Adopting the Male Protagonist Changed the Genre - 59
إن الموقف الذي يتحدث فيه رجل بالغ عاقل عن نفسه
بضمير الغائب قائلاً: “إنه لشرف لي أن يأتي سيدي بنفسه لزيارتي.”
كان ذلك غريبًا للرؤية.
ولكن تحت ذلك القناع يوجد وجه جميل ، لذا يمكن التسامح معه.
“لا، دعونا نتوقف عن الخيال ولنعد إلى الواقع الآن.”
فتحت فمي، على أمل أن يكون تعبيري وقحًا ومتغطرسًا كالمعتاد.
” هل أنت الأرشيدوق بالواستين؟”
“…اه نعم ، نعم…سيدة بلانش!”
وبينما كان الأرشيدوق لا يزال متصلبًا ومتوترًا جلست مقابله وطلبت من تيري تحضير الشاي.
حينها فقط بدأ أن الأرشيدوق قد عاد إلى رشده وجلس مرةً أخرى.
كانت عيناه خلف القناع مشغولة بالتحرك ذهابًا وإيابًا بيني وبين اللورد بيناديل.
لقد توقعت بشكل غامض أن يكون هادئًا أو خشنًا أو مفتول العضلات، مثل معظم الرجال الشماليين.
ولكن ماذا يمكنني أن أقول عن الأرشيدوق الذي رأيته بأم عيني… لقد كان يشبه دب السيرك.
هذا يشبه ركوب دراجة هوائية احادية العجلة والتلفت إلى الأمام والخلف لرؤية المدرب إذ كانَ لا يزال ممسكًا بالدراجة.
لم يكن التعامل مع الجو صعبًا كما اعتقدت، لذلك فتحت فمي محاولةً اخراج نبرة أكثر طاعة قليلاً.
“لقد أتيت إلى هنا دون أي إشعار.”
بالطبع، كما هو الحال دائمًا، لمجرد انني كنت مطيعة لا يعني أن فمي مطيعًا أيضًا.
كان الأرشيدوق في حيرة من أمره بدأ الأمر وكأنني اوبخه.
“س-آسف، لا، آه، لقد كنت وقحًا.”
بعد فحصي إلى اللورد بيناديل بنظارتي لكشف الكذب، عرفت أن الدوق الأكبر كان مختلفًا عن الرجل في القيل والقال…
لكن أليس هذا معتدلاً أكثر من اللازم؟
نظرتُ و صببتُ كامل تركيزي نحو الدوق الأكبر مرةً اخرى.
إذا حكمنا من خلال الرؤية السفلية خلف القناع ، فمن الواضح أنه يعاني من طول النظر الشيخوخي أكثر مما كان متوقعًا.
طول النظر الشيخوخي : الفقدان التدريجي لقدرة العين على التركيز على رؤية الأجسام القريبة
سمعت أن الدوق الأكبر يبلغ من العمر 24 عامًا تقريبًا هذا العام.
ولكن بالنظر إليه بهذه الطريقة ، يبدو عمره خمسون عامًا تقريبًا.
ولعل حقيقة أن الدوق الأكبر يرتدي قناعًا ليس لإخفاء مظهره القبيح، بل لإخفاء طول النظر الشيخوخي الذي يعاني منه.
لا، فقط العين من تعاني من طول النظر الشيخوخي،
وقد يكون وجهه شاب طبيعي.
دعونا لا نحكم على عجل.
للحظة تذكرت.
يقال أنه يجب عليك ارتداء قناع عندما تغادر الشمال.
إذًا، ألم يرى أهل العاصمة الملكية وجه الدوق الأكبر بشكل صحيح؟
كان ذلك عندما ضاقت عيني ونظرت إلى كل زاوية وركن منه.
كما لو أنه لم يعد يستطيع التحمل لفترة أطول، سعل الدوق عدة مرات وفتح فمه.
” السبب الذي جعلني أتي لرؤية السيدة بلانش هو…”
توجهت عيون الأرشيدوق إلى اللورد بيناديل الذي كان يقف خلفي.
ثم أومأ برأسه كما لو أنه أُمر بفعل شيء وفتح فمه بشدة.
“إنه لأخذ بيناديل.”
كانت خطوات بيناديل أثناء سيره في شارع بلانش خفيفة.
فتح سيزار، الذي تبعه في صمت، باب العربة، ونظر الاثنان إلى بعضهما البعض بشكل محرج للحظة قبل الدخول إلى العربة.
وفي وقت ما بعد أن غادرت العربة قصر بلانش.
“صاحب السعادة!”
انفجرت دموع بيناديل المريرة.
“هل تعلم كم كنت خائفًا!؟ ارأيت كيف نظرت إليّ السيدة بلانش؟
كما لو كنت أعظم أحمق في العالم! لا يا صاحب السعادة! لذلك، أنا قد تظاهرت بأنني صاحب السعادة! “
سمعت ذلك من خلال الشائعات يا لها من امرأة مخيفة، بليندا بلانش.
ومع ذلك، كان بيناديل فارسًا خاض حربًا ضد الوحوش الشيطانية.
اعتقدت أنه لن تشكل مشكلة بالنسبة له للتعامل مع سيدة نبيلة
تتصرف بشرّ في العالم الاجتماعي.
ولكن…
“ماذا تقصد بإعادته؟”
“لقد حدث شيء يتطلب حضور بيناديل…”
“انظر في عيني وتحدث معي إذن، ماذا حدث؟”
“حسنًا، حدث شيء خاص يتطلب حضور بيناديل معي حوالي لمدة ساعتين…”
“احقًا هذا؟ “
“سأكون ممتنًا إذا تمكنت من اخذ بيناديل لمدة ساعتين.”
“هل هي ساعتين بالضبط؟”
“……لا ، ربّما ثلاث ساعات تحسبًا….”
“إذن كان عليك أن تقول ذلك منذ البداية عندما قلت إنك ستعيد اللورد بيناديل، اعتقدت أنك تنتهك شروط العقد.”
كانت نظراتها حادة كالسكين في كل مرة نظرت الي شعرت أن اللعاب في فمي قد جف.
لا أعرف ما الذي جعلها منزعجة إلى هذا الحد، لكن بليندا أخرجت ساعة جيبها بكل فخر وأخبرت الوقت بدقة.
“سأعطيك ثلاث ساعات من الآن يجب عليك إعادته كما هو تمامًا، دون أن تتلف شعرة واحدة سأراكما خلال ثلاث ساعات في المقهى في شارع ميلفيت.
تفحص بيناديل الوقت بقلق، متذكرًا كلمات بليندا الأخيرة.
في كل مرة تمر فيها دقيقة أشعر حرفيًا وكأن روحي تُؤكل.
كانا يتبادلان أطراف الحديث دون توقف بينما سيزار يبدل سترته في العربة.
“إذا فكرت في الأمر، فهذا كله بسببك! بالطبع ذهبت لرؤية صاحب السعادة معتقدًا أنك ستخبر السيدة بلانش بهويتك الحقيقية… ما الذي كنت تفكر فيه عندما تخدع السيدة بلانش؟”
توقفت يديَ سيزار.
كان ذلك لأنني كنت قلقًا من أن يتم خداعي من تلك المرأة المشهورة.
عندما زرت بليندا لأول مرة، لم يكن لدي أي فكرة أن الأمور ستسير بهذه الطريقة.
حتى عندما وضعت شرطًا قبل التوقيع على عقد عرض الزواج،
قائلة: “أريد بيناديل كحارس لي”، اعتقدت أنني سأستطيع لاحقًا الكشف عن هويتي في أي وقت وتعيين فارس آخر كمرافق لها.
لقد غادرت الشمال لفترة من الوقت لأنه كان لدي ما اتأكد منه بأم عيني، ولكن إذا حدثت مشكلة في الحاجز، فسيتعين عليّ العودة إلى إقليم بالواستين على الفور.
لكن…لست متأكدًا بعد الآن.
هل من المقبول حقًا أن أعهد بسلامتها إلى شخص آخر بسهولة؟
إنها في خطر دائم وهي ضرورية للحصول على المنجم.
لم تعجبني فكرة ترك سلامة مثل هذا الشخص المهم في أيدي شخص آخر.
أجاب سيزار بهدوء، وهو يتأكد من الوقت المتبقي حتى يعود إلى جانب بليندا.
“لقد حدث أن يكون الأمر هكذا.”
“إذن كيف انتهى بك الأمر بهذه الطريقة بحق السماء!!!؟”
تاركين وراءهم صرخة بيناديل، تحركت العربة التي كانت تقلهم بقوة نحو القصر الملكي.
***
يبدو أن استدعاء الملك للدوق الأكبر بالواستين إلى القصر الملكي بسبب حالة طارئة للغاية.
وبمجرد أن عبر بيناديل أبواب العاصمة الملكية متظاهرًا بأنه سيزار كان المرسوم الملكي الذي تلقاه هو أيضًا زيارة القصر الملكي دون تأخير.
ونتيجة لذلك، ذهب بيناديل على الفور إلى سيزار الذي كان يقيم في قصر بليندا دون أخذ وقت للراحة.
بفضل القناع الذي كنت أرتديه دائمًا، عدت إلى هويتي الأصلية دون مواجهة اي مشكلة.
وبهذه الطريقة، عاد بيناديل ليكون مساعد الأرشيدوق، وعاد سيزار لكونه الأرشيدوق، عابرًا عتبة القصر وواقفًا أمام باب غرفة العرش.
قد يكون هناك سبب وراء استدعاء الملك الأرشيدوق على عجل إلى العاصمة.
كان الأمر غامضًا بعض الشيء، لكن كان لدي آمال كبيرة بشأنه.
ومع ذلك، عندما سمع صوت الموسيقى قادمًا من خلف باب الغرفة السميك والمزخرف، أدرك بيناديل مرة أخرى أن توقعاته للملك كانت عالية جدًا.
“لا يزال احمقًا…”
وحتى عندما دخل سيزار وبيناديل غرفة العرش بعد أن دعاهما الخادم، لم يتوقف الحفل الذي كان يجري في الداخل.
ولا يمكن اعتباره مكانًا يمكن للناس أو النبلاء أن يطلبوا فيه مقابلة الملك للشكوى من الظلم أو غيره.
كانت السجادة الحمراء التي كان على المظلومين أن يطأوا عليها مبللة بالكحول والمجدل، وكانت الغرفة، التي كان ينبغي أن تكون مهيبة، تعج بعروض الرقص المثيرة.
عندما رأى بيناديل العلم معلقًا خلف العرش وقد تناثرت عليه أوساخ غير معروفة، أراد فقط العودة إلى الشمال.
ومع ذلك، على عكس بيناديل، مشى سيزار على طول السجادة الطويلة دون تردد، حتى دون الاهتمام بالضجيج المحيط به.
بغض النظر عمن كان الزائر لم تتباطئ حركات الراقصين والأوركسترا ولكن هذهِ المرة فعلت.
سرى الرجل الذي كان يرتدي قناعًا حديديًا كما لو كان يسير في طريق دموي.
حبس الجميع أنفاسهم وهم يبتعدون عن السجادة بخطوات كبيرة.
وعندما وصل أخيرًا أمام الملك، كان الجميع متوترين ولم يتمكنوا من رفع أعينهم عن الرجل الذي أمامهم.
حيثما كان الحفل مستمرًا لمدة أسبوع بلا انقطاع كانت هذه هي المرة الأولى التي تنقطع فيها الموسيقى في قاعة العرش.