After the ending, I saved the villain with money - 13
جميلة كما في كل مرة …
حلم دافني في طفولتها كان أن تصبح راقصة باليه رئيسية في فرقة مشهورة ، كان لديها الوقت الكافي ، والمال الوفير ، لكن موهبتها كانت متوسطة ، بعد أن أنفقت عائلتها مبالغ طائلة على تعليمها ، اكتسبت فقط عزيمة صلبة ، بينما ابتعدت النتيجة المرجوة شيئًا فشيئًا ، والدتها ، التي كانت تتمنى في سرها أن تملّ دافني سريعًا ، احتضنتها بلطف ..
“دافني ، ما رأيكِ أن تأخذي دروسكِ مع أفراد من العائلة الملكية الآن؟”
بعد الاحتفال الرسمي ، ستأتي الخطوبة مباشرة ، وذكّرتها والدتها بضرورة تحسين تصرفاتها ..
“سأستمر بالرقص حتى أكسر ساقي ..”
كان ينبغي على دافني ألا تقول ذلك؛ في يوم مشؤوم ، صدمتها عربة ، وكُسرت ساقها ، فقدت حلمها للمرة الأولى ، ووقعت في يأس عميق ، ما جعلها تقضي بعض الوقت في مصحة بعيدة ..
هناك ، قابلت طفلة مغرورة قالت إنها ، لو كانت تملك المال مثل دافني ، لاستطاعت أن تحقق كل شيء ..
“ماذا يفيد المال؟ إذا لم يكن لديكِ الموهبة ، فكل شيء ينتهي عند هذا الحد ..”
سخرت دافني منها ، لكنها مع ذلك دعمتها ماليًا ، على أمل أن تشعر الفتاة الصغيرة بنفس اليأس الذي شعرت به ، كان ذلك جزءًا من قسوة دافني الصغيرة ..
أما الآن ..
“اختيار موفق ..”
اليوم كانت حفلة موسيقية لتلك الفتاة ، التي أصبحت الآن عازفة أورغن مشهورة في المملكة ، عندما دخلت دافني دار الموسيقى ، حيث أرضية من الرخام الأزرق الفاتح ، رمقتها بعض الوجوه المألوفة من الأثرياء ..
وقفت دافني أسفل الثريا الكبيرة ، أمام الدرج الرئيسي ، لتستقبل بعض الضيوف الذين دعتهم بصفتها راعية ، قبل أن تأخذ مكانها .
“آنسة بوكاتور!”
لحسن الحظ ، رأت شابة ذات شعر أسود كثيف وعينين زرقاوين دافني واقتربت منها ..
“كان من الصعب حقًا الحصول على تذكرة ، شكرًا لدعوتي …”
“هذا مقابل آخر مرة ، يا آنسة ألجيست …”
كانت إيلا ألجيست زميلة دافني في الباليه وفي الجامعة أيضًا ، وهي الآن راقصة رئيسية في أفضل فرقة باليه على القارة …
“سعيدة برؤيتكِ بعد فترة طويلة ، يبدو أن عليّ الانتظار عدة أشهر لمقابلتكِ …”
“لأنكِ لا تبقين في البلد …”
“كل ذلك بفضلكِ ، لا أرى في الصحف سوى أخباركِ ، كنتِ قلقة عليكِ ، لقد مررتِ بأوقات صعبة ، أليس كذلك؟”
“هل هذا صحيح؟”
تساءلت دافني عما إذا كانت قد مرت بوقت عصيب حقًا ..
ومن فرط شوقها، احتضنتها إيلا بقوة ، وقبلتها بلهفة ، ثم لاحظت فجأة سيليستيان وهو يراقب المشهد بصمت ، انسحبت خجلة وألقت تحية طفيفة برفع طرف فستانها ، لكن سيليستيان اكتفى بإيماءة بسيطة ، ابتسمت إيلا بخفة وعادت إلى جانب دافني ..
“ما زلتِ جميلة ، سيكون من الخسارة أن تتركي نفسكِ للضياع …”
ثم خفضت صوتها وهمست ، دافني بدورها استدارت عن سيليستيان وتحدثت بصوت خافت تكاد تسمعه صديقتها فقط ..
“بالمقابل ، هناك مشكلة أخرى …”
“ما هي؟”
“كل ليلة… آه ، ماذا تعتقدين؟”
احمرّ وجه إيلا ، وابتسمت كأنها لا تستطيع السيطرة على ضحكها ، ثم صفعت كتف صديقتها العاري برفق ، تظاهرت دافني بالألم وانكمشت بمرح ..
“لكن ، دافني.”
“نعم.”
“الدوق يستمر في النظر إلي ..”
نظرت إيلا نحو جانب وجه دافني بعينيها الزرقاوين بقلق ، فأجابت دافني بلامبالاة ..
“لأنكِ جميلة ..”
“ليس الأمر كذلك ، إنه أشبه بالتحديق…”
“إيلا ، آنسة بوكاتور ..”
الشخص الذي اقترب كان حبيب إيلا ، حيا دافني ، ثم سرعان ما لاحظ وجود سيليستيان شحب وجهه على الفور ..
“دافني ، يجب أن أذهب ..”
“أراكِ لاحقًا ، ولا تنسي أن تكتبي لي!”
سحبت إيلا حبيبها معها قبل أن ينطق بكلمة قد تُسبب إحراجًا ، وصعدت الدرج مسرعة ، كان حبيبها من أسرة بحرية وأحد المحافظين المتشددين ..
“لنذهب الآن ..”
أعرب سيليستيان عن رغبته في التوجه إلى المقاعد بنظرة تملؤها التردد ، لم يجد شيئًا يمسكه ، فاكتفى بالإمساك بخفة بطرف فستان دافني ..
“إلى أين؟”
لكن قبل أن تصعد الدرج ، اندفع أصدقاء دافني نحوها لتبادل التحيات ، ملتصقين بها في تعبير عن المودة ، نظر سيليستيان إليهم بامتعاض ، ثم أمسك بربطة عنقه وضاق ذرعًا بها ، حتى قرر أخيرًا فكها ..
“آنسة بوكاتور..”
التفتت دافني ، لترى سيليستيان وهو يفك ربطة عنقه ، ما أثار دهشتها ، فلكمته برفق ..
“ماذا تفعل؟”
“ضيق ، يؤلمني.”
عندما سمعته يشتكي من الألم ، استدارت دافني سريعًا لتودع آخر صديقة ، ثم واجهته ، متفحصة عنقه بتمعن ..
“يا إلهي …”
كان الجلد في منطقة العنق حمراء ومتورمة بالفعل ، يبدو أن أثر الحبل لم يلتئم بالكامل بعد ..
“نادني باسمي أمام الآخرين ، وانحني قليلاً.”
انحنى سيليستيان بناءً على إشارتها ، في تلك اللحظة ، حبست دافني أنفاسها لثانيتين بينما اقترب وجهه منها دون سابق إنذار ..
“حسنًا ، كما تشائين ..”
ارتبكت دافني لوهلة ، ثم ضحكت بخفة ، وربطت له ربطة عنقه ببراعة ، أغمض سيليستيان عينًا وابتسم ..
“هل ترغب في منحي رقبتك بهذا الشكل؟”
“أنتِ من لم تخبريني باسمكِ الحقيقي قط ، كل ما تنطق به كذب ، فلا أستطيع الوثوق بكِ ..”
رفعت دافني عينيها الذهبية ، متأملة للحظة
يبدو أنها لم تُخبره باسمها الحقيقي من قبل حقًا ..
“هل حقًا لا تعرفني؟”
لو خرجت الآن والتقطت أي صحيفة من الأكشاك ، من المؤكد أن تجد اسم دافني مذكورًا في إحداها على الأقل ، همّت دافني بالرد عليه لكنها أغلقت فمها ، واكتفت بالنظر إلى جبهته المستديرة والنقطة الموجودة فوق حاجبه ، وكأنها تختم عليه نظراتها ..
“لماذا يعانقكِ الجميع هكذا باستمرار؟”
“لأننا لم نلتق منذ فترة طويلة ..”
“لمَ لا يكتفون بالمصافحة؟”
“نحن نلقي التحية بالعناق ، أما المصافحة من دون قفازات فتُعتبر قلة ذوق…”
حينها ، مدّ سيليستيان يده ، وفيها قفاز مألوف ، فتحت دافني عينيها على اتساعهما عندما أخذت القفاز ..
“متى أحضرت هذا؟ كان عليك أن تعطيني إياه منذ البداية!”
خفض سيليستيان نظره ، ورفع حاجبًا واحدًا ببرود ..
“آه ، صحيح.”
تذكرت دافني حينها أن هذا هو القفاز الذي استخدمته لصفقة كاذبة ، فكرت لوهلة في تقديم عذر ، لكنها أدركت أن بعض الكلمات قد تأتي بنتائج عكسية ، فهي ليست بحاجة لتبرير شيء تملكه …
“شكرًا ..”
قالت دافني بإيجاز ، وبدأت في ارتداء القفاز
“أعيديه لي ، إنه ملكي ..”
أضاف سيليستيان بهدوء ..
❖ ❖ ❖
بمجرد أن وصلا إلى مقصورة الطابق الثالث ، قامت دافني بفك ربطة عنق سيليستيان
بحركة سريعة ، فتحت زرًا آخر ، فكشفت عن جلد محمرّ في مكان تماسّ الياقة ، قطبت دافني جبينها ..
“ماذا؟”
فتح سيليستيان عينيه بدهشة وكأنّه فوجئ بملابسه تنحلّ ..
“عليك أن تخبرني إن كنت تتألم .”
“أخبرتكِ من قبل.”
“لا، في البداية… لا بأس ، ضع عليها بعض الدواء لاحقًا …”
فكرت في النفخ على الجرح ، لكنها توقفت ..
شعرت أنه لا بد أن مظهره أسرها لدرجة أنها لم تلاحظ ما حدث لعنقه ..
‘يجب أن أجعله يخضع لفحص …’
بعد أن استقرت دافني ، بدأت بضبط التركيز في منظار الأوبرا الخاص بها ، عمّت الجلبة في القاعة ، فنظرت عبر الشرفة لترى روميو وسايكي يدخلان ويجلسان بين المتفرجين الواقفين ..
كانت سايكي ترتدي فستانًا أبيض اللون وإلى جانبها روميو ببدلة بنية ، التفتت للخلف ، لتجد سيليستيان متكئًا ومتقاطع الذراعين والساقين بشكل متعجرف ..
“ألن تشاهد؟”
“ماذا؟”
“إنها سايكي ..”
تأمل سيليستيان قليلًا ، ثم وقف ببطء ليقف بجانب دافني وينظر إلى سايكي وروميو الجالسين في الأسفل ، تمنت دافني أن تتمعن في ملامحه أكثر ، لكنها خشيت أن يسبب اقترابها المفاجئ سقوطها من الشرفة ..
“سيليستيان ..”
“نعم ..”
“لم يمضِ وقت طويل منذ أن رأيتها ، أليس كذلك؟”
التفت سيليستيان لينظر إلى دافني ، وعيناه الخضراوان تتلألآن كبركة ماء ، وقد بدتا بفضل الإضاءة البرتقالية وكأنهما تضيئان مثل شجرة عيد الميلاد ..
‘هل أعطيه منظار الأوبرا؟’
أخذت دافني تلمس المنظار الأسود بين يديها ، لكنها فكرت أن رؤيته قد تحولت بالفعل إلى الأبيض والأسود ، وأن الشيء الوحيد الذي سيضيء أمامه الآن هي سايكي ..
‘لا بد أن سايكي تتوهج وحدها بكل بهاء ..’
قالت له،
“أليست جميلة رغم مرور الوقت؟”
أجاب ، “نعم.”
كانت عيناه أكثر عمقًا ، وأدركت دافني أنه ربما يفكر فيها كل يوم ، شعرت بقشعريرة ، فمسحت ذراعها بخفية ..
‘ايها الكاتب ، ألم تكن لتفسح له الطريق ليقترب منها ولو قليلاً؟’
بالنسبة لسيليستيان ، سايكي هي كالفقاعة الزجاجية الرقيقة التي يخشى أن تذوب بمجرد ملامستها ، لكن سايكي التي تعرفها دافني تمتلك دفاعات قوية ، يكاد يُقال إنها مصنوعة من الفولاذ!
حلّ الظلام في القاعة إيذانًا ببدء العرض ، فتراجعت دافني إلى مقعدها ، تبعها سيليستيان وجلس قريبًا منها ، ظهرت الفتاة ذات الشعر والعينين البنيتين والنمش ، ميلدريد ، تحت الأضواء ، بدت وكأنها قد نمت منذ آخر مرة رأتها فيها ، صفقت دافني بحماس بين الجمهور ..
ملأ صوت الأورغن الناعم والراسخ القاعة ، واهتز كتف سيليستيان قليلًا عند بدء العزف
“هذا…”
“ماذا تقصد؟ تلك الفتاة هي ميلدريد سيرينادي ، عمرها الآن ستة عشر فقط…”
همست له دافني عن خلفية العازفة ، لكنه لم يرد ، نظرت إليه لتجد فكه مشدودًا ، وكأن شيئًا ما كان يشغل باله ..
‘هل يشعر بالارتياح لمجرد وجوده في نفس المكان؟’
قررت دافني أن تلتزم الصمت وتراقب عزف ميلدريد تحت الأضواء ، كانت الموسيقى مقدسة وجذابة كما هي دائمًا ، فجمعت يديها واستغرقت في الإنصات ..
قال سيليستيان بصوت منخفض ..
“أنا فقط من تُعاملينني بهذه الطريقة… لماذا لا تتذكرينني أبدًا ، في كل مرة…”
غمغمت دافني بصوت خافت إشارة له بالصمت ، مندمجة في الموسيقى ، بينما أغلق سيليستيان عينيه وبدأ يئن وكأنه يكتم ألمًا
عميقًا طيلة مدة العرض التي استمرت ساعتين ..
ترجمة ، فتافيت ..