ما كان أمامي يشبه وحشًا سائلًا زاحفًا خرج من الجحيم المُلتوي.
كان له جسم لزج يشبه القار الأخضر، وكان هناك كرتان زجاجيتان بيضاواتان تدوران في كل مكان، وعندما نظرت عن كثب… يا للهول.
إنهما عينا السلايم.
«في <هيرومي>، كان يبدو صغيرًا وضعيفًا بالتأكيد».
الجانب الإيجابي الوحيد هو أن حركته كانت بطيئة جدًا؟
“سأتولى أمره.”
عندما جمعت الطاقة السحرية في يدي، امتصت دائرة سحرية دقيقة مرسومة على المسدس طاقتي وأضاءت باللون الذهبي.
وجهت فوهة المسدس نحو السلايم الذي كان يتحرك ببطء.
عينا السلايم، التي كانت تدور في كل الاتجاهات، توجهت نحوي.
أصدر السلايم صوتًا مروعًا غريبًا، لكنني لم أتعاطف معه وضغطت على الزناد.
بانغ.
مع الصوت الحاد، انطلقت كرة الطاقة السحرية الذهبية وسقطت أمام السلايم مباشرة.
“……..”
“………..”
“هممم، يبدو أنني لم أتقن استخدام السلاح بعد.”
كان الأمر غريبًا عندما أطلقت على رجل الثلج، كان كل شيء على ما يرام، هل كانت المسافة هي السبب؟
قمت بإعادة ضخ الطاقة السحرية في السلاح وأطلقت كرة سحرية أخرى.
بانغ.
هذه المرة طارت نحو الحائط بشكل عشوائي.
شعرت بشيء من العناد وضغطت على الزناد مرة أخرى.
بانغ، بانغ.
بانغ!
ارتعدت على الفور بسبب مهاراتي السيئة في الرماية!
كنت ضعيفة جدًا في القتال.
لقد أطلقت عددًا كبيرًا من الطلقات حتى نفدت طاقتي السحرية، ولم أصب الهدف ولو لمرة واحدة.
بينما كنت أراقب السلايم الذي لا يزال يتحرك ببطء، همست سوغا بلا نية سيئة:
<حتى لو أغمضت سوغا عينيها وأطلقت يبدو أنها ستصيب الهدف أفضل منك.>
في النهاية، شربت جرعة سحرية لاستعادة طاقتي.
بينما كنت استريح ، أصبحت مهمة قتل السلايم من نصيب ليو.
“يجب عليك ايجاد نواة السلايم وكسرها.”
كان السيد بيناديل يشرح بهدوء كيفية التعامل مع السلايم.
كان سلاح الطفل الذي سيواجه به الوحش مجرد سكين خشبي، ولكن بما أن السلايم كان مخلوقًا تافهًا لدرجة أن أطفال القرية كانوا يستخدمونه كلعبة، فلم يكن هناك الكثير من القلق.
“بما أنه مخلوق حي، فَلديه حركات محددة، قبل أن يهاجم، عليك مراقبة حركاته بعناية لكي تتمكن من تحديد نمط تحركاته، مما سيساعدك على الهجوم والمراوغة.”
كان ليو يستمع بتوتر إلى كلام معلمه الذي يشرح له بدقة، حتى وصل أخيرًا أمام السلايم.
{“لقد التقى نجم البطل مع الوحش “سلايم”.}
{“بدأت المعركة.”}
فجأة ظهرت نافذة النظام، واظهرت شريطين باللونين الأحمر والأزرق فوق رأس ليو، أحدهما لحياة الشخصية (HP) والآخر للطاقة السحرية (MP).
لم يكن ليو مرتاحًا بل كان حذرًا وهو يقترب خطوة بخطوة نحو السلايم.
ثم…
“آه!”
بوم!
مع صوت الهجوم الجذّاب، جاء الهجوم القاتل.
في تلك الضربة، انفجر السلايم الذي كان يدير عينيه في دوائر بصوت مدوٍّ.
“سيدي الفارس! لقد قتلته!”
“أحسنت.”
“آنسة بليندا! لقد… آها، في الواقع… بفضل أنكِ استنفدتِ كل طاقة السلايم تمكنتُ من قتله.”
بكل صدق، حاول ليو أن يطمئنني بكلمات كاذبة، لكن كبريائي كراشدة قد تدمر بالفعل.
“أنا حقًا لم أكن لأفعل شيئًا كهذا.”
بفضل الجرعة، شعرت بأن سحري قد تجدد قليلاً، فأعدت ضخ الطاقة في السلاح.
ولأنني كنت قد قطعت الطاقة المرسلة إلى سوغا لتوفير السحر، ثم همست بهدوء إلى سوغا خلف ظهر ليو وبيناديل.
“سوغا، الحساب 10 عملات ذهب.”
ثم ألقيت بعشر قطع ذهبية في الهواء كأنني كنت أذرها مثل الحبوب.
اختفت العملات الذهبية دون أن تُصدر أي صوت عند سقوطها على الأرض.
<ياي~! تم استلام الطلب!>
بدأت سوغا ترقص حولي وهي تبعثر بركات الجنيات التي تلمع كما لو كانت نجومًا تم طحنها.
لو كان لديّ نافذة إحصائيات، ربما ظهرت كلمة “حظ +10” في تلك اللحظة.
على الرغم من أنها كانت لِساعة واحدة فقط.
لم يكن هناك أي تغيير ملحوظ من الخارج ولم أشعر بشكل خاص أن حظي قد تحسن.
“يجب أن أتحقق من مدى تأثير بركة الحظ.”
قلت ذلك بكل جدية وأنا أنظر إلى داخل الزنزانة الممتدة أمامي.
“الآن، لِنكمل.”
بعد مرور بعض الوقت، بدا أن السيد بيناديل قد لاحظ أن الكائنات الوحيدة التي تعيش في هذه الزنزانة هي السلايم.
ومع ذلك، لم يستهتر بل ظل يراقب بحذر الأمام، وعندما يظهر السلايم، كان يفسح لي الطريق.
في كل مرة، كنت أؤمن ببركة سوغا وأستمر في الضغط على الزناد.
كما لو كان هناك حقًا شيء اسمه الحظ، فإن واحدة من كل أربع طلقات تصيب الهدف بدقة.
لكن المشكلة كانت أن المسار الذي سلكته كان غير منطقي لدرجة أنه كان من الواضح للجميع أنه كان مجرد حظ.
بانغ!
ارتدت الرصاصة السحرية التي أصابت الطحالب على الجدار وتغير مسارها بشكل غير متوقع، وضربت الجزء الخلفي من جسم السلايم.
وفي هذه اللحظة، على عكس عما كان عندما كنت أطلق على رجال الثلج، انطلقت من البندقية رصاصة سحرية ربطت جسد السلايم بالكامل عن طريق سلاسل سحرية خرجت منها.
كان السلايم يترنح محاولًا الهروب، لكنه لم يتمكن من الفرار من السلاسل.
نظرًا لأن الهدف كان التدريب على الرماية، لم أقم بقتله.
بدلاً من ذلك، قام السيد بيناديل بتسوية أمر السلايم بخفة.
“رغم أن الرصاصة تطير هكذا! لكنها تضرب السلايم من الخلف! رائع!”
كانت عيون ليو المتألقة والمبتهجة تلمع باتجاهي، مما جعل ضميري يؤلمني.
عندما لم أتمكن من الإجابة وتنحنحت، تحدث السير بيناديل بهدوء.
“سيدتي، لا يمكنكِ الغش.”
“تشيه، لهذا السبب لا أحب الأشخاص الذين لديهم حس جيد.”
على الرغم من أنني لم أشرح له عن بركة سوغا إلا أنه بدا وكأنه اكتشف شيئًا ما.
وعادةً، لا يكون لديه أي حاسة.
***
كما في اللعبة، كان اقتحام زنزانة “جنة السلايم” أمرًا سهلاً للغاية.
لحسن الحظ، لم يعترض ليو كثيرًا على مواجهة السلايم وبعد ساعات قليلة من اقتحام الزنزانة، استطاع رفع مستوى قدراته في التحمل والمبارزة بشكل كبير.
[لقد أتممت القضاء على 100 من السلايم.]
[عدد السلايم الذي تم القضاء عليه: 100/100]
[تم فتح مخرج الزنزانة “جنة السلايم”.]
بمجرد أن ظهرت نافذة النظام، فُتح مخرج الزنزانة أمامنا مباشرة.
من بين 100 سلايم، قام السير بيناديل بالقضاء على حوالي 60 منهم.
تقدم السير بيناديل نحو المخرج وهو مرتاح قليلاً وقال بنبرة مطمئنة:
“زنزانة مليئة بالسلايم فقط؟ يبدو أنها زنزانة تم تكليف استكشافها سابقًا.”
“بالطبع، هل أبدو كشخص أحمق لا يدرك قيمة حياته؟”
هززت رأسي باعتزاز.
“إذاً، لابد أنكِ فكرتِ أيضًا في طريقة للعودة، أليس كذلك؟”
طريقة للعودة…؟
بينما كنت أميل برأسي متسائلة وأخرج من مخرج الزنزانة، استقبلتنا مشاهد غريبة.
“أين نحن؟”
تساءل ليو ببراءة.
كما قال الطفل، لم يكن هذا المكان بالقرب من “البحيرة التي تأكل البشر” على الإطلاق.
ثم تذكرت أنه ليس بالضرورة أن يكون مخرج الزنزانة مرتبطًا بالمدخل، كما قرأت في لعبة هيرومي.
“لم أفكر في هذا الأمر…”
في اللعبة، عند الهروب من الزنزانة، كانت الشخصية تُعاد تلقائيًا إلى المنزل.
بينما كان السير بيناديل يتفقد المنطقة المحيطة التي لم تكن تحتوي على أي عربات ولا حتى منزل واحد، وجه نظره إليّ.
لم أستطع سوى تجنب نظراته بهدوء.
حسنًا… لقد تعلمت عن العالم من خلال اللعبة…
***
قرية بورفيت، التي تقع على مسافة نصف يوم بالعربة من غابة شابيرت.
قرية صغيرة تبدو غير مميزة، ويعتمد مصدر دخلها الرئيسي على تقديم خدمات الإقامة، وذلك بفضل قبر القديسة الذي يقع خلف القرية.
منذ 70 عامًا، تم دفن بقايا قديسة مشهورة على قمة الجبل الموجود خلف القرية، مما جعل المكان وجهةً للحج بالنسبة للكهنة والمؤمنين المتدينين.
بمرور الوقت، بدأت تتزايد النزل التي تقدم أماكن المبيت للحجاج، حتى أصبحت القرية بأكملها تعتمد على أعمال الإقامة.
لهذا السبب، لم يجد صاحب النزل شيئًا مريبًا في الزبائن الذين جاؤوا في منتصف الليل.
“ثلاث غرف.”
كانت العميلة جميلة للغاية لدرجة أن عيني صاحب النزل اتسعتا دهشة.
قال السير بيناديل بصوت هادئ:
“إذا سمحتم لي، سأصعد أولاً لتفقد الغرف.”
برفقتها كان هناك فارس يرتدي قناعًا حديديًا أسود ينضح بجو من الرهبة…
“إنها المرة الأولى التي أرى بها نزلاً!”
وصبي يثرثر بسعادة وكأنه لا يهتم بشيء.
من الصعب تجاهل هذه المجموعة الغريبة.
لاحظ صاحب النزل، الذي كان يتفحص المجموعة بعناية، أنها علاقة لا يمكن فهمها بسهولة ثم سأل المرأة، التي بدا أنها زعيمة المجموعة، بكل احترام:
“لم يتبق لدينا سوى غرفتين فقط هل هذا يناسبكم؟”
ردت المرأة بنبرة متعجرفة:
“ماذا؟ هذا النزل الحقير في هذه القرية النائية لا يحتوي إلا على غرفتين؟”
كانت نبرتها المتعالية تشير بوضوح إلى أنها من النبلاء.
كان من الشائع أن يزور بعض النبلاء، الذين يمتلكون منازل صيفية في غابة شابيرت هذا المكان بدافع الفضول، ثم يجدون أنفسهم عالقين في القرية لأنهم تأخروا عن المغادرة.
على الأرجح، كانت هذه المرأة والصبي الصغير من بين هؤلاء النبلاء ولكن كان هناك أمر غريب؛ لم يكن لديهم عربة تقلهم إلى هنا.
تظاهر صاحب النزل، الذي كان لديه حس قوي بالاستفادة من المال، بالتعاطف وقال بأسف شديد:
“أعلم أن الأمر مزعج للغاية يا سيدتي الحقيقة أن كاهنًا رفيع المستوى زار الضريح المقدس القريب من هنا اليوم، وبسبب انتشار الخبر، توافد الزوار للحصول على بركاته ، مما جعل الغرف ممتلئة تمامًا.”
“ضريح مقدس؟”
ماذا؟ أليست هنا لرؤية الضريح المقدس؟
وعلى الرغم من أنه شعر بالشك تجاه كلام هذهِ المرأة إلا انه استمر بالشرح كالمرشد السياحي.
“نعم، الضريح المقدس حيث دُفنت بقايا القديسة بيكاليم البيضاء لقد كانت مشهورة للغاية في حياتها، ولا تزال قداستها تجذب اُناس المنطقة بأكملها، و بفضل الآثار المقدسة التي تحوي على قوتها الإلهية، تتمتع المنطقة بجو دافئ حتى خلال فصل الشتاء، مما يتيح للناس جمع أعشاب الربيع حتى في هذا الموسم ولذلك، فإن قريتنا مزدحمة بالزوار من بداية الشتاء.”
بدأ صوت صاحب النزل، الذي كان يشرح الأمور بسلاسة كمرشد سياحي، يضعف تدريجيًا ويتلاشى، لأن وجه المرأة أصبح أكثر جدية وتهديدًا مع تقدم حديثه.
عقدت المرأة ذراعيها وبدت وكأنها تفكر في شيء ما، ثم قالت فجأة:
“هذا مستحيل.”
“عفوًا؟”
ماذا تعني بأنه مستحيل؟
لم تقدم أي تفسير إضافي اكتفت بدفع ثمن الإقامة وصعدت مباشرة إلى الغرفة.