After the ending, I saved the villain with money - 10
” هل هذا ما تشعر به الأم التي تذهب إلى العمل وتترك طفلًا مريضًا في المنزل؟”
نظرت دافني إلى ساعتها ، مطابقةً بإصبعها مع حركة عقرب الثواني على معصمها ..
طَرَق ، طَرَق ، بعد لحظةٍ من صوت الطرق على الباب ، فُتح باب العربة فجأة ..
“داف.”
كانت سايكي ، التي تسكر سريعًا حتى من الشمبانيا الخفيفة ، وجهها محمرًّا تحت ضوء صغير ..
“سايكي ، مرحبًا …”
“مضى وقت طويل…”
بفضل روميو الذي قرر أن يتركهما يتحدثان بمفردهما ، وبدون أي مرافق ، نزلت دافني من العربة ومدت يدها إلى سايكي ، التي أمسكت بيدها بابتسامةٍ صغيرة ..
بعدما تأكدت من جلوسها بأمان ، همت بالجلوس أمامها ، لكن سايكي ، التي كانت تطرق على المكان بجانبها ، جعلت دافني تبتسم وهي تتنهد وجلست بجانبها ..
بشكل طبيعي ، أدرجت سايكي ذراعها في ذراع دافني وأسندت رأسها على كتفها ، وانتشرت رائحة عنب لطيفة في أنف دافني ..
‘لو وصلنا إلى القصر بصمت ، فستكون المصالحة قد تمت …’
صلّت دافني أن تغفو سايكي ، التي كانت تحت تأثير الكحول سريعًا ..
“دافني ، تيريوسيا…”
ولكن لم يكن الأمر بهذه السهولة ، صدى اسم “دافني ، تيريوسيا ” الذي نطقته سايكي بصوتٍ عذب ، جعل دافني تقشعر ..
“هل سكرتِ؟ تيريوسيا دافني؟”
هزت سايكي رأسها ، ثم عاودت إيماءها ، يبدو أنها كانت تفرك وجهها بكتف دافني ..
“سايكي ، المكياج سيترك أثرًا …”
“دافني …”
كانت سايكي تئن قليلًا ، لكنها صمتت للحظات ، حافظت دافني على الصمت ولم تندفع بالكلام ، وصلّت مرةً أخرى أن تغفو سايكي قريبًا ..
“…لماذا تيريوسا؟”
يا آلهي ، هل يجب على المؤمن الزائف أن يُرفض؟
“ماذا؟”
فتحت دافني عينيها على أمل أنها لم تسمع السؤال ..
“لماذا؟ قلتِ مؤخرًا إنكِ تحبين زوجي ، ثم فجأة أحببتِ ذلك الشخص؟”
كانت جملتها متناقضة ..
“ألا تشعرين بغرابة حين تقولين أنه زوجكِ؟”
نظرت دافني إلى خصلات شعر سايكي الذهبية التي كانت تدغدغ ظهر يدها ..
“أنا من البداية…”
البداية؟ توقفت دافني عن الكلام فجأة ، فسألت سايكي مباشرةً سؤالًا آخر ..
“هل أردتِ أن تكوني من العائلة الملكية؟”
“أوه ، بالطبع لا.”
“إذا لم يكن كذلك ، هل ما زلتِ تكرهينني؟”
“ماذا؟ لا.”
“إذا لم يكن كذلك ، لماذا هو تحديدًا؟ منذ متى؟ لا يُعقل ، لماذا دافني؟ ولماذا ذلك الشخص بالتحديد؟”
‘نحن هنا داخل صفحات كتاب ، وأنتِ البطلة، وأنا من تجسّد في عالم الرواية هذا ، وأحببتُ سيليستيان منذ الحياة الماضية …’
لو قلت هذا ،سأجد نفسي مباشرة في مصحّة ديم ..
“هل يزعجكِ أني أحب الأمير؟”.
“نعم ، أكره ذلك …”
اجابت سايكي دون تردد ، ويبدو أن الكحول بدأ يتلاشى من جسدها ، إذ باتت كلماتها واضحة ..
“سايكي ، لماذا تكرهين سيل لهذه الدرجة؟”
قررت دافني التظاهر بالجهل التام عمّا حدث بينهما ..
“هل تنادينه ‘سيل’؟”
“إنه لقب ، لماذا تكرهينه؟ هل سبق أن كانت هناك مشاعر بينكما؟”
رفعت سايكي رأسها ونظرت إلى دافني بنظرة تحمل غضبًا لا يوصف ، لو رأى سيليستيان هذه النظرة ، لشعر بألمٍ كبير ، وربما كان محظوظًا أن سايكي لم تقدر قيمة جماله الساحر ..
“أنتِ لا تعرفين ، لكن ذلك الشخص سيء جدًا ..”
“كيف سيء؟”
“إنه شخص يقتل الأبرياء بسهولة ، ويبيد ويدمر ، ويستغل نقاط ضعف الآخرين ، والأسوأ أنه لا يلطّخ يديه بالدماء …”
لم تكن سايكي من النوع الذي يتحدث عن الآخرين بالسوء ، لذلك أثار ذلك فضول دافني؛ كانت تراقب الفتاة التي تفوح منها رائحة الخوخ وهي تتحدث ..
“دافني ، حتى في المحاكمة نجا وحده ، يعرف كيف يخرج نفسه من المآزق ، والأهم ، لقد كان السبب في…”
“سايكي …”
مهما كانت انتقادات سايكي لسيليستيان ، لم يكن ذلك يعني شيئًا لدافني ، لأنه لم يلحق بها أي ضرر ..
“فقط اعتبريه ميتًا ، إذا قرأتِ الصحف ، ستعلمين أني قضيت على كل من تآمر
معه في التمرد …”
ربتت دافني على ظهر يد سايكي بلطف ..
“السلطة تحتاج إلى المال والأتباع ، ولذلك ، هو ميت الآن …”
“وأنا أعرف أنه حي في غرفتكِ ، دافني ..”
“هل ترغبين بقتل الرجل الذي أحبه؟”
“هناك رجال كثيرون في هذا العالم ، بالتأكيد ستجدين من يناسبكِ أفضل منه …”
“هذا ما قلته لكِ ذات مرة ..”
أغلقت سايكي فمها ، في الوقت الذي كان فيه الجميع منشغلين بقصة حب روميو وسايكي ، كانت دافني دائمًا تشجعها على الانفصال ، مذكّرةً إياها بكل شيء فعله روميو بها عندما كان صغيرًا ..
لكن سايكي في ذلك الوقت سألتها بذكاء:
“لماذا إذن تريدين أنتِ الزواج من روميو؟
لماذا تحبينه؟”
كما الآن ..
“هممم…”
“لأنه وسيم ، أليس كذلك؟”
لم تجد دافني سببًا وجيهًا ، لذا أجابت: “لأنه وسيم …”
“نعم …”
شعرت سايكي بنفَسها يختنق قليلاً ..
“أنتِ تعرفين أني لا أحب البكاء ، أليس كذلك ، سايكي ..؟”
“لن أبكي …”
لكن صوتها كان مليئًا بالعاطفة ..
“لماذا لا تفهمين مشاعري؟ تيريوسا يختلف من الداخل عما يبدو عليه من الخارج ، داف ، أنا أخشى أن تتألمي ، هذا ما يقلقني …”
من الواضح أن سايكي كانت تؤمن بأن سيليستيان سيظل يحبها للأبد ، دافني كانت تعرف ذلك ، وكانت هذه هي إرادتها أيضًا ..
“عندما سمعتُ أنه لم يمت ، لو كنتِ تفهمين مشاعري ولو قليلًا ..”
“سايكي ، أنتِ تعلمين أنني أشعر بالملل بسرعة ، سأتوقف عن هذا لاحقًا ..”
عاطفة دافني لم تكن تدوم طويلاً ، لذا في وقتٍ ما ، سيكون بإمكانها التخلص من سيليستيان ، في ذلك الوقت ، سيكون عليها اختيار هدف آخر ، ومع ذلك ، حتى لو أنفقت ما جمعت بترف ، فلن يضيق بها العمر ..
“أحيانًا ، تقولين نفس الأشياء التي يقولها روميو …”
نظرت دافني ، التي كانت تراقب المصابيح المتتابعة خارج النافذة ، إلى سايكي بتعبير مستغرب ..
“أنتِ تشبهين روميو ..”
رفعت دافني يدها عن وجهها ، وقد بدت مصدومة ؟ لماذا يتشابهان؟
“أرجوكِ ، هذا من أسوأ الأوصاف …”
كان لكلام سايكي وقعٌ أكثر حدة من أي إهانة قد تلقتها دافني في حياتها ..
“لا ، أنا جادة ، أنتما متشابهان للغاية ، حقًا.”
“سايكي ..”
“روميو قال أيضًا إنه ملّ مني ، ولكن عندما اختفيت ، دمّر بستانكِ …”
“وكان سيأخذ رأسي أيضًا …”
“قال إنه لن يحبني للأبد ، ثم ركع وتوسل قائلاً: ‘أرجوكِ ، أحبيني’.”
“حتى أنتِ ، رغم قولكِ إنكِ تكرهينني وتريدين موتي ، الآن تحبيني ..”
أقسمت دافني أن هذه الفتاة لم تكن مزعجة إلى درجة أن تريد قتلها ، قد تكون قد لعبت دورًا قاسيًا في ذلك الوقت ، لكن الآن ، لم يكن ذلك سوى ماضٍ مشين ..
لكن لماذا سايكي تقول هذا الكلام الآن؟
“حسنًا ، ما هي الخلاصة؟”
ابتعدت سايكي قليلًا ، وراقبتها دافني بصمت ،
كانت ملامحها الصغيرة تزداد بهاءً بنقاء لا يُضاهى ..
“لماذا ، الآن؟ ..”
“لماذا ، مرة أخرى؟؟ ..”
“انظري ، إنه يشبه روميو تمامًا.”
“هل ما زال يعاملكِ بهذه الطريقة؟”
“لا ، مؤخرًا أصبح مطيعًا …”
أجابت سايكي بجدية وهي تضيق المسافة بين حاجبيها ، فضحكت دافني ..
“حسنًا ، يبدو أنَّه لو أمرته بالجلوس ، لفعل فورًا …”
“لكن يبدو الآن أن دافني هي من لا تستمع ..”
كانت عيون البطلة تتوهج كالأحجار الكريمة باللون الأزرق حتى في الظلام ، شعرت دافني بقشعريرة غريبة جعلتها ترتجف للحظة ..
“هل سترافقين تيريوسا إلى زفافي؟”
سيقام حفل زفاف سايكي على متن سفينة فاخرة ، في الدرجة الأولى الحصرية التي لا يدخلها إلا المدعوون فقط ، ستقف دافني ، وهي الشاهدة ، لترى سايكي تمسك بيد رجل آخر غير تيريوسا ، المهزوم الذي لا يستطيع فعل شيء ، مجرَّد خيال ، لكنَّها شعرت بسعادة متدفقة من هذا المشهد ..
“هل يُسمح لي بذلك؟”
سألت وهي تحاول أن تخفي حماسها من الخيال الذي اختبرته للتو ..
“لا.”
كان هناك بريق ساخر في عيون سايكي ، كما لو كانت تقول لها أن تتوقف عن هذا الهراء ..
“ماذا؟ ثم ، لماذا تسألينني؟”
“متى ستشعرين بالملل من هذه المحبَّة؟”
“ماذا؟”
“هل تخططين للتخلي عنه؟ بعد أسبوع؟ أم ربما سنة؟”
“سايكي ، اسألي سؤالًا واحدًا في المرة ، تبدين وكأنكِ قاتلة الأسئلة …”
“قلتِ إنكِ ستملين قريبًا ، أليس كذلك؟ متى سيحدث ذلك؟”
كان السؤال غريبًا ، شعرت دافني بالارتباك النادر ، وتوقفت سايكي للحظة ثم تنهدت بهدوء ..
“سامحيني على سؤالي هذا ، لكنني ، الآن لا أستطيع التفكير فيكِ دون أن أتذكره ، أشعر بثقل في قلبي …”
“ثقل؟”
“أن أكره من تحبينه يجعلني أشعر بالتردد دومًا …”
كانت سايكي ، تلك التي تبدو كما لو أنها لا تستطيع إيذاء حتى نملة ، تبدو الآن وكأنها تستطيع أن تمسك بسكينٍ لتقتل الرجل الذي تكرهه ، وما يزيد الأمر سوءًا هو أن هذا الرجل هو نفسه الذي أحبَّته دافني إلى حد التضحية بثروتها وتأثيرها الإعلامي من أجله ، كانت سايكي ، بلا شك ، تعاني من صراع داخلي هائل ..
“فقط… إذا توقفتِ عن التفكير فيه ، لا ، سايكي ، بإمكانكِ أن تكرهيه وتبغضيه دائمًا.”
“رغم أنَّه الشخص الذي تحبينه ، دافني؟”
أومأت دافني برأسها بكل ثقة ..
“بجانبكِ روميو ، وبجانبه أنا ، لن يتمكن من إيذائكِ مجددًا …”
كانت دافني تعرف أن روميو سينظر إلى سايكي بعينين مفعمتين بالحنان ، لكنها ستستمتع بمشاهدة هذا المشهد من بعيد ..
“يجب أن تبقي بجانبي أيضًا ، دافني …”
“بالطبع …”
ارتاحت سايكي لهذه الإجابة ، فابتسمت بلطف قبل أن تعود إلى الجدية ..
“ما أقصده… أتمنى أن تملّي منه بسرعة ..”
“همم ، لكنَّ التخلي عنه الآن صعب ، خاصة وأنه وسيم للغاية ، هل يمكنكِ تفهُّم ذلك؟”
كانت سايكي تهم بقول شيء آخر ، لكنَّهما وصلتا إلى البوابة الرئيسية للقصر في الوقت المناسب ، مما أنقذ دافني من الرد ، هناك ، كان روميو ينتظر سايكي بملابس غير رسمية ، فتألقت عينا سايكي بفرح لدى رؤيته ..
‘يا للسخف … فعلاً.’
نزلت سايكي من العربة وأمسكت بيد روميو ، ثم استدارت نحو دافني قائلة: “رغم ذلك ، لا أريدكِ أن ترافقيه في حفل زفافي ..”
لكن دافني ، التي كانت تتخيل الموقف الممتع في ذهنها ، لم تستطع الوعد بذلك ، واكتفت بابتسامة خفيفة ..
“دافني …”
“نعم ، سايكي …”
“لقد تأخر الوقت ، لماذا لا تبيتين هنا الليلة؟ تعلمين أن في هذا القصر غرفًا كثيرة.”
كانت سايكي تتكلم بينما تمسك بحافة ملابس دافني وهي تتكئ على روميو ..
“هذا قصري …”
تجمّد وجه ابن عم دافني كالحجر ، يبدو أن غضبه سيُفجِّر المكان إن لم تختفِ دافني فورًا
فلكزته سايكي في خاصرته بلطف لتلطيف الأجواء ..
“ابقي هنا الليلة ، نعم؟”
تجاهلت دافني النظرات المزعجة ومالت قليلاً نحو سايكي، هامسة بصوت خافت: “هل تعلمين؟ لقد أخبرني أنه كان يريد قص شعري ليقدمه لكِ …”
“ماذا؟ دافني ، لماذا؟ روميو ، هل قلت ذلك حقًا؟”
“نعم ، مجنون ، أليس كذلك؟”
“ابنة عمي ، كفي عن الكلام الفارغ وارحلي.”
تجاهلته .
“تصبحين على خير ، سايكي …”
ضحكت سايكي بسعادة،
“وأنتِ أيضًا ، دافني.”
بعد توديع سايكي بحلاوة ، أغلقت دافني الباب وضربت سقف العربة ، لتنطلق بسرعة مبتعدة عن قصر روميو ..
“هذا الأحمق ولي العهد! لماذا لا يستخدم السيارة ويصر على هذه العربات؟”
استلقت دافني على جنبها وأسدلت يدها على عينيها ..
كانت العربة تهتز ، مما سبب لها بعض الغثيان
تساءلت كم سؤالًا طرحته سايكي في تلك الدقائق القليلة ..
‘هل تكره سيليستيان لهذا الحد؟’
كان من المدهش رؤية عينيها الزرقاوين المتوهجتين في الظلام ، وكأنّ فيهما عزمًا لا ينكسر .
‘قرية أُبيدت ، ولطف لم ترغب فيه… ربما تكون هذه هي طبيعة سايكي ..’
هزّت دافني كتفيها لتتخلص من شعورٍ مزعج ، وشعرت بالتعب كما لو كانت قد واجهت صحفيًا متصلب الرأي ..
كانت دافني قد قضت وقتًا طويلًا بين الناس ، وتعرضت للانتقاد من العروسين ، وشربت كل كأس قُدِّم لها دفعة واحدة ، لينتهي بها الحال مغمى عليها في حوض الاستحمام ، لو لم اأتِ نارد لإيقاظها عند إطفاء الأنوار ، لربما تحوَّلت إلى حساء ، بعد منتصف الليل بقليل ، عادت أخيرًا إلى غرفة سيليستيان ، وهي تفرك بشرتها التي أصبحت متوهجة قليلاً ..
رغم أن الأنوار كانت مطفأة ، إلا أن ضوءًا خافتًا من الخارج كشف ملامح سيليستيان النائم على الأريكة في وضعية غير مريحة
مدّت يدها لتتحسس جبهته للتحقق من حرارته ، لكن سيليستيان استيقظ فجأة وأمسك بمعصمها ، تلاقت عيناهما ، فانسحب منها ..
“يا أمير ، كان يجب أن تستيقظ بمجرد فتح الباب ، ماذا لو كنتُ قاتلة؟”
تذمرت دافني بنبرة مزاح ..
“العطر…”
كان صوته متشققًا ، فتخلص من قبضته وأخذ يسعل ..
“العطر؟”
رفعت دافني معصمها لتشمّ رائحتها ، كان هناك عطر حلو؛ فقد استخدمت العطر الذي أهدته لها سايكي بدلًا من العطر الذي نفد ..
‘هل يشبه عطر سايكي؟’
ناولته كوب الماء على الطاولة وسألته، “ظننتَ أنني سايكي ، أليس كذلك؟”
توقف سيليستيان عن الشرب ونظر إليها بنظرة غريبة ..
“أيها المنحرف …”
أعجبها الرد ..
أشعلت دافني المصباح الموضوع على حافة النافذة ، وجلست على مقعد مريح بجانب قدميه ، لأول مرة ، كانت تلتقي به في هذا الوقت المتأخر ، حيث كان عادةً ينام في الساعة العاشرة ..
“سيل ..”
أشارت بإصبعها إليه ليقترب ، تنهد الأمير بعمق واقترب بهدوء ، تحسست جبينه بظهر يدها ، وكان دافئًا مقارنة بيدها الباردة ، لكنه بدا أفضل من حالته السابقة ..
“هل تناولت الدواء؟”
“نعم.”
“هل تناولت العشاء؟”
هز رأسه بالنفي ..
“ألا تشعر بالجوع؟”
أومأ برأسه مجددًا ..
‘من الطبيعي أن يفقد شهيته الآن ، مع ما فقده من طاقة …’
كانت دافني تشعر بالاسترخاء بعد الاستحمام ، وسيليستيان لم يكن من النوع الذي يفتح فمه للحديث ، وضعت يديها على ركبتيها ونظرت إلى وجهه المضاءة بنور المصباح؛ كانت ملامحه مختلفة تمامًا عن روميو المزعج ، وألوانهما متباينة ..
‘له ملامح باردة ، لكن عندما يبتسم ، تبدو ابتسامته لطيفة كحلاوة غزل البنات …’
فجأة ، قطع سيليستيان الصمت وسأل،
“هل تستحمين بماء بارد؟”
“ماء بارد؟ لا ، لماذا؟”
“يداكِ باردتان ..”
قال ذلك وهو ينظر إلى يدها ، فحركت دافني يدها بخفة وقالت بتلقائية،
“آه ، هذا طبيعي ، لدي برودة دائمة في الأطراف …”
“برودة الأطراف؟”
“نعم ، وأيضًا قدماي باردتان ..”
وضعت قدميها الباردة على قدميه ، وبالرغم من أنه بدا متفاجئًا ، لم يُزِل قدميه ، عينيه التفتتا نحو قدميها فجأة ..
‘حتى قدماك جميلتان ..’
على عكس قدميها ، التي غطتها ندوب كأغصان الشجر حتى منتصف ساقها ، كانت قدما سيليستيان تبدوان كما لو أن نحاتًا صاحب هوس بالجمال صنعهما بدموعه ، ناعمتين وخاليتين من العيوب ..
‘هل أُحضِر قوالب وأصنع نسخًا منها وأعرضها في غرفة نومي الجديدة؟’
فكرت دافني ، تحدق طويلاً في قدميه قبل أن تطوي ساقيها وتضعهما تحت ثوبها ، ممسكة بكاحلها ومنحنية قليلاً ..
نسمة هواء باردة هبت من النافذة ، تلامست مع شعرها المبلل ثم اختفت ..
“هل هذه هي الغرفة التي تنامين فيها مؤخرًا؟”
سأل سيليستيان بينما كان يتأمل الغرفة ..
“آه ، هذه غرفة ابنتي …” كذبت دافني ..
كانت الغرفة ، التي تطابقت مع غرفتها في “سيريناد” ، معدة خصيصًا له لينام فيها
كـ “غرفة الأمير”. لكنها لم ترد أن تُعرف بأنها مهووسة به إلى هذا الحد ، لذا قدمت له غرفتها الخاصة ، ولو علمت أنه سيحدث تلك الفوضى ، لكانت وضعته هنا منذ البداية ..
“لديكِ ابنة؟” بدا سيليستيان مصدومًا حقًا ..
“نعم ..”
استغلت دافني هذه اللحظة لتنسج قصة في ذهنها ، بينما ظل سيليستيان منتظرًا بصمت.
“لم أرها من قبل ..”
“طبعًا ، لأنها ليست هنا ..”
“أين هي إذن؟”
كتمت دافني ضحكتها ، وبدت على وجهها ملامح الحزن المفتعلة ، وأخذت نفسًا عميقًا بينما تطلعت إلى الخارج بنظرة شاردة ..
“من يدري… لو كانت قد وُلدت ، هل كانت ستكون مشاغبة؟”
“ماذا؟”
أجابت بصوت خافت وحزين ،
“فقدتها عندما كنت في السابعة عشرة ..”
شهق سيليستيان ، مأخوذًا بصوتها الشجي ..
ترجمة ، فتافيت ..