Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 71
“لا تشح بنظرك عني.”
كما طلبت، لم يُشح ليو بِنظره عن بليندا ولو للحظة واحدة.
حتى عندما كانت صرخات الرجل المؤلمة تُسمع من الخلف.
وأخيرًا، عندما اقتربت بليندا من ليو وضعت يديها حول رأسه، لتمنعه من أن يدير رأسه مهما كان.
“كاو، لا بأس أن تأكله بقدر لا يؤدي إلى موته.”
وبعد لحظات توقفت صرخات الرجل على أن تُسمع.
وسرعان ما غرق الشارع المهجور في صمت مطبق.
كان ليو هو أول من كسر الصمت.
“في، فيفيان أوني… هل هي بخير؟”
“إنها بخير.”
عندها فقط ارتخت كتفا ليو المتصلبتان.
تراجع الصبي خطوة إلى الوراء ونظر إلى بليندا من الأسفل.
كان فستانها الذي بدأ رائعًا عند مغادرة القصر، مغطى الآن بالوحل وممزقًا، وشعرها كان نصفه منفلتًا.
مدت يدها لتعيد ترتيب شعر ليو الفوضوي.
“يا كستناء الفئران الصغير، لماذا تبدو كفأر مبلل في مكان كهذا؟”
رغم كلماتها القاسية، كانت لمساتها ناعمة وحانية.
يدها التي لامست وجنته، تلك اليد البيضاء كالرخام المرتدية قفازًا ممزقًا من الدانتيل، كانت أكثر برودة من وجنته.
فجأة، شعر ليو بغصة في حلقه.
القلق الذي كان يخفيه بصعوبة بدأ يظهر مجددًا.
تلك اللمسة جعلته يشعر وكأن كل توتر جسده قد تلاشى.
“لقد… ضللت الطريق…”
أجاب بصوت متردد، فتوقفت بليندا عن الحركة.
بوجه بلا تعبيرات، نظرت إلى ليو من ألاعلى لفترة طويلة، وكأنها تقرأ أعماقه.
سرعان ما سُمع صوت كأنه ينضح بالعتاب، بارد كالصقيع.
“لم أعتقد أبدًا أن يكون خادمي شخصًا أحمق لا يستطيع حتى العثور على منزله.”
رَفَع ليو نظره نحو بليندا دون أن يبدو عليه أي أثر للألم بسبب كلماتها.
لم يكن بإمكانه أن يطلق على قصر بلانش اسم منزل.
كان ذلك المكان فقط… مجرد مكان للإقامة المؤقتة.
ومع ذلك، قرر ليو أن يتحلى بالشجاعة.
أراد أن يثق في هذه اليد الباردة.
قبضت يد الطفل الصغيرة بشدة على طرف فستان بليندا.
ثم سأل ليو بهدوء:
“هل هذا المكان… هو منزلي؟”
***
ربما كان ذلك بسبب شغفي اليائس بضرورة النجاح.
لقد نجحت أخيرًا في الأنسجام مع كاو، وهو ما لم أتمكن من فعله ولو لمرة واحدة من قبل.
وحوش الليل، خاصةً تلك التي تسكن الظلام، كانت تمتلك رؤية حادة في الليل.
كان الزقاق الذي يظهر ككتلة من الظلام في عيون البشر مشرقًا كأنه في وضح النهار.
“بفضل الحجر السحري الذي أهديته إليه، يمكنني تتبع الموقع بدقة إلى حد ما دعينا نبدأ البحث في هذه المنطقة.”
بمساعدة سيزار تمكنا من تضييق نطاق البحث.
وبفضل ذلك، تمكنت بليندا من العثور على ليو بسرعة تفوق سرعة الجرذان.
كان ليو متكورًا على نفسه في مكان لم يكن مألوفًا لها أيضًا.
ألقت بالحثالة الذين حاولوا أخذ ليو طعامًا لكاو، وسارعت إلى التحقق من حالته.
وبعد أن تأكدت من عدم تعرضه لإصابات خطيرة، طغت عليها مشاعر من الحزن والإحباط والغضب.
لماذا كان يتجول في هذا المكان؟
كان بأمكانه أن يسأل الناس عن مكان قصر بلانش!
لماذا كان هنا في مثل هذا المكان البائس…؟
“لماذا أنت هنا يا كستناء الفئران؟ لماذا تبدو كفأر مبلل في مكان كهذا؟”
“لقد… ضللت الطريق…”
“لم أعتقد أبدًا أن يكون خادمي شخصًا أحمق لا يستطيع حتى العثور على منزله.”
نظر لي ليو بعيونٍ صافية إثر إجابتي القاسية، ثم سأل:
“هل… هذا هو منزلي؟”
في تلك اللحظة، شعرت وكأن القوة قد غادرت جسدي كله.
غمرني غضب لا أستطيع تحديد سببه، وأصبح عقلي خاليًا تمامًا.
كان التنفس صعبًا، وكنت أرى الطفل يرتجف من القلق أمام عينيّ.
“الستُ نقطة ضعف للآنسة بليندا؟… ومع ذلك هل يمكنني البقاء هناك؟”
لنأخذ الأمور بروية لا داعي للعجلة، تذكري تذكري طريقة حديث بليندا.
تحدثت بحذر كي لا تظهر مشاعري، فقلت:
“لا شيء يمكن أن يكون نقطة ضعفي لذا، لا تفكر في ذلك…”
كنت أرغب في التحدث بهدوء، لكنني شعرت وكأن الزيت يغلي في داخلي.
كانت كلمات ليو كالماء الذي يُسكب على النار في داخلي، مما حولني إلى جمر محترق.
لم أتمكن من تحمل ذلك الألم، وبدون التفكير في كيفية خروج كلماتي من جهاز الترجمة، صرخت بأعلى صوتي.
“لا تفكر في مثل هذه الأفكار الغبية مرة أخرى، وإذا ضللت الطريق في المستقبل، قل ذلك بوضوح! قل من فضلك خذني إلى قصر عائلة بلانش، قلها بصوت عالٍ إذا لزم الأمر!”
بسبب صراخي المفاجئ، حدق ليو فيّ بحيرة.
بدأت عيناه، اللتان كانتا غائمتين كما لو كانت غيوم داكنة معلقة فوقهما، تسيل منهما الدموع.
عض ليو شفته السفلى بقوة، وحاول بصعوبة أن يكبح دموعه.
دون أن يصدر صوتًا، تساقطت دموعه فقط، وهمس ليو قائلًا:
“أنا آسف.”
ركعت على الأرض لأكون في مستوى عينيه.
لقد تلّوَثت أطراف فستاني تمامًا بالطين، لكن ذلك لا يهم لإنه حتى لو كان ما يوجد أمام هذا الطفل هو الأشواك كنت سأركع بكل سرور.
ثم احتضنت ليو بكل قوتي.
مليئة بالمشاعر التي لا يمكن التعبير عنها بالكلمات، كما لو أنني أقول له إنك أغلى شيء في العالم.
كان قلبه ضائع بلا مكان يذهب إليه.
لم يكن الأمر أنه أضاع الطريق، بل كان شعورًا بالضياع لأنه فقد المكان الذي أريد الذهاب إليه.
العزلة التي شعر بها حينما لم يتمكن من العثور على مكان للاختباء فيه من المطر سوى تحت خيمة متجر غريب.
أفهم كل ذلك.
لأنني مررت بكل هذا حينما كنت طفلة.
هل لأن تلك الطفلة قد كبرت وأصبحت بالغة؟
كلا ، لا زلت أنا هكذا، ناقصة.
كيف لي أن أكون غير قادرة على توفير مكان ثابت لهذا الطفل ليعيش فيه.
وأنا أربت على ظهره برفق وأهمس في نفسي بهدوء.
“نعم، يا كستناء الفئران إنه خطؤك.”
ليس خطأك.
“لذا كعقاب، سأشتري لك الكثير من الحلويات”
سأجعلك تأكل حتى لا تستطيع النوم من كثرة الطعام.
“لكي لا تقول مثل هذه الكلمات الغبية مجددًا.”
لنأكل حلوى لدرجة تجعلنا ننسى ما حدث اليوم.
سأعلمك أن بعض الذكريات المؤلمة يمكن أن تُنسى بمعلقة من السكر الحلو.
سأعلمك الآن حتى لا تتعلم هذه الحياة متأخرًا.
ثم، أخيرًا، تدلى ليو في ذراعي وانهار بالبكاء.
“آه، آه، أنا… آسف لأنني كنت غبيًا.”
“لا تقل أنك غبي الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقول عنك غبي هو أنا.”
“آه، هيك، نعم، آه.”
ظل ليو في حضني يبكي لفترة طويلة.
وبعد أن انفجر بالبكاء وأخذ أنفاسه الثقيلة، بدا أنه شعر بالراحة فور جلوسه في العربة وبدأ يغفو شيئًا فشيئًا.
وبينما كان لا يزال غافيًا ، كان يضرب جبهته بشكل متكرر على نافذة العربة.
لذا لففت رأس الطفل برفق وضعته على فخذي.
بعد لحظات، بدا وكأن ليو يتحرك قليلاً، ثم استقر على فخذي وسرعان ما غرق في النوم العميق.
بعد أن غطيتُ ليو بالبطانية التي كنت قد وضعتها تحت المقعد في العربة، أمسكتُ بيده بإحكام، تمامًا كما فعلت في ذلك اليوم الذي كان فيه الطفل يحلم بكابوس.
كنت قد أمسكت يده خوفًا من أن يعاوده الكابوس بسبب ما حدث اليوم، لكن الحرارة الصغيرة التي كانت تلامس يدي جعلتني أشعر بالطمأنينة.
كنت أنظر إلى وجه ليو وهو نائم كالوحش الصغير، دون أن يدرك شيئًا عن العالم، وفي ذات الوقت، شعرت بوزن خفيف على كتفي.
“الجو بارد.”
هذا ما قاله السير بيناديل الذي جلس مقابلي، وهو يضع سترته على كتفي.
‘إننا في العربة.’
رسمت كلمات السير بيناديل التي تفتقر إلى الحسّ ابتسامة خفيفة على وجهي.
بدأت أعبث بسترة السير بيناديل بينما أتكئ على المقعد.
لحسن الحظ، تمكنت من العثور على ليو بأمان، كما أنني أنقذت فيفيان أيضًا.
وعندما أدركت أن العقبة الكبرى قد انتهت ، بدأ التعب العميق يغزو جسدي.
لكن، هذه ليست النهاية بعد.
‘يجب عليّ جمع بعض المعلومات عن شوفيل.’
أنا الآن لا أملك أي معلومات.
لكن “بليندا بلانش” ليست كذلك.
ما أحتاجه الآن هو المعلومات.
“انا متعبة قليلًا.”
همست بذلك بينما تظاهرت بأنني أغلق عيني وأستدعي نافذة المهام.
[المهمة] أين نحن؟ من أنا؟
[جديد] الحصول على المكافأة المتوسطة.
بعد أن تأكدت من تحديث المكافأة الجديدة، همست في نفسي.
“حصول”.
عندئذٍ، غمرني شعور بالضياع كما شعرت به في الماضي، وجاء الظلام المريح ليغمر جسدي بأسره.