A Magical feeling - 8
شعور ســـاحر- الفصل الثــــــامن
المدير سحبني بعيدًا، للتأكد من حماية عيني من المشهد، لم أتكلم بينما سحبني بعيدًا عن البناية، وكشف أخيرًا عن عيني، ثم أرسل رسالة باستخدام عصاه.
أردت أن أقول شيئًا ولكن وجدت أن فمي كان مخدر.
زفير مشى إلى جانبي، هادئ بشكل غريب، حتى هو لم يملك كلمات لما رأيناه للتو.
من قد يفعل هذا….. لأطفال؟
ارتجفت وأمسكت ذراعي بعبوس، يبدو أن المدير لاحظ شيئًا ونظر إلى الأسفل في وجهي، وضع يده على رأسي وربت على شعري، أنا تجمدت كما شعرت أنه محرج ليربت على رأسي.
هاااه؟! هل غريب الأطوار هذا يربت على رأسي؟!
نظرت إلى أعلى مع حاجب معقد فقط لرؤيته يحدق في وجهي مع مثل هذه النظرة الحادة، لقد جعد حاجبه وبدا مخيفًا جدًا “اهدأي” (هو قال there there، يقصد إنه يواسيها لأنها طفلة، بس ما عرفت أكتبها)
ما هذا بحق-؟!
أهكذا تواسي الناس؟!
معظم الأطفال في عمري سينفجرون باكين من هذه المحاولة السخيفة!
قبل أن أتمكن من إبعاد يديه، مجموعة من الرجال ظهروا فجأة من دائرة سحرية، المدير سحب يده بعيدًا بينما كان يحدق في الرجال.
هرع قائد الجيش الملكي بذعر “م-ما الأمر هذه المرة؟!”
المدير عبس في وجهه كما لو كان منزعج.
القائد ابتلع ريقه وقام بتغيير كلماته “أعني… ما الأمر يا سيدي؟”
انتقلت نظراتي بين الاثنين، عجبًا! رجل الثلج هذا لا بد أنه يملك الكثير من النفوذ إذا كان بإمكانه تخويف ذلك القائد الوقح.
القائد عادة ما يكون وجهه ساخر دائمًا، لكنه الآن يرتجف كطفل صغير!
لاحظ القائد ابتسامتي الساخرة وحدّق بي، تعبيره أصبح سيئًا “إنه أنتِ! ماذا فعلتِ هذه المرة؟!”
فُتح فمي بغضب “أوي! أيها الجبان! ما الذي يجعلك تعتقد أنني فعلت شيء؟!”
المدير أعطاني نظرة صامتة قبل أن يلتفت إلى القائد “أنت تعرفها؟”
القائد شبك ذراعيه “بالطبع أعرفها، هذه هي الفتاة التي عانت من ردة فعل عكسية عنيفة للسحر والتي أحرقت تقريبًا جزء من المدينة، إنها مجرمة تحتاج إلى أن تزج إلى السجن قبل أن تسبب المزيد من الضرر!”
لماذا لا يزال يعاملني كمجرمة؟!؟!
لم أفعل أي شيء!
آرغغه!!!
أريد أن أضربه!
زيفير لاحظ غضبي وضحك بخداع <<لمَ لا تقتليه فقط؟ أعتقد أنه يجب أن تقتليه، اقتليه اقتليه اقتليه!!!”
شبكت ذراعي متجاهلةً زيفير الذي كان يقفز حولي <<لا أستطيع، هنالك الكثير من الشهود العيان>>
زيفير: <<اقتلي الشهود؟>>
رمقته بنظرة <<لا>>
القائد نقر لسانه “لمً تحدقين بي أيتها الآثمة؟ لا بد أنكِ تواقة للحبس، ربما تملكين مرافق، لكن يمكنني هزيمتك-“
قاطعة المدير بنبرة مسيطرة “هذه هي الفتاة التي أنقذت كل هؤلاء الأطفال والأمير”
“بسهولة..” تجمد القائد قبل أن يصرخ “انتظر، ماذا؟!”
المدير اقترب منه بطريقة تهديدية “لذا لو كنت مكانك، لراقبت لساني خشية تجميده”
رمشت بتفاجؤ ونظرت إلى المدير، هل دافع عني؟
تلعثم القائد “محال لهذه الآثمة-“
“لديها اسم” ذكّره المدير بنبرة باردة.
أومأت بعجرفة “هذا صحيح!”
أومأ القائد بخوف “صحيح… اسمها… اسمها هو؟”
المدير فتح فمه ثم تردد، الجميع التفت ليحدقوا بي.
أعتقد أنني لم أقدم نفسي… ولكن كيف نسي القائد اسمي إذا كنت آثمة سيئة السمعة!
دست بقدمي في إنزعاج “ريكا، اسمي ريكا ومن الأفضل ألا تنسى ذلك”
القائد أرجع شعره للوراء “صحيح… ريكا، ولكن كيف لهذه الفتاة الصغيرة أن تهزم منظمة بأكملها بينما جيشي لم يستطع حتى تعقبهم؟”
المدير ردد “لأنها قادرة وأنتم جميعًا أغبياء”
“هاه!!” ضحكت بصوتٍ عال.
يروق لي هذا الرجل!
القائد كان غاضبًا من الإذلال، لكنه لم يملك الشجاعة ليتجادل مع المدير، لقد نظر فقط “إذا لم تفعل أي شيء خاطئ، لماذا استدعيتنا قائلًا أن هناك حالة طارئة؟”
المدير فتح فمه قبل أن يحدق بي، قابلتُ عينيه ورفعتُ حاجبًا.
لم هو متردد؟
طهر حنجرته “ريكا… هل يمكنك أن تعذرينا للحظة؟”
عبست “أوه… حسنًا؟”
ما هذا؟ وقت الراشدين؟
باه!
رميت شعري للوراء ومشيت بعيدًا منزعجة، زيفير تبعني عن قرب، لقد تحدث تخاطريًا <<تعرفت على تلك التقنية المحظورة في دار الأيتام، تُستخدم لاستخراج المانا بالقوة من أجل استهلاكها، من قام بفعل ذلك يجب أن يكون شيطان، أستطيع أن أشعر بذلك>>
أجبت <<أعلم>>
زيفير <<كيف لكِ أن تعلمي؟ باه! بشرية حمقاء! هل افترضتِ فقط أنه لأن شيئًا سيئًا حدث، أنه خطأ شيطان! بلهاء! غبية! قمامة!>>
شاهدت مدير المدرسة والقائد دخلوا ملجأ الأيتام للتحقيق بينما استمر زيفير بإهانتي قاطعته <<لا، قلت ذلك لأنه نفس الضباب الغريب الذي رأيته عندما استخدمت سحرك، إنه يحيط بالمبنى تمامًا كما أحاطني>>
فتح زيفير فمه بحيرة.
نظر إلى المبنى.
نظر إلي.
نظر إلى المبنى مرة أخرى ليتحقق قبل أن يلتف إلي.
زيفير: <<ما الذي تتحدثين عنه؟! أيتها الفتاة الصغير المجنونة!! لا يوجد أي ضباب!!!>>
نقرت جبهته <<أخبرتك، أنا لست فتاة صغيرة>>
ابتسم بسخرية <<كيف يمكنني أن أنسى، أنتِ راشدة من عالم آخر، باه! مجنونة! من سيصدق هذا؟!>>
<<إنها الحقيقة!!!>>
زيفير وضع يده على فمه وضحك <<في الواقع، هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ما إذا كنتِ تقولين الحقيقة أم لا>>
رفعت حاجب <<أوه؟>>
ابتسم زيفير بوقاحة <<يمكنك أن تعطيني الإذن لأدخل عقلك>>
<<ألست داخل عقلي بالفعل؟ أستطيع سماعك تصرخ باستمرار>>
<<أيتها الحمقاء! إنه مختلف! أنا أتحدث إليك عن طريق الاتصال التخاطري الممكن فقط مع المرافقين، عقلك مختلف تمامًا، كل ذكريات الشخص مخزنة في ما يسمى ’مكانهم السعيد!‘ لن تكوني فقط عاجزة عن الكذب، ولكن سوف يظهر شكلك الحقيقي، ولا حتى الشياطين يمكن أن تختبئ هناك>>
توسعت عيني <<إيه؟ حقًا؟ لم أكن أعلم أن سحر كهذا متواجد>>
نظر زيفير بتعجرف <<إنها تقنية شيطانية عتيقة، عدد قليل جدًا من الشياطين قادرون حتى على تعلمها ولم يكن هناك إنسان واحد يعرف ذلك، كنت الوحيد الذي كان قادرًا على تعلمها من سيدتي، لا أحد آخر يستطيع>>
بدا فخورًا جدًا بنفسه، لم يسعني سوى أن أقلب عيني، ومع ذلك، توقفت عندما لاحظت شيء غريب <<سيدتك؟ لم أعلمك أي شيء>>
أصبح تعبيره شرس <<حمقاء! غبية! أنا لا أتحدث عنك! لدي سيدة واحدة فقط وليست أنتِ!!!>>
<<إيه؟ أكان لديك سيدة بالفعل؟ لا بد أنك ضعيف جدًا إذا كان شخص آخر قادر أيضًا أن يحولك إلى مرافق>>
<<لم تحوّلني إلى مرافق! بلهاء! لقد كانت معلمتي! أنا كنت تلميذها المفضل، لقد علمتني كل شيء أعرفه وهي أقوى مما قد تتمنين أن تكوني! الآن هل ستدعيني أدخل أم لا؟!>>
وجهي ارتعش <<حسنًا، أيًا كان، تفضل، ادخل، أو أيًا يكن، لكن لا أعمال طريفة>>
هز رأسه بتعبير بريء <<لا أعمال طريفة، لا تقلقي، يمكنك أن تثقي بي بالتأكيد~>>
ضاقت عيني على محاولته أن يتصرف ببراءة، أنا بالتأكيد لا يمكنني الوثوق به… ولكن أنا فضولية أيضًا.
أوه حسنًا.
ما أسوأ ما قد يحدث؟
هززت كتفي وجلست على جذع بينما قفز زفير لحضني، أغلقت عيناي بينما مد زيفير جبهته لجبهتي، ضوء معمي غطى رؤيتي…
—-……………….—-
(ملاحظة الكاتبة: هذا ليس من منظور أحد)
في فراغ الفضاء، ظهر الشكل الحقيقي لزيفير فجأة، لقد أعاد شعره للوراء ووضع يديه على وركيه بكل فخر، عادة، يكون الناس قلقين بشأن رجل نصف عاري يتجول، ولكن هذا لم يكن مكانًا حقيقيًا، ارتدى قطعة قماش واحدة تغطي الجزء السفلي بينما عرض صدره العضلي بفخر.
بينما كان يمشي في الظلام، ابتسم بخبث “حسنا أيتها الفتاة البشرية الغبية… دعينا نرى كل ذكرياتكِ، لا بد من وجود شيء هنا يمكن استخدامه كأبتزاز”
وبينما كان يمشي، بدأ الفضاء من حوله يتجسد إلى مدخل كامل مع إطارات فارغة، توقف وعقد حاجبيه.
المنظر كان غير مألوف له، وكان متأكدًا من أنه لم ير مثل هذا المكان في الأراضي البشرية أو الشيطانية، ويبدو أن الأرضية مصنوعة من الطوب المزيف، ولكن بدلًا من أن تكون قاسية ووعرة؛ كانت سلسة ولامعة.
كان هناك بلورة غريبة من الضوء على السقف الذي آذت عينيه بينما كان يحدق فيها، إعتقد أنه كان ضوء سحري في البداية، لكنه سرعان ما اكتشف أنه لم يكن سحر على الإطلاق.
أيا كان هذا المكان، هو لم يرى أي شيء من هذا القبيل من قبل.
كان غريب تمامًا.
“أي نوع من الأماكن هذا؟ سيدتي أخبرتني أن المواقع في أذهان الناس أينما كانوا أسعد، ومع ذلك، هذا مريب للغاية”
قُطع حبل أفكاره بينما كان ينظر إلى الأطر الفارغة “إيه؟ لماذا لا توجد ذكريات؟”
عبس وهو يسير على طول القاعة الفارغة مع إطارات فقط على الجدران، توقف عندما لاحظ أن إطار واحد كان يحمل لوحة في داخله.
بدأت اللوحة تتحرك وهو يراقبها. (تتحرك كأنها شاشة تيلفزيون، مو تتحرك من مكانها)
رأى يد تصل إلى الباب الذي كان مفتوحًا بالفعل، ثم، اليد دفعت الباب.
قبل أن يرى ما وراء الباب، سُكب سائل أحمر من اللوحة، وتقطر على الأرض.
قفز إلى الوراء بذعر “هذا… مشؤوم”
خدش رأسه وهو يحدق في اللوحة “لا أعتقد أنني رأيت ذلك من قبل… هل ذكرت سيدتي ذلك؟”
هز كتفيه واستمر بالمشي أسفل قاعة الغريبة، توقف عندما لاحظ أن الإطارات الفارغة بدأت تحوي شيئًا.
على أية حال، لا تزال غير مكتملة، في واحد من الإطارات، لاحظ امرأة ذات شعر أسود قصير تمشي مع أطفال يتبعونها في صف.
كان نفس الممر الذي كان فيه الآن.
نقر على ذقنه “غريب..”
استمر ولاحظ أن تنفسه يزداد صعوبة.
سعل بينما أصبح الهواء ضبابي.
لوح بيديه “ما هذا الآن؟ لماذا يصعب التنفس؟”
لم يكن منتبه وفجأة اصطدم بشخص ما.
سقط على مؤخرته “آكك!”
فرك أسفل ظهره والتفت لرؤية ما اصطدم به، المرأة التي رآها في اللوحة كانت أمامه الآن، كانت تحدق في لوحة كبيرة أمامها بعيون عديمة الحياة.
لقد حك حاجبيه “…ريكا؟”
“امم” أعطته إيماءة دون أن تبعد عينيها عن اللوحة.
اتسعت عيناه “مستحيل! هل أنتِ حقًا من عالم آخر؟”
عيونها أصبحت ناعمة بينما كانت تحدق إلى الأمام “عالم مختلف… نعم في الأصل لم أكن من عالمك…”
صفع ساقه “مستحيل، لا أستطيع أن أصدق ذلك، هل أنتِ متأكدة أنكِ لست مجنونة؟”
“ربما أنا كذلك… لكن العالم الذي أنا في الأصل منه حقيقي”
“هممم” نقر ذقنه وتبع نظرتها إلى اللوحة الكبيرة، توسعت عيناه عندما أدرك أن اللوحة لم تتحرك، مما يعني أنها لم تكن ذاكرة، لقد نظر إليها عن كثب “هذه اللوحة…”
التفتت إليه أخيرًا بنظرة مشتعلة “ما رأيك؟ هل يستحق الموت من أجلها؟”
“هاه؟ الموت من أجلها؟”
صدى صرخة تردد خلال القاعة مما أجبر زيفير أن يغطي أذنيه من الألم.
جسد مجهول، مرئي ولكنه معتم، قفز من الحائط صارخًا “اخرج!!”
شعر زيفير بيديها الباردة تمزق جسده.
ذعر عندما انغرست أظافرها الحادة في جسده، مرسلة رعشة غير طبيعية إلى عموده الفقري.
قفز من عقل ريكا قبل أن تقتله تلك الأظافر الحادة حقًا.
(ملاحظة الكاتبة: نعود لمنظور ريكا)
زيفير أطلق صرخة بينما جلس.
قفزت بتفاجؤ من صراخه المفاجئ، لم يكن لدي أي فكرة عما كان مستاءًا جدًا حوله، كل ما رأيته هو ضوء أبيض معمي.
رمشت بارتباك “ماذا؟ ما الأمر؟”
أطلق تنهيدة و مسح حاجبه المتعرق “أ-أنتِ… فقط ما هو الشبح الذي أغضبته؟”
عيني توسعت “ش-شبح؟”
لقد حدق بي في شكله الحيواني “نعم، لديكِ شبح يعيش بداخلك”
ارتجفت وأنا أنظر له “لا تقل أشياء مخيفة… يمكنك محاولة إخافتي، لكنه لن يعمل”
هذا عالم سحري، ليس خارق للطبيعة، من المستحيل أن تكون الأشباح حقيقية.
هز رأسه “أنا لا أحاول إخافتك، أنا أقول لكِ الحقيقة، هناك شبح متعلق بكِ… ربما حتى روح شريرة”
هززت رأسي “مستحيل، الأشباح ليست حقيقية”
“…الأشباح حقيقية”
وجهي ارتعش كما ابتلعت خوفي “كيف تعرف؟ لا بد أن تكون خرافة!”
حدق بي بفم مصعوق قبل أن يتحدث “هل تعرفين ما هو الشبح؟”
“أجل! بالطبع أعرف! إنهم أناس موتى يحاولون إخافتك، يمكن أن يكونوا ودودين أو لئيمين”
صرخ بغضب “لا أيتها الحمقاء! إنهم أناس ميتون، لكنهم أرواح مغروسة بالسحر!”
“…مغروسة بالسحر؟”
نقر لسانه “اسمعيني أيتها الحمقاء! سأخبرك بهذا مرة واحدة فقط! الشبح هو الروح التي ماتت وهي تملك استياء (أو بغض، كراهية، ضغينة، حقد، غيض، كلهم يعطون نفس المعنى) أي شيء يملك مانا لديه القدرة على التحول إلى شبح أو روح بعد أن يموتون، ومع ذلك، لا يبقى سوى أولئك الذين يملكون الكراهية الشديدة أو الاستياء، لا يوجد شيء اسمه شبح ودود!”
ابتلعت ريقي “إذًا… الشبح بداخلي لئيم؟”
“لئيم؟ أكثر شراسة! لقد كادت تقتلني! إذا كان شبح متعلق بك، وهذا يعني أنكِ موضع استياءهم أو كراهيتهم (السبب في كراهيتهم) لن يغادروا حتى يرتاح استياءهم أو كراهيتهم، معظم الوقت يتم ذلك فقط عن طريق قتل المضيف”
ارتعشت، هل يمكنني تبادل هذا الجسد لشخص ليس لديه شبح متعلق به؟
أرجوك وشكرًا لك؟
حدق بي بحسم “إذًا، من الذي قتلته؟”
“لم أقتل أحد!… حسنًا…… لا أعتقد أنني فعلت على الأقل… أنا لست متأكدة، هل يمكن أن تكون المالكة السابقة لهذا الجسد؟”
هز رأسه “مستحيل، الشبح المرتبط بك امرأة بالغة”
“آهه! إذًا كانت أنا من عالمي السابق؟”
صفعني بمخلبه “لا! أيتها الحمقاء! رأيت جسدك الحقيقي، وأيضًا رأيتها، لقد كنتما مختلفتين تمامًا”
أردت فقط أن أدعي أنني لا أملك شبح بداخلي.
صوتي تحدث بأنين “ألم تستطع على الأقل أن تدعني أن أعيش في حالة إنكار؟”
“مستحيل” نظر إلي عن كثب “إذًا؟ من هي؟ كيف وصلتِ إلى هنا؟ هل يمكن أن تكون السبب في ذلك؟”
“ليس لدي أي فكرة حقًا، استيقظت في هذا الجسد في وسط الأحياء الفقيرة…” عيناي أضاءتا وأنا أتذكر شيئا “آه! استيقظت بجانب جثة! لقد قالوا أنني كنت أحاول إعادتها للحياة… هل يمكن أن تكون هي؟”
“هذا يبدو مرجحًا… لمن كانت؟”
“أعتقد أنهم قالوا… والدة هذا الجسد؟”
زفير ضحك “من المحتمل أنها غاضبة أنكِ سرقتِ ابنتها”
أمسكت رأسي بيأس “آآههه!”
مال أكثر بابتسامة خبيثة “إنها على الأرجح تنتظر اللحظة المناسبة قبل أن تمزقك في نومك”
نقرت جبهته “توقف عن محاولة إخافتي!”
فرك جبهته “توقفي عن ضربي! قاسية! وحشية!”
لكن هل حقًا هناك شبح بداخلي؟
شعرت برعشة باردة فوق عمودي الفقري، هززت رأسي “لا! أنا لا أحب ذلك، أريدها خارج الآن، أحتاج إلى طارد أرواح”
أمال رأسه “طارد أرواح؟”
“أَحتاج لشخص ما كالكاهن ليخرج هذا الشبح مني، لقد رأيتهم يفعلون ذلك في الأفلام”
“أفلام؟”
“إنها مثل الصور المتحركة على الشاشة” برؤية تعبيره المشوش، هززت رأسي “لا بأس، أنا فقط بحاجة للتخلص من الشبح”
“أعتقد أنكِ فقط عالقة معها ،كما قلت، الطريقة الوحيدة للتخلص من شبح هو تدمير مصدر الاستياء والكراهية، هي حقًا لم تحبك…” عبس في وجهي وتمتم لنفسه “وأستطيع أن أفهم لماذا”
حدقت فيه “اخرس، إذًا أنت تقول أنني عالقة مع هذا الشبح… الغريب؟”
“حتى تموتين، يب”
“ولا توجد طريقة للتخلص منه؟”
“يمكنني أن أقتلك، هذا سيتخلص منه”
تنهدت ووضعت يدي على جبهتي “أيًا كان، لا يبدو أنه يسبب أي مشاكل في الوقت الراهن، لذا سأتجاهله”
تأرجح ذيله وهو يحدق بي بعيون متحمسة “بالمناسبة، لماذا رأسك فارغ جدًا؟”
وجهي ارتعش بغضب “هل تدعوني بالحمقاء؟ هل تريد أن تموت؟”
هز رأسه “لا! أعني لم يكن لديك أي ذكريات، كل ما رأيته هو مجموعة من الأطفال يتبعونك وباب كان مفتوحًا قليلًا”
جفلت “أوه..”
لقد أغلقت عيني وحاولت سرد ذكرياتي، ومع ذلك، كانت هناك فجوة كبيرة، يمكنني فقط أن أتذكر ذلك الباب…
لكن ما الذي كان خلف الباب؟
وما الذي حدث بعد أن أعطيت تلك الجولة للأطفال؟
هززت رأسي “لا يمكنني تذكر شيء آخر”
اتسعت عيناه “فقدان الذاكرة؟”
“هاه؟”
فجأة أصبح متحمس “سيدتي أخبرتني عن هذا! وقالت إن الذين يعانون من فقدان الذاكرة سيكون لديهم عقول فارغة”
فجأة أصبحت مهتمة و أملت للأمام تحسبًا “هل قالت كيف تحلها؟”
أومأ بسرعة “نعم! قالت: كل ما عليك فعله هو ألا تتذكر”
وجهي ارتعش “أي نوع من الهراء هو هذا الحل؟!”
“بشرية غبية! لا تقللي من احترام سيدتي! سيدتي أكثر حكمة مما يمكنك أن تأملي أن تحققي من أي وقت مضى!”
قلبت عيني “هل كنت معجبًا بسيدتك أو ما شابه؟ لماذا تستمر بالغناء في ثناءها؟”
“باه! انسانة غبية! أنا لا أستحق حتى أن أكون معجبًا بسيدتي! سيدتي كان جنية بدون مساواة، لم ير أحد كائن حي قوي مثلها منذ أن بدأ العالم ولن يروا آخر مثلها عندما ينتهي أيضًا!”
توسعت عيني “جنية؟”
أومأ “نعم! كانت جميلة وفاتنة!”
“كيف بدت؟”
“لقد بدت-” كلماته انقطعت، لقد عقد حاجبه “لا أتذكر كيف كانت تبدو… هل كانت بهذا الطول؟…لا، لا أعتقد أنني يمكن أن أتذكر، لكن! هذا لا يهم لقد كانت خارقة الجمال!! لا أحد يستطيع أن يقارن بها!”
لوحت بيدي “حسنًا، أيًا يكن، إنها جميلة، لكن نصيحتها ألا أتذكر عديمة الفائدة”
نقر لسانه “أنتِ حقًا حمقاء، كانت تعني هذا: كلما حاولت أن تستذكر الذاكرة، كلما كان الأمر أصعب، يمكنك أن تتذكر فقط عندما لا تفكر في ذلك، ستعود إليك بشكل طبيعي”
تنهدت “آهه… لا أريد الانتظار”
ابتسم بسخرية “حسنًا، مع الأسف، ليس لديكِ خيار، إذا أجبرتها، عندها بالتأكيد لن تعود”
أفسحت المجال للتنهد وأملت إلى الوراء، فركت جبيني، لكن لماذا لا يمكنني أن أتذكر؟ لم يكن لدي مشاكل في الذاكرة من قبل..
في تلك اللحظة، القائد والمدير عادوا إليّ، القائد نقر لسانه “لقد استدعينا الرئيس، هو يجب أن يكون هنا قريبًا ليكتشف ما العمل معكِ”
رئيس مكتب التحقيقات السحرية ظهر فجأة من دائرة سحرية وهرع بسرعة، كان يرتعش بشدة بينما كان ينظر برعب “ما الأمر؟”
“اهدأ” صوت المدير البارد قاطعه.
جفل والتفت نحو صوته ببطء، تعبيره أصبح صارم “المدير ألدريتش…”
أومأ له “الرئيس جونزا”
نظرت للإثنين بحيرة، ما خطب هذا الجو المتوتر؟
بينما انخرط الرئيس والمدير في حبل ملحمي، مشى جندي آخر “أوي! انظر إنهم الإخوة مارلو!”
القائد رفس الرجل في معدته، أرسله طائرًا وهمس “لا تجعل هذا أسوأ!”
اندفعت “إخوة؟!”
التفت إلي المدير بتعبير بارد “نعم، ألم يكن بإمكانك أن تعرفي؟”
نظرت إلى الاثنين، أحدهم كان دافئ، أما الآخر كان كالجليد.
ارتعش فمي “…لا”
الرئيس تجاهل شقيقه وابتسم في وجهي، انحنى إلى مستواي “ريكا! هل تتذكريني؟”
رفعت حاجب.
كيف لي أن أنسى؟
كدت أن تُرسلني إلى السجن.
ابتسمت في وجهه “أتذكرك! أنت العم الذي لم يرد تبنيني، وضعتني في دار الأيتام هذا وهو ما سبّب اختطافي وموتي تقريبًا”
“…” لقد طهر حنجرته بحرج “آه… نعم، كان ذلك أنا”
زيفير ابتسم بوقاحة بينما كان يراقب وهو يهز ذيله.
تحدثت “إذًا، ماذا يريد العم؟ إرسالي إلى دار أيتام آخر حتى يتم اختطافي مرة أخرى؟”
“أجل… لا… أعني…” قال وهو يتنهد “لم أكن أعرف أن الآنسة دين كانت من هذا النوع من الأشخاص، لقد كانت شخصية حسنة السمعة تصرفت بشكل صالح ومستقيم”
القائد سخر “أيًا من كان وراءها هو حقًا لا يرحم، لم يترك أحد على قيد الحياة”
عيني توسعت “لا أحد؟”
كان صوت الرئيس جليديًا، بنبرة مماثلة لنبرة أخيه “قائد لو، هل يجب أن أذكرك بأن هناك طفلة أمامك؟”
وتحت نظرة الرئيس، أغلق القائد فمه فورًا، نظر بعيدًا بوخزة من الذنب ولكن لا يزال يحافظ على عبوسه الساخط.
التفت لأنظر إلى دار الأيتام ولاحظت الرجال يخرجون نقالات مع بطانيات تغطي الأشخاص عليها، قبل أن أتمكن من رؤية المزيد، فجأة وقف شخص أمامي، يحجب بصري، نظرت إلى الأعلى لأرى وجه المدير الجليدي.
أمسك خدي وأجبرني على النظر إلى الرئيس.
الجميع “….”
تحدث المدير بنبرة باردة “لا تنظري، إنه سيء”
الرئيس كان عاجز عن الكلام “هذا… أنا-“
جعدت حاجبي.
لمَ هو يجبرني على عدم النظر؟ لقد رأيته بالفعل.
الرئيس أخيرًا سحب عينيه بعيدًا عن المدير وطهر حنجرته بشكل غريب، التفت لي “تم استدعائي لأنني بحاجة لجلبك إلى منزل جديد”
ضحكت وأجبت بشكل ساخر “صحيح، لأنك من الواضح أفضل شخص لهذا العمل”
وجهه ارتعش “…صحيح، حسنًا، سآخذك إلى مكان جديد، أعدكِ أنكِ لن تواجهي نفس المصير هناك كما فعلت هنا، سأطمئن عليك شخصيًا لأتأكد”
قلبت عيوني، عظيم، ملجأ أيتام آخر، كان يجب أن أبقى في تلك الغابة.
“سوف أتبناها”
رؤوسنا التفت في نفس الوقت إلى المدير الذي كرر جملته “سوف أتبناها”
الرئيس رمش بعدم تصديق “أنت- أنت”
كرر ما قاله مجددًا “سوف أتبناها”
صوت القائد تصدع “لماذا تتبناها؟ إنها آثمة! لقد عانت من ردة فعل عكسية من محاولتها إحياء الموتى! حتى أنها عذبت هؤلاء الرجال بالثلج!”
ألقى المدير عليه نظرة حادة “ولهذا السبب أريد تبنيها، المانا الخاصة بها لا حصر لها، وهي أقوى من أن تتركها وشأنها، إذا كانت تعيش معي، يمكنني تعليمها بشكل صحيح”
القائد تلعثم “ل-لكن..”
هز الرئيس رأسه بسرعة “لا أعتقد أن هذه فكرة جيدة بمعرفتي لشخصيتك”
لم يبدو أن المدير يهتم “سيكون الأمر على ما يرام”
ضاقت عيون الرئيس بشكل حاسم “هل اعتنيت بطفل من قبل؟”
“لا”
“هل سبق وأن اعتنيت بأي شيء حي؟”
“أجل”
“أوه، هذا جيد، للحظة كنت قلق-“
قبل أن ينهي جملته، قاطعه المدير “لقد اعتنيت بنبتة من قبل”
تجمد وجه الرئيس “…نبته؟”
“أجل”
ابتلع الرئيس ريقه بشعور مشؤوم “ما الذي حدث لتلك النبتة؟”
“…ماتت”
اشتدت تعابير كُلًّا من القائد والرئيس، سأل القائد ببطء “كيف ماتت؟”
“كانت ميتة طبيعية”
أطلق الرئيس أنفاسه التي كان يحبسها “أوه… كانت طبيعية…”
أومأ المدير “يومًا ما، اشتعلت فيها النيران”
الجميع “….”
ابتسم زيفير “يا له من سبب طبيعي”
التفت إلي المدير “في النهاية، إنه قرارك أن تتخذيه… هل تفضلين الذهاب إلى دار الأيتام أم تأتين للعيش معي؟”
لسبب ما، صوته لم يكن واثقًا كما كان من قبل.
نظرت إليه بحذر.
لدي خيارين.
واحد: الذهاب إلى الميتم وكره كل دقيقة.
اثنين: الذهاب مع هذا الرجل الذي بالكاد أعرفه.
لماذا أشعر وكأنني ألعب لعبة؟ لقد كنت دائمًا رهيبة في اتخاذ هذه الأنواع من القرارات.
بدا أن عيون المدير ترتعد قليلًا عند ترددي، لقد تذكرت هالته الوحيدة وأطلقت تنهيدة.
أعطيته إيماءة “سأعيش معك”
“عظيم” المدير عدل مظهره “سوف أعلمك كل شيء أعرفه”
أومأت “لطالما لن تشعلني في النيران”
عبس “…لا وعود”
هز الرئيس رأسه “للتفكير أن هذا اليوم أتى أخيرًا، اعتقدت أنني سأموت قبل أن تحظى بطفل”
المدير مشى بجانبه بتعبير بارد “لم ينتهي اليوم بعد”
اذنه ارتفعت من سماع هذا “ه-هاي! هل هددتني للتو؟!”
التقطت زيفير من مؤخرة عنقه وتبعت المدير، نظرت إلى الرئيس و قلت “هذا ما تحصل عليه لمحاولة إرسالي إلى دار أيتام”
أنزل رأسه بخزي كما تخطيته، نظرت أعلى للمدير “إذًا، أين سنذهب؟”
“الأكاديمية”
“دراسة؟”
“لا، أنا أعيش هناك”
“أووه”
نظر إلي بعيون خالية من المشاعر “عربة أم إنتقال؟”
“عربة!” صرخت بسرعة.
لا يمكنني تحمل إنتقال آخر.
لوح بعصاه، وفجأة ظهرت عربة مع حصانين كبيرين يسحبونها، حدقت في ذلك في رهبة لقد فتح من أجلي “جاهزة؟”
كنت على وشك أخذ خطوة ولكن تردد، التفت إلى دار الأيتام التي يتم تنظيفه الآن، كان لدي مشاعر مختلطة بينما كنت أحدق إلى المكان الذي كرهته واحتقرته.
تحدثت للمدير “أيمكنني قول الوداع أولًا”
نظر إلى الملجأ وأومأ “اذهبي”
تركت جانبه وذهبت إلى الشجرة حيث سمعت بي تبكي لأول مرة، وضعت زيفير أرضًا ونظرت إلى الشجرة بحزن، صفقت بيدي سويةً واغلقت عيناي.
تحدثت بصوت عال إلى لا أحد “بي، إنها أنا، أنا آسفة، أنا نوعًا ما تنمرت عليك وانتهى بي الأمر بتشويهك، كان ذلك وقاحة مني وأنا أرى ذلك الآن، أنتِ لم تستحقِ ذلك، أنتِ لم تستحقِ أيًا من هذا… على الرغم من أنني أعتقد أن هذا لا يهم الآن، ولكن، أردت فقط أن أعلمك أن المدير كان سيعرض عليك وظيفة، لم يكن عليكِ العيش في الشوارع…”
أخرجت تنهيدة ثقيلة “أنا حقًا آسفة…”
صوت بالغ الرقة همس “شكرا لكِ…”
عيناي فُتحت ونظرت للأمام لأرى ضباب غريب اتخذ هيئة بي.
وجهي شحب بينما تجمدت في مكاني.
ابتسمت في وجهي قبل أن تُسقط شيء على الأرض وتتلاشى.
لا زلت لم أتحرك.
صرخ زيفير “مستحيل! لقد حللتِ استياء شبح!”
فمي لم يتحرك.
وكزني “أوي، هل أنتِ بخير؟ يبدو أنكِ سوف تفقدين الوعي”
“ماذا كان ذلك؟!”
صرختي المفاجئة جعلته يجفل “كم مرة يجب أن أقولها ؟ شبح! ش- ب- ح! هل أنت غبية أو ما شابه؟”
أمسكت رأسي “أعتقد أني سأفقد الوعي..”
“لا تفقدي الوعي هنا، حمقاء، لن أحملك”
جلست جلسة القرفصاء وأنا أمسك جسدي المرتعش، قفز ونظر إلى شيء على الأرض “أوي، لقد أسقطت شيئًا”
نظرت بشكل غريب والتقط، اتسعت عيني عندما تعرفت على العصا الخشبية الناعمة.
عصاتي؟!
أومأ كما لو كان مندهش “واو، إذا كانت تستطيع أن تمسك الأشياء إذًا لقد كانت شريرة، من الجيد أنكِ حللت استياءها، لو لم تفعلي، لكانت قتلت مجموعة من الناس”
مسحت العرق البارد من جبيني “رائع، أراحني سماع هذا، شكرا جزيلًا لك”
هو لم يفهم سخريتي وأومأ بفخر “العفو”
وقفت مرة أخرى ممسكة عصاي “إذا تمكنت من إخراج الشبح الذي بداخلي؟ هذا مطمئن”
“هاه؟ أوه، لا، ذلك لم يكن الشبح الذي عالق في جسدك، لا، لا تزال هناك بداخلك”
وجهي ارتعش “عظييييييم..”
————————-