A Magical feeling - 1
شعور ســـاحر- الفصل الأول
ظــلام… ظــلام و… رائحــة خبزٍ محمص؟ هل هناك من يحرق الخبز المحمص؟ هل أُصبت بسكتة دماغية؟ لحظة… أنا أتذوق طعم الشواء… أنا لا أتذكر تناولي لطعـــامٍ مشوي…آرغ… لماذا يؤلمني رأســي بشدة؟
أجبرت نفسي على فتح عيناي وأجفلت من ضوء الشمس المباشر، حاولت الجلوس، ولكن جسدي رفض الانصات لي، يبدو تقريبًا كما لو كان مشلولًا لسبب ما، شعرت وكأن آلاف الإبر مغروزة في جسدي، عندما عادت حواسي ببطء، كان بإمكاني سماع أصوات مشوشة متداخلة من حولي.
“هل رأيت هذا الانفجار؟” “أسرعوا! استدعوا الفرسان!” “ماذا يحدث؟”
“كان لديها ردة فعل عكسية عنيفة للسحر!” “تلك الفتاة الصغيرة؟” “هل أصيب شخص آخر؟” “الحظ حليفنا، فهي لم تفجر الحي بأكمله!”
انتظر… سحر؟ فتاة صغيرة؟ ما الذي يتحدثون عنه؟ هيا يا جسدي! تحرك! أريد أن أرى ما يجري! شعرت بإصبعي يتحرك، أها ؟ أترى؟ هذا ليس صعبًا، تمكنت من السيطرة أكثر قليلًا على جسدي وأجبرت نفسي بيدي مع عونٍ مكبوح، مال رأسي جانبًا بينما رمشت ولا زلت أشعر بالدوار
ما زال بإمكاني سماع الأصوات من حولي، كانوا مذعورين وعلى عجلة من أمرهم لسبب ما، وضعت يدي على رأسي، تحدثت بإيضاح، “أيها السيدات والسادة… أرجو ألا تتجمهروا حول اللوحة… ستتمكنون جميعًا من رؤيتها…”
فركت رأسي في ارتباك كما أجبرت نفسي على الالتفاف، استقر بصري على جثة متفحمة تبدو وكأنها تصرخ في ألم.
ما هذا بحق خالق الجحيم؟!!!
أطلقت صرخة وابتعدت عن الجثة المتفحمة بعيون مليئة بالخوف، لهثت في صدمة وأنا أحدق في الجسد، هل هذه جثة حقيقية؟ لا مستحيل مستحيل هذه يجب أن يكون خدعة
“هل هذه جثة؟” “أجل! هل قامت بإيذاء شخص ما ؟” “لا! ألا يمكنك التعرف على تلك الرائحة الكريهة؟” “تلك الرائحة! هل هي من جثة متوفاة منذ زمن طويل؟” “تلك الفتاة كانت تستخدم استحضار الأرواح!”
انتظروا، الآن استحضار الأرواح؟ هل يمكن لأحد أن يخبرني بما يحدث؟ هل أنا في عالم واقع افتراضي أو ما شابه؟
“أعرف تلك الفتاة! لابد أن تلك الجثة تعود لأمها الميتة!”
هاه؟ أم ميتة؟ كلا، أمي ليست ميتة، أعني قد تكون ميتة دماغيًا، لكنها لا تزال تتنفس وتستعمل فمها لنقد خياراتي في الحياة
أجبرت نفسي على النظر إلى حشد المتفرجين، لقد تحدثت بصوت خشن، “المعذرة… لكن هل لأحد منكم أن يخبرني بما يحدث؟ لدي جولة أخرى بعد ساعة لذا…”
كلهم نظروا إلى بعضهم البعض في حالة من عدم اليقين مع توهج الخوف في أعينهم، محادثاتهم المتداخلة سبّبت لرأسي الدوار، وفجأة، ظهر رجال يرتدون الدروع من أعلى رؤسهم إلى أخمص أقدامهم في مسرح الجريمة وبدأوا في إبعاد المارة، مظهرهم المخيف يلوح فوقي مستعدًا لإسكاتي مثل النمل، وعلى الرغم من أنهم كانوا يرتدون بغرابة، كان من الواضح أنهم ما اعتبره هذا العالم الشرطة.
تحدث القائد، “ماذا حدث هنا ؟”
رمشت في ارتباك وأشرت إلى نفسي، “آه، هل تتحدث معي؟”
عبس والتف إلى رجاله، “احملوها إلى المكتب للتحقيق! و أنتما الإثنان اعتنيا بالجثة! أما بقيتكم فلتحتوا الموقع! السحر لا يزال متذبذبًا!”
فتحت فاهي لأتحدث، “انتظر-” توقفت فجأة بينما الرجلان سحباني وأمسكوا بي من ذراعي.
“إييك”! لمَ هم طوال القامة؟ لا لمَ أنا قصيرة جدًا؟ آآآه! لا أحب هذا!!!
القائد قاد الطريق بينما كانوا يجروني من خلال الحشد، “افسحوا الطريق!”
أجبرت على الابتسام وأنا ألمح لهم، “المعذرة… هلّا تركتني أذهب من فضلك؟ هذا يؤلم قليلًا… جسدي حساس جداً و…
“صمتٌ يا آثمة!” صرخ القائد وهو يمشي للأمام
عبست بشفتاي على نبرته “آثمة؟ من تدعوه بـالآثمة؟”
لستُ متأكدةً مما حدث بالضبط، لكنِّي أشعر أنني أسير إلى المشنقة، ألا يجب أن يكون المرء بريئًا حتى تثبت إدانته؟ لماذا أشعر أنني مدانـــة بالفعل.
عندما تم جري عبر المدينة، ذُهلت بشدة، المناظر حولي كانت مروعة، كان لكل شيء رائحة كريهة وكان هناك قمامة في كل مكان، الناس في الشوارع كانوا يرتدون ملابس رثة، قذرة، وبدوا يعانون من سوء التغذية، ركض طفل أمام الفرسان يصرخ للمتفرجين الآخرين “مستحضرة الأرواح! إنها لمستحضرة الأرواح!”
لماذا يستمرون بقول هذا ؟ أنا لست مولعة بـالجثث! لا أستطيع حتى تحمل رؤية دمي! فكيف بإمكاني أن أكون بالقرب من الجثث؟
لهث المارة بينما كان الفرسان يحملونني بتعابير جدية، بدأ المستمعون يتحدثون، “هي من تسببت في رد الفعل الذي شعرنا بها جميعًا؟” “أخبرتك أن استحضار الأرواح انتهاك ضد الطبيعة! الملوك ستعاقبنا على خطاياها!” “اخرس أيها العجوز الأرعن! كلنا نعرف كم هو فظيع!” “بسرعة! لا تقتربوا منها” “أمي! أنا خائفة لا أريد أن أنفجر” “لا بأس يا عزيزتي! لن يدعها الفرسان تؤذينا!” (تم تغير مصطلح “آله” إلى “ملوك”)
شعرت بعدم الارتياح بحملقتهم اتجاهي، بجدية؟ لماذا يحدقون بي هكذا؟ هل أرتدي عملاق على قميصي أو ما شابه؟ هذا مزعج للغاية، ليس فقط أن مظهرهم يجعلني أشعر وكأنني منبوذة نوعًا ما؛ فأنا لا أطيق أن أكون تحت الأضواء، لم أحب أبدًا التواجد حول الناس، أنا دائمًا ما كنت أتجنب مراكز التسوق الكبيرة وسأتجنب الناس دائمًا عندما أسير في الشارع، إذا اصطدم بي أي شخص، سـألعنة بهمس وأُسرع بالابتعاد، كنت دائمًا هذا النوع من الأشخاص “الكأس نصفه فارغ”، البشر أنانيون ومزعجون، لمَ قد أودّ أن أكون حولهم؟
بعد السير بعدة الشوارع، تم جلبي إلى جزء أفضل من المدينة، الشوارع كانت أنظف والمباني كانت أكثر بهظًا، حتى الناس كانوا أفضل لباسًا وبدوا مغرورين للغاية، عندما تم جري على الطريق، ركض الجميع لمشاهدتي كما لو كنت نوعًا من المسرحيات، صرخوا بالإهانات في وجهي و أوضحوا بشدة أنني غير مرحب بي
فجأة، شيء صلب ارتطم بجهي، حركت أنفي كما سقطت طماطم واحدة على الأرض تاركة وراءها بقايا لزجة، بصقت القطعة التي علقت في فمي، “يا له من تبذير لطماطم جيدة”
أولئك الذين كان معهم الطماطم ألقوها باتجاهي، وأولئك الذين لم يجدوا طماطم لرميها، أخذوا يلقون بالحجارة، حجر ثقيل أصابني مباشرةً فوق عيني وشعرتُ بشيءَ يتقطّر للأسفل.
أوه لا… أرجوك أخبرني أنه هذا ليس دمي… كلا لا، إنها مجرد صلصة طماطم، إنها ليست دماء، إنها الطماطم…. آرغ، أعتقد أنني لست بخير…
من منظر دمي وهو يقطر على الأرض، أغمي عليه
…
استيقظت فجأة بسبب شخص يهزني بجنون، لقد رمشت بسرعة بينما كانت عيناي تُفتح، “اييه؟”
أمام وجهي كان القائد صاحب الوجه العابس الذي سحبني بعيدًا، لقد صرخ، “أخيرًا! استيقظي، لقد وصلنا”
نظرت إلى الأمام ورأيت بناية حجرية كبيرة أمامي، و بحروف كبيرة، كانت مكتوب: مكتب التحقيقات السحري، عبست “مكتب التحقيقات السحري؟ ماذا؟ هل هناك فضائيين هنا أيضًا؟”
دفعني للداخل بعنف، “توقفي عن الحديث وسيري!”
سخرت منه بهمس كما سمحت له أن يدفعني إلى الداخل، و بمجرد أن دخلت، صمت الجميع، وأخذوا يحدقون بي وكأنني متحول سيبدأ بعض الكاحل في أي لحظة، اقشعر جلدي من تحديقهم، أردت بشدة تجاهل اهتمامهم، لذلك أجبرت نفسي على إشاحة نظري عنهم، ذهني تجمد عندما رأيت الحيوانات في الغرفة.
أوو! لطيف جدًا، لكن لماذا لا يبدون كحيوانات عادية؟ هناك شيء مريب بشأنهم… يبدون كمخلوقات طبيعية، ولكن… انتظر لماذا هذه الحيوانات تحدق بي هكذا ؟ لديهم تقريبا نفس نظرة الناس في الغرفة… هل هناك خطب ما برائحتي *شـــم، شــــم* أو ما شابه؟ في الواقع، أجل هناك خطب… ولكن هذا لا يمكن أن يكون السبب الذي من أجله يحدقون بي هكذا، انتظر… ما هذه الرائحة؟ *شـــم، شــــم*
تبعت الرائحة ولم أدرك أنها أوصلتني إلى القائد الكبير بجانبي، لقد انفتحت عيناي وأنا أشاهد ضوءًا أحمر نابض بالحياة ينبض من جسده، لم ألمــك حتى وقتًا للتساؤل عن سبب رؤيتي لهذا اللون الذي يحيطه قبل أن يرد جسمي بعنف، لقد جف فمي وارتعش جسدي، غرائزي أخبرتني أن أهرب، لكن لم يكن لدي الفرصة لذلك، كان قد شعر بخوفي وضغطت يده على كتفي بشكل مؤلم، أحسست بالألم ولكنّي لم أصدر أي ضوضاء.
همس بتهديد في أذني، “إذا فكرتي حتى في الهروب، وسوف أقتلك على الفور”
ما هذا بحق خالق الجحيم؟ أليس هذا متطرفًا قليلًا؟ ماذا حدث لكي أتلقى هذا النوع من المعاملة؟
دفعني إلى غرفة وأغلق الباب خلفنا، القائد أجبرني على الجلوس على الكرسي ووقف بجانب الباب وهو مكتوف الذراعين، أشحت بنظري بعيدًا عن ذلك الضوء الأحمر، خشيت تقريبًا أن تتصل أعيننا، فركت كتفي وأنا أنظر إلى أرجاء الغرفة، كان هناك فقط طاولة فولاذية مثبتة إلى الأرض والجدران كان عليها زجاج عاكس، أستطيع أن أتخيل فقط أن هناك الناس وراء تلك المرآة يراقبونني.
عندما نظرت إلى الجدران الشبيهة بالمرآة، تجمدت عند رؤية انعكاسي، فُتح فمي بدهشة، الانعكاس في المرآة كان لفتاة صغيرة مغطاة بالرماد، الأوساخ، وقطع الطماطم،كان هناك الكثير من القذارة، لم أستطع أن أرى ما يقبع تحت تلك القذارة، ومع ذلك، فإن عيونها الخضراء اللافتة للنظر انعكست
بوضوح، وهي بالتأكيد ليست العيون التي كنت أملكها من قبل، ما جعلني أتجمد حقًا هو…
هل أنا حقًا هذه الطفلة؟! ماذا؟! لوحت للانعكاس الذي لوح بالمقابل، إنها أنا حقًا!!!
سمعت الباب يُفتح وارتعدت لرؤية ما جرى، رجل وسيم أتى مع نظرة لطيفة على وجهه، حمل ملف وتوقف عند رؤيتي، ابتسامته اختفت، “لماذا تبدو هكذا؟”
أجاب القائد “الناس في الشوارع فعلوا ذلك بها”
عبس قائلًا، “ولم تفكر في إيقافهم؟”
هز كتفيه، “كان هناك الكثير جدًا، لم أستطع إيقافهم”
تنهد الرجل الوسيم و هز برأسه، “أنت قائد الفرسان ولا يمكنك حتى استخدام سلطتك لإيقافهم؟ هل أنت حقًا بهذا الضعف أم أنك لم تهتم؟”
القائد جلس وتحدث بصوت منخفض، “اعتذاراتي أيها الرئيس… هذا الفارس لم يفكر في إيقافهم”
الرئيس لوح بيده، “أيًا كان، فقط اذهب واجلب إيلا لتعالج جروحها وتنظفها”
قال عابسًا، “أيها الرئيس، لا أستطيع أن أتركك وحدك مع مستحضرة الأرواح القذرة هذه!”
رفعتُ حاجبًا، مستحضرة الأرواح القذرة؟ أنا قذرة فقط بسبب إهمالك.
حدق الرئيس إليه بغضب “هل أنت خائف من أن تفعل هذه الطفلة بي شيئًا؟ هل تعتقد حقًا أنني بهذا الضعف ؟
“ك-كلا… أنا فقط-“
قاطعه قائلًا، “غادر قبل أن أقرر إختيار قائد جديد” القائد نقر لسانه وغادر الغرفة على مضض، التفت إلي الرئيس بابتسامة لطيفة، “لا تقلقي، لن تتأذي هنا”
أتأذى؟ لماذا لم أعتقد حتى أن هذا كان احتماًلا؟ أجبرت نفسي على النظر بعيدًا عن عينيه،
“أًيا يكن”
دخل القائد بعد لحظات انضمت إليه إيلا التي كانت عابسة، كانت امرأة تبعث شعور أمينة المكتبة الشديدة، لقد تحدثت إلي بنبرة مزعجة، “قفي”
اتبعت أوامرها ووقفت، أقف أم أجلس؟ هؤلاء الناس بحاجة إلى أن يحسموا أمرهم
حملت عصا مع تصميم معقد وقالت، “ساناندوم”
أي نوع من الكلمات هذا؟
حبست أنفاسي إذا بضوء أزرق غريب ينجرف من عصاها، لقد كان منظرًا جميًلا ومذهًلا حقًا،
لا يمكنني إبعاد عيني منه بينما شاهدته في رهبة، الضوء الأزرق الغريب سرعان ما أحاط بي وشعرت جسدي أصبح أخف وزنًا، حدقت في ذلك في حالة عدم تصديق، ما هذا الضوء بحق خالق الجحيم ؟ لماذا لا يمكنني إبعاده عني أيضًا؟
شاهدوني وأنا أقطع الضوء الخفي، لم يكن لدي أي فكرة أنهم كانوا غير قادرين على رؤيته، تحدثت (إيلا) دون أن تعطيني الكثير من الوقت للتفكير، “مونداري”
أخذ التراب والأوساخ بالتلاشي عني في الهواء رقيق، كل تلك القذارة اختفت الآن، وأستطيع أن أرى بوضوح أنني كنت أرتدي فستان قديم، ذُهلت بشدة عندما لمست جسدي النظيف الآن في تعجب، ماذا يحدث بحق خالق الجحيم؟!
التفتت إلى الرئيس، “هل يمكنني العودة الآن؟”
أومأ، “يمكنك”
أمسكت برأسي بينما كان عقلي يناضل لمواكبة ما يحصل، انتظر هل سأجن؟ ماذا كان ذلك الضوء الأزرق منذ برهة؟ كيف أصبحت نظيفة فجأة؟ هل الممكن حقًا أن أكون في عالم سحري؟ هذا مستحيل إنه يتحدى المنطق!
جلس الرئيس على مقعد وأشار للمقعد المقابل له، “من فضلك اجلسي”
كان عقلي لا يزال مشوشًا مما حدث قبل لحظات، جلست طواعيةً بينما شاهدته يقلب صفحات ملفٍ بين يديه، لقد شاهدت ما يكفي من برامج الشرطة لأدرك أنني سأستجوب وكان هذا الملف على الأرجح الدليل الذي لديه ضدي، شعرت بشيء يدغدغ أنفي، هممم، هذه الرائحة الغريبة مرة أخرى *شـــم، شــــم*
بينما كنت أشتم الهواء بشكل شبه غير واعي، الهواء حول الرئيس تحول إلى لونٍ أزرق فاتح، كان لونا مريحًا، شعرت بالتوتر يغادر جسدي… لكن فجأة تذكرت اللون الأحمر النابض بالحياة من القائد الذي أرعبني قبل لحظات، أخذت لمحة على القائد متسائلة كيف يمكن للون غريب أن يثير مثل هذه المشاعر القوية من الخوف بداخلي، نظر إلي بتجهم جعلني أرتعش.
أعدت نظري بتوتر إلى الرئيس الذي كان ينظر إلى أوراقه، أدرت رأسي بشكل غير مريح وعدت أنظر حول أرجاء الغرفة، لماذا أرى كل هذه الألوان؟ هل سأجن؟ أم أنني ضربت رأسي بشدة وأنا في غيبوبة؟ نظرت للخلف إلى الزجاج العاكس ورأيت انعكاسي الحقيقي بدون فوضى، شعري البني المموج الطويل ينعكس بعمق خلف عيناي الخضراء، لحظة… هل هذه حقًا أنا؟ إنها طفلة صغيرة لطيفة…
على الرغم من أنه…. يبدو أن لديها ملامح وجه لئيمة… أعتقد أن مع الجمال تأتي الثقة الطبيعية.
تحدث، “ذُكر هنا أنكِ أجريتِ سحر نتج عنه ردة فعل عكسية عنيفة؟”
لمست خدي بينما لا زلت أنظر إلى انعكاسي وأرمش في تفاجوء، “السحر حقيقي؟”
نظر إلي بحذر، “نعم… السحر حقيقي… ومع ذلك، دعينا نبدأ ببساطة أولًا “
مدّ يده إلى جيبه وسحب مفتاح بشكل غريب، ووضعه أمامي، جعدت حاجبي وأنا أنظر إليه بعناية، أمكنني أن أرى تقريبًا ضوء أخضر غريب يُحيطُه، شاهدت يبدأ ببطء ينبض ويغلف كل واحد منا، غريب، هذا الضوء حولي، لكنني لا أشعر بأي اختلاف، فقط ما الذي يجري؟
وبمجرد أن تأكد أن المفتاح يقوم بعمله، أكمل ما يكون يقوله “هل يمكنك إخباري باسمك؟”
أجبرت نفسي على إشاحة نظري عن المفتاح وعبست بشفتاي، “لديك ملف بأكمله أمامك، ألا تعرف اسمي؟”
لم يبدو منزعجاً من ملاحظتي المتعجرفة، “لقد سألنا في الجوار، لــكن لا أحــد يعرف اسمك”
أعتقد أن هذا يعني إذا قلت اسمي الأصلي لن تكون هناك مشكلة، أفترض أن هذه ميزة لعدم وجود معارف.
شبّكت ذراعي “ريكـــا”
تحدث مرة أخرى، “رائـــع، من اللطيف مقابلتك ريكا، اسمي الرئيس مكالين، هل
يمكنك إخباري كم عمرك؟”
وجهي ارتعش، “امممم… صغيرة..”
“أجل… أعلم أنكِ صغيرة، لكن ألا تعرفين كم عمرك؟”
هززت رأسي، “أنا لا أعرف كم هو عمري بالضبط، ومع ذلك، لديك ملف أمامك، فقط تحقق من تاريخ مولدي على شهادة ميلادي”
يملكونها هنا، أليس كذلك؟
ضحك الرئيس بشكل مهين، “عامة الناس لا يسجلون أعمارهم أو يوم ميلادهم بما أنه يكلف مالًا لحفظه قانونيًا”
إلى أي مدى هذا المكان من الماضي؟ عامة مصطلح عفا عليه الزمن… أيًا يكن.
كتب شيئًا على الدفتر، “بما أنكِ لا تعرفين، سأخمن أنكِ في الثامنة من عمرك”
“يبدو لي صحيحًا..”
وتابع قائلًا “حاولنا العثور على أصدقاء أو عائلة يعرفونك، لكننا لم نستطع العثور على أي منهما، هل تعرفين إذا كان لديك أي أقارب أحياء؟”
“لا أعلم بشأنهم”
“هذا مؤسف… ” نظر إلي وتحدث بصوت عنيف، “هل يمكنك تفسير ما حدث في وقت سابق؟ هل كنتِ حقًا تتدربين على استحضار الأرواح؟”
هززت رأسي، “لست أملك أي فكرة، لا أستطيع تذكر شيء البتة”
لا، بالأحرى لا أعتقد أنني نفس الشخص، من الواضح أن هذا ليس جسدي
ولا هذا عالمي.
عبس “لا تتذكرين؟”
“ولا حتى قليلًا” أجبت وأنا أشعر بالغضب بعض الشيء.
نظر الرئيس إلى القائد، “ماذا قال المارة في مكان الحادث؟”
تحدث القائد، “كل الناس قالوا أن والديها قد ماتا، وبعد وفاة والدتها، لم يروا أو يسمعوا عن الفتاة شيئًا لمدة عام تقريبًا، ولم يكن أحد يعلم أنها نبشت قبر أمها وكانت تقوم باستحضار الأرواح على جثتها”
أومأ قائلًا، “فهمت…” التفت إلي بابتسامة، “الآن ريكا، أعرف بأنّك قلتِ بأنّك لا تستطيعين تذكر ما حدث، لكن هل يمكنك اخباري بآخر شيء تتذكرينه؟”
عبست وأنا أغلق عيناي، تحدثت ساردتًا ذاكرتي الأخيرة، “كنت في معرض للفنون أعرض لمجموعة من أطفال المدارس… ثم أنا… لا هذا ليس صحيحًا” شعرت أن الذاكرة تختفي بسرعة في رأسي، ضربت رأسي في محاولة لتذكرها، على أية حال ، أمكنني الشعور بها تصبح مهزوزة ومزعجة كلما حاولت تذكرها أكثر من ذلك، هززت رأسي، “كنت في معرض للفنون، لكن الآن أين أنا؟ ما هذا المكان؟ لماذا أبدو هكذا؟”
عبست ملامحه قليلاً واستدار إلى القائد خلفي “قلت أن هناك دليل على ردة فعل عكسية عنيفة للسحر؟”
القائد أومأ، “نعم، عندما وصلنا كان السحر متذبذبًا بشدة، وكان يبدو أن كل شيء يحدث بالقرب من هذه الفتاة، وكان من الواضح أنها هي التي تسببت في ذلك”
تنهد ومال إلى كرسيه مرة أخرى، “يجب أن يكون ذلك السبب” التفت إلي بابتسام، تحدث بصوت ناعم، “الآن ريكا، أنتِ تعانين من ردة فعل عكسية عنيفة للسحر، ما فعلته دفع حدود ما كنتِ قادرة عليه، يجب احترام السحر، فإذا أصبحتِ جشعة، ستعاقبين، ويبدو أن فقدان ذاكرتك هو نتيجة لذلك”
فركت رأسي وتمتمت إلى نفسي، “فقدان ذاكرة؟ لا، أعتقد أنه ربما لأنني من عالم آخر”
نظر بحيرة، “عالم آخر؟”
أعتقد أنه من الطبيعي لشخص ما أن يظن أنني غير مستقرة عقليًا بعد قولي أنني من عالم آخر، يبدو أنني بحاجة للكذب لتجنب أن ينتهي بي المطاف في المصحة… على الرغم من أنني أتساءل إن كانت المصحة لديها فن العلاج النفسي… كلا، أشك في ذلك، إذا كانوا لا يزالون يستخدمون كلمة عامة، أراهن أنهم لا يزالون يجبرون الناس في الملاجئ لأخذ حمامات الجليد ومعاقبتهم بالصعق الكهربائي، أنا أفضل تجنب ذلك.
أجبرت نفسي على الابتسام له وكذبت دون جهد، “هذا شيء لطالما قالته أمي، أنا كنت طفلة غريبة لذا لابد أنني من عالمٍ آخر”
حكّ رأسه قائلًا، “أوه، أرى ذلك، أفترض أن هذا منطقي، حسنًا ريكا، أريد أن أسألك المزيد من الأسئلة، لذا أرجوك تحمليني”
أومأت، “أرجوك اسألني أي شيء، سأجيب بصدق”
ضحك قليلًا “لا أعتقد أن هذه ستكون مشكلة”
انتظر، لمَ لا؟ هل يعتقد أن الأطفال لن يكذبوا؟ هذا الرجل غريب
لقد نظر إلي عن كثب كما لو أنه يحاول أن يحللني نفسيًا، “هل تعتبرين نفسك خطرًا على المجتمع؟”
أملت رأسي “خطر على المجتمع؟”
أومأ، “أنتِ ارتكبتِ خيانة من استحضار الأرواح، إذا كنتِ تعتقدين أنكِ ستشكلين خطرًا، عندها لن نكون قادرين على السماح لكِ بالعودة إلى المجتمع”
“العودة إلى المجتمع؟” لقد كرر القائد اقتراحه، لكن الرئيس تجاهله.
“أنا لست خطرًا على المجتمع” تحدثت بسرعة، “لأصدقكم القول، لا أعرف حتى ما الذي تتحدثون عنه جميعاً”
ألقى الرئيس نظرة خاطفة على المفتاح وأعاد نظره إلى عيني، أطلق تنهيدة راحة، “هذا جيد، كنت قلقًا من وجود مشكلة مع إطلاق سراحك، على أية حال، أنتِ لا تتذكرين إستعمال استحضار الأرواح ولا ترين نفسك كمصدر خطر، في حالتك، أعتقد أن ردة الفعل العكسية العنيفة للسحر كانت نعمة متنكرة، بفضلها، لن تضطري إلى أن تُسجني لبقية حياتك”
فُتح فمي في ذهول، “سجن؟”
حتى لو كانت صاحبة الجسد الأصلي تستخدم السحر المحرم، لا تزال مجرد طفلة! لماذا كانت النتيجة السجن مدى الحياة ؟ أليس هذا قاسيًا قليلًا؟
القائد نقر لسانه في إنزعاج، “لابد أنك تمزح، لقد قامت باستحضار الأرواح أمام الجميع!”
الرئيس أعطاه نظرة قاتمة أسكتته على الفور، صوته كان عميقًا، “هل أنت أحمق؟ يمكنك أن ترى بكل وضوح مفتاح الحقيقة أمامها، لا أحد قادر جسديًا على الكذب عندما يُستخدم، ولا حتى رئيس السحرة في المملكة، هل تخاف من هذه الطفلة لدرجة أنك تعتقد أنها أقوى من رئيس السحرة؟”
القائد أخفض رأسه بعبوس، “لا أجرؤ على إعتقاد ذلك”
حملقت باتجاه المفتاح، مفتاح الحقيقة؟ يا له من اسم سخيف… لحظة، هل يمكن أن يجبرك حقًا على قول الحقيقة؟ أنا فضولية… تحدثت بصوت عالٍ، “أنا حقًا أحب الجزر المطبوخ”
شاهدت الضوء في المفتاح يتحول من الأخضر إلى الأحمر، إلى الأخضر مرة أخرى، هاه مفتاح الحقيقة، قلت كذبة للتو و لم يمنعني على الإطلاق، لا بد أنه فاشل، إلا إذا رأوا الألوان تتغير أيضًا؟
الرئيس حدق في وجهي، “هل تحبين الجزر المطبوخ؟”
جفلت وأومأت برأسي بسرعة، “بشدة، أجل”
ابتسم في وجهي بلطف، “سأتذكر ذلك”
حسنًا، أعتقد أن هذا يعني أنهم لا يستطيعون رؤية الألوان تتغير.
غيّر الموضوع، “ريكا، هل لديك أي شخص للبقاء معه في المدينة أو في مكان قريب؟”
في المدينة؟ ولا حتى شخص واحد، هززت رأسي، “لا يا سيدي”
“أرى ذلك… سأضعك في دار للأيتام… لا يمكننا إعادتك إلى الشارع، فهو ليس مكان آمن لطفلة في عمرك، بناءً على قدرتك، سيكون من الأفضل وضعك في دار أيتام متخصصة في الأطفال الذين يعانون من فرط المانا (السحر)، سيكون سيئًا إذا تكرر ذلك مجددًا”
ليس لدي أي فكرة عن ماذا يتحدث هذا الرجل.
وضع الأوراق مرة أخرى في المجلد ووقف، وتحدث إلى القائد، “اجلب هذه الأوراق إلى السكرتيرة لين لتنظمها، أنا بحاجة لمعرفة أي دار للأيتام متوفر”
“لك-“
قاطع القائد، “لا تجعلني أكرر كلامي” القائد عبس وأخذ الأوراق، شاهدت القائد يغادر بتأفف غاضب، التفت إلي الرئيس بابتسامة، “سأعود بعد قليل، استرخي حتى ذلك الحين، هل تريدين شرب شيء بينما تنتظرين؟
رمشت، “لا… أنا بخير هكذا..”
وكأنني سأقبل شيئًا من ضابط شرطة، وخاصةً من كان يحاول زجّي إلى السجن.
أومأ، “حسنًا، سأعود في لحظات”
شاهدته هو يضع المفتاح مرة أخرى في جيبه ويغادر، تُركت لغرفة صامتة مليئة بزجاج عاكس، قمت بفرك جبهتي، “هل هذا حقيقي حقًا؟ هل يمكن أن يحدث حقًا، أم أنني أصبحت مجنونة؟ آغهه… أتمنى حقاً أن يكون هناك كتاب لقراءته يشرح مايحدث…”
أفترض بأنني يمكن أن أسأل شخص ما خلسة واكتشف ما يحدث… لكن… التحدث إلى شخص آخر؟… غريب؟؟ لا شكرًا لكم، أنا أُفضل أن أبقى مشوشة
قضيت الوقت لوحدي في محاولة لتنظيم أفكاري، أولًا: يبدو أنني لا أحلم، (القرص يؤلم) ثانيًا: يبدو هذا وكأنه مؤامرة من رواية، عندها ثانيةً، لا أستطيع حقًا تذكر أي منها، لذا أنا حقًا لست أملك فكرة
ثالثًا: السحر حقيقي، (نعم، لقد قرصت نفسي مرة أخرى للتأكد) رابعًا: إذا كنت هنا في هذا الجسد فهذا يعني… ماذا يعني ذلك؟ (تسك) أنا حقًا كان يجب أن أعطي هذا النوع المزيد من الاهتمام، أتذكر بشكل غامض بعض أطفال المدرسة يتحدثون عن الشخصيات تذهب إلى عالم آخر، ولكن أنا كنت دائما أتجاهل ذلك… أيًّا يكن… بغض النظر عن أي شيء، المهم هو البقاء على قيد الحياة ومعرفة كيفية المضي قدمًا.
عاد الرئيس في وقت لاحق بابتسامة، “أخبار جيدة، لقد وجدت ملجأ للأيتام سوف يأخذك”
رائــع، لأن الشيء الوحيد الذي يريد الطفل سماعه هو “وجدت دار أيتام من أجلك” بما أنني لم أكن أملك الكثير من الخيارات، وقفت وتبعت الرئيس للخروج، وبينما هو يخرجني، اضطررت لتحمل التحديق المحترق من الناس المحيطة بنا مرة أخرى، الحيوانات الغريبة ابتعدت عني بخضوع، يبدو أنهم كانوا خائفين مني، أردت التواصل معهم لتهدئتهم، ولكن لقد تم عضّي من قبل الكلاب سابقًا، لذا تعلمت عدم إزعاج الحيوانات الخائفة بعد ذلك.
لاحظني أحدق في الحيوانات الغريبة وتحدث، “هم على الأرجح يتصرفون هكذا فقط لأنك محاطة بآثار السحر، سيختفي بضعة أيام، لا تقلقي كثيرًا”
لماذا أشعر بأن هذا ليس هو الأمر؟
حدقت بعيدًا، “فهمت..”
أحضرني إلى الخارج وأخذني إلى عربة سوداء مع حصانين كبيرين واقفين أمامها، رمشت في عدم تصديق، هذا شيء تراه فقط في الأفلام التاريخية… إنه رائع نوعًا ما.
فتح الباب، “تعالي للداخل”
ابتسمت ابتسامة عريضة، “لا تمانع إن فعلت” جلست في الداخل والرئيس جلس بجانبي، تحدث إلى السائق الذي بدأ يقود العربة، لقد غمرتني المناظر التي تمر… والأهم من ذلك، كانت العربة أكثر سلاسة من السيارة، علّقت لنفسي، “كنت أتوقعها أن تهتز أكثر”
ضحك قائلًا: “السحر يعزز العجلات، حتى لا تكون وعرة”
لقد أومأت حتى أريه أنني سمعته، أنا أحب السحر بالفعل، لا أستطيع التخيل حتى كيف سيكون شعور ركوب العربة بدونه، الطرق كلها من الطوب وصيانتها سيئة، مجرد التفكير في ذلك يشعرني بالغثيان…
“ريكا، هل كان لديك مرافق؟”
التفت إليه، “مرافق؟”
“أجل، هل نسيتي ذلك أيضًا؟”
خدشت خدي برعونة، “لا… أعرف ما هو المرافق…”
المرافق هو… دعونا نرى… بالنسبة للسحرة، كان دائمًا قطط سوداء، على الرغم من أن هذا نمطي بعض الشيء، هذا هو النوع الوحيد من المرافقين الذين سمعت عنهم.
أضفت بصوت منخفض، “القطة يمكن أن تكون مرافقًا…”
آه… أحب القطط كثيرًا… صغار لطفاء مع أقدامهم الصغيرة الظريفة… على الرغم من أن الكلاب لم تحبني قط، القطط بالتأكيد فعلت… أتسائل إذا كان هناك أيّ حيوانات ضالة بالقرب من دار الأيتام؟
ضحك قائلًا، “هذا صحيح، هل هذا يعني أنكِ تملكين قطة مرافقة؟”
هززت رأسي، “لا، لم أحظى بواحدة من قبل”
“إذاً ماذا كان مرافقك؟”
أملت رأسي بارتباك، “لست أملك واحدًا”
بدا متفاجئًا، “لا تملكين؟ بالتأكيد كان لديك واحد عندما كنت أصغر سنًا…”
“لا ، لم أملك واحدًا من قبل”
بدا متعمقًا في أفكاره، “أبدا؟ همم اعتقدت بأنّه فقط مات في الإنفجار، لم أكن أعتقد أنكِ لم تحظي بواحد أبدًا”
ارتعش وجهي “مات؟”
أومأ، “كان مفاجئًا أن نجدك على قيد الحياة، معظم الناس الذين يواجهون ردة فعل عكسية بهذا الحجم لا يعيشون أبداً ليحكوا القصة، كنتِ مختلفة، افترضنا أن ذلك يعني أن مرافقك مات في سبيل حمايتك”
“مات ليحميني؟”
أرجوكم أخبروني أن هذا ليس ما حدث حقًا!!!!
“أجل، واجب المرافق هو الحماية والقتال نيابة عن مالكه، بعض المرافقين أقوياء بما فيه الكفاية للتشكل على شكل إنسان، فقط الأفراد مع مانا (سحر) قوية بما فيه الكفاية يمكنهم التوقيع على عقد مع المرافقين الذين يتخذون شكل الإنسان، ومع ذلك، يمكن للذين يفعلون ذلك أن يقدموا لهم الشاي ويعتنون بهم”
أوه، هذه فوضى
عبست، “انتظر.. إذًا أنتم تجبرون الحيوانات المسكينة التي لا حول لها ولا قوة على خدمتكم والقتال من أجلكم؟ هذا قاسي جدًا!”
ارتبك وجهه في استغراب، “حسًنا… هذه هي وظيفتهم ومهمتهم…”
شبكت ما بين ذراعي، “أوه؟ إنها وظيفتهم؟ هذا يبدو وكأنه استحقاق إنساني”
ضاقت عيناه، “كم عمرك مرة أخرى؟”
قلت: “أنت ضابط الشرطة، أخبرني أنت”
“ضابط شرطة؟” فكر في المعنى وراء هذا المصطلح قبل تطهير حنجرته (يعني زي يوم يقول احم احم)، “حسنًا على أي حال… أنا متأكد من أنكِ ما زلتِ يافعة، سوف تحصلين على مرافق في وقت قصير، من المهم التفكير بتفاؤل”
تجاهلته ونظرت من النافذة، نعم، هذا صحيح، لن أجبر حيوان مسكين على أن يكون عبدي، هذا فظيع، شاهدت المشهد يمر من النافذة ونحن نستمر في صمت، توقعت أن أرى السحر يستخدم في كل مكان في الشارع، لكنني فوجئت برؤية العكس، العالم في الخارج يبدو طبيعيًا تمامًا، كنت أعتقد أن هؤلاء الناس سيستعملون السحر لجعل حياتهم سهلة، ولكن كان العكس تمامًا، ما زالوا يعتمدون على أيديهم، أعتقد أن
هذا هو الفرق بين عالمي وهذا العالم، إن كان السحر يتواجد في عالمنا، نحن سوف نستعمله بالتأكيد لجعل حياتنا أسهل.
لاحظت قلعة كبيرة على تلة في منطقة بعيدة محاطة ببحيرة زرقاء فاترة على جانب وغابة كثيفة على الجانب الآخر، عيناي تألقتا باهتمام، “ما هذا المكان؟”
أجاب “هذه أكاديمية أصحاب الميول السحرية، ولا يستطيع دخولها سوى أولئك الذين يعتبرون موهوبين بالطبيعة، من الصعب جدًا دخولها، خصوصًا للعامة”
عبست على هذا، بالطبع، هذا المكان أيضًا يميز ضد عامة الناس لدرجة أنهم حتى لا يمكنهم تلقي تعليم جيد، لمَ لست متفاجئة؟
بعد فترة، توقفت العربة، تحدث قائلًا، “لقد وصلنا”
ألقيت نظرة خلال النافذة ورأيت مبنى حجري كبير بدا متهالكًا بعض الشيء، كان هناك سياج يحيط به أشجار وشجيرات متناثرة في جميع الأنحاء، سمعت ثرثرة عالية و استدرت نحو الصوت، شحب وجهي عندما رأيت العديد من الأطفال يلعبون في الفناء يصرخون ويطاردون بعضهم البعض.
فتح لي الباب، “تعالي معي، لا تخجلي”
هززت رأسي وأمسكت المقعد بكل قوتي، “أنا بخير”