ أحد على التدخل ، كانت على وشك تنفيذ خطتها ، حين نادى أحدهم: “سيدتي”.
“نعم ، نعم؟”
كانت تقبض على حافة الكرسي بقوة عندما ناداها صوت مألوف ، التفتت لتجد الفتى الصغير الذي كان قد أرشدها سابقًا إلى هنا ..
قامت بتصويب ظهرها وأخفت توترها بوضع يديها خلف ظهرها
“كان هناك شخص ينظر إليكِ طوال الوقت من الجهة الأخرى ، هل تعرفينه؟”
أجابته دافني بتردد بينما استدارت لترى الجهة التي أشار إليها ، كانت هناك مجموعة من الرجال أصحاب الشعر الأسود يلعبون البوكر بصوت عالٍ وضوضاء ، ولم يكن هناك أي شخص يلفت انتباهها بشكل خاص ، ولكن حين نظرت بتمعن ، تلاقت نظراتها مع شخص ذي عينين خضراوين كان يحدق بها طويلاً ، خفضت دافني عينيها ، ثم وضعت يدها أمام شفتيها وهزت رأسها ، الفتى ظل واقفًا بانتظار جوابها …
“لا أعرفه ، هل يمكنك من فضلك أن تطلب منه أن يتوقف عن النظر إلي؟ إنه مزعج للغاية …”
وبكل برود ، استدارت دافني وجلست مجددًا ، الفتى حياها باحترام وغادر المكان ، بينما حاولت تهدئة نبضات قلبها المتسارعة .. قالت لنفسها:
“يا له من شخص مجنون.”
لمح تشادويك النظرة العابرة وعلق بدهشة ، أما دافني ، فشدت قبضتها محاولة كبح الغضب ومنع نفسها من النظر إليه مجددًا ..
ترجمة ، فتافيت …