After the ending, I saved the villain with money - 16
ذوقه السيئ ، أمير ذهبي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
كان سيلستييان يقف أمام دافني ، يتظاهر باللامبالاة وكأنه منبهر بالأجواء حوله ..
“خلفك يزدحم أفراد العائلة المالكة ، قد ينتقدونك لعدم الالتزام بالآداب …”
كان هناك من سيتهم الخائن بإدارة ظهره لأفراد العائلة المالكة ، وحتى في حفل ملكي ، سيضيفون مئات التعليقات الساخرة ، كانت دافني على علم بهذا الواقع وشعرت بالإرهاق
“أنا أجنبي ، ولم أتعلم تلك الآداب …”
أجاب سيلستييان بخفة ، يبدو أنه قرر أن ينسى تمامًا السنوات التي قضاها في القصر الملكي
“أنت أجنبي فقط عندما تحتاج إلى ذلك ..”
“آه، إذن…” مال سيلستييان بجسده وكأنه سيذهب بعيدًا ، أمسكت دافني بطرف صدرية سترته بإحكام ، لم تكن تحب كونه أعلى منها ، لكن في هذا الموقف وجدت ذلك مفيدًا.
“أوهه ، لا ، ابقَ في مكانك …”
“يبدو أنه لا يوجد من تستقبليه بقبلة هذه المرة ، أليس كذلك؟”
وقفت دافني على أطراف أصابعها لتتفقد الحضور خلف كتف سيلستييان ، لم يكن أفراد العائلة المالكة والنبلاء الكبار في سيكراديون يحبون دافني كثيرًا ، السبب بسيط: لأنها امرأة طموحة …
“أنا منبوذة في هذا المجتمع ، هل ستستخدم ظهرك كدرع إذا قُذفت زجاجة ناحيتي؟ أثبت لي فائدتك …”
ضحك سيلستييان بسخرية كأنه غير مصدق
“كلماتكِ دائمًا جميلة.”
“شكرًا على مجاملتك.”
بالتأكيد ، بمجرد أن حجب سيلستييان الرؤية ، شعرت دافني بارتياح أقل ، أن يكون درعها خائنًا! ابتسمت دافني برضا ..
“يبدو أنكِ تأخذينهم بعين الاعتبار …”
“لا أفهم لماذا أكره هذه الصيغة في الكلام ، كذا… وهكذا …”
“يبدو أنكِ تأخذينهم بعين الاعتبار ، آه ، يبدو أن هذه الصيغة تتضمن نفس التعبير أيضًا ، أليس كذلك؟”
ضحكت دافني بينما كان سيلستييان يمازحها ، وضحك هو الآخر بعيون تلمع بمرح
قامت دافني متعمدة بإعادة ترتيب ياقة سترته وكأنها تنفض غبارًا عنها ..
“عليك أن تأخذ الاعتبارات بعين الاعتبار ، فهم في مناصب رفيعة ، يستحقون كل التقدير ، ويقومون بدور في حمل أعباء البلاد وما إلى ذلك ، وأيضًا…”
“وأيضًا؟”
“لقد سئمت من الفوضى …”
أفراد العائلة المالكة في سيكراديون وُلدوا ليعيشوا حياة مترفعة ، ويعيشون بتلك العظمة ، ويموتون بها ، كانت الرفاهية حقهم الطبيعي ، دون الحاجة إلى تقديم أي تضحية للبلاد ، يكفي أنهم ورثوا دم العائلة ليحظوا بالإعجاب والاحترام …
نظرًا لأن عددهم بات قليلًا ، كانت حقبتهم في نهايتها ، ولعل هذا كان السبب في كراهيتهم المتزايدة لـ”الخائن”، فقد كانت حقبتهم ستنتهي فعلاً بسببه ، كانوا أحيانًا يأتون إلى مكان العمل ويثيرون الفوضى ، لكن ، لا مفر من ذلك ، فالنبلاء كانوا دائمًا في مكانة عالية ومرموقة.
‘لو أن سيلستييان قد نجح حقًا في التمرد…’
“أظن أن نواياكِ الحقيقية مختلفة.”
كما لو أن سيلستييان قد قرأ تعابير وجه دافني …
“صحيح ، أتمنى لو يسقطون جميعًا.”
همست دافني بصوت خافت بينما كانت تشد ياقة سيلستييان …
“داف …”
سمعت صوتًا وديًا لكنه صارم ، التفتت لترى “سايكي” واقفة هناك ، بدا في عينيها الزرقاوين بريق سرور غير مخفي ، لكنها سرعان ما توقفت عندما رأت الرجل بجوار دافني ، انحنى سيلستييان بكل لباقة واضعًا يده الكبيرة على صدره لتحية سايكي ، خلا وجه سايكي من أي تعبير ، ثم بدأ تدريجيًا يظهر…
‘ستغضب ، ستغضب الآن ..’
شعرت دافني بنظرات سايكي الزرقاء تشتعل غضبًا ، أخذت دافني تفكر في سبب غضبها
‘آه ، يبدو أن روميو لم يخبر سايكي أننا قادمون ، أليس كذلك؟ ..’
بدا روميو في موقف محرج ، لكنه كان “يبتسم” بالفعل ، وقف على الفور أمام سايكي وكأنه يحاول تهدئتها
‘يا له من منحرف سيء الذوق ، يبدو أنه يعيش أفضل أيامه …’
ضحكت دافني بسخرية ، سايكي كانت من النوع الذي يحمر وجهها عندما تغضب ، وروميو كان يحب هذا المنظر ، لقد كان يستمتع بوضع البطلة في مواقف مربكة ثم تهدئتها ، توقعت دافني أن هذا ما فعله روميو الآن ، فشعرت بالاشمئزاز من نوايا ابن عمها الخبيثة ..
‘من حسن الحظ أنها لم تصفعه بزجاجة خمر. ..’
والشيء المريح الوحيد هو أن هؤلاء النبلاء المتجمعين في الجهة الأخرى لم يدركوا أن الجو هنا كان متوترًا بعض الشيء .
❖ ❖ ❖
بينما ذهبت سايكي مع بعض أفراد العائلة المالكة إلى غرفة البودرة ، تم اقتياد دافني وسيلستييان إلى قاعة الطعام التي تملأها طاولات مستديرة مغطاة بالحرير الأبيض ، لم يكن في المكان أحد تقريبًا سوى أولئك الذين أصابهم التعب من الرقص المتواصل …
“هذه المرة ، ستكونين بجانبي مباشرة ، أتحبين ذلك؟”
كانت دافني تنوي أن تقول له أنها تكره الأمر ، لكنها اكتفت بابتسامة متكلفة …
“آه…”
لم يكن من المبالغة القول إن سيلستييان كان يقف خلف دافني ملاصقًا لها تمامًا ، وما إن رأى روميو يجلس أولًا حتى قام بإزاحة كرسي دافني بنفسه ، في البداية شعرت دافني برغبة في الضحك من هذه اللفتة الودية التي بدا أنها نادرة من سيلستييان ، لكنها سرعان ما جدّت ملامحها بسبب تصرف ابن عمها الذي دفع الكرسي بقدمه بخشونة ..
“تفضل ، تنحَ جانبًا يا أخي …”
رفع سيلستييان حاجبه في تعبير عن اللامبالاة ، بينما أشار له روميو برأسه ليجلس على يساره …
‘يا له من عديم الذوق …’
نظرت دافني إلى أدوات المائدة المرتبة أمامها وتساءلت إن كان بإمكانها غرزها في أحد ثقوب جسد روميو ..
وقف سيلستييان متكئًا بنظره نحو روميو باهتمام.
“إذن ، إذا كان الأمر كذلك…”
قررت دافني النهوض والتوجه إلى “سايكي ..” لإصلاح الأمور بقبلة سريعة ثم مغادرة المكان ..
“عليكِ الجلوس ، لدي ما أريد قوله.”
“ألا يمكنك قول ما لديك في رسالة؟ سأذهب لرؤية سايكي.”
“ستأتي قريبًا ، وإن لم تلتقيا فسيكون الأمر أكثر سوءًا …”
ما الذي يهذي به هذا الأحمق؟ شعرت دافني بأن طاقتها تُستنزف تدريجيًا ، فخفضت نظرها ، ثم رفعت رأسها ونظرت إلى سيلستييان وقالت:
“سمو الأمير ، ربما يمكنك الانتظار في الخارج.”
“الأمير الوحيد هنا هو أنا ، ديدي …”
لمَ يواصل التعليق على كلامها؟ تنفست دافني بعمق ثم أعادت صياغة طلبها بهدوء ..
“سيلستييان ، هل يمكنك الانتظار في الخارج قليلًا؟ سألقي التحية فقط وأخرج ..”
أين يمكن لهذا الرجل أن يذهب؟ ربما كان “ميشا” يستريح في مكان ما داخل هذا القصر ، لكن ميشا كان من النوع الذي يفضل البقاء وحده في أماكن بعيدة ، لذا لم يكن من الحكمة أن تطلب منه البحث عنه ..
ابتسم سيلستييان ابتسامة غامضة ، ثم أومأ برأسه بلطف …
“أراك لاحقًا ، روميو …”
وبالفعل ، غادر على الفور ..
“روميو ، ما الأمر حقًا؟ واثق من نفسك لهذه الدرجة؟ ألا تذهب لرؤية سايكي؟”
“حتى في غير هذه الأوقات ، أُعامل سايكي كما يجب ، كما أخبرتِني ، بابتسامة مناسبة ، وتنازلات.”
تنهدت دافني بضيق ، كانت تشعر بالعطش لكن لم يكن لديها رغبة في الشرب …
‘بصراحة… أريد الهجرة ..’
ابتسم روميو وهو يخبئ لون عينيه الذهبية خلف جفنيه ، ثم رفع كأس النبيذ إلى فمه …
“ما الذي أردتَ قوله إذن؟”
“لمَ أتيتِ ، معه؟ ..”
تحدث الاثنان في نفس الوقت ، كان روميو ينظر إلى الباب الذي خرج منه سيلستييان
هل نسي أنه من دعاه؟ نظرت دافني بتعجب ثم أجابت …
“أنت من دعوته بنفسك.”
“أنا؟”
رفع روميو حاجبيه باستغراب ، قبل بضعة أيام ، في حفل “كونيا”، كان هناك بطاقة دعوة من سكرتير روميو تحتوي على اسم سيلستييان ..
“هل فعلت؟”
“هل يجدر بك الاعتذار له عن سوء المعاملة؟”
ارتشف روميو جرعة من النبيذ ورفع كتفيه بلامبالاة ..
“سوء المعاملة ما يفعله أميركِ ، يبدو أنه نسي كونه خائنًا ، انظري فقط إلى جرأته في الجلوس وكأن الأمر عادي …”
لأول مرة ، ترى دافني ابن عمها الأمير الذي يُظهر صورة الابتهاج وهو يتحدث بالسوء عن شخص ما ، لم تجد ما تقوله في رده ، أخذ روميو رشفة أخرى من النبيذ …
‘آه ، أتمنى لو كان هذا النبيذ مسمومًا… أيها الأمير، هلّا اختفيت ..’
كانت دافني تحدق في السائل الأحمر وهو يتدفق نحو شفتيه الحمراء بتفكير مرعب
تذكرت فجأة ما قاله ميشا مازحًا قبل أيام قليلة
“من الوارث لما تركته عمتي؟ سايكي؟ أم ربما …”
في تلك اللحظة ، تجهم وجه روميو بشدة واتخذت ملامحه القوية مظهرًا غاضبا مما زاد من هيبته ، أمسك بمعصم دافني بإحكام ، بينما كانت يده الأخرى تمسك بزجاجة النبيذ ..
عبست دافني من قوة قبضته التي أزعجتها
”خفف من قبضتك أنا جميلة وضعيفة ، يسهل كسر عظامي …”
قالت دافني بتذمر ، لكن روميو لم يرد عليها بكلمة فقط شدها نحوه ، قالت:
”كيف يمكن لطفل مثلك على وشك الزواج وتكوين أسرة ، أن يكون بهذه اللامسؤولية ؟”
رغم التوبيخ المزعج ، أمسك روميو بمعصمها وسحبها دون أن ينبس بكلمة ، صدمت دافني من قوته العنيفة التي لم تستطع مقاومتها ..
عندما خرجا إلى الشرفة ، أرخى روميو قبضته فبدأت دافني تفتح وتغلق يدها لشعورها بوخز شديد ، كان معصمها منتفخًا وحمرا من الشد ..
” يا إلهي ، قوتك مزعجة”
استدارت دافني نحوه غاضبة ، لكن روميو وبنظرة عصبية نزع الخاتم من إصبعه ، وسحقه بأصابعه ، ثم أسقطه داخل زجاجة النبيذ وألقى بها نحو الأرض ، تحطمت الزجاجة ، وتناثرت قطرات حمراء داكنة على فستان دافني الأخضر ..
“يا للعجب …”
ظهر الخاتم وقد احترق بشدة ، وقف روميو وهو يسعل قليلاً ثم أمسك بكتف دافني ، وسألها بلهجة حادة ..
“أنتِ من جلب هذا النبيذ ، أليس كذلك؟”
“…أمم”
كانت دافني الوحيدة التي تملك حقوق بيع النبيذ الفاخر المستورد من جنوب غرب إمبراطورية أجانتر ، وكانت هي المسؤولة عن
توفير النبيذ والفواكه في حفلات …سايكي .
”أقسم بصدق ، لم أكن أنا ، تعرفني ، لا أفعل مثل هذه الأمور الساذجة ، لو أردت قتلك ، كنت سأطلق عليك النار ثم أقتل نفسي!”
أكدت دافني براءتها ..
“أتعترفين بذلك إذا؟”
“لو قتلتك سأكون مجبرة على الموت أنا أيضًا!”
لكن توقيتكِ مريب ، لماذا سألتِ عن الوريث؟”
” يا رجل كان مجرد مزاح خفف من قبضتك ..”
رفع روميو يديه إشارةً لتخفيف الضغط ، ثم بدأ يشعر بالغثيان وأصبح وجهه شاحبا كالأوراق المكرمشة ، فاقتربت دافني ووضعت يدها أمام فمه لتساعده ، كانت تعرف أنها لا تستطيع ضربه؛ فقد يزيد امتصاص السموم في حال أخطأت وضغطت على جسده ..
كان الاثنان قد تلقيا تدريبا منذ الصغر على تحمل السموم ، مما أكسبهما مناعة جزئية ضد السموم العادية ..
علاوة على ذلك ، هو بطل القصة ولن يموت .
رغم ذلك ، كان الألم شديدًا بسبب السم الذي سكب مباشرة في حلقه ..
” كم رشفة شربت؟”
“ثلاث …”
استدار روميو نحو دافني بعينين محتقنتين وقال:
“حقًا ، لم أفعل ذلك ..”
“أعلم …”
كان السبب في أن روميو قد جرّ دافني إلى هنا قسرًا يعود إلى ضرورة التصرّف بمرونة ، إذ إنّ الحاضرين في قاعة العشاء كانوا من أفراد العائلة المالكة الذين يتوقون لإظهار قوتهم وتعزيز هيمنتهم ، وإذا حدثت أي مشكلة ، فقد تكون دافني ، بصفتها “الشريرة التي ظهرت برفقة المتمرد”، أول من يُستهدف باللوم ، لم يكن روميو مرتاحًا لرؤية الآخرين يحاولون إرباك دافني ..
تمتم روميو ببطء ، وهو ينحني بجسده الكبير عليها:
“أنا أشعر بالاشمئزاز لمجرد لمسِك ..”
ثم أضافت دافني بتهكم:
“اشرب المزيد واذهب إلى الجحيم ، أيها القريب ..”
رغم كلامها ، لم تدفعه بعيدًا ، كان من السهل حل المسألة إذا تمكنت من إحضار سيلستيان ليعتني به ، لكن إذا حدث ودخلت الضباع الواقفة خارج القاعة ..
وأثناء تفكيرها في ذلك ، استدارت دافني نحو الداخل وتجمدت في مكانها ..
“آه.”
كان صوت تحطم الزجاج كفيلاً بإثارة فضول البعض ، فقد ظهرت ظلال عدة نبلاء خلف الستائر ، ينظرون بشكل وقح نحو المكان ..
أدركت دافني الموقف الذي وقعت فيه: أرضية ملوّثة بالنبيذ ، شظايا حمراء متناثرة ، وولي العهد مستلقيًا على صدرها وكأنه فاقد للوعي
فكرت بمرارة
“روميو ، أفق ، أظن أننا قد وقعنا في ورطة.”
أجل ، لقد كانت شريرة بحق ..
ترجمة ، فتافيت ..