After the ending, I saved the villain with money - 27
“قلتِ إننا سنذهب في نزهة!”
“ها قد أتينا ، إنها نزهة مليئة بالنشاط ..”
هزّت دافني كتفيها وهي تحمل البندقية الثقيلة بثبات ، استمرت الخادمة في التذمر وكأنها تعاني من صدمة بعد أن جاءت معها وقد تأنقت بفستانها الجميل ..
“هذا فستان اشتريته من راتب شهرين ، آنسة!”
أظهرت ناريد حافة فستانها الملطخة بالطين الرطب كأنها تتفاخر بها ، كان الفستان مزيناً بأشرطة في كل طبقة ، مما جعله يبدو غير ملائمٍ تماماً لميدان الرماية ..
“لقد بدا مبالغاً فيه بعض الشيء ..”
حتى دافني كانت ترتدي فستاناً أسود من الحرير يغطي كل بشرتها ..
“وأيضاً! ما بالكِ تحملين البندقية رغم أنكِ لم تتعافي بالكامل بعد؟”
كانت الخادمة ، رغم مظاهر امتعاضها من الفستان ، قلقة أكثر على صحة دافني ..
“آه ، سأشتري لكِ فستاناً جديداً ، جديداً تماماً ، من أي ماركة هذا؟”
“لا داعي ، لديّ المال ، كما تعلمين!”
“أكثر مني؟”
“التأنق هو متعتي ، فلا تمنعيني من ذلك!”
بينما كانت كيشا تؤكد أن دافني تتصرف كما لو كانت في مزاجها المعتاد ، التقطت ناريد ما كانت تراه من حزن دافني الخفي ..
كانت ناريد تتمنى أن تخفف عن دافني وتخرجها من جو الكآبة ، لذا اختارت ارتداء ملابس غير مناسبة وصاخبة لجذب الانتباه وجلب المرح ..
لاحظت دافني نواياها ولم تكن غافلة عنها ، فابتسمت للحظة وجيزة قبل أن تخفي تلك الابتسامة سريعاً ..
“يبدو أن موسم الأمطار قادم ..”
اقترب ميشا ، الذي كان واقف بعيداً ، وفتح المظلة باتجاه دافني ..
نظرت دافني إليه ، وهي تميل رأسها متعجبة .
“يبدو أننا لم نلتق منذ وقت طويل ، لماذا أشعر هكذا؟”
عند مراجعة ذاكرتها ، تذكرت أنها رأته للحظات عند مغادرتها المستشفى ، ولم تره منذ ذلك الحين ، من الطبيعي أن يكون ميشا مشغول ، هو المساعد ويتحمل جزءاً من مسؤوليات دافني أثناء غيابها ، اعتادت دافني أن يكون ميشا برفقتها للعمل ، ولهذا بدا غيابه وكأنه استمر فترة طويلة ..
“مر وقت طويل ، أليس كذلك؟”
لمست دافني ذراعه بلمسة خفيفة ، فانتبهت عينا ميشا الرماديتان إليها ، وضبط إطار نظارته ..
“ماذا؟”
“ماذا؟”
ضبط ميشا إطار نظارته مرة أخرى ، مالت دافني برأسها يساراً ..
“لماذا تتجنب النظر إليّ؟”
تساءلت عما إذا كانت إيماءة احتجاج صامتة على كونه مشغول بينما رئيسته تقضي وقتاً بالمرح ، كان تخميناً منطقياً ..
لمست دافني ذراع ميشا بلمسة ناعمة وضحكت ..
“كنت مريضة ، سأعود إلى العمل من الأسبوع القادم ، لا توجد مشاكل في الفندق ، أليس كذلك؟”
“نعم ، يمكنكِ أن ترتاحي قدر ما تشائين ..”
“إذاً ، هل يمكنني أن أستريح حتى انتهاء مراسم الزفاف الملكي؟”
“آه ، هذا كثير بالفعل ..”
تصلبت ملامح ميشا للحظة كما لو أن الطلب قد أزعجه حقاً ، لوحت دافني بيدها ، مشيرة إلى أن الأمر كان مجرد مزحة ..
لم يتبقَ سوى أسبوعين فقط على مراسم الزفاف الملكي ، وكانت ما يسمى بمشروع “النهاية السعيدة” يقترب من النجاح ..
“لكن…”
لم تكن دافني سعيدةً على الإطلاق ؛ فقد تعرقل كل ما خططت له ..
لم يمضِ سوى عشرة أيام منذ اختفاء سيليستيان تيريوسا ، وكان روميو هو الشخص الوحيد الذي استطاعت طلب المساعدة منه ، لكن ، بعد أن رفض مساعدتها ، أصبح عدد من يمكنهم مساعدتها في ساكراديون صفر ..
أما المنظمات السرية التي كان يمكنها التحرك سراً ، فقد كانت تضع شروطاً صارمة وكانت باهظة الثمن ، ورغم أن دافني لم يكن لديها أصدقاء ، لكنها لم تكن تفتقر إلى المال ، فقررت التوجه إلى عالم الظلام سيئ
السمعة ..
― “دافني بوكاتور ، الطلب غير مقبول لعدم استيفاء الشروط …”
ضرب ختم أحمر على شكل مستطيل يحمل عبارة “الشروط غير مستوفاة” رأسها بقوة ..
“أوه ، أمي…”
كانت أمبر غرين قد وضعت ميراث دافني بالكامل في صندوق ائتماني ، وبدا أن والدها ، الذي كان مدير البنك ، قد انضم إلى صف أمبر هذه المرة …
“استيقظت لأجد بطاقتي الائتمانية ذات السقف غير المحدود معطلة…”
ولو قررت أمبر أخذ منجم الذهب كضمان وتحويله إلى ديون حقيقية ، فستصبح دافني غارقة في ديون هائلة ، وقد لا يكون أمامها من خيار سوى بيع جميع أعمالها ..
― “تزوجي من ولي عهد أزانتر ..”
كانت أمبر قد قدمت الحل لدافني بشفتيها الحمراء الجذابة …
“لن أبحث عنه.”
لهذا السبب ، قررت دافني التخلي عن البحث عن سيليستيان ..
“في الحقيقة ، لم أكن أحبه إلى هذا الحد…”
كانت تواسي نفسها بهذه الكلمات ..
بفضل الوقت الذي أمضته في اللهو والاسترخاء خلال الأيام العشرة ، شُفي الجرح الذي تركته الرصاصة بسرعة ، ولم يبقَ من التجربة سوى درس لتكون أكثر حذراً عند إطلاق النار في المستقبل …
“يبدو أن موسم الأمطار قادم ..”
مسح ميشا طرف أصابعه المبللة بالماء ، رفعت دافني رأسها لتنظر إلى السماء ، وبسبب الجو الغائم ، كانت عيناها الصفراء أقل لمعاناً ..
لم تكن الأمطار في ساكراديون التي تعرف بجوها المشمس طوال العام ، تأتي بانتظام ، وكانت الأمطار قد بدأت تهطل في الأيام القليلة الماضية ، مما يعني أن مطراً غزيراً سيهطل قريباً ..
ورغم أن المطر كان خفيفاً بما لا يعيق إطلاق النار ، إلا أن ناريد ، التي كانت ترتدي ملابس كاملة من الرأس حتى أخمص القدمين ، شعرت بعدم الارتياح وطلبت الإذن بالمغادرة ، فسمحت لها دافني بذلك ..
بوم!
أطلقت دافني الرصاص على الأهداف الحمراء التي كانت تتطاير في الهواء بوجه خالٍ من التعبيرات ، وبينما كان من المفترض أن تركز على الأهداف التي كانت تُطلق بسرعة متزايدة ، كانت مشغولة بالتفكير في الرجل الذي لم يغب عن بالها ..
“لكن حقاً ، ماذا كان ينقصني لأقدمه له؟”
بوم ..
“هل كان ينقصه المنزل الريفي؟ أم كان ضيّقاً عليه السرير الصغير؟”
كانت قلقة على أمنه في المنزل الريفي ، أما السرير ذا الطراز الملكي والمغطى بالستائر ، فقد بدا مناسباً تماماً له ..
بوم ، بوم!
“حطّم الغرفة الرئيسية بنفسه ، فلماذا يلومني؟”
ورغم أنها لم تستطع إعطاءه منزلاً منفصلاً ، كانت قد رتبت لتقديم غرفة فخمة تناسب أميراً مثله ..
― “لماذا لا تنامين بجواري؟”
خطأ ..
― “نامي معي ، أنتِ تريدين ذلك أيضاً ، أليس كذلك؟”
الخطأ الثاني ..
“آه ، اللعنة.”
ارتفع هدفان ذات لون اخضر بقوة إلى السماء ، ثم سقطا إلى الأرض بزاوية قوسية ..
حتى الآن ، كانت كلماته تجعل وجهها يحمر كلما تذكرتها ، فبغض النظر عن نيته ، بقيت تلك اللحظة محفورةً في ذهنها وكأنها تملأ كل تفكيرها ..
― “ألا تحبيني…”
كم مرة أخبرت الأمير المتعطش للحب أنها تحبه؟ لم يكن قول “أحبك” صعبًا ، وكان نصفه صادقا على الأقل ..
عضت دافني على أسنانها ، بسبب ذلك الرجل ، جمدت كل أموالها دفعة واحدة ، وأصبحت أشبه بطائر ضعيف مسجون في قفص بيد أمها ..
ذلك الوجه الوسيم الذي وضعها في هذا المأزق مرة أخرى …
“هل… تشتاقين إليه ؟”
فوجئت دافني واستدارت نحو ميشا كانت وجنتاها قد احمرتا ، مما أثار استغراب ميشا ..
“من ؟ أنا؟”
“لا ، أعني لوحة النتائج ..”
” يا لك من ماكر ، لا داعي لأن تحضرها ، فأنا سأفوز اليوم …”
انتقل الدور إلى كيشا التي كانت قد جهزت بندقيتها بسرعة ورفعتها إلى السماء بنشوة ..
“مزعجة ..”
نزعت دافني قبعتها ذات الحافة الطويلة وأسقطتها عند قدميها ..
“هل لا تعجبكِ القبعة ؟”
“أم تظنين أنكِ ستخسرين ولهذا ترمينها؟”
سألها ميشا وكيشا ..
“نعم.”
“كيف لك أن تكون رجلاً ولا تستطيع إطلاق النار؟ إذا لم تصب الهدف سأسحب منك راتب ثلاثة أشهر ، اعتبرها معلومة.”
“ماذا؟ فجأة هكذا؟!”
ضغط میشا على البندقية بقوة وهو ينظر إلى عيني دافني الصارمتين ، التي عادت لتسحق قبعتها مجددًا ..
تبادلت كيشا وميشا النظرات وكأنهما شعرا للحظة أن ما تسحقه أسفل قدمها ليس إلا رأس شخص ما ، مما أرعبهما ..
” سأدفع ثمن الشراب.”
“لكن سيدتي ، لا يجب عليكِ شرب الخمر ..”
“لا ، سيدتي ، الشراب ليس خيارًا.”
بدأت الأهداف الحمراء تظهر في السماء بسرعة فائقة ، وراحت دافني وكيشا يطلقان النار عليها بالتناوب مدمرين كل صحن طائر واحدا تلو الآخر ..
ويبدو أن كيشا كانت في حالة جيدة اليوم ، فلم تسمح لدافني بالتقدم بسهولة ، مما جعلها تتردد فيما إذا كانت ستضرب ساقها أم لا ..
“أوه ، أليست الآنسة بوكاتور؟”
دافني كانت امرأة ناضجة ولديها مشروع خاص لذا كان يجب أن تُخاطب بلقب “السيدة بوكاتور” بدلاً من “الآنسة ” احترامًا لمكانتها ..
نظرت دافني إليهم بنظرة جانبية ، كانوا رجال أعمال نبلاء يوردون منتجات لفندقها كالشكر وأدوات التجميل والسيجار ..
تردد صوت إطلاق النار مرة أخرى ، وسقط الصحن مكسورًا على العشب ، كانت بندقية وينشستر الخاصة بدافني قد أسقطت صحنها العشرين ..
خفضت دافني بندقيتها لتحية الرجال ، وكيشا فعلت الأمر ذاته ، للحظة عم الصمت ميدان الرماية ، ثم امتلأ بصوت ضحكاتهم الغريبة ..
“السير” كارين ، السير داتي والسير هانون كيف حالكم ؟”
“سمعنا أنكِ انهرت بسبب الإرهاق ، هل تعافيتِ
تماما ؟ “
“لم يكن بسبب إغراق نفسكِ في لهو الرجال ، أليس كذلك ؟”
”ربما كان الأمر كذلك ..”
أجابت دافني ببرود بينما كانت عيناها الصفراوان تتجهان إلى الأعلى وكأنها تشعر بالملل ..
‘يبدو أنكم لا تزالون لا تفهمون معنى الكرامة…’
كانوا منشغلين بالضحك والثرثرة فيما بينهم لدرجة أنهم لم يلاحظوا الانزعاج الصريح الذي ظهر على وجهها ..
“كنا قلقين عندما سمعنا أن الآنسة بوكاتور لم
تستطع النهوض من سريرها لمدة ثلاثة أيام.”
“أشكركم على القلق ، لكن لا داعي لذلك ، كما ترون أنا بخير تماما ..”
ميشا وكيشا قدما تحية بسيطة لهما ، ثم ابتعدا عنهما بضع خطوات ، همست كيشا متسائلا عن هويتهم ، فأجابها ميشا باختصار: “الثلاثي الأبله”.
“أبله ؟”
”اخفضي صوتكِ ، أيتها الحمقاء.”
”يبدون بمظهر لائق ، هل هم رجال أعمال؟”
“نعم ..”
تحدث الشقيقان بصوت منخفض قدر الإمكان ، ضغطت كيشا الزر بعد أن حطمت الصحن الطائر ، وبهذا تخلفت دافني عنها بفارق ثلاث نقاط ، فتوقفت الصحون عن الظهور ..
”لكن اليوم ، الأمير الأول ليس هنا ..”
قال أحد الرجال الذي بدا وكأن رأسه مغلف بالزبدة ..
” ألا يجب أن نوقفها؟”
“انتظري فقط . “
دافني ظلت ثابتة في مكانها ، لكن كيشا قفزت فجأة في ارتباك ، وأمسك ميشا بذراعها ليمنعها من الاقتراب ..
”تعودين للرفقة القديمة بعد أن كدتِ تأخذينه معكِ في كل مكان ، أليس كذلك؟”
”أين هو الخائن ؟ هل ربطته إلى السرير ، ربما ؟”
ارتجفت كيشا مرة أخرى ، من زاوية رؤيتهم ، كانوا يرون مؤخرة رأس دافني فقط ، حركت قدمها قليلا ، ثم داست على القبعة التي برزت قليلا على الأرض ، مرة أخرى بكل قوة ..
“يا رجل ، ألا يجب أن نوقفها ؟”
“أخبرتكِ ، لا بأس.”
بدت القبعة المدفونة في الوحل وكأنها تتوسل للنجاة ..
روميو كان ينوي أن يعلن وفاة سيلستيان ، لكن بما أن أثره لم يُعثر عليه ، انهار ذلك المخطط ، واختفى ما حدث في المقهى كأنه لم يكن ..
سيطرة العائلة الملكية على الإعلام كانت مذهلة كما هي دائمًا ، حتى بعد إصابة “المرأة الشريرة في سیکرادیون”، التي كانت خطيبة روميو السابقة برصاصة ، لم يكتب أي شيء في الأخبار ..
“أوه ، السير داتي كان محقًا ، لقد شعرت بالملل ..”
رغم صوتها المفعم بالدلال شعر الجميع بقشعريرة تسري في ظهورهم ..
“كنت أعتقد أن الأمر سيستمر لفترة طويلة هذه المرة …”
“لذا قتلته ..”
وضعت دافني إصبعها على الزناد ، لكن بدا أن البندقية غير محشوة ، حيث لم يُسمع سوى صوت خفيف عند ضغطها …
“هاها ، ما زلتِ تتلاعبين بالكلمات؟ تظنين أننا سنخاف ؟”
“أنا لا أكذب ..”
قالت دافني ببرود ، فبدت علامات التوتر على وجه رجل الأعمال الذي تحدث للتو ..
“إذا كنت تفكر في أن تدفن مع الأمير في نفس
المكان ، فقط أخبرني سمعت من مكان ما…”
رفعت دافني البندقية الثقيلة ، وابتسمت بخبث مع رفع طرف شفتيها ، مما جعل مظهرها يبدو أكثر خطورة ..
”يقال إن جثث البشر المدفونة حية تكون سمادًا جيدا لجذور الأشجار …”
ترجمة ، فتافيت ..