عندما مدت يدها ببطء و أمسكت بمقبض الباب ، شعرت بطاقة باردة في يدها .
لا عجبَ أنها ترددت و شعرت بالبرد ، لكن آستر أدارت مقبض الباب بقوة .
صرير –
فُتحَ الباب ولفت إنتباهها المشهد الذي كان بداخل الغرفة .
كان شخص ما ينام على سرير فخم للغاية لا يتناسب مع الكوخ .
“أنا … مرحباً ، أنا هنا لأرسم .”
إنتظرت و لم تجدا جواباً فتسللت أقرب إلى السرير .
الفتى الذي كان ينام دون أن يتحرك سواء كان يتنفس أو لا ، نواه .
بمجرد أن رأت آستر وجه نواه توقفت عن التنفس .
“أنه يبدو جميلاً جداً .”
لقد كان مجرد مظهر مثير للإعجاب.
ميزات واضحة لا تتناسب مع هذا الوجه الصغير . أنف ديق وجبهة مستقيمة و أعين عميقة ، حتى الحواجب كانت حازمة للغاية .
على ما يبدو أنه كان في نفس عمر آستر ، لكنه يبدو به القليل من النضج بالإضافة إلى أنه كان صبياً . كانت الشفاه الحمراء المتناقضة مع الجلد الأبيض الشاحب سميكة .
وكان من الأنسب أن نقول أنه أجمل مما يبدو ، مثل التمثال الذي يصنعه الإله بشكل مثالي جداً .
إندهشت آستر و كانت ستمد يدها عن غير قصد .
“هل أنا مجنونة ؟ لماذا كنتُ أمد يدي ؟”
آستر التي كانت مُحاصرة في المعبد لم تكن تعرف الكثير عن الرجال .
كان كاليد و دي هين و چو-دي و دينيس هم فقط الرجال اللذين تحدثت معهم .
حتى لو لم يكن كذلك ، لم تكن آستر مهتمة بالرجال على الإطلاق ، لكن نواه لم تستطع أن تشيح بنظرها عنه لأنه بدى جميلاً للغاية .
ضغطت آستر على خدها لتستيقظ .
“دعونا نرسم اللوحة بسرعة .”
بعد فترة وجيزة ، بمجرد أن بدأت الرسم … تغير لون عين آستر .
لم تكن تعرف ذلكَ ، لكنه كان تغييراً يظهر عندما تستخدم القوة المقدسة .
تدفقت القوة المقدسة ألى نواه شيئاً فشيئاً .
كانت تقوي تركيزها على الرسم ، وكلما طالت مدة الرسم ، إستخدمت القوة المقدسة بقدر ذلكَ الوقت .
“لما هو صعب جداً ؟”
بعد فترة ، كانت آستر تتعرض و كادت تنتهي من الرسم . لكنها لم تُحب الرسم الآن أكثر من أى وقت آخر .
بغض النظر عن مدى صعوبة الرسم ، لقد كان هذا بسبب أنه كان مُستلقياً .
وشيئ آخر .
لقد كان جزء العيون في اللوحة فارغاً ، لم تكن ترغب في رسم عينه مغلقة لذا تركت هذا الجزء عن قصد .
“إذا نظرتُ إليها مرة واحدة فقط سأستطيع رسمها .”
نظرت آستر إلى ساعتها متسائلة ما الذي يجبُ عليها فعله . لايزال هناكَ ثلاثين دقيقة أخرى قبل الوقت المُحدد .
حدقت آستر وهي تضع يدها على ذقنها إلى نواه .
فجأة ، في ملجأ بعيد عن العالم … لقد شعرت بالحزن لأنه نائم مثل الموتى . لقد شعرت أنه محاصر مثلها من قبل .
زقزقة –
في مثل هذا الوقت ، دخلَ الطائر الأزرق من خلال النافذة المفتوحة .
طار و جلسَ على يد نواه . الآن لقد إتضح فقط أن يد نواه اليسرى هي التي خرجت من تحت البطانية .
أمسكت بيده عن غير إدراك لتضعها تحت البطانية مرة أخرى . فجأة ، وجدت أن يد نواه كبيرة جداً .
“واو ، إنها كبيرة حقاً .”
م/وصلنا لجزء الأيادي الدافئة و الكبيرة للأبطال حتى هنا .
لقد كانت يد آستر صغيرة و كانت يد نواه كبيرة بشكل غير عادي … لقد كانت ضعف حجم يد آستر .
لقد كان الأمر رائعاً لذا أمسكت بها ذهاباً و إياباً ، و إعتقدت أن الأمر كثير جداً بالنسبة لشخص فاقد للوعي .
أعمضت عينها بإحكام وهي تُفكر «سأباركه لأنني أشعر بالأسف .»
تمتمت آستر و هي تُمسك ليد نواه بخفة .
“أنا لا أعرف من أنتَ ، لكنني أريدكَ أن تكون بصحة جيدة .”
عندما بدأت في الصلاة ، ظهرَ ضوء ساطع لا يُضاهي وقت الرسم .
لقد كانت قوة الشفاء ، ولقد كانت هذه أول مرة تستخدمها آستر بشكل صحيح منذُ أن أدركت بأنها قديسة .
“حسناً ، هل هذا على مايرام؟”
لقد تفاجأت آستر بالطاقة الكبيرة .
توقفت عن الصلاة و نظرت إلى بشرة نواه .
من حسن الحظ أن لا شيئ تغير ، ولكن إن كانت القوة الجسدية قوية جداً فقد يكون لها تأثير سلبي .
إعتقدت آستر أنه من حسن الحظ أن يد نواه كانت تحت البطانية .
وهي تُحاول إخراج يده ،
“….؟؟؟”
نوان الذي لم يكن لديه قوة مثل الدمية ، ضغطَ على يد آستر بقوة . لقد كانت يده قوية و صعبة للغاية .
“آك ، ماذا؟”
كانت آستر خائفة و حاولت أن تشد يدها . نظرت إلى وجه نواه بحثاً عن شيئ ما ، لكن لم يتغير شيئ .
لقد أمسكَ بيد آستر و لم يتركها .
“هاي ، هل أنتَ مُستيقظ ؟”
لوحت آستر بإحراج بيدها الأخرى أمام عين نواه ، لكن لم يكن هناكَ رد .
‘هل هو يتظاهر بالنوم ؟’
شعرت آستر بالريبة و أنزلت رأسها نحو نواه وفي اللحظة التي كانت تشاهد فيها ردات فعل نواه وهي قريبة منه .
في لمح البصر ، فتحَ نواه عينه .
“هاه؟”
لقد كانت عيون سوداء رائعة يبدو وكأنها إنجذبت لها على الفور . في اللحظة التي فتحَ فيها عينه لم تستطع النظر بعيداً .
كان وجه آستر و نواه قريبين جداً . بدا شكل آستر المتوترة جيداً جداً في عين نواه .
إحترق وجه آستر لأن أنفاسهما كانت قريبة .
على عكس آستر التي كانت مُجمدة تماماً ، إبتسم نواه بشدة عندما إستعاد حواسه .
“كيف حالكِ ؟”
إستقبل نواه آستر بصوت مشرق .
في نفس الوقت ، مرّ زمن آستر الذي بدى و كأنه قد توقفَ للحظة .
“آه … مرحباً .”
لقد إستقبل آستر بشكل طبيعي للغاية و إستقبلت آستر الأمر بإحراج .
لم يسأل نواه عن من كانت آستر . يجبُ أن يشعر بالحرج من رؤيتها في غرفة نومه ، لكنه لم يفعل .
بدلاً من ذلكَ ، لم يستطع رفع عينه من على آستر كما لو أنه قابل شخصاً إفتقده .
كانت عيونها محرجة جداً لدرجة أنه شفتاها أصبحت جافة .
كانت آستر محرجة و كان هناك ضباب في عقلها .
شعرت أنها يجب أن تقول شيئ ، لذا فتحت فمها و قالت أول شيئ خطرَ على بالها .
“حسناً ، إسمي آستر … أنا هنا لأرسم لوحة ، إنظر إلى هذا .”
“واو ، لقد رسمتها بشكل جيد حقاً .”
“شكراً … لا ، هل يُمكنكَ ترك يدي و نتحدث ؟”
شيئ واحد أدركته أثناء إظهارها رسمتها حتى الآن .
كان نواه لايزال يـمسك بيد آستر بإحكام . بإحكام للغاية كما لو أن الأمر كان كبيراً .
“أنا آسف ، دون أن أدرك كنتُ أخشى أن أفقدها .”
“تفقد ماذا؟”
“فقط…”
لم تستطع آستر أن تفهم ما قاله نواه على الإطلاق .
‘أعتقد أنه فقد عقله قليلاً .’
لكن لماذا الجو حار جداً ؟ لقد كانت الغرفة التي كانت باردة جداً في وقت سابق ساخنة وحارة الآن .
“حسناً ، فقط سوف أرسم عينيك و سينتهي الأمر .”
عندما أمسكت آستر بالقلم الرصاص أغلق نواه عينه بإحكام فجأة . “ماذا أفعل ؟ لستُ قادراً على فتح عيني الآن ؟ هل يُمكنكِ أن تعودي مرة أخرى و ترسميها ؟”
م/انا بصييححح
“لكنكَ كنتَ بحالة جيدة منذ قليل ؟”
“أنا لستُ في حالة جيدة حقاً ، أعتقد أنني سأفقد وعيي في أى لحظة .. كح كح .”
نواه ، الذي كان بخير للتو .. بدأ فجأة في السعال .
لقد كان الأمر غير مريح ، لكنها كانت قلقة أن لا يكون غير قادر على فتح عينه مرة أخرى بسبب أنه مريض .
“هل تؤلم كثيراً ؟”
“نعم ، لذا أرجوكِ عودي من جديد . بأي طريقة .”
“……”
“وعندما تأتين ، أمسكي بيدي مرة أخرى مثل اليوم .”
م/امال لو مكنتش تعبان كنت هتعمل ايه يسطا ؟؟؟؟
وبعد ذلكَ نام نواه كما لو كان ميتاً مرة أخرى .
“إنتظر ! مهلاً !”
قامت آستر بهزه ولم يستجب لها . هدأ صوت تنفسه و لم يصبح به أى طاقة كما رأته للمرة الأولى .
بدلاً من اللعب بالجوار ، إختفى وعي نواه حقاً .
“ما كل هذا ؟”
لقد كانت ستصرخ من الحرج لكنها سمعت أحد يركض إلى هنا.
بالطبع ، إتسعت عينا آستر لأنها لم تعتقد أن أحد سيأتي إلى هنا .
توقفت الخطوات أمام الباب مباشرةً ، أراد أن يأخذ أنفاسه للحظة ثم طرق على الباب .
“آنستي ! يجب أن تخرجي الآن !”
لقد كان السائق الذي أحضر آستر .
لم يأتِ إلى الداخل بل صرخ من الخارج على عجل .
“لكن لايزال هناكَ وقت ؟ لم أتمكن من رسم اللوحة كلها بعد .”
“أخرجي الآن ، علينا أن نغادر على الفور !”
بدت لهجته غير صبورة لدرجة أن آستر جزمت أشياءها على عجل .
فجأة تركت اليد التي كان نواه يُمسكها بإحكام .
قبل أن تغادر آستر الغرفة ، نظرت إلى نواه مرة أخرى . لقد كان مُستلقياً على السرير و بدى كل ما حدثَ للتو مجرد حلم .
بعد أن غادرت الكوخ ، تم إرشاد آستر للخروج من طريق آخر مختلف عن الطريق الذي أتت منه من قبل .
لقد بدى السائق جاداً و يقظاً للغاية ، لذا مشت معه .
بعد فترة من وصولهم إلى العربة إعتذر السائق لآستر بشدة مع تعبير من الإرتياح .
“أنا آسف كنتُ في عجلة من أمري ، بلغني أن هناكَ شخص ما قادم إلى هنا .”
“لا بأس .”
سألت آستر ناظرة إلى السائق .
“بالمناسبة ، هل يستيقظ كثيراً ؟”
“ماذا؟ مستحيل . لقد مرّ ثلاثة أشهر منذ أخر مرة إستيقظ .”
“ثلاثة أشهر ؟”
هاه ، إذاً ماذا حدث منذ فترة قصيرة ؟
مرة أخرى ، هناكَ شيئ غريب يحدث .
“أنا لم أنتهي من الصورة بعد ، ماذا علىّ أن أفعل …”
“سنتوقف الأسبوع القادم .”
“هل سوف تفعلين ذلك ؟”
اومأت آستر بهدوء .
‘لأن اللوحة يجب أن تكتمل .’
حاولت آستر الإنكار أنها لن تعود لأن نواه قد طلب منها العودة . لكن في ذهن آستر إستمرت عيون نواه السوداء في الظهور .
***
بعد مغادرة آستر ، فتح نواه عينه ببطء .
لم يكن فاقداً للوعي حقاً ، لقد كان يتصرف بتلكَ الطريقة لخداع آستر .
قام نواه الذي تأكد أن المكان أصبح هادئاً ووقف بشكل مستقيم . راجع التقويم الذي كان موجوداً علر الطاولة .
“لقد كانت فترة طويلة جداً هذه المرة .”
مرت ثلاثة أشهر و عشرة ايام منذ أن كان ينام بعمق .
كان لدى نواه مرض عضال لسبب غير معروف ، و غالباً ما يُشار أنها لعنة من قِبل الإله .
لا يوجد علاج ، و لكن لابدَ من توفير القوة المقدسة بشكل دوري .
الدورة كانت غير منتظمة و تزداد الكمية المطلوبة مع تقدمه في العمر . كان من الصعب التعامل مع الأمر ، لذلكَ مات معظم من يحمل المرض قبل بلوغهم سن الرشد .
على الرغم ان نواه كان يتلقى العلاج دون أن يقلق بشأن المال ، إلا أن حالته كانت تتدهور لدرجة أنه يكون غير قادر للحفاظ على وعيه فقط مع هذا العلاج .
“لقد كانت آستر .”
إبتسم نواه امام اللوحة التي تركتها آستر لقد كانت عينه مطوية بلطف بإبتسامة جميلة اضاءت المحيط .
وبسبب قوة آستر ، تمكن نواه الذي تخلى عن تاجه «منصبه لخلافة العرش» من العودة إلى رشده .
ثم سمعَ الباب يُفتح .
يتبع …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "29"