Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 75
يا له من عنيد.
تنهدتُ بثقل، ثم وضعت رأسي على مسند المقعد، وجاء الصمت المريح ، كنت استريح لاستعادة طاقتي ولو قليلاً.
“عندما كنت صغيرة، كان لدي كلب واحد.”
ربما بسبب التعب الشديد، خرجت كلمات الماضي بلا وعي.
فتحت فمي وكأنني أتذكر قصة قديمة في الجزء الثاني من الذاكرة كانت بليندا سعيدة تمامًا كما كان إلى جانبها كلب دوبرمان ضخم.
كما كان يفعل الفارس في جانبها، كان ذلك الكلب الضخم يتبع بليندا أينما ذهبت.
كان جسده لامعًا كالمخمل، لكنه كان يعاني من عيب وراثي، وكان ألبينو، ولذلك كانت عيناه زرقاوتين ولكن بالنسبة الى بليندا التي تحب الأشياء النادرة والثمينة جعله ذلك أكثر قيمة.
كان ذلك الكلب بمثابة كائن لا يوجد مثله في العالم.
ما زلت أذكر الإحساس الذي شعرت به عندما كانت تمسح جسده لا يزال واضحًا لدرجة أنه كان مذهلاً.
“كان مخلصًا، ويعتني بي فقط لم يهز ذيله قط لأي شخص آخر.”
فتحت عيني ببطء، ورفعت رأسي برفق لإنظر الى السير بيناديل بنظرة غير واضحة.
فجأة تذكرت، هل كان السير بيناديل يشبه كلبي؟، أو بالأحرى، كلب بليندا؟
كنت اعبث بالقلادة التي في رقبتي وكأنها عادة قديمة، رغم أنها كانت مزيفة وليست من حجر بوغما، لكنني كنت أشعر أنها كانت تخنق على أنفاسي.
في تلك اللحظة، بسبب الضغط الذي تعرضت له طوال اليوم، انقطع الخيط فجأة.
لم أكن أملك القوة لالتقاطه، لذا توجهت يدي دون وعي نحو السير بيناديل و كأني أنادي كلبًا.
اقترب مني بصمت، وأعاد وضع الطوق على رقبتي.
ومن خلال النافذة المفتوحة، عاد كاو واندمج في ظلي وظله كظل واحد.
بينما كنت أشعر بثقل القلادة حول عنقي، لا إراديًا تذكرت اليوم الذي تلقت فيه بليندا تلك القلادة كهدية.
لقد فقدت والديَّ وأنا في سن صغيرة، لذا لم أكن أعرف ما يعنيه الاحتفال بعيد ميلاد مع العائلة.
لكن بليندا قد أحستّ بذلك شعور من قبل ولذلك كانت عمياء في سعيها لتكوين اسرة.
وقد أثرت ذكرياتها عليّ أيضًا، وانتهى بي المطاف بأكتشاف مستنقع عميق في قلبي لم اكن اعلم بوجوده حتى.
“الأسرة؟ لم أرغب في ذلك أبدًا.”
“ولا حتى في طاولة عيد ميلاد لي.”
“ولا حتى في أن أسمع التهنئة ‘عيد ميلاد سعيد’ في صباح يوم عيد ميلادي.”
“ولا حتى في العشاء الذي يتناوله الجميع معًا.”
بعد الاطلاع على ذكريات بليندا، لقد أدركت ان رياحًا قوية جرفتني إلى مستنقع لم أكن أعلم حتى بوجوده ولن أستطع الخروج منه أبدًا.
“آنسة بلانش.”
صوت يشبه مصباحًا يضيء الطريق أيقظني برفق، ففتحت عيني ببطء.
“آه…..”
العقل الذي كان ينجرف مع أمواج الماضي العاتية، وجد أخيرًا مرساه في أرض الواقع.
هذا المكان هو الملحق الخاص بقصر بلانش.
أنا بليندا بلانش، وهذه الفارس المرعب والمخلص الذي يرافقني الآن هو بيناديل على الرغم من أنه مؤقت، لكنه لا يزال هو فارسي الحارس.
بينما كنت أحاول استيعاب هذه الحقيقة في ذهني، لم أستطع مقاومة النعاس وأغلقت عيني دون وعي.
***
“لا يمكنكِ النوم هنا.”
“……”
“آنسة بلانش؟”
“………..”
تأمل سيزار وجه بليندا النائمة بصمت.
كان هناك ورقة جافة علقت بشعرها، جاءت من كاو الملتصق بها.
عندما خيمت روح النوم على ملامح وجهها الرقيقة، أصبحت تعابيرها الحادة والمشدودة تبدو هادئة للغاية.
بعد أن أمضت المساء كله في الحفل دون أن تنال أي قسط من الراحة، ثم قضت الليل في البحث عن طفل في الشوارع، كان من الطبيعي أن تشعر بالإرهاق.
ناهيك عن استخدامها قوتها السحرية للسيطرة على الوحش، كان من المعجزة أنها لم تنهار في منتصف الطريق.
“لم تهتم عندما تعرضت هي نفسها للهجوم، ومع ذلك، عندما أصبح الطفل في خطر، لم تتردد في تلويث فستانها وركعت على الأرض الطينية.”
ربما لو رأى أي شخص هذا المشهد، لكان قد أدرك كم كانت الشائعات لا معنى لها.
“حمايتها من مثل هذه الشائعات هو جزء من واجبي أيضًا.”
على الرغم من إنه مؤقت فأنا لا أزال حارسها.
حمايتها من قطرات المطر، ومن رائحة المطر أيضًا، هذا هو واجبي.
“ولكن هل هذا هو حقًا واجب الفارس المرافق؟”
ظهرت موجة خفيفة من التردد في عيني سيزار الهادئتين.
لم يكن بإمكانه بسهولة الإجابة على هذا السؤال.
بل، لم يكن الأمر أنه لا يستطيع الإجابة، بل كان لديه شعور بأنه لا ينبغي له ذلك.
لماذا أشعر بهذه العواطف؟
بينما كان يفكر مليًا، مد يده لإزالة الورقة العالقة في شعر بليندا.
عندها، تذكر فجأة سؤالًا طرحه على أخيه في طفولته.
“أخي، لماذا عندما تفسد الروح يشعر المرء برغبة في تدمير الأشياء العزيزة عليه؟”
وماذا كان جواب أخيه في ذلك الوقت؟
“لأنها تصبح نقطة ضعف.”
توقف.
اليد التي كانت تهمّ بلمس بليندا توقفت في الهواء.
تردد.
لسبب ما، لم يستطع سيزار أن يمد يده إليها بسهولة.
“لكن يا سيزار هذهِ هي غريزة الوحوش، وليس غريزة البشر، الإنسان يصبح أقوى عندما يملك شيئًا ثمينًا.”
“لماذا؟”
“لأن الإنسان عندما ينهار، يصبح لديه سبب للنهوض مرة أخرى.”
“حماية الأشياء الثمينة….”
“هي غريزة بشرية.”
حماية الأشياء الثمينة هي غريزة بشرية.
ولكن ألم يشهد بنفسه؟
مشهد تنهار فيه الغرائز البشرية بشكل مأساوي.
“تذكر دائمًا، مهما شعرت بأي مشاعر، لا تُعطها اسمًا أبدًا.”
“لا تُحدث موجات على سطح الماء ولا حتى تفكر في النظر إلى ما تحتها.”
سيزار قرر أن يتبع نصيحة والده، وألا يعطي اسمًا للمشاعر التي يشعر بها تجاه بليندا.
بدلًا من ذلك، بدأ يحسب الأمور من حيث المكاسب والخسائر كما يفعل دائمًا.
“ليست شيئًا ثمينًا إنها فقط شيء ضروري.”
وبتلك الفكرة، سحب يده.
في النهاية، لم تصل يده إلى بليندا تلك الليلة.
***
“آه، رأسي يؤلمني.”
في صباح اليوم التالي، أول شيء رحّب بي عندما فتحت عيني كان صداعًا حادًا، وكأن رأسي سينفجر.
بينما كنت أمسك رأسي الذي ينبض بألم يشبه آثار الثمالة، رفعت جسدي بصعوبة، وبدأت أنظر حولي بعينين متثاقلتين.
“………..؟”
بالأمس، كنت متأكدة أنني غفوت على كرسي الاستراحة في غرفة الجلوس.
ولا يزال الكرسي هو نفسه كرسي الأمس.
لكن المشكلة أن الكرسي الذي كان يجب أن يكون في غرفة الجلوس، كان الآن موضوعًا في وسط غرفتي.
“ما هذا التنافر الإدراكي…؟”
“آنسة بليندا!”
في تلك اللحظة، فتح ليو باب غرفتي واندفع نحوي كجرو صغير يلتقي بصاحبه بعد غياب طويل، يدور حولي ويصيح.
“هل أنتِ بخير؟ لقد وجدتكِ نائمة على الكرسي هذا الصباح، وكنتِ غارقة في النوم… السيد قالت إنكِ كنتِ متعبة هذا الصباح.”
حسنًا، يا ليو رؤيتك بخير تجعلني أشعر أنني شُفيت من كل الأمراض، وكأنني سأعيش بلا مرض لبقية حياتي.
“لا بأس…”
حاولت أن أقول ذلك، لكن بمجرد أن فتحت فمي شعرت بغثيان شديد، فلم أتمكن من إكمال كلامي.
وجه ليو الذي كان يراقبني أصبح شاحبًا تمامًا.
آه، لا، ليو أنا لا أحاول التحديق بك، أوه… أوه!
“الماء! سأذهب إلى المطبخ وأحضر الماء! ابقِ مستلقية رجاءً!”
“انتظر…!”
لكن ليو انطلق راكضًا بسرعة قبل أن أتمكن من منعه.
استندت بجسدي إلى الكرسي وكأنني سأسقط كان السرير قريبًا، لكن لم يكن لدي القوة الكافية للوصول إليه.
“لن أفعل ذلك مجددًا أبدًا، مهما حصل، لن أستنزف طاقتي السحرية حتى آخر قطرة.”
أن تعاني من شعور شبيه بالصداع من دون متعة الشرب؟ يا له من أمر فظيع.
“آنسة بليندا!”
بعد وقت طويل، عاد ليو حاملًا صينية مليئة بالأكواب وبدأ يشرح لي كل شيء.
“هنا ماء بارد، وهذا ماء دافئ الموجود على اليسار ماء دافئ مع عسل، أما هذا فهو ماء بارد مع شراب الليمون، ثم…”
لم أكن قد شربت الكحول، لكن ما كنت بحاجة إليه أكثر من أي شيء آخر الآن هو كوب من الماء بالعسل.
شربت كوب الماء بالعسل دفعة واحدة.
آه، أشعر الآن وكأنني بدأت أستعيد حياتي.
“آنسة بليندا الازلتِ متألمة؟”
ظل ليو يتحرك بقلق وهو يراقب حالتي باستمرار.
عندما نظرت إلى وجهه، شعرت وكأن ما حدث بالأمس كان مجرد حلم.
“عليكِ أن ترتاحي أكثر على السرير.”
رفع ليو أكمامه محاولًا أن يساعدني بصعوبة للنهوض.
تعمدت أن أضع وزنًا مناسبًا عليه وأنا أتحرك معه نحو السرير.
وبمجرد أن جلست على حافة السرير، حاول ليو الابتعاد، لكنني ناديته ليقترب.
اقترب مني ليو بخطوة بينما كان يرمش بعينيه.
“أيها الفأر الصغير.”
“نعم؟”
“اقترب أكثر.”
قمت بمعانقة ليو بإحكام، ثم سحبته معي على السرير.
“آه!”
أصدر ليو صوتًا لطيفًا، لكنني لم أهتم واستمررت في فرك جبيني بشعره.
“آنسة بليندا…”
كانت رائحة ليو مثل بطانية دافئة مجففة تحت أشعة الشمس.
عندها فقط هدأ قلبي المضطرب.
“أخيرًا عدت إلى المنزل.”
نعم، شعرت وكأنني عدت إلى المنزل الحقيقي بعد فترة طويلة جدًا.