After the ending, I saved the villain with money - 26
الأمير المختفي ..
في مدينة سيكراديون التي تملؤها أجواء الصيف ، كان صوت سايكي المخيف هو الصوت الوحيد الذي يمكنه أن ينافس صوت والدة دافني ، توقفت دافني لوهلة لتعيد التفكير في كلماتها ..
‘هل تقول بأن سيلستيان رحل؟’
كانت ملامح سايكي حازمة للغاية ، مما جعل دافني تدرك أن غرضها لم يكن إخافتها ، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الأشياء في
هذا العالم التي قد تثير خوفها حقاً ..
“هذا ليس ممتعاً.”
“لم أقل هذا لتجدي الأمر ممتعاً ، دافني ..”
“إلى أين يمكن أن يذهب؟ أين يستطيع الأمير أن يذهب؟”
فتحت دافني الباب بلا تردد ، على المقعد المؤقت في الممر ، كانت كيشا جالسة متكئة على الحائط ، وقد استلقى رأس ناريد على ركبتيها ، كانت الحارسة الشاحبة كالهياكل العظمية ، بينما الخادمة بدت كحبة كستناء منتفخة ..
تسللت دافني نحوهم بهدوء لتفاجئهم ..
“آنستي.”
بدأت عينا كيشا الرماديتان ، اللتان كانتا نصف مغمضتين من النعاس ، بالتركيز تدريجياً ..
عبست دافني قليلاً ، إذ لم تحصل على رد الفعل الذي كانت تتوقعه ..
“ألستِ نائمة؟”
“استيقظت منذ أن جاءت الآنسة دينفر ، هل أنتِ بخير؟”
ظهرت على كيشا تعابير بريئة ، مما جعل دافني تعانق رأسها بقوة ، ثم قامت بتثبيت شعرها الطويل خلف أذنيها ..
“أنتِ ميتة من شدة التعب ، نحن في الجنة.”
“لا يمكن أن تكون هذه جنة طالما أنتِ فيها ، آنستي …”
“أوه~ ما زلتِ تردين عليّ ، أليس كذلك؟”
أمسكت كيشا ذراع دافني بلطف ورفعتها ، كأنها تتحقق من الجرح الملفوف بضمادة ..
“يبدو أنكِ تتحسنين بسرعة ، وهذا أمر مطمئن …”
“قالوا إنه كان مجرد خدش ، لكن يبدو أنني قد أبالغ ، أشعر ببعض الإحراج الآن ..”
“لماذا تقولين هذا؟”
ظهرت على كيشا علامات الدهشة وهي تهز رأسها ..
“آنستي؟”
استيقظت ناريد أيضاً عند سماع المحادثة ، وبدأت تتفحص وجه دافني وجسدها الملفوف بالضمادات ، وسرعان ما بدأت تبكي بهدوء ، وبدأت تضرب كيشا بقبضتها ..
رغم كلماتها ، شعرت دافني ببعض الارتياح لرؤية قلقهم عليها ، ففي مرات سابقة ، كانت تمر بتجارب كهذه وحدها تماماً ..
“أين سيلستيان؟”
“في الحقيقة ، قد ذهب إلى مكان ما لفترة قصيرة …”
ضحكت كيشا وكأنها غير مصدقة ما قالته ، وابتسمت دافني بابتسامة جانبية ..
“أين يمكنه الذهاب؟ إلى الحمام؟”
“دافني …”
أتى صوت سايكي الهادئ من الخلف ، مما جعل قلب دافني ينبض بسرعة ، شعرت وكأنها ستسمع شيئاً لا تريد سماعه ، وراودها هذا الشعور في مثل هذه المواقف دائماً ..
“سيلستيان قد رحل ، أقول الحقيقة.”
“ماذا تعنين برحل؟”
“أعني ذلك حرفياً ، لقد اختفى ، بحثنا عنه في كل مكان ، لكن لم نجد أي أثر له ، لن تكوني في خطر بعد الآن ، دافني …”
تألقت عينا سايكي الزرقاوان بلمعان حاد ، وفي الوقت ذاته ، خفت بريق عيني دافني الذهبيتين ، أشاحت كيشا بنظرها بعيداً ، وبقيت ناريد تنظر إلى الأرض فحسب ..
“دافني ، إذاً…”
“فهمت ، لذا اصمتي قليلاً ، يا آنسة دينفر ..”
تلاشت الحرارة من صوت دافني تماماً ، وبدأت سايكي تنظر إليها بتوتر واضح ، وكذلك فعلت حارستها وخادمتها ..
“أنا…”
توقفت الكلمات على طرف لسانها ..
“أريد فقط أن أستحم قليلاً ..”
بمجرد أن تمتمت دافني بذلك ، قفزت ناريد واقفة ، دخلت إلى الحمام الملحق بغرفة المستشفى ، حيث ساعدتها الخادمة على تنظيف كل البقع التي تشعرها بالانزعاج ، بقيت دافني صامتة طوال الوقت ..
❖ ❖ ❖
مكتبة آمبر غرين الخاصة ..
كانت دافني بوكاتور مستلقية على الأريكة المربعة التي وُضعت في وسط المكتبة ..
“كيف يمكنني وصف هذا الشعور؟”
نظرت دافني إلى السقف المزين بصور ملائكة صغيرة بتعابير غريبة ، كانت عيناها الصفراء المعكرة تتنقل بين الرسوم وهي تحاول عدّها ، خمسة عشر ، كلها محاطة بإطارات من الذهب الخالص ..
كان المنظر فاخراً بشكل مثير ، بل ويبعث على الشعور بالثقل أيضاً!
‘لو قمتُ بانتزاعها كلها ، هل ستشعر أمي بما أشعر به؟ ..’
عندما عادت دافني إلى المنزل بعد خروجها من المستشفى ، وُجدت أن غرفتها كانت مغلقة بقفل ، وتم إرسال الخدم إلى منازلهم بحجة إجازة ، وبعد أن اضطرت دافني للإقامة في غرفة في المبنى الرئيسي لعدة أيام ، وجدت نفسها في حالة حرب باردة مع آمبر …
كانت آمبر تتصرف بغضب علني في المجتمع الراقي ، مدعية أن ابنتها العزيزة قد أصيبت بطلق ناري بسبب أحد المتمردين ، لكنها عندما كانت بمفردها مع دافني ، كانت تُلقي نظرات توحي بأنها كانت تتوقع ذلك ..
لم يُمنح لها حتى وقت للبحث عنه بجدية ، في مثل هذا الوقت ، كان سيلستيان قد تمكن من الهرب ومغادرة مدينة سيكراديون ، بأي طريقة كانت ..
“آه… أشعر وكأنني فقدت جهازي الآيماك الجديد ذو الإمكانيات الكاملة في مقهى ستاربكس …”
لو سألني أحد عن السبب الذي جعلني أحمله معي ، لما كانت لدي إجابة ..
“كيف لي أن أعرف أن هذا الشيء الكبير سيختفي؟”
بدقة اكثر ، فهو كأنه رحل بمحض إرادته ، وهذا يزيد الأمر سوءاً ..
لماذا كنت أثق به إلى هذه الدرجة؟
“ربما لأن سايكي كانت بجانبي؟”
حتى أقرب المقربين منها ، كانت تُمسك زمام أمورهم بحيث لا يستطيعون الابتعاد عنها ، فما الذي جعلها تثق بهذا الرجل تحديداً ..
“كنتُ قد مهّدت له الطريق ليرحل بكل سهولة.”
شعرت دافني ببرودة تنتشر في يديها وقدميها ، جلست بسرعة وأمسكت برأسها المتألم ..
كثرت الأفكار التي تومض في ذهنها حتى توصّلت إلى نتيجة واحدة واضحة ..
“لقد كنتُ ساذجة جداً ، كل هذا بسببي ..”
كانت من اختارت أن تُبقيه آمناً ، ومن قررت السماح له بالرحيل بلا مبالاة ، لذا فقد كان فقدانه في النهاية بسبب اختيارها ..
“لكن ، تباً! هل يهرب بهذه الطريقة؟”
شعرت بالغضب يجتاح جسدها ، ثم شعرت بيد دافئة تربت على ظهرها ، كان صاحب هذه اليد هو روميو ..
“روميو…”
لم يكن بطل الرواية ، الذي جاء بنفسه إلى هنا، ضيفاً مرحباً به على الإطلاق ، بشعره الأسود وعينيه الذهبية اللتين تثبتان أنهما يشتركان في الدم ذاته ..
“لقد ناديتكِ عدة مرات ، لماذا لم تسمعيني؟ هل فقدتِ السمع ؟”
”سمعي جيد بالمناسبة ، روميو ، سمعت أن سیاستیان…”
”لقد هرب سمعت بذلك ، كيف حال جسدكِ؟”
رد روميو بغضب ، وانكمشت المسافة بين حاجبيه ، كان ابن عمها يبدو مخيفاً للغاية ، وقد بدا غاضباً أيضاً ، مما جعل دافني تخفض بصرها بشكل تلقائي ..
“طالما أنك تتنفس جيداً ، فلا بأس ، أعضاؤك
سليمة.”
لكن شفتيها نطقتا بكل ما أرادت قوله بوضوح
“لماذا أتيت؟ ألست مشغولاً؟”
“سمعت أنكِ كدتِ تموتين ..”
ورغم كلماته ، بدا روميو قلقاً بشأن دافني ، حيث وضع يده الكبيرة على ظهرها عدة مرات ، مما جعل دافني تبتسم بسخرية ..
“ليس لدي ما أعطيك إياه ، إلا إذا كان لدي شيء يجب أن آخذه منك …”
تراجعت دافني للخلف ، وأخرجت صورة من جيب بنطالها وقدمتها لروميو ..
“ما هذا؟”
ضيق روميو عينيه وهو ينظر إلى الصورة ، كانت نسخة أصلية لصورة من مصوري الباباراتزي ، التقطت عندما تم استعادة مكانة سيلستيان كأمير سيكراديون ..
( الباباراتزي : مطاردو المشاهير من المصورين)
عندما تم قمع التمرد ، كان من المفترض أن كل الصور أو الصحف التي تحتوي على صورة سيلستيان قد أتلفت وأحرقت في العاصمة ، لذا لم يكن هناك فائدة من السؤال عن مصدرها ..
”وماذا تريدين مني أن أفعل؟”
” ابحث عنه ..”
تنهد روميو كمن سمع طلباً لا يريد تلبيته ..
“دافني ، لا أستطيع مساعدتكِ في البحث عن
أخي ..”
“لماذا ؟”
“ماذا تقصدين بلماذا ؟”
“لو أرسلت بعض رجالك ، يمكنك العثور على هذا الأمير المعدم خلال ساعات قليلة ، لقد ساعدتني في العثور على أشخاص من قبل ..”
”الأمور مختلفة الآن ، الموقع والوضع قد تغيرا …”
روميو ، الذي كان أميراً ، أصبح الآن ولي العهد في الوقت الحاضر ، أصبح أشبه بملك فعلي ، لو سرت شائعات أنه يبحث عن متمرد ، فماذا ستقول الألسنة في الأزقة ؟
ولي العهد ، الذي كان يريد أن يصبح ملكاً بأسرع وقت ، يتهم بالتآمر على التمرد ..
لم يكن من الصعب تخيل ما سيقال ..
“لماذا تظنين أنكِ أصبتِ؟”
أمسك روميو بمعصم دافني الأيسر بشدة ، وأضاف بنبرة محذرة ، انتشر الألم من موضع قبضته إلى جانبها ، مما جعلها تشد عضلاتها ..
“أوهه ، مؤلم!”
كان يقصد تذكيرها مرة أخرى بأنها تعرضت للإصابة ، كان الألم قوياً لدرجة أن دافني شعرت وكأن ذراعها ستتمزق كادت أن تضربه بيدها الحرة ، لكنها توقفت ..
“روميو ، هل تظن أنني أطلب منك العثور عليه سالماً ؟ ليس عليك فعل ذلك هذه المرة ، يمكنك أن تقطع ساقي الأمير أو يديه ..”
على مدار الأيام القليلة الماضية ، أرادت دافني تدمير كل ما تراه لكنها امتنعت عن ذلك ..
”عليكِ دائماً أن تضعين مكانتكِ وواجبكِ في عين الاعتبار يا دافني ..”
كان التصرف باندفاع دون التفكير في العواقب أمراً كانت تفعله فقط عندما كانت تجهل طبيعة العالم ، لكن الآن ، وقد أصبحت محط أنظار العديدين ، لم يعد بوسعها التصرف بهذه الطريقة ..
كتمت دافني اندفاعها ..
”لا ، أحضر لي رأسه لأستخدمه بدلاً من أغريبا ، ربما كان يجب أن أحضره ميتاً منذ البداية ، لماذا أحضرته حياً؟ هل أنا غبية ؟”
أطلقت تلك الكلمات بلا مبالاة ، ولم تكن تعنيها حقاً ..
“إذا قمتَ بالبحث وقتله وأحضرت جثته ، فلن تلاحقك الشائعات السيئة ، سيقولون فقط إنك قمت بما كان عليك فعله. ..”
“اعتبريه قد مات …”
كان هذا الكلام مألوفاً ، ما جعل دافني تتوقف للحظة ..
“سنعلن عن ذلك من جانبنا أيضاً ، لقد كان من المفترض أن يموت منذ البداية ..”
“لا أريد سوى سيلستيان …”
“لماذا أنتِ متمسكة به هكذا؟ هل يعطيكِ المال؟”
تأملت دافني سؤال روميو بعمق ، لماذا اتمسك به ؟ يمكنها القول إنها تحبه لأنه جميل حين يبكي ، ممتع حين تمازحه ، ويجلب السعادة بوجوده إلى جانبها ، أما بشأن المال…
“يلهمني الدافع لكسب المال ، فهو الوحيد الذي يفعل ذلك …”
ضحك روميو ضحكة خافتة لالتماسها ..
“سأشتري لكِ واحداً جديداً ، يشبهه ، لديكِ اهتمام بأي شاب اشقر ، أليس كذلك؟”
“كم يسهل عليك الكلام ، أليس كذلك؟”
لم تستطع دافني أن تضحك ، فقط أنزلت عينيها الذهبية ، كابحة شيئاً كاد يطفو من حنجرتها ، احمر وجهها الشاحب بلون شعرها القرمزي ..
“روميو ، هل حقاً لن تساعدني؟”
“نعم ، يكفي ..”
“حتى لو بعتُ نقطة ضعفك المميتة لإمبراطور أزانتر؟”
نقطة ضعف البطل؟ ضعفه القاتل؟ في الوقت الحالي ، لا شيء سوى سايكي ، لكن دافني لم تكن من النوع الذي قد يبيع سايكي مهما كلف الأمر ..
“أجل ، افعلي ما شئتِ ..”
رد روميو بهدوء ، وكأنه يعرف أنها لن تفعل ذلك ..
“ماذا لو أخبرتها بما كنت تفعله بي في صغري؟”
“يبدو أنها تعرف بالفعل …”
كان بارداً ، مشيراً بوضوح إلى الرفض ، كانت نظراته الذهبية المحملة بالملل تشعرها بضغطٍ خفي يطلب منها الاستسلام ..
“مع ذلك ، روميو…”
“كفى ..”
“روميو ..”
“دافني ، قلتُ كفى.”
“إذن ، ألا يمكنني على الأقل أن أحصل على وداع لطيف؟”
تذمرت دافني ، وبدت مستاءة بوضوح .
“أنتِ تتوقعين ذلك من فتاة قالت إنها ستقطع رقبته؟”
“قلتُ ذلك فقط ، لم أنفذه ..”
فتح روميو ذراعيه ليحتضن كتفي ابنة عمه التي تشكو كطفلة صغيرة ، كان العناق جافاً جداً وسريعاً ، وكأنه يطلب منها أن تصمت فقط ..
“يا ابنة العم …”
أعطاها روميو منديله ، مزيناً بتطريز جميل من صنع سايكي وعطرها لا يزال فيه ..
“إذا أردتِ البكاء ، ابكي ، لن أسخر منكِ ..”
“لن أبكي أمامك ، روميو ، ابتعد عني.”
لم تذرف دافني دمعة واحدة ، كان شعورها كما لو أن كل شيء مسدود ، وكأن وخز الإبرة على يدها سيجعل الدم يتفجر كالنافورة ..
‘صحيح ، ليس لدي أصدقاء ، لكن هل أفتقر إلى المال؟ ..’
كانت القوة التي تحرك الناس هي رأس المال ، ولم تكن دافني تجهل ذلك ..
ترجمة ، فتافيت ..