A Magical feeling - 9
شعور ســـاحر- الفصل التــــــاسع
التقطت عصاي من الأرض بمشاعر معقدة.
لماذا كانت عصاي مع بي؟ حسنًا، ليس كأنني أستطيع أن أسألها الآن، أعتقد أنني يجب أن أعتبر نفسي محظوظة للحصول عليه مرة أخرى، اعتقدت أنني سأفقدها للأبد.
أنا وزيفير عدنا إلى المدير الذي كان لا يزال ينتظرني أمام العربة، لقد أومأ إلي “قلتِ وداعك؟”
أعطيته إيماءة غير ملفتة “يب، واستطعت مقابلة بي الميتة، حتى أنها أعادت عصاتي إلي”
صعدت إلى الداخل وأصبح تعبيره مظلم “انتظري… ماذا؟”
نظر إليه زفير بتعبير كريم “إنها مشكلتك الآن، استمتع بذلك”
تسلق الداخل وقفز على حضني، مسح ملابسي كما يفعل القط قبل أن يستلقي على حضني، داعبت فراءه الناعم، خرخر (يعني يقول بررر، حقت البسس) إجابةً لفعلي.
المدير صعد إلى الداخل بينما أعطاني نظرة متجمدة، بمجرد أن أغلق الباب، بدأت العربة بالتحرك، كما لو أننا نسافر، أمكنني فقط أن أحدق مباشرة إلى الأمام في المدير الذي يحدق في أيضًا.
كان غير مريح بشكل لا يصدق.
كسر الصمت “أي نوع من السحر تستخدميه؟”
….أي نوع من الأسئلة هذا؟
عبست “كل السحر”
“أي نوع من السحر تحبين؟”
“امم… كل أنواع السحر؟”
“آه”
“ممم”
الصمت تسلل للعربة مرة أخرى.
زيفير ضحك بسخرية بينما كان لا يزال يتظاهر بالنوم “هيه… كلاكما فظيعان في إجراء محادثة”
أنا والمدير على حد سواء التفتنا في وقت واحد وعبسنا لزيفير، دار على ظهره، ولا يزال يتظاهر بالنوم، بينما داعبت معدته، شعرت بغضبي يختفي.
مداعبة القطط هي علاجي حقًا.
بعد فترة، نظر المدير إلى النافذة “وصلنا إلى الأكاديمية”
نظرت إليها بدون انبهار “آهه، رأيتها من قبل”
“…معظم الناس سيكونون متحمسين لفرصة الدراسة هنا”
لاحظت نبرة خيبة أمله وابتسمت، تحدثت بشكل ساخر “أوه! عجبًا! رائعة جدًا أنا متحمسة جدًا!”
“همبف، لا تكلفي نفسك عناء التصنع”
أفسحت المجال للراحة “أوه جيد، كنت قلقة لثانية، أنا لست سيئة في التمثيل، لكنه حقًا يؤرقني”
عبوسه تعمق لصراحتي.
دارت العربة وتوقفت، فُتح الباب تلقائيًا، قفزت بسرعة، ورميت زيفير الذي كان في حضني نتيجة لذلك، تدحرج على الأرض وصرخ “أنتِ-أنتِ أيتها #@#%%$ اللعينة ال#@%#$!!”
تجاهلته بينما كنت أحدق في القلعة البيضاء أمامي، فُتح فمي “هذا أكبر بكثير مما ظننت…”
هل يمكن أن يكونوا مبالغين في التعويض عن شيء ما؟
المدير خرج من العربة “مندهشة الآن؟”
لقد أغلقت فمي وتظاهرت باللامبالاة “لا بأس، أنا بالتأكيد رأيت أفضل منها”
زفير أمال رأسه “أنا لم أرى”
قلبت عيناي، وأشار مدير المدرسة إلى برج ملحق بالقلعة “هذا هو المكان الذي سنعيش فيه”
عبست “في برج؟ إذا كنت أعيش في برج، ماذا ستدعوني؟ ربانزل؟”
نظر بحيرة “ألم تقولي أن اسمك ريكا؟ لماذا سأدعوك ربانزل؟”
لماذا يستمر الناس بأخذي على محمل الجد؟
أمسكت جبهتي بغضب “هل الجميع هنا حمقى؟”
“لا” ابتسم زيفير بخبث “فقط أنتِ”
حدقت فيه بينما مشى المدير “تعالي إلى الداخل، سأريك المكان”
تبعته بسرعة مع زيفير، كما تبعته، رأسي التفت يمنى ويسرى من أجل رؤية البرج بوضوح “لماذا تعيش في برج؟”
“كل المدراء السابقين عاشوا هنا”
“اييو، ليس فقط قديم، بل مستعمل أيضًا”
فتح فمه وأغلق العديد من المرات قبل أن يتمكن أخيرًا من التحدث “لماذا أنتِ صعبة الإرضاء؟”
هززت كتفي تحت نظرته الغير مصدقة، دخلنا داخل البرج وأدركت أنه كان أكبر بكثير في الداخل مما كان عليه في الخارج، لاحظ المدير نظرتي المحتارة وأوضح “هناك سحر على المبنى لجعله أكبر في الداخل”
نظرت حولي ولاحظت أنه يبدو أن هناك شيئًا مكتوب على الجدران “آه، أرى ذلك الآن”
ووجد المدير هذا غريب ورفع حاجبًا “ترين ذلك؟”
أعتقد أنه لا يستطيع رؤية العلامات الزرقاء على الجدران.
أجبت بشكل غير مقنع “…لا؟”
“…حسنًا”
وتوجه إلى الغرفة الكبيرة “هذه هي الغرفة الرئيسية، إذا اتبعنا ذلك الرواق، فإنه يؤدي إلى المطبخ وقاعة الطعام، الآن إذا اتبعنا هذه السلالم لأعلى…”
تثاءبت ونحن نتسلق السلالم الحلزونية إلى الطابق الثاني.
قال “هنا نستقبل الزوار”
نظرت إلى الغبار على الطاولة ومسحت إصبعي على طول ذلك، عبست باشمئزاز على الخط المتكون، التفت إلى المدير “هل هناك أي زوار لاستقبالهم؟”
وجهه ارتعش “ليس…عادة”
أووف.
قام بتطهير حنجرته “دعينا نستمر، الطابق التالي هو المكتبة”
عيناي لمعتا من صفوف أرفف الكتب “مدهش!”
أومأ “الأكاديمية لديها المزيد من الكتب، يمكنك العثور على أي شيء هناك، ولا تقارن هذه المجموعة بها”
مسحت الدموع غير الموجودة من عيني “مدهش حقًا”
“حسنا… الطابق التالي هو فقط للديكور”
نظرت إلى الطابق الرابع وعبست عندما رأيت نبتة محترقة لا تزال في وعائها “هل هذه هي النبتة التي أحرقتها؟”
لم ينظر حتى إلى العذر المؤسف للنبات “أوه؟ أنا لم أحرقها، لقد اشتعلت فيها النيران فقط”
“صحيح… ولماذا لا تزال محتفظًا بها؟”
“أعتقد أنه لا يزال يمكنها العودة للحياة، تحتاج فقط بعض الماء”
وجهي ارتعش “لا أعتقد أن الماء سيحلّ ذلك”
“دعينا نستمر”
تبعته لسلالم أخرى، حرص زيفير على أن تلتف ظهورنا قبل أن يلعب بالشجرة المحروقة التي لا يزال عليها ورقة. (هو ما يلعب يلعب، بس سوا حركة تسويها القطط، اكتبوا swatting cat في السيرش و تفهمون وش أقصد)
الشجرة انهارت فجأة إلى كومة من الرماد.
ذُهل بينما كان ينظر حوله مع تعبير مذنب، برؤية أنه لم يتم القبض عليه، ركض ليلحق بنا.
وصلنا للطابق التالي “هذه غرفة عملي”
نظرت حولي لرؤية الأوراق تتدلى حول كل مكان، شعرت بفمي مرتجف “أين الأرضية؟”
“عند قدميك”
نظرت للأسفل وتمتمت لنفسي “لا أعتقد أنها كذلك”
تجاهلني وتحدث “يمكنك أيضًا استخدامها كما تريدين، هناك الكثير من المساحة”
“أين؟ تحت كل الصناديق والأوراق؟”
“أي مكان، الآن إذا واصلنا…”
واصل أن يريني المزيد من الطوابق، بدأت أتنفس بشدة كما أجبرت نفسي على الاستمرار في الصعود، لقد شهقت من أجل الهواء “كم….. تبقى؟!”
“القليل بعد”
أصبحت أتأوه “هل هناك مصعد؟”
رفع حاجب “مصعد؟ ما هذا؟”
لا يوجد مصعد في هذا العالم؟!
شعرت وكأنني سأتقيأ “سوف أموت..”
زفير ابتسم بسخرية “إنها مجرد بضعة سلالم، لماذا تبدين وكأنكِ ستسقطين ميتة؟”
كافحت لالتقاط أنفاسي “أنا لا أملك… لياقة جسدية…”
ضحك زفير على ألمي “هذا أقل ما يقال”
لوحتُ بقبضتي عليه لكنني لم أملك الطاقة لضربه.
انتظرني المدير في أعلى الدرج “هذا الطابق يحتوي على غرفتي والطابق التالي يحتوي على غرفتك، كانت تستخدم سابقًا كغرفة للضيوف، لذا فهي فارغة قليلًا”
أخيرًا وصلت إليه ولاحظت أن الطابق العلوي كان فيه سرير كبير واحد مع قطع قليلة من الأثاث، نظرت حولي “غرفتي في العلية؟”
أومأ “لديها أفضل إطلالة… إذا كنتِ لا ترغبين بها يمكنني ربما تفريغ غرفة أخرى”
لوحت بيدي “لا، لا بأس بالعلية، إنها أفضل من العيش في القبو”
أجاب بنبرة عنيدة “القبو يستخدم للتخزين، إنه ليس مناسب للمخلوقات الحية”
لماذا هذا الرجل جاد جدًا؟
مشيت في جميع أنحاء الغرفة وعبست من الغبار المستقر على كل الأثاث “أليس لديك أي خادمات؟”
تكلّم بلباقة “أنا لا أحب أن يلمس الغرباء أشيائي”
ومع ذلك، تركت طفلة مريبة تعيش معك؟
هززت رأسي “إذًا فقط تدع المكان يتسخ؟ ألا تنظف أبدًا؟”
“أنا مشغول جداً لتنظيفه”
“مشغول جدًا بقتل النباتات؟”
“….توقفي عن ذكر النبتة”
تنهدت “أيا كان، لا بأس، التنظيف ليس بالمجهود الكثير”
أومأ لي “إذًا، سأتركك لترتاحي”
بعد أن غادر، سحبت عصاتي من جوربي، لوحت عصاي و تم تنظيف الغرفة على الفور، أرجعت شعري للوراء ووضعت عصاتي في جوربي قبل أن أنهار على السرير الكبير، تمددت بسعادة “واو… هذا السرير أفضل بكثير من الذي كان لدي في عالمي الآخر”
تأكد زيفير أننا بمفردنا، فجأة *بوف* تغير من ثعلب إلى شكله الشيطاني الحقيقي، جلست على السرير عندما ذُهلت من مظهره، كان أمامي رجل بالغ نصف عاري ذو مظهر وجسد رائعين، أنفي بدأ ينزف عندما رأيته يتمدد.
تحدث بكسل “آغهه… أشعر بالارتياح جدًا بالتمدد، أن تكون في كل هذا الفرو هو تقييدي جدًا، أريد فقط أن أترك جلدي يتنفس”
غطيت أنفي وهزت رأسي بسرعة “لا! لا! غير مسموح!”
نظر إليّ بتساؤل “إيه؟ ما هو الغير مسموح!”
كنت لا أزال متعبة وغاضبة من صعود كل تلك السلالم في هذا الجسم الطفل، رؤيته كبالغ، ومظهره رائع كذلك، ملأني بالاستياء، حدقت فيه “لا يسمح لك أن تبدو هكذا!”
على الأقل ليس وأنا أبدو هكذا!
زيفير لم يفهم قصدي بعد “إيه؟ إيه؟!! هكذا ماذا؟!”
ضغطت أسناني وفرقعت أصابعي، إستعملت قوتي ’كمالكة‘ لتغيير شكله بالقوة، سحابة مظلمة بدأت تدور حوله.
صرخ “إيييييييه؟!! انتظري! ما الذي تفعلينه؟!!”
الدخان غطاه تمامًا.
وعندما تبدد أخيرًا، صبي صغير حول عمري تُرك واقفًا، لون بشرته كان طبيعيًا وكان لديه شعر أسود قصير مع خصلة فضية واحدة فيه، وكان فوق رأسه أذنان شبيهتان بالقطط.
تفقد جسده في حالة من الذعر “ج-جسدي! ماذا حدث لجسدي؟!! أنتِ!! ما الذي فعلته؟!!”
ابتسمت بوقاحة “إذا لم أستطع أن أكون بالغة، إذًا أنت لا يمكنك”
أخرج لسانه في وجهي “ليس خطأي أن البشر يفتقرون إلى القدرة على التحول!”
نظرت بعيدًا بعفوية “ألن يكون غريبًا أن يتبعني رجل بالغ هكذا؟ سنكون بارزين كثيرًا في الخارج، ناهيك عن نوع الأشياء التي سيقولها الناس، هذا أفضل بكثير”
“ليس أفضل على الإطلاق!!!”
تجاهلته “الآن كل ما تحتاجه هو قميص وبنطال حقيقي”
زمجر فيني “يمكنك تحويلي إلى صبي صغير، ولكن لن تجعلني أبدًا أرتدي قميص”
ضحكت بظلمة “راقبني”
أسرعت إلى أسفل الدرج ووجدت المدير، صرخت “هل لديك قميص وبنطال يلائمان قطتي؟”
وجهه ارتعش، لكنه لم يستجوبني، سحب قميص من خزانته ورفعه.
هزت رأسي “يجب أن يكون أصغر”
لوح بعصاه وانكمش.
هززت رأسي “أصغر”
استمر بكمشه حتى أومأت “هذا يفي بالغرض”
أخذته منه وأسرعت للأعلى، مددت القميص إلى زيفير الذي شبّك ذراعيه، أشرت إليه “ارتديه”
هسهس (يعني هسسس) “مطلقًا”
“ار-ت-ديه”
أخرج لسانه “اذهبي و%$-“
فرقعت أصابعي وتجمد، مشيت ووضعت عليه قميص بأزرار، نظرت إلى البنطال، ثم مرة أخرى في وجهه، جفلت بإحراج طفيف “اعذرني…”
“أنتِ وحش لعين”
تجاهلته ووضعت البنطال، أرجعت شعري للوراء بانزعاج “أنا أكره إلباس الأطفال”
لقد صرخ بإهانة “أنا لست طفل! أنا أبلغ أكثر من ألف عام من العمر أيتها القذرة!”
ضحكت بشدة “كان بإمكانك خداعي، من الواضح أنك تبدو كطفل”
ابتسم بوقاحة “إذا كنت طفلًا لأنني أبدو كطفل، فماذا يجعلك هذا؟”
وجهي ارتعش “…لأنك قلت ذلك، أنا سأغلق الزر العلوي حتى”
وجهه أصبح غاضب “أتعلمين، بمجرد أن تفكِّ تجميدي أنا سوف أمزق كل شيء”
ابتسمت بظلمة “أود أن أراك تحاول”
فرقعت أصابعي مرة أخرى، حررته من تعويذة التجمد التي وضعته فيها، ابتسم وحاول على الفور تمزيق القميص…
…مع ذلك، لم يتزحزح.
عبس وسحب بقوة.
وأقوى.
وأقوى.
سحبه حتى تتدحرج على الأرض “لماذا لا يُنزع؟!”
وضعت يدي على الوركين “السحر أيها أحمق”
بعد أن تكللت محاولاته بنزع القميص بالفشل، حدق فيّ “لماذا تريدين قتلي؟!”
“أقتلك؟ لماذا تتصرف بهذه الدراما؟ إنه مجرد قميص بأزرار”
“إنه يخنقني!!!”
“…إنه مجرد قميص”
“شريرة مقرفة مقززة-“
فركت جبهتي “لماذا تعرف فقط كيف تشتم؟ ألا تعرف أي كلمات عادية؟”
توقف عن التخبط في الأرجاء والتف لي بتعبير شرير، شبك ذراعيه وسخر مني “بالمناسبة، هنالك دم على ثوبك”
رفعت حاجبي ونظرت لأسفل إلى ثوبي المغطى بالدماء من أنفي، شعرت فجأة بدوار.
بدأ جسدي بالتمايل.
صوتي ظهر وكأنه كان في حركة بطيئة “أوه… هذا… ليس جيد”
انهرت على سريري وغبت عن الوعي، زيفير مشى إلي ولاحظ أنني فاقدة الوعي، نقر جبهتي “عا*رة”
(ملاحظة الكاتبة: هذه ذكرى من حياة البطلة السابقة)
فتحت الباب وأغلقته ورائي، أمامي كانت غرفة مختلفة استخدمتها في عالمي الأول، حدقت في المرآة ورأيت فتاة صغيرة ذات شعر أسود قصير تنظر.
لم تبدو سعيدة جدًا.
مشيت إلى سريري الصغير وجلست، أصدر صريرًا.
تنهدت “ألم يكلفوا أنفسهم عناء شراء سرير جيد؟ ماذا حدث لكل أموالهم؟”
…حسنًا، أفترض أنني أعرف، إنهم فقط لا يصرفونها علي.
استلقيت ببطء ونظرت إلى السقف، السرير لم يكن مريحًا جدًا، ولا كان كبيرًا جدًا، على الرغم من أنني كنت قصيرة، قدمي لا تزال تخرج من نهاية السرير بما أنه لم يكن طويلًا جدًا، استلقيت هناك لفترة ولم أتزحزح من مكاني.
لم أرد أن أتحرك.
أردت فقط أن أتمدد هنا لبقية حياتي.
…ولكن لم أكن أبدًا قادرة على البقاء في مكان واحد لفترة طويلة جدًا.
وقفت وخرجت من غرفتي، بيتي الجديد لم يكن صغيرًا، لكنه لم يكن كبيرًا مثل آخر واحد، مشيت إلى أسفل الصالة أشعر بالأرضية الخشبية أسفل قدمي كما نظف إصبعي على طول الجدران الفارغة بجانبي، لاحظت ضوء على خلف الباب المغلق.
وقفت أمام ذلك الباب أناقش نفسي ما إذا كان عليّ أن أطرق الباب أم لا، في النهاية، قررت أن أطرق الباب.
لم أسمع رد.
هو بالتأكيد بالداخل.
فتحت الباب مترددة ورأيت رجلًا في منتصف العمر على مكتب، يكتب بعيدًا بلهفة، لم يكن لديه أي تعبير بينما كان ينظر إلى الشاشة من خلال نظارته مربعة الشكل.
طهرت حنجرتي “أبي؟”
لا ردّ.
تحدثت بصوت أعلى قليلًا “أبي”
“هم؟”
في تلك المرة همهم كما لو أنه سمعني، ولكن كان لدي شعور أنه لم يكن حقًا يولي اهتمامًا، اقتربت ونظرت إلى شاشة حاسوبه المحمول لأرى ماذا كان يفعل.
هو يعمل مجددًا.
عبست “أبي، هل يمكننا الذهاب لزيارة المدينة؟ أعتقد أن هناك متنزه قريب”
لقد همهم دون أن يبذل أي جهد لينظر بعيدًا عن شاشته.
نظرت لأسفل قدمي وواصلت الحديث “يبدو أن هناك حيوانات برية يمكنك إطعامها هناك، أليس هذا رائعًا؟ إنها مدينة، ولكن هناك غزال وأرانب، أتذكر عندما أطعمنا الغزلان عندما كنت أصغر؟ كان ممتعًا حقًا، اعتقدت أننا يمكن أن نفعل ذلك مرة أخرى”
كل ما سمعته هو صوت الكتابة.
ضغطت على أسناني سوية بينما إستمر بتجاهلي، زمجرت “لماذا لا تستمع إلي؟!”
لا ردّ.
صرخت “أبي!”
فجأة، استدار مع وهج على وجهه، لقد تقلصت في الخوف عندما رأيت مظهره العنيف، بصق بغضب “ريكا! أنا أعمل الآن! أخبرتك ألَّا تزعجني وأنا في العمل!”
انتحبت “لكن أنا-“
“يكفي!” صرخ مما جعلني أجفل، عاد إلى حاسوبه المحمول وتمتم “أخوك ما كان ليكون وقحًا جدًا”
ارتعشت جسدي واشتدت قبضتي، عضضت شفتي، أريد أن أصرخ.
على أية حال، في النهاية، يمكنني فقط أن أنظر إلى قدمي بينما ترتعش شفتاي.
خففت اشتداد يدي ومشيت إلى الباب، توقفت في المدخل ونظرت إليه، صوتي ظهر ضعيفا “أنا… لا أريد الذهاب لمدرسة جديدة… ألا يمكنني البقاء مع جدتي؟”
نقر لسانه “لقد ناقشنا هذا بالفعل، جدتك كبيرة جداً على أن تنزعج معك، إنها مجرد مدرسة جديدة، الآن أغلقي الباب واتركيني لأعمل”
عبست وأنا أهمس بألم “ألا تهتم على الإطلاق؟”
لم يرد.
لم يكن عليه ذلك.
كانت إجابة ذلك السؤال واضحة.
تركت الغرفة خلفي بصمت، أهتم بإغلاق الباب ببطء، عندما وقفت في الرواق، رائحة لذيذة وصلت إلى أنفي، أغمضت عيني واشتممت.
أمي تطبخ شيء ما.
معدتي قرقرت كرد فعل، لقد فركتها بينما تتبعت تلك الرائحة إلى المطبخ،كان هناك عدة أطباق من الحلويات وطعام شهي المظهر، فُتح فمي عندما لاحظت فطائر الليمون على الطاولة، وصلت لأحد الأطباق لكن يدي تلقت صفعة، سحبتها إلى الوراء وفركتها بعبوس.
أمي حدقت فيني “لا تلمسي، هذه لأخيك”
راقبتها وهي تلتقط الأطباق وتأكدت من أنها تبدو مثالية، تمتمت إلى نفسي بحقد “أخي لم يحب حتى فطائر الليمون، كان يطلبها فقط لأنه كان يعلم أنني أحبها”
أمي لم تكن منتبهة، لذا هي لم تسمع تمتمتي.
وضعت الأطباق على صينية كبيرة وخرجت من الباب، تبعتها بسرعة وترددت في المدخل، عبست عندما لاحظتها تضع الأطباق على مذبح أمام لوحة. (المذبح شيء يحطون عنده صورة الميت وجنبه شموع وكذا، أعتقد أغلبكم يعرفه)
عيني توسعت “ماذا؟! سوف تقدمينها كلها له؟!”
نظرت إلي بازدراء “هذه هي المفضلة لأخيك، لمن سأعطيهم غيره؟”
نظرت إلى الأطباق المليئة باستياء “ألم تصنعي لي شيئًا؟ أنا أتضور جوعًا!!”
لوحت لي لأذهب “إذًا اذهبي إلى الخزانة. هناك بعض معكرونة فورية الصنع”
“معكرونة فورية الصنع؟ أتريدني أن آكل المعكرونة الفورية عندما صنعتي كل هذا؟!”
تجاهلت انفجاري وابتسمت للصورة، تحدثت إلى الصورة بصوت جميل لم تتحدث به معي أبدًا “كيف؟ أتحب المنزل الجديد؟ أليس لطيفًا؟ إنه أصغر من آخر واحد، ولكن المال لا تسير بشكل جيد في المدينة كما فعلت في بلدتنا، على الأقل ما زلنا نعيش أفضل من المعظم”
صرخت “أمي!”
واصلت تجاهل حضوري تمامًا “أعتقد أنك كنت ستحب الجامعة هنا، ذهبت وزرتها ذلك اليوم، أخبرتهم أن ابني حصل على منحة دراسية كاملة لذا أردت التأكد من أنها مناسبة له، إنها حقا جامعة لطيفة، اخترت جيدًا جدًا، هيه… في الواقع، هذا ليس مفاجئًا، كنت تعرف دائمًا ما هو أفضل بعد كل شيء”
شددت قبضتي بينما استمعت إلى حديثها إلى الهواء الرقيق، ألا تراني واقفة هنا؟! هل تتجاهلني؟!
من هذه الفكرة، شعرت فجأة بحريق لا يمكن إخماده في روحي، كنت غاضبة جدًا، مشيت لأقرب طبق وأخذت فطيرة ليمون وحشرتها في فمي، ابتلعتها دون أي عناء لمضغها، اختنقت من الفتات ولكن لا يهمني حتى كم احترقت، التفتت أمي إلي بوهج وأمسكت يدي، منعتني من حشر المزيد في فمي.
صرخت “اتركيها! هذه لأخيك! ليست لك!”
يدي لم تتحرك، كانت امرأة ضعيفة، لكنها كانت لا تزال أقوى مني، ابتسمت بمرارة “ليس وكأنه يستطيع أكلهم، إنه ميت-“
*صفعة*
اتسعت عيناي بينما نبض خدي بألم، لكنني لم أزعج نفسي بلمس خدي المتورم.
لم أُرد إعطائها الرضى لمعرفة كم آلمتني تلك الصفعة.
التفتت إلى الصورة وابتسمت، واصلت الحديث بالهراء كما لو أنها لم تضربني للتو، انتقلت عيني ببطء إلى الصورة حيث نظرت إليها بعيون فاقدة بريقها.
أنا لا أريد أن أكون هنا بعد الآن.
قدماي تحركت لوحدها وقبل أن أدرك، كنت أمشي على طول الطريق إلى المتنزه، جلست على مقعد وراقبت الناس يطعمون الحيوانات من حولي بلا تعابير، الأطفال ضحكوا بينما كان الغزال يأكل من أيديهم، حدّقت في الأطفال بحسد بينما كان آباؤهم يراقبونهم بحبّ انعكس بوضوح في أعينهم.
أعيني أُغلقت ببطء…
عندما فُتحت، تغير المشهد أمامي.
كنت جالسة أمام مرآة بينما كان شخص ما يمشط شعري، عيوني حدقت في الانعكاس على المرآة، أدركت على الفور أن الانعكاس ملك لمالكة الجسد الذي شغلته.
الفرق الوحيد كان أنها كانت تبدو أصغر بكثير من عندما استيقظت لأول مرة في جسدها.
صوت لحني غنى من خلفي، نظرت في الانعكاس ولاحظت امرأة ذات شعر طويل تمشط شعري بلطف، ولكن، لم أستطع رؤية وجهها، كان كما لو أن شخص ما قد شوشه.
أين هذا المكان.
أهي ذاكرة من الفتاة الذي سرقت جسدها؟
وضعت المرأة فرشاة الشعر، أمكنني سماع الإبتسامة في صوتها “هنا، انتهى كل شيء، أليست ابنتي الأجمل في العالم؟”
عيناي التفتتا إليها دون إخفاء اشمئزازي، عبست لإنعكاسها في المرآة بحقد “أنتِ لستِ أمي”
حركاتها توقفت.
تحدثت بمرارة أكثر “أمي لن تمشط شعري أبدًا، أمي لن تغني لي أبدًا، أمي الحقيقية كرهتني”
“ضوء روحي الذهبي…” (فيه تلاعب بالكلمات في الجملة، بشرحه نهاية الفصل)
صوتها بدا مثل الهمس المهدئ كما داعبت شعري مع هالة لطيفة، بينما أصابعها مسحت شعري، شعرت وكأن جلدي مغطى بالثلج من لمسها، ولكن، لم أشعر بالبرد.
لقد كان مريحًا.
صوتها الناعم تردد في أذني “فتاة سخيفة، أنت ابنتي الجميلة، مهما كنتِ تقولين، سوف تكونين دائمًا ابنتي، هذه الأم ستغني من أجلك، هذه الأم ستمشط شعرك، هذه الأم ستحبك، مهما كان عمرك”
“همبف” نظرت إلى أسفل في يدي الصغيرة دون تعبير، في أعماقي، شعر صدري بالدفء.
ضحكت بخفة “الآن… ماذا عن أن نخرج لتناول بعض الحلوى؟ هل تريدين شيئًا حلوًا لتأكليه؟”
“…فطيرة ليمون”
“هم؟”
ابتعدت عن المرآة لأنظر إليها بوضوح، كررت أكثر وضوحًا “أريد أن آكل فطيرة الليمون”
بدت عاجزة تحت نظرتي الثابتة، أطلقت تنهدية “حسنًا… سنذهب لإحضار فطيرة ليمون أخرى… اعتقدت أن الأطفال من المفترض أن يكرهوا تلك الفطائر المرّة”
قذفت شعري فوق كتفي عندما وقفت “إنها ليست مُرّة…”
————–
التلاعب في الكلمات اللي صار إن الأم قالت “my golden rei of sun” وهنا صارت ري كأنها ضوء الشمس، طبعًا غيرت فيها شوي يوم ترجمتها، إن شاء الله فهمتوا
كل فصل لازم يكون فيه لمسة من الغموض، أحد لاحظ إن أم البنت قالت ري؟ هل هو منجد بس تلاعب بالكلمات ولا صدق كمان اسمها ريكا؟! معقولة لهم نفس الأسم؟! وكمان قالت نروح نجيب فطيرة ليمون مرة أخرى، يعني هذي مو أول مرة! صحي شيرلوك هولمز اللي بداخلي ههههههه