After the ending, I saved the villain with money - 30
دعوة لم تصل إلى دافني …
وصلت دعوة من العائلة الملكية واحدة باسم ماركيز بوكاتور ، وأخرى باسم أمبر غرين ، كانت البطاقة البيضاء المزينة برموز تجريدية على هيئة أسد وحورية بحر بختم ذهبي تعبق بعطر خشب الصندل ..
“ماريل ، أليس لي دعوة؟”
لكن هنا ظهرت مشكلة أخرى: لم تصل الدعوة الخاصة بدافني!
“ما وصل إلى المنزل هو دعوتان فقط ، آنستي.”
“لماذا؟”
سألت دافني متسائلةً وعيناها مفتوحتان على اتساعهما ، وبالطبع ، لم يكن لدى الخادم ماريل أي سبب ليعرف السبب ، فبدا عليه الارتباك الشديد …
“هل ربما سُقطت سهواً؟”
“آنستي، أعتذر… لكنني لا أعلم ..”
دافني تابعت النظر باتجاه أمبر التي كانت تنظر إلى الدعوتين أمامها ، ثم حركت عينيها متبعةً يد أمبر وهي تسحب الدعوتين ، كان دبوس اللؤلؤ المثبت في شعر دافني يتلألأ مع ميلان رأسها بشكل مختلف …
“تسك …”
“أمي!”
كانت أمبر تحدق بالدعوة السميكة بنظرة كره ، ثم قامت بتمزيقها ورمت القطع في المنفضة ، وسرعان ما طغت رائحة السيجار الثقيلة على عطر الصندل ، ارتفعت ألسنة النار لتحرق الدعوة سريعاً ..
“دافني ، لا تذهبي ، ما الفائدة من حضوركِ؟”
“يا إلهي ، أمي ، لقد استثمرتُ وقتاً كبيراً في هذا الزفاف الملكي …”
“لماذا إذن أهدرتِ وقتكِ؟ هذا ليس حفل زفافكِ …”
قبضت أمبر يدها بإحكام ..
“نعم ، كان يجب أن يكون حفل زفافكِ أنتِ.”
قررت دافني أن تتجاهل الحديث باذلةً جهداً لسد أذنيها ، لكنها استمرت في التحديق بأسى في الدعوتين المحترقتين ، حتى وإن كانت قد أخذتهما ، فلن يسمح لها بالدخول ، إذ لم تكن هي صاحبة الدعوة ، لا، لكن… من هي دافني؟ ابنة شقيق الملك وابنة عم روميو رودريغيز ، وأيضاً الأقرب…
‘نعم ، كعدوة ظاهرة فحسب …’
وضعت دافني قبضتها على ذقنها لتغرق في التفكير ، هل كان اسمها غائباً من القائمة التي راجعتها قبل أيام؟ لم تكن قد دققت في هذا الجزء ، معتقدةً أن حضورها أمر بديهي ..
“داف …”
“نعم؟”
“ملابسكِ تبدو مبتذلة.”
كانت دافني ترتدي توب شيفون رقيقاً يكشف كتفيها ، بينما كانت أمبر ترتدي فستاناً أخضر يغطي يديها حتى المرفقين ، لتبدو كأنهما في موسمين مختلفين ..
“أليس جميلاً؟ الجو حار.”
كانت صادقة؛ فبعد انتهاء موسم الأمطار القصير ، بدأ صيف ساخن في ساكراديون ، وكانت الملابس المغطية للجسد بالكامل شديدة الحرارة …
“يجعلكِ تبدين كفتاة رخيصة.”
تجاهلت دافني ملاحظات والدتها وأخذت رشفة من شاي إيرل غراي ، كانت تعلم أنه لو خرجت بهذه الهيئة ، ستتبنى الأميرات الصغيرات من العائلة الملكية هذه الصيحة في أزيائهن ، ولن تتمكن أمبر من قول شيء حينها
“أمي ، هل يمكن أن تعطيني بعض المال؟”
هل تطلب المال؟ دافني التي لم يكن ينقصها شيء ، والتي عاشت حياة مرفهة بلا أي هموم مادية ، تجد نفسها الآن تطلب من والدتها المال ..
“ابقِي في المنزل.”
“من أجل شراء ثوب للزفاف ، فقط.”
“قلتُ لا تذهبي ..”
“أمي ، لقد رأيتُ القائمة ، لقد أتى بعض أفراد العائلة الإمبراطورية أزينتار ..”
لم تكن دافني من النوع الذي يكذب ..
كان قد اتُّفق على حضور ثلاثة أو أربعة أفراد من العائلة الإمبراطورية الفرعية بفضل علاقتها بروميو ، وقد استغرق تجهيز الغرف بما يناسب أذواقهم عدة أشهر من العمل الشاق ..
“الشمس في لاكتييا جميلة كدرب التبانة~ أن ألتقي بشخص ما على متن سفينة فاخرة في عرض البحر ، أمر مصيري بالفعل~! ألا تعتقدين أن ضوء القمر قد يجعل الشعر الفضي يبدو أشقرًا؟”
كانت دافني تضع يدها تحت ذقنها بتعبير يشبه فتاة واقعة في الحب ، مما جعل عيني أمبر الذهبيتين تضطربان شيئًا فشيئًا ..
“أعتقد أنه من السهل الوقوع في الحب أثناء الرقص مع أي شخص على متن السفينة ليلًا ، وسمعت أن من يمسك بباقة الزفاف سيصاب بلعنة تفرض عليه الزواج خلال ثلاثة أشهر~”
توقفت دافني للحظة؛ فقد كان هذا الاعتقاد خرافة من حياتها السابقة ولم تسمع به في هذا العالم ، لكنها ممتنة أن أمبر لم تسأل عن المصدر …
“هل تعتقدين أنني حقًا لن أذهب؟”
واصلت دافني محاولة كسب عطف أمها ، بينما كانت تعيد خصلات شعرها وراء أذنيها ، كانت أمبر تستمع إلى كلام ابنتها ، ورغم أنه كان واضحًا أن طلباتها لها هدف محدد ، إلا أنها بدت معقولة عند سماعها ، ورغم أن أمبر كانت قد منعتها عن الذهاب ، إلا أن المدعوين هم من أفراد العائلة الملكية أو النبلاء أو الأثرياء ، وكان من غير المعقول ألا يحضر أحد من دماء عائلة غرين ، وهي عائلة النسب الملكي ، أضف إلى ذلك أن المتمرد الذي كان يزعجهم قد اختفى ، ودافني كانت تتصرف بنضج وتدير أمورها بحكمة ، ولم يحدث أن ندمت أمبر على سماع نصيحة ابنتها ، وضعت أمبر سيجارها جانبًا وقرعت الجرس ، ليرن بصوت عذب يعم الحديقة …
“هذه المرة فقط …”
“رائع! ..”
فمهما يكن ، كان من الممتع دائمًا الاستفادة من دعم الأم ..
❖ ❖ ❖
“هذا جنون …”
“أرني بطاقة الدعوة ، من فضلكِ ..”
“ألا تعرفني؟” غمر صوت دافني الغاضب ضجيج صافرة السفينة ..
“أنا… أنا دافني بوكاتور ، مديرة فندق ساترن ماريال ، وابنة عم روميو رودريغيز…”
كانت الحرارة بالفعل لا تُطاق ، ومع شعور الإحراج الذي غمر وجهها ، بدأ لسانها يتلعثم!
“حقًا؟”
نادراً ما كان هناك أشخاص يقفون في وجه دافني في حياتها الحالية ، لكنها اضطرت للوقوف في الطابور عند ستة مداخل ، وتكرار العبارة
“أنا دافني ، ابنة بوكاتور وغرين”
حوالي ست مرات بصوت عالٍ ..
“يبدو أن هناك نحو عشرين شخصًا خلفكِ من عائلة بوكاتور ، آنسة.”
“لا ، أنا فعلاً!”
“أرني بطاقة الدعوة ، من فضلكِ …”
لكن الحراس المتشددين كانوا يقطعون الطريق دون مرونة ، كما قال الحارس ، كان هناك العديد من الفتيات ذات الشعر الأحمر والظل الذهبي اللامع على أعينهن في هذا الميناء ، يبدو أن خبر فقدان بطاقة دافني بوكاتور قد انتشر ، وأصبح الجميع يدعي أنه دافني!
“مظهركِ لا يبدو بمستوى مديرة ساترن ماريال ..”
“هل تجرؤ على انتقاد ملابسي …؟”
نظرت دافني إلى ملابسها ، كانت الحفلة الكبرى ستبدأ في المساء ، وكانت خطتها أن تدخل وتستريح أولاً ، لذا اختارت زيًّا بسيطًا.
كان الفستان الرقيق من “الأعمال الفنية” للمصمم الذي تستثمر فيه أمبر مبالغ ضخمة كل عام ، وكيف يتجرأ أحدهم على وصفه بـ”الخفة”؟
“هذا الفستان أغلى من أحشائك الداخلية ، ألا تعلم؟”
قالت دافني بنبرة مستاءة ، وطرقت بضع مرات على صدرها ، ليشتعل مكان الجرح بألم شديد …
“آه.”
“بطاقة الدعوة.”
رغم أن دافني عبست قليلاً بسبب الألم ، إلا أن الحارس لم يخفض صوته ..
“حقاً ، ألا تعرف من أكون؟ كيف لا تعرفني؟”
“هناك الكثير من الأوصاف التي تُطلق عليكِ ، لكن يبدو أن هذا لا ينطبق عليكِ الآن ..”
كانت شروط الصعود إلى السفينة تتطلب أولاً بطاقة دعوة مختومة بشعار العائلة الملكية ، ثم إجراء مطابقة بين جواز السفر والصورة والأسماء الموجودة في القائمة ، وبما أن دافني لم تكن تحمل بطاقة الدعوة ، لم تتمكن من تجاوز الخطوة الأولى ..
“الصحفيون هم من وصفوني بالقسوة ، ماذا عساي أفعل إن كان هذا شكل وجهي!”
نزلت دافني بعصبية على الدرج الحديدي ، وقد تمازج لون وجهها بلون شعرها ..
. “هذه هي العواقب التي جلبتها على نفسي.”
ضحكت دافني بمرارة وهي تضع يدها المرتدية قفازًا على جبينها ، كانت تلك الشروط التي وضعتها بنفسها …
“آه ، هل جُننت؟ تباً… أريد على الأقل أن يعيدوا لي ملابسي!”
كانت أمتعتها ، بما فيها ملابسها وإكسسواراتها التي شحنتها قبل أيام ، محبوسة في غرفتها على متن تلك السفينة الفاخرة ، كان مجرد التفكير في ذلك كافياً لإشعال غضبها ، قبضت دافني بيدها بشدة واتجهت نحو ناريد ، التي كانت تقف بعيداً ..
“آنستي ، لماذا عدتِ؟”
كانت ناريد ، التي خرجت معها لوداعها ، تراقب دافني الغاضبة وهي تعود نحوها بقلق .
بشعرها الرملي الذي يثبته خلف أذنها ، بدت كفتاة نبيلة …
“هل حدث شيء ما؟”
“أولئك الأوغاد…!”
كانت دافني على وشك أن تشرح لها التفاصيل ، لكنها أمسكت لسانها ، لماذا تقلق شخصاً على وشك أن يأخذ إجازة؟ هزت دافني رأسها وغيّرت حديثها .
“أخبروني أنني أستطيع الدخول لاحقاً ، يمكنكِ الذهاب الآن ..”
“لماذا؟ وأنتِ ، آنستي ، ألا تستطيعين الدخول؟ ..”
نظرت ناريد إليها باستغراب…
“نعم ، السفينة ستغادر بعد خمس ساعات ، ويبدو أن هناك ترتيباً محدداً ، اذهبي أنتِ الآن ، ستتأخرين …”
“لكن ، ألن تبقي هنا لمدة خمس ساعات؟”
دفعت دافني ناريد بسرعة باتجاه السيارة ، نظرت ناريد إليها مراراً وتكراراً ، لكنها اندست بسرعة بين الناس ..
“هل يمكن أن يكون هذا من فعل روميو؟ هل يحاول السخرية مني …”
لكن ابن عمها الناضج لم يكن ليزعجها بهذا الأسلوب بعد الآن ، وبينما كانت تتنقل وسط الحشود ، كان وجهها مليئاً بالتجهم ، وفجأة ، تردد صوت الألعاب النارية ، وبدأت الأوراق تتطاير كالأمطار من السماء ..
“ما الذي يحدث بحق السماء؟”
عندما كانت الأمور تسوء ، كانت دافني تلقي اللوم على نفسها ، فبدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين ، كانت ترى أن القول بأن “كل شيء مسؤوليتي” ثم قطع التفكير كان أفضل لصحتها النفسية ، لكن الإهانات التي تعرضت لها خلال الأسابيع القليلة الماضية كانت لها أسباب واضحة ..
” سيلستيان …” انضغطت كلماتها من شدة عضها على أسنانها ..
الأمر كله بسبب ذلك الأمير الملعون صاحب العيون ذات اللون الزمردي المبهر! ..
“يا للـ…!”
قبل أيام ، كانت دافني تمضي وقتها في تخيل كيف سيتهشم الأمير قلباً وقالباً وهو يرى حبيبته سايكي تتزوج ، إذ كان تعبير “سقوط الأمير المهزوم” من التعابير التي تعشقها ..
“آه.”
مجرد التفكير فيه جعل الألم في مكان مرور الرصاصة يتضاعف بشكل رهيب ..
كل هذا بسببه ، بسبب ذلك الأمير ، ظهرت هذه الندبة على جسدها الثمين ، وتجمدت أموالها الضخمة بأمر من الوصاية ، وبدأت والدتها تضغط عليها للزواج ، وأيضًا ، سايكي ، التي كانت تبتسم لها دائماً ، صارت تستقبلها الآن بوجه عبوس! ..
إنه أمير لا يجلب سوى المصائب ..
لقد أنقذته ، فلم يكتفِ بالهرب ، بل وضعها في هذا الموقف المزعج ، لم يسبق لها في أي رواية رومانسية أن شاهدت بطلاً وسيماً يهرب ..
إلا لو كانت البطلة مجرمةً ، والقصّة من نوعية الإثارة!
‘لكنني لست مجرمة ، بل صانعة رومانسية تُتوج العشاق بحفل زفاف ..’
بدأت دافني تفكّك تسريحة شعرها التي صنعتها ناريد بعناية فائقة ، لدرجة أن بعض الزينة الملتفة عليها جرحتها وأدمعت عينيها ..
“سيلستيان ، لو أنني…”
بدأ المارة يراقبونها ، معلقين بأسف ، “يبدو أنها مجنونة بشدة لرغبتها في الصعود للسفينة ..”
وكان شعرها الأحمر متوهجاً كأنه تحت الأضواء ..
“حقاً سأقتـ… ”
وقبل أن تكمل ، التصقت ورقة طائرة بوجهها بفعل الرياح .
“آه ، بحق الجحيم!”
أزاحت دافني الورقة بغضب ، وكادت تمزقها قبل أن تلقيها بعيداً ..
“أول رحلة تاريخية بيج-رين”، ، فرصة ذهبية للحصول على بطاقة صعود… الطابق B1 بفندق نكرة…”
“مقامرة؟”
نظرت دافني إلى حقيبتها ، وبدأت زوايا فمها ترتفع ببطء ، من الواضح أن إلهة الحظ ما زالت تقف إلى جانبها ..
ترجمة ، فتافيت ..