After the ending, I saved the villain with money - 24
في وقت سابق مني ….
كان والدا دافني من أكبر الأثرياء في القارة ، حيث يعدون من بين أفضل عشرة أثرياء فيها ، لذا ، كابنتهم ، يمكن القول إن دافني نشأت وتربت في خضم تهديدات كبيرة وصغيرة ، فقد تعرضت لخمس محاولات اختطاف بهدف المال ، وكسرت ساقها ذات مرة ، وسحبت وتعرضت للضرب بالعصي ، بل وغرقت في الماء أكثر من مئة مرة سواء بإرادتها أو رغماً عنها ..
ولكن بسبب حظها الكبير ، لم تشعر قط بأنها تتألم لدرجة الموت” أو تظن أن “الموت قد يكون أفضل.” حتى الآن ، كان الوضع مشابهاً ..
“آنسة ، هل أنتِ بخير؟”
كان وجه كيشا التي ربطت شعرها الأسود في جديلة محكمة خلف أذنها ، مزرقاً بكدمة بارزة.
‘أظن أنني بخير؟ هل أصبت بطلق ناري؟ أم لا؟ لماذا الجميع يتصرف هكذا؟’
بعد حادث سابق علمها عمها بعض أساسيات القتال ، مؤكداً على ضرورة أن تتعلم الدفاع عن نفسها ، وبرزت موهبة دافني في الرماية تحديداً ، بعد ظهورها الرسمي في المجتمع ، وانتشار شهرتها تخلصت من هذه التهديدات ..
‘…ولكن’
عندما تفكر في الأمر، رغم أنها جربت إطلاق النار، إلا أنها لم تصب برصاصة من قبل ..
‘الأمر ليس سيئاً كما ظننت …’
خلال الثواني الأولى ، شعرت بأنها بخير ، كان تدفق دمها الذي يغمر ملابسها يبدو بطيئاً جداً ..
‘لا بأس ، مجرد إصابة جانبية بسيطة ..’
لكن في لحظة ، شعرت بالدوار ، لترى وجه سیلستيان الجميل قريباً منها بدا وكأنه يحتضنها بإحكام ..
“دافني …”
‘لماذا يناديني كثيراً اليوم ؟ لا بأس ، هذا يرضيني ، هل كان يتجاهلني طوال هذا الوقت؟ هذا الوغد …’
في عينيه شعرت بارتباك ، كان يدور في ذهنه ، مما جعلها تشعر بالغثيان ..
“سيل ، أنا حقاً بخير…”
ابتسمت بخفة ، لكنها سرعان ما تغيرت ملامحها ..
في الحقيقة ، ليست بخير على الإطلاق ..
في تلك اللحظة ، أغمي على دافني وانقلبت عينيها ..
تم نقل دافني مباشرة إلى المستشفى الكبير في الساحة ، انتهت عملية الخياطة بسرعة ، وأكدت التقارير أن الرصاصة مرت من جانبها فقط ، ولم تتسبب بأضرار كبيرة للأعصاب أو العضلات ..
” كنا نراقب باستمرار في خمسة مبان حول متجر ويدرو ، الطابق الأول ، الخامس السطح ، وحتى داخل المتجر ، لكن أولئك الموجودين في الأسفل قتلوا جميعاً ، وكان هناك أحدهم خلفي يحمل بندقية هجومية ، السائق … وجد في كافتيريا الموظفين بعد تعرضه للضرب ، وهو الآن في المستشفى …”
سردت كيشا الحقائق دون أعذار ..
رکلت ناريد بطن كيشا بنظرة غاضبة وعينين دا معتين ، ثم بدأت بالبكاء بكبت كأنها طفل ، وفي النهاية ، ألقت باللوم على سيلستيان وانفجرت بالبكاء ..
“إنه بسببك ، بسببك أيها الأمير اللعين أيها الخائن اللعين!”
عندما حاول سیلستيان دخول غرفة المستشفى تصدت له بكل ما أوتيت من قوة ، أما ميشا ، الذي وصل متأخر وبوجه شاحب ، فقد قام بمواساة ناريد وفي نفس الوقت كان ينظر إلى سيلستيان بغضب ، مما يظهر تأييده لحديث ناريد ..
” كنت لأبلغ السيد غرين حالاً ، لكنني أمسك نفسي فقط لأن دافني لن تحب ذلك ، إذا وصل الأمر إلى مسامعه ، سيتعرض الدوق لعقاب قاس.”
” كم من الأرواح ستدين بها بعد الآن؟ كانت الآنسة تعيش بسلام ، فما ذنبها لتصاب برصاصة …؟”
”دعونا نتوقف عن هذا ، حسناً؟ لدي جزء من الخطأ أيضاً ..”
تدخلت كيشا بحذر ، لكن ناريد ضربتها بقبضة ضعيفة كأنها تلومها على تدخلها ، خفض سیاستیان نظره بصمت الشيء الوحيد الذي بقي في ذهنه هو صورة دافني وهي مستلقية بوجه شاحب خال من الدماء ، جلس في النهاية على الكرسي القابل للطي أمام غرفة المستشفى ، مرر أصابعه بين شعره وأمسك به بقوة ، كانت راحة يده جافة بشكل غريب ..
عندما نظر إلى كفه ، رأى دم دافني قد تجمد وازداد لونه قتامة ، الجرح الذي أصابها بطول طولي كان مشرباً بدمها ، أخذ سيلستيان نفساً طويلاً وأخذ يفتح ويغلق يده بتكرار ..
حاول أيضاً تجميع الأحداث التي وقعت مساء ذلك اليوم ، بدا الأمر وكأن القتلة مستأجرون ، لكن طريقتهم كانت كالفرسان ، لذا لم يكن هدفهم القتل ، بل التهديد فقط ، الرصاصة التي مرت بجانب خصر دافني واصطدمت بالأرض كانت مشوهة لدرجة يصعب تعقبها ..
‘استخدامهم للرصاص المطلي بالذهب …’
الذين تمكن سيلستيان من الإمساك بهم قتلوا أثناء نقلهم بعد أن عضوا على سم داخل أضراسهم ، أما الرجل المقنع ، فقد اختفى بلا أثر ..
عند النظر للنتائج ، لم تكن دافني هي الهدف ، بل كان هو الهدف ..
‘هاه ، هذا يحدث مجدداً ..’
اهتزت يده بخفة ، بسبب وجوده ، تعرضت دافني للخطر ، وأصيبت بدلاً منه برصاصة كانت موجهة إليه ، لازالت يده تشعر بلمسة دافني التي كانت تحاول دفعه بقوة ، وضع يده على صدره وضغط عليها بخفة ..
في تلك اللحظة ، حدث ضجيج في نهاية الممر ، توجهت الأنظار نحو مصدر الصوت ، حيث كانت الأميرة تركض بلا تحفظ ، مرتدية عباءة زرقاء باهتة يرافقها ثلاث أو أربع من الوصيفات ..
وقف سيلستيان ، عندما رأته سايكي ، تجمد تعبيرها المليء بالدموع وتصلبت قبضتها وهي ترتجف ..
“ابتعد عن طريقي ..”
كان سيلستيان يقف بعيداً عن باب غرفة المستشفى ، لكنها دفعته بقوة وكأنه لا تريده حتى في الجوار ..
”حتى في مثل هذه اللحظة ، هل تريدين إثارة المتاعب ؟”
ترك سيلستيان نفسه يزاح جانباً وتابعها بنظرة متفحصة ، سرعان ما فتحت سايكي ، باب غرفة المستشفى ودخلت ..
” بقيت بقايا من الثوار ، أليس كذلك؟”
” حاولوا قتل الخائن ، لكن الآنسة بوكاتور كانت في المكان الخطأ وأصيبت …”
“يا للمسكينة دافني …”
“آه ، الآنسة هي الأكثر تعاسة ، قالت إنها لن تبكي مجدداً ، لكن رأيتها تبكي قبل قليل ..”
كانت وصيفات سايكي يتهامسن بقلق ، وكل واحدة تدلي بتعليق كأنهن يردن من سيلستيان أن يسمع ..
“بكاءها كان شديداً ، لدرجة أنني ظننت أن الانسة دافني قد فارقت الحياة ..”
اهتز سيلستيان قليلاً ، ألقى نظرة باردة نحو الوجوه المألوفة للوصيفات اللاتي بدأن بالتزام الصمت بعد أن أدركن أنه سمعهن ..
”وجوه مألوفة ، مملة كالعادة.”
أطلق سيلستيان تنهيدة طويلة ..
نصف كلامهن كان خاطئاً ، لكن نصفه الآخر كان صحيحاً ..
بغض النظر عن السبب ، دافني ترقد الآن بلا حراك في السرير بسببه بلا شك …
“تيريوسا.”
خرجت سايكي من غرفة المستشفى وعيناها حمراوان ومليئتان بالشعيرات الدموية المتفجرة ، من الواضح أنها لم تكن تحاول إيقاظ دافني ، بل كانت تبكي بصوت مكبوت ، وقد بقيت هناك لفترة طويلة …
“أستغرب لماذا لا تزال هنا ..”
نظرت سايكي إلى سيلستيان بعينين غاضبتين ، فرفع رأسه ونظر إليها بتعبير
مزعج قبل أن يقف من مقعده ..
“سألتك لماذا أنت هنا …”
عندما لم يرد ، استعجلته سايكي مرة أخرى للإجابة ..
“لو قرأتِ الصحف ، كنتِ ستعرفين ، لقد اشترتني ، أنا ملكها الآن ..”
شعر سيلستيان ببعض الراحة بعد قوله ذلك ، فوجوده بجانبها له سبب منطقي وواضح ..
لكن سايكي نظرت إليه بعينيها الزرقاوين وكأنها تود لو تسبّه ..
“يا لهذا الوغد ….”
كانت ترغب بشدة في اطلاق الشتائم عليه ، لكنها لم تستطع أن تتفوه بها بسبب ثيابها الرسمية ..
“هل تحاول الانتقام مني بهذا؟”
“عن ماذا تتحدثين؟”
رفع سيلستيان حاجبيه مستغرباً ..
“أنت تكرهني … أليس كذلك؟”
“أوهام ، يا سايكي دنفر …”
عضت سايكي شفتيها بقوة ..
“وجودك بجانب دافني هو ما تسبب في كل هذا ..”
ارتفع صوتها بنبرة غاضبة ..
“اخفضي صوتكِ ، سايكي …”
“لا تناديني باسمي ، لم أعد شخصاً يمكنك مخاطبته كما تشاء …”
ردت سايكي بلهجة صارمة ، فنظر إليها سيلستيان بتجهم ..
“كل هذا حدث بسببك ، لأنك خائن ، ولأنك تخطيت حدودك وطمعت فيما ليس لك ، فكر بالأمر جيداً؛ هل ما حدث اليوم كان مجرد صدفة؟”
أجابها سيلستيان بوجه خالٍ من التعبيرات
“كنت قادراً على حمايتها.”
“كاذب ، لقد أصيبت دافني ..”
”دنفر ..”
“أنا أعرف كيف نمنع حدوث هذا مجدداً.”
رفع حاجبيه منتظراً مزيداً من التفاصيل ..
“ابتعد عن دافني ، إذا لم تفعل ، فلن تستطيع حمايتها ، ظنك أن مهاراتك في القتال كافية لمواجهة التطورات الحديثة هو محض خداع.”
أوضحت سايكي بصوت هادئ ونطق واضح ..
“إذا بقيت بجانبها ، ستظل دافني في خطر دائم ، فكّر في موقعك؛ أنت خائن حاول قتل الملك ، أليس كذلك؟ نعم ، هذا ما كنت عليه.”
“…”
“ودافني بالفعل قد تعرضت للانتقادات في المجتمع بسببي….”
توقف صوت سايكي فجأة ، وكأنها على وشك البكاء ، فمسحت أنفها ..
“المهم ، إذا بقيت بجانب دافني ، وجهها… نعم ، عندما تستيقظ دافني ، أريد رسالة…”
بدأت سايكي تكرر كلامها في حالة من الذعر ، وانتهى بها الأمر بطلب من ميشا إرسال رسالة فوراً عند استيقاظ دافني أو في حال طلبت رؤيتها ..
أثار ارتباكها الواضح حيرة الحاضرين من حولها ، الذين لم يتمكنوا من إخفاء دهشتهم ..
“سيلستيان ، أرجوك ، غادر ، أقصد ، ارحل من هنا ..”
ولكن سايكي لفظت هذه الكلمات بكل وضوح وحزم ، إذا بقي سيلستيان بجانب دافني ، ستصبح دافني في خطر ، كان لهذا الافتراض تأثير كبير؛ إذا كانت سايكي تهدف إلى زيادة شعوره بالذنب ، فقد نجحت تمامًا ..
“إذا بدا أن وجودي سيسبب الأذى لدافني ، فسأرحل من تلقاء نفسي ، فلا تتدخلي في شؤوني …”
قبل بضعة أيام فقط ، قال هذا بثقة كبيرة .
“…منذ متى بدأت تهتم بدافني لهذا الحد؟ أنت لا تعرف حتى حقيقة دافني …”
انهمرت دموع كالزجاج الشفاف على وجنتي سايكي الناعمتين مثل الدمية ، فتراخت عينا سيلستيان كأنه يواجه حملاً من المتاعب ..
“سايكي …”
سايكي ، وقد بدأت الدموع تزداد ، وضعت يديها على أذنيها كأنها لا تريد سماع أي شيء ..
“لقد اعتنيت بدافني منذ زمن بعيد لا يمكنكِ حتى تخيله …”
قال سيلستيان بصوت جاف ، وعيونه الخضراء تعمق فيها الحزن ..
اقتربت الخادمات ليدعمن سايكي التي كادت تنهار في مكانها ، وبمجرد أن غادر الجميع ، عم الهدوء الممر الأبيض الطويل ..
“دنفر ، لقد كنتُ أنا معها قبل أن تكوني أنتِ …”
كانت نبرة سيلستيان مليئة بالبكاء ..
ترجمة ، فتافيت ..