‏Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 89

الفصل 89

ظهر حاجز زجاجي حول جوزيبي وكأنه يفصله عن العالم، بينما استقرت الهالة الإلهية في عينيه الذهبيتين التي بدت وكأنها مصنوعة من الذهب المصهور.

لم يقدس المعبد العيون الذهبية بلا سبب.

فالعين الذهبية قادرة على إخفاء استخدام القوى الإلهية، حيث تُصبغ العيون بالذهب عند استخدام هذه القوى.

لكن جوزيبي لم يكن بحاجة لإخفاء تعامله مع القوى الإلهية.

كان مظهره وهيبته كافيين لإرغام ميليو على الانحناء أرضًا متقوقعة عند قدميه، غير قادرة على تحمل تلك الهالة الساحقة.

ويبدو أن الوضع أصبح خطيرًا بما يكفي لجعل سيزار يظهر بجانب بليندا فجأة، كأنه ظل يحميها.

رغم شعورها بالاختناق بسبب الهالة الإلهية، رفضت ميليو تصديق الواقع.

“سحر أسود؟ هذا هراء! أنا كاهنة! ألا يمكنكم رؤية النقاء الإلهي الذي يفيض مني؟ كيف يمكن أن تقولوا مثل هذا الهراء؟”

رد جوزيبي بهدوء مميت:

“هذا كذب، ستُنفذ العقوبة فورًا.”

وبعد لحظات، ظهر رمح طويل من الضوء بجانب جوزيبي، كأنه بزوغ فجر جديد، ثم…

“صوت طقطقة.”

“آه!”

في اللحظة الأخيرة، مد سيزار يده ليغطي عيني بليندا.

 ومع ذلك ، كان بإمكان بليندا تخمين بسهولة ما حدث خارج يدي سيزار.

كانت تسمع صوت ميليو ووهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، وصوت جسد ثقيل يسقط على الأرض، مع انتشار رائحة الدم الكريهة في المكان.

“سيدة بلانش.”

نادى جوزيبي بليندا بنبرة هادئة ولطيفة، كما لو أن شيئًا لم يحدث.

“أيها المجنون.”

قامت بليندا بقضم شفتيها لتخفي خوفها، ثم دفعت يد سيزار بعيدًا.

تابع جوزيبي كلامه بمظهر نظيف، دون أن يصاب بقطرة دم:

“لأوضح فقط، المحاكمات الإلهية العادية لا تُجرى بهذه الطريقة المبسطة ،لكن الكاهنة ميليو خانت الإله، وهو أمر لا يمكن التغاضي عنه.”

كانت بليندا تعلم أن ميليو كانت ساحرة سوداء.

لكنها لم تكن تتوقع أن تكون المحاكمة بهذه البساطة والتسرع.

“الأمر يتعلق بحياة إنسان… كيف يمكن أن يكون بهذا الاستخفاف؟”

وكأن جوزيبي قرأ أفكارها، أومأ برأسه بتفهم.

“الأمر طبيعي تمامًا، فسلطة الإله تكشف الحقيقة دائمًا ، على أية حال، بما أنك قدمت مساعدة كبيرة في الإمساك بالمذنب، لديكِ الحق في معرفة التفاصيل.”

برأيك، الى ماذا كانت تسعى الكاهنة ميليو لاستخدامها السحر الاسود؟”

“وكأنني أعرف ذلك.”

عبست بليندا بشكل واضح.

أجاب جوزيبي مباشرة دون التحدث بشكل ملتف:

” للحصول على القوة المقدسة.”

قال ليونيل بسرعة:

“يا حضرة الكاردينال، هذا أمر محظور معرفته من قبل الغرباء.”

“لا بأس، سير ليونيل، السيدة بلانش تستحق الثقة.”

على الرغم من أن جوزيبي قال ذلك، إلا أن بليندا لم تأخذ كلامه على محمل الجد.

كان هذا نوعًا من الفخ.

إذا انتشرت في يوم من الأيام شائعات عن إمكانية الحصول على القوة المقدسة من خلال السحر الأسود، فإن جوزيبي سيستغل حادثة اليوم كذريعة للبحث عن بليندا.

“منذ فترة طويلة، كان المعبد يراقب الزيادة غير العادية في القوة المقدسة لدى الكاهنة ميليو وفي خضم ذلك، حدثت حادثة سرقة الآثار المقدسة.”

وهذا يعني أن كل شيء كان تحت سيطرة جوزيبي منذ البداية.

“في البداية، اعتقدنا أن الكاهنة ميليو كانت تستخدم الآثار المقدسة كساحرة سوداء ولكن من خلال ‘التحذير من الانهيار الأرضي’ الذي ذكرتِه، أدركنا الحقيقة.”

توقف جوزيبي عن الابتسام لأول مرة ونظر ببرود إلى جثة الكاهنة ميليو.

“ما استهدفته الكاهنة ميليو لم يكن الآثار المقدسة نفسها، بل الكارثة التي ستحدث عندما تُنقل الآثار المقدسة خارج المكان المقدس، والأرواح التي ستزهق بسبب ذلك.”

أرواح البشر غالبًا ما تكون تضحية يقدمها السحرة السوداء لتحقيق رغباتهم.

لكن جوزيبي تجاهل هذا الأمر، لأنه كان يركز بشكل كامل على نهاية العالم التي ستحدث بعد عشر سنوات.

كان على وشك أن يتعثر لأنه كان غارقا بأفكار المستقبل، لكنه استطاع أن ينجو بفضل بليندا.

لذلك عبّر جوزيبي عن شكره الصادق لبليندا:

“بفضلك، تمكنّا من منع وقوع خسائر في الأرواح، أشكركِ نيابة عن الإمبراطورية المقدسة،الآن، هل يمكننا الانتقال إلى مكان آخر؟ علينا الإسراع في تعزيز ختم الآثار المقدسة.”

دون انتظار رد بليندا، نهض جوزيبي وقال لليونيل:

“سير ليونيل، أرجو أن تتولى جمع رفات الكاهنة ميليو على الرغم من كونها مذنبة، يجب أن تُرسل رفاتها إلى عائلتها.”

“حسنًا.”

“بينما نقوم بتنظيف هذا المكان، ما رأيكِ يا سيدة بلانش بالبقاء في المعبد لبعض الوقت؟”

“… سأقبل هذا العرض.”

لم تستطع بليندا رفض الاقتراح فورًا، لأن رائحة الدماء البشرية التي غطّت الأرض كانت شديدة الوضوح.

وعندما أومأت برأسها ثقيلًا، قال جوزيبي بصوت منخفض: “إذن، نراكِ في المعبد.” ثم غادر النزل أولًا.

***

“كنت أعتقد أنه الشخص الأكثر عقلانية، لكنه اتضح أنه الأكثر جنونًا.”

ظلّت رائحة الدماء عالقة في أنفها.

 ولأنه لم يكن معنا اية امتعة لحملها، انطلقنا انا وليو والسير بيناديل بخفة متجهين إلى الموقع المقدس في منتصف الجبل.

بالكاد كان هناك سكان في القرية، لذلك لم تمر أي عربة في الليل، لذا اضطررنا إلى السير لفترة طويلة.

كان ليو يحارب النعاس بشدة، ولكنه لم يظهر أي علامة على التعب.

“سيدة بليندا، هاام، هل سنعود إلى المنزل غدًا؟”

“نعم.”

عندما أجبت، ابتسم ليو ابتسامة عريضة كما لو كان يحلم حلمًا سعيدًا، بينما كان يمسح دموعه الناتجة عن التثاؤب.

شعرت بالأسف عليه، فقمت بتمرير يدي بلطف على رأسه.

‘لقد أتيت فقط لأريه الثلج، لكن كيف انتهى بنا المطاف بهذا الشكل؟’

ومع ذلك، كان هناك مكسبان لهذه الرحلة:

أولاً، استعادة الأثر المقدس بشكل أسرع من المتوقع، مما ساعد في منع الانهيار الأرضي.

ثانيًا، بفضل تصرفاتي المتهورة كطُعم، ارتفعت نسبة التزامن بشكل كبير.

[التزامن: 75% مكتمل.]

[المكافأة: شظية من ذكريات بليندا (الثالثة).]

[عند الحصول على شظية الذكريات، ستحصل على مكافأة خاصة.]

كنت بحاجة إلى زيادة نسبة التزامن لتعطيل مترجم بليندا،فقط بعد تعطيله، سأتمكن من نطق اسم ليو بشكل صحيح قبل أن أتركه.

لكن شعرت بعدم ارتياح عند التفكير في الحصول على الشظية الثالثة ربما لأنني كنت أعرف نهاية قصة بليندا.

في بعض الأحيان، كانت ذكرياتها تظهر في أحلامي وكأنها ذكرياتي الخاصة.

بينما كنت غارقة في هذه الأفكار، لم أكن أنظر إلى الطريق وسقطت تقريبًا بسبب خطوة خاطئة.

لحسن الحظ، أمسك بي كل من ليو والسيد بيناديل قبل أن أسقط.

عندما نظرت إلى الأرض لأرى ما الذي جعلني أتعثر، لاحظت أن الطريق كان موحلًا تمامًا.

لم يكن هناك مطر، لذا لابد أن الثلج قد ذاب ليصبح على هذا الشكل.

“لحظة، الثلج؟”

نظرت حولي بسرعة.

 كانت النباتات التي تغطي الجبال جافة ومائلة، وكأن الحياة قد هجرت المكان.

حتى الثلج الذي كان متناثرًا خلال النهار قد اختفى تمامًا.

“اعتقد ان الوقت قد فات بالفعل.”

عندما قال السيد بيناديل ذلك، لم أفهم في البداية ما الذي يقصده.

ولكن بعد خمس ثوانٍ فقط…

بووم!

صوت يشبه البرق الذي ضرب شجرة ضخمة، تردد صداه عبر الجبال.

ثم سُمع صوت شيء يتشقق، وسرعان ما بدأ الرماد الأبيض يتساقط من السماء كما لو كان ثلجًا.

رفعت رأسي إلى السماء بدهشة، ولم أستطع سوى فتح فمي في صمت.

كان الحاجز الشفاف الذي يغطي الجبل يتشقق ويتفتت كأنه شظايا مرآة متناثرة.

على الرغم من أن السيد بيناديل لم يشرح شيئًا، إلا أنني أدركت على الفور ما كان يحدث.

ذلك الحاجز كان السجن الذي يحبس الوحش بداخله.

وأخيرًا، عندما سقطت شظايا الحاجز على الأرض، بدأ الجبل يغلي بشكل رهيب.

قبل أن أدرك، حمل السيد بيناديل ليو، وبدون ايّ كلمة، ركضنا جميعًا نحو المعبد بأقصى سرعة.

واتباد : Bina-k7