After the ending, I saved the villain with money - 23
تحطم الزجاج الذي كان يتساقط بصوت “تشَررَر” مستمراً في النزول ، بينما كانت الموسيقى لا تزال عالية ، فتحت دافني عينيها بصعوبة بعد أن أغمضتهما بشدة ، وظهرت أمامها مباشرةً عينان خضراوان لسيلستيان تتوهجان في وسط الفوضى ، شعرت بيده التي تلمس خدها عدة مرات بعد حين ..
“دافني ، تنفسي …”
أدركت دافني حينها أنها كانت تحبس أنفاسها ، ففتحت شفتيها وأخذت شهيقاً عميقاً ، مثل شخص خرج لتوه من أعماق البحر بعد غطس طويل ..
“هل أنتِ بخير؟”
“نعم ، نعم.”
من كان عليه طرح هذا السؤال ربما كانت دافني ، حيث أن سيلستيان كان يحتضنها بطريقة تمنع جسدها من ملامسة الأرض بينما كان ممدداً على الأرض ..
“لقد تفاجأت فقط….”
ابتعدت يد سيلستيان الكبيرة التي كانت تساند رأسها بعناية كما لو كانت تحمل زجاجاً ، نزلت دافني من فوق جسده الذي بدا مريحاً ..
“هل أصبتِ بأي مكروه؟”
تأكد سيلستيان مرة أخرى ، هزت دافني رأسها بالنفي ، في البداية ، شعرت وكأن الزمن قد توقف بسبب التشابه مع مشاهد من ذاكرتها ، لكن في النهاية عادت بسرعة إلى واقعها ، لم تكن تعاني من ألم سوى وخزة بسيطة في باطن قدمها اليمنى التي كانت قد ضغطت عليها بشدة ..
بعد أن تأكد سيلستيان من أن عينيها تتحركان بشكل طبيعي ، نهض بسرعة وأمسك بالسيف الطويل المعلق على الجدار وأخرجه من غمده ، وكأنه يتحقق مما إذا كان سيفاً حقيقياً ، ضرب به الطاولة الخشبية مرة واحدة ..
“آه!”
انشطر سطح الطاولة إلى نصفين بسهولة ، مما جعل أحد الرجال يسقط أرضاً ، زحفت دافني على الأرض ودخلت خلف البار ..
“يا إلهي …”
كان مدير المقهى يحدق فيها بوجه مذهول ، ملامحه بدت بائسة لدرجة أن دافني كادت أن تضحك على الموقف ونسيت خطورة الوضع للحظة ..
“لماذا لم تهرب؟”
“مقهاي…”
كادت دافني أن تقول إنها ستشتري المقهى ، لكنها توقفت عن ذلك ، هذا الهجوم لم يكن بسببها ، فلماذا تنفق المال على شيء كهذا؟
“سأعوضك لاحقاً ، فقط اهرب الآن ..”
ظهر تعبير شبه باكٍ على وجه المدير ، فأومأ برأسه ..
“لنذهب ، لنذهب معاً.”
حتى في ذهوله ، بدا أنه يريد أخذ دافني معه ، فكرت للحظة في قبول عرضه لكنها هزت رأسها ، فزحف المدير بسرعة واختفى باتجاه المطبخ دون أن يسأل مرتين ..
عندما جلست دافني وألقت نظرة من وراء البار ، انعكست صورتهم على زجاج العرض ، كان هناك شاب أشقر وستة أو سبعة رجال يرتدون ملابس سوداء ، ومع من نزلوا من العربة ، كانوا يقاربون العشرة ، شعرت بوخز في راحة يدها كما لو أنها لمست شظية زجاجية ..
اندفع اثنان أو ثلاثة نحو سيلستيان ، وملأت أصوات السيوف المتصادمة المكان التقطت دافني أنفاسها ونفضت عن قدميها الشعور بالخدر ، ثم تحسست كاحلها بغريزة ، لكنها لم تجد سوى نسيج خشن ..
”صحيح ، لقد نسيت أن أرتديه اليوم ..”
كانت قد قررت عدم ارتداء الحزام المخصص للأسلحة بسبب عدم ملاءمته للتنورة التي كانت ترتديها ، قبضت يدها بإحكام ، وضربت عضلة ساقها المرتعشة لتهدئتها ، ثم أزالت الدبوس الذي كان يعيق شعرها ..
نظرت مرة أخرى ، كان سيلستيان يقاتل الرجال بشراسة ، شعره الذي كان مدهوناً بعناية بدأ يتحرر ويتطاير ، حركاته كانت خفيفة وسريعة ، ينتقل من مكان لآخر بلمح البصر ..
لبرهة انشغلت دافني بمشاهدته ، لكنها سرعان ما هزت رأسها لتفيق من ذلك ..
‘أفيقي! هل تريدين فقط أن تشاهدي؟ …’
بحثت دافني خلف البار ووجدت سكينين مخصصين لتقطيع الخبز ..
‘هذا ليس فارساً عادياً ، ولا مجموعة من الجنود النظاميين ..’
انتظر ، قتل ؟
فجأة ، شعرت بثقل في قلبها ، بغض النظر عن كل شيء ، كان سيلستيان خائناً ، إذا قتل أحدهم مجدداً ، فلن يستطيع تجنب حكم الإعدام مهما كانت الأموال ..
“سيلستيان لا تقتل أحداً!”
كان سيلستيان على وشك أن يوجه ضربة قاضية لرجل ، لكنه سمع صوت دافني وبدل موضع قبضته ليضرب الرجل على بطنه بمقبض السيف مما أسقطه نحو الكراسي محدثاً فوضى وصخباً ..
“سيل ، لا تقتل رجاء!”
أخرجت دافني رأسها قليلاً من وراء البار وصرخت كان المكان قد تحول إلى فوضى عارمة ..
“لم أقتل أحداً.”
أجابها سيلستيان بصوت منخفض ، وهو يمرر يده على شعره ..
استمر في صد هجمات الرجال ، مستخدماً سيفه ليضرب الأواني والزجاجات حوله ، فارتدت مباشرة على وجوه المهاجمين وأسقطت عدة رجال ..
أولئك الذين كانوا يخططون للهجوم تراجعوا قليلاً عند رؤية ما حدث ، كلهم كانوا يحملون سيوفاً واضحة في لمعانها ..
“آه ، لم تكن مظلات ، بل كانت سيوفاً.”
كان من المتوقع أن يطلقوا النار ، سواء كان كيشا أو الرجال المهاجمين ، لكن لم يكن هناك أي صوت إطلاق نار ، عبس سيلستيان وأمال رأسه إلى اليسار ، ونظر إلى دافني وأشار إليها بيده أن تقترب ..
يبدو أن هدفهم ليس قتل سيلستيان ، إذن ما هو هدفهم ؟
وقبل أن تدرك ما يحدث انتصب رجل آخر ، وخرج من العربة بخطوات سريعة ، وصعد فوق طاولة البار أمام دافني ، تساقطت الفناجين عند قدميها …
ماذا؟
أخرج الرجل سيفه ببطء ، وبدلاً من توجيهه نحو دافني ، وجهه نحو سيلستيان ..
نظرت دافني إلى هيئته ، كان يرتدي ملابس قتالية مصممة للحركة ، ويغطي وجهه بقناع ، ولم يحمل أي سلاح آخر باستثناء السيف ..
ومع ذلك….
“ليست أقنعة …”
كانت وجوههم كلها مشوهة بسبب الحروق ..
نفخ سيليستيان الهواء ليبعد خصلات شعره الذهبي التي تحجب رؤيته ، ونظر إلى اليسار ثم إلى اليمين وكأنه يقيس المسافات ، ثم وجه طرف سيفه نحو الشخص الذي اعتلى الصخرة ..
“أيها الخائن ، لا تتحرك ..”
قال الرجل المقنع بصوت ثقيل ..
قام سيليستيان بفك ربطة عنقه تماما ..
” أتأمرني ؟”
تقدم سيليستيان خطوة كبيرة في حركة استفزازية ، وفي اللحظة ذاتها وجه المقنع سيفه نحو دفني ، طرف السيف البارد كان قريبًا جدًا من وجه دفني ، التي عضت شفتها وانحنت قليلاً ، الأمير أصدر صوتا ساخراً وضحك ..
”حاول أن تترك ولو خدشا ..”
همس بنبرة حادة ..
“لقد قال ما أردت قوله ..”
اتسعت عينا دفني دهشة ..
بسبب ظهور المقنع ، توقف الجميع عن الحركة ولم يتقدم أحد ، لم يهاجموا ، بل ظلوا في حالة مواجهة …
ما الذي يخططون لفعله؟”
وقفت دفني أمام زجاج متصدع وهي تشعر بالحيرة ، المسافة بينها وبين سيليستيان حوالي عشر خطوات ، وبينهما مقاتلون يوجهون أسلحتهم نحو دافني ، لكن أنظارهم تراقب سيليستيان بحذر ..
كان السلاح الذي تحمله هو سكينان لتقطيع الخبز ..
‘هل أرمي أم لا؟ ..’
أحكمت دفني قبضتها على المقبض الخشن للسكين ..
***
حاولت أن ترمي سكين الخبز نحو كتف أحد القتلة ، لكنها فشلت ، بمجرد أن تحركت قليلاً ، كادت أن تجرح أنفها ، بالرغم من أن بعض خصلات شعرها التي انزلقت بجانب وجهها قد قطعت ، إلا أن السيف الذي كان أمام وجهها اختفى ، وبفضل ذلك ، بدأ القتال من جديد في الجهة المقابلة ..
دست دافني على كرسي البار المقلوب وصعدت فوق طاولة البار ..
كان سيليستيان يقاتل بسهولة وكأنه سمكة وجدت الماء ، مستفيدا من هيكل المقهى بالكامل في مواجهة خصومه على الرغم من أنه يرتدي بدلة مقيدة الحركة ويعتمر حذاء غير عملي ..
كانت خطواته فوق الطاولات وضربات سيفه القوية خالية من أي حركة زائدة ، في لحظة ، قطع عنق فونوغراف كبير ، تردد صوت حاد مزعج للحظات ..
ابتلعت دفني ريقها بصعوبة ، وهزت رأسها مرة أخرى ، وركزت على المقاتل أمامها وألقت السكين مرة أخرى ..
لكن التصويب على الهدف” و”الرمي باتجاه الهدف” أمران مختلفان تماما ..
الأولى كانت مهارة تتقنها دافني جيدا ، أما الثانية….
”أوه”
أصاب السكين ظهر سيليستيان ، ولحسن الحظ كانت الضربة بمقبض السكين ، وإلا لكانت المشكلة أكبر ، استدار سيليستيان ببطء ونظر إلى دفني وهو يميل رأسه ..
“آسفة !”
كان مشغولاً في القتال ، ونظراته كانت باردة مما جعل دافني تشعر بالقشعريرة ..
كان سيليستيان قد أنهى للتو إسقاط ستة من خصومه ، وأفقدهم الوعي بضربهم على مؤخرة الرقبة ، بعد أن فقدت دافني سلاحها ، حافظت على توازنها فوق البار وركلت كل ما كان أمامها تجاه القتلة ..
“لا تقترب لا تقترب !”
كان تصويبها سيئًا للغاية ، لكنه كان كافيا لإبقائهم بعيدين عنها ..
“قلت لا تقترب !”
بدأت دافني تلقي بكل الأكواب الزجاجية الرقيقة التي كانت خلفها باتجاه القتلة بنشاط
“لم يقترب ؟”
رغم أن دفني هاجمته ، إلا أن المقاتل لم يبد وكأنه يعتزم الاقتراب منها؛ بقي واقفاً بهدوء في مكانه ، كان قد حاول الاقتراب منها بضع مرات فقط في البداية ، لكنه حتى ذلك الحين لم يفعل سوى صد فناجين الشاي التي طارت نحوه .
‘لماذا يفعل ذلك؟ ..’
ضیقت دفني عينيها ووقفت بلا حراك ، لم يعد لديها أي شيء لتلقيه أو تركله ..
“من أنت؟”
وكما كان متوقعًاً ، لم يجب المقنع ، ولم تكن دافني تتوقع إجابة منه أساساً ..
كانت تشعر بأن الأمور تصبح أكثر غموضا ، بدا وكأنه يحاول حمايتها بدلا من مهاجمتها ..
يا له من تصرف غريب ..
تقدمت دافني ثلاث خطوات إلى الأمام ، فتراجع هو خطوتين إلى الوراء ..
عندها ، دوى صوت طلقة نارية ، وصوت حاد يخترق الهواء ، وأصاب المقنع في ذراعه ، مما جعله يسقط على الأرض ..
“آنسة !”
كانت كيشا ، وقد تورمت شفتاها وانفجرتا ، ومعها عدد من الحراس ، نظرت كيشا إلى المقهى الذي تحول إلى فوضى ، وإلى القتلة الملقى بهم على الأرض وحول الطاولات المحطمة .
”واو ، كيشا ، لقد جئتِ بسرعة ..”
ركضت الحارسة الصغيرة فورًا إلى دافني ..
( اعتقد انثى ، ممتأكدة بعد)
”سأشرح كل شيء ، ولكن انزلي أولا ..”
مدت كيشا ذراعيها كما لو كانت ستستقبلها ، فاستعدت دفني للقفز من على البار ..
ولكن سيلستيان كان أسرع؛ ألقى بسيفه وتقدم فورا ليمسك بدافني بين ذراعيه ، دفعت كيشا من غير قصد بعيدًا ، فتعثرت بخطوات مضحكة وتراجعت .
كان سيلستيان يتنفس بعمق بين الحين والآخر لكن دون أثر للتعب أو التعرق ، خرج فورًا من المقهى ووضع دافني برفق على الأسفلت الخالي من الحطام …
“شكراً لك يا حارسنا ليوم واحد ، سيتم خصم أجر اليوم من منجم الذهب …”
على سطح المبنى خلف سيلستيان ، لمع ضوء ، أغمضت دافني عينيها ببطء ..
”هل هو نجم؟ …’
لكن الضوء كان يومض بشكل متقطع من نفس المكان ..
دفعت دافني الرجل الصلب بقوة وهي تشعر بشيء مريب ..
كان صوت تمزيق الهواء واضحًا ..
“آنسة !”
تصلبت جميع عضلات جسدها تلقائيا ، نظرت دافني ببطء إلى جسدها ..
“…آه ، تبا”
ارتفعت بقعة من الدم الداكن على سترتها الصفراء ..
ترجمة ، فتافيت ..