After the ending, I saved the villain with money - 25
لم تكن هناك مشكلة كبيرة في جسد دافني ؛ فالطلقة الذهبية لم تلامس سوى جلدها ، كان هذا رأي الطبيب ، ومع ذلك ، لم تفتح دافني عينيها بعد ، في الليلة الماضية ، تعرضت لضيق تنفس أدى إلى توقف قلبها ، مما سبب لها صدمة ..
شعر سيلستيان بدوار من تراكم العديد من الصور المتداخلة على وجه دافني ، الذي بدا مرهقًا أكثر من ذي قبل ..
“اللعنة ..”
عيناها الذهبيتان المطفأتان ، عيناها المغلقتان ، عيناها اللتان فقدتا بريقهما ..
‘إذا بقيت بجانبها ، ستبقى دافني في خطر دائم ..’
رغم أنه أراد أن ينكر هذا ، إلا أن الكلمات كانت صحيحة ..
“إذا كنت بجانب دافني!”
اتكأ سيلستيان بظهره على الحائط الأحمر ، وغطى فمه بيده ، حيث بدأ يشعر بالغثيان ..
من بعيد ، كان صوت الرعد يقترب؛ يبدو أن المطر سيهطل مجددًا ، رائحة التربة الرطبة كانت مزعجة بشكل غير معتاد ..
أخيرًا ، وضع سيلستيان ساعده على الحائط وبدأ في التقيؤ ..
“الدوق؟”
ظهر ميشا من الظلام ، يصطحب معه حصانًا أسود ، وعندما رأى العيون المحمرة التي نظر بها سيلستيان إليه ، لم يستطع إلا أن يحبس أنفاسه للحظة ..
“هذه…”
أعطى ميشا زجاجة صغيرة من الويسكي التي كان يحتفظ بها دائمًا من أجل دافني ، ابتسم سيلستيان برفق وأخذ الزجاجة ، مضمض بها فمه وبصقها ..
صعد سيلستيان بخفة على ظهر الحصان ، بدأ الحصان يطلق صوتًا مزعجًا من الدهشة ، لكنه بدأ يستقر تدريجيًا تحت لمسات الرجل المطمئنة ..
“هل ستعود مجددًا؟”
أعطى ميشا عباءة سوداء ، وسأل مرارًا وتكرارًا ..
“إذا كنت قلقًا لهذه الدرجة ، يمكنك إلغاء الصفقة …”
“لست متحمسًا لذلك ، لكن العمل الذي اقترحته عليّ مستعجل بالنسبة لي أيضًا ..”
أجاب ميشا بسرعة ..
كان عليه أن يسدد دينًا هائلًا دون علم دافني ، ولم تكن “المهمة” التي طلبها سيلستيان صعبة ، لكن كلما فكر سيلستيان في هذا السر ، زاد استغرابه ..
“المضاربة العقارية؟”
انفجر سيلستيان بضحكة خافتة من بين شفتيه ، ثم نقَر بلسانه ..
على الرغم من أن ميشا قد نضج كثيرًا ، إلا أن جسده النحيف وعينيه الرماديتين وشعره الأسود المربوط بعناية لم يتغيرا ، كما أن نظارته بدون إطار ، على الأرجح ، كانت من اختيار دافني ..
ميشا الذي يتذكره سيلستيان لم يكن يومًا ذلك الشاب الضيق الأفق ..
“رئيستنا مخيفة حقًا عندما تغضب ..”
بمجرد أن انتهى ميشا من كلامه ، بدأت قطرات المطر الثقيلة تتساقط ..
“أنت المخطئ لأنك تتجول وأنت تفعل أشياءً كهذه وأنت تعرف ذلك …”
بدت تعابير ميشا وقد تحولت إلى كآبة ..
“أتعجب لماذا اقترضت دينًا من هذا النوع رغم أنك بجانبها …”
رفع سيلستيان حاجبيه ، وأصبح وجه المساعد شاحبًا للغاية حتى في الظلام ..
“… لديّ ظروفي الخاصة أيضًا ، لكن أتمنى أن تجيبني ، هل ستعود أم ستذهب إلى الأبد؟ إذا كان الخيار الثاني ، فعليّ أن أجد طريقة للتصرف…”
“ميشا ..”
كان شعره الذهبي يهتز برفق مع الريح ، بينما كانت الأمطار الخفيفة تهطل على المكان ، بدأت برك الماء تتشكل بالفعل على الأرض ، خطا ميشا خطوة نحو الظل ليتجنب البلل ..
“نعم؟”
“سأعود على أي حال ، سواء أردت ذلك أم لا ..”
“ماذا؟”
أمسك سيلستيان بلجام الحصان بقوة وأطلق صوتًا خافتًا أثناء تحريكه ، مما جعل الحصان ينطلق على الأرض الموحلة ..
“ماذا يقول… أوف!”
غطى الطين وجه ميشا ..
❖ ❖ ❖
استعادت دافني وعيها بعد ثلاثة أيام ..
“هاه ، اللعنة ، شكراً يا آلهي …”
تنفست دافني الصعداء لأنها ما زالت على قيد الحياة ، وسعلت قليلاً ، وفتحت جفنيها بصعوبة ، إذ كان رأسها ينبض بشدة ، مما جعلها تشعر بعدم الراحة كما لو كانت نائمة لفترة طويلة ..
‘يؤلمني بشدة ..’
استنشقت رائحة المطهر الخفيفة من أنفها ، وحاولت دافني أن تركز بصرها ببطء ، أدركت أنها في غرفة بالمستشفى ..
بعد بضع دقائق ، بدأت حواسها تستعيد نشاطها كما لو أن أحدهم قد شغّل زرًا ..
‘إنه أمر مزعج ..’
كانت سايكي بجانبها ..
كانت خصلات شعرها الأشقر الناعم متناثرة وتداعب ظهر يدها ..
“ساي…”
لم تستطع إنهاء الكلمة ، وعندما حركت دافني يدها قليلاً ، رفعت سايكي جسدها بسرعة ، وتدلت دموعها الزرقاء مثل قطرات الماء ..
“الملاك يبكي ، هل نحن في الجنة ، أيتها الملاك؟”
كان صوتها ضعيفًا للغاية ، حاولت دافني تطهير حلقها
“لن تدخلي الجنة ..”
كانت سايكي تبدو مرتاحة ، لكنها في الوقت نفسه أطلقت لعناتها بلطف شديد ..
“إذًا ، هذا هو الواقع ، هل أصبت بطلقة؟ لا أشعر بجانبي …”
“كانت مجرد خدش …”
نفت دافني ذلك ، غير مصدقة ، كيف كانت مجرد “خدش” وقد أغمي عليها لمدة ثلاثة أيام! لابد أن يكون لطلقة نارية بعض الهيبة ..
“أشعر وكأن جانبي قد اخترق ..”
أضافت هذه الجملة بجدية ، ثم نظرت إلى المنطقة القريبة من صدرها الأيسر حيث لامستها الطلقة ، كانت ملفوفة بضمادات بيضاء ولم تكن تشعر بأي ألم هناك ..
“أو ربما تكون قد لامست قلبي ..”
كانت تقصد أن تقول ذلك بنبرة فكاهية ، لكنها لم تضحك ..
“أعصابكِ وعضلاتكِ وعظامكِ كلها سليمة …”
كانت سايكي حازمة وغير متأثرة بما قالته دافني ، والتي أومأت برأسها وهي تبتسم قليلاً ..
“حقًا ، أنتِ…”
أصدرت سايكي صوتًا مكتومًا ، ثم مسحت دموعها بمنديلها ، وأخذت جرسًا على الطاولة بجانبها ورنّت به ..
دخلت الممرضة بوجه شاحب على الفور ، وانحنت بأدب أمام سايكي ..
“آنسة دافني.”
“نعم؟”
“لقد حان وقت استيقاظكِ ..”
بدا وكأن الممرضة كانت تنتظر بفارغ الصبر استيقاظ دافني أكثر من أي شخص آخر ..
وبحركات سريعة ، فحصت عيني دافني بوميض الضوء وأزالت الضمادات الملفوفة ، ظهرت بوضوح منطقة خياطة طولها حوالي شبر بالقرب من جانب صدرها ..
“ألم أكن على وشك الموت؟”
“كنتِ كذلك الليلة الماضية ، لكن يبدو أنكِ بخير الآن~”
أجابت الممرضة بصوت لطيف ، ثم قامت بتضميد الجرح مرة أخرى واختفت بسرعة ..
“ساعديني على النهوض …”
اقتربت سايكي كما لو كانت تنتظر ذلك ، ورفعت ظهر السرير بهدوء ، ثم جمعت شعر دافني بعناية وربطته في شكل مرتب ، خلفها ، كانت النافذة تكشف منظر الحديقة البديع ، الذي اكتسى باللون الأخضر الفاتح ..
‘لون يشبه لون عيني سيلستيان …’
بينما كانت دافني تشرب الماء من القشة ، راحت تتفحص المكان حولها ، فكرت أن كيشا ستكون في الخارج ، وميشا على الأرجح قد ذهب إلى العمل بوجه عابس كعادته ..
“أين هو؟”
“من تقصدين؟”
رؤية شخص جميل فور استيقاظها أسعدها ، كانت سايكي هي البطلة بلا منازع هنا ، إضافة إلى أنها شقراء ، كانت دافني تتوقع أن سيلستيان ربما تجنب هذه الفتاة ..
‘لو كنتُ مكانه ، لبقيت بجانبها بلا تردد ، إذا كنتَ تحب شخصًا ، يجب أن تكون جريئًا.’
لكن هذه لم تكن الشقراء التي تبحث عنها دافني ، ولم ترغب في الحديث عن سيلستيان لتسبب الاضطراب لسايكي ، لذا ، هزت رأسها فقط ..
“أخبرتكِ أنني سأكون في خطر ، أليس كذلك؟”
قالت سايكي بصوت خافت ..
أدركت دافني ما تعنيه على الفور ..
“لكنها كانت مجرد خدش ..”
دلكت دافني صدغها بباطن يدها بدون سبب واضح ..
“لقد نهضتِ بعد ثلاثة أيام ..”
“غريب ، ليس عيد ميلادي ولا حتى عيد الميلاد …”
“دافني ، توقفي عن المراوغة بالكلام ، لقد كدتِ تموتين فعلاً بسبب الصدمة الليلة الماضية …”
لعقت دافني شفتيها الجافتين بلسانها ..
‘صدمة؟ لهذا كانت أحلامي مزعجة إذن ..’
كانت سايكي بالفعل غاضبة ، من الواضح أنها كانت على وشك طرح نفس السؤال عن كيفية التصرف حيال سيلستيان ..
“المهم أنني لم أمت في النهاية ، قد يظن المرء أنكِ أنتِ من أصبتِ بالرصاص …”
“أنتِ التي أصبتِ ، دافني ، لقد أصابتكِ الرصاصة التي كانت متجهة نحوه ..”
“لكني لم أمت في النهاية ، وهذه كانت أول مرة أُصاب فيها ، كنت مرهقة قليلاً في الفترة الأخيرة ، وبهذا حصلت على بعض الراحة.”
“كيف تقولين ذلك ، دافني؟ لقد أصبتِ بجروح…”
في نظر دافني ، كانت سايكي تتبع عادةً أسلوب البكاء عند العجز عن الحوار ، وكان العديد من الرجال والنساء في المملكة قد وقعوا في سحر وجهها الباكي ، ودافني كانت واحدة منهم ..
“أميرة المستقبل ، أغلقي صنبور الدموع من فضلكِ~ ليس هنا أي روميو ليواسينا ، أليس كذلك؟”
لكن دافني التي أصبحت مقاومة لهذه الحيلة ، ألقت بغطاء السرير نحوها بمزاح ، ثم ألقت ساقيها بسرعة إلى جانب السرير استعداداً للهروب ..
“آه ، يؤلمني.”
نهضت بشجاعة وثبتت قدميها على الأرض ، لكن رأسها بدأ في الدوران ، أصوات سايكي المتحدثة خلفها بدأت تتلاشى وتعود تدريجيًا إلى طبيعتها ..
“استلقي على السرير!”
“لا أريد ، سأذهب لرؤية الأمير ، حتى لو لم يعجبكِ …”
أمير فاشل ، بل أمير قد انتهى أمره بالفعل ، أليس من الواجب أن يظل بجانبها عند استيقاظها ، بعد كل ما مرّا به معاً بين الحياة والموت؟
في الواقع ، حتى قبل ثلاث ثوانٍ من استيقاظها ، كانت دافني تتمنى في أعماقها أن يكون صاحب النظرة الموجهة نحوها هو سيلستيان ..
“بهذه الحالة؟”
ومع ذلك ، لم تشعر بخيبة أمل ، فقد كانت ممتنة جداً لأنه تعامل معها برقي خلال الأيام الماضية ، بما يتناسب مع اعترافها له بأنها معجبة به ..
عادت نظرة القلق الى وجه سايكي ..
‘نعم ، هذا صحيح.’
أن الفتاة التي يحبها حقاً تشعر بالانزعاج من وجوده جعله يغادر المكان رغم دماثة أخلاقه ..
‘دافني …’
كان هذا الاسم قد تكرر بصوت مميز عدة مرات ، مما جعلها تشعر بقشعريرة غير مبررة ..
‘لماذا تصرف وكأنه لا يعرف اسمي رغم أنه كان يعرفه؟ هل كان بالفعل بسبب أنني لم أعرّف نفسي؟’
شعرت أنها بحاجة لسؤاله مباشرة عندما تُتاح لها الفرصة ..
“يا إلهي ، سايكي ، كنتِ صادقة جداً مع صديقتكِ التي استيقظت لتوها من غيبوبة.”
نظرت دافني إلى وجهها المنعكس في حوض الغسل ، حتى سايكي ، التي لا تسيء لأي شخص سوى “ذاك الشخص”، وصفت مظهرها بأنه سيء جداً ..
كانت سايكي تضحك بخفة وهي تخفي عينيها العنبرية خلف جفنيها ، ثم شعرت دافني بدوار واضطرت إلى الاستناد إلى الحوض ، شعرت بأن الاسترخاء قد يجعلها تتقيأ ..
“دافني ، سيلستيان تيريوسا…”
قطعت دافني كلام سايكي برفع يدها ..
“إذا كنتِ ستستمرين في الحديث عنه ، فاذهبي ، هل تقلقين عليّ أم عليه؟”
“تيريوسا قد رحل …”
كان صوت سايكي بارداً كالجليد المتساقط ، عندما ارتعشت عيناها الزرقاوان ، شعرت دافني بالقشعريرة على ذراعيها ..
“ألم أخبركِ مسبقاً أن ذلك الرجل لا يُعتمد عليه؟”
قبل أن تنبس دافني بكلمة ، قالت سايكي مرة أخرى بصوتها البارد ..
“هذه المرة ، كنتِ مخطئة ، دافني ..”
ترجمة ، فتافيت ..