After the ending, I saved the villain with money - 20
“لا، أنا أحبك …”
أمسكت دافني بكتفيه القويتين ، وحدقت في وجهه من مسافة لا تزيد عن بضعة سنتيمترات ، محاولة استيعاب الوضع ، وأخذت ترمش ببطء ، انزلقت خصلة من شعرها الأحمر ببطء على خدها وسقطت أمام عيني سيليستيان ، فأغلق إحدى عينيه بانزعاج خفيف ..
كانت يده تمسك بخصرها ، وكأنه محاصر بين ذراعيها ، وفي هدوء غريب ، لم يكن هناك ما يكسر الصمت سوى صوت طقطقة خافت من ضوء المصباح ، الذي كان يذكرهما بمرور الوقت ..
الرجل الذي رفع رأسه لينظر إليها ، هو نفسه الذي لطالما رأت صورته في أحلامها؛ ذلك الذي كان دائمًا يظهر أمامها كعائق لا تستطيع تجاوزه …
‘إنه قريب جدًا.’
شعره الذهبي المتألق ، وبشرته البيضاء كمن لم يعرف نور الشمس ، وملامحه الواضحة كأن لا مكان للظلام فيها ، وتلك الشامة التي تزين حاجبه الأيمن ؛ كلها تفاصيل جعلته يبدو وكأنه لوحة مثالية …
‘هل هناك من يستطيع ألا يقع في حبه عند رؤية عينيه الخضراوين؟’
بينما كانت دافني تفكر في ذلك ، شعرت بالدهشة وابتعدت بسرعة ، وكادت تتعثر بطرف الطاولة ، لكن سيليستيان تلقاها بلطف وجعلها تجلس على ركبتيه ..
“احترسي ..”
“لا أحب هذا النوع من التصرفات ..”
شعرت دافني بدوار ، كأن قلبها سيقفز من صدرها ، وزاد من إحساسها الحرج أنها كانت ترتدي ملابس نوم رقيقة ، مما جعلها تشعر بحرارة جسده بوضوح ، حاولت أن تنزل من ركبتيه ، ومع ذلك بقيت ساقاها مستنده عليه
“لا أحب أن تسحبني بهذه الطريقة وتتحكم في حركتي ، هل أنا دميتك؟”
“لا، لستِ كذلك ..”
هز رأسه فورًا ، كمن يشعر بالذنب ، وفي تلك الأثناء ، وضعت دافني ساقيها على الطاولة ، أما سيليستيان ، فأخذ يلمس ركبتيه الفارغتين ..
“أنتِ لا تحبينني ..”
قال سيليستيان بنبرة جازمة ، بدت وجنتاه متورمتين وكأنها تضايقه ..
“أحبك …”
فتحت دافني عينيها على اتساعهما وأجابت بثبات ..
ارتجف سيليستيان بشكل ملحوظ ، ثم تنهد بصوت خافت جدًا ، نهض وذهب نحو السرير ، مستلقيًا على جنبه ، وخرجت ساقاه الطويلتان من السرير بشكل غير متناسق ..
‘لماذا يتصرف فجأة هكذا؟’
تنهدت دافني بعمق وهي تحاول تهدئة ضربات قلبها المتسارعة ، ثم شربت كأسًا من الماء ، وعادت إلى ملفاتها ..
❖ ❖ ❖
أسقطت دافني خمسة ملفات من يدها ..
“لماذا يتكلمون كثيرًا ؟ عليهم فقط أن ينفذوا ما يطلب منهم أحيانًا أفكر بقتلهم جميعًا ، ثم إنهاء الأمر وأموت أنا أيضًا …”
لقد أنهت عملها لهذا اليوم ، استندت دافني بيدها على مسند الأريكة لتتمدد قليلاً ، ثم التفتت إلى الخلف ، كان سيليستيان يمد ذراعه في الهواء ويقرأ كتابًا ..
“أيها الأمير ..”
صمت ..
“سيليستيان”.
” سيليستيان تيريوسا …”
لا إجابة ..
”أوه ، عزيزي… هل لن ترد؟”
كادت أن تناديه كما تنادي أصدقاءها بأسماء دلع ، لكنها تداركت الأمر بسرعة ..
“سيل.”
“.نعم”
هل هو غاضب ؟
زحفت دافني على الأرض واستلقت بجانبه على السرير ، كانت هذه هي المرة الثانية فقط التي يستلقيان فيها معا على السرير ..
”هذا كتاب رومانسي ، من أين حصلت عليه؟ هل استعرته من ناريد؟ ..”
*( راح اثبت اسم الخادمة ناريد)
نظر سيليستيان إليها نظرة سريعة ثم أنزل ذراعه ، أخذت دافني تضرب كتفه بلطف بقبضتها ..
” من المكتبة.”
”ما عنوانه؟ هل هو مثير للاهتمام ؟”
قلب الكتاب الوردي في يده وأجاب ..
”المطر ينزل على كلوديا ؟”
كان عنوان الرواية بالإمبراطورية ، أما محتواها فبلغة السكرديون ، المطر ينزل” كان تشبيهًا ذا دلالة ضمنية ، ولكن سماع ذلك من فم سيليستيان جعلها تشعر بمزيج من الدهشة.
“ما رأيك؟”
“رواية مبتذلة.”
”هل تعتبر هذا مبتذلا؟”
“لا أعلم من يكتب أو يقرأ هذا النوع من الكتب
هل هو كتابكِ ؟”
“أنا أقرأه ، كل ما في هذا المنزل ملكي …”
أن يعتبر هذا الكتاب مبتذلا؟ اللون الوردي كان يدل على الروايات ذات المضمون الأخف ، أما الخط الأحمر فكان لنوع نادر من الطبعات الخاصة التي من الصعب الحصول عليها ..
”جرب قراءة الحمراء ، ستكتشف عالمًا جديدًا.”
“لا أرغب بذلك ..”
كان رده باردا طوال الوقت ..
في أي لحظة أصبح غاضبًا؟
لو كان غاضبًا بسبب كلمة “إزعاج”، لم تكن لتفهم السبب تمامًا ، جلست دافني على حافة السرير وارتدت رداءها الشفاف ثم نهضت .
“إذا استرح واذهب للنوم ، سننام حتى الظهيرة
غدا … ثم نذهب للتسوق ..”
“أين سنذهب؟”
”لشرب الكحول.”
هذا اليوم يحتاج بالتأكيد إلى نهاية مع كأس من الكحول ، ناريد قد جهزت كل شيء في الحديقة الزجاجية ، تنتظر فقط وصول دافني ..
”متى ستعودين؟”
“لن أعود الليلة ، لماذا تسأل ونحن ننام منفصلين في الأساس؟”
“إنها تمطر يا بوكاتور ..”.
توقفت عن الكلام للحظة ، وحقا ، كما قال ، كان المطر يهطل ، كان صوت المطر غزيراً لدرجة لم تدركه من قبل ، لكنها كانت تملك مظلة ، وكانت الحديقة الزجاجية قريبة جدًا ، أومأت برأسها مرتين وتوجهت نحو الباب ..
“لدي سؤال.”
ثم خطرت لها فكرة مفاجئة : لم ينادها سيليستيان باسمها أبدًا من قبل ..
“هل تعرف اسمي ؟”
عندما التفتت لتنظر إليه ، بدا الارتباك في عيني سيليستيان ، وهذا أدهش دافني أيضًا.
“لا تعرفه ؟”
أضاءت السماء ببرق أبيض ، وظهر الضوء من النافذة ، تلاه صوت الرعد الهادر كالموج العاتي ..
“ديانا.”
” اوه ..”
رفعت دافني يدها مغطية فمها وكأنها متفاجئة ، ابتسم سيليستيان بابتسامة خفيفة ، يبدو راضيًا عن نفسه ..
“هل هو صحيح؟ ديانا…؟”
“هل حقًا لا تعرف؟ لا تكذب ، أليس من المفترض أن الملوك لا يكذبون؟”
“أعرف ، إنها دا… دا…”
“أنت ممل ، قلت لك ألا تكذب ، أليس كذلك؟”
عض سيليستيان شفته السفلى قليلًا ، مررت دافني يدها على غرتها ، وضحكت بسخرية
تذكرت فجأة القاعدة السخيفة التي تقول إن الملوك لا يخفون الحقيقة ولا يكذبون ..
“لو كان لدي لوح حجري في يدي لكنت ضربتك به ، آه ، لكن هذا من اختصاص آني ، على أي حال ، يجب أن تشكرني لأنه ليس لدي صينية في يدي الآن …”
“أنتِ لم تخبريني باسمكِ أبدًا ، ما هو اسمكِ؟”
“هل من المفترض أن أعرف؟”
“وما العمل إن كنتِ لا تعرفين اسمكِ أنتِ؟”
“رجل الأعمال النبيل من سيكرديون ليس لديه اسم ليقدمه لأمير وضيع ..”
“هل أنتِ غاضبة؟”
“لا، بالطبع لا ..”
“تبدين غاضبة…”
“تصبح على خير …”
خرجت دافني بسرعة من الغرفة …
شعرت بالارتباك ، كانت تلتقي بوجهه يوميًا تقريبًا لتعريفه بوجودها ، ومع ذلك ، ما يتذكره هو مجرد “دا”. كان من المؤسف أن لا أحد من الحراس أو المساعدين هناك ليعلق على ذلك ..
“الهواة لا يحظون بفرصة…”
يبدو أن هذا كان حقيقة في هذه الحياة أيضًا ..
‘ومع ذلك ، تحاول أن تغريني؟ ..’
تذكرت الأمير الذي اقترب منها بكل رضا بين ذراعيها ، فشعرت باختناق خفيف عندما تذكرت ملامحه الساحرة ، لكن ذلك لم يدم طويلًا إذ زاد استياؤها ..
عندما همت دافني بالخروج وهي تحمل مظلة طويلة جهزها لها كبير الخدم ، توقفت وتوجهت نحو المكتبة ، كان كيشا جالسًا أمام المكتب يكتب رسالة حب بخط غير مرتب ..
“كيشا ، أنت تعرف اسمي ، أليس كذلك؟”
ظهرت دافني فجأة دون تحية ، مما جعل كيشا يقلب الرسالة سريعًا ، بدا عليه وكأنه يتساءل عن سبب تصرفها هذا اليوم ..
“بالطبع ، هل تريدين أن أناديكِ باسمكِ من الآن فصاعدًا؟”
كانت دافني على وشك ضرب جبين كيشا بلطف لكنها اكتفت بالتنهد والزمجرة ..
“لا تتجرأ.”
“ما الأمر الآن؟”
“لا تخبر الأمير أبدًا باسمي ، تظاهر بأنك لا تعرفه ..”
“هل الأمير لا يعرف اسمكِ؟”
عندما لم يقتنع كيشا فورًا وأمال رأسه بتعجب ، بدا على وجه دافني تعبير مرعب ..
“نعم.”
وبالتزامن مع ذلك ، سُمِعَ صوت الرعد والبرق خارجًا ، أسرع كيشا بالإيماء برأسه ..
❖ ❖ ❖
رمي سيليستيان الكتاب الذي كان يمسك به ، انزلق الكتاب الوردي أسفل الأريكة ..
“دافني ، أنتِ تفعلين هذا عمدًا ، أليس كذلك؟ ”
بينما كان سيليستيان يمرر يده بتوتر بين خصلات شعره ، ألقى نظرة عابرة على صدره وأغلق الأزرار الثلاثة المفتوحة دفعة واحدة ، رغم كلماتها ، كانت دافني طيبة وحنونة في أفعالها ، إلا أن هذا الحنان لم يكن يخصه وحده ، مما كان يثير ضيقه ، وعندما تلمح له بطريقة ساحرة لكنها في النهاية ترفضه ، كان يجد نفسه يزداد شوقًا إليها ، هو فقط ..
“لا أستطيع الاستمرار بهذا ..”
تذمر بصوت مسموع ، لكن لم يكن هناك أحد ليستمع ، كانت رواية الحب التي أوصته إحدى خادمات المنزل بقراءتها مملة ، كان كل ما جربه سيليستيان من قبل مدرجًا فيها ، وكأنها تلخص كل شيء ، ومع التجربة الأخيرة ، فهم سيليستيان أن دافني تحمل “معادلة” لا تفضي إلى أي نتيجة ..
استرجع تلك الأفكار التي راودته ذات يوم في هذه الغرفة ، قال لنفسه حينها، “أستطيع أن أكتفي بهذا الآن”.
ما كان هذا إلا حماقة ، هي بجواره ، على مقربة منه ، فكيف له ألا يتمسك بها؟
“غبي..”
استطاع أن يسمع صوت دافني اللطيف في ذهنه ..
فتح سيليستيان الباب واتجه نحو الطابق الأول ، كان المطر يتساقط بغزارة على النافذة أمامه عند نزوله الدرج ، شعر بوخز في ندبة راحة يده اليمنى ، فقبض يده ثم بسطها قبل أن يتوجه إلى المكتبة ..
مع حلول المساء ، يكون جميع العاملين قد أنهوا أعمالهم وعادوا إلى منازلهم أو غرفهم ، ولهذا ، كانت غرفة دافني هادئة تمامًا وخالية ، خطى سيليستيان بصمت على الرخام الأزرق ، حتى أن صوت خطواته لم يُسمع ..
❖ ❖ ❖
في هذه الأثناء ، كان كيشا يُطوي رسالة فاشلة على شكل طائرة ورقية ، لكنه وقف فجأة خلال ثانية واحدة حين رأى سيليستيان ، أشار له سيليستيان بيده ليجلس ، فجلس كيشا بوضع مستقيم ..
“لقد بدوتَ طبيعيًا للتو ..”
مرر كيشا أصابعه على شعره الذي كان يسبب له الحكة في مؤخرة عنقه ، ثم أمسك القلم مرة أخرى ، بنظرة خاطفة ، لاحظ كيشا أن سيليستيان كان يقرأ كتابًا أحمر لا يُعرف مصدره ..
“السيدة ذهبت إلى الدفيئة.”
“أعرف ..”
“هل ستلحق بها؟ أأحضر لك مظلة؟”
هزّ سيليستيان رأسه رافضًا ، وجلس على الأريكة المركزية ، بدأ كعادته في قبض يده وبسطها أثناء تقليب صفحات الكتاب ، عاد كيشا إلى كتابة رسالته مرة أخرى ، دون أن يلاحظ أخطاءه الإملائية ..
وبعد بضع دقائق ، وضع سيليستيان الكتاب على الطاولة وسأل:
“إلى أين تصل الرسائل؟ هناك أكثر من جناح خارجي …”
“الرسائل التي تصل إلى السيدة يتولى ميشا فحصها ويقوم بإحراق الرسائل غير المهمة ، هناك أشخاص مزعجون يرسلون أشياء سخيفة ، لماذا ، هل تنتظر رسالة؟”
خفض سيليستيان نظره ومرر يده على عنقه ، ثم هزّ رأسه نافيًا ..
“هل تقول سيدتك كلمة ‘أحبك’ كثيرًا؟”
“لماذا تسأل هذا؟”
نظرتا عيني سيليستيان الخضراوين اتجهت نحو الأرض ، أدرك كيشا متأخرًا أن هناك شيئًا ما يجري بين دافني وهذه الشخصية التي تجلس أمامه ..
“لم أسمع هذه الكلمة حتى حين كنا معًا.”
وبمجرد أن أغلق الرجل الأشقر فمه ، تزامن ذلك مع صوت رعد قوي اجتاح المكان ..
ترجمة ، فتافيت …