After the ending, I saved the villain with money - 22
“يقولون انتحر ، بأي حق يطلبون منك أن تنتحر بعد كل ما دفعته لشرائه؟”
تجعد حاجب دافني واشتدت قبضتها حول معصم سيلستيان ، كان ينظر بانتباه إلى راحة يدها التي بدأت تبهت من شدة الضغط ..
“لا يجوز لخائن أن يعيش ويتنفس بهذه الجرأة!”
“ولمَ لا يجوز؟”
“عاهرة سيكراديون ، كيف تبيعين سمعتكِ من أجل لهو الحب؟ ألا تشعرين بالخزي؟”
“وكأن لدي سمعة لأبيعها! هل تعتبرون لقب ’العاهرة‘ شيئاً ذا قيمة؟”
كان الكلام مزعجاً للغاية ، استدارت دافني بحركة مفتعلة ونظرت إلى الجهة التي يصدر منها الهتاف ، لتجد أن الرجال كانوا ينظرون باتجاهها أيضاً ، بدا أن نظرتهم الفاحصة إلى عينيها الصفراء الباردة جعلتهم يتراجعون قليلاً ، لم يكن لديهم أسلحة على ما يبدو ، فقد ترددوا في الاقتراب ..
نظرت دافني سريعاً إلى حيث يتمركز كيشا والفرسان على أسطح المباني المحيطة ، ظهر انعكاس الضوء مرتين إشارةً إلى أنهم هناك ويؤكدون عدم وجود أي خطر حقيقي ..
بينما كانت تتجاهلهم وتتصرف وكأنهم غير موجودين ، واصل الرجال الصراخ ، متهمينها بالخيانة بسبب علاقتها مع سيلستيان ، بل وتحدثوا بأوصاف مبتذلة عن علاقتهما ، التي لم تكن حتى موجودة ..
قالت دافني ، وقد شعرت ببعض الحرج،
“لا تصغ لهم، حافظ على سلامة أذنيك …”
ثم وضعت نظارتها الشمسية بعشوائية على وجه سيلستيان لتغطي عينيه ..
رد سيلستيان بتمتمة بلغة لم تفهمها قائلاً،
“هل أتصرف بناءً على كلامهم؟”
استفسرت دافني قائلة، “أي لغة هذه؟ هل تهينني؟ لقد ارتفع صوتك قليلاً …”
“لغة تيريوسا ، قلت إنني لن أصغي إليهم.”
قالت بهدوء، “أتذكر ما قلت ، وإن كان هذا إهانة ، ستموت.”
ابتسم سيلستيان وهو يهز رأسه ، كان شعره الذهبي يبدو أغمق اليوم ، ربما بسبب الزيت الذي استخدمه ، وكان يرتدي بدلة رمادية ضيقة تشبه ملابس الرياضيين ، بتعبير مطمئن ، قاطع نظرتها بتجعيد طفيف لأنفه ..
“آه ، بحق السماء ، ما الذي يحدث هنا؟ متى سيأتي السائق؟”
تمتمت دافني بشتيمة صغيرة ووضعت يديها على أذنيها ، ظلت تراقب الجماعة لفترة طويلة قبل أن يصل حذاء سيلستيان إلى ساقها …
“لِمَ ركلتني؟”
“عن غير قصد …”
قال سيلستيان ، ثم مد يده ونفض ساق دافني بخفة ..
في هذه الأثناء ، كان هؤلاء الرجال يزيدون من صراخهم في منتصف الساحة ، فجأة ، ظهرت عربة تقودها ثلاثة خيول سوداء تدور حول الساحة بسرعة ثم تختفي في نفس الاتجاه ..
تمنت دافني لو تختفي هي أيضاً سريعاً ، لكن السائق لم يظهر بعد ، نظرت سريعاً إلى مقعد السائق لتجد أن المفتاح كان لا يزال في مكانه.
صرخ أحد الرجال بصوت خشن،
“هيلينا تيريوسا ، كيف تجرؤين أيتها الأميرة المنكوبة على إغواء جلالتنا ومحاولة الإطاحة بالنظام العظيم!”
“هكذا إذن.”
تنهدت دافني في داخلها ، تساءلت لماذا تتلقى الأميرة وحدها الشتائم ، رغم أنهما أنجبا معاً طفل ..
لكن إهانة والدة سيلستيان أمامه لم تكن لائقة ، بنظرة خاطفة ، رأت دافني سيلستيان ينظر إليها بهدوء كالمعتاد ، وكأنه لم يسمع شيئاً ..
‘أليس من المفترض أن الرجال لا يسكتون عندما تُهان أمهاتهم؟ ..’
عندما التقت عيناها بعينيه ، ارتسمت ابتسامة خفيفة على زاوية شفتيه ، لم تستطع دافني معرفة ما يفكر فيه ..
قال سيلستيان وهو يرفع يده أمام بطنها ،
“بوكاتور ، لستِ بهذه الصِغَر ..”
كانت هذه إشارة إلى أنها لا تحجبه بالكامل ، ويعني أنه يطلب منها أن تفسح له المجال ..
فكرت دافني: ثم إن والدته تركت لنا ابناً جميلاً كهذا ، أليس هذا عملاً وطنياً؟ .’
ثم وضعت سبابتها على شفتيه ، “شش.”
خلع سيلستيان النظارة الشمسية وطواها برفق ووضعها على ركبته ، ظهرت على وجهه تعابير جدية ، وسعل مرتين خفيفتين .
قال: “بوكاتور.”
ردت دافني وهي تمد يدها كأنها تدعوه ليمسكها ، “لنذهب لننتظر في مكان ما ، هناك مقهى خلفنا …”
عندما همّ سيلستيان بمد يده للإمساك بيدها ، أبعدتها خلف ظهرها متظاهرة بالنسيان ، فرفع حاجبه الأيمن ..
قالت بمكر ، “أعتذر على التودد ، أيها الأمير ، لقد تجرأت بالتصرف هكذا تجاه شخصٍ لا يعرف حتى اسمي …”
قبض سيلستيان يده للحظة ، ثم وقف ، مما جعلها تنظر إليه مجدداً لأعلى …
فكرت: “قلتُ لك لا تحدق من الأعلى ..”
شعرت دافني أن عنقها بدأ يؤلمها ، فرفعت حاجبيها وتراجعت خطوة إلى الوراء ..
قال سيلستيان بتفاخر ، “إذن ، ألا تفكرين بتقديم نفسكِ رسميًا للأمير؟”
ردت دافني بثقة ، “أوه ، يبدو أن الأمير بعيد عن واقع الحياة ، لماذا لا تشتري جريدة وتقرأ عني؟”
قال ساخرًا، “حسب كلامكِ ، أنا مجرد أحمق ، لا يملك شيئاً …”
فقدت دافني تركيزها لبرهة ، إذ شعرت بنوعٍ من الدوار عندما سمعت كلامها يتردد على لسانه ..
ردت دافني بمرح ، “هذا لا ينطبق عليك ، بل على أمراء القصص الخيالية.”
ابتسم سيلستيان وقال ، “لكنني أنا أيضًا أميركِ ، أليس كذلك؟”
ضربت دافني كتفه برفق وهي تضغط كفها بخفة ، لكنه تظاهر بالألم ، وقال “آخ” بينما انكمش كتفه ..
قالت: “توقف عن التظاهر.”
أجاب مبتسمًا، “حقاً يؤلمني …”
❖ ❖ ❖
جلس الاثنان جنبًا إلى جنب على طاولة مستطيلة طويلة من الخشب ، يتأملان النافذة. طلبت دافني تارت الخوخ المغطى بالكثير من مسحوق الذهب ..
كان المقهى ذو طابع بني أنيق ، ومبنيًا على طابقين ، ومساحته واسعة ، بالقرب منهم كان هناك سيفان متقاطعان على الحائط ، وكانت موسيقى الجاز تصدح من الفونوغراف ..
كان هناك طاولات مربعة مصطفة في صفوف ، يجلس عليها أشخاص يرتدون ملابس سوداء ، يتقابلون اثنين اثنين ..
جلست دافني ووضعت ذقنها على كفها وهي تتفحص الناس حولها ، كانوا جميعًا يرتدون ملابس قاتمة ويضعون مظلات سوداء طويلة مستندة إلى حواف الطاولات ..
فكرت: “هل ستمطر؟”
لكن ناريد ، التي عادة ما تجهز لها الملابس حسب حالة الطقس ، لم تقل شيئاً ، كانت السماء ، كما ظهرت من خلف المباني ، صافية وزرقاء بلا غيمة واحدة ، بعد لحظة ، بدأ صوت خشخشة صغيرة ، ثم انساب لحن جديد
“أوه ، أحب هذه الأغنية.”
بدأت الموسيقى المحببة إليها تتدفق ، فشعرت أن قلقها تلاشى ، راحت تنقر بقدمها بخفة على وقع صوت المغني المتناغم مع عزف الساكسفون ، ثم غرفت ملعقة من التارت وقدمتها إلى فم سيلستيان وكأنهما صديقان مقربان ، رمش بعينيه الخضراوين ببطء وكأنه يحاول فهم نواياها ..
قالت: “افتح فمك .”
وعندما فتح فمه ليسأل ، وضعته في فمه ، ورسمت على وجهها ابتسامة راضية ، ثم سمعت صوت نقرة كاميرا خافتة ..
اقتربت قليلاً من سيلستيان وهي تسحب الكرسي إلى جانبه ، فأعقب ذلك أصوات متكررة لالتقاط الصور ..
‘حتى الصحفيون هنا ..’
نظرت دافني نحو مصدر الصوت ، ورأت سيدة جالسة في الهواء الطلق ترتدي قبعة فيدورا وتضغطها بإحكام على رأسها قبل أن تغادر مسرعة ، وعندها مرت عربة سوداء تشبه تلك التي رأتها من قبل بهدوء من أمامهم ..
‘عربة سوداء…’
نظرت دافني بفضول نحو الأمير الجالس بجانبها ، التقت عيونهما عندما نظر إليها ، ما جعلها تشعر بالارتباك للحظة قبل أن تستعيد تماسكها بسرعة ..
قالت بجفاء: “سيلستيان تيريوسا ..”
تغيرت تعابيره اللطيفة إلى عبوس خفيف عند سماعها تناديه بلهجة خالية من المودة ..
‘ما سبب هذا التعبير؟’
قال بنبرة صارمة: “نعم ، بوكاتور؟”
“ألا يبدو هذا غريباً؟”
“تقصديني ؟ …”
رفع يده ليلمس خده ، وغطى وجهه الصغير بيده الكبيرة لوهلة قبل أن تظهر عيناه الخضراوان ثانية وتنظران إليها ، اتسعت عينا دافني لوهلة قبل أن تهز رأسها لتنفي ..
قالت: “هذا المكان يتمتع بشعبية كبيرة ، خاصة في المساء ، بين الأزواج.”
تحدثت دافني ثم شعرت بشعور غريب ، كان هذا مقهى مشهور بجوار محطة العاصمة ، معروف بجوه الرومانسي في المساء ..
عادةً ما تكون الساحة مليئة بالناس ، ولكن بدا كما لو أن الجميع قد اختفوا بشكل غير متوقع، والسائق غادر دون أن يخبرهم ..
قالت لنفسها بصوت خافت: “نعم ، يبدو كذلك.”
نظر سيلستيان بعينيه الخضراوين نحو الجهة التي جلس فيها الآخرون ..
ربما تكون مجرد وساوس لا أساس لها ..
لكن بناءً على تجاربها السابقة ، كان يمكن وصف هذا الوضع بكلمة واحدة ..
‘لقد تورطنا.’
حاولت دافني أن تظل هادئة ..
‘لا ، ربما أتوهم فقط ، لو كان هناك خطر ، لكان كيشا أرسل إشارة.’
لكنها لم تستطع أن تتجاهل شعور القلق المتزايد في قلبها ، أدركت أن يديها أصبحتا باردتين بشكل ملحوظ ، فمدت يدها وأمسكت بمعصم سيلستيان لتنهض ..
“سيل ، لنذهب ..”
ما أن نهضت حتى توجهت جميع الأنظار نحوهما ، كان الجميع يرتدون أقنعة ، وشعرت وكأن أنفاسها قد توقفت ..
عادت العربة السوداء المزينة بزخارف فضية إلى الظهور ، وكانت هذه المرة تتجه نحوهم مباشرة ، قام السائق بفصل العربة عن الخيول ثم قفز بعيداً ..
رغم أنها فكرت بضرورة الهرب ، إلا أن جسدها بدا عاجزاً عن الحركة ، وكأن ذاكرتها كانت تعيدها إلى لحظات ماضية ، شعرت بيد سيلستيان تشد على ذراعها ، لكنها بقيت في حالة ذهول ..
كان الموقف يشبه ما حدث منذ سنوات ، عندما كانت عربة بلا خيول أو سائق تندفع نحوها ، بدا كل شيء وكأنه يحدث بالتصوير البطيء ..
ـ “دافني ، أرجوكِ ، استعيدي وعيكِ… أنا…”.
بدأ أحدهم ينادي اسمها بلهفة ، صوت مألوف وكأنه يخرج من ذكريات غابرة ..
ـ “دافني”.
تداخل صوت موسيقى الجاز الصاخبة مع سمع دافني ، كأنها تحاول إغراق حواسها ..
صاح سيلستيان بصوت مضطرب: “دافني!”
لكنها لم تستطع التحرك ، فأغلقت عينيها محاولة تجاهل كل ما يحدث من حولها ..
‘لماذا لا يبدو هذا غريباً عليّ؟’
كان شعور سيلستيان وهو يناديها مألوفاً ، وكان لديها إحساس قوي بأن كل هذا سيتنهي كما لو أنها رأت هذا المشهد من قبل ..
شعرت بذراعين دافئتين تحتضنانها بلطف ، وفي تلك اللحظة سُمعت أصوات تحطم زجاج المقهى بصخب من حولها ..
ترجمة ، فتافيت ..