Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 63
كان الجو ممتلئًا بأجواء المهرجان حتى في الحديقة الكبيرة الواقعة جنوب العاصمة، حيث كانت العائلات والعشاق يملؤون المكان، مستمتعين بأوقاتهم المسائية الهادئة.
كنا نتنزه بين الناس في هدوء واستمتاع.
وأثناء ذلك، فجأةً، ناداني اللورد تشيري الذي كان صامتًا طوال الوقت.
“آنسة بلانش.”
توقفت في منتصف الجسر الحجري الصغير والتفتُّ لأراه.
فتح اللورد تشيري فمه بتعابير جادة وقال.
“لا يجب أن تُظهري الكثير من اللطف لشخص تقابلينه للمرة الأولى. قد يتم استغلالك بطريقة غير عادلة لاحقًا، وهذا ما أخشاه.”
ما هذا الذي تقوله؟! يا لك من شخص ساذج.
هو نفسه لا يتقاضى أجرًا ويقوم بدور فارس الحراسة الخاص بي، ويدرب “ليو” أيضًا.
رغم أنه ليس من النوع الذي يتحدث كثيرًا، يبدو أنه كان يفكر بهذا الأمر طوال الوقت، كاتمًا في صدره.
“اصمت وامضغ هذا فقط.”
أخذت واحدة من حلوى السحاب التي كنت قد اشتريتها لأعطيها لـ”ليو”، وسددت بها فم “اللورد تشيري.”
بدت ملامحه وكأن لديه الكثير ليقوله، لكنه بدأ بهدوء يمضغ حلوى السحاب.
في تلك اللحظة، كانت الشمس تغرب خلف الأفق، لتصبغ السماء بألوان حمراء وسط منظر أوراق الشجر متعددة الألوان.
نظرت مطولاً إلى هذا الوسيم الذي أضاءتهُ ألوان الغروب البرتقالية، ثم فتحت فمي فجأة وتحدثت:
“أيها اللورد، هل تعلم لماذا لقبك هو تشيري؟”
عند هذا السؤال الغير متوقع، عقد اللورد تشيري حاجبيه بخفة.
“لا أتذكر، فقد كنت صغيرًا جدًا في ذلك الوقت.”
“أعتقد أنني أعرف السبب. انحنِ قليلًا، دعني أخبرك.”
لوحت بإصبعي، فانحنى اللورد تشيري دون تردد وبعمق.
بالرغم من ذلك، نظرًا للفارق الكبير في الطول، اضطررت لإمالة رأسي والنظر طويلًا في عينيه.
لم يكن ذلك وهمًا.
عيناه، التي انعكست عليها ألوان الغروب، كانت تتوهج بلمعة حمراء كالكرز الناضج.
عندما رأيته لأول مرة، كانتا تبدوان وكأنهما مغطاتان ببلورات الجليد، لكن الآن، بدتا وكأنهما تحتويان على عصير حلو يفيض بسحرٍ لا يقاوم.
من المؤكد أن والديه قد لاحظا هذا اللون المميز في عينيه وأطلقا عليه لقب “تشيري”.
-بالعربية يعني الكرز-
وبينما كنت أفكر في ذلك، وجدت أفكاري العشوائية تتدفق من فمي دون وعي.
“عيناك… حمراء للغاية.”
في تلك اللحظة، تراجع اللورد تشيري بسرعة وغطى عينيه بيده.
فوجئت، ولم أتمكن إلا من أن أرمش بعيني.
رغم أنها كانت لحظة قصيرة، شعرت أنني رأيت في عينيه تعبيرًا معينًا، شعورًا لم أكن أتوقع أن أراه منه.
نوع من المشاعر لم أتوقعه قط.
“لورد تشيري؟ هل دخل شيء ما في عينك؟”
“لا، فقط من فضلك ابقِ كما أنتِ للحظة.”
لم يتمكن اللورد تشيري من إزالة يده عن عينيه بسهولة.
حينها تذكرت صوته وهو يتحدث في اليوم الأول من المهرجان عن السبب الذي يجعل الفرسان الشماليين يرتدون الأقنعة.
“الفرسان الفاسدون تصبح عيونهم ملطخة باللون الأحمر وبمجرد أن تبدأ عملية تحولهم إلى وحوش، لا يمكن العودة إلى الوراء…”.
في تلك اللحظة، أدركت مدى الخطأ الجسيم الذي ارتكبته.
ما رأيته للحظة في عينيه.
كان بلا شك خوفًا.
تقدمت خطوة نحوه على عجل وبدأت بالتحدث.
“لورد تشيري ، هذا ليس ما قصدته.”
ولكن اللورد تشيري، وكأنه لم يسمعني، تراجع بخطوة أخرى وقال بحزم:
“أعتذر.”
“لكنني لم أقصد ذلك على الإطلاق…”
“دعينا رجاءً نحافظ على هذه المسافة لبعض الوقت.”
“يا! استمع لكلامي!”
قلت بنبرة حادة موجهة كلامي إلى اللورد تشيري، الذي كان يتراجع خطوة بخطوة ببطء.
“يا لورد، إذا تراجعت أكثر، فسأقوم بتفصيل ملابس وإكسسوارات جديدة تناسبك تمامًا، من رأسك حتى أخمص قدميك.”
توقف.
لحسن الحظ، بدا أن التهديد قد نجح، فلم يتراجع اللورد تشيري أكثر من ذلك.
تابعت الحديث بنبرة أمر ناعمة، كما لو أنني أخاطب كلبًا خائفًا:
“أنزل يديك وتعال إلى هنا قف أمامي.”
“ولكن…”
“لا بد أنك بحاجة إلى مرآة تعال إلى هنا تريد أن ترى عينيك أليس كذلك؟”
عندها فقط، اقترب اللورد تشيري ببطء شديد، وكأنه ذئب حذر من البشر.
وأخيرًا، عندما لم يبقَ سوى خطوة واحدة بيني وبينه…
بسرعة، أمسكته من ياقة ملابسه وسحبته بقوة نحوي.
اقتربت وجوهنا لدرجة كادت أن تصطدم أنوفنا.
كان بإمكانه أن يحرر نفسه بسهولة لو أراد، لكنه لم يستخدم قوته ضدي حتى في تلك اللحظة.
رفعت بصري ونظرت مباشرة في عينيه المصبوغتين بلون الغروب دون أن أرمش عيني.
تمامًا كما كنت أرى صورتي منعكسة في عينيه، كان هو أيضًا يرى صورته منعكسة في عيني.
عَنيت: “يبدو أن لقبك مستوحى من عينيك الحمراء الجميلة، التي تشبه الكرز المضيء تحت الغروب.”
“……..”
ثم أضفت: “كنت أنوي قول ذلك، ولكن لماذا يصعب عليك دائمًا الاستماع حتى النهاية؟”
“…لا، ليس كذلك.”
“في المستقبل، تأكد من الاستماع إلى كلام الآخرين حتى النهاية.”
عندها فقط، أطلقت قبضتي عن ياقة اللورد تشيري.
لقد أمسكت بها بشدة لدرجة أن ملابسه أصبحت مجعدة بشكل فوضوي.
رغم أنني كنت المخطئة في البداية، انتهى بي الأمر إلى الضغط عليه بقسوة.
لكن بليندا لم تعتذر مطلقًا، لذا لم أستطع أنا أيضًا أن أعتذر بسهولة عن تصرفاتي الطائشة.
مشاعر القلق والخجل كانت تطغى عليّ، فمشيت دون أن ألتفت خلفي إلى السير تشيري، مركزةً نظري فقط على الأمام.
***
وصلت العربة التي تقل كلًا من سيزار وبليندا إلى بلانش في وقت متأخر من المساء.
نزلت بليندا من العربة بمساعدة سيزار، وما إن همّت بالدخول إلى القصر حتى توقفت واستدارت لتواجهه.
داخل العربة، بقيت بليندا صامتة طوال الوقت. لكنها الآن تنهدت بهدوء ورفعت رأسها لتنظر إليه مباشرةً وسألته:
“سير تشيري، هل ستعود إلى الشمال برفقة الدوق الكبير؟”
كان فرسان الشمال مشهورين بمهاراتهم العالية، لكن من وجهة نظر بليندا، كان حارسها الشخصي بارعًا بشكل مفرط.
رغم الفساد الذي طغى، استطاع أن يلتقط إشارات خفية لم يكن من المفترض أن يلاحظها أحد، حتى إشارات الجنيات التي يصعب إدراكها.
لذلك، كانت تتوقع أنه ربما ظهر أمامها اليوم ليبلغها أنه سيعود إلى الشمال مع الدوق الكبير.
لهذا السبب، قدمت له الكثير كهدية وداع تعبيرًا عن امتنانها بطريقتها الخاصة.
ومع ذلك، حتى بعد وصولهم إلى القصر، لم يذكر سيزار أي شيء عن الوداع.
على الجانب الآخر، نسي سيزار تمامًا سبب ظهوره أمام بليندا وقضائه الوقت معها حتى سألت ذلك السؤال.
ربما تكون هذه فرصته الأخيرة لقول الحقيقة في العاصمة.
تردد سيزار قليلًا ولم يستطع الإجابة مباشرة، لكنه فتح فمه أخيرًا.
“لا يجب أن أضيع هذه الفرصة يجب أن أقول الحقيقة.”
ربما هذا هو الوقت المناسب الذي تحدثت فيه بليندا للكشف عن الحقيقة.
أخيرًا، تحدث سيزار قائلاً:
“لا، لن أفعل.”
فقط بعد أن لفظ هذه الكلمات أدرك ما فعله.
لكن الوقت كان قد فات، ولم يعد يستطيع سحب كلماته.
في تلك اللحظة، لم يستطع إلا أن يلاحظ الابتسامة الباهتة التي ازدهرت على شفتي بليندا، شبيهة بالبدر في وضح النهار.
“هذا جيد ربما يمكننا أن نلتقي صدفة في الطريق ذهابًا وإيابًا.”
كانت تلك كلماتها الأخيرة قبل أن تستدير دون أي تردد.
تابع سيزار بصره حتى دخلت بليندا مبنى الملحق، ثم بدأ هو بالسير بعد ذلك.
بينما كان يغادر قصر بلانش ، استرجع الهدايا التي تلقاها من بليندا اليوم واحدة تلو الأخرى.
زوج من أزرار الأكمام بلون عينيه.
بروش مرصع بحجر الجمشت الذي يشبه لون عيني بليندا.
قفازات شتوية مصنوعة من جلد خروف صغير، وساعة جيب من تصميم أحد الحرفيين المهرة.
أمسك سيزار بهذه التحف الفاخرة بحرص شديد، ثم تحدث بصوت هادئ:
“بيناديل.”
خارج أسوار قصر بلانش، خرج فارس في منتصف العمر كان مختبئًا تحت ظل شجرة عندما سمع النداء.
رمق سيزار بيناديل بنظرة عابسة للحظة عندما لاحظ أنه كان قد خلع قناعه، لكنه أدرك سريعًا أنه ليس في موقع يسمح له بالتعليق.
بدلاً من ذلك، قال ببرود لنائبه الذي بدا وكأنه ينتظر شيئًا:
“سأعهد إليك بشؤون الشمال لفترة من الوقت.”
توقفت يد بيناديل للحظة بينما كان يناوله القناع، ثم نظر إلى سيده بتعبير غريب.
لكن سرعان ما أجاب بصوت حماسي:
“أتشرف بقبول أمرك، يا سيدي.”