Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 61
بسبب القناع الذي أخفى ملامح وجهه، وجّه ولي العهد نظره نحو تصرفات الدوق وإيماءاته بدلاً من محاولة قراءة تعابيره.
سيزار، بدوره، أسقط مكعبات السكر في الشاي الذي أعدّه له ولي العهد بنفسه، الواحدة تلو الأخرى.
هل كان ذلك احتجاجًا على الضيافة التي لم تعجبه؟
لكن سرعان ما بدأ الدوق يحتسي ذلك المشروب الذي يكاد يكون ماءً محلىً بالسكر.
“……”
لم يكن احتجاجًا، بل يبدو أنها كانت مجرد مسألة ذوق.
تنحنح ولي العهد قبل أن يواصل الحديث.
“كما تعلم، كان والدي الملك راضيًا للغاية وأسند إلي هذه المهمة. لذا، قبل أن أوافق على هذا الزواج المقدس، أود أن أسألك شيئًا يا دوق.”
“تفضل بالسؤال.”
رغم أن هنالك مهر ضخم سينتهي أمره في الشمال، فإن ارتباط أحد النبلاء المركزيين، الذين يعيشون على الخيرات الملكية، بالشمال كان أمرًا مرحبًا به من منظور العائلة الملكية.
إضافة إلى ذلك، فَهو مناسب تمامًا لولي العهد لإنه يمكن أن يؤثر على القوة المالية لعائلة بلانش القوية، التي أصبحت تقود جناح النبلاء.
لهذا السبب، تعامل ولي العهد بسرية تامة مع خطوبة الطرفين، مستغلًا حقيقة أن شوفيل بلانش لم يرث العائلة رسميًا بعد.
كان هذا الزواج ممكنًا فقط بفضل وصية الماركيز السابق، التي جعلت رغبات بليندا بلانش هي العامل الحاسم الوحيد.
أما عائلة بالواستين ، ورغم أن دم الملكية لا يزال يجري في عروقها، فإن ذلك كان مجرد ذكرى قديمة للغاية.
ومع ذلك، فإن تدخل العائلة الملكية في هذا الزواج كان مبررًا بضرورة الحفاظ على التوازن ومواجهة النفوذ المتزايدة لهذه العائلة القوية بحجة حماية الحاجز الملكي.
لذلك، ورغم أن ميخائيل كان مؤيدًا بشدة لهذه الخطوبة بصفته ولي العهد، فقد تظاهر بعدم الرضا ليبحث في نوايا الدوق الحقيقة.
لكن، لوهلة، تخلى عن دوره كولي العهد وسأل ببساطة:
“دوق، هل سبق أن التقيت الآنسة بلانش من قبل؟”
يبدو أن السؤال كان غير متوقع، فتصلّبت شفاه سيزار للحظة دون أن ينطق بكلمة.
إذا ما نظرنا إلى الأمر، فمن المفترض أن يكون هذا اللقاء الأول بينهما اليوم.
بحسب ما هو معروف للعامة، فإن سيزار قضى أربع سنوات في شمال البلاد منذ أن أصبح دوقًا كبيرًا، ولم يغادر الشمال حتى قبل ذلك.
أما بالنسبة لـ “بليندا بلانش”، التي تُعتبر من أشهر الشخصيات الاجتماعية، فعلى الرغم من أنها قد سافرت إلى الجنوب من قبل، إلا أنها لم تزر الشمال أبدًا.
تأمل سيزار في الأمر قليلاً، ثم أجاب بنبرة بسيطة:
“الأمر شخصي، لذا يصعب علي الإجابة عنه.”
فقال ولي العهد بابتسامة مشرقة، وهو يواصل حديثه:
“فهمت ذلك… لكن هذا السؤال تحديدًا يجب أن تجيب عليه. إن لم تُعجبني إجابتك، فسوف أؤجل موافقتي على طلب الزواج إلى أقصى ما أستطيع.”
ثم أضاف بابتسامة مرحة:
“ما رأيك في بليندا؟”
***
بعد مغادرة سيزار ولي العهد، تَبِعَ بيناديل سيزار بحذر، حيث لاحظ أنه ظل صامتًا.
كان سيزار مشهورًا بوجهه الخالي من التعابير، مما يجعل من الصعب قراءة مشاعره. لكن بيناديل الذي كان يرافقه منذ أن بدأ يمشي بخطواته الأولى، اعتاد على تتبع خطواته ومساعدته.
حتى لو ارتدى سيزار قناعًا، فإن فهم حالته المزاجية بالنسبة بيناديل كان أسهل من التنبؤ بطقس اليوم التالي.
سأل بيناديل بحذر:
“سيدي، ما الذي قاله لك ولي العهد لتبدو بهذا القدر من القلق؟”
كان سيزار يغير ملابسه داخل العربة، حيث استبدل درعه العسكري بزي بسيط، لكنه لم يرد على السؤال، بل طرح سؤالاً مختلفًا:
“بيناديل، لماذا خلعت القناع؟”
أجاب بيناديل بابتسامة متكلفة، بينما كان يلعب بثقوب القناع بأصابعه:
“بشرتي حساسة، وإذا ارتديت هذا القناع طوال اليوم، سأصاب بحساسية من المعدن. لكن على أي حال، من يرتدي مثل هذه الأقنعة طوال اليوم في هذا الزمن؟”
ثم أضاف باندهاش:
“هل يُعقل أنك، سيدي، كنت ترتدي القناع طوال فترة إقامتك في العاصمة؟”
ارتداء القناع الحديدي خارج الشمال.
كانت هذه قاعدة طويلة الأمد حكمت الشمال، ولكن كما هو الحال مع كل شيء قديم، غالبًا ما يُنسى مع الوقت.
عند عبور حدود الشمال، كان الفرسان عادةً يرتدون الأقنعة أمام المسؤولين الإداريين الذين يتحققون من هوية الداخلين، ولكن بمجرد دخولهم إلى العاصمة الملكية، كان معظمهم يخلعون أقنعتهم للاستمتاع بالحرية.
وذلك لأن العاصمة كانت منطقة آمنة لا تظهر فيها الوحوش، وبالتالي لم يكن هناك خطر من التحول إلى “وحش”.
ومع ذلك، فإن الدوق الصارم هذا كان لا يزال يتبع القواعد التي وضعت في عهد جدّ جدّ جدّه.
“…كنت أخلعها أحيانًا.”
أجاب بيناديل وكأنه يقدّم عذرًا.
وهذا صحيح إلى حد ما.
عندما كان يزور دار أيتام بحثًا عن طفل معين أثناء إخفاء هويته لسبب ما، كان يخلع قناعه.
نظر بيناديل إلى سيده بنظرة مشككة، قبل أن يلقي عليه سؤالاً مقصودًا:
“هذه فرصة جيدة. ماذا لو كشفت عن وجهك للسيدة بلانش وأخبرتها بالحقيقة؟ إذا رأت وجهك، فإن غضبها سيتراجع بلا شك.”
“…..”
حسنًا، الآن تأكدنا من أن السيدة بلانش لم ترَ وجهه من قبل.
واصل حديثه محاولًا استدراج رد من سيزار الذي تصرف بطريقة غير معتادة وبدا أقل ثقة من المعتاد:
“سعادتك، هل ستخبر السيدة بلانش بالحقيقة؟ فالزواج بعد بضعة أشهر فقط. من الأفضل مواجهة الأمر الآن، أخبرها بالحقيقة اليوم.”
سيزار بطبيعته لا يحب خداع الآخرين.
لذا، ما السبب الذي يجعله يخدع الآنسة بليندا ويتظاهر بأنه مجرد فارس حارس؟
أراد بيناديل أن يصدق أن هناك سببًا إنسانيًا وراء ذلك.
مثلًا، إذا كشف سيزار عن هويته كدوق، فلن يتمكن من البقاء كحارس شخصي لها بعد الآن.
ولكن يبدو أن سيزار كان يفكر في المستقبل البعيد بدلًا من الأسباب الحالية.
“هل سيكون من الغريب أن أستمر في ارتداء القناع حتى بعد الزواج؟”
“ولماذا تفعل شيئًا كهذا؟”
“لأن السيدة بلانش…”
بلانش؟
“تبدو مهتمة كثيرًا بالمظاهر.”
“……….؟”
“عندما زرتها لتقديم عرض الزواج، سألتني عن مظهري مرات عديدة.”
“……..؟؟”
“ربما من الأفضل ألا أُظهر وجهي على الإطلاق. حسنًا، بما أنني لم أكن أنوي عيش حياة زوجية طبيعية على أي حال، يمكنني قضاء نصف العام في الغابة لتنظيف ما كنت أؤجله…”
“سيادتك، انتظر، لحظة فقط!”
ما إن نطق سيزار بكلمة “الغابة”، حتى استعاد بيناديل تركيزه فجأة.
يا لهذا الرجل المجنون! ما الذي يفكر فيه الآن؟
“الافتراض خاطئ ، حتى لو كنت ترتدي قناعًا، فقد تم تقديمي اليوم بصفتي صاحب السعادة، لذا لو كان لديك عيون جيدة ، لأدركت أنني لست نفس الشخص. ألم أخبرك بهذا عدة مرات من قبل؟
قال بيناديل بجدية وكأنه اكتشف نقطة الضعف الوحيدة لدى العدو، ثم أعلن بوقار:
“سيادتك وسيم للغاية.”
“أقدر رأيك الشخصي، لكن هذا لا يهمني.”
لكن كلمات سيزار لم تكن مقنعة.
مع ذلك، لم يستسلم بيناديل.
“لماذا تتصرف بهذا الشكل غير المعتاد سيادتك؟ اعتبر هذه فرصتك الأخيرة لتُظهر الحقيقة للسيدة بلانش. واجهها بشجاعة وبدون قناع. إنها مشكلة لا يمكنك الهروب منها إلى الأبد.”
“ولكن خلع القناع يخالف القواعد…”
“آه، لماذا كنت دائمًا عنيدًا بهذا الشكل؟ والآن عندما أفكر في الأمر، كنت حتى في طفولتك كأنك شيخ عجوز! سيادتك، إزالة القناع خارج الشمال ليست خرقًا للقانون، إنها مجرد عادة لا أكثر.”
كلماته كانت منطقية لدرجة أن سيزار لم يجد ما يقوله.
كما قال بيناديل، لا يمكن إخفاء الحقيقة إلى الأبد.
ربما يكون الوقت قد حان لإظهار الحقيقة، خاصة مع وجود بيناديل هنا الآن.
من الناحية العقلانية، العودة إلى هويته الأصلية والعودة إلى الشمال مع بيناديل وترك شخص آخر لحماية السيدة بلانش قد يكون هو الحل الصحيح.
أضاف بيناديل بلهجة استجداء أخيرة:
“سيادتك، أنت وسيم! وسيم للغاية! لذا أرجوك، أزل هذا القناع وقابل السيدة بلانش!”
وجّه سيزار نظراته العنيدة نحو النافذة، وكأنه يبرر موقفه قائلاً:
“…هذا تصرف وقح.”
“وقح؟! كفى مزاحًا، فقط انزع هذا القناع!”
انفجر بيناديل غضبًا، غير قادر على كبح نفسه.