After the ending, I saved the villain with money - 21
صر كيشا فكه للحظة ثم أغلق فمه بسرعة ،
“أحقاً تخبرني مثل هذا الكلام؟”
كان من الواضح أن صاحبة العمل تفرط في التعبير عن حبها أحياناً ، فدافني ، التي كانت تعامل الحذاء المستورد من الغرب ككنز للمملكة ، تهمس له كل ليلة: “أحبك جداً ، يا صغيري …”
لكن بعيداً عن ذلك ، لم يكن كيشا يريد أن يعرف عن حياة صاحبة العمل العاطفية ، حاول التفكير في الأمر بأبسط صورة ممكنة ..
‘أعتقد أنه لم يسمع كلمات الحب في حياته ، فهو ابن غير شرعي ..’
قرر كيشا سماع ما يريد من كلام الدوق ، وكأنه يحقق انتصاراً داخلياً ، وفي الوقت ذاته ، راوده شعور مفاجئ برغبة في مضايقته قليلاً ، فمرر يده على شعره المتدلي أسفل رقبته ورفع زوايا فمه بابتسامة خفيفة ..
“سيدتنا مليئة بالحب ، أليس كذلك؟ حتى إنها تحيينا بعبارة ’أحبك‘. وبموضوعية ، هي جميلة أيضاً ، ربما لهذا السبب علاقاتها العاطفية… معقدة قليلاً …”
ثم نظر كيشا إليه باهتمام ، لكن عيناه الخضراوان لم تنظر إليه ، بل كانت مركزة نحو الأسفل ، وأصابعه تضغط على الأرض ..
“تماماً كما توقعت …”
تابع كيشا بابتسامة وهو يلوح برسالة في يده:
“هل ترغب في إرسال رسالة إلى الآنسة دنفر؟ يمكنني إيصالها لها سراً ..”
ولكن ، تجعد جبين سيلستيان وازداد وجهه تعبيراً عن الضيق ، بشكل مفاجئ كان هذا الوجه الغاضب جذاباً ، بدأ كيشا يفهم لماذا كانت السيدات مهتمات بمشاهدة غضب
هذا الرجل ..
“أقدر لطفك ، لكنني أرفض ..”
كان رده كأنه شخص يقف على حافة جرف ويُجبر على الرد بهذا الشكل ، خوفاً من أن يُدفع إلى السقوط إذا لم يجب ..
سيلستيان هو السيد الأخير لتلك الجزيرة المهجورة في شمال الغرب ، التي يُطلق عليها لقب “الشتاء الأبدي”. وقد تحولت إلى مكان أسطوري حيث يُقال إن الكائنات الخيالية تعيش هناك ..
قبل أن يدخل كيشا دار الأيتام ، كان يبحر مع والديه في البحر ، ولهذا كان يعرف هذا الرجل ويعرف مملكته ..
كانت تتساءل لماذا لم يهرب ، لكن اتضح أن غرضه الحقيقي كان أبعد مما تخيلت ..
‘في الواقع ، ليس مهتماً إطلاقاً بالآنسة دنفر ، بل يبدو أنه يريد لفت انتباه سيدتي ..’
نقل كيشا نظرته إلى الرسالة المتوقفة منذ عبارة “إلى محبوبتي …” أدرك فجأة أن علاقته العاطفية هذه قد لا تدوم طويلاً ..
“لم أشعر بالارتياح لهذا الأمر منذ البداية.”
بدأ يدرك أن مشاعر سيدتها والدوق تجاه بعضهما كانت متبادلة بشكل ما ، وكانت مشاعره تجاهها تختلف بوضوح عن تلك
التي تراها فيها كجائزة فقط ..
كما أدركت أنها تدخلت دون جدوى في علاقة حبهما ..
عاش مع دافني لسنوات ، ومن الواضح أنه اكتسب فضولها المفرط ..
“يا دوق ، كل ما قلته مجرد مزحة ، سيدتي ليس لديها شبكة علاقات واسعة ، كما أنها تكره الرجال وتراهم مزعجين ..”
رفع كيشا رأسه لمحاولة تدارك الموقف .
“يا إلهي ، هل هو شبح؟! بدأ الأمر يصبح مخيفاً ، كيف يحدث هذا؟”
لكن المقعد بجوارها كان خالياً تماماً ..
❖ ❖ ❖
متجر ويدرو كان يقع في مركز شارع 21 ، ملاصقاً لمحطة القطار الرئيسية في العاصمة ، ربما لهذا السبب كان مكتظاً للغاية بالناس ..
كانت رحلة تسوق رافقها فيها كيشا وعدد من الحراس الشخصيين المنتشرين حتى على سطح المبنى الأعلى ..
عادة ، عندما تحتاج للتسوق ، تطلب دافني بعض صالونات الشراء إلى غرفتها ، لكنها حين تزور المتجر شخصياً ، تتكفل وحدها برفع مبيعات اليوم ، في مثل هذه الأوقات العصيبة ، لا يجد مركز التسوق أفضل من استقبال أثرياء مثل دافني ، وقد خصص صاحب المتجر اليوم للزبائن الذين لديهم حجوزات مسبقة فقط ..
عندما أُبلغ بوصول دافني ، خرج لاستقبالها في البهو ، وكان يلاصقها ويلتصق بها ، يفرك يديه مثل ذبابة ، كانت دافني ترتدي طقماً من التويد الأصفر ، وشعرها مشدود لأعلى في كعكة ، وزينت أذنيها وعنقها ويديها بأحجار أوبال الأروى ، وأكملت إطلالتها بنظارات شمسية سوداء لتخفي وجهها المتورم من إفراطها في الشراب الليلة الماضية …
بعد أخذ مقاساته بالكامل ، خرج سيلستيان من خلف الستار وجلس بجانب دافني ، حتى لامست فخذاهما ، لكن دافني تحركت قليلاً مبتعدة لتفادي لمساته ، وبدأت تراقب العربات التي تمر بالخارج ..
“لماذا؟” سأل سيلستيان وهو يميل برأسه ..
“ماذا؟” أجابت دافني ..
“لماذا تبتعدين؟”
“لأنني لا أحب الأمير ..”
ردت دافني بجفاء ، وأعادت النظر إلى الكتالوج ، كان المكان مظلماً والنظارات السوداء تصعب عليها الرؤية ، لكنها كانت تشير بجرأة للشراء وتوقع سريعاً ، لم يستغرق التسوق وقتاً طويلاً؛ فقد كان الأمر بسيطاً ، فقط اشترِت كل شيء يناسب مقاسها من هنا إلى هناك ..
مد سيلستيان يده كما لو كان يطلب منها الإمساك بها ، وعندما نظرت إليه باستغراب ، أشار برأسه نحو الناس ..
“إذا لم نبدُ مقربين ، سيجدون الأمر غريباً.”
وبالفعل ، كان القليل من الزبائن ينظرون إليهم بفضول. علاقة سيدة ثرية بجعل “خائن” حبيبها العلني مع الحفاظ على مسافة اجتماعية؟ قد ينتهي بهم الأمر كحديث شائك بين الناس ، لذلك ، لم تمسك دافني بيده ، بل سحبت معصمه وأدخلت ذراعه في ذراعها ..
كانت عضلات ذراعه صلبة وبارزة حتى من خلال القميص الضيق ..
‘أمر غريب…’
دون أن تدرك ، ضغطت دافني على العضلة الصلبة عدة مرات ، وكانت الذراع سميكة لدرجة أنها لم تتمكن من الإمساك بها بالكامل بيديها ، نظر سيلستيان إليها بحيرة ، متسائلاً عما تفعله ، لكن دافني كانت تنظر إلى واجهة المجوهرات المقابلة ..
“السيدة بوكاتور …”
كان الشخص الذي نادى دافني ، وهي في طريقها للخروج بعد أن أنهت شراء الإكسسوارات ، موظفاً جديداً في المتجر ، شاحب الوجه ، ومن الغريب أن ملامحه لم تكن واضحة رغم أنها كانت تنظر إليه مباشرة
“عند المدخل ، أقصد ..”
ارتجف صوت الموظف كصوت الخروف ، فالمبتدئون عادة ما يشعرون بالرهبة أمام أثرياء مثل دافني ، رفعت دافني زاوية فمها مبتسمة واستجابت له بلطف ، يبدو أنه كان يخبرها بوجود عملاء من مكتب الأمن الوطني بالخارج ، جاؤوا بعد أن وصلتهم معلومات عن وجود سيلستيان هنا ..
ضمت دافني ذراعه بشدة مرة أخرى وأطلقت صوت تأفف خفيفاً من لسانها ..
“هلّا أخبرت السائق أن يأتي إلى المدخل الخلفي؟ إنها سيارة فورد بنية اللون …”
“نعم ، سأبلغه بذلك!”
بقي لديها بعض الوقت حتى يصل السائق ، فقررت دافني القيام بجولة سريعة في متجر المجوهرات ثم خرجت من الباب الخلفي ..
كان وقت التسوق ممتعاً ، النساء اللواتي يغطين أفواههن بمراوح اليد كنّ يطلقن الآهات إعجاباً عند رؤية سيلستيان ، وحتى الرجال كانوا يتظاهرون بعدم الاهتمام بينما ينظرون إليه خلسة بفكوك متدلية ..
خلعت دافني قفازيها بمهارة ، بسحب شرائط الرباط على ظهر يديها ، ثم ألقت بهما في السيارة ، كانت أكياس التسوق التي أحضرها الموظفون موضوعة بالفعل على المقاعد ..
ثم لاحظت فجأة أن مقعد السائق كان فارغاً ..
“ربما ذهب إلى الحمام …”
مالت برأسها باستغراب وجلست في المقعد الخلفي تراقب سيلستيان وهو يمشي بخطى ثابتة من بعيد ..
كان بارزاً بين الناس ، وكأنه أطول قامة مما كان عليه في المناسبات السابقة ، اكتسب كتفيه عرضاً إضافياً ، ووجهه بدا أصغر حجماً بطريقة ما ..
شعره كان يلمع بلون برتقالي تحت أشعة الشمس المتساقطة على الساحة ، شعرت دافني فجأة بنبض غير مريح في صدرها ومعدتها ..
‘لماذا أشعر بهذا… هل أكلت شيئاً غير مناسب؟ …’
بدأت تضرب صدرها بخفة ، كانت تتساءل إن كان هناك أي طريقة للتخلص من هذا المثلث العاطفي السخيف دون الحاجة إلى إثارة المزيد من الاهتمام ، تشابكت ذراعيها وبدأت تطرق بإصبعها .
‘خطوبة؟ ..’
لكنها لم ترد أن تقحم نفسها مرة أخرى في شيء كهذا ، فوق ذلك ، كانت متأكدة أن الضغط من والدتها لدفعها للزواج والضغط لتجعل سيلستيان ملكاً سيزداد مع الأيام ..
مع ذلك ، جزء من تفكيرها استهواه لقب “خطيبة الخائن”، الذي يحمل طابعاً غامضاً يجذبها نوعاً ما ..
‘مقابلة صحفية ، ربما؟..’
كان الأطفال الذين يلعبون بجوار النافورة في المتجر ينادون سيلستيان ببراءة قائلين “أيها الأمير! أيها الأمير!”، واقتربوا منه ليحتضنوه ، ما جعله يبدو سعيداً للغاية ..
بينما كانت أفكار دافني غارقة في القلق من أن تكون قصتهم حديث الصحافة ، فقد هدأت قليلاً أمام مشهدهم اللطيف ..
“سيلستيان.”
نادت دافني على الرجل الذي كان يمشي ببطء نحوها وأشارت بإصبعها لتحثه على الإسراع ، ولكن ، تغيرت ملامح سيلستيان قليلاً عند سماعه مناداتها ..
“لماذا تنادينني هكذا؟”
“لأجعلك تدرك أنني أعرف اسمك جيداً …”
“لا أفهم قلبكِ أبداً.”
ضحك سيلستيان بخفة ..
“هل يثير فضولك حقاً؟ يا لك من أمير عاطفي حنون …”
نزعت دافني نظاراتها الشمسية الكبيرة وضيقت عينيها بنظرة حادة ..
في تلك اللحظة ، تعالت أصوات من الجانب الآخر من الساحة التي كانت هادئة ، وسمعت هتافات تطالب بإعدام الخائن نيابة عن جلالته الملك ..
توقف سيلستيان وحدق نحوهم ، وفي رد فعل سريع ، اندفعت دافني وأمسكت بمعصمه ، سحبته نحو السيارة ..
جلسته في المقعد الخلفي ، ووقفت أمامه كأنها تخفيه ، ألقت دافني نظرة خلفها بقلق ..
”أولئك هم من قالوا إنهم سيمزقونني إرباً؟”
قال سیلستيان بابتسامة ساخرة ، حاجبيه منخفضان دلالة على دهشته ..
كان عددهم لا يتجاوز اثني عشر شخصاً ، وملابسهم كانت متواضعة من الواضح أنهم كانوا قد أنهوا عملهم وذهبوا إلى حانة لاحتساء مشروب ، ثم قفزوا من أماكنهم حين سمعوا عن ظهور الخائن ..
”سیلستیان تیریوسا اقتل نفسك حفاظاً على
شرفك !”
تسللت تلك الكلمات المرعبة إلى أذنيه فجأة ..
كانت وجوه الرجال الذين اشتعلت فيها الحمرة والغضب تحدق نحوهم وكأنهم على وشك الاندفاع إلى هذا الاتجاه في أي لحظة ..
ترجمة ، فتافيت ..