A Saint who was Adopted by the Grand Duke - 30
شحذت عيون نواه عندما سمع شخصاً ما يقترب .
سُرعان ما قلب نواه لوحة آستر بوجه مبتسم . في نفس الوقت تقريباً فُتح الباب .
“…أيها الأمير ؟ كيفَ نهضت ؟”
تمتمت راڤيان التي فتحت الباب للتو و كانت على وشكِ الدخول بصوت منخفض و متفاجئ .
نواه الذي كان من المفترض أن يكون نائماً كان يقف .. ولقد ترددت و لم تدخل إلى الغرفة .
حدقَ نواه في راڤيان دون أن يطلب منها الدخول ، على عكس آستر … لقد كانت عيونه جافة .
“سمعتُ أنكَ فاقد للوعي ، ماذا حدث ؟”
“لقد إستيقظتُ اليوم .”
“فهمت.”
كانت راڤيان مُحرجة و سرعان ما إبتسمت .
مع نظرة أكثر ثقة على وجهها ، لم ينظر نواه حتى إلى وجه راڤيان .
“لقد أتيتُ طوال الطريق إلى هنا ، و انتَ لا تخبرني حتى بالدخول ؟”
“لماذا أنتِ هنا ؟”
لم يرفضها تماماً ، لكن كان هناكَ حد واضح .. قست إبتسامة راڤيان قليلاً عندما شعرت بالأمر .
“جئتُ إلى هنا لأنني كنتُ قلقة … لم يمر الكثير من الوقت منذ أن كنا مخطوبين .”
“هذه الخطوبة … قد تم فسخها .”
نواه و راڤيان كانو مخطوبين عندما كانا طفلين .
عندما مرض نواه ، الأمير السابع ، و إبتعد عن العرش .. تم التخلي عنه أسرع من أى شخص آخر .
لذلكَ لم تكن علاقتهم جيدة بما يكفي ليتقابلا .
“أنا لستُ معجبة بكَ ، أنا فقط إريدكَ أن تستيقظ من لعنة هابيل .. ها ، هذا كل شيئ .”
هزت راڤيان رأسها و جلست على الكرسي .
لقد كان هذا المكان الذي كانت تجلس فيه آستر منذ فترة … عندما رأى نواه هذا عبس .
“حسب كلام الكاهن ، يصعب على الأمير أن يستمر لوقت طويل .”
“نعم هذا صحيح .”
فتحت راڤيان عينيها على مصرعيها كما لو كانت تتحدث إلى شخص آخر .
“يُمكنكَ أن تتوسل إلىَّ الآن ، يُمكنني أن أبقيكَ على قيد الحياة . إن بقيتَ معي ، ستكون بخير .”
“يُمكنني أن أنقذك …”
فجأة بدأ نواه بالضحك ، تلكَ الإبتسامة التي كانت رائعة و لكن سرعان ما إختفت .
كان نواه فضولياً و سأل راڤيان .
“هل مازلتِ متأكدة أنكِ القديسة القادمة ؟”
بللت راڤيان شفتاها بقوة و بدت أنها لا تريد سماع هذا .
“ماذا إن كان الأمر كذلك ؟ أنتَ تعرف من هي عائلتي .”
“نعم ، أنا أعلم . ستجعلكِ عائلتكِ بطريقة ما القديسة التالية .”
بينما إستمر نواه في السخرية منها ، عبست راڤيان .
فجأة أظهرت فضولها عندما رأت قطعة الورق علر المكتب ، لقد كانت محاولة لتغيير الموضوع .
“ما هذا؟”
حاولت راڤيان إمساك الورقة و تحرك نواه لأول مرة .
ضغط نواه بكفه على الورقة حتى لا تتمكن راڤيان من رؤية اللوحة .
“لا تلمسيها .”
“ماهذا ؟’
“…شيئ لا يُمكنكِ لمسه .”
نظرَ نواه إلى راڤيان لأول مرة .
ضحكت راڤيان على كبريائها لكنها أحبت الأمر .
لقد كانت تعلم أن نواه ليس لديه مشاعر تجاهها ، لكنها شعرت بالإرتياح عندما نظر إليها بهذه الطريقة .
“راڤيان .”
“ماذا؟”
كانت توقعات راڤيان عالية بشأن أسمها الأول التي ناداها به نواه و أحمرّ وجهها .
“لمصلحتكِ ، لا تطمعي بشيئ ليس لكِ … سواء أكان مقعداً أو كان إنساناً .”
لكنه أخرج كلمات باردو مختلفة تماماً عما كانت تتوقع .
لم تُخفِ راڤيان تعبيرها الآن . إختفت الإبتسامة الجميلة و حدقت تلكَ العيون الحاقدة في نواه .
كانت عيون الإثنين تتشابك في الهواء .
لقد كان بينهم خطوبة ذات مرة .. لكن تلكَ العلاقة لم تكن حلوة ، لقد كانت تبدو و كأنها علاقة عداوة . لقد كان الجو بارداً كالمشي على طبقة رقيقة من الجليد .
“لا شيئ ليس لي ، لا يوجد شيئ لا أستطيع الحصول عليه في هذه البلاد .”
“…….”
“لقد جئتُ إلى هنا طوال الطريق لذا سأعطيكَ قوتي … أنه أمر مؤسف قليلاً ، صحيح ؟”
عندما لم يرد نواه عليها تنهدت راڤيان و مدت يدها .
لكن نواه إبتعد بحزم .
“لستُ بحاجة لذلك .”
“هااه ، سأرى إن كان بإمكانكَ قول هذا عندما يحين وقت موتكَ ، سأذهب .”
في النهاية ، نهضت راڤيان على قدمها وهي غاضبة .
لم يكن نواه يُخفي مرضه ، لكن لم يرى راڤيان كـجزء من طريقه .
بعد مغادرة راڤيان ، إنحنى نواه كما لو كان مُنهكاً .
“أريد أن أرى آستر مرة أخرى .”
لقد كان هناكَ دفء في عيون آستر .
***
في اليوم التالي في وقت العشاء .
آستر الآن تستخدم السكين جيداً . أكلت جيداً دون أن يراقبها أحد .
“الطبق الرئيسي اليوم هو الروبيان و موضوع عليه الزيت .”
لمعت عيون آستر وهي تسمع شرح رئيس الطهاة .
كانت المأكولات البحرية ، وخاصة الروبيان ، مكوناً غذائياً لم تتناوله من قبل .
‘ماذا سيكون طعمه ؟’
مع شهية آستر ، لاحظَ چو-دي .
“إنظري ، سيكون لذيذاً أكثر إن وضعتِ الروبيان في الخبز و غمزته في الزيت .”
بعد أن قامت بتقليده ، لقد كانت تعض قطعة كبيرة من الخبز .
لقد كان لها ملمس ناعم . و لقد أُعجبت بشكل عفوي بالطعم اللذيذ .
“كيف هو ؟ هل هو لذيذ؟”
اومأت آستر بقوة و مضغت كل شيئ .
“أعطي المزيد لآستر .”
أمرَ دي هين بذلك عندما وجدَ أن آستر تأكل جيداً .
إستمرت الوجبة ، و عندما أصبحت ممتلئة تقريباً تحدث دي هين .
“حسناً ، لقد حصلتُ على معلم .”
ركزت آستر وهي تضع الروبيان على الخبز .
“بعد تخرجه من الأكاديمية ، يعمل الآن كـمعلم و يبني مهاراته . ليس خبيراً جداً لأنه صغير في السن ، لكنكِ ستتعلمين منه الكثير لأنه مؤهل .”
“واو ، إذاً .. هل يُمكنني التعلم ايضاً ؟”
كان دينيس هو أول من أبدى إهتماماً ، فضلَ دينيس الدراسة بمفرده ، لكنه غير رأيه و فكر أنه سيكون من الممتع الدراسة مع آستر .
“لا مشكلة ، ولكن … أولاً وقبل كل شيئ الإهتمام سيكون على درس آستر .”
كان أكبر اسباب الحصول على معلم هو الإستعداد لحفلة عيد الميلاد … لذلكَ كان هذا هو الطبيعي .
“انا أعلم ، أريد فقط أن أحضر الفصل مع آستر .”
“ماذا ، إذاً … سأذهب معكم ايضاً !”
حتى چو-دي الذي كان يكره فصوله الدراسية كان يريد الإنضمام ايضاً .
“چو-دي ، أنتَ على وشك دخول معسكر للسيف قصير المدى قريباً .”
“هذا كل شيئ ، يُمكننا أن نكون معاً عندما أعود .”
امسكَ دي هين برأسه الذي كان يخفق بقوة و ضرب الطاولة .
“أولاً و قبل كل شيئ ، سوف يبدأ الفصل في صباح بعد غد … وسنقرر بعدها .”
بغض النظر عن مدى جودة تعليمه ، سيكون الأمر عديم الفائدة إن لم يكن مناسباً لآستر .
اومأت آستر بنعم . على الرغم من الأمر سيكون مرهقاً ، إلا أن الدروس الخصوصية كانت مهمة حتى لا تشعر بالحرج في الحفلة .
عند الإنتهاء من الوجبة ، تم ترتيب الأطباق ووضع الحلوى .
“نحنُ على وشكِ البدء في تحضير الحفلة لذا تحقق من القائمة .”
أشار دي هين إلى بن .
جاء بن الذي كان ينتظره بقطعة من الورق و سلمها إلى دينيس و چو-دي .
“هذه قائمة الدعوات ، إن كان هناكَ شخص آخر تريدون دعوته أخبروني .”
نظرَ چو-دي بجدية و من ثم ألقى الورية .
“لا حقاً .”
“أنا لا أملك ايضاً .”
لم يكن دينيس مختلفاً كثيراً .
إقترب عدد لا يحصى من التوأم ، كلما إقتربو أكثر كلما أُغلق قلب التوأم .
قلة من الناس من إعتقدو أن التوأم كانو أصدقاء حقيقيين و لم يفوتهم ذلك .
“إذا كان هناكَ أى شخص تريدين دعوته ، فأعلميني بذلك . و إن كان صديقكِ المقرب من المعبد ايضاً سيكون جيداً .”
“آه …”
آستر التي بدت مظلمة ، وضعت الشوكة التي كانت تحملها .
مجرد تذكرها حياتها في المعبد جعلها تفقد شهيتها .
“لا بأس .”
“نعم ، إذاً سنرسلها كما هي .”
اومأ بن برأسه وخرج مع الأوراق .
“أبي ، ولكن كيف ستُقدم آستر .”
“إنها حفلة عيد ميلادنا ، لماذا لا نقدمها بعد ذلكَ مباشرةً ؟”
كان لـدي هين الكثير من المخاوف بشأن هذا الأمر .
إنها حفلة عيد ميلاد التوأم ، لكنها ستكون أول حدث رسمي لتقديم آستر .
“ماذا عن جعل آستر هي الشخصية الرئيسية في الحفل ؟”
“حسناً .”
فوجئت بعرض التوأم و صفقت آستر بيدها .
“لا !”
“لا نستطيع ؟”
تمتم دي هين بأن الأمر سيكون على ما يرام ، لكن عندما رأى أن آستر رفضت تراجع .
“سنتحدث عن التفاصيل لاحقاً .”
“نعم.”
عبثت آستر بالمنديل وحاولت تخيل الحفلة التي سيقيمها الدوق الأكبر .
ومع ذلك لم تستطع تخيل حفلة ساحرة في رأسها لم تزرها ابداً من قبل .
***
بعد يومين .
إرتدت آستر ملابس أنيقة بعد أن أنهت الإفطار .
“هل أنتِ فضولية عن الشخص الذي سيأتي ؟”
“نعم . وماذا إن لم أتمكن من التماشي مع الدرس ؟”
عندما قيل أن المعلم قادم لقد كانت تشعر بالتوتر . لقد كانت قلقة من ان تُسئ إلى الدوق بسبب إفتقارها للثقة .
“ليس عليكِ أن تكوني قادرة على القيام بذلك في البداية ، لا أحد يكون جيد في البداية صحيح ؟”
أخبرتها دوروثي أن لا تقلق و ربطت شعر آستر بدقة .
بدى شعرها المربوط بشكل مستقيم كثيفاً للغاية .
عندما نزلت إلى الطابق الأول بعد الإستعداد كان دي هين و چو-دي و دينيس في الأسفل بالفعل .
جلسنا جميعاً على الأريكة و إنتظرنا المعلم .
“لننتظر أثناء شرب الشاي .”
وزع بن القهوة و المشروبات لتخفيف التوتر ، لكن دي هين لم يتحدث .
“أبي ، لماذا أنتَ متوتر جداً ؟”
ضحكَ چو-دي و سأله .
“أنا متوتر ؟ من قال أنني متوتر ؟”
“ستقوم آستر بعمل رائع لا تقلق .”
قام دينيس الذي كان يجلس بهدوء بقلب الكتاب .
في الواقع ، لم يكن من النادر الشعور بالتوتر … لقد كان آستر ايضاً متوترة و جفت شفتيها .
لأن هناكَ كثير من الناس من كرهوها أكثر مما أحبونا في حياتها .
كلما قابلت شخص جديد لم يكن بوسعها فعل شيئ سوى القلق .
“أنه قاد الآن .”
وعندما حان الوقت المحدد جاءهم خبر بأن المعلم قد تجاوز الباب الأمامي .
في الوقت نفسه ، فُتحت عيون الأشخاص الأربعة الجالسين على الأريكة .
يتبع ….