Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 94
الحلقة الرابعة والتسعين.
***
قدرة عين البصيرة التي تُظهر ماضي الناس ومستقبلهم جعلت من جوزيبي أعظم قاضٍ عادل لم يسبق له مثيل.
أحكامه، التي عُرفت بـ”عقاب الإله”، لم تفرق بين الثروة، العمر أو الجنس، وكانت دومًا عادلة بلا استثناء.
حتى عندما تحولت حدة رمحه إلى تطهير داخلي كشف عن جروح متقيحة في المعبد، لم يجرؤ الكهنة على النطق بكلمة.
ذلك لأن جوزيبي أريا سيرناديل كان الكاردينال الذي يقود أقوى فرسان الإمبراطورية المقدسة، فرسان النور، ورجلاً نزيهًا لم يمس حتى بذرة غبار.
لذلك كان عالم جوزيبي دائمًا واضحًا تمامًا بين الأسود والأبيض.
الصواب والخطأ.
الخير والشر.
معاييره كانت شديدة الوضوح، وقوته لم تعرف الخطأ أبدًا.
لكن عندما نظر جوزيبي إلى بليندا بلانش، رأى تجسد الخطأ والشر، السواد المطلق.
“ينبغي أن تدفع ثمن كلماتك الطائشة.”
“ها…أاقول من فضلك ارحميني ام ماذا؟ حسنًا، سأكون كريمًا وأمتنع عن اقتلاع لسانك، لكن بالمقابل، تأكدي من عدم النطق بأي كلمة أثناء تلقيكِ العقوبة.”
“هذا الشيء المزعج الديه صديق؟ آه، ذلك الخادم الذي يعمل في الإسطبل؟ جيد، أحضروه، وأخبروه أن خبرته في العمل مع السوط ستكون مفيدة الآن.”
كانت الرائحة الكريهة التي انبعثت من جوهرها القبيح المخفي خلف قشرتها الجميلة، لا تطاق.
ربما، مثل الجميع، كان لديها أسباب دفعتها لأن تكون بهذا الشكل.
ولكن جوزيبي لم يقبل تلك الأسباب.
كان هناك من يواجهون نفس الظروف ولكنهم لم يختاروا الشر، وأيًا كانت ظروفها، فهي لن تكون عزاءً لضحاياها.
لهذا كان من المدهش عندما قررت بليندا إرسال مرافقها الشخصي.
بل كيف علمت أصلًا بحدوث الانهيار الأرضي؟
ولماذا ظهرت في مكان المعركة ضد الوحش، وهو مكان قد يعرض حياتها للخطر؟
كانت تلك أفعالًا لا يمكن لبليندا بلانش، التي رأى حقيقتها بفضل قوته، أن تقوم بها أبدًا.
وقف جوزيبي على قمة الجبل بمساعدة ليونيل، حيث كان بإمكانه رؤية القرية بأكملها، وفكر مليًا في الأحداث الأخيرة.
“حضرتك، يجب أن تعود إلى المعبد لتستريح، وعليك أن تقدم المزيد من الصلوات للإله لاستعادة بصرك بأسرع وقت ممكن.”
لم يتعب ليونيل واستمر لعدة ساعات في التوسل إلى جوزيبي بإلحاح.
لكن جوزيبي كان عنيداً بقدر إصرار ليونيل.
لم يتحرك من مكانه، وظل يراقب ما سيكون أول شيء يظهر في مجال رؤيته عندما يعود إليه بصره.
ارتفعت الشمس في كبد السماء، وعندما أنهك ليونيل تماماً، جلس بهدوء بجانب جوزيبي.
في تلك اللحظة، بدأ الضوء يعود إلى عين جوزيبي شيئاً فشيئاً، كما يتبدد الظلام الدامس مع بزوغ فجر يوم جديد.
أخذ جوزيبي يرمش عدة مرات، وعادت الحياة والنور إلى عينيه.
مهما كانت الأشياء التي يراها قبيحة أو بشعة، كانت عيناه دائماً عميقتين وجميلتين إلى حد يجعلك تعتقد أن ما تعكسه ساحر.
نظرت عيناه إلى المشهد المدمر الممتد أسفل الجبل.
“………”
قرية بالكاد تظهر أسطحها من تحت أكوام التراب، وكأن عملاقاً قد داس عليها بقسوة، ليدمرها بالكامل.
لا يمكن حساب عدد الأشخاص المدفونين تحت هذه الكتل الطينية.
رأى جوزيبي كل شيء.
رأى، لكنه كما هو الحال دائماً، لم يكن قادراً على إيقاف ما حدث.
فهو ليس سوى قاضٍ عادل وإنسان بسيط.
لكن على عكس ما كان يشعر به دائماً، أحسّ هذه المرة بقليل من الاشمئزاز بدلاً من الاستسلام.
بفضل انضمام مجموعة بليندا، تمكنوا من إيقاف سيربيروس، لكن ما كان سيحدث قد حدث بالفعل.
كان الأمل الذي شعر به للحظة مجرد سراب.
“… لقد عاد بصري.”
قال جوزيبي بصوت منخفض بعد أن تحقق من نتيجة نبوءته، ثم استدار.
كان هناك الكثير من العمل الذي ينتظره.
نقل الجرحى والمشردين إلى المعبد للعناية بهم، والتعامل مع الموتى.
الأمر الذي اعتاد فعله دائماً: معالجة ما خلفته الأقدار.
لكن هذا الواجب بدأ اليوم أكثر إرهاقاً من أي وقت مضى.
ما معنى كل هذا؟
حتى لو ساعدوا في إعادة بناء القرية، فإن أولئك الذين عاشوا فيها وأسسوا حياتهم هناك قد فقدوا كل شيء بالفعل…
“أمي! أبي! انظرا! منزلنا اختفى تماماً!”
“يا أمي، شكراً للسماء أنكِ بخير.”
“لابد ان القديسة قد حمتنا من السماء لكي ننجو بهذه الطريقة…!”
“شكراً لك، أيها الكاهن، شكراً جزيلاً.”
توقفت خطوات جوزيبي ببطء وهو يقترب من المعبد، حيث سمع ضوضاء لم يكن يتوقع أن تصل إلى أذنيه.
حاول ألا يتشبث بأي أمل، لكن قدميه المرتجفتين قادته داخل المعبد.
هناك، شاهد سكان القرية الناجين يعانقون بعضهم البعض، يبكون، يحزنون، ويفرحون معاً.
لأول مرة، كانت النبوءة خاطئة.
“لماذا…؟”
خمسة أشخاص فقط.
كان هذا هو العدد الذي رآه جوزيبي في نبوءته، عدد الناجين.
رغم معرفته بذلك، طلب من ليونيل إجلاء سكان القرية، لعل القدر يتساهل ويمنح فرصة نجاة لشخص واحد إضافي.
ولكن، كيف نجا كل هؤلاء الناس؟
كيف عرفوا أن المعبد لن يجرفه الانهيار الأرضي؟ كان هذا مستقبلاً لم يتمكن هو نفسه من رؤيته.
“السير ليونيل، لماذا لجأت إلى إخلاء الناس إلى المعبد؟”
كان صوته جافًا وخاليًا حتى من أضعف نبرة ابتسامة، أجاب ليونيل دون أن يلاحظ الارتباك الكامن فيه:
“السيدة بلانش نصحتنا باللجوء إلى المعبد، بالطبع، اتبعت نصيحتها بمحض إرادتي، ولكن في النهاية، كان حكم السيدة بلانش صائبًا.”
بليندا بلانش.
ترك هذا الاسم صدى غريبًا في أذنيه.
“أين هي السيدة بلانش الآن؟”
“تستعد لمغادرة القرية الناس أساؤوا فهمها واتهموها بسرقة الآثار المقدسة، مما خلق جوًا غير مريح، لذا أعرتُها عربة المعبد للرحيل… حضرتك؟”
تجاوز جوزيبي ليونيل وخرج مباشرة من المعبد.
كان لديه شكوك.
لم يرى مستقبل بليندا.
فقط الكائنات القادمة من عوالم أخرى هي التي تكون حرة من القدر ونبوءاته.
ولهذا، لا يمكن رؤية مستقبلهم، بل فقط استراق النظر إلى ماضيهم.
ولكن، التجارب السابقة التي عاشها مع الاستسلام لم تكن لتسمح له بري بذور الأمل.
لهذا… لهذا شك في أنها قد تكون ساحرة سوداء.
“أنا لا أؤمن بالقدر أو النبوءات.”
“إذا آمنت بالاله، فلن يكون هناك مجال لإرادة الإنسان، في النهاية، كل شيء هو إرادة الإله، أليس هذا النوع من الحياة مملًا للغاية؟”
تذكر جوزيبي كلمات بليندا، وبدأ جبينه يتجعد بخفة.
في هذا العالم، ينقسم الناس بين من يتبعون الإله ومن يعارضونه، تحت مظلة الإيمان بوجوده كحقيقة بديهية.
إنكار الإيمان بالإله لم يكن رفضًا لوجوده المطلق، بل مجرد تعبير عن كون الشخص مؤمنًا أو غير مؤمن.
حتى السحرة، الذين يُعدون من أبرز غير المؤمنين، لا ينكرون وجود الإله إنهم فقط يقاومون إرادته ومشيئته.
ولكن كلمات بليندا لم تكن كلمات شخص غير مؤمن، بل أشبه بشخص يعيش في عالم حيث وجود الإله ليس أمرًا مسلمًا به.
كما لو أن وجود الإله يعتمد على إيمانها أو عدمه.
“كان يجب أن أستخدم ‘عين البصيرة.”
بينما كان جوزيبي يغرق في ندمه المتأخر، لمح عربة بيضاء تعبر الانقاض في الأفق البعيد.
كان عليه أن يوقفها ليسألها.
لقد كان يبحث طيلة الوقت عن شخص متحرر من قدر هذا العالم.
لإيقاف مستقبل كارثي شاهده الكهنة ذوو البصيرة منذ مئات السنين
عندما أمسك جوزيبي بلجام الحصان لمطاردة العربة، اجتاحه فجأة شعور بالشك الذي قيده في مكانه.
“هل يمكن حقاً أن تكون بليندا بلانش هي تلك التي أفلتت من قدرها؟”
“لا، وحتى إن كان الأمر كذلك، كيف يمكنني أن أكون واثقاً من أنها قادرة على منع المصير المحتوم؟”
“ربما هي من سيحول القدر إلى شيء أكثر رعباً.”
“لأنها… كيان شرير.”
توقف جوزيبي في مكانه كالمسمّر وبينما كان يتذكر الفظائع المروّعة التي ارتكبتها بليندا وفقًا لقوة البصيرة التي يملكها، حاول تهدئة قلبه الذي كان ينبض بشدة.
“لا داعي للاستعجال.”
“كل شيء ما زال مجرد افتراض، لذا لا ينبغي التسرع في استخلاص الاستنتاجات.”
وعلى ذلك، بدلاً من مطاردة العربة، وقف جوزيبي يراقبها لفترة طويلة حتى اختفت خلف الأفق.
***
رغم أنني تركت الفيلا لثلاثة أيام فقط، شعرت وكأنني عدت بعد غياب دام ثلاث سنوات، حيث كان جسدي مرهقاً للغاية.
كان اختفائنا المفاجئ وعودتنا غير المتوقعة أمراً صادماً لخدم الفيلا.
خاصة المرتزقة، الذين رفعوا ليو بين أذرعهم وعاملوه كما لو كان دميتهم المفضلة التي فقدوها لسنوات.
“لقد… لقد ظننت أنك غادرت لأنك شعرت بالخيانة عندما أخبرتك بالحقيقة بأن ماء البحر مالح!”
بينما كان المرتزقة يبكون بحرقة، حررت ليو من قبضتهم، ولكن بعد ذلك، قضيت يومين أعاني من آلام العضلات المستمرة.
“كل ما فعلته هو الذهاب إلى الزنزانة للتدرب على الرماية، فكيف انتهى بي الأمر هكذا؟”
بينما كنت بالكاد أتعافى وأستعد للعودة ببطء إلى العاصمة، بدأ الوضع يزداد غرابة.
“يجب أن أضع حبلاً حول أعناق تلك الوحوش الصاخبة وأجرها معي هكذا فقط ستدرك مكانتها وتبقى صامتة.”
“هذا يعني أنها تريد أخذ الكلاب في نزهة فالسيربيروس يحبون النزهات كثيراً.”
“لقد قمت بتوظيفكم بناءً على توصية من خادمتي، فما الذي يزعجكم الآن؟”
“هي تعني انكم كنتم جيدين جدا لذا ستمنحكم ما تريدون!”
بسبب أمر ما، بدأ ليو يتبعني في كل مكان، مما أثار دهشتي،والأغرب من ذلك، أنه كان يترجم كلامي بدقة ويخبر الجميع بما قلته.
قد يعجبك أيضاً
Tags:
Tips: Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipisicing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore magna aliqua. Ut enim ad minim veniam, quis nostrud exercitation ullamco laboris nisi ut aliquip ex ea commodo consequat. Duis aulores eos qui ratione voluptatem sequi nesciunt. Neque porro quisquam est, qui dolorem ipsum quia dolor sit ame
أحدث المقالات
أفضل الروايات العربية الخيالية
2023-12-01
أفضل الكتب الروائية الروسية
2023-12-01
أفضل المانجات اليابانية لعام 2023
2023-12-04