After the ending, I saved the villain with money - 11
“بوكاتور …”
شهق “سيليستيان” وكتم فمه بيده ، وسعل بهدوء ..
“لم أكن أعرف إن كان سيكون ابناً أو ابنة ، لكنني اعتقدت دائماً أنها ستكون فتاة فحسب ، لذا قمت بتجهيز الأشياء ، أليس هذا غباءً مني؟”
قالت “دافني” ذلك وهي تحدق في وجهه الشاحب ، كان من الممتع رؤيته عاجزاً عن الرد ، وقد تجمد في مكانه ..
“إذا فتحت خزانة الملابس تلك ، سترى مستلزمات الأطفال التي اشتريتها في ذلك الوقت ، بالإضافة إلى الهدايا الكثيرة التي تلقيتها ..”
أشارت بيدها نحو خزانة الملابس ذات الباب المزخرف ، ثم تمتمت بصوت خافت ورأسها منخفض على ركبتيها ..
بالطبع ، لم تكن هناك أي مستلزمات أطفال ، بل كان هناك صناديق أسلحة صغيرة تراكمت منذ صغرها ، إلى جانبها كان هناك دفتر مذكرات فاخر من صنع عرّابها ، ورسائل لم يتم إرسالها أبداً ، ورسائل حب قديمة تلقّتها من شخص ما ذات مرة ، بالإضافة إلى إكسسوارات قديمة لم تعد تستخدمها …
“في ذلك الوقت كنت أعمل على مشروع مقهى الشاي وتطوير المواهب الفنية ، وكان العمل متعباً للغاية …”
لم يكن هذا كذباً ..
شعرت “دافني” أنها أفرغت كل ما لديها من طاقة في ذلك الوقت ، بدأت تتذكر أيام العمل المرهقة ، فشعرت بصداع يتردد في رأسها ..
وضعت إصبعها على صدغها ، وأطلقت عدة تنهيدات طويلة بين الحين والآخر ، ثم قالت:
“أحياناً ، عندما أتذكر ، أشعر وكأنه كان خطأي.”
أطبق “سيليستيان” شفتيه بإحكام ، وأخيراً ، بدأ يعض شفته السفلى بعصبية ..
“كان ينبغي أن أكون حذرة ، يبدو أنني لم أتمكن من حمايته …”
“ابن مَن ، وأيّ طفل؟”
كانت نبرته مليئة بالغضب ، لكنه سرعان ما كتمها ، وسعل قليلاً ليهدئ من صوته ..
“أنا لا أعرف …”
أجابت “دافني” ببساطة ، غير مبالية ، ورأت “سيليستيان” يضم ذراعيه ويرتخي في جلسته ، متكئاً برأسه إلى الخلف ..
“لماذا عشت بهذه الطريقة؟ هذا هو السبب الذي جعل مجتمع النخبة في العاصمة يصفونني بأنني قمامة ، لم تكن تعرف ذلك ، أليس كذلك؟”
وعندما وصلت إلى هنا ، كادت أن تنفجر ضاحكة ، بدأ صوتها يرتجف قليلاً ، فأسرعت بإخفاء وجهها عن الأنظار ..
للحظة ، مدّ “سيليستيان” يده نحو “دافني” ، التي كانت تحاول إخفاء ضحكتها بدفن وجهها في ركبتيها ، يده التي لم تصل إليها ، قبضت ثم بسطت مرات عدة ..
“لا تبكي ..”
كان صوته الحنون كافياً ليُشعرها بالدفء ..
كادت “دافني” أن تبكي من شدة الضحك؛ لقد بدا صوت “سيليستيان” الرصين أكثر جاذبية في نظرها ، ربما لأنها كانت تحت تأثير الكحول ..
“هممم.”
تسربت ضحكة لا تستطيع كبتها من بين شفتيها المغلقتين بإحكام ، وفي هذه اللحظة ، رأته يقبض يده الكبيرة التي كانت تحوم بالقرب من وجهها وكأنه يريد أن يمسك بها ..
“بوكاتور …”
“نعم ، نعم …”
توقف فجأة عن أي حركة؛ أدرك أنها لم تكن تبكي بل كانت تضحك ..
“أنتِ…”
بدا وكأنه يحاول التفريق بين ما إذا كان التحدث عن فقدان الجنين هو الحقيقة ..
“إنها كذبة ، أليس كذلك؟”
كان وجه “دافني” يشتعل حمرة وهي تحاول كتم ضحكتها المتواصلة وتلوّح بيديها في الهواء ..
“إنها كذبة ، أليس كذلك؟”
أعاد السؤال ليؤكد ، فأومأت برأسها موافقة ..
“ظننتها حقيقة ..”
مرر “سيليستيان” يده على مقدمة شعره بعصبية ، ثم عاث به فوضى من الضيق ، كادت “دافني”، وهي جالسة على مقعد منخفض ، أن تنزلق على الأرض من شدة الضحك ..
“انتبهي لنفسكِ ..”
مدّ ذراعه ليمنحها دعماً ، فأمسكت به واستمرت بالضحك حتى ارتجف جسدها بالكامل ..
‘ كيف تمكن شخص بهذه البراءة من محاولة التمرد؟ ..’
لكن لا ، ربما بسبب براءته تلك وثق بمن وعدوه بتنصيبه ملكاً ، فسقط في فخ إغوائهم ..
“هل تجدين هذه المزحة ممتعة؟”
قطب “سيليستيان” جبينه مائلاً رأسه بتساؤل، وكانت شفتاه قد احمرّتا من عضه لهما بشدة
“أيها الأمير ، لا تعض شفتيك ..”
مدّت “دافني” يدها ومسحت برفق على جانب شفتيه ، وهي عادة قد اكتسبتها أثناء وجودها مع صديقاتها ..
‘هل فقدتُ عقلي؟ ..’
شعرت “دافني” بالحرج فجأة فسحبت يدها بسرعة ، ودفعته بعيداً عن ذراعه التي كانت ممسكة بها ، وبصوت متعمد المبالغة قالت:
“يا إلهي ، أميرنا بريء إلى هذه الدرجة؟ كيف يمكنه أن يصدق مثل هذه الأمور؟”
“ولِمَ لا أصدق؟ أنتِ من قال ذلك ..”
كلمات “سيليستيان” التي ألقاها بلا اكتراث جعلت “دافني” تتوقف للحظة ، شعرت بمشاعر غريبة تتصاعد بداخلها ، لكنها عندما فكرت بعمق في كلماته ، لم يكن هناك خطأ فيما قاله؛ فهو ببساطة لا يعرف كيف كانت حياتها حتى الآن …
“لماذا تروين مثل هذه الأكاذيب؟”
أضاف بهدوء ، كانت مشاعر متناقضة تظهر على وجهه ، مشاعر لم تستطع “دافني” قراءتها؛ الأمير البريء الذي نادراً ما يظهر مثل هذا التعبير ، ولعل هذا هو ما جعلها تشعر بقدر ضئيل من الذنب ..
“بسبب تعابير وجهك ، فهي ممتعة.”
“إنها ليست ممتعة.”
كان رده قاسياً بعض الشيء …
“حسناً ، هذا مؤسف إذن ..”
تماسكت “دافني” واستعادت هدوءها سريعاً ، ومع تلاشي الضحك وزوال التنهدات ، عاد الصمت ليخيم على الأجواء ..
“لماذا تواصل النظر إلي هكذا؟ إن ذلك يجعلني أشعر بالحرج.”
بدأت تطرق برفق على السجادة بقدمها الحافية ، ربما كان “سيليستيان” غاضباً من امرأة تجرأت على السخرية منه ، لكنه لم يُزح بصره عنها ، ورغم أن وجه “دافني” احمرّ ، إلا أنها واصلت التحديق به دون أن تستسلم
ثم تذكرت فجأة الموعد الذي ناقشته مع “روميو” منذ قليل ..
بقي ثلاثون يوماً على زفاف ولي العهد ، في هذه الأثناء ، كانت الطبقة الأرستقراطية الغنية في العاصمة تقيم الحفلات الواحدة تلو الأخرى ، وغداً هو اليوم الأول من سلسلة حفلات يقيمونها ، وستقام في فيلا “سايكي “، حيث لا يحضر سوى أفراد العائلة المالكة والنبلاء رفيعي المستوى ، ولن يكون حفلاً “ممتعاً” بالنسبة لها ..
سلّمها سكرتير “روميو” بطاقة دعوة مزخرفة بخيوط ذهبية عندما كانت على وشك الصعود إلى العربة ، وكانت تحمل اسم “سيليستيان”.
“سيل ، علينا حضور عرض الأورغن غداً ، وبعدها سنتوجه للحفلة …”
“أحقاً؟ تتجرئين على طلبي للخروج في موعد بعد أن جعلتني في هذا المزاج؟”
كان صوته بارداً بعض الشيء ، وجعلت كلمة “موعد” على لسانه وجنتي “دافني” تشعر بدغدغة غريبة ..
“من قال إنه موعد؟ أنا فقط أخبرك بجدولي ..”
“ماذا؟”
قالت ذلك بعيون واسعة ، فرفع “سيليستيان” يده ليخفي ضحكة ساخرة ..
“حسناً ، اذهبي وحدكِ إذاً.”
ثم تحول وجهه فجأة إلى الجدية ..
“لماذا أذهب وحدي؟ سنذهب معاً.”
عبس مجدداً بسبب مزاحها المستمر ، فكان في عينيه المحتنقتين بالغضب جاذبية فريدة وهو يركز نظره عليها ، فشعرت “دافني” بالمتعة في هذا التحدي ..
‘ لكن… ما الذي يخطط له “روميو” باستدعاء ‘مجموعة النفايات’ تلك؟ ..’
لم تكن “دافني” تعلم ما يدور في ذهن “روميو”، لكنها كانت تدرك أن الجميع ينظرون إلى “سيليستيان” على أنه نفاية مهملة ، وودوا لو يتخلصون منه تماماً ..
لم تكن لدى “دافني” رغبة كبيرة في اصطحاب هذا الرجل إلى “سايكي” لاستعراضه أمامها
فقد بقيت تلك العيون الزرقاء التي كانت تثير اشمئزازها عالقة في ذهنها باستمرار ..
“أنا فقط عبدكِ ، أليس كذلك؟”
“عبد؟”
ارتسمت على شفتي “سيليستيان” ابتسامة باردة ، وأشار بذقنه إلى السرير الصغير ..
“أو ربما مجرد دمية على السرير …”
يبدو أنه استعاد بعضاً من ثقته بعد مرضه ، حيث كانت نظرة “دافني” تتضيق تدريجياً
“إذا أردتَ أن تفقد أذنك ، استمر في الكلام.”
بدا أن حدود قوتها تقترب مجدداً؛ حان وقت النوم ، وقفت “دافني” أولاً ..
“سيدي الدوق ، تأكد من أن تستيقظ قبل الظهيرة …”
وكأنها تتصرف بلطف ، رفعت حافة تنورتها قليلاً وانحنت بشكل مبالغ فيه ، محدثة صوت احتكاك خفيف بحذائها المنزلي على الأرض بينما كانت تتجه نحو الباب ..
وقبل أن تلقي عليه تحية “ليلة سعيدة”،
استدارت لتجد “سيليستيان” قريباً منها لدرجة فاجأتها ..
“يا إلهي!”
كان أمام عينيها مباشرةً ، وبالتحديد صدره العاري خلف ثلاثة أزرار مفتوحة من قميصه
وضعت “دافني” يدها على صدرها ، محاولة تهدئة ضربات قلبها المتسارعة ، ثم رفعت رأسها لتنظر إليه ..
“يا إلهي؟”
لم تستوعب “دافني” أنها قد تفوهت بالكلمة بصوت مسموع ، فكانت الصدمة واضحة عليها ..
“لم أسمع أي خطوات ، ولا حتى صوت الكرسي يتحرك!”
“إلى أين تذهبين؟”
مدّ “سيليستيان” يده نحو جانب خصرها ورفع حاجبيه سائلاً ..
“سأذهب للنوم.”
“أين؟”
“في غرفتي؟ لحظة ، كيف فعلتَ ذلك؟ هل طرتَ؟”
“أنا شبح ، أليس كذلك؟”
أجاب “سيليستيان” بلا مبالاة ..
وبسبب الظلام ، كانت عيناه تلمعان بوضوح شديد ، نظرت “دافني” إلى الأسفل قليلاً نحو جانبه ، فرأته يمسك بمقبض الباب ..
“أين ستنامين؟”
“سيدي الأمير ، لدي غرف عديدة في جناحي ، ولا أرغب في النوم في سرير أميرة …”
“لكنكِ جعلتني أنام فيه …”
“لأنه يناسبك ..”
مع ذلك ، ظلت “دافني” مقتنعة أن “سيليستيان” قد طار إلى هنا بطريقة ما .
تحسست الأرضية بقدمها في محاولة للتحقق ، ووجدت كاحله بجانب قدمها ..
“ماذا تفعلين؟”
“لا شيء ، فقط أن المسافة بين هناك وهنا تُعادل على الأقل خمسة عشر خطوة…”
ظلت تفكر فيما قيل عن الأمير الجميل الذي يشبه الملائكة ، وتساءلت إن كان قد نما له جناحان بالفعل ، فأخذت تتفحص ظهره بفضول ..
“بوكاتور ..”
انحنى “سيليستيان” قليلًا ، وانتبهت “دافني” إلى الرائحة المألوفة التي انبعثت منه ، لقد كانت نفس العطر الذي تستخدمه دائماً والذي فقدته مؤخراً وأحدثت ضجة بسبب اختفائه
“…ماذا؟”
ترك “سيليستيان” مقبض الباب ومد يده ليأخذ خصلة من شعرها المبلل بين أصابعه ..
“نامي هنا ، نامي معي ..”
كانت الأحداث تتوالى بسرعة ، ولا تزال مستمرة.
رمشت “دافني” بعينيها ببطء ، وأمام الضوء الخافت وقف “سيليستيان” منحنياً بالقرب منها، يهمس بهدوء في أذنها ..
“أنتِ أيضاً تريدين ذلك ، أليس كذلك؟”
ترجمة ، فتافيت …