Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 74
“هذا الشيء……….”
حينما خُيّل إلى شوفيل أنه قد رأى من قبل عيون ذلك الغراب المشؤوم.
من وراء الباب الذي كان يستند عليه، وصل إلى مسامعه صوت بليندا.
“شوفيل.”
“بليندا……؟”
ولكن شوفيل لم يستطع فتح الباب ولا حتى الالتفات إليه.
لأنه تذكر أين رأى ذلك الغراب الذي كان يقف عند النافذة.
“غراب الظل……….”
لقد كان بالتأكيد ذلك الوحش الذي أرسله إلى بليندا.
وبصوت ناعم كأنها تفهم مشاعره، تابعت بليندا الحديث قائلة:
“حتى إن لم تفتح الباب، سأكون كريمة وأسامحك لأنني جئت اليوم فقط لتحذيرك.”
ومع ذلك، لم يكن الوحش وحيدًا..
فقد امتلأت أغصان الشجر بعشرات الغرابيل التي تكاد تحجب ظل الشجرة الضخمة تحت ضوء القمر، وكلها تتربص بفريستها داخل الغرفة.
مد شوفيل يده بهدوء إلى السيف الذي يزين الجدار، رغم أنه بلا نصل.
“إذا تجرأت مرة أخرى على لمس أي شيء يخصني، سأقتلع عينيك بحيث لن ترى النور مجددًا.”
طَق، طَق.
تشققت النافذة من أثر منقار الغراب الأسود الحاد.
“حتى لو لم تكن أنت من باشر بأرتكاب الجريمة، لن يهمني ذلك فبمجرد أن يحدث شيء يزعجني، سأعتبرك أنت الجاني وأتحرك وفقًا لذلك.”
طَق، طَق، تَشَقّق.
“لذا، يا اخي العزيز ، عليك أن تحفظ هذا جيدًا في أعماق عظامك حياتك البائسة لا تساوي دمعة واحدة من دموع عبدي وعليك أن تستمر في العيش بتلك الحياة الذليلة.”
طَقطَقة، طَقطَقة.
“لن يكون هناك مرة أخرى.”
تحطّم!
أخيرًا، وبصوت صاخب، تحطمت النافذة واندفع سرب من الغربان السوداء إلى داخل الغرفة.
قفز شوفيل بسرعة، وأمسك بسيف الزينة المعلّق على الجدار ولوّح به بكل قوته.
لكن النصل الذي لم يُشبع بالطاقة السحرية لم يفعل سوى زيادة عدد الوحوش.
“تبًا، أيها القذرون!”
في تلك اللحظة، بدأت هالة خافتة من الضوء الأحمر تتشكل على سيف شوفيل، وتمكن بالكاد من القضاء على أحد الوحوش.
ومع ذلك، استمرت الوحوش في تخريب المكتب وتحطيم القطع الثمينة التي تزيّنه، إلى أن سمعوا صوت طرقات على باب المكتب من الخدم الذين هرعوا عند سماع الضوضاء.
“سيدي، هل أنت بخير؟ جئنا بسبب الضجة…”
“أنا بخير، عودوا من حيث أتيتم.”
طرد شوفيل الخدم ولم يسمح لهم بالدخول إلى الغرفة.
لم يكن بوسعه إظهار حالته البائسة بعد الهجوم الوحشي ولا السماح لهم برؤية الفوضى التي حلّت بمكتبه.
ظل شوفيل لفترة طويلة يراقب الوحوش التي تقف خارج النافذة، مستمرًا في مواجهة صامتة معها.
واحدًا تلو الآخر، بدأت الوحوش تغادر، ولم يبقَ سوى وحش واحد ثابت بمكانه عندها فقط خفّف شوفيل من حذره.
وحين استعاد وعيه، أدرك أن ظهره كان غارقًا في العرق البارد.
التقط أنفاسه العميقة لتهدئة نفسه، ثم التفت إلى الباب أخيرًا، فرأى ورقة واحدة ملقاة على الأرض وكأنها دُفعت عبر شق الباب.
رفعها شوفيل دون تفكير، وما إن قرأها حتى اتسعت عيناه من الدهشة، ثم أطلق ضحكة ساخرة.
“هاه…”
كانت تلك الورقة نسخة من وثائق مشروع الرعاية الاجتماعية الذي يعمل عليه حاليًا تحت اسم الأمير.
كان ذلك استهزاءً صريحًا وتهديدًا واضحًا.
لقد كانت تعلم تمامًا عن خطته.
قبض شوفيل بغضب شديد على الوثائق التي في يده حتى تمزقت.
كل شيء، من البداية إلى النهاية، كان يتحطم ويتناثر كليًا.
ومن بين ذلك كله، كان هناك أمر لا يمكن فهمه على الإطلاق…
“كيف عرفت أنه حجر ختم الشياطين؟”
***
ربما لم يكن امتلاكه موهبة في فن السيف مجرد كذبة تمامًا، يبدو أنه وصل إلى مستوى يستطيع فيه إشباع سيفه بهالة.
راقبتُ مظهر شوفيل الذي كان جسده مليئًا بالجروح، من خلال عيني كاو، وبينما كنت أتابع بصمت فتح فمه.
«”كيف… عرفت؟”»
ما الذي يقوله؟
“هل يجب أن أتعلم قراءة الشفاه أيضًا؟”
نظرًا لأنني كنت أستطيع فقط مشاركة رؤية كاو، لم أتمكن من معرفة ما الذي كان شوفيل يقوله بدقة.
“المزيد قليلاً، قليلاً فقط…”
في تلك اللحظة، شعرت فجأة بثقل يضغط على جفوني، وأصبحت دافئة بشكل غريب.
“أن تنظري إلى العالم بعيني وحش، ليس شيئًا أنصحك به.”
عندما عدت إلى الواقع، وجدت السير بيناديل يغطي عينيّ.
“دعني.”
“أعتذر.”
بمجرد أن قلت كلمة واحدة، تراجع السير بيناديل بهدوء، وقدم لي منديله.
نظرًا لأن طرف أنفي كان يلسع قليلاً، لمست أنفي بحذر، فاكتشفت أني أعاني من نزيف أنف كأثر جانبي لاستخدام السحر بشكل مفرط.
“إذن، لقد اوقفني بسبب النزيف الأنفي.”
لم أرفض المنديل الذي قدمه لي.
كان جسدي يشعر وكأنه يحمل وزنًا لا يطاق.
بعد تحطم حجر ختم الشياطين، بدأت دوائر الطاقة السحرية في العمل بشكل طبيعي، مما سمح لي باستعادة قوتي السحرية ببطء.
“قال تشاشر إنه إذا قمت بتدريب دوائر الطاقة السحرية لزيادة مخزون السحر، سأتمكن من ترويض وحوش أخرى غير كاو… لكن…”
في الوقت الحالي، كان مخزوني السحري ضئيلًا جدًا، لدرجة أن التعامل مع كاو وحده كان يستهلك كل طاقتي، وغالبًا ما ينتهي الأمر بنفاد طاقتي السحرية تمامًا.
استنزاف الطاقة السحرية كان تجربة جديدة بالنسبة لي، لكنها لم تبعث في نفسي تكن شعورًا غريبًا للغاية.
قبل أن أزيل الحجر السحري من جسدي، كنت أستيقظ كل صباح وأنا أشعر بالتعب الشديد.
الفرق الوحيد الآن هو أن رأسي كان يبدو وكأنني خالية الذهن شاردة، أشبه بما يحدث عند شرب الكحول.
استلقيتُ على كرسي مريح في غرفة الجلوس، في انتظار الدوار حتى يزول.
ثم فتحت فمي وسألت:
“ماذا عن فيفيان؟”
جاء الرد من تيري، التي كانت تقف عند الباب بصمت غير معتاد.
“إنها تشرب كميات كبيرة من الكافيين، مدعية أنها لا تستطيع أن تهدأ لحسن الحظ، لم تصب بأي أذى لكنها لا تزال متشبثة بكستناء الفئران الصغير وترفض تركه، لذا على الأرجح سيقضيان الليلة معًا.”
يا لها من مصادفة أن الهجوم قد حدث في اليوم التي كانت فيه تيري غائبة.
للأسف، يبدو أن إلهة الحظ كانت في صف شوفيل.
شوفيل يعتقد أن تيري مجرد موظفة في مشغل الخياطة.
“لقد كان خطئي.”
انحنت تيري برأسها بشكل ثقيل.
من السهل إلقاء اللوم على الآخرين، لكن إذا فكرت بوضوح، لم يكن الخطأ خطأ تيري ولا فيفيان.
“إنه شوفيل.”
ماذا يجب أن أفعل معه؟
“هل أقتله؟ إذا تركت الأمر لتيري، فمن المؤكد أنها…”
بينما كنت أحدق في تيري المنحنية وافكاري مشتتة ، عندها أدركت ما كنت أفكر به تصنمت وأغمضت عيناي بسرعة.
هذهِ الأفكار المخيفة لم تكن تبدو وكأنها أفكاري الخاصة.
خاصة في هذا العالم.
ربما كانت تلك الأفكار انعكاسًا لقيم بليندا.
فبليندا لن تتردد في تكليف تيري باغتيال شوفيل، متذرعة بإصلاح الخطأ.
لكنني لم أستطع فعل ذلك.
بغض النظر عن مدى كرهي وعدائي لشخص ما، لا أستطيع أبدًا أن أعتبر حياة إنسان أمرًا تافهًا.
عندما وضعت حياة الإنسان على ميزان وقررت وزنها بناءً على المكاسب والخسائر، شعرت وكأنني تخطيت خطًا لا يمكن الرجوع عنه.
والأهم من ذلك هو…
‘هل سأتمكن من النظر في وجه ليو بعد أن أوكل مهمة قتل شوفيل إليها؟
لم أستطع الجزم بذلك.
لكن عليه أن يدفع ثمن لمسه لليو.
سواء أكان شوفيل قد اكتشف أنني قد أتممت صحوتي أو لم يكتشف ذلك على الإطلاق، لم يكن مهمًا.
ما كنت أريده هو أن أضغط عليه ليظل عاجزًا لفترة قصيرة، لفترة لا تتجاوز بضعة أشهر.
لهذا السبب تركت ورقة واحدة تتعلق بمشروعات شوفيل الاجتماعية التي حصلت عليها عبر “بلوبيرد”.
عندما رأيت شوفيل وهو يتسكع مع الأمير في حفل الرقص اليوم، تذكرت فجأة أنه كان يخطط بشكل سري لإدارة مشاريع اجتماعية باسم الأمير.
في البداية، ظننت أنه فقط يساعد الأمير من أجل خلق صورة إيجابية كمساند للشعب.
لكنني أدركت أنه ربما لا يكون الأمر بتلك البساطة، ذلك عندما تذكرت وصية عمي.
[إذا فقدت بليندا بلانش حياتها في حادث غير متوقع قبل أن ترث المهر، فكل هذه الممتلكات ستصبح ملكًا إلى المجتمع.]
إذا توفيت، هل سيتم إعطائها إلى المجتمع أم أن المهر سيذهب إلى المشاريع الاجتماعية؟
كانت الوصية الغامضة “إعادة الممتلكات إلى المجتمع” مفتوحة لتفسيرات كثيرة.
بالطبع، كل هذا لم يكن سوى شعور داخلي دون وجود دليل قوي، لكن إذا كان ذلك يشكل تهديدًا لشوفيل، فلم يكن لدي مانع من استخدامه.
تنهدت بتعب وسألت تيري:
“هل انتهيتِ من التحقيق الذي كنتِ ستقومين به؟”
“لا يزال العمل مستمرًا.”
كانت تيري دائمًا تحاول اكتشاف نقطة ضعف شوفيل ، وتحقق في معلومات المساعدين المقربين لشوفيل بدقة شديدة.
ومع ذلك، لم تكن هناك معلومات كثيرة ، لذا في النهاية ذهبت إلى الأحياء الفقيرة اليوم.
لكن يبدو أنه لم يكن هناك أي ثمرة تُذكر من ذلك.
“حسنًا، يجب أن تركزي على حراسة القصر في الوقت الحالي ، يمكنك ِ الخروج الآن.”
“… نعم.”
أجابت تيري بأضعف صوت سمعته على الإطلاق، ثم غادرت غرفة الاستقبال.
كنت أنا أيضًا بحاجة للعودة إلى غرفتي، لكن جسدي كان ثقيلًا لدرجة أنني كنت لا أستطيع تحريك أصبع واحد، كنت افكر لو أتى ملاك الموت ليقبض روحي سيكون أفضل من هذا الوضع.
ومع ذلك، كان ذهني مشوشًا، لذا لم استطع النوم.
“هل تحتاجين إلى ساحر؟”
سأل السير بيناديل الذي كان يقف بالقرب مني، بصوت هادئ.
لو أن تشاشر كان هُنا ربما كان سيتعين عليه أن يمدني بالقوة السحرية ليخفف عني قليلاً.
لكنني لا أستطيع الاعتماد على الآخرين.
هذه هي نتيجة أفعالي، وهي مشكلتي الخاصة بالكامل.
“لا اذهب واسترح إذا كنت بحاجة…”
“في هذه الحالة، سأبقى معك حتى تستقر طاقتك السحرية.”