A Saint who was Adopted by the Grand Duke - 24
بعد أسبوعين .
جلست آستر بجوار النافذة و لوحت بيدها في الهواء بقوة .
بسبب شدة تركيزها أصبح لون خديها مصبوغ باللون الأحمر .
“لا يهم مدى إستخدامي لهذه الورقة باهظة الثمن ، أنه مكان غامض .”
إستلقت آستر التي إنتهت لتوها من الرسم على الورقة و تمتمت .
الورق الذي يُمكنها الكتابة فيه .
إن الورقة البيضاء كانت مريرة جداً .
لم تستطع حتى أن تتخيل إستخدام الورق عالي الجودة هذا في المعبد .
وذلكَ لأن المرشحين ذوي الرتب المنخفضة مثل آستر لم يحصلو إلا على قصاصات الورق التي خلفها المرشحون ذوي الرتب العالية .
“ماذا أرسم بعد ذلكَ ؟”
تمددت آستر و قامت بإلتقاط قطعة من الدونات .
لقد كانت دونات تتناولها على قضمة واحدى فحسب ، ولكن قد كان طعمها لذيذاً جداً .
تم تقديم لها الوجبات الخفيفة على مدار الإسبوعين الماضيين بإستمرار ، لذلكَ كانت آستر قادرة دائماً على تناول الوجبات الخفيفة التي تريدها .
و قبل أن تُدركَ ذلكَ ، أصبحَ وجه آستر وجسدها يكتسبان وزناً جيداً .
في ذلكَ الوقت ، حلقت فراشة و وقفت على المزهرية أمام عين آستر .
تألقت عين آستر عندما نظرت إليها .
قامت آستر بتدوير القلم ووقعت في حب الرسم .
دق ، دق .
أدارت آستر رأسها بخوف .
“من هناك ؟”
“أنهُ أنا .”
بمُجرد أن فُتح الباب ، دخلَ دينيس و هو يحمل كتاباً .
للحظة ، رمشت آستر متعجبة بسبب الهالة التي تحيط بدينيس .
فقط كل ما يحيط به كان يلمع ، كما لو أن دينيس هو من كان ينبعث منه الضوء .
“دينيس-نيم.”
نزلت آستر بسرعة من كرسيها ثم قامت بجمع يديها معاً لتحيي دينيس .
ثم سرعان ما إندهش دينيس الذي جاء بسرور .
“أنا لا أحبُ ذلكَ .”
مشى دينيس بسرعة أمام آستر و قام بعقد ذاعيه معاً .
‘هل أخطأتُ ؟’
جعلت كلمات دينيس الصريحة وجه آستر يرتجف .
ثم تحدثَ دينيس بسرعة حتى لا تشعر آستر بالإرتباك .
“كنتُ سأخبركِ في ذلكَ الوقت . لماذا انا «دينيس-نيم» ؟ أنتِ تنادين چو-دي بأخي .”
نيم: كلمة تشريف أو إحترام و ليها معنى سيد. بتقوله يعني «سيد دينيس» .
رمشت آستر عينيها بحرج .
كان دينيس ، الذي كان دائماً هادئاً وجاداً يقول ذلكَ .
‘إنهم توأم.’
في اليوم الأول الذي إلتقيا فيه لأول مرة ، لقد كان چو-دي يصر أن تقوم آستر بدعوته بأخي ، الآن دينيس .
لم تكن تعتقد أنهما متشابهان على الإطلاق ، لكنهما متشابهان تماماً .
“حسناً أوبا .”
بمجرد أن جربت أن تدعوه بذلكَ ، لم يكن الأمر صعباً للغاية .
عندما نادته بأوبا ، خفت تعبيرات دينيس و إبتسم إبتسامة عميقة .
“نعم ، يجبُ أن تناديني هكذا من الآن .”
لم يكن دينيس مهتماً جداً بدعوته بـ«أوبا» .
لم يكن الأمر أنه أراد سماع ذلكَ ، لكنه كان يعتقد أنه لمن غير العادل أن تنادي چو-دي فقط بذلك .
….. لقد كان ذلكَ لأنه لم يكن يعرف نفسه جيداً .
في اللحظة التي حركت فيها آستر فمها الصغير و قالت «أوبا.»
أصبحَ دينيس مُرتاحاً .
لقد كان وجهه المبتسم لطيفاً لدرجة أن العسل كأنه كان على وشكِ أن يقطر من عينيه .
إمتدت يد دينيس من دون أن يدرك مُحاولاً أن يـداعب رأس آستر .
إذا نظرت إليه آستر قليلاً بعد فربما قام بمعانقتها .
“ولكن ، ما الأمر ؟”
ولكن بفضل السؤال أدركَ نفسه .
“اوه ، ظننتُ أنني يجبُ أن اقرأ لكِ كتاباً لأنكِ من الممكن أن تشعري بالملل وحدكِ .”
جلس دينيس على الطاولة مُمسكاً بالكتاب في يده .
بطبيعة الحال ، توجهت عيناه نحوه الأوراق الموضوعة على الطاولة .
“اوه ! لا تنظر !”
بدهشة ، قفزت آستر بسرعة مثل السهم .
جمعت الأوراق التي لم تتمكن من تنظيفها و غطتها بيدها .
“لقد كنتِ ترسمين ؟”
شعرت آستر بالحرج و نظرت حولها .
“إنها مجرد خربشات .”
“هل تحبين الرسم ؟”
تألقت عيون دينيس بفضول .
“لا ، ليس كثيراً .”
ترددت آستر و قامت بعض شفتها بشدة . كان وجهها يحترق و كأنه تم القبض عليها .
“هل يُمكنكِ رسمي ايضاً ؟ هل الأمر صعب ؟”
لقد كان طلباً صغيراً ، لكن عين آستر بدأت ترتجف .
“هذا….”
تبادرت إلى ذهن آستر بعض الذكريات القديمة من المعبد .
ضحكَ جميع المرشحين حين شاهدو رسم آستر . سخرو منها قائلين ألا تُفكر في الرسم مرة أخرى .
لم يدركو كم تأذت بسبب تلكَ الكلمات و إنخفض تقديرها لذاتها .
لقد كانت خائفة ان تتلقى مثل هذه السخرية من دينيس ايضاً .
لقد كانت ستحرك شفتها لتقول لا ، لكنها توقفت للحظة .
‘هذا ليس المعبد.’
ألم تقرري ألا تخافي بعد الآن و أن تتغيري ؟
تنهدت آستر التي كانت مترددة .
“رسمي سيئ.”
“أنا لا أهتم.”
“إذاً … سأرسمكَ مرة واحدة.”
اومأ دينيس و إبتسم بشكل مشرق .
و بسبب إبتسامة دينيس خففت آستر من ترددها .
و أصبحت جدية بشكل مفاجئ .
أمسكت آستر بالقلم الرصاص .
لقد كان رسماً تخطيطياً على الورق ، لكن كلاهما كان جاداً .
جلس دينيس و اومأ قليلاً ، ووجه وجهه حيث كان هناكَ ضوء شمس .
خربشة ، خربشة ،
رسمت آستر دينيس بدون تردد .
كان دينيس أكثر دهشة بسبب اللمسة الجريئة .
كان من المدهش أنها رسمت التحديد في لحظة .«الاوت لاين زي ما بيقولو الرسامين»
‘إذاً يُمكنها أن تصنع هذا النوع من التعابير ايضاً .’
لاحظ دينيس أن آستر كانت منغمسة في الرسم .
في العادة لقد كانت عاجزة و غير حيوية ، لكن مظهرها الحالي كان مختلفاً تماماً .
كانت عيونها مشرقة .
أراد دائماً أن يجعلها تبدو هكذا لأنها كانت تبدو جميلة .
‘هاه؟’
لكن عينا آستر بدتا مختلفتان بعض الشيئ .
نظرَ دينيس إلى الأعلى ليتفقد ما إن رأى شيئاً خاطئاً .
كانت عيون آستر عادة وردية اللون ، مشرقة ذهبية .
نظر إلى آستر مرة أخرى ، لقد ظن أن الأمر غريب .
‘أختي الصغرى .’
كان دينيس يدرك قليلاً معنى الأخت الصغرى .
على الرغم من عدم إكتمال مظهر آستر ، إلا أنها كانت جميلة جداً .
“إنتهيت.”
أخرجت آستر النفس الذي حبسته .
لقد كان هناكَ عرق على جبهتها لأنها كانت شديدى التركيز .
“بالفعل ؟ سريعة .”
كان دينيس ينظر إلى آستر وذقنه مرفوعة .
أخذَ منها الورقة بدون أن يكون لديه الكثير من التوقعات .
لكن بمجرد أن رأى الرسمة تصلب .
“هل هي غريبة…..؟”
سألت آستر بعناية .
لقد أزعجها رد فعل دينيس الصامت بدون أن يقول شيئ .
“أعتقد أنني رسمتها جيداً .”
جعلت نظرة دينيس العنيدة آستر تقع في الندم .
خفق قلب آستر بعنف .
لامت نفسها أنها لم تقل له أنها لن ترسمه .
و مع ذلك ، فإن سبب تصلب دينيس كان مختلقاً تماماً .
“آستر . أنتِ ترسمين جداً حقاً ! هذا مدهش !”
“….؟!”
“هل رسمتِ هذه حقاً ؟ لا … لقد رأيتكِ .. مستحيل !!!”
لم يبدو أن إندهاشه الذي عبر عنه متأخراً أنه سيتوقف .
كانت عيناه مستديرة كالأرنب و أطلق الكثير من المدح .
لقد كان دينيس متحمساً جداً للمرة الأولى .
“هناكَ الكثير من الناس اللذين يفعلون هذا .”
“أين ؟ أنا لم أرهم من قبل .”
كانت خدود آستر التي لم تكن معتادة على المديح مُحمرّة .
“آستر ، هذه نعمة من الله .”
نشأ دينيس وهو يتلقى تعليماً فنياً في سن مبكرة ، لذلكَ كان حسه الفني رائعاً .
لقد شاهد العديد من الأعمال الفنية ، وهناكَ العديد من الأعمال الفنية التي تسمى بالكنوز داخل الأسرة .
لعيون دينيس ، لم تكن لوحة آستر عادية على الإطلاق .
على الرغم من أنها كانت مجرد صورة لوجهه ، إلا أنها بدت مقدسة بشكل غريب . إلى جانب ذلك ، لقد كان يشعر أن عقله يتطهر .
كان دينيس مُعجباً بمهارات آستر .
لكن آستر كانت في حيرة من أمرها بشأن هذا الموقف .
‘أنا جيدة في الرسم ؟’
إمتلأت عيون آستر بعلامات الإستفهام .
“هل تعلمتِ الرسم في المعبد ؟”
“لا…. لم أستطع حتى أن أحلم بهذا لأن الورق نفد مني .”
“إذاً قد ولدتِ بهذه الموهبة .”
رفع دينيس إبهامه .
أصبحت قدما آستر تهتز بسبب مدحه لها .
“هل أنا حقاً جيدة في الرسم ؟”
“نعم ، يجبُ أن أخبر والدي ، لمن الخسارة إفساد هذه الموهبة .”
“قال الجميع أنني لا أستطيع الرسم .”
قالت آستر هذا بنظرة قاتمة .
كان تعبير دينيس الذي كان لطيفاً للحظة قاسياً للغاية .
“من قال هذا ؟”
“الناس من المعبد .”
في ذهن آستر ، خطرَ على بالها الكثير من الكلمات التي لا حصر لها .
«لماذا لا تفعلين أى شيئ جيد .»
«أتركيها فقط . أنه طبيعي لأنها يتيمة .»
«لا تخبريني أنكِ ترسمين في أى مكان . أنه لأمرٌ محرج بالنسبة للمعبد.»
في كل مرة كانو يرون فيه لوحات آستر ، يقومون بتمزيقها .
لذا توقفت آستر عن الرسم أمام الناس .
“إنهم أشخاص سيئون . بالتأكيد كانو غيورين من موهبتكِ .”
لم يعجب دينيس بمظهر آستر القاتم .
عندما كانت ترسم ، إختفت هذه النظرة المتلألئة ، و نظرت بطريقة كما لو أنه لم يكن هناكَ أمل في العالم .
“آستر ، إنظري إلىَّ .”
دفع دينيس وجهه أمامها و تحدث إليها بنبرة لطيفة .
نظراً لأنهما كان لديهما إتصال بصري وجهاً لوجه ، لم يكن أمام آستر التي فقدت عقلها لوهلة بسبب أفكارها خيار سوى مواجهة دينيس .
“في المستقبل ، إفعلي كل ما ترغبين به دون النظر إلى أى شخص .”
في هذه اللحظة التي كانت آستر تحدق فيها في دينيس ، شعرت وكأنه شقيقها الحقيقي .
لقد تفاجأت عندما إعتقدت ذلك ، لذلكَ أصاب آستر الفواق .
مد دينيس يده البيضاء الطويلة و ضربَ رأس آستر .
“آه ، رأسي …”
إرتجفت آستر بسبب أن الأيادي البشرية غير مألوفة بالنسبة لها ، لكنها لن تتخلص من يد دينيس .
بعد ذلك .
كانت عيون آستر باهتة عندما غادر دينيس و أصبحت وحيدة .
بعد سماع تلكَ الكلمات التي لا تستحقها ، لم تكن تعرف ما إن كان هذا حلماً أم حقيقة .
نظرت آستر إلى الصور على الطاولة .
“….لدىَّ شيئ أجيده .”
ظننتُ أنني شخص بلا حاجة في هذا العالم .
كانت قوتي المقدسة صغيرة ، و لم أكن جيدة في أر شيئ .
لهذا السبب قد شعرت بالإرتياح بسبب مجاملة دينيس . بدا لها أنه كان يخبرها أنها يُمكن أن تكون في هذا العالم و أن هناك شيئ يُمكنها القيام به .
تلقت آستر التي كانت تريد ان تختفي فقط من هذا العالم تغيراً لم تكن مدركة له .
في ذهن آستر ، كان تفكيرها في الرغبة في عدم الموت ينمو .
“أريد أن أحصل على المدح مرة أخرى .”
تمتمت آستر قليلاً و لمست شعرها .
عادت عيون آستر البراقة إلى اللون الوردي الفاتح بدون أن تدركَ ذلكَ .
يتبع ….