‏Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 92

الحلقة الثانية والتسعين.

انعكست الرصاصة السحرية بواسطة خمس أو ست مرايا استدعاها تشاشر وارتدت حولها.

ثلاثة أزواج من العيون الحاقدة تتبعت مسار تلك الرصاصة.

بانغ! بانغ!

لكن عندما زادت الرصاصات المتطايرة بسرعة النيزك، لم يعد حتى حارس الجحيم قادرًا على التصدي لها.

وعندما أصابت إحدى الرصاصات السحرية، التي كانت تتنقل بشكل عشوائي ككرة في لعبة بينبول، عنق سيربيروس بدقة…

تشش!

هبطت كتلة ضخمة من الطاقة السحرية كالصاعقة، محاصرة سيربيروس بسلاسل مثل الشبكة بأحكام.

“……..!”

وفي تلك اللحظة، شعرت بليندا وكأن وعاء طاقتها السحرية قد ثُقب، حيث بدأت طاقتها تستنفد بسرعة كبيرة كان الأمر مختلفًا تمامًا عن السيطرة على غراب الظل.

كانت هذه معركة مباشرة بين السحر والطاقة الشيطانية.

أدنى فقدان للتركيز كان يعني أن الوحش الشيطاني سيمزق قيودها السحرية بأسنانه.

لذلك، شدّت بليندا على أسنانها وركّزت على هدف واحد فقط:

وضع طوق سحري حول أعناق هذا الوحش ذي الرؤوس الثلاثة.

لم يكن الترويض يتطلب السيطرة على رأس واحد فقط، بل ثلاثة، وبالتالي احتاجت إلى ثلاثة أطواق، وليس واحدًا.

تدفق اللهب الغاضب من أفواه الوحش الهائج، متناثرًا في كل اتجاه، بينما كان وهج الحرارة الحارقة يخدش وجنتيها.

ورغم ذلك، لم تتراجع بليندا خطوة واحدة، بل صبّت المزيد من طاقتها السحرية في السلاسل التي كانت تخنق سيربيروس.

في تلك اللحظة، اختفى كل صوت من حولها، ولم تعد ترى شيئًا سوى سيربيروس أمامها.

ابتلعت بليندا الدم المعدني الذي صعد من حلقها وأمرت بصوت منخفض:

“اخضع لي، يا سيربيروس.”

وفي محاولة أخيرة يائسة، أخذ الوحش يهزّ رؤوسه الثلاثة بقوة على الأرض.

تناثر الرماد الأسود في الهواء، بينما اخترق رمح الضوء الأبيض الخاص بـ جوزيبي وسيف الهالة الزرقاء الخاص بـ بيناديل جسد سيربيروس.

وفي اللحظة التي وصلت فيها سلاسل بليندا السحرية إلى أقصى حدودها وهي تخنق أعناق الوحش…

فوووم!

احترق جسد سيربيروس بالكامل، وتحول إلى ثلاث كرات من اللهب، كل واحدة تمثل أحد رؤوسه.

 ارتفع بعضها بشكل حاد فوق رأس بليندا، ورسمت تاجا من النار ثم امتصته كما هو.

وسرعان ما اختفى ظل الوحش الذي كان يغطّي رؤوس المجموعة، واخترق ضوء القمر الباهت السحب الثقيلة، مضيئًا قمة الجبل.

ثم…

تساقطت ثلاث جراء دوبيرمان، متشابهة تمامًا مثل التوائم، في المكان الذي كان فيه السيربيروس.

***

“يبدو أن السبب في هذه الحالة هو نقص في الطاقة الشيطانية التي تحافظ على الشكل البالغ إذا تم استعادة الطاقة الشيطانية فسيعودون إلى شكلهم الأصلي.”

نظرت إلى الوحوش التي كانت تقف أمامي، أو بالأحرى، إلى الكلاب الصغيرة التي لم تعد تبدو كوحوش كانوا الثلاثة يهزون ذيولهم بسرعة لدرجة أنني كنت أتخيل أنهم قد يطيرون كما لو كانت ذيولهم مراوح.

بينما كنت أربت على هذه الكلاب الثلاثة فجأة، فكرت قليلًا ثم أشرت إليها واحدة تلو الأخرى، قائلاً:

“سأسميهم كير، ليفي، وفيرو.”

نباح!

نباح!

صوت آخر يشبه الزمجرة.

من خلال صوت نباحهم، كان من الواضح أن كير، الذي كان يحرك أذنه بسرعة، كان نشطًا، بينما كان ليفي الذي يثبت أذنه بحذر يبدو حذرًا، أما فيرو، الذي كانت أذنه الكبيرة تتدلى، فكان يبدو خجولًا جدًا.

كان من الصعب تصديق أنهم كانوا يتعاركون ويزمجرون منذ لحظات فقط ، ثم شعرت فجأة بنوع من الألفة تجاههم.

ربما كان ذلك لأنهم من نفس سلالة الكلب الذي كانت بليندا قد ربته.

حككت فكوك السيربيروس بيدي ثم أمسكت بزجاجة من جرعات السحر التي كانت معلقة في جيبي الخلفي.

“معلمتي، أنا…”

بدأ تشاشر بالتحدث إلي، فرفعت إصبعي قرب شفتي.

ثم أومأت برأسي وأشرت إلى جوزيبي، الذي كان يستريح مستندًا إلى الصخور المحترقة.

بعد ذلك، فككت مفتاح العائد الذي كان حول عنقي وسلمته لتشاشر.

‘عُد أولًا.’

هززت فمي قليلاً وقال تشاشر بعصبية وهو يبرز شفتيه.

عدت لتغطية رأس تشاشر بقلنسوته مرة أخرى وطمأنته.

“سأدفع تكلفة المهمة عندما اعود.”

سيكون من الظلم حقًا الطلب منه قتل الوحوش، ثم طرده فورا دون أن أدفع له مكافأته بعد انتهاء المهمة.

نظر جوزيبي إلى الفراغ الفارغ الذي لا يعرفه، واستمر في الكلام بصوت هادئ.

“هناك نمط في لمثل هذه الأنواع من التنبؤات بما أنها لا تستهدف شخصًا واحدًا فقط، فإن القليل من المحظوظين يمكنهم أحيانًا تجنب مصيرهم المحدد.”

ثم، بينما كان معطف بيناديل ينزل فوق رأسي، كان جوزيبي يوجه رأسه نحو الجبل، و تابع قائلاً:

“من الأفضل أن ترسلي فارسك يا سيدة بلانش إلى مكان بعيد عن هنا فورًا.”

رعد.

كان الصوت يشبه صوت الرعد القادم من بعيد.

لكن، لم يكن الصوت يأتي من السماء، بل من تحت أقدامنا.

كان الصوت يشبه اهتزاز جذور الأرض.

أدركت المعنى الخفي في كلام جوزيبي بينما كنت أشعر بصوت المطر يخترق كل جسدي.

كان المطر بمثابة جرس انذار بأن التنبؤ الذي تحدث عنه قد اقترب بالفعل.

“كير! تعال هنا!”

احتضنت الوحش الصغير الذي قفز إلى ذراعي، ثم ناديت السير بيناديل قائلة:

“سيدي، هل سمعت ما قاله الكاردينال الآن؟ اصطحب ليفي وفيرو وغادر المكان فورًا.”

إذا كان بإمكان أحد الأشخاص هنا النجاة من الانهيار الأرضي، يمكننا البدء في عمليات الإنقاذ فورًا.

ومن الممكن تحديد مكان الأشخاص الآخرين الذين دفنوا.

وكان الشخص الوحيد المناسب لهذه المهمة هنا هو بيناديل.

“لا يمكنني فعل ذلك سأساعد الكاردينال، لذا يجب على السيدة بلانش…”

دفعت بكل قوتي ليفي وفيرو في ذراعيه ثم تمسكت بذراعه بقوة وقلت:

“فكر بعقلانية! هل ستتمكن من الهروب من الانهيار الأرضي مع الكاردينال الذي لا يستطيع الرؤية وأنا التي استنفدت كل قوتي بسبب استهلاكي لطاقتي السحرية؟”

“يمكنني فعل ذلك.”

“لا تكن عنيدًا، سيدي ليس الأمر أنني أريد التضحية بحياتي.”

ثم نظرت إلى بيناديل بعينين حادتين وسألت جوزيبي:

“أيها الكاردينال، هناك طريقة للبقاء على قيد الحياة حتى لو تعرضنا لانهيار أرضي أليس كذلك؟”

من خلال هدوئه، كان يبدو أنه واثق من أننا سنكون بأمان.

كلا، الكاردينال بالتأكيد سيكون آمنًا فقد كان مقدرًا له أن ينجو حتى لو كان وحيدًا ويقاتل السيربيروس.

لحسن الحظ، كما توقعت، أجاب جوزيبي بصوت فيه ابتسامة خفيفة:

“بالطبع.”

“هل سمعت؟ بعد أن تأمن سلامتك، تعال لإنقاذي فورًا هذه هي الطريقة الأكثر ضمانًا للبقاء على قيد الحياة وإلا، إذا تعرضت لانهيار أرضي، كيف ستتمكن من الخروج والإنقاذ؟”

“هل أنت واثق من نفسك؟ هل تعتقد أنه بامكانك حماية نفسك وأنا وذاك الكاردينال الأعمى من دون أن تلمسك التراب؟”

“لكن………..”

وضعت يدي على ظهر يده كما لو كنت أقاطع كلامه ثم بدأت أمسد رأس ليفي وفيرو  اللذان كانا في حضنه.

“هؤلاء الأطفال هم في الأصل طفل واحد، لذا سيجدونني بالتأكيد مع كير حتى لو دُفنا في التراب.”

تجعدت شفتيه، التي كانت دائمًا مرتبة.

ثم تحدث السير بيناديل بصوت مكتئب للغاية:

“أرجوك، ابقي آمنة.”

“بالطبع، هل تظن أنني شخص يُقال له مثل هذا الكلام؟”

لم ألتفت إليه عمدًا كان صوت خطواته يبتعد خلفي، كما لو كان يركض وسط المطر.

حينها، تنفست بعمق واحتضنت كير في صدري.

سيكون الأمر بخير سيكون بخير هذه هي الطريقة الوحيدة التي سنتمكن من البقاء على قيد الحياة بها جميعًا.

بعد أن أخذت نفسًا عميقًا، فتحت فمي بصوت أكثر هدوءًا.

“إذن، أيها الكاردينال، ما هو الحل الذي تقترحه؟”

توجهت نظرات جوزيبي الهادئة نحوي.

الابتسامة التي كانت على شفتيه بدت فارغة بقدر الفراغ الذي كان في عينيه.

“دعينا نترك الأمر كما كتب القدر.”

ماذا؟ يا هذا! الآن تقول هذا الكلام………!

في تلك اللحظة، بدأ أكوام التراب تتدحرج من قمة الجبل مثل تسونامي.

قبل أن يغطينا هذا الكوم من التراب الذي تنبعث منه رائحة الرماد والمطر، انفجر ضوء مقدس من جوزيبي وأضاء السماء أمامنا باللون الأبيض بالكامل.

واتباد : Bina-k7