A Magical feeling - 5
شعور ســـاحر- الفصل الخامـــس
جلست فوق الجدار الحجري المرتفع وذراعي مشبكة وساقي تتأرجح، عيناي ركزتا على الغابة التي كانت بجانبي، لقد نقرت إصبعي بانزعاج.
رجل بكى عند قدمي بجسده المغطى بالجليد باستثناء رأسه، زحف الجليد أعلى أكثر مما جعله يصرخ “أنا حقًا لا يمكنني أن أقول!”
أصبعي نقر بشكل أسرع بصبر فارغ “لا يمكنك أم لن تفعل؟”
“الاثنين!”
أغلقت عيني أخذت نفسًا عميقًا.
يا لها من فوضى.
ذهبت إلى جميع مواقع مخابئ المتاجرين للعثور على فيكي وإنقاذ بقية الأطفال، ولكن، فيكي لم تكن في أي موقع، وعلاوة على ذلك، لا يمكن لأحد أن يخبرني ما إذا كانت هناك أو أين هي الآن، كل من أخذ شحنات الأطفال لم يذكر أين أخذوا بعد ذلك، منذ أن أطلقت الألعاب النارية للسلطات لتأتي، كان من الواضح أن الذين أخذوا الأطفال من غير المحتمل للغاية أن يعودوا
وفي النهاية، كل ما نجحت فيه هو إسقاط معسكرات الاتجار وإطلاق سراح الأطفال.
الآن، من المحتمل أنكم متعجبون بأنني إستطعت حتى الإطاحة بكل المواقع الستة، ومع ذلك، لم يكن الأمر بتلك الصعوبة، بما أنني لا أملك خبرة في القتال، قررت التسلل بدلًا من الهجوم المباشر، بما أنني أستطيع رؤية آثار السحر، أي أفخاخ وضعها المتاجرون لم تكن قادرة على منعي، أمكنني أن أخطو فوقها أو أتجنبها تمامًا، أيضًا غطيت نفسي أيضًا بالأوراق واختبأت بين الشجيرات حتى لا يتم رصدي.
هل هذا هو شعور أن تكون نينجا؟……إنه ممتع.
على أي حال، كنت قادرة على التسلل بنجاح وحتى أنني جمدت الرجال بالجليد حتى قبل أن يعرفوا أنني كنت هناك.
لقد غادرت هذا المكان على وجه التحديد آخر مرة منذ أنها كانت القاعدة الرئيسية للعمليات والذي سببت لي أكبر قدر من الصداع، بدأت في استجواب الرجال الأسيرين محاولةً العثور على فيكي، لكن هذا كان بدون فائدة، لقد بدلت التكتيكات وحاولت معرفة من وراء هذا المخطط بدلًا من ذلك، أعلم من خبرتي أن هذه الأنواع من المنظمات دائمًا ما يكون منظمها شخصًا في القمة، ادعوني بمصدقة لنظرية المؤامرة، لكنه دائمًا شخص لديه المال أو السلطة.
ضغطت على أسناني على الرجل الذي عند قدمي “أنت على وشك أن تتجمد حتى الموت، أخبرني من وراء هذه المؤامرة!”
الرجل أجهش بالبكاء “لا يمكنني… أنا حقًا لا يمكنني…”
من كان يظن أن هؤلاء كانوا مخلصين! على الرغم من أنني هددت بتجميدهم بالصقيع، لا يزالون لن يخبروني! إنه مشدد للغاية!
أتمنى لو كان بإمكاني استخدام السحر لجعلهم قول الحقيقة، ومع ذلك، لا أستطيع حتى التفكير في طريقة للقيام بذلك مع السحر، ليس فقط أنه ليس هناك تعويذة سحرية أعرفها حاليًا، لكن لا أستطيع تخيل كيفية فعلها أيضًا.
إنفجرت عليه “هل يمكنك أن تقول شيئًا لعين آخر غير لا يمكنني؟”
ارتجف أكثر “أنا حقًا لا يمكنني أن أقول!!”
“آرغهه! عديم الفائدة!”
التقطت الأوراق التي بجانبي، قررت أن أبحث من خلال كل أشيائهم للعثور على أثر منذ أن ظلوا يصرخون “لا يمكنني أن أقول! لا يمكنني أن أقول!”
ومع ذلك، هؤلاء البلهاء كانوا أذكياء بما فيه الكفاية للحديث بالرموز وتغطية مساراتهم،كان عليهم أن يكونوا من أتباع علف المدافع، لكنني لا أستطيع أن أكتشف من هو رئيسهم، الشيء الوحيد الذي يمكنني معرفته هو أنهم كانوا
خائفين من الرئيس أكثر بكثير من خوفهم مني.
أعتقد أن أساليبي ليست شريرة بما فيه الكفاية.
لقد قذفت الأوراق بغضب “هذا مثير للغضب! فقط أخبرني أين فيكي!! إلى أين ترسل الأطفال بعد أن تجمعهم هنا؟!!”
صرخ “أنا لا أعرف صديقتك ولا أعرف إلى أين يأخذون الأطفال! لقد أخبرتك بالفعل! أنا مسؤول فقط عن مراقبتهم! الكبار لا يخبروني أي شيء ما عدا ذلك! شعارهم هو “كلما قلت معرفتك، كلما طالت حياتك!” لا أجرؤ على تعلم المزيد!”
تسك، على الأقل شعارهم جيد.
قرصت أعلى أنفي وأطلقت تنهيدة منهكة “ماذا يمكنني أن أفعل الآن؟ لقد اصطدمت بجدار، أنا لست جيدة في التحقيق في الأمور لأنه مزعج جدًا… لكن هل يمكنني نسيان أمر فيكي؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟!”
فتحت عيني ونظرت إلى السماء بعبوس، هل يجب أن أترك الأمر للسلطات؟ أنا لا أثق بهم، ولكن ربما لديهم أناس متخصصون في هذا النوع من الأشياء، أتمنى لو كان بإمكاني تتبع آثارهم باستخدام السحر، لكن تلك الأطواق تجعل الأمر مستحيلًا.
فركت عضلاتي “أعتقد أنني سوف أترك الأمر للسلطات… أريد أن أفعل المزيد، ولكن لا يوجد شيء آخر يمكنني فعله”
حتى وعلى الرغم من أنني أملك عقل شخص بالغ، ما زلت في جسد طفلة، لدي حدودي وأنا لا أعرف حتى من أين أبدأ، من الأفضل ترك هذه المسألة لشخص لديه خبرة أكبر.
قفزت من الجدار الحجري وهبطت على الأرض دون جهد، رفعت العصا المقترضة في الهواء وأطلقت ألعاب نارية، بينما شاهدتهم ينفجرون في السماء، همهمت لنفسي، نظرت في المسافة ووجدت المناظر الطبيعية مغرية للغاية، الأشجار كانت خصبة والعشب أخضر، فوق قمم الأشجار، يمكنك رؤية الجبال الثلجية البعيدة التي تبلورت في الشمس.
هذا كان قد يكون لوحة جميلة جدًا، يا له من عار أنني لا أملك أي طلاء معي.
ابتسمت بهدوء وهمست لنفسي “لسبب ما، أشعر برغبة في المشي”
الآن بما أنني حرة ألا يجب أن أستكشف هذا العالم؟
تركت ورائي المخيم مع الرجال المغمورين تمامًا في الجليد باستثناء رؤوسهم.
بينما كنت أمشي في الغابة، أعجبت الجبال الثلجية، الجبال الشمالية كانت أكبر مما تخيل، يبدو وكأنها تمتد لأميال بدون نهاية، ألم يقولوا أن هناك جنية تعيش على هذا الجبل؟ أم أنها ماتت على هذا الجبل؟
…أوه، من يهتم أيًا منهما كان، إنها مجرد قصة شعبية مؤلفة.
تجاهلت هذه الفكرة وأخذت نفسًا عميقًا، البيئة هنا غير متأثرة تمامًا من قبل البشر، إنها الطبيعة في أنقى أشكالها، والتي لم أحظى بمقابلتها قط في عالمي السابق، الأشجار ضخمة وهناك أزهار تنمو في كل مكان، أنا لا أعتقد أنني قد ذهبت لنزهة عظيمةٍ كهذه من قبل.
مشيت من خلال الغابة ولاحظت أنه يبدو أن هناك وفرة من الطاقة،
إنه غريب، يبدو أن كل شيء أكثر إشراقًا والألوان تُمزج معًا وكأنها موضة تنويم مغناطيسي، صدري يبدو أخف وزنًا وتجاوزت خطواتي، أشعر أنه يمكنني بسهولة ضرب شخص ما الآن، إنه شعور مبهج…
في الواقع… إنه مبهج للغاية.
ماذا يحدث هنا بحق خالق الجحيم؟!
أملت على شجرة وأنا أضحك بجنون بينما أُمسك قلبي، شعرت أن قلبي كان سيقفز من صدري ويبدأ بالرقص، سمعت بعض الثرثرة ونظرت إلى الضوضاء، قدمي جُرت نحو الضوضاء كما لو تم سحبها من قبل قوة أخرى، دفعت الشجيرات ورأيت منظر لا يصدق أمامي.
كانت أجرام سماوية صغيرة ذات أجنحة صغيرة تطفو بالقرب من سطح بحيرة بيضاء حليبية، كان هناك بخار خافت يطفو على سطح الماء، لكنه لم يظهر وكأنه ربيع حار. المنظر الذي أمامي يبدو كشيء من لوحة خيالية.
همست لنفسي “…ما هذا بحق خالق الجحيم؟”
هناك بالتأكيد خطب ما في الهواء هنا.
فركت عيني لمحاولة طرد هذا الوهم بعيدًا، ومع ذلك، كانت الأجرام السماوية لا تزال تطفو فوق سطح الماء، لقد صفعت نفسي بعنف محاولةً إيقاظ نفسي، لقد لاحظوني الأجرام السماوية أخيرًا و “واجهوني” وتحدّثوا لأنفسهم “أهذه فتاة بشرية؟”
أجاب آخر “هذا ما يبدو، ولكن لا يوجد قرى بشرية بالقرب من هنا، لمَ هي هنا؟”
“هل هي ضائعة؟”
“إيه، من يهتم”
“ليخفيها شخصٌ ما، سوف يدمر عقلها ببحيرة سوجو المجددة للشباب”
عقدت حاجبي، بحيرة سوجو؟ أي نوع من الأسماء هو هذا؟ لا والأهم من ذلك، ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه؟ ولماذا أنا فجأة أشتهي المعكرونة الحارة؟
“البشر وفيرون جدًا، حياتهم تافه، فلماذا تهتم بعقلها؟”
“أعلم، ولكن أليس من المزعج مشاركتنا لنفس المكان؟”
“أهه… معك حق”
نقرت لساني في غضب “يا لها من حفنة من المغفلين، بأي حق تقول أن حياتي تافه؟ أراهن أنني أكثر أهمية من أي واحد منكم!”
توقفوا جميعهم عن الكلام و تجمدوا في الهواء، ثم أسرعوا بجانبي واكتظوا وكأنني وحش غريب، صرخ أحدهم “ألا تشعرون بشيء ما حيال هذه البشرية؟”
“أشعر وكأنها وحش يُحدق بشهوة على روحي! إنها مقلقة جدًا!”
وحش؟ عيناي حدقت في تلك الأجرام التي تحوم فوقي “حسنًا… هذا هو، لقد أُصبت أخيرًا بالجنون، هناك أجرام متوهجة تتحدث عن بحيرة سوجو مجددة للشباب ولديهم الجرأة لدعوتي بالوحش، لابد أنني أعاني من انهيار عقلي، هذا هو التفسير الوحيد”
يبدو أن كلماتي تسببت للأجرام أن يبدأوا بالاهتزاز.
هل هم… مذعورين؟
بدأت الأجرام تطير في الأرجاء وهم يصرخون “هل تستطيع سماعنا؟”
“لحظة لحظة لحظة! هل يمكنها رؤيتنا؟!”
“أيها الأحمق!! انظر إليها!”
“لا أريد ذلك! إنها مخيفة جدًا!!”
“جميعًا!! اهربوا بعيدًا!”
وأطلقوا صرخة عالية نبرة قبل أن يتبعثروا بعنف في اتجاهات منفصلة، تُركت وأنا أخدش رأسي “كان ذلك… غريب…”
هل هربت الكرات المضيئة تلك مني صارخةً؟
انحنيت إلى الماء ونظرت إليه، بتردد، أخذت رشفة، وبصقتها على الفور، قمت بفرك السائل من على شفتاي “ما هذا؟ لماذا هذا الطعم مثل كوكتيل يوكولت سوجو؟ (مشروب كحولي)
ولماذا الهواء يجعلني أشعر بالسُكر؟ آآآهه!
هربت بسرعة، تعثرت بقدمي، بمجرد أن هربت من البحيرة الغريبة، بدأ عقلي الضبابي يُُصبح أكثر وضوحًا، مسحت حاجبي وأنا آخذ نفسًا كبيرًا.
حقًا؟! ما كان ذلك؟! غريب جدًا!
قرقرت معدتي قاطعةً حبل أفكاري، أمسكت معدتي بعبوس.
آه، هذا صحيح، لم أتناول الطعام منذ فترة لأنني كنت مشغولة جدًا بمعسكرات الإتجار تلك، كنت أسرق حصص الإعاشة من كل مخيم عندما كنت أذهب إلى المخيم التالي، لكنني نسيت تمامًا هذه المرة.
أعتقد أنه يمكنني العودة والحصول على بعض الطعام.
استدرت وعبست.
ذلك يبدو… غير مألوف، أليس هذا هو الاتجاه الذي جئت من عنده من البحيرة؟ ولكن ليس هناك بحيرة بعد الآن… حسنًا، لا يهم، لا بد أنني ركضت أبعد مما كان متوقع.
التفت يمينًا.
أيضًا… غير مألوف..
التفت شِمالًا.
نوب، هذا منحدر، أنا بالتأكيد لم أتسلق منحدر… هل هذا يعني…
أنني تائهة؟!
بدأت بالركض في ذعر، لم أستطع التعرف على أي شيء، بدأت بضرب نفسي عقليًا لتشتتي، هل أستخدم السحر للعودة؟
…لكنني لا أعرف أي تعويذة سحرية قد تساعدني…
في هذا الجزء من الغابة، كان هناك الكثير من الشجيرات ولم أستطع أن أرى من خلالها، بدت كثيفة جدًا وخادشة بالنسبة لي حتى أجرؤ على محاولة تسلقها، صفعت جبهتي في محاولة للتفكير ولاحظت شجرة كبيرة.
حسنًا، يمكنني تسلق تلك، إذا وصلت إلى قمة الشجرة، سأكون قادرة على رؤية أكثر من ذلك، فركت يدي معًا وبدأت في تسلق الشجرة، كلما تسلقت، عضضت على شفتي.
واو، أتمنى حقًا لو قضيت المزيد من طفولتي في الخارج بدلًا من الاختباء في
الداخل، تسلق الأشجار صعب.
وصلت يدي لفرع.
*كرااااك*
شحب وجهي وتجمدت.
فجأة، كنت أهبط إلى الأرض.
صرخت وأنا أخرج مانتي لصنع منحدر ثلجي ليخفف الضربة، لحسن الحظ، لقد خفّف الضربة…
ولكن كان زلقًا جدًا، طرت إلى أسفل المنحدر الثلجي أسرع من زلاقة مائية، ارتدت وتدحرجت أسفل التل، اخترقت شجيرة كثيفة مغطاة بالجذور وأخذت السرعة عندما هبطت، انتقل التل إلى أعلى قبل أن ينزل مما جعلني أتلف في المنحنى مثل كرة يم قذفها من الجانب، شعرت وكأنها لعبة إيبك بينبول،
هبطت على الأرض في الأسفل وتوقفت أخيرًا.
هل هناك دم؟ هل أنزف؟! لقد ذعرت عندما تفقدت نفسي بسرعة، ثمّ تنفست بإرتياح، فيوو… لا دماء، لحسن الحظ العشب خفف من حدة سقوطي.
أجبرت نفسي على الوقوف بينما أبعدت الأوراق والأغصان العالقة في شعري، نظرت حولي مدركةً فقط كيف كنت ضائعة، كنت في وادي صغير بعشب يصل إلى كتفي، الأزهار الصفراء زينت العشب الطويل، كما مشيت من خلال ذلك، الرياح نسفت بلطف جعلها تبدو خلابة، أنفاسي توقفت هذا المنظر.
هذا العالم جميل بشكل مذهل، أتساءل إن كان لعالمي هذا المشهد المذهل؟
كما سعدت من ذلك المنظر، شعرت بوخز طفيف من الندم، لماذا لم أحاول رؤية العالم و مثل هذه المشاهد قبل أن آتي إلى هنا؟ أنا رسمت المناظر الطبيعية كثيرًا، ولكن لم أكن أرى حقًا ما أمامي، لقد رسمتها فقط لصقل مهاراتي.
شيء انعكس على ضوء الشمس وومض في عيني، شتت انتباهي، وكأنني ممسوسة من قبل قوة أخرى، مشيت نحوها، أمام كهف، كان هناك لوح حجري بنقوش معقدة، يبدو أنه قديم، لكنه كان لا يزال في حالٍ جيدة، السطح كان سلسًا وعكس صورتي على سطحه الشبيه بالمرآة، يبدو تماما مثل جوهرة هيماتيت. (نوع من أنواع الأحجار)
وصلت بشكل غير واعي إلى الأمام للمسه، إبهامي تعقب الرموز بلطف كما قدرت المهارة وراء هذا النحت.
فجأة، ضوء أحمر مشرق انفجر من خلال المنحوتات، فاجئني كثيرًا وبسببه تعثرت إلى الوراء، هبت الرياح والسماء المشرقة بدأت تتحول للون رمادي مع غيوم داكنة تحوم بشكل رهيب، السماء ثارت وأنا بسرعة وضعت يدي على عيني لسد الرياح المسببة للعمى، دائرة حمراء مشرقة على الأرض أضاءت، انتشرت حولي مع اللوح الحجري في المنتصف، الرموز السحرية على الأرض لمعت بإشراق، مخترقةً الأرض التي كانت قد خبأتها ذات مرة تحت العشب والتراب، بدأ اللوح الحجري بالاهتزاز، مما آذى أذني.
“موهاهاهاهاهاها!”
قلبي رن من الضحك الخبيث الذي يتردد صداه حولي، اهتز رأسي إلى الجانب في محاولة لمعرفة من أين يأتي هذا الضحك، إرتباكي وذعري فقط أثار الصوت الجسدي أكثر.
“هاها! إنسانة حمقاء ضعيفة! لقد ارتكبتِ خطأ فادحًا! الآن اركعي أمامي!”
رفعت حاجبًا، هل نعتني للتو بالإنسانة الحمقاء الضعيفة؟
حائط أحمر ينبع من الأرض، يحيط بي ويحصرني في الداخل، وسرعان ما سحبت عصاي واستعدت لما كان قادم “اليوم لقد ارتكبتِ خطأ إطلاق سراحي! ليس هناك مهرب لكِ! ولا حتى بكائك من أجل الرحمة سيساعدك الآن!”
نقرت لساني “من الذي يبكي؟”
“قولي وداعًا لحياتك البشرية التي لا قيمة لها! اليوم، أنا، زيفير العظيم! سأسرق جسدك! تشرفي أنني اخترتك كتضحيتي! اركعي أمامي!!!”
الدخان المتصاعد من اللوح الحجري بدأ بالتكثف، بدأت الرياح بالاندفاع نحوه مما جعل الدخان يكون دوامة، من الدخان، قمة رجل بدأت بالظهور، كان ذو شعر أسود حريري طويل مسدول على جسده العضلي، كان لديه خصلة رمادية في شعره والتي برزت مع ملامحه اللافتة للنظر، بشرته الرمادية الفاتحة تناقضت مع عينيه الحمراوين الشبيهتين بالجوهرة، على رأسه كان هناك قرنين منبثقين واحدٌ منهما كان يبدو أنه مكسور.
خجلت من مظهره عاري الصدر، أكره أن أعترف بذلك، لكنه صاحب بنية جسدية رائعة، وليس بذلك السوء.
بدأ الدخان في الارتفاع حوله كما أعطى ابتسامة عريضة، مد بيده نحوي “لا يمكنكِ الهرب مني، أنا الشيطان الذي خُتم لألف عام، استسلمي لي وأعدك أنني لن أؤذيكِ”
قلبت شعري بعبوس “هل كل شيطان بهذه الدراما؟”
كنت سأخاف، لكن دخوله كان مسرحيًا جدًا، كان كوميديًّا تقريبًا.
لقد تجاهلني ونظر إلي بالأعلى والأسفل بعبوس مستاء، نقر لسانه “لماذا كان يجب أن تكون فتاة صغيرة؟ أكره هذه الأجساد أكثر من أي شيء آخر، مثير للاشمئزاز..”
رفعت حاجب “المعذرة؟ من الذي تدعوه بمثير للإشمئزاز؟”
لدي شعور بأن هذا الشيطان وقح ويستحق صفعة جيدة.
لقد تغاضى عني وتجاهلني كما لو كنت مجرد هواء “لا يهم”
طار إلى جسدي دون سابق إنذار وشعرت بشعور مقزز عندما دخل، سحقت أسناني بإشمئزاز بينما شعرت أن الحشرات تزحف داخل جلدي، الدخان الأسود غطى جسدى من الداخل وبدا كأنه انتشر خلال عروقى، جلدي اقشعر كشعور شلل ينتشر من خلال أطرافي، الشعور الأجوف في الداخل جعلني أشعر بعدم الراحة، أردت أن أصرخ.
آكك! أشعر وكأنني ممسوسة من قبل شبح أو شيء من هذا…
انتظر… هل يمكن أن يكون هذا هو الاستحواذ الشيطاني؟
هاه، أعتقد أن فيكي كانت محقة، الشياطين حقا تستحوذ أجساد البشر.
تضاءلت رؤيتي حتى أصبحت في وسط ظلام بلا أي شيء حولي، ضحكاته ترددت في أذني، مربكةً إياي “الآن اخضعي نفسكِ لي! من هذا اليوم فصاعدًا، أنتِ تنتمين إلي!”
“أخضع؟” شعرت أن اللهب كان يشتعل داخل صدري.
في ظلمة عقلي، صوت آخر تداخل مع صوت زيفير، لقد كان صوتًا مألوفًا، لكن ذلك الصوت المريح أرسل رعشة خلال جسدي،صوت كان ملفوفًا بالحب الطاغي، التملك، والنية الخبيثة “أنتِ تنتمين إلي..”
الغضب اندلع من خلال عروقي، شددت على قبضتي بينما أنظر إلى العدم، بصقت “أنا لا أنتمي لأحد”
دُفعت للأمام خلال الظلام وشعرت بمقاومة تدفعني للخلف، كان مثل جدار غير مرئي أمامي، يمنعني من التقدم أكثر، وضعت يدي على الجدار الخفي وبدأت في الضغط بقوة أكبر، ضغطت على أسناني وأجبرت نفسي على التقدم خطوة أخرى إلى الأمام.
“إيه؟” يبدو أن صوت زيفير كان مرتبك “أوي”… ماذا تفعلين؟ أوي!”
تجاهلته ودفعت أكثر، أمكنني سماع قلبي يرتعد بصوت عال في أذني عندما حاولت كسر الحاجز الخفي، فكّي اشتد من الجهد بينما رئتاي ضُغطت من المحاولة، شعرت أن عروقي كانت تنفجر في رأسي، ولكن لم أستطع الاستسلام، ابتلعت الدم المتصاعد في فمي كما أجبرت نفسي على وضع المزيد من القوة.
أرفض أن أكون ضحية.
شقوق بيضاء بدأت بالتشكل من مكان دفعي انتشروا على طول الجدار غير المرئي حتى فجأة، تحطم بإرسال شرائط تشبه البرق عبر الفضاء المظلم، مشيت إلى الأمام على الرغم من شعوري بأن جسدي كان يتم تمزيقه.
الصوت ذعر “لا! توقفي! ماذا تفعلين؟! لا تذهبي إلى هناك!”
تجاهلت نداءاته ودخلت غرفة غريبة بدون فتحات أو مخارج، جذور امتدت على الجدران الحجرية المتصدعة، في منتصف الغرفة، كان هناك طاولة حجرية صلبة مع طحالب تنمو فوقها، لم يكن لدي أي فكرة كيف دخلت هناك، ولكنني لم أهتم أيضًا، عيناي سُحبتا إلى الجوهرة العائمة فوق الطاولة، كانت جوهرة ذات لون أحمر دموي جاذبة ومغرية للأعين.
اقتربت منها، مفتونة بجمالها.
“لا لا لا! لا تلمسي ذلك! انتظري! توقفي! أنا آسف! فقط لا-“
وصلت إلى الأمام وأمسكت بالجوهرة، توقف صوته على الفور وتم استبداله بصراخ متقلص، تجاهلته ونظرت إلى الجوهرة، ابتسمت “أتعلم، أنا حقًا ضد استعباد الكائنات الحية الأخرى والمخلوقات، لكن، لقد أغضبتني حقًا، أتعتقد أنه يجب أن أنتمي إليك؟ هاه! دعنا نرى كيف تحب الانتماء إلى شخص ما!”
“لالالالالالا! توقفي!! سأفعل أي شيء!!”
تجاهلت نداءاته وسكبت مانتي في الجوهرة، من ذاكرتي، قمت بنحت الرموز التي رأيتها في كتاب كان يستخدم لإجبار العقود مع المرافقين، صرخته المؤلمة ترددت من الجدران مع كل نقش وضعته في الجوهرة، أنهيت العقد بينما صرخته كسرت الجدران حولي أكثر، مع الرمز الأخير المضاف، شعرت بجسدي يُقذف فجأة إلى الوراء، اصطدمت بجسدي الحقيقي وفتحت عيني.
سطوع العالم الحقيقي خفت فجأة حتى استطعت رؤية محيطي، سمعت أنين عند قدمي ونظرت لأسفل لأرى مخلوق رائع يشبه القط ينظر إلي بضجر،كان لونه رمادي داكن مع نتوأتين صغيرتين للقرون على رأسه، طرف أذنه كان رمادي فاتح..
صرخ المخلوق ” أيتها البغيضة البائسة #$@%&$ @$%#$ بشرية!!! ما الذي فعلته بي!؟!”
عيناي أضاءت “كيااا! يا لك من شيء ظريف!!”
“إيه؟” رمش بارتباك من ردي.
انخفضت وعانقت القط “ظريف جدًا!!! آه!! أنت فقط ألطف قط على الإطلاق!!!”
ارتعش القط بين يدي محاولًا الهرب “اتركيني! أوي! أيتها البشرية البغيضة! اتركيني قبل أن @$#%^*&@$%!!”
ضحكت “أوو! القط الصغير لديه لسان بذيء!”
لقد صرخ بين ذراعيّ “من تدعينه بالقط الصغير أيتها اللعينة!!”
أومأت وعانقته أقوى “أنت على حق، أنا آسفة، أنت لست قط صغير، أنت قط كبير! قط رقيق لطيف!!!”
“أنا حتى لست قط!! أنا ثعلب أيتها الحمقاء!!!”
ربتّ فرائه المرتفع بابتسامة سعيدة “نعم نعم، أنت قط عظيم، أليس كذلك؟ نمر المنزل الحقيقي”
“صمت!”
“أوو! قط غاضب! يا لك من ظريف! بأِمكاني أن آكلك-“
عض اصبعي.
“أوتش!” عبست له “هذه قطة شقية! لا تعض”
حملق في وجهي وهو لا يزال يعض إصبعي، حاول أن يخدشني بمخالبه أيضًا، لكنني شكلت جليدًا بسرعة على جلدي حتى لا أنزف، على الرغم من أنه كان يعض ويخدش في الجليد، لم يبدو أن ذلك سيوقفه. بينما شاهدته يواصل مهاجمتي، ابتسمت بلطف بحنين.
العالم من حولي بدا يصبح أكثر ضبابية، وكأنه كان هناك ضباب في ذهني، لقد تحدثت بذهول وبصوت مرتفع بينما سرحت بخيالي لمكان آخر “أنت تذكرني بقطتي من عالمي الآخر، لقد كان قط غاضب مثلك بالضبط”
توقف عن العض ونظر إلي بحيرة “إيه؟ عالم آخر؟”
أومأت بهدوء “قابلته عندما كنت في أسوأ فترة في حياتي، حياتي افتقرت إلى الهدف حتى بدأت أتساءل عما إذا كان الأمر يستحق ذلك حتى… ولكن بعد ذلك وجدته، كان قد هوجم وكاد أن يموت في زقاق، التقطته وأخذته إلى طبيب بيطري، عندما أحضرته إلى المنزل، ظل يهاجمني، كان عنيف مثلك، في نهاية المطاف، أدرك أنني أردت فقط للمساعدة، كان الشيء الوحيد الذي جعل حياتي تستحق العيش، في ذلك الوقت، لم يكن لدي أصدقاء ولا أحباء يمكنني الاعتماد عليهم، كان هناك فقط هو”
لكن….. إذا كنت هنا، إذًا..
أخرجت تنهيدة “أتسائل ما إذا كان ينتظر عودتي للمنزل”
لا بد أنه مرتبك..
دمعة سقطت على خدي، ومن ثم سقطت على الأرض، القوة في ذراعي بدأت تضعف، صوتي ارتجف “لا… هذا ليس صحيحًا… هو بالفعل… بالفعل…”
القط الذي بين ذراعي رمش كاشفًا عن عينيه الحمراء الداكنة “هل أنتِ بخير؟ أم أنكِ مجنونة؟ لأنني بدأت أعتقد أنكِ جننتِ”
ضحكت ضحكة ضعيفة كما وضعته على الجانب، قفز إلى أسفل ونظرت إلى وجهي كما لو كنتُ مريضةً عقليًا وأنه لم يكن متأكدًا مما ينبغي عليه فعله، موجة من الإرهاق ضربتني فجأة، أنا بالكاد يمكن أن قتال التعب والبقاء مستيقظةً.
أعطيته ابتسامة ضعيفة “أيها القط الصغير، أنا متعبة جدًا فجأة، احميني أثناء نومي”
حملق في وجهي وأعطى (همبف) متغطرسة “فتاة بشرية غبية! اسمي هو زيفير العظيم! ليس القط الصغير!”
ابتسمت في وجهه وأطلقت تثاؤب عملاق، لقد خدشت رأسه ثم قام بضربي على الفور، ضحكت “حسنًا، زيفير، احميني أثناء نومي”
“كما لو أنني سأفعل ذلك! يمكنك الموت، أيتها الحمقاء البلهاء!”
استلقيت على الأرض باستخدام ذراعي كوسادة، بدأت عيناي تتدحرج كما شعرت أنني أُسحب من النوم، تثاءبت مرة أخرى “زيفير، كتبت اسمي على روحك، إذا حدث لي شيء، سوف تموت، في الحقيقة، إذا حاولت إيذائي، سيعاد لك الأذى عشرة أضعاف، وبالمثل، عندما آمرك أن تفعل شيئًا، يجب أن تفعل ذلك، لقد اعتبرتك كمرافق لي ولا يوجد شيء آخر يمكنك فعله حيال ذلك”
تجمد من الإدراك، أطلق بكاء حاد “أ-أ-أنتِ! كيف تجرؤين؟ هل تعرفين حتى من أنا؟!”
“أيجب علي ذلك؟” تثاءبت مجددًا وأغلقت عيني “الآن حاول أن تكون هادئ…
*تثاؤب* لمَ أنا….. نعسة جدًا…”
أخرج لسانه “إنسانة تافهة! هل أنتِ متفاجئة أنكِ متعبة؟ أنا شيطان عمره ألف عام! لأي شخص أن يهزمني بالقوة الوحيدة لروحه ليس سهل، لا عجب أنكِ متعبة جدًا، أنتِ محظوظة أنكِ لم تقتلي نفسك أو تتسببي لنفسك بردة فعل عكسية باستخدام هذا القدر من المانا، فتاة حمقاء!”
على أية حال، تفسيره سقط على آذانٍ صماء منذ أنني سقطت للنوم بسرعة.
—–……..——
(هذا مو من منظور أحد)
*كلاك كلاك كلاك*
صدى صوت الكعب ملأ المكان. الأطفال الصغار التفتوا لرؤية امرأة تبتسم بلطف لهم، جميعهم ابتسموا لها “مرحبًا، آنسة دين!”
قدمت ضحكة خفيفة القلب “مرحبًا، يا أطفال، هل أنهيتم أعمالكم؟”
“لقد فعلنا ذلك!”
أومأت “جيد جدًا، الآن غادروا”
الأطفال ضحكوا أثناء هروبهم للذهاب للعب، دخلت الآنسة دين إلى مكتبها وبدأت بتفحص أوراقها، سمعت طرقًا خفيفًا على الباب ونظرت للأعلى، بي كانت تقف في المدخل بتعبير مضطرب، كان وجهها لا يزال منتفخ من لدغات الدبابير وكانت النتوءات بدأت تتحول إلى لون أرجواني مقرف.
الآنسة دين أخرجت تنهيدة “بياتريس، إذا كان هذا عن البقاء مرة أخرى، أنا لا أريد أن أسمع ذلك، لقد أخبرتك أنه لا يمكنك البقاء بعد أن تبلغي الرابعة عشر من عمرك، إنها القواعد ولا يمكننا عمل استثناءات”
بي تمللت قليلًا، خائفة من الحديث، خلف ظهرها، كانت تحمل عصا خشبية بسيطة لا تحمل أي تصاميم، تحدثت بي بخجل “إنه… إنه لا يتعلق بذلك”
“أوه؟ إذًا ما الأمر؟”
عضت شفتها “هل حقًا… تم تبني ريكا؟”
توسعت عيون الآنسة دين قليلًا قبل أن تعود إلى طبيعتها “بالطبع تم تبنيها”
“لكن لم يكن لدينا مراسم وداع لها كما فعلنا للآخرين…”
ابتسامة الآنسة دين تداعت قليلًا “هذا لأنها لم تكن تريد، أصرت على الرحيل دون أن يعلم أحد، أعتقد أنها لم تحبنا كثيرًا”
قبضت بي على العصا بشدة “ولكن… أن تغادر في منتصف الليل…”
الآنسة دين اخرستها فورًا بنظرة سامة، كان وجهها شرسًا، ثم كما لو أنها أدركت كيف ظهرت، أسقطت تلك النظرة واستبدلتها بابتسامتها اللطيفة، كان صوتها يحمل أثرًا من الشؤم عندما تحدثت “لم يمانع والديها، لذا لم أمانع أيضًا، لا تفكري كثيرًا حول الأمر، بي، الفضول يمكن أن يكون شيئا قاتلًا”
بي ابتلعت ريقها من التغير المفاجئ وسرعان ما أومأت “أنتِ على حق… سامحيني”
أومأت الآنسة دين وعادت إلى أوراقها “لا تنسي أنكِ ستصبحين في الرابعة عشر من عمرك في غضون أسابيع قليلة، لو كنت مكانك، لبدأت محاولة معرفة ما سأفعله”
بي أومأت وغادرت الغرفة بسرعة، بينما سرعت بخطواتها في الرواق، أمسكت العصا بعنف بين يديها، قلبها هرع كما أدركت أن غرائزها كانت على حق.
قبل بضعة أسابيع، تم تبني ريكا رسمًيا، ومع ذلك، كانت قد اختفت في منتصف الليل، كانت الشائعة تقول أنها لم ترد الانتظار وغادرت في وقت سابق لتجنب رؤية الأطفال في دار الأيتام قبل مغادرتها، لم يكن هذا مثيرًا للشك بما أنه كان من الواضح أنها لم تحب أي شخص هناك وتجاهلتهم عن قصد.
ومع ذلك، لم يكن جميع الأطفال نائمين في تلك الليلة.
بي كانت لا تزال تتعرض للتنمر وسرق فراشها، كانت تحاول النوم على قضبان السرير، لكنه كان غير مريح للغاية، بسبب هذا، لم تكن نائمة ليلة رحيل ريكا، بي كادت أن تفوتها لأن ريكا كانت هادئة للغاية، على أية حال، بي شاهدت ريكا تلوح بالعصا وتختفي خارج النافذة بدون أي أثر، في ذلك الوقت، كانت مصدومة ليس فقط لمَ ريكا لديها عصا وفهم جيد للسحر، ولكن من الواضح أنها كانت ترغب في الهرب، على أية حال، بي قررت ألا تتفوه بأي شيء.
إذا أرادت ريكا الهرب قبل أن يتم تبنيها لماذا تهتم؟ تلك الفتاة كانت غريبة ولم تهتم بما يكفي لتحاول فهمها…
على أية حال…
في اليوم التالي، وجدت عصاها على الأرض.
كان مريبًا للغاية.
كلما فكرت في ذلك، كلما أصبحت قلقة أكثر، بدأ دماغها بالتحول وأدركت أن معظم الأطفال الذين تم تبنيهم كانوا من ذوي المانا المفرطة، ومع ذلك، من بين هؤلاء الأطفال، لم يكتب أي منهم رسائل أو حتى حاول البقاء على اتصال مع أصدقائه في دار الأيتام، ولكن الذين تم تبنيهم ولم يكن لديهم مانا مفرطة، كانوا يحرصون دائمًا على كتابة الرسائل وزيارة أصدقائهم.
ألم يكن ذلك أكثر من مجرد مصادفة؟
مؤخرًا، جاء ساحر للتحدث مع الآنسة دين، لكن الآنسة دين أكدت للأطفال أنّه كان يستفسر عن مسألة بسيطة، بي لا يمكنها أبدًا أن تنسى ذلك الرجل، كان لديه مظهر بارد كالجليد دون أن يظهر أدنى علامة على المشاعر، كان لديه شعر أسود داكن يشبه اللون الأزرق في الضوء، عيونه الزرقاء الداكنة كانت خالية من المشاعر كما لو أنها تثقب في كل شخص كما لو أنه يمكنها أن ترى الحق من خلاله، كانت هالته مخيفة جدًا، كان المرء خائفًا من أن يميل رأسه حتى لينظر إليه.
بي عرفته على الفور كمدير الأكاديمية، لكن لماذا كان هنا؟ فهو لا يغادر الأكاديمية إلا للتحقيق في الأمور الخطيرة.
بي لم تحصل على فرصة لمعرفة ذلك، بما أنه غادر بسرعة كسرعة مجيئه.
استبعادًا لزيارة الساحر البارز، بي اعتقدت أنه كان هناك نمط ما، ومحادثتها مع الآنسة دين عززت إيمانها فقط.
ربما يجب أن تخبر الساحر عن شكوكها؟ لا، كان عليها ذلك،هي لا تهتم كثيرًا لريكا، لكنها لم ترد للفتاة أن تكون في خطر جسيم، كان التنمر شيئًا، ولكن القتل كان مسألة مختلفة تمامًا، ناهيك عن عدد أشباه ريكا في المستقبل، إن السيناريو الأسوأ هو: الآنسة دين متورطة في الاتجار غير المشروع بالأطفال.
أفضل سيناريو: بي كانت تبالغ في ردة فعلها.
وهكذا قررت بي في نهاية المطاف أن تذهب إلى السلطات للإعراب عن قلقها، لكن بما أن الليل قد أوشك على الحلول، قررت الذهاب في الصباح التالي.
في هذه الأثناء، الآنسة دين نظرت بهدوء إلى أوراقها في عمق التفكير.
السبب وراء معدل تبنيهم الأعلى من المتوسط؟ يرجع ذلك إلى أن معظم “الآباء بالتبني” هم مجرد جبهات لأخذ الأطفال ليتم بيعهم إلى تجار المانا، لم يهتم أحد بهؤلاء الأيتام، لذا لم يفكروا في التحقيق، في بعض الأحيان، يأتي ساحر ليطرح أسئلة عليها، وسوف تؤكد له بهدوء أن لا شيء شنيع كان يحدث، كانت واثقة في تغطية آثارها، لذا لم تكن لديها مشكلة قط.
الساحر الأخير لم يكن مختلفًا.
هو فقط أطلق همهمة ورحل، لم يكن عليها أن تقلق بشأنه بما أنه لا يبدو أنه يهتم بالأمر.
عادت إلى عملها الورقي وهي تهمهم بطريقة مهذبة، الهواء أصبح صلب وجامد ببطء مما جعل حنجرتها تشعر بعدم الراحة، لمست جبينها بارتباك بينما طهرت حنجرتها، حكت بحيرة بينما حاولت معرفة ما هو السبب وراء عدم ارتياحها، وجهها شحب عندما أدركت أن الغرفة كانت تزداد قتامة ببطء على الرغم من الأضواء تضيء الغرفة، قفزت من مكتبها في حالة من الذعر.
“هل أنتِ راضية عن نفسك؟”
صوت من الزاوية زحف خلال الغرفة، وعلى الرغم من أن الصوت كان لطيفًا ومغريًا، إلا أنه يحمل شعورًا بالخطر والقوة الساحقة، الآنسة دين شعرت أن ساقيها استسلمت وسقطت أرضًا، نظرت نحو صوت الصوت مع نظرة رعب فقط، تلعثمت “ف-فخامتك!”
تحدث الصوت “أجيبيني، هل أنتِ راضية؟”
ارتجف جسدها بينما نظرت للأسفل “أ-أنا لم أفهم..”
يد سوداء نقية انبثقت من الظلام، شدت بإحكام حول حنجرتها، الآنسة دين كافحت بينما رُفعت في الهواء باليد السوداء بدون مالك واضح، أصبح الصوت أكثر قتامة وتهديدًا “لقد أفسدتِ كل شيء، الآن، ليس لدي اطفال ولا قوت، حتى ذلك الذباب المزعج يحققون في قضيتي الآن بسبب إهمالك، لن أكون قادر على حصاد مانا ثمينة وهم يحلقون في الأرجاء”
اختنقت “ا-اغفرلي!”
قهقه وكأنه سمع نكتة مضحكة، إذا كان المرء لا يعرف أفضل من ذلك، هم سيعتقدون أن المالك كان يمزح، ومع ذلك، نمت قبضته أكثر صرامة مع صوته الذي ازداد حلاوة “كنت على وشك العودة إلى السلطة، تلك الفتاة التي بعتها لنا أفسدت كل شيء… على أية حال أفترض إذا أخذت جميع من هنا… يمكن أن يعوض عن ما فقدته”
ذعرت من قوله “أ-أرجوك! اع-اعفني!!”
صاحب الصوت سخر “أقل ما يمكنك فعله هو أن تعرضِ علي مانتك مقابل فشلك”
يده المظلمة حفرت في رقبتها، انتفخت عروقها كشيء يزحف من خلالها محولًا العروق الزرقاء سوداء، دخان مظلم سحق جسدها، بدأت تستهلك مانتها وتستنزف من حيويتها، عينيها تقلبت إلى الوراء كما بدأت في بالتشنج، بشرتها تحولت للون أبيض شبحي قبل أن تتوقف عن الارتعاش.
رقبتها قطعت عندما انسحبت اليد، رماها على الأرض وكأنها قمامة، الصوت ضحك “حسنًا، أفترض أنكِ لم تدمري كل شيء، فبعد كل شيء، وجدتِ لي
مرشحًا مثاليًا لمساعدتي في تحقيق هدفي النهائي”
سقط ملف من الطاولة وهبط على الأرض، تم كتابة اسم ريكا بخط كبير مع ختم “متبني” أحمر فوقه.
تحدث بصوت غنائي “ريكا الصغيرة… أتطلع إلى الترفيه الذي ستحضرينه لي”
___________
موهاهاهاها ظهر الشرير، ظلنا المشاغب الشرير، أحد يحذر ريكا الغارقة في نومها إن ظل يسعى وراها، أو أقول، خلوها ترتاح شوي، لاحقين على الأكشن، صغيرتنا ريكا تبغا ترتاح
وبي كيوت، صح إنها متنمرة، بس تصرفها واستنتاجها ناضج
وطبعًا ما أنسى زيفير، شخصيتي المفضلة، متأكدة حتى إنتوا حتحبوه في الفصول الجاية
أحس إني قاعدة أسولف مع نفسي، وأدري محد بيرد، إتس أوكي
يلا قو قو الفصل اللي بعده، فيه شخصية مثيرة للإهتمام حتطلع فيه
هذا حسابي في الانستقرام(varrobucurie) يعني لو كان عندكم استفسار أو حاجة، تعليق على الفصل مثلًا، سوالف عن الفصل يمكن؟ تعالوا عندي ترا أحب أسولف مع أحد كلن ذي الرواية بالذات👌🏻