A Saint who was Adopted by the Grand Duke - 74
“ولقد التقيت بالأمير الثالث .”
“ديمون هيونج ؟ إنه مزعج جداً صحيح ؟”
ضحكت آستر و اتفقت مع كلام نواه .
“لقد سألني فقط بعض الأسألة الوقحة .”
“أنا أكون هكذا غالباً . أنا لست قريباً من هيونج أيضاً ، لذا يُمكنني أن أعد المحادثات التي قمنا بها على يدي .”
كان نواه إبن الإمبراطورة و ديمون إبن أميرة جاءت من مملكة أخرى كرهينة ، ولقد كانا بعيدان جداً .
حاول نواه أن يكون ودوداً معه ولكنه كان يدفعه دائماً ببرود ، ولم يكن لديه فرصة للإقتراب منه .
“فهمت .”
أومأت آستر برأسها ، لكنها اعتقدت أنها قريبة جداً من نواه و سحبت نفسها جانباً .
“آه ، لقد نسيت أن أخبركِ بالجلوس لأنني كنت سعيداً جداً بمجيئكِ ، هل ترغبين في البقاء لبعض الوقت ؟”
أدركَ نواه أن آستر كانت واقفة بجانب الباب فذُهل و قادها إلى الأريكة . لقد كان على بعد أربع خطوات من الباب .
نظراً لأن المنزل تم إعداده على عجل ، لم يكن هناكَ سوى أريكة واحدة لثلاثة أشخاص في غرفة المعيشة في المنزل الصغير المكون من غرفة واحدة .
اتكأت آستر على الأريكة و جلست و نظرت حولها .
“إنه صغير قليلاً ، صحيح ؟”
كما لو أنه كان مدركاً لنظراتها ابتسم نواه و جلس بجانبها .
“لا ، إنه كافٍ .”
مقارنة بالغرفة الصغيرة التي عاشت فيها آستر في المعبد ، كان هذا فخماً للغاية . عندما فكرت آستر في الأمر شعرت بالغرابة .
“أريد أن أعطيكِ شيئاً لتشربيه لكن ليس لدىّ شيء .”
“سأكون هنا لبعض الوقت فقط لذا لا بأس .”
لوحت آستر بيدها قائلة أن الأمر بخير و هزت رأسها .
لقد كان هناكَ الكثير من المرات التي كانا فيها لوحدهما بهذه الطريقة ، لكن نواه كان شديد الوعي اليوم .
شعرت به وهو يحدق بها من الجانب لكن لم تستطع أن تدير رأسها .
ساد الصمت بينهما للحظة ، لقد كان الجوء هادئاً جداً لدرجة أن صوت البلع كان مزعجاً .
“آستر ، لدىّ ما أقوله لكِ .”
تحدث نواه بهدوء و كسر الجو الهادئ .
احمر خد آستر بسبب صوت نواه الجدي أكثر من المعتاد الذي يكون مرحاً .
‘ماذا ؟ هل يحاول أن يقول أنني جميلة مرة أخرى ؟’
[ينفع كدا ؟ ركزي معانا .]
بدا الأمر ذا مغزى لضبط الحالة المزاجية بالقول أنه لديه ما يقوله فتقلصت أصابعها و خفق قلبها .
“….ماذا ؟”
“لقد كنت سأخبركِ .”
كلما كان نواه يعاني إزداد توتر آستؤ و حبست أنفاسها منتظرة الكلمات التالية .
“سأرى والدي ….”
لكن ما تبع هذا لم يكن ما تتوقع آستر على الإطلاق .
للحظة شعرت بالحرج بسبب الذي فكرت به و لكن بعدها أصبحت جادة .
“في القصر الإمبراطوري ؟”
“نعم ، الشكر لكِ أنا أفضل بكثير . سأعود و أخبره أن عليه الغاء الحظر .”
“لست بخير تماماً .”
على عكس رغبتها في التهنئة خرج صوت ضعيف .
“أعتقد أنني سأكون بخير الآن . منذ اللحظة التي أمسكتِ بها بيدي في الملجأ تحسنت و أصبحت حالتي مستقرة الآن .”
“…نعم هذا جيد .”
أخفت آستر استيائها و أجبرت نفسها على الإبتسام .
السبب الذي جعلها تقترب من نواه هو بسبي العلاج ، لذا كانت حزينة لسماع أنه لم يعد بحاجة لها .
كما لو كان يقرأ أفكارها ، ثنى نواه رأسه من الجانب .
“هل تشعرين بالأسف لأنني سأغادر ؟”
“لا أشعر بالأسف على الإطلاق .”
انكرت آستر بشدة و هزت رأسها ، بدا الأمر أكثر إيجابية ، لذلك ابتسم نواه .
“أنتِ لم تأتي لرؤيتي .”
“لأنني لا أشعر بالأسف .”
“حقاً ؟”
هز نواه كتفيه و مال تماماً نحو آستر .
تحركت للجانب لتفاديه لكن الأريكة كانت صغيرة جداً ولم يكن هناكَ مجال للهروب .
“إذا لم ترغبي في أن أذهب ، لن أفعل .”
دغدغ صوت نواه اللطيف أذن آستر . كانت عيناه مغمضتين و ابتسامته لاتزال جميلة .
عانت آستر من إحساس غريب و أغضمت عينيها للحظة و فتحتها .
‘ما الذي يحدث ؟’
لحسن الحظ عاد نواه إلى مكانه .
“لماذا أقول لكَ لا تذهب ؟ هذا جيد لك .”
كانت تريد حقاً أن تهنئه على حسن سير الأمور ، لكن آستر نفسها لم تستطع فهم سبب شعورها بالحزن .
‘ماهذا الشعور بحق الجحيم ؟’
كان لايزال من الصعب عليه أن يعترف بحبه لآستر التي أُصيب بجرح عميق من الناس .
“إذاً سارت الأمور على ما يرام في القصر الإمبراطوري ، هل ستصبح أميراً مرة أخرى ؟”
“ربما ؟”
“عندها سيكون من الصعب عليكَ العيش مثل الآن .”
كان نواه أول صديق لآستر منذ عودتها . شعرت أنه بعيد جداً لدرجة أنها أصبحت حزينة .
“لن يتغير الأمر حتى لو أصبحت أميراً ، أو حتى لو أصبحت شخصاً مختلفاً .”
نطق نواه بكلمات ذات معنى و مد يده نحو كومة الحطب المكدسة على جانب الأريكة .
كانت هناكَ زهرة برية كانت بين الحطب بالصدفة أخرجها و عبث بها لتشكيلها .
“أنا نواه و أنتِ آستر ، لا يهم ما يطلقه علينا الآخرون .”
تم تشكيل الزهرة بشكل دائري و صنعها بالشكل الذي يناسب أصابعها . لقد كان خاتم من الزهور .
“أنتِ أيضاً ؟”
سلم نواه خاتم الزهور الذي صنعه لآستر .
“هذا صحيح ، لكن …”
“لا داعي لقول أى شيء آخر بعد ذلك .”
انزلق خاتم مصنوع من الزهور البرية في إصبع آستر . تحولت خدود آستر إلى اللون الأحمر بسبب الحرج .
“جميلة .”
ابتسم نواه برضا ووضع يده على اليد التي وُضع فيها الخاتم و شبكها .
“قد لا أراكِ لمدة شهر ، لذا سآخذ القليل من الطاقة .”
بمجرد أن أمسكَ بيدها شعر بالطاقة تتدفق من خلاله . على عكس ما سبق ، كان الأمر دقيقاً للغاية .
على العكس أن آستر لم تهتم بالأمر ، لقد كان من الواضح أن مرض نواه قد شُفى تماماً .
فوجئت آستر بذكاء نواه ولكن بمجرد أن رأت الزهرة قي يدها ابتسمت .
“هذه الزهرة ستذبل قريباً .”
“في المرة القادمة ، سأجعله شيء لن يذبل أبداً .”
“هل ستحفر الماس مرة أخرى من المنجم ؟”
“هذا جيد أيضاً .”
لقد كانت محادثة يُمكن أن تُجرى لأنهما كانا يتشاركان نفس الذكريات . التقت أعينهم مرة أخرى في هذا الجو المشرق .
كانت آستر داخل عيون نواه التي تنظر لها دائماً و كأنهما الوحيدان في هذا العالم .
كان قلبها ينبض . قفزت آستر معتقدة أنها إن استمرت في النظر له فستظهر كلمات لا يجب عليها قولها .
“يجب أن أذهب . أتمنى لكَ رحلة جيدة .”
لكن نواه سرعان ما أمسكَ بيد آستر التي كانت على وشكِ الهروب .
نظرت آستر إلى نواه بعيون مثل الأرنب .
“لقد مرت فترة منذ أن سألت … كيف حالكِ هذه الأيام ؟ هل أنتِ سعيدة ؟”
سأل نواه بإبتسامة .
عندما طرح هذا السؤال ، لقد كان يبدوا ماليوم الذي قابلته فيها للمرة الأولى .
“نعم ، أنا سعيدة . سعيدة للغاية .”
كان أعلى صوت اطلقته آستر على الإطلاق . إبتسامة مشرقة بلا ظل دخلت إلى قلب نواه .
نظر نواه إلى آستر و عيناه مفتوحتان على مصرعيهما بإتساع . لقد كانت هذه اللحظة التي وقع فيها في حب آستر مرة أخرى .
“ماذا هناك ؟”
مدت آستر يدها الأخرى و لوحت أمام عيون نواه .
“لا شيء . فقط أعتقد أن الأمر جيد .”
استعاد نواه رشده و هز رأسه و ترك يد آستر .
“إذاً ، سأراكَ قريباً .”
“نعم ، وداعاً .”
بعد أن تبادلا التحيات ، فتحت آستر الباب الأمامي .
بمجرد فتح الباب الأمامي ، اقترب ڤيكتور و بالين اللذان كانا واقفان في الخارج في نفس الوقت .
“هل أجريتما محادثة جيدة ؟”
“نعم ، دعنا نذهب .”
“إذهبي بحذر .”
أومأت آستر برأسها و سارت مع ڤيكتور إلى العربة .
توقفت و نظرت إلى الوراء قبل أن تصعد مرة أخرى . كان نواه لا يزال واقفاً يراقب .
“وداعاً ، نواه .”
نظرت آستر للخلف و لوحت بيدها عدة مرات .
“كوني حذرة !”
لوح نواه بيده وصاح بصوت عال .
***
مرت أيام قليلو منذ أن قابلت نواه .
لم يحدث شيء ولم يكن هناك أخبار مما جعل آستر قلقة .
تنهدت آستر و نظرت إلى التقويم ووضعت يدها على ذقنها .
“هل القديسة سيسبيا بخير ؟ أنا أموت من الفضول .”
إنه بالفعل منتصف نوڤمبر ، لذا لم يتبقى سوى خمسة أشهر حتى وفاة القديسة مثل كل مرة .
عندما فكرت في حالة القديسة عندما رأتها في المرة الأخيرة ، لم يكن هناكَ ضمان أنها سوف تعيش إلى ذلك الحين .
لذلكَ ، مع مرور الوقت ازدادت مخاوف آستر .
أرادت أن تفعل الكثير قبل وفاتها ، لكن لم يكن هناكَ الكثير من الأشياء تستطيع أن تفعلها آستر الصغيرة لأنها لا تستطيع الكشف عن كونها قديسة .
كان الأمر الآن كما لو أنها استخدمت مكانتها كإبنة الدوق الأكبر لزيارة العائلة الإمبراطورية .
علاوة على ذلكَ ، فقد خيم عليها التصميم للإنتقام ، وكانت في حالة ارتباك لأنها لا تعرف ماذا يجب أن تفعل .
“هااه .”
في عيون آستر التي تنهدت من الإحباط تم القبض على بام بام وهي تتحرك .
‘إنها لا تتحرك هذه الأيام .’
في الأيام الأخيرة ، كانت بام بام بالكاد تتحرك و تستلقي على الوسادة ولا تجيب حين يتم مناداتها .
كانت قلقة لأنها لم تضع بيضها و نامت و كأنها ميتة كل يوم .
نظرت بام بام حولها و نزلت تحت السرير . كانت تتوقع أنها سوف تخرج قريباً لكنها لم تفعل مهما انتظرت .
‘ماذا ؟’
جلست آستر على الأرض بجانب السرير لتجد بام بام ثم انحنت لتنظر أسفل السرير .
في تلكَ اللحظة ،
أمسكت بام بام بشيء .
“هاه ؟ هل هذا خنجري…”
ذُهلت آستر للحظة عندما رأت ما تركته بدون رقابة .
لقد كان خنجراً احضرته آستر من المعبد .
بعد أن توقفت عن إيذاء نفسها ، لم تعد بحاجة إليه ، لذا أبقته عميقاً تحت السرير . كيف عرفت و قامت بإخراجه ؟
كانت آستر في حيرة من أمرها وكانت على وشكِ حمل الخنجر لكن بام بام فتحت فمها أولاً ثم و قامت بإبتلاعه .
كل شيء حتى الغمد !
لقد حدث هذا في لحظة و لم يكن لديها وقت لإيقافها .
“……؟؟؟”
فوجئت آستر و فتحت فمها ، ثم بمجرد أن استعادت حواسها أمسكت بام بام و فتحت فمها .
“هل أنتِ مجنونة؟ ماذا أكلتِ الآن ؟ هذا خنجر !”
مهما كان الثعبان يأكل أى شيء بالطبع لن يأكل خنجراً . حتى لو كان النصل مغطى .
شعرت آستر بالدهشة و نظرت إلى داخل فمها المفتوح لكن لم يكن هناك أثر للخنجر تم ابتلاعه بالفعل .
“ماذا أفعل ؟ بام بام ، هل أنتِ بخير ؟”
حاولت آستر التي كانت قلقة أن تفعل شيء بنفسها لذا لمست جسد بام بام أولاً .
يتبع …