A Magical feeling - 2
شعور ســـاحر- الفصل الثاني
أومأ الرئيس لي “هيا، ليس هنالك ما يدعو للتوتر”
ألقيت نظرة نحو الأطفال في الخارج وهززت رأسي مرة أخرى، توتر؟ لا، أنا لست متوترة، أنا مشمئزة وغير مرتاحة، أنا بالفعل أجد البالغين مزعجين والأطفال مجرد نسخة مصغرة غير قادرة على التفكير، كبرت بدون أشقاء أصغر سنًا مني، لم يكن عليّ أبدًا مشاركة ألعابي مع طفل آخر، كيف سأعرف كيف أتعامل مع الأطفال الصغار؟
ارتعش وجه الرئيس “هل يمكنك الخروج؟”
“هل يمكنني الذهاب للعيش في الشوارع بدلًا من هذا المكان؟”
أطلق ضحكة متكلفة “لا تقولي ذلك، المكان ليس سيء هنا، السيدة التي تدير دار الأيتام ترعى الأطفال أفضل الرعاية، سيكون لديكِ دائمًا طعام وثياب دافئة، وبالإضافة إلى ذلك، يملك دار الأيتام هذا أعلى معدلات التبني في المملكة”
تلك السيدة الرئيسة لاحظت العربة من الأمام وسارت نحوها مع نظرة لطيفة تعلو محياها، لقد كانت إمرأة هادئة وبدت دافئة جدًا وودودة مرتدية فستانًا أزرق بسيط وشعرها سحب إلى الوراء وشكل كعكة خلف رأسها، تحدثت إلى الرئيس بلهجة منخفضة وهادئة، “هل هناك مشكلة؟”
خدش رأسك بتعبير حرج يملأ وجهه “أوه… في الواقع… هي تبدو متوترة قليلًا، لا أستطيع إخراجها من العربة”
أومأت “أرى ذلك، حسنًا، لقد مرّت خلال تجربة مؤلمة، وهي ستبدأ بالعيش في الميتم بعدما كانت تعيش مع والديها، الأطفال دائمًا يترددون في حالات كهذه”
انتظر، كيف أمكنها معرفة كل هذا؟ من المستحيل أنه قابلها في ذلك الوقت الضئيل.
تحدث قائلًا “هل استلمتِ الوثائق التي نقلناها؟”
“استلمتها”
أوه، هكذا إذًا، السحر.
تحدثت بسهولة “مرحبًا ، عزيزي. هلّا خرجتِ من العربة؟ إن لم تخرجي، عندها سأنادي أحد الفتيان الكبار ليخرجوك، أُفضل ألّا أضطر لإخراجك بالقوة…”
جفلت بسماعي لما قالته، مجرد التفكير في شخص يسحبني يجعلني أرتعش، أنا أكثر كرامة من ذلك
وقفت وخرجت من العربة، أشحت بنظري بعيدًا عنهم مع نظرة غير مبالية “أنا لا أحتاج إلى أن أُسحب”
ابتسمت ابتسامة عريضة “هذا ما يبدو”
نظرت إليها عن كثب، هي لم تبدو كشخص سيء، و استذكرت ردة فعلي تجاه القائد والرئيس، ملت إلى الأمام واستنشقت الهواء حولها، شاهدت الهواء حولها يتحول للون الأحمر الخافت، لم يكن الأمر مرعبًا مثل نظرة القائد تلك، لكنه أيضا لم يهدئني، بدلًا من ذلك، جعلني اشتبه بها أكثر، لكن ماذا يعني ذلك؟
انحنت إلي “اسمي هو الآنسة دين، أنا أدير دار الأيتام هنا، ما هو اسمك؟”
ملت رأسي بعبوس، “يجب أن تعرفي اسمي بالفعل إن كنتِ تعرفين أن والديّ متوفيان”
الرئيس سعل في دهشة من ردي، ولقد شاهدت وجه الآنسة دين وهو يرتجف قليلًا “ربما أعرف ذلك، ولكن لا يزال من المهذب أن نسأل”
قلّبت عيناي “اسمي ريكا”
بدت منزعجة من ردة فعلي، لكنها حاولت ألا تظهر ذلك، أبقت صوتها هادئًا “إذا كنتِ ترغبين في أن يتم تبنيك، يجب عليكِ أن تحسني أخلاقك”
“هممم” رددت بملل ونظرت بعيدًا، تبني؟ لا شكرًا، آخر شيء أريده هو أن أُجبر على وضع حيث يجب أن أدعو غرباء فيه بــ “أبي” و “أمي” وماذا لو كانوا يتبنوني فقط لأسباب شنيعة ؟ لقد سمعت عن تلك القصص النمطية، كلا أنا أفضل حالًا بمفردي على أن أجبر على شيء من هذا القبيل
لاحظ الرئيس الوضع المتوتر وتحدث بسرعة “أوه! قبل أن أنسى،لقد قالت سابقًا أنها تحب الجزر المطبوخ”
ملأ وجهي الذعر للرئيس، لااااا! لا تخبرها بهذا!
ابتسمت “أوه حقًا؟ يا لها من راحة، معظم الأطفال يكرهون الخضروات، أنا سعيدة لسماع أنها مفضلة لديها، سأحرص على إخبار الطهاة بإعطائها المزيد منه”
تجهم وجهي من هذه الفكرة، قمت بتطهير حنجرتي “هـ-هذا ليس ضروريًا..”
ابتسمت في وجهي “إن كان هذا سيجعلك تشعرين بترحيب أكبر، فهو ضروري”
“آنسة دين”! سمعت طفل يصرخ ويركض نحونا، وتبعه عدة أطفال صغار، كانت أصواتهم متداخلة ببعضها البعض “من هذه؟” “هل هي جديدة؟” “آه! جميلة جدًا” “تعالي والعبي معنا!”
التوى وجهي باشمئزاز على تعبيراتهم المتحمسة، إذا بدأت بالركض، ربما لن يمسكوا بي
ضحكت الآنسة دين بخفة “اهدأوا أيها الأطفال، دعوها تستقر أولًا، ريكا، هل لديكِ أي أمتعة؟”
هززت رأسي بالنفي،كل ما كان لدي هو الملابس البالية التي كنت مرتديتها، تحدث الرئيس “لم يكن لديها أي شيء عندما جاءت إلينا، آمل أن هذه ليست مشكلة”
أعطته ابتسامة مطمئنة “ليست مشكلة، يمكننا أن نقرضها بعض الثياب لإقامتها، وسوف يكون بعض من الفتيات الأكبر سنًا منها يرونها الأرجاء”
أعطاها الرئيس ابتسامة جذابة “إذا لم يكن هناك شيء آخر تحتاجه، سأهم بالانصراف”
أومأت “شكرًا لك مرة أخرى لجلبها هنا، رئيس، وهي لا تزال يافعة لذلك أراهن أنها سوف يتم تبنيها في غمضة عين”
انتظر! لا أستطيع البقاء هنا هؤلاء الأطفال يحيطون بي وكأنني فريستهم! لا يمكنني البقاء في ذات المنزل معهم! سأجن قبل أن أجد طريقة للخروج من هذا الوضع! لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ أجعل شخصًا ما يتبناني؟ هذا ليس مثاليًا أيضًا!
التفت إلي الرئيس “سأغادر الآن ريكا، ابقي بأمان وانصتي لما تقولة الآنسة دين، لا أريد أن أسمع المزيد عن حوادث السحر خاصتك”
آآآآآآههه!! ماذا سأفعل؟ انتظر، أنا ما زلت طفلة، أليس كذلك؟ بل أنا طفلة رائعة أيضًا، ربما يمكنني التظاهر بأنني ظريفة لجعل ضابط الشرطة يدعني أبقى معه؟ على الرغم من أنني لا أحب الشرطة… لكنه يبدو أفضل من أن يتم التهامي من قِبل كل هؤلاء الأطفال
أمسكت قميصه لمنعه من الذهاب، دهش من فعلتي “إيه؟ ما الخطب؟”
أظهرت تعبير مثير للشفقة وقرصت فخذي بقوة لتظهر الدموع في عيناي، *شــم* (ماني عارفة كيف أشرحها، بس لما أحد يبكي بقوة مو كأنه يشم في وسط البكية؟ هذا المقصد، يارب فهمتوا) “مــ-مـن فضلك يا سيدي… أ-ألا أستطيع العيش معك؟”
أجل! انظر إلى وجهي المثير للشفقة!
وجهه أظهر بوضوح أنه كان يتم تحريكه “ذ-ذلك…”
شفتي السفلى بدأت بالارتعاش، “أنت لطيف جدًا… أريد البقاء معك”
“آه… ل-لا أستطيع… أنا بالكاد أتواجد في المنزل و..”
“ارجووووووووك؟”
هيا، من فضلك! لا تجعلني أبقى هنا مع هذه المخلوقات اللزجة!
أجبر نفسه على النظر بعيدًا “آسف، ولكن أنا حقًا لا أستطيع… أنا لست في موقف يسمح لي بتبني أطفال”
لقد نقرت لساني و أزلت يدي عندما لاحظت أنه لن يغير رأيه، حسنًا، ذلك لم يعمل
لقد ربت على رأسي “فتاة لطيفة مثلك سوف يتم تبنيها بسرعة فقط، حاولي أن تبقي متفائلة”
وجهي عاد إلى كيف كان من قبل، تسك رجل عديم الفائدة.
لقد ودعنا وعاد إلى العربة، نظرت إليه بعبوس وهو يغادر، الآنسة دين ابتسمت وهي تتحدث معي “تمثيل جيد، قد يتم تبنيك في الواقع إذا واصلتِ التصرف على هذا المنوال” نظرت إليها مرة أخرى ورأيتها تبتسم في وجهي.
هناك شيء بشأن تلك الابتسامة لا أثق به..
طلبت الآنسة دين مني أن أتبعها، وسرعان ما قادتني إلى الدرج المؤدي إلى الداخل حيث كان بعض الفتيات الأكبر سناً يجلسن، يبدو أن الجميع لديهم ملابس مطابقة مهما كان عمرهم، لقد توقّفوا جميعًا عن التحديق بي، لم تبدو أعمارهم أكبر من 14 عامًا، لكنهم كانوا جميعا أطول مني بكثير، الآنسة دين تحدثت “يا فتيات ، هلّا أريتموها المكان من فضلكم؟ تأكدوا من إعطائها جولة كاملة وإعلامها بقواعدنا، وتوقفوا في طريقكم عند خزانة التموين واحضروا لها زي جديد أيضًا”
“حسنًا، آنسة دين” أجابوا معًا
ابتسمت الآنسة دين لهم قبل أن تلتفت إليّ “أراك عند وقت العشاء، سأكون في مكتبي إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء”
بعد أن غادرت، عدت إلى الفتيات الأربع الجالسات على الدرج، نظراتهم السيئة على الفور ذكرتني كم أنا صغيرة مقارنة بهم، شبّكوا أذرعهم وهم ينظرون إلي من الأسفل إلى الأعلى، تحدثت واحدة منهم “واحدة أخرى؟ ألم نتخلص من واحدة للتو؟”
تحدثت الأخرى “لا تفزعي، أنا متأكدة من أنها سوف تذهب في غمضة عين”
“لا أحد بكامل قواه العقلية سيتبناها”
اتفقت الأخرى وقالت “إنها لن تستمر طويلا بغض النظر عن ذلك”
آغهه، نسيت كيف يمكن أن يكون الأطفال لئيمين، لا أهتم حقًا بما أنهم أصغر مني بكثير، لكن هذا مزعج، أشعر وكأنني أشاهد طفل يصاب بنوبة غضب.
الذي في المنتصف قاطعت ثرثرتهم “هل أنتِ صماء أو ما شابه؟ لماذا لا تتحدثين؟”
ضحكن الفتيات “عظيم، إنها معطوبة أيضًا”
“يجب أن نجبرها على القيام بأعمالنا بما أنها لا تستطيع الشكوى”
حسنًا، بدأت كل هذه الثرثرة تصبح مزعجة.
أفسحت المجال لتنهيدتي أن تخرج “هل يمكنكم فقط أن تروني المكان؟”
دعوني أرى أرجاء المكان حتى أستطيع الهرب.
فتاة رفعت حاجبها “عجبًا، تبين أنه يمكنها الحديث”
كان من الواضح أن الفتاة التي في المنتصف هي الزعيمة، بما أن كل الفتيات التفتن إليها للتأكد من أنهن لم يفسدن الأمور، تحدثت “أوي، ما هو اسمك يا غصن؟”
“ريكا” أجبت بعجلة على أمل أن يتحركن بسرعة
ضحكن جميعن، ابتسمت واحدة منهن بسخرية “يا له من اسم غبي، لم أسمع بهذا الاسم الغريب من قبل”
“مع اسم ووجه هكذا، لا عجب أنه تم التخلي عنها هنا”
هل هذه حقًا أفضل إهانة استطعتم المجيء بها؟ سوف أتثاءب.
تحدثت زعيمة الفتيات “حسنًا، دعونا لا نكن لئيمين جدًا معها” وقفت ومالت إلى أن وصلت لوجهي، لم أستطع إخفاء نظرتي للاشمئزاز بينما كنت أميل بعيدًا عنها، لقد طحنت في وجهي ، “فقط تذكري أن لا أحد هنا يهتم بك، سواء عشتي أو متّي، هذا لا يعني شيء”
نظرت إليها “لاحظت بالفعل”
أومأت “الآن اتبعني، أيتها الغصن، إن كنتِ بطيئة في سيرك، لن أقول لكِ شيئًا”
“صحيح” تبعت تلك الفتاة القذرة محاولة إخماد غضبي.
إنها مجرد طفلة، إنها مجرد طفلة، أنا بالغة على الرغم أني لا أبدو كذلك… لكن عقليًا أنا بالغة، إذا فقدت هدوئي مع هذه الطفلة، عندها هذا من شأنه أن يعزز فقط كم أنا طفلة.
أرتني الأرجاء “هذه الكافتيريا، نأكل مرتين في اليوم، مرة في الصباح ومرة في الليل، إن فوتّي جرس وجبة العشاء، لن يقدموا لكِ الطعام، كوني هنا في الوقت المحدد، هنا مكتب الآنسة دين، هنا الحمام “… بدأت في التثاؤب، واصلت حديثها “وها هي المكتبة”
استعدت نشاطي “مكتبة؟” حدقت إلى ما بداخلها، لم تكن مكتبة مثيرة للإعجاب، لكنها كانت أفضل من لا شيء، نظرت إليها “هل هناك كتب عن السحر هنا؟”
نظرت إليّ بحذر وشبّكت أذرعها “أجل، على الأرجح”
فيو! ربما يمكنني معرفة في أي نوع من المواقف وقعت… أيضًا سأتمكن من البحث عن كيف نظفتني تلك السيدة بقطعة عصا، تلك الألوان كانت فاتنة، أنا لا أمانع رؤيتهم مرة أخرى
“هل لديكِ عصا؟” لقد سألت، تثيرني من أفكاري.
هززت رأسي بالنفي ” لا…”
أعتقد أنها تشير أيضا إلى تلك العصي كعصي… كيف غير الأصلية (ريكا تقصد عصا عادية، بس البنت تقصد عصا السحرة، زي اللي في هاري بوتر إذا تعرفوه)
ضحكت عليّ باستهزاء، “ولماذا أنتِ مهتمة بتعلم السحر؟ هل أنتِ حمقاء أو ما شابه؟”
حاجبيّ ارتجفا، لا تغضبي، إنها مجرد طفلة، أخذت نفسًا عميقًا “لا، على الرغم من أنني لا أملك عصا، لماذا يهم؟ ما زلت أستطيع القراءة”
قلّبت عينيها “أعتقد أن هذا يعني أنكِ مجرد غبية إذًا، الآن هيا”
تبعتها وأنا أُفكر بصمت في نفسي، أعتقد أن العصي هي شرط للسحر، ولكن إذا كان هذا صحيحًا، لماذا لا يزال بإمكاني رؤيته؟ لا يبدو أن الآخرين قادرين على ذلك، الآن بعد أن فكرت في ذلك، يمكنني رؤية شيء يشع منهم… هل يستطيع الجميع رؤيته؟ أم أن هناك خطب ما بي؟ غير كوني من عالم آخر بالطبع
على الرغم من ذلك، فأنا يمكنني أن أراه فقط بعد أن أشمهم… انتظر.. منذ متى عليك أن تشم رائحة لرؤية الألوان؟ لربما هو سيعمل إذا اشتممت بشكل عام *شـــم شـــم* نوب، الأمر ليس كذلك، هل حقًا فقط إذا كانت رائحة الشخص؟ أملت إلى الأمام وأخذت بشم الفتاة مؤقتًا، رأيت عندها الهواء حولها يتحول لون أخضر شفاف، هذا مختلف عمّا رأيته من قبل، أتذكر أن بعض الناس يربطون الأزرق مع الاسترخاء، الأحمر مع الغضب، الأصفر مع السعادة، وهكذا… وأتساءل عما إذا كان نفس الشيء هنا، لكن ماذا يعني الأخضر؟
“… هل شممتني للتو؟”
جفلت “ل-لا…”
أبعدت نفسها عني باشمئزاز “أنتِ غريبة أطوار”
إيييه، لقد كُنت أُدعى بما هو أسوأ من ذلك
لقد عجلت بخطواتها “هذه خزانة التموين” فتحته وألقت زي أزرق غامق بسيط بين يديّ، سحبت الجوارب والأحذية وكدستها على القمة “هذا زينا الرسمي، الجميع يرتديه، هذه غرفة الفتيات، هذا السرير فارغ، كل شيء آخر مأخوذ”
ألقيت نظرة على جميع أنحاء الغرفة ولاحظت أن الأسرّة كانت مصطفة بشكل دقيق، معظمهم كان ديكور أو دمى، السرير الذي أرغمتُ عليه هو الوحيد الذي كان واضحًا وغير منقوص، في الواقع، هذا جيد أيضًا، على الرغم من أنني لا أطيق استخدام سرير تم استخدامه بالفعل
“أسرعي وبدلي ثيابك، ومن ثم ارمي هذا الفستان بعيدًا، الآنسة دين لا تُحب ألا نكون في أحسن حال” مع نقرة لسانها، خرجت من الغرفة، تجاهلتا وبدأتُ بالتغيير، خلعت جوربي الطويل وسمعت شيئا سقط على الأرض، عبست شفاهي وأنا أنظر للأسفل، على الأرضية الخشبية الصلبة كانت هناك عصا بسيطة خالية من التصاميم أو العلامات الباهظة، وصلت ببطء لذلك والتقطتها، وجهي خفت عندما نظرت إليها عن كثب.
إيه؟ ما هذا الشعور الكئيب؟ أشعر أنني نسيت شيئا مهمًا..
سمعتُ الجرس يرن وجفلت، وضعت العصا على السرير وارتديت بسرعة ثيابي الجديدة، بعد أن ارتديت ثيابي، توقفت عند العصا، لربما أنا يجب أن أبقي هذه مخفية، من الأفضل دائمًا الحصول على بطاقة رابحة، أرجعت العصا إلى جوربي وذهبت إلى قاعة الطعام، عبست برؤية صراخ الأطفال المتحمس ووجوههم المليئة بالمخاط، حاولت أن أبتعد، لكنهم أبصروني وانقضوا كالأسود المفترسة
لقد احاطوني واتجهوا نحو وجهي، كنت مرعوبة عندما اكتشفت أنني لم أكن أطول بكثير منهم.. جميعهم صرخوا في آن واحد “آه! أنتِ جميلة جدًا!” “ما اسمك؟” “هل تحبين الدمى؟” “دعينا نلعب بعد هذا!” “هل يمكنني لمس شعرك؟”
“بالتأكيد لا” قاطعتهم بدون مقدمات
بدأ أحدهم بسحب شعري “إنه ناعم جدًا!” “دعني أرى أريد أن ألمسه أيضًا!”
أنا أنهكت داخليًا بينما كان الأطفال الكئيبين يسحبون شعري رافضين السماح لي بالذهاب، أخيرًا، صوت قاطعهم خلفي “يا أطفال، ليس من اللطيف سحب شعر الناس”
“آسفون يا آنسة دين” الأطفال هدأو معًا أفلتوا خصلات شعري من قبضاتهم، تركت تنهيدتي تخرج كما حاولت بهوس إصلاح شعري.
الآنسة دين ابتسمت “هيا، الآن قفوا في الصف حتى تتمكنوا من الحصول على وجباتكم”
ضحك الأطفال وشكّلوا صفًا تابعت مسيري وتجاهلت الشخصين اللذين يحاولان التحدث معي، اقتربت من الطهاة الذين تحدثوا “أوه! لابد أنكِ الفتاة الجديدة”
أومأت ” أجل، أنا هي”
“حسنًا، أمسكي الصينية، لقد أعددنا شيئًا مميزًا من أجلك” أمسكتُ الصينية وحملتها، لقد وضعوا على ما يبدو أنه حساء بالإضافة إلى كمية ضخمة من الجزر المطبوخ، فقدت شهيتي على الفور، حاولت أن أخفي نظرتي للاشمئزاز وهي مستمرة “الآنسة دين أخبرتنا كم تحبين الجزر المطبوخ! من الآن فصاعدًا، سأتأكد من إعطائك المزيد منه”
تلوى وجهي “هـ-هذا ليس ضروريًا”
ضحك الطباخ “لا تخجلي! خذيها واستمتعي بها، هيا! جربيهم!”
ل-لا! أنا حقًا لا أريد أن آكل هذا الشيء المقزز (أكرم الله النعمة) لكن إن لم آكله، سيكتشفون أنني كنت أكذب… سأكون في ورطة كبيرة إن علم الرئيس أنني كنت أكذب طوال الوقت! لا أريد أن أسجن مدى الحياة!
ارتعشت عندما أجبرت نفسي على تناول قضمة
“إييا! انظروا إنها سعيدة جدًا لدرجة أنها تبكي! ظريفة جدًا!”
وجهي ارتعش عندما ابتلعت دموعي مجددًا.. أنا لا أبكي من السعادة! أنا أبكي من الضيق!
بينما كنت أمشي إلى الطاولة، غمزت الآنسة دين لي “تأكدي من أن تنهي طبقك، ليس من الجيد إهدار الطعام”
أجبرت نفسي على الابتسام وجلست، بمجرد أن فعلت، الأطفال الآخرين تزاحموا حولي، جميعهم بدأوا يسألوني أسئلة أصابتني بالصداع، وجهي عبس “هل يمكنكم أن تهدأوا؟ هذا يصيبني بالصداع”
تحدث واحد منهم “هل تحبين الجزر؟”
“اه..” ابتسامتي توترت بينما كنت أتساءل إذا كان ينبغي علي أن أقول الحقيقة أو أن أستمر في كذبتي، إنهم مجرد أطفال، أليس كذلك؟ بالتأكيد يمكنني قول الحقيقة وتجنب هذا الذوق المقرف
صرخ آخرٌ منهم “أبله! ألم تسمع الطباخ قبل قليل؟ لقد قال أنها تحبهم! أليس هذا صحيحًا يا آنسة دين؟”
الآنسة دين التي انتقلت خلفي بدون معرفتي تحدثت “أيها الفتى، لا تدعوا الناس بالبلهاء، هذه وقح جدًا”
انكمش الطفل “آسف آنسة دين”
“لا بأس، فقط تعلم من خطأك” ابتسمت الآنسة دين وهي تتابع “وأيضًا، أنت محق، هي تحب الجزر المطبوخ، يجب أن تكونوا مثل ريكا الصغيرة وتأكلوا الخضروات”
جميع الأطفال نظروا إلى خضرواتهم وعبسوا، لقد نظروا حولي بشغف و حركوا جزرهم نحو طبقي، حدقت في ذلك بتعبير مظلم، لاحظت الآنسة دين أفعالهم وأطلقت ضحكة صغيرة “أوه، أيها الأطفال، هل تعتقدون حقًا أنكم متسترون وأنني لن ألاحظ هذا؟”
نظروا بعيدا مع تعابير مذنبة، تكلم أحدهم، “لـ-لكنها… تحبهم وأنتِ قلتِ بأنننا يجب أن نجعل القادمين الجدد يشعرون أننا مرحبين بهم، ألا يجب أن نعطيها جزرنا؟”
أومأ الآخر باتفاق “بالضبط! سنعطيها جزرنا للترحيب بها!”
لهذا لا أستطيع تحمل الأطفال، لم يعطوني هذا للترحيب بي، بل لأنهم لم يريدوا أكله، ولكن أنا أيضَا لا أريد!!! آآآرغغه!!
“أنتم لطيفين حقًا يا أطفال” الآنسة دين أطلقت ضحكة عارمة والتفت إلي بابتسامة “لا تخجلي يا ريكا، إمضي قدمًا وتناوليه”
نظرت إلى الطبق راغبة برميه على الأرض، هل سيصدقونني إذا أسقطته عن طريق الخطأ؟ ولكن، أنا لا أثق حقًا بتلك الآنسة الرئيسة، إنها تبتسم لكني أشعر أنها ابتسامة أفعى، هي قد تجبرني في الحقيقة على تناوله من على الأرضية، قد لا يكون لهذا العالم نفس معايير النظافة كما كان عليه العالم الحديث، آغغه… هل يجب أن أقول الحقيقة؟ لمحت الآنسة دين التي كانت تراقبني وتنتظرني، ابتلعت ريقي، نوب، أنا في عمق الأعماق، يجب عليّ تناوله
أجبرت نفسي على تناول قضمة، بدأ الأطفال التحدث مع بعضهم البعض، أصابني الصداع من أسئلتهم المستمرة، أحد الأطفال اقترب مني “هل يمكنك استخدام السحر؟”
قاطعه آخر “بالطبع يمكنها! دار الأيتام هذه فقط لمن لديهم مانا مفرطة!”
الأولى أخرجت لسانها “اخرس! كنت أسألها سؤالا!”
“لا ، أنتِ اخرسي!”
كما تجادلوا جميعًا، شعرت بالمزيد والمزيد من الإنزعاج، كانوا يتقاتلون معي مباشرة في الوسط، إن كنت أقل سيطرة على نفسي، لصفعتهم جميعًا الآن، لكن هؤلاء أطفال، أنا لا يمكنني فقدان أعصابي على أطفال، يبدو أن الآنسة دين لاحظت هذا وهي تبتسم في وجهي “أنا متفاجئة، فعادة بعد ردة الفعل العنيفة العكسية، الناس لا يستطيعون السيطرة على المانا مثلك، إما أن يفقدوا السيطرة ويؤذوا من حولهم، أو أن سماتهم تسبب المشاكل، ومع ذلك، لا يزال يمكنك السيطرة عليها كما لو أن ردة الفعل العكسية لم تحدث قط”
سمات؟ هذه كلمة جديدة، هذا العالم لديه الكثير من تلك المصطلحات الغامضة، أنا بحاجة ماسة لتعلم هذه المصطلحات إذا كنت أريد معرفة ما حدث وكيف يمكنني العودة إلى المنزل.
واحدة من الفتيات الأكبر سنًا رمشت بذهول “ماذا تعنين آنسة دين؟ هل هي واحدة من الذين عانوا من ردة الفعل العنيفة العكسية؟
أومأت الآنسة دين “أجل، ولهذا هي هنا، بما أن العمال هنا لديهم خبرة في تهدئة السحر المتقلب، فمن الطبيعي أن يعيش شخص من طبيعتها هنا، فهي ستكون أقل خطورة بهذه الطريقة”
هذه العا*رة، هل قالت هذا عن قصد؟
الجميع التفت لينظروا في وجهي برعب، حتى الأطفال الأصغر سنًا عرفوا ما يكفي عن رد الفعل العكسي العنيف ليعتقدوا أنني كنت خطرًا عليهم، سرعان ما تفرقوا من جانبي وتركوني منعزلة تمامًا، حسنًا، لا بأس بهذا أيضًا، على الأقل لن أضطر للتعامل مع هؤلاء الأطفال المزعجين بعد الآن، عندما عدت إلى وجبتي، وجدت أن طعامي يبدو أقل طعمًا، أكلته بصمت ونهضت لأعيد الصينية، تحت الأنظار الحريصة من جميع من في الغرفة، أعدت صينيتي وغادرت قاعة الطعام، أمكنني الشعور بابتسامة الآنسة دين الخبيثة تحت مظهرها اللطيف.
لا أعرف ماذا أفعل، ذهبت إلى المكتبة، بحثت في الرفوف المحدودة للكتب التي يدور فحواها عن السحر حتى وجدت أخيرا بعضًا منها، بدأت في قراءتها عن كثب، في الواقع، لا يبدو من الصعب عليك أن تتعلم السحر، ومع ذلك، فإنه يتطلب الانسجام وعدم استخدام السحر في كثير من الأحيان حيث أن معظم الأجساد لا يمكنها التعامل مع قوة السحر، في هذا العالم يُنظر للسحر كما لو كان له كيانه الخاص، أولئك الذين استغلوا أو جشعوا جدًا سوف يتعرضون للهجوم من قبل هذا الكيان المفترض.
السحر ككيان غير معروف؟ لا، أشك في ذلك، قد يكون عالما سحريًا، ولكن حتى هذا من الصعب ابتلاعه قليلًا (تصديقه أو استيعابه) فهو أشبه عندما تعمل بقوة ومن ثم عن طريق الخطأ تتشنج عضلاتك أو ينفجر وريدك، لن يكون من المنطقي أن يأتي كل هذا من كيان واحد، أراهن أن ردة الفعل العكسية ماهي في الواقع إلا نتاج استخدام سحر أكثر مما يتحمله الشخص.
بحثت سريعًا عن معنى ردة الفعل العكسية العنيفة وقرأته، ردة الفعل العكسية العنيفة للسحر: حدث حيث يعود السحر على المستخدم ويصيبه أو أي شخص حوله، ومن بين التأثيرات الجانبية المحتملة: الانفجارات، الموت، التشوه، فقدان الأطراف أو شللها، العمى، الجنون، تغير الشخصية، غيبوبة و [المزيد من التأثيرات الجانبية الأكثر فظاعة]
واو، أنا سعيدة لأن أيًا من ذلك لم يحدث لي، أخذت المزيد من الكتب وبدأت في قراءة المزيد عن هذا العالم، بعد القراءة بنجاح طوال الليل، أدركت نقاط محددة
أولًا: العصا مثل ورقة الغش، ليست متطلبًا ضروريًا لاستخدام السحر، لكنها تُسهل استخدامه دون إهدار الكثير من المانا.
ثانيًا: السمة هي ظاهرة تحدث بشكل طبيعي، البشر ولدوا مع سمات تسمح لهم للوصول إلى مانا واستخدام السحر، ومن الأمثلة على السمات: الأرض، النار، الماء، الهواء، الظلام والضوء، ولكل عنصر فئة محددة.
على سبيل المثال، الأرض لديها الخشب والنباتات والمعادن والعناصر الحجرية، عناصر الأرض كانت عادة جيدة في الشفاء أو الصياغة.
للنار عناصر الانصهار واللهب،كانوا أفضل عادة في التعاويذ الهجومية.
وللماء كان المطر، البحيرة والعناصر الجليدية، وهم أكثر سيولةً (تلاعب بالألفاظ) وقد تستخدم خصائصها في التعاويذ الدفاعية أو الهجومية.
سمة الهواء لها عناصر الرياح والتنجيم، ويشار إلى المنجمين أيضا باسم الأنبياء، يمكنهم قراءة النجوم والتنبؤ بالمستقبل، بالطبع كان من الصعب العثور على أنبياء جيدين، لم يكن من الصعب قراءة النجوم، ولكن كان من الصعب تفسير معناها. (كذب المنجمون ولو صدقوا)
كانت سمتا الظلام والضوء نادرة جدًا، فقد كان الظلام مرتبط بالشياطين، بما أنه شيء يستخدمه الشياطين فقط، لم يكن لديهم عناصر مثل باقي السمات، وبدلًا من ذلك، كانوا متخصصين في الأوهام، غسل الدماغ، استحضار الأرواح واللعنات.
وكانت عناصر سمة الضوء أكثر سرية، الشيء الوحيد المذكور كان الضوء المقدس، كان السحر الذي يمكن أن يقتل أي شيطان ويطهر أي روح، ومع ذلك ، لقد فُقد هذا السحر، آخر مستخدم معروف كانت أعظم ساحرة عرفت في الوجود، لكنها ماتت منذ زمن.
ثالثًا: استحضار الأرواح هو تعلم كيفية إحياء الموتى أو استخدام الأشباح للمصالح الخاصة، وأيضًا، هو الشيء الذي كانوا يتهمونني به.
رابعًا: يب، لقد قرأتم رقم ثلاثة بشكل صحيح، هناك أشباح هنا، غير مهتمة برؤية ذلك مباشرة.
خامسًًا: المرافق هو شيء يوقع عقدًا معك، إما عن طيب خاطر أو لا، ويتبع أوامرك بمقابل المانا، هذا يمكن أن يكون إما سيلكي، جنية أو شيطان
السيلكي هو مجرد مخلوق يشبه الحيوان ولد بالمانا، هذا هو نوع مشترك من المرافقين وتقريبًا كل شخص يملك واحد، يمكنهم استعمال السحر وسوف يحمون مالكيهم الذين يملكون عقدًا معهم حتى لو عنى ذلك موتهم، بعض السيلكي عالين المستوى بما فيه الكفاية للتحدث في حين أن حتى آخرين يمكنهم أن يتخذوا شكل الإنسان، وهذا أمر نادر للغاية.
الجنية هي ما تتوقعه، تلك الكرات الجميلة الرائعة من الضوء تطفو فقط حولك، الجنية قوية للغاية ومن غير المرجح أن تشكل عقدًا مع إنسان بسبب ذلك، على الرغم من أنه لا يزال ممكنًا.
الشياطين يشبهون البشر كثيرًا، الفرق الوحيد هو أن سحرهم يبدو أكثر ارتباطًا بالظلام، هم ماهرون في التلاعب، اللعنات، غسل الدماغ، والحيازة و الأذى بشكل عام، لهذا السبب، يحتقر البشر الشياطين ويعتبرونهم مخلوقات وضيعة لا تريد سوى تدمير البشرية، والكراهية متبادلة بالطبع، فالشياطين والبشر يقاتلون منذ قرون من أجل أن يسود عرقهم الأسمى.
لكن كيف بالضبط تستخدم السحر؟ هذا غير منطقي، هل تحتاج فقط للتفكير في ذلك؟ أم أن هناك طريقة محددة لإنجاح الأمر؟
بحثت في الرفوف وصادفت كتابًا آخر، فتحته وبدأت بالقراءة، من أجل استخدام السحر، يجب أن تشعر بنبض المانا من خلال عروقك، تتصور المانا و تركز على الهدف، ويجب أن توجه المانا إلى العصا الخاصة بك وتطلق صوتك لإعطاء الأمر.
هل يجب أن أحاول؟ لكن أي نوع من الأوامر يجب أن أطلق؟ راجعت الكتاب ووجدت تعويذة مثيرة للاهتمام، أغلقت عيني وأخذت نفسًا عميقًا، قبل أن أحاول، شيء ارتطم في النافذة، أجفلت وأسقطت الكتاب، ذهبت إلى النافذة وأبصرت من خلال الظلام في الخارج، لاحظت طائر مسكين على الأرض، آوو… المسكين، لا بدَّ أنه اصطدم في النافذة، نسيت تمامًا ما كنت أفعله توًا، أعدت الكتاب مرة أخرى.
تثاءبت ولاحظت أنني كنت في المكتبة لوقت طويل، أعتقد أنني يجب أن أعود الآن وأنام قليلًا قبل أن يكون علي الاستيقاظ مرة أخرى، تركت المكتبة وتسللت إلى الغرفة للتأكد من عدم إيقاظ أي شخص، اقتربت من سريري الخاص وعبست، يبدو أن الفتيات ظنّ أنه من المضحك إخفاء فراشي والبطانيات، أوه حسنًا، أعتقد أن الأطفال مجرد أطفال، آه لقد خبئوا لباس النوم أيضًا… أوه حسنًا، يمكنني النوم بهذه الملابس.
استلقيت على القضبان المعدنية من السرير وأغلقت عيني، إنه غير مريح، ولكن ليس لدي الطاقة لمحاولة العثور على المكان الذي أخفوا فيه أشيائي، سرعان ما استيقظت من أصوات الثرثرة المتحمسة، فتحت عيناي واستطعت رؤية حشد من الفتيات اللاتي كن من جميع الفئات العمرية يحدقن في وجهي بوجوه خبيثة، صرخت إحداهن “آه! لقد استيقظت اركضن!”
جلست وشاهدتهم يهربون وهم يضحكون، تنهدت ونزلت من السرير المعدني، ذهبت إلى الحمام وعبست للمرآة، لقد رسموا كل أنواع الأشياء على وجهي أثناء نومي، هل أنا حقًا ثقيلة النوم لدرجة أنني لم أستيقظ بسبب هذا؟ آغهه، لهذا السبب أكره الأطفال، اخذت منشفة وترددت، أتساءل ماذا لو استخدمت السحر؟ نظرت حولي وتأكدت من أنني وحيدة، رفعت فستاني و سحبت العصا من جواربي عالية الفخذ، أخذت نفسًا عميقًا.
اشعري بالسحر…
كان من السهل جدا أن أشعر به، أمكنني الشعور بنبض قلبي يخقق في آذاني، شعرت تقريبًا وكأنني كنت أتأمل وتمكنت من رؤية ألوان جميلة على الرغم من أن عيني مغلقة، بدأ شعور بارد يزحف عبر جلدي كأن الجليد كان يستولي على جسدي، كان الجو باردًا، لكن قلبي شعر بالعكس تمامًا، شعرت أن لهب شديد كان يحترق في الداخل، لكنه لم يكن مؤلمًا، والدفء والبرد يتناقضان بينما يكمل كل منهما الآخر بشكل غريب وفي الوقت نفسه، على الرغم من أنه شعرت بغرابة، لم أتوقف.
تصوري السحر…
أمكنني رؤية الألوان تبدأ بالرقص حولي، كان جميًلا جدًا، شاهدته في ذهول، فهمت الآن لماذا يعتقدون أن السحر كيان حي، السحر كان في كل مكان، يساعد النباتات على النمو، يعيش على الكتب التي تم استخدامها على مر السنين، لقد لمس كل شيء تقريبًا، سواء كان حي أم لا، كان رائعًا حقًا.
ركزي على الهدف…
سحبت عصاي وبدأت باستخدمها وكأنها فرشاة طلاء أستخدمها لصنع تحفة، برؤية المنظر الجميل الذي أمامي، ابتسمت بهدوء…
أعطي الأمر…
ولكن ماذا كان الأمر مجددًا؟ ماذا قالت تلك السيدة؟ هل يجب أن أقول شيئًا حقًا؟ إنه محرج بعض الشيء… أتساءل…
شعرت بشعور غريب بدأ بالتجمع في صدري، بدأ جسدي يشعر أنه أخف وزنًا، سرعان ما انتشر هذا الشعور في جسدي كلما استنشقت أقوى وأقوى، كلما تخلل إلى عقلي، قلبي بدأ بالخفق بشكل متقلب، شعرت أنني لا أقهر، لا شيء يمكنه أن يقتلني، كما تلذذت بهذه الأفكار، شعرت أن النيران كانت تجتاح جسدي، ثمّ، إستحوذ الإحساس الجليدي الغريب على تهدئة النار الهائجة داخلي، عيناي فتحتا وومضتا بياض لامع، سرعان ما أحاط اللون جسدي ورفع الرسومات من على وجهي.
في غمضة عين، كنت نظيفة تمامًا، نظرت بإعجاب إلى انعكاس وجهي، قلبت شعري، “لماذا يتصرف الجميع وكأن استخدام السحر صعب؟ ذلك لم يكن صعبًا مطلقًا، لم يكن علي حتى أن أقول أمر أو أي شيء” أرجعت العصا إلى جوربي وتركت الحمام بابتسامة متغطرسة.
لماذا تكلف نفسك عناء غسل وجهك أو غسل أسنانك؟ السحر يمكن أن يفعل ذلك من أجلك.
لماذا تكلف نفسك عناء القيام بالأعمال المنزلية بينما السحر يمكنه فعلها من أجلك؟
لماذا تفعل أي شيء بينما السحر يمكنه أن يفعل ذلك من أجلك؟
أتساءل إذا كان هناك أي نوع آخر من التعاويذ من شأنه أن يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي، الشعور بتلك الطاقة تنبض في جميع أنحاء جسدي كان إدمان حقًا، لا أطيق الانتظار حتى أستطيع استخدام السحر مجددًا، على الرغم من أنه من الأفضل أن أبقي دراستي سرية، من الأفضل أن أقلل من تقديري لأنني لا أثق في الناس هنا.
دخلت قاعة الطعام لتناول الإفطار وتجاهلت النظرات الغير مريحة من الأطفال، الفتيات اللاتي رسمن على وجهي بدون متفاجئات لرؤيتي بدون أي حبر على وجهي، تحدثت إحداهن إلى الزعيمة “لماذا وجهها نظيف؟ ألم تقولي أن الحبر دائم؟”
غضبت الزعيمة “غريبة الأطوار تلك، لا بد أنها فعلت شيئًا، ذلك الحبر لم يكن لينظف بسهولة حتى باستخدام السحر”
جميعهم حدقوا بي بينما انتظرت في الصف من أجل الطعام، عندما أمسكت بفطوري وجلست، هرب الجميع مني على الفور، شعرت كما لو كان لدي مرض معدي وكان الجميع قلقين من مجرد تنفس نفس الهواء كما لو كنت سأقتلهم، على الرغم من أنني لم أمانع أن أترك وحدي، لم أكن حقًا أُقدر كل تلك النظرات، أكلت وجبتي بسرعة وأعدت الصينية، عندما هممت بالمغادرة، الفتاة الأكبر سنًا أوقفتني
“أين تظنين نفسك ذاهبة؟”
التفت لزعيمة الفتيات الأكبر سنًا وأجبت بصراحة “إلى المكتبة”
أشارت إلى لوحة على الحائط “لا لن تذهبي، لديك أعمال لتقومي بها، هل نسيتي؟ جميعنا لدينا واجبات معينة هنا، عليكِ أن تمسحي الأرضية”
أنا في مهام المسح؟!
وجهي عبس عندما أخذت الممسحة التي أجبروني على أخذها، بدأت التنظيف ولاحظت أن الأطفال الآخرين تركوا وراءهم أعمالهم بعد الانتهاء من وجباتهم، لقد هربوا جميعًا وهم يضحكون أثناء خروجهم من الغرفة، كان من الواضح أنهم كانوا ينوون التخلص من أعمالهم علي، سحقًا لهذا، لن أقوم بعمل الآخرين من أجلهم لقد ارتكبت ذلك الخطأ في الماضي و لن أقوم به مرة أخرى، التفت مغادرة وصادفت الآنسة دين.
أمالت رأسها “إلى أين تعتقدين أنكِ ذاهبة؟”
عبست شفتاي “انتهيت من التنظيف لذا سأذهب إلى المكتبة”
“هممم؟” نظرت حول الغرفة “لاحظت أن النوافذ لم يتم تنظيفها، ولا زال هناك غبار على الأرفف، وأعمالٌ أخرى لم تكتمل، أنتِ لا يمكنك المغادرة بعد”
شبكت ذراعي بإزعاج “لا أفهم ما علاقة ذلك بي، مهمتي كانت أن أمسح، لذا أنا مسحت، أم أن هذه اللوحة للزينة؟
الآنسة دين أعطت ابتسامة متفاقمة قليلًا “لا يهم ما كان عملك، هنا في دار الأيتام، نحن عائلة كبيرة، كلّن يساعد الآخر في أعماله، لذلك لا تكوني أنانية وساعدي الآخرين، لا يمكنك المغادرة حتى ينتهي كل شيء”
أوي؟ هذه السيدة عا*رة بشكل رسمي، هل لديها شيء ضدي؟ ماذا فعلت لها؟
أملت رأسي بانزعاج “وإذا لم أفعل؟”
“عندها سأتصل بالرئيس وأخبره أنكِ تتصرفين بعدوانية” انحنت وهمست في أذني “كل ما يتطلبه الأمر أن أخبره أنك هاجمتِ وحاولتِ قتل الأطفال الآخرين في نوبة من الجنون، سأخبره أنكِ خطيرة للغاية وأنه يجب أن تحبسي”
نظرت إليها “عندها سأخبره أنكِ تكذبين”
ابتسمت بشكل خبيث “هل تعتقدين أنه سيصدقك أكثر مني؟”
اللعنة، إنها محقة، لقد كنت مدانة بجريمة وبالكاد أفلتّ من السجن مدى الحياة، في هذه الأثناء، هي كانت تتصرف كشخص مهتم، لا أحد سيصدق مجرمة على عاملة في دار الأيتام.
ضغطت على أسناني ونظرت بعيدًا “حسنًا”
عدلت ظهرها وربتت على رأسي “فتاة جيدة”
تذمرت بهمس بينما كانت ترحل بإبتسامة متغطرسة، ربما يجب أن أبحث عن بعض التعاويذ لمساعدتي في الأعمال…
……….
وبكذا خلص الفصل الثاني من الرواية، أتمنى إنه عجبكم🤎
بما إن الفصل الواحد من الرواية ياخذ تقريبًا ثلاث فصول من الويبتون، فغالبًا حينزل الفصل الجديد من الرواية بعد ما توصل أحداث الويبتون لهذا الفصل، يعني بعد ثلاث فصول، لأن الكاتبة ما تبغى ينحرق على قراء الويبتون الأحداث، عشان كذا ما نزلتها دفعة وحدة ):