A Magical feeling - 29
شعور ســـاحر- الفصل التاســـع والعشــــرون
أخرجت رأسي من نافذتي وأخذت نفسًا عميقًا، أطلقت أنينًا “أنا أشعر بالملل الشديد! ليس هناك ما نفعله!”
رفع زفير، الذي كان يسترخي على سريري، رأسه بكسل “أليس من المفترض أن تدرسي أو شيء من هذا القبيل؟”
انهرت على السرير بجواره “أنا لن أدرس في يوم إجازتي الوحيد”
تثاءب “هذا هو السبب في أنكِ غبية”
حدقت فيه “لا أريد أن أسمع ذلك منك”
سخر “لا أطيق الانتظار حتى تفشلي وتحرجي نفسك أمام ذلك الشقي ذو الشعر الذهبي”
“ولماذا قد أشعر بالحرج؟”
ابتسم “لأنكِ ستدركين أن طفلًا في نصف عمرك هو في الواقع أذكى منك”
حدقت في السقف بتعبير فارغ.
هززت رأسي “ل-لا يمكنني أن أكون أسوأ منه، هذا غير ممكن… صحيح؟”
نظر إلي دون ثقة “…يجب أن تدرسي”
أجبرت نفسي على الابتسام “و-ولكن إذا درست الآن فسوف أنسى… أليس من الأفضل للذاكرة أن أدرس الليلة التي تسبق الامتحان؟”
حدق زفير في وجهي دون تعبير.
قفزت فجأة “أتساءل أين ماما الآن”
خرجت من الغرفة ونزلت الدرج، تفقدت كل غرفة في البرج، عبست “أين الجميع؟ حتى رجل الثلج ليس في مكتبه…”
أدخلت رأسي إلى المطبخ، لكنني لم أستطع رؤية أمي تطبخ أي حلويات، في حيرة أكثر، فتحت الخزائن، لكنني لم أجد أي شخص هناك أيضًا، وضعت يدي على وركي “هل غادروا دون أن يقولوا لي شيئًا؟ كم هذا وقح”
لاحظت حركة خارج النافذة ونظرت إلى الخارج لرؤية المدير جالسًا على بطانية بجانب أمي، كان الاثنان جالسين تحت شجرة فيما بدا أنه مشهد نزهة جميل.
ومع ذلك، كان المدير متصنم لدرجة أنه كان من المؤلم تقريبًا رؤيته.
فتحت النافذة وأخرجت رأسي “ماذا تفعلان أنتما الإثنان؟”
ابتسمت والدتي بسعادة “اعتقدت أن والدك أصبح شاحبًا، لذلك أحضرته إلى الخارج لينتعش تحت ضوء الشمس”
تشدد تعبيره “كنت أقوم بعملي”
أعطته نظرة “أنت تعمل دائمًا، ليس من الصحي أن تحبس نفسك داخل غرفة مليئة بالغبار لكل دقيقة من حياتك، تحتاج إلى هواء نقي”
تمتم لنفسه “أنا لا أعمل دائمًا، نحن نتناول العشاء معًا كل ليلة”
ابتسمت له بطريقة لم تكن ابتسامة “ماذا كان ذلك؟”
سعل ونظر بعيدًا “لا شيء”
ضحكت من نقاشهم “ارمش إذا كنت مُحتجز، بابا، وسآتي لإنقاذك”
نظر إلي ورمش بسرعة.
استدارت والدتي لتبتسم لي بتهديد “ألا يجب أن تدرسي يا عزيزتي؟”
تجنبت عينيها “أ-أنا آخذ استراحة”
أمالت رأسها “هل ترغبين في الانضمام إلينا تحت أشعة الشمس؟ يمكنني المساعدة في الإشراف على دراستك”
أجبرت نفسي على الابتسام “ل-لا.. لا بأس بذلك، أنا… سأعود إلى الدراسة الآن”
أغلقت النافذة بسرعة وتركت المدير للذئب.
تجولت في البرج لبعض الوقت قبل أن أشعر بالملل من ذلك أيضًا، تأوهت “آغغهه.. أشعر بالملل الشديد… هل يجب أن أحاول أن أدرس؟”
مشيت إلى كتبي المدرسية وفتحت صفحة.
أغلقتها على الفور “عمل جيد في الدراسة، ريكا! أنتِ تستحقين استراحة، المشي في الخارج سيكون مفيدًا لتجديد شباب العقل”
وقفت وخرجت من البرج، وكنت حريصة جدًا على تجنب عيني أمي، بينما كنت أسير على طول أرض المدرسة، لاحظت أن فيليكس يغادر المساكن ويمشي نحو المدينة.
ركضت إليه “أوي! أنا أشعر بالملل، تعال العب معي”
ضحك فيليكس “ألا يجب أن تدرسي؟ لدينا امتحان مهم غدًا”
أخرجت لساني “لا أريد، لذا هل ستأتي؟ أخبرتني هايزل أن هناك منزلًا مسكونًا خارج المدينة به كنوز مخبأة بالداخل”
هز فيليكس رأسه “لا أستطيع، يجب أن أذهب لمساعدة والدي في أعمال العائلة”
نظرت إلى فيليكس لأعلى ولأسفل.
وقف بابتسامة غير مرتاحة وأنا أقيمه.
هذا الفتى المسكين يفعل كل ما يأمره به والده.
يحتاج إلى التمرد!
يحتاج إلى تجربة ما يعنيه أن تكون مراهقًا!
عبرت ابتسامة شريرة وجهي مما جعله غير مرتاح بشكل واضح.
حان الوقت لإفساد روحه البريئة المسكينة.
خطوت إليه ولففت ذراعي حول رقبته، واقتربت منه، ابتسمت له بشكل مؤذ “اسمع، أيها الطفل البكاء، عليك أن تعيش الآن بينما تستطيع، كونك شابًا لا يدوم إلى الأبد، لذا هيا بنا، دع شعرك ينسدل” (بمعنى ارتاح واستمتع بحياتك)
نظر بعيدًا بشكل غير مريح “لكن شعري منسدل بالفعل…”
تركت تنهيدة “إنه تعبير مجازي، هيا الآن”
تضاءل تعبيره عندما أخرجت عصاي واستدعيت قطعة الجليد، ابتلع ريقه “هل يمكننا على الأقل المشي؟”
أعطيته غمزة “لا!”
أمسكت بذراعه وسحبته على قطعة الثلج، وبينما كنا نطير في الهواء صرخ وتشبث بي، رفعت حاجبي وأنا أراه ينظر بقلق إلى الأرض، نقرت لساني “أنت عمليًا بالغ الآن، لماذا أنت خائف جدًا؟”
أجبر نفسه على الابتسام “ريكا، أنتِ تدركين أنه ليس كل شخص عظيم في السحر مثلك؟”
ابتسمت ابتسامة عريضة “هل تعتقد أنني عظيمة في السحر؟”
تنهد “لا أستطيع التفكير في شخص يمكنه التحويل من هجمات النار إلى هجمات المياه بشكل مفاجئ غيرك، أنتِ حقًا في النسبة النادرة من الأشخاص الذين يمكنهم فعل ذلك بالفعل”
“أنا متأكدة من أنك قادر على ذلك أيضًا”
هز رأسه بسرعة “لا أستطيع، يمكنني فقط الشفاء وزراعة النباتات، لا أستطيع القتال وبالكاد أستطيع حماية نفسي، إذا سقطت من هذا، فسوف أموت، لذا بطبيعة الحال، أنا خائف!”
حدقت فيه عن كثب قبل أن أتوقف ببطء، أنزلتنا على الأرض وأمسكت بيديه لمساعدته، تذبذبت ساقيه قليلًا قبل أن يتنهد على أرض صلبة.
نظر إلي بخجل “ش-شكرًا”
مدت يدي وفركت رأسه “أنا آسفة لأنني لم أحترم أو أتعرف على حدودك في وقت سابق، ما كان يجب أن أجبرك على ذلك”
سحبت يدي للخلف وواصلت السير نحو المدينة، بمجرد أن أدركت أنه لا يتبعني، استدرت ولاحظت أنه كان يحدق بي بنظرة متفاجئة.
همم؟ لماذا يبدو مصدومًا جدًا؟
هل الطيران على قطعة ثلج أخافه كثيرًا؟
أملت رأسي “هل أنت بخير؟ هل أخافك بشدة؟”
ركض نحوي بتعبير غير قابل للقراءة “أنتِ لا تعتقدين أنني شخص أقل من أن يكون رجل؟”
ضحكت “لماذا؟ لأنك خائف من المرتفعات؟ سيكون ذلك غبيًا؟”
“لكنني ابن دوق، أنا أُمثل عائلتي ومع ذلك أنا شيء محرج لهم، إذا أظهرت أدنى علامة ضعف، فستستخدم العائلات الأخرى ذلك ضدي”
“أوه” أومأت برأسي بفهم “لهذا السبب أنت دائمًا تتصرف كشخص مختلف عندما نكون في تلك الحفلات المزعجة… لكن لماذا لا تتصرف بشكل مختلف حولي وسايروس؟”
خدش رأسه بشكل محرج “حسنًا… أنتما أصدقائي لذا-“
ضحكت وأعطيته دفعة مرحة “أنت صديقي أيضًا!”
أضاءت عيناه “ح-حقًا؟!”
أومأت برأسي “نعم، هل كنت تعتقد أنك لست كذلك؟”
“أنتِ تناديني دائمًا بالطفل البكاء، لذلك اعتقدت أنكِ تكرهين التواجد حولي”
أملت شفتي “أدعوك بذلك لأنك كنت تبكي دائمًا، لا يمكنني أبدًا أن أكرهك”
…خاصة أنك أنقذت حياتي.
أي نوع من الأشخاص يمكن أن يكره منقذه؟
دمعت عيناه وكأنه تأثر “أنتِ حقًا لا تكرهينني؟”
تركت تنهيدة “إذا كرهتك، فهل سأجرك معي إلى المدينة؟”
هز كتفيه “لا أعرف، بعض الأشياء التي تفعليها لا معنى لها”
نقرت جبهته “هيا، لا تجعلني أندم على إحضارك معي”
ضحك فيليكس ثم ركض للحاق بي، بينما كنا نسير، وثب لأعلى ولأسفل كما لو كان أسعد شخص على الإطلاق.
لاحظت مسيرته المبهجة “هيي فيليكس… لماذا لست على وفاق مع هايزل؟ هل حدث شيء عندما ذهبت؟”
بدا فيليكس مذهولًا للحظة قبل أن يهز رأسه “أنا حقًا لا أعرف ما حدث، لا أعرف ماذا فعلت، لكنها تحتقرني لسبب ما”
أملت رأسي “قالت أنك حاولت إخراجها من المجموعة في ذلك اليوم”
هز رأسه بعنف “لم أفعل! لا أعرف من أين أتت بهذه الفكرة، أحاول أن أكون لطيفًا معها، لكنها تفترض أنني أحاول التباهي بأموالي أو إظهار تفوقي”
“هل تتصرف بهذه الطريقة تجاه سايروس؟”
“لا، على الرغم من أنهما ليسا قريبين جدًا، إلا أنها تعامله بشكل سليم كأمير، وللجميع كذلك… ولكن…”
أعطاني نظرة خجولة.
لقد عبست بشعور سيء “لكن ماذا؟”
خدش رأسه بشكل محرج “ل-لا أعرف، قد أتخيل هذا، لكن عندما تكونين موجودة، تتصرف كشخص ملائكي، ولكن بمجرد أن تغادري، تصبح نظرتها وموقفها باردين جدًا وغير مبالين، وهذا أمر مخيف بعض الشيء”
“لماذا لم يقل لي سايروس أي شيء عن ذلك؟”
هز كتفيه “لا أعتقد أنه يهتم بها كثيرًا حتى يتطفل عليها، إنها صديقتك أكثر من أنها صديقتنا”
نظرت إلى ساحة المدينة الصاخبة بشعور غريب.
لسبب ما، هناك شيء يزعجني.
ربما بسبب تحذير أسترا، أو ربما بسبب…
لاحظ فيليكس تعبيري ودفعني “ريكا، ما الخطب؟”
رفعت وجهي “أوه… أنا لا أعرف… الأمر فقط-“
هل يجب أن أخبره؟
نظرت إلى وجهه البريء وأطلقت الصعداء.
في النهاية، تحدثت “بينما كنا ندرس في الخارج، زرت أنا والمدير القلعة التي نشأت فيها هايزل”
اتسعت عيناه “حقًا؟ مملكة ديڤينوس التي على الجانب الآخر من الجبال؟”
أومأت برأسي “في البداية، أردت أن أتحدث مع والديها بقسوة، ولكن بعد ذلك…”
“بعد ذلك؟”
“بعد ذلك قابلتهم”
نظرت إلى المسافة أمامي.
خلال ذلك العشاء، اكتشفت شيئًا غريبًا.
كان والداها لطيفين بشكل مدهش.
بالطبع، يمكن أن يتصرفوا بهذه الطريقة حتى لا تقاتل مملكتانا…
ثم ذكرت هايزل وكيف أنها صديقتي.
بعد ذلك، تغير سلوكهم بالكامل.
أخرجني صوت فيليكس من أفكاري “ألم يكونوا كما تخيلت؟”
هززت كتفي “هم… كانوا نوعًا ما خائفين من هايزل”
اتسعت عيناه “هايزل؟ لماذا؟ إنها قوية بعض الشيء، لكنها لا تستطيع حتى استخدام السحر”
فكرت بنفسي “حسنًا… ربما لم يكونوا خائفين منها كثيرًا بل كانوا خائفين مما ستفعله بدونهم بجانبها”
“ماذا يعني ذلك؟”
“أنا لا أعرف، بعد العشاء، سحبوني جانبًا وحذروني من إثارة غضبها بعد أن اكتشفوا أنها صديقتي”
“إيه؟؟ لماذا؟ هل لديها مشاكل غضب أو شيء من هذا القبيل؟”
هززت رأسي “لم أرها غاضبة من قبل، لذلك سألت نفس الشيء، قالوا إنها لم تكن عدوانية ولم تتصرف بحقد”
عبست لنفسي.
ومع ذلك، أخبروني أيضًا أنه منذ يوم ولادتها، لم تهتم أبدًا بأي شخص آخر.
لم تضطر أبدًا إلى الحصول على معلمة لأنها كانت ذكية بما يكفي لتعليم نفسها كيفية المشي والتحدث.
مع تقدمها في العمر، ازدادت كراهيتها لمملكتها والعالم من حولها، إفترض والداها أنها تحمل هذا القدر من الكراهية لأنها كلما كانت حول السحر، كان جسدها يتفاعل بعنف.
على الرغم من أنها لم تتصرف أبدًا بناءً على كراهيتها، إلا أن الجميع عرف الابتعاد عنها كما لو أن غرائزهم حذرتهم من أنها خطيرة، منذ سن مبكرة، تم تجنبها كما لو كانت مصابة بالطاعون.
في حين أن معظم الأطفال سيعانون من هذا النوع من المعاملة، إلا أنها لم تفعل، كان بالضبط كما أرادته.
كان والداها متأكدين من أنها لا تملك رغبات… حتى جاء اليوم لإرسال سجين سياسي إلى مملكة أوداليس.
كانت هايزل هي التي تطوعت بنفسها وتوسلت إلى والديها للسماح لها بالرحيل، ومع ذلك، عندما قابلتها لأول مرة وشرحت وضعها، ادعت العكس تمامًا.
تظاهرت بأنها طفلة مثيرة للشفقة تجاهل والداها سلامتها وأرسلاها إلى أرض أجنبية.
ومع ذلك، لم يكن والداها مرتاحين أبدًا لإبعادها عن أنظارهم، على الرغم من أنهم كانوا يعلمون أنها لن تنتهك أبدًا شروط الاتفاقية، إلا أنهم كانوا قلقين عليها أيضًا.
إذا كان هناك أي شيء، فقد كانوا مفرطين في الحماية.
فهل كانت هايزل تكذب؟
هل كانت تحاول فقط كسب أصدقاء من خلال التصرف بشكل مثير للشفقة؟
أم أن والديها كانا يكذبان فقط لجعل الأمر يبدو وكأنهما الأخيار طوال الوقت؟
عادة، كنت سأصدق هايزل على والديها، ولكن بعد ما قالته أسترا…
لا يسعني إلا أن اشتبه بها، ربما هي المرأة التي حذرتني منها أسترا.
…هل هايزل حقًا ما أعتقد أنها هي؟
ألا يبدو وضعها مشابهًا لحالتي؟
ماذا لو كانت منتقلة مثلي؟
لا يمكنني قول أي شيء لأي شخص آخر عن شكوكي، بالطبع، يمكنني فقط أن أسألها.
لكنني أفضل ألا يكون لديها أي فكرة عن شكوكي بها.
من الأفضل لها أن تكون مرتاحة، بهذه الطريقة، إذا كان لديها دوافع خفية، فلن تحاول أن تكون سرية.
أعتقد أنني سأحتاج فقط إلى مراقبتها.
قطعت أفكاري وهززت رأسي “ربما لا شيء، دعنا لا نتحدث عن هذا بعد الآن”
أومأ برأسه بمرح “أنتِ على حق، لا يجب أن نتحدث عن أصدقائنا خلف ظهورهم، إلى جانب ذلك، أعتقد أن هايزل شخص جيد، ربما تشعر فقط بعدم الأمان”
ضحكت “لا تبدو مرتابًا جدًا منها”
تحدث بثقة “ليس الأمر كما لو أنها ستحاول إيذائنا، إنها صديقتنا”
تعثرت ابتسامتي قليلًا “لمجرد أنها صديقتنا، لا يعني أنها لن تؤذينا، الأصدقاء هم الذين تحتاج إلى الانتباه إليهم أكثر من أي شخص آخر”
نظر فيليكس إلي بارتباك طفيف “ماذا تقصدين؟”
تحدثت بحزم “لا يمكنك الوثوق بأي شخص آخر عدا نفسك”
“لكن…” نظر إلى قدميه بخجل “أنا أثق بك”
تعبيري أصبح حامضًا. (يعني كأنها أكلت ليمون)
كيف يمكن لهذا الفتى أن يكون بهذه السذاجة؟
أعتقد أنه لم يعاني بما فيه الكفاية في الحياة.
أمسكت بذراعه وبدأت في سحبه إلى متجر، بدا مرتبكًا، لكنه لم يحاول حتى سحب ذراعه من قبضتي وسمح لي بسحبه إلى المتجر، نظر حوله إلى جميع المجوهرات في حيرة من أمره بينما كان المالك يمشي بابتسامة ساطعة “أليس هذا الابن الصغير للدوق نيومان!”
ابتسم فيليكس له “لا أعتقد أنني صغير جدًا بعد الآن”
ضحك المالك “صحيح! لقد نموت حقًا في هذه السنوات، ماذا كنت تأكل؟”
بينما كان فيليكس والمالك يتحدثان، أمسكت بجوهرة ووضعتها بمهارة في جيب فيليكس دون أن يراني أحد.
لا أحب السرقة، لكن علي تعليم هذا الطفل أنه لا يستطيع الوثوق بأي شخص.
إذا كان بإمكان هذا إنقاذه من مستقبل مليء بالأخطاء، فهذا يستحق ارتكاب جريمة صغيرة.
ومع ذلك، دون أن يفوت أي إيقاع، أخرج فيليكس الجوهرة وابتسم “سيدي، كم ثمن هذه؟”
فُتح فمي بصدمة مطلقة.
ابتسم المالك “لأجلك، سأعطيك خصمًا”
بعد الدفع، خرجنا حيث سلمني فيليكس الجوهرة “هنا، أردتِ هذه، صحيح؟”
أردت أن أصرخ “لم أحاول سرقتها لأنني أردتها! لقد سرقتها لأعلمك درسًا!”
أمال رأسه “وأي نوع من الدروس هذا؟”
“آه!” دست بقدمي الأرض بغضب “الدرس هو عدم الوثوق بأحد! حتى صديقك!”
ابتسم لي “لكنني ما زلت أثق بك، ريكا، أعلم أنكِ لن تفعلي أي شيء لإيذائي”
هذا الشقي! أحاول أن أعلمه كيف يكون على دراية بمحيطه وبدلًا من ذلك يقول ذلك… آه…
في الواقع، إنه لطيف نوعًا ما.
هززت رأسي “أيا كان، حان وقت الدرس التالي”
مشيت إلى متجر آخر واشتريت حفنة من الحلوى، أعطيته واحدة أخذها بابتسامة، عندما وضع الحلوى في فمه، مشى إلى سلة المهملات لإلقاء الغلاف، لكنني أوقفته، نظر إلي في حيرة من أمره “ماذا؟”
ابتسمت “ارمها على الأرض”
تعبيره بهت “م-ماذا؟”
“ارمها على الأرض”
“لماذا؟”
“فقط هكذا”
تجعد حاجبيه معًا “لماذا؟”
تنهدت “ألا يمكنك فعل ذلك؟”
عندما رأيت أنه لن يفعل ذلك، أمسكت بيده وجعلته يرميها على الأرض، أصيب بالذعر وحاول الانحناء لأخذه مرة أخرى، لكنني أوقفته، صرخ “لماذا نلوث الأرض؟!”
“لأنني أحاول أن أعلمك كيف تتمرد على الحكومة مثل أي مراهق عادي!”
بدأت في جره بعيدًا، لكنه خرج من قبضتي وركض عائدًا إلى غلاف الحلوى، ألقى به في سلة المهملات وأطلق الصعداء “فيو…”
تأوهت “بجدية؟! أنا أحاول مساعدتك هنا!”
أمال شفتيه “لا أرى كيف سيساعدني إلقاء القمامة أو حتى التمرد على الحكومة، هذا تدمير للأرض ويجب علينا حماية الأرض بأي ثمن”
…نسيت أنه مستخدم لسمة أرضية.
هززت رأسي “حسنًا، سيكون علينا فقط خرق القانون بطريقة مختلفة”
نظر إلي بتوتر “كيف سنفعل ذلك؟”
أشرت إلى المنزل المسكون – وفقًا لهايزل- في ضواحي المدينة “التعدي على ممتلكات الغير”
“لماذا؟!”
“لأنني أحاول أن أعلمك درسًا مهمًا آخر!”
استنزف الدم من وجهه “ما نوع هذا الدرس؟!”
ابتسمت ابتسامة عريضة “درس في الشجاعة”
جرته إلى أعلى التل وهو يصرخ “ريكا! لا! أرجوك! ألا يمكننا فعل شيء آخر؟”
سحبته نحو المنزل المخيف، ضاحكة كما فعلت “تعال! سمعت أن هناك كنوز بالداخل، سيكون هذا ممتعًا!”
أطلق صرخة غريبة “أنا وأنتِ لدينا تعريفات مختلفة للمتعة!!”
——————
بعد التسلل إلى المنزل، نظرت حولي للتأكد من عدم ملاحظة أحد لنا، لحسن الحظ، بذل الجميع قصارى جهدهم لتجاهل هذا المنزل بسبب كل الشائعات حوله، جربت فتح الباب، لكنه كان مغلقًا، لذلك استخدمت السحر لإجباره على أن يفتح، أخذت نفسًا عميقًا للتأكد من عدم وجود سحر في الداخل يمكن أن يؤذينا.
“هل رائحته سيئة؟” تبعني فيليكس للداخل ورائي وشم “أنا لا أشم أي شيء”
بعد أن دخل المنزل، أُغلق الباب خلفه.
كلانا استدار ببطء للنظر إلى الباب.
ابتلعت ريقي “هل… هل أغلقت ذلك؟”
هز رأسه “لم أفعل…”
“أيجب علينا… أيجب علينا أن نتحقق لمعرفة ما إذا كان غير مقفل؟”
أجبر فيليكس نفسه على الابتسام “يمكنك فعل ذلك”
هززت رأسي “لا لا، أنا أصر عليك أن تتحقق”
“لا، لا بأس، أنتِ أفضل مني في السحر، أنتِ تحققي”
“لا لا، يجب عليك التحقق، أنت الرجل”
عبس قليلًا “لقد قلت آنفًا أن الخوف لا يجعلني أقل من الرجل”
أومأت برأسي “أجل، فعلت، وعنيت ذلك، لكنني الآن خائفة”
أخذ نفسًا عميقًا “ح-حسنًا، ها أنا ذا-“
ارتعشت يده عندما وصل ببطء إلى المقبض، حبست أنفاسي وحفرت أصابعي في ذراعه بينما تراكم التشويق بداخلي، قبل أن يتمكن من الإمساك بالمقبض ومحاولة قلبه، بدأ يهتز من تلقاء نفسه.
“آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهههههه!”
صرخنا واندفعنا إلى جانبين مختلفين من المنزل، بينما كنت أركض، سرعان ما وجدت نفسي في ردهة بها عدة أبواب مغطاة بخيوط العنكبوت، في حالة من الذعر، فتحت بابًا وركضت إلى الداخل، ومع ذلك، تجمدت بمجرد أن أدركت أنني كنت في ردهة متطابقة.
ارتعش وجهي “آه… أممم… ماذا؟”
استدرت وأردت العودة، لكنني وجدت أن الباب اختفى فجأة.
ابتلعت ريقي.
عظيم، الآن أنا منفصلة تمامًا عن فيليكس وليس لدي أي فكرة عن مكاني.
*بانغ*
اهتززت من الضوضاء المفاجئة.
…دعينا نستمر في المشي، أليس كذلك؟
سرعان ما أسرعت إلى الأمام، متجاوزة الأثاث المغطى بالغبار والبطانيات.
تسببت كل خطوة أخذتها في صرير ألواح الأرضية، عندما دخلت الغرفة المجاورة، لاحظت ستارة تغطي النافذة، أطلقت الصعداء “على الأقل هناك نافذة للهروب منها”
ركضت إليها وسحبت الستار.
دمي بَرد.
كانت هناك في الواقع نافذة.
ومع ذلك.
كان كل شيء خارج النافذة أسود اللون.
…ولم يكن الظلام بسبب الليل، بدلًا من ذلك، كان المكان مظلمًا لأن العالم الخارجي لم يكن موجودًا.
تراجعت خطوة إلى الوراء “هذا… مقلق”
عندما كنت أحدق من النافذة، سمعت خُطى صرير تأتي من ورائي.
ابتلعت ريقي واستدرت ببطء “ف-فيليكس؟”
توقفت الخطوات كما لو كانت مترددة.
أنا… لا أعتقد أن هذا هو فيليكس.
درت حولي واندفعت عبر باب آخر، مرة أخرى، شاهدت الباب الذي أتيت منه يختفي أمام عيني.
بجدية ؟! ماذا يحدث بحق خالق الجحيم في هذا المنزل؟
أجبرت نفسي على الاستمرار في المشي.
* كرانش*
هل… هل خطوت للتو على عظام؟
نظرت إلى الأسفل ببطء في خوف.
لإرتياحي، كان مجرد زجاج مكسور.
قرصت حاجبي معًا في ارتباك وتبعت أثر الزجاج المكسور إلى نافذة أخرى، على الرغم من أن الخارج كان لا يزال أسود اللون، فقد تم كسر النافذة كما لو أن شخصًا ما حطمها، انطلاقًا من الزجاج على الأرض، كان الشخص يدخل المكان لا يخرج منه.
نظرت عن كثب وصُدمت لرؤية بصمات يد دموية قديمة على الحائط والأرض كما لو أن شخصًا ما قد زحف، لاحظت قطعة من القماش الأخضر على قطعة مكسورة من زجاج النافذة.
نظرت إليه عن كثب، وجعدت جبيني.
يبدو وكأنه شارة من زي طفل…
هناك رمز عليه…
إنه مثل الذي أعطاني إياه المدير عندما كنت طفلة، لكن الشارة مختلفة.
إذن فهي تنتمي إلى عائلة راسخة في مملكة أوداليس؟
آه، لكنها ممزقة لذا لا يمكنني حقًا تحديد العائلة التي تنتمي إليها.
…هل هو طائر؟
كلب؟
أي نوع من الحيوانات هذا؟
سمعت نتوءًا في غرفة أخرى متبوعًا بصرير صغير مثير للشفقة.
هذا بدا مثل صوت فيليكس!
أسقطت القماش على الفور وفتحت الباب، في محاولة لتحديد الغرفة التي سمعت صوت فيليكس يأتي منها، بينما كنت أسير في الغرف، همست بسرعة “فيليكس! فيليكس، أين أنت؟”
توقفت مؤقتًا عندما سمعت شهيق وألقيت نظرة خاطفة تحت طاولة قريبة، تحتها، كان فيليكس يرتجف وهو يمسك ركبتيه.
رمشت بعدم تصديق “لماذا تختبئ تحت هذه الطاولة؟”
نظر إلي بعيون دامعة “ج-جسدي خائف جدًا من هذا المكان… ل-لا أستطيع التحرك”
ركعت “رأيت بصمات يد دموية قديمة على نافذة مكسورة، يبدو أن شخصًا ما كان يحاول يائسًا الدخول…”
صرخ “هل تحاولين المساعدة أم جعل الأمور أسوأ؟!”
أجبرت نفسي على الابتسام “آه… آسفة، ولكن هل رأيت شبحًا أو شخصًا؟”
هز رأسه بسرعة “ل-لا أعتقد أن هناك شبحًا هنا…”
أطلقت الصعداء “أوه جيد… للحظة شعرت بالقلق”
“-أعتقد أن هناك وحشًا”
تجمدت.
“و…وحش؟”
أومأ برأسه “ن-نعم، مثل ذئب ونمر ودب وأسد مجتمعين في آن واحد…”
تضاءل وجهي “إذًا كل الحيوانات المفترسة المعروفة اجتمعت في مخلوق واحد؟”
أومأ برأسه ببطء “نعم… لكنه مخلوق ظل أكثر من أي من تلك الحيوانات”
رائع.
فقط رائع.
نظر إلي بخجل “إنه مخيف جدًا، أليس كذلك؟”
“أُفضل ألا أراه وجهًا لوجه، سأقول ذلك فقط” أمسكت بيده “لذا دعنا نخرج من هنا قبل أن يأكلنا”
سمح لي بسحبه من تحت الطاولة، معًا تمسكنا ببعضنا البعض وفرضنا أقدامنا إلى الأمام، كلانا حبسنا أنفاسنا في خوف كما لو كنا ننتظر شيئًا ينقض علينا من الظلام.
فتحت الباب المجاور الذي فتح على قبو، وبينما كنا نتردد أمام الباب، تردد صدى خطى مخيف من الجدران، قادم نحونا من غرفة أخرى.
ابتلعت “اعتقدت أنك قلت أنه وحش وليس شبحًا!”
همس لي “لم أسمع خطى من قبل”
نظرت إلى أسفل الدرج المرعب بقلق “إذا عدنا، فسنواجه الشبح بالتأكيد، إذا بقينا هنا واختبئنا، قد يتم القبض علينا… ولكن إذا ذهبنا إلى الطابق السفلي-“
“-من يعرف ماذا سيحدث” أنهى فيليكس الفكرة المرعبة.
كلانا ألقينا نظرة على بعضنا البعض قبل إجبار أنفسنا على النزول إلى الطابق السفلي، لحسن الحظ، كان الطابق السفلي مضاءً مثل بقية المنزل، لذلك لم يكن من الصعب رؤيته، ومع ذلك، فإن الأقمشة المشوهة معلقة من العوارض، مما يعطي القليل من الرؤية حول ما ينتظرنا، في كل مرة نسحب فيها قماش، كنا نتوقع أن يقفز الوحش ويمزقنا إلى أشلاء.
لكن هذا لم يحدث قط…
بدلًا من ذلك…
لقد توقفنا عند جدار من طوب.
همست “علينا أن نستدير! إنه طريق مسدود!”
كلانا استدرنا ببطء.
…ومع ذلك…
خُطى هادئة سارت ببطء نحونا.
تشبثت أنا وفيليكس ببعضنا البعض برعب، وننظر في اتجاه الخطوات.
ابتلع فيليكس ريقه “أ-ألا يمكنك استخدام ال-السحر لجعله يختفي؟!”
أردت أن أبكي “لا يمكنني حتى التحرك لأخرج عصاتي! أنا عديمة الفائدة!”
بدأ فيليكس يئن “هل سنموت؟!”
مع اقتراب الخطوات منا، حبست أنفاسي.
هيا يا عقلي!
فكر بالسحر!
س-ح-ر!
يا إلهي!
لا أستطيع التفكير!
سأموت في قبو قديم قذر!!
…أمسك شخص القماش ودفعه إلى الجانب ببطء…
“آآآآآآآآآآآآآآآآآآههههه!!!!” صرخنا أنا وفيليكس بأعلى ما نملك من صوت بينما دفع الشبح القماش المتدلي من السقف وسار…
خطى الرئيس جونزا، ونفض الغبار، قفز من صراخنا “ماذا؟! ماذا ماذا؟! ر-ريكا؟! فيليكس؟!”
تلاشت صرخاتنا بمجرد أن أدركنا أنه إنسان حي وليس شبحًا.
أطلقت الصعداء “أوه، شكرًا للإله، إنه أنت، ماذا تفعل هنا؟”
نظر الرئيس جونزا إلينا “أنا من يجب أن أسألكم ذلك”
ابتلع فيليكس ريقه “قالت ريكا إنني بحاجة إلى درس في الشجاعة”
عبس الرئيس جونزا وأعطاني نظرة صارمة “أنتِ تدركين أنكِ تتعدين على ممتلكات الغير، أليس كذلك؟”
نظرت إليه بتحد “أنت أيضًا تتعدى على ممتلكات الغير”
“هذا لا يُحتسب”
وضعت يدي على وركي “ولمَ لا؟”
أطلق تنهيدة “لأنني محقق، التحقيق هو ما أقوم به”
اتسعت عيون فيليكس “أوه! لم أكن أعرف أن المكتب مكلف بالتحقيق في هذا المنزل”
توقف الرئيس جونزا ونظر بعيدًا بذنب “آ-آه… نعم…”
رفعت حاجبي “لم يتم تكليفك بالتحقيق في هذا المكان، أليس كذلك؟”
انكسر صوته “هذا ليس الأمر!”
“إذًا ما هو؟”
نظر إلينا بلا كلام قبل أن ينزل رأسه بخجل “حسنًا… لم يتم تكليفي بهذا…”
شهقت بشكل درامي “هل كذبت علينا؟!”
صرخ صوته بإلحاح “لا يهم! يمكنني التحقيق فيما أريد! أنتما لا تستطيعان!”
أملت شفتي “لماذا تريد التحقيق في هذا المكان بهذا الإلحاح؟”
انحنى بالقرب منا وهمس “لأنه متعلق”
رفعت حاجبي “متعلق؟”
ألقى يديه في الهواء مثل رجل مجنون “متعلق بكل شيء! الهجمات عليك! الهجمات على دار الأيتام! وفاة والدي! المتعاطفين مع الشيطان! كل ذلك!”
همس فيليكس في أذني “هل هو بخير؟”
آه، هل يمر بلحظة مؤامرة أخرى؟
تحدثت بهدوء إلى الرئيس جونزا “ما الذي تتحدث عنه؟”
نظر حول الغرفة “هذا المنزل متعلق بكل شيء بطريقة ما… أنا فقط لا أعرف كيف”
“حسنًا، تجاهل كل هذا الحديث المجنون-” نظرت إليه بحذر “هل رأيت الوحش بينما كنت تتجول؟”
رفع الحاجب “الوحش؟ لا، بمجرد أن دخلت هذا المكان، ضعت، سمعت أصوات وتبعتها، ولكن كل ما وجدته هو أنتم”
نظرت إلى فيليكس الذي هز كتفيه، نظرت إلى الرئيس جونزا “أعتقد أننا بحاجة إلى مغادرة هذا المكان”
أومأ برأسه “أوافقك، ولكن…”
“لكن؟”
أجبر نفسه على الابتسام “لا يبدو أن السحر يعمل هنا”
أخرجت عصاي وجربت تعويذة، لكن من المؤكد أنها لم تنجح، بدلاً من ذلك، كان من المستحيل التفكير بوضوح.
نظر إلينا الرئيس جونزا عن كثب “هل رأيتم أي شيء خارج عن المألوف؟ مثل شيء لا ينتمي؟ أعتقد أن التدخل في السحر من عمل أثر”
أضاءت عيناي “أوه! يجب أن يكون الكنز الذي يتحدث عنه الجميع!”
تحدث الرئيس جونزا “هل رأيته؟”
هززت رأسي “لم أفعل”
كلانا نظر إلى فيليكس الذي هز رأسه أيضًا.
أطلق الرئيس جونزا تنهيدة “دعونا نحاول فقط العثور على المخرج في الوقت الحالي، من الواضح أن هذا الطابق السفلي لا يؤدي إلى أي مكان”
هرعت أنا وفيليكس وأمسكنا بكم الرئيس جونزا الذي استدار وحاجبه مرفوع.
ابتسمت بخجل “ال-المكان مخيف بعض الشيء هنا”
أومأ فيليكس برأسه بسرعة لموافقتي.
أومأ الرئيس جونزا برأسه “حسنًا، يمكنكما التمسك بي، لكن لا تمسكوا بشدة… يجب أن أكون قادرًا على أخذ عصاتي”
تحدث فيليكس بصوت خجول “رغم أنها لا تعمل؟”
توقف الرئيس جونزا مؤقتًا، ثم أخلى حلقه “كنت أعني أنني بحاجة إلى أن أكون قادرًا على محاربة أي مهاجم”
تمسكت بإحكام “بالتأكيد، أيًا كان ما تقوله”
أطلق الصعداء وبدأ في المضي قدمًا،تم دفع الأقمشة جانبًا قبل أن نتمكن من مواصلة المشي، بمجرد أن وصلنا أخيرًا إلى الدرج، لاحظت وجود لوح خشبي صغير في الزاوية.
أشرت إليه ببطء “ه-هل كان ذلك هناك؟”
استدار الرئيس جونزا، متفاجئ بعض الشيء، ذهب إليه، سحبه بسهولة بعيدًا عن الحائط، خلف لوح الخشب كان هناك نفق سري مظلم.
انحنى الرئيس جونزا كما لو كان ينوي الزحف عبره، لكنني منعته “ماذا تفعل؟! من فضلك أخبرني أنك لا تنوي الزحف إلى هناك!”
التفت “ريكا، يمكنك البقاء هنا، ولكن أنا بحاجة لمعرفة كيف هذا المنزل متصل مع المتعاطفين مع الشياطين، لدي شعور جيد حول هذا النفق”
ارتعش وجهي عندما التفت بهوس شديد إلى النفق المظلم وبدأ في الزحف، عندما هززت رأسي، شاهدت فيليكس وهو يركع على ركبتيه وبدأ في الزحف أيضًا.
صرخت “أنت أيضًا؟!”
نظر إلي بتعبير شاحب “لن أنفصل عنه بعد الآن! هذا المنزل مخيف جدًا!”
تركت تنهيدة وشاهدته يزحف قبل أن يختفي في الظلام، الآن تُركت وحدي، شعرت ببرودة تزحف في عمودي الفقري، ارتجفت “أعتقد أنني سآتي معكم”
ركعت على ركبتي وأسرعت للزحف وراءهم، وصلت إلى النهاية ووجدت أن الاثنين كانا يقفان أمام منصة، في غرفة مضيئة، وقفت، وتجاهلت الأوساخ، ونظرت إلى ما كانوا يحدقون فيه.
كان على المنصة حصان خشبي صغير منحوت باليد.
ذهبت لألتقطها “إنها لعبة أطفال؟”
صرخ فيليكس “ريكا انتظري-“
ومع ذلك، فقد أمسكت به بالفعل، أملت رأسي “ما الخطب؟”
بدأ المنزل فجأة في الاهتزاز والقعقعة.
صرخ الرئيس جونزا “اذهبوا اذهبوا اذهبوا!”
أمسك بالأثر من يدي وأعادنا إلى النفق، زحفنا أسرع بكثير من ذي قبل كما لو أن حياتنا تعتمد على الزحف، بمجرد عودتنا إلى الطابق السفلي، هرعنا إلى الدرج، صدمت لرؤية كل الجدران تبدأ في الانهيار.
أمسك بنا الرئيس جونزا “من هذا الطريق!”
هرعنا وراءه، وتبعناه عبر أبواب متعددة حتى وجدنا أنفسنا مرة أخرى في الغرفة الرئيسية حيث جئنا لأول مرة، جرب فتح الباب، لكنه أبى أن يُفتح.
صرخت “تراجع!”
رفعت عصاي بينما قفز الاثنان ورائي، في ذعري، اندفع شلال كبير من الماء من طرف عصاي، وفصل الباب تمامًا من مفصلاته وأرسله أميال بعيدة.
رمش فيليكس بعدم تصديق “ماذا؟! يمكنك استخدام السحر الآن؟! كيف لم تستطيعي-“
“لا وقت!”
سحبت فيليكس معي وركضت عبر الباب، بعد أن ركضت لمسافة آمنة بما فيه الكفاية، وقفت على العشب ألهث، شاهدنا جميعًا المنزل ينهار ويتفكك.
حمل الرئيس جونزا الحصان الخشبي في راحة يده وهو يحدق في المنزل “لا أفهم… هذا المكان… هذا المكان مرتبط بكل شيء… لكن كيف؟ هل كل هذا بسبب هذه اللعبة؟”
تركت تنهيدة “هيا، دعونا نعود إلى المنزل قبل أن ينفد الوحش ويأكلنا”
لوح الرئيس جونزا بيده بشكل مشتت “أنتما الاثنان اذهبا، سأبقى هنا حتى أكتشف ذلك”
لقد تركناه على مضض، لكن كلانا كان أكثر من سعيد بالمغادرة، بينما كنا نسير إلى الوراء هززت رأسي “لا أفهم لماذا يكون عمي دائمًا واثقًا جدًا من نفسه، إنه يصدق كل هذه المؤامرات البعيدة المنال بينما يتصرف وكأنه يستطيع رؤية المستقبل”
ضحك فيليكس “حسنًا، إنه مستخدم لسمة التنجيم” (التنجيم يندرج تحت سمة الهواء، زي ما الثلج أو الجليد يندرج تحت سمة الماء)
تجمدت “ماذا”
التفت فيليكس إلي في حيرة من أمره “ألم تعلمي؟”
صرخت “اعتقدت أنه سمته جليدية مثل المدير!”
ضحك فيليكس “كيف لم تعرفي؟ لهذا السبب لديه هذا المنصب الرفيع في المكتب وهو معروف، حتى أنه كتب نبوءاته وقام بتخزينها في الأكاديمية”
وضعت يدي على قلبي “حياتي كلها كذبة… لكن إذا كان يستطيع رؤية المستقبل، فلماذا أرسلني إلى دار الأيتام ذلك؟ بالتأكيد كان يعرف!”
“على الرغم من أننا نسميهم أنبياء، إلا أنهم ليسوا قادرين بالفعل على رؤية المستقبل، في معظم الأوقات، يتم إعطاؤهم لمحات فقط وعليهم محاولة تجميع القطع معًا، ومع ذلك، كانت هناك العديد من الحالات التي تسبب فيها ضررًا أكثر من النفع، على سبيل المثال، ذات مرة رأى شخص صورة لامرأة لديها خاتم في حقيبتها تم الإبلاغ عن سرقته، لذلك اتهمها بطبيعة الحال بسبب رؤيته، ومع ذلك، اتضح أن المرأة باعت الخاتم وأن المالك الجديد فقده ببساطة، لهذا السبب هناك قول مأثور: نظرة إلى المستقبل ستجعلك أعمى”
شهقت “سوف تجعلك أعمى بالفعل؟!”
هز رأسه “لا، هذا يعني أن ما تراه سيربكك فقط، ليس من المفترض أن يرى البشر المستقبل، ولهذا السبب لا يمكننا فهم ذلك”
نقرت على لساني “يا لها من قدرة لا قيمة لها”
أطلق فيليكس تنهيدة “أتمنى أن يكون الرئيس جونزا أفضل في رؤية المستقبل رغم ذلك، كان بإمكاننا أن نسأله عما سيكون في الإمتحان”
“أوه تبًا!”
أصيب بالذعر “ماذا؟! وحش؟!”
وضعت يدي على عيني وبكيت “لقد نسيت الإمتحان!”
فرك فيليكس كتفي ليريحني “لا بأس، لا يزال لدينا الوقت للاجتهاد”
شهقت ببكاء “هل ستساعدني؟”
أجبر نفسه على الابتسام “ل-لا أعرف ما إذا كان بإمكاني مساعدتك… لكنني أعرف شخصًا يمكنه ذلك”
—————–
وقفنا أنا وفيليكس على جانب طاولة موضوعة تحت شرفة تطل على البحيرة، نحني رؤوسنا بينما جلس سايروس وذراعيه متشابكتان، مبتسمًا بغطرسة، تحدث بهدوء “إذًا تريدان مني مساعدتكم في الدراسة؟ في اليوم الذي يسبق الإمتحان؟”
تحدث فيليكس بابتسامة ساحرة “أمير سايروس… أنت حقًا أفضل طالب في الفصل، إذا كان بإمكان أي شخص مساعدتنا، فهو أنت”
أومأت برأسي بسرعة “هذا صحيح! أنت ذكي جدًا! الأفضل على الإطلاق!”
رفع حاجبه “أنا؟ أأنا كذلك؟”
ضربني فيليكس بمرفقي وتقدمت للأمام وأنا أرمش بعيني “أوه نعم، حقًا الأفضل، درجاتك ومعرفتك رائعة للغاية، أنا حقا معجبة بذلك”
“أ-أوه؟”
اقتربت منه، وانحنيت حتى كانت وجوهنا قريبة، مدت يدي ببطء وأمسكت بيده “سأكون ممتنة جدًا إذا تمكنت من مساعدتي”
تلاشى تعبيره المتعجرف إلى تعبير يُعرب عن إحراجه وهو يميل بعيدًا عن وجهي، تحول خديه إلى اللون الوردي وهو يتجنب عيني “أ-أعتقد أنني أستطيع مساعدتكم… كقضية خيرية”
ضغطت يده قبل إطلاقها والقفز في سعادة “قال نعم!”
سحب سايروس يده إلى صدره، وإحمر خجلًا ثم أخلى حلقه وعاد إلى تعبيره اللامبالي، أشار إلى الطاولة “كلاكما اجلسا، لنبدأ”
كلما درسنا أكثر، شعرت أنني أفقد عقلي.
تأوهت ودفعت الكتاب بعيدًا “لا مزيد! لا أستطيع أن أفعل ذلك بعد الآن”
رفع سايروس فنجان الشاي بهدوء على شفتيه قبل أن يضعه لأسفل “لقد مرت بضع ساعات فقط، لماذا تتصرفين بشكل درامي؟”
أملت شفتي “لأنني إنسانة عادية غير قادرة على التركيز الشديد لساعات طويلة”
سكب كالدويل كوبًا من الشاي وسلمه لي “جربي هذا، آنستي الصغيرة، سيساعدك ذلك على التركيز”
أمسكت به وشربته، تركت تنهيدة “آه! لذيذ جدًا”
نقر سايروس على لسانه في رفض.
عبست “ماذا؟”
نظر إلي “أنتِ تفتقرين بشدة إلى الأخلاق”
شبكت ذراعي ” لست كذلك”
ابتسم “بلى، أنتِ بالكاد تتصرفين كسيدة لائقة”
“وكيف يجب أن أتصرف كسيدة لائقة”
“على سبيل المثال، ليس من المفترض أن تبتلعي الشاي وتصدري أصواتًا ملتوية، من المفترض أن ترتشفيه ببطء”
“صحيح! لكن لا يزال بإمكاني التصرف كسيدة! أنا فقط أختار عدم القيام بذلك”
رفع ذراعه وابتسم “أوه؟”
أومأت برأسي بسرعة ورفعت فنجان الشاي على شفتي، رفعت إصبعي الخنصر وأنا آخذ رشفة صغيرة وابتسم ابتسامة عريضة “رأيت؟”
سقط الفنجان من قبضتي، وسقط إلى حضني، قفزت بسرعة “آوتش! ساخن! ساخن!”
وقف سايروس بنظرة قلقة “هل أنتِ بخير؟”
“ساخن ساخن!” رفعت ثوبي “هل أحرقني؟!”
بعد التأكد من أن ساقي لم تحترقا بشدة وأنهما ورديتان قليلاً، سمعت صرخة حادة من سايروس.
“م-ماذا تفعلين؟!”
نظرت لأعلى لأراه يحدق في وجهي بنظرة من الصدمة والإحراج أثناء إخفاء ضميره المتأنب، كان من الواضح أنه لا يريد إشاحة نظره، لكنه كان يعلم أنه يجب عليه ذلك.
عبرت ابتسامة بطيئة وجهي “أوه~ هل يحاول الأمير سايروس العظيم وغير المبالي النظر أسفل ثوبي؟”
ارتفعت عيناه لتنظر إلى وجهي بينما تحول وجهه إلى اللون الأحمر الفاتح “ل-لم أكن كذلك!”
انحنيت على الطاولة وأمسكت بربطة عنقه، وجعلته أقرب إلي، رمشت بعيني “إذا أردت أن تنظر، عليك أن تطلب أولًا”
“ل-لا أريد أن أنظر! أنا لا أريد!”
ضحكت “لا بأس إن أردت، أطلب منك فقط أن تريني شيئًا صغيرًا في المقابل”
ارتجفت عيون سايروس وهو يحدق مرة أخرى في عيني “و-وقحة!”
تجنب كالدويل عينيه بينما دفن فيليكس أنفه في الكتاب لتجاهل مغازلتنا الصارخة.
——————
هايزل ويردوووو، أتوقع إنها تناسخ شخص، لأنه أمها وأبوها قالوا إنها ما احتاجت شخص يعلمها، يعني أكيد هي already تعرف، زي ريكا
ايش تتوقعاتكم؟ هل ممكن إنها تناسخ ألورا؟ أو تناسخ من عالم ريكا؟ مع إني ما أتوقع لإنها واضح تعرف زفير بطريقة ما