A Horror Novel’s Supporting Character Wants to Live as a Human - 2
الفصل 002
نظرتُ إلى الكأسِ الساخنِ الذي كان في يديّ.
كان الكأسُ ثقيلًا وكبيرًا وقديمًا، وكان متسخًا بعضَ الشيءٍ.
رغمَ أن رأسي كان يؤلمني، لم أجرؤ على شربِ ما بداخلِ الكأسِ لأنني لم أكن أعرفُ ما هو.
بينما كنتُ أنظرُ إلى الكأسِ بذهول، وقفَ أمامي رجلٌ ذو شعرٍ بني ورجلٌ ذو شعرٍ أسود.
كان يبدو أنهما لن يسمحا ليّ بمغادرةِ المكانٍ إذا لم أشربهُ.
“إذن، أين نحنُ؟”
“نحنُ في قصرِ دوقية هارتمان، يا دوق.”
لستُ دوقًا، ولا أعتقدُ أن هذا هو منزلي….
لكن لم أجرؤ على قولِ ذلك، لأنني لم أكن أعرف كيفَ سيردُّ هذان الرجلان.
إضافةً إلى ذلك، أسمُ هارتمان.
على عكسِ المشهدِ الغريب، كان هذا الاسمُ مألوفًا ليّ.
دوقية هارتمان.
رواية مجانيةٌ على الإنترنتِ بعنوانِ <لم يبقَ أحدٌ>، بتقييمٍ إجماليٍّ 2.8 نجوم.
انها رواية تتبنى الرعبَ والرعبَ الكوني، وتشتهرُ بشخصياتها التي تُصابُ بالجنونِ وتقومُ بأفعالٍ غيرِ متوقعةٍ مما جعلها مشهورةً بينَ قرّاءِ مواقعِ الروايات المجانية.
على الرغمِ من أن الرواية ليست مكتملةَ النشرِ وتوقفت في أوجِ الإثارة…….
ربما أنا الوحيدُ الذي أعطى الرواية تقييمَ 5 نجوم.
هارتمان كان أسمَ العائلة في تلكَ الرواية.
مع ذلك، الشخصُ الوحيدُ الذي يحملُ أسمَ هارتمان في الرواية هو الوريثُ التعيسُ أرينهايت هارتمان.
فكرتُ قليلًا.
إذا كنتُ أنا دوق هارتمان، هل هذا يعني أنني داخلَ تلكَ الرواية؟
‘ليسَ سيئًا.’
بل هو جيدٌ جدًا.
فرصةٌ ثانيةٌ تُعطى لشخصٍ كان على وشكِ الموت، تُعدُّ نعمة.
هذه الحرارةُ، هذا الإحساس.
كانت راحةُ يديّ تتوهجُ بسببِ الكأس.
لم يكن يُمكن أن يكون هذا حلمٌ.
بينما كنتُ صامتًا لفترة طويلة، سألني الرجلُ ذو الشعرِ البني بحذر.
“سيدي الشاب، لا. سيدي الدوق، قد تسلمتَ الملكية الشرعيةَ للقلعةِ والإقطاعيةِ، لذا ينبغي أن نحتفل.”
“نعم، هذا صحيح.”
“أنا قلقٌ بشأنِ ما سيأتي.”
الرجلُ الذي كان يتحدث ليّ بإخلاصٍ كان أرندت، الخادمَ الذي كان يساعدُ أرينهايت.
ليسَ من الشائعِ أن ترى شخصًا بشعرٍ بنيٍّ وعيونٍ خضراء.
لذا كان من السهلِ التعرفُ على هويةِ الشخصِ الذي يقفُ بجانبه.
“رغمَ عودةِ الدوق، أعتقدُ أن عليهِ أن يتحمّلَ مسؤولياتٍ كبيرةٍ لتكريمِ إنجازاتِ العائلة.”
نظراتُه الحادّةُ وانطباعُه البارد.
ملامحُه القويّةُ البارزة.
لكنهُ كان من النوعِ الذي تتركُ برودتُه انطباعًا طويلَ الأمدِ أكثرَ من مظهرِه.
إضافةً إلى ذلك، جسدُه المتصلبُ الذي يثبتُ سنوات من التدريب.
الفارس الذي يوصفُ في الرواية بأنهُ الأفضلُ بينَ البشر.
لياندروس.
رغمَ أنهُ كان فارسًا حرًّا بدونِ لقب، إلا أنهُ نادرًا ما تطوعَ لحمايةِ الدوقة السابقةِ حتى النهاية، حيثُ كان يحمي أبنها، أرينهايت.
‘إنهُ يبدو أفضلَ من الرسمِ التوضيحي.’
كان لديهِ حضورٌ مذهلٌ في الواقع.
لكن، مهما كان، فهو مجردُ شخصيةٍ في رواية.
“يبدو أنها مشكلةٌ كبيرةٌ بالفعل.”
“رغمَ أن القصر الملكي وعدَ بإعادةِ الحقوق، كما ترى…….”
“لقد فهمتُ الوضعَ تقريبًا.”
كأسٌ متسخٌ، وهذانِ الشخصانِ يبدوانِ وكأنهما قد عانيا كثيرًا.
أتخيلُ أن وجهي ليسَ في حال أفضل.
من مظهرهم، كان من المشكوكِ فيهِ ما إذا كانوا يأكلونَ بشكلٍ صحيح.
【ليسَ لديّ شهيّةٌ لتناولِ الطعامِ، يُمكنك أن تأكلَ أولًا، لستُ جائعًا! أنا بخير.】
صوتٌ لم يخطر ببالي منذُ وقتٍ طويلٍ مرَّ في ذهني.
ليسَ لديّ هوايةُ حرمانِ الأشخاصِ من الطعام.
خلعتُ العباءةَ الثقيلةَ التي كانت على كتفي وألقيتها جانبًا.
“هل تناولنا الطعامِ؟”
“طعامِ……ما هو؟ عذرًا، لكن هل يُمكنني أن أسألك ما هو الطعام، سيدي الدوق؟”
“أعني الوجبةَ. هل تناولنا وجبةً ما؟”
“آه.”
أدى التحوّلُ المفاجئُ في الموضوعِ إلى تبادلِ النظراتِ بينَ أرندت ولياندروس.
تركتُ الشخصينِ الصامتينِ وبدأتُ في البحثِ في المطبخِ بنفسي.
لكن لم أتمكن من العثورِ على أيِّ شيءٍ مفيد.
المطبخُ، الذي كان أكبرَ بعدةِ أضعافٍ من منزلي، لم أجد بهِ أيَّ شيءٍ سوى حفنةٍ من الحبوبِ غيرِ المعروفةِ وجرعةٍ من الأعشابِ المجففة.
آه، هذا قاسٍ بعضَ الشيءَ.
“هل هذا كلُّ ما هو متاحٌ للأكل؟”
“سـ-سأذهبُ إلى المخزنِ تحتَ الأرض.”
بدأ أرندت وكأنهُ استعادَ وعيه، ركضَ بسرعةٍ إلى مكانٍ ما.
من خلالِ رؤيةِ أنهُ يتوجهُ نحوَ السلالمِ التي رأيناها عندَ دخولنا المطبخ، بدأ أن المخزنَ تحتَ الأرضِ يقعُ في الأسفل.
لكن، بما أن المطبخَ في هذه الحالةِ، يبدو أن المخزنَ تحتَ الأرضِ لن يكون مختلفًا كثيرًا.
“سيد لياندروس؟”
“نعم، يا دوق. قُل ما تريد.”
“ليسَ الأمرُ كبيرًا. هل تعتقدُ أن المطبخَ كان قد نُهبَ بالكاملِ عندما هاجمتِ القواتُ الملكيّةِ القلعة؟”
عندما ذكرتُ أحداثَ الماضي البعيد، تجعّدت جبهةُ لياندروس.
لكن بدلًا من الجدالِ معي، أجابَ بهدوء.
“أعتقدُ ذلك.”
“لا أظنُّ أن هناكَ شيئًا يُمكن تناولهُ الآن.”
“ربما يكون الأمرُ كذلك.”
في الرواية، لم يتمَّ تقديمُ وصفٍ مفصلٍ لما تعرّضَ له هارتمان من إذلال.
لكن حتى من خلالِ جملةٍ قصيرة، كان هناكَ ما يُشيرُ إلى سقوطِ عائلة هارتمان (ملاحظة إضافيّة).
عندما تمَّ أسرُ عائلة دوق هارتمان السابقة، لم يتم أسرُ الزوجين فقط، بل تمَّ أخذُ أفرادِ العائلة والخدمِ معهم أيضًا.
ثمَّ تمَّ مصادرةُ الوثائقِ والأموالِ الهامةِ من أجلِ ‘التحقق’ مما إذا كانوا قد جمعوا الثرواتِ بطرقٍ غيرِ مشروعة، وتمَّ تهريبُ ما تبقى في الخفاء. هكذا كانت الكتابة.
لقد استقرينا في مكانٍ فارغٍ من الماضي.
آه.
البدايةُ لم تكن جيدة.
لكن منذُ اللحظةِ التي علمتُ فيها أن هذا هو قصرُ هارتمان، كان الأمرُ متوقعًا.
إذا كنتُ قد قرأتُ الرواية التي توقفتُ عندها عندَ الحلقةِ 95 عدةَ مراتٍ، فمن الطبيعيِّ أن أتوقعَ ذلك.
نظرتُ إلى لياندروس.
“هناكَ شيءٌ وأحدٌ أودُّ أن أعرفَه.”
“ما هو؟”
“هل أنتَ جيدٌ في الصيد؟”
“ماذا؟”
“هل أنتَ جيدٌ فيهِ؟”
تجمّدَ لياندروس. نظرتُ إلى وجههُ المرتبك وابتسمتُ.
يُمكننا أن نعدَّ الطعامَ إذا لم يكن موجودًا.
* * *
شـوش!
هذا ليسَ صوتَ سهمٍ طائر.
من الطبيعيِّ أنهُ بعدَ نهبِ كلِّ شيءٍ من المنزل، لا يُمكن أن يكون هناكَ أسهمٌ أو أقواس.
كان الصوتُ ناتجًا عن الحجرِ الذي ألقاهُ لياندروس من مقلاع.
بـام!
كان هذا صوتَ الحجرِ الذي أُلقي بقوةٍ وضربَ الهدف.
بما أن قتلَ الفريسةِ التي تجري بالسيف كان مستحيلًا، قمتُ بصناعةِ مقلاعٍ مؤقت، وها هو يبدو أنهُ يؤدي عملهُ بشكلٍ أفضل مما توقعتُ.
“أنتَ تصطادُ بشكلٍ ممتاز، سيد لياندروس.”
“لم يكن لديّ خبرةٌ سابقة، لكن الآن بعدَ أن جرّبتُ الأمر، يبدو مختلفًا.”
“سيد لياندروس، أنتَ بارعٌ في أيِّ شيءٍ تقوم بهِ.”
“يبدو أنك جيدٌ أيضًا في القتال.”
أسقطَ أرندت الأغصانَ الجافةَ التي كان يحملها بجانبي دفعةً واحدة.
تبدو فكرةُ الحصولِ على الطعامِ من الخارجِ غريبة، ولكنها بدأت منذُ إنهيارِ عائلة هارتمان.
على الرغمِ من أن القرى المحيطةَ بقلعةِ هارتمان قد هجرتها الأشخاصُ منذُ فترة، فإن الأرضَ لم تكن فارغةً تمامًا.
بمعنى أكثرَ دقّة، كانت هناكَ أشياءُ غيرُ بشريةٍ تغذّي الأرض.
كانت أرضُ الصيدِ المرفقةُ بالقصرِ هي من هذه الحالةِ.
لقد كانت منطقةُ الصيدِ مليئةً بالحيواناتِ العشبيةِ التي يسهلُ صيدُها ويكون طعمُها لذيذًا.
بالتأكيد، حتى وإن كانت هناكَ الكثيرُ من الفرائس، فإن عدمَ وجودِ صيّادين سيكون صعبًا، ولكن مع رؤيةِ لياندروس وهو يصطاد، لم يكن هناكَ ما يدعو للقلق.
“يبدو أننا اصطدنا كلَّ شيءٍ تقريبًا.”
“إذا اصطدنا المزيد، فسيكون من الصعبِ تخزينها. سأذهبُ لتخزينها.”
تحركَ أرندت بسرعةٍ، كموظفٍ جديدٍ في شهرهِ الأول.
رأيتُ من بعيدٍ أن الشخصينِ التقيا.
كانت منطقةُ الصيدِ الأولى في هارتمان صغيرةً وبسيطة.
على الرغمِ من أنها مجردُ مقارنةٍ مع مناطقِ الصيدِ الرئيسية، إلا أن السببِ هو أن الحيواناتِ الآمنةَ مثلَ الأرانبِ والطيورِ كانت أكثرَ من الحيواناتِ ذاتِ الحوافر.
كنتُ أنا من أقترحَ أن نخرجَ جميعًا للتأكدِ من تضاريسِ منطقةِ الصيد، ولكن بطريقةٍ ما، شعرتُ بالإرهاقِ وأنهارَ جسدي.
“سيدي الدوق، يقولُ سيد لياندروس إنهُ سيأتي بعدَ أن ينتهي من تنظيفِ ما اصطاده.”
“تنظيف؟ هل يستطيعُ فعلَ ذلك أيضًا؟”
“هناكَ جدولٌ صغيرٌ قريب، لذا من غيرِ الصعبِ إزالةُ رائحةِ الدم.”
على الرغمِ من أنني سألتُ فقط إذا كان يُمكنه القيامَ بالتقطيع، لم أرد أن أحرجَ أرندت الذي كان يشرحُ بحماس.
بينما كنتُ أشاهدُ أرندت وهو يشعلُ النارَ ويعدُّ الفرنَ الصغير، جاءَ لياندروس قريبًا.
“هل تمَّ الانتهاءُ من كلِّ شيءٍ؟”
“نعم. لكن بما أن ذلك قد يلوّثُ يديك، سنقومُ بذلك نحن.”
قامَ لياندروس وأرندت بتقطيعِ اللحمِ بمهارةٍ ثمَّ صنعوا أدواتٍ حادةً من الأغصان.
كانت قطعُ اللحمِ المشويةُ على النارِ الصغيرةِ أقلَّ ملوحةً مما توقعتُ، لكنها كانت جيدةً بشكلٍ معقول.
ربما يكون هذا بسببِ أن جسدي كان يتضورُ جوعًا لفترة طويلة.
حتى بعدَ أن تناولنا جميعًا بما يكفي، بقيت بعضُ قطعِ اللحمِ غيرِ المطبوخة.
كم عددُ الحيواناتِ التي اصطدناها؟
“ماذا عن شواءِ اللحمِ وتجفيفهِ مسبقًا؟”
“فكرةٌ جيدةً. سنخزنها في القلعة.”
أجابَ أرندت بشكلٍ جادٍّ وأكملَ الطهي.
من خلالِ عددِ الأسياخِ المتراكمةِ أمامَ قدمي، يبدو أن أرندت ولياندروس كلاهما من عشاقِ الطعام.
رؤيةُ ذلك جعلتني أتنهدُ بعمق.
كيفَ سأطعمُ هؤلاءِ الرجالَ في المستقبل؟
【مع ذلك، ما زلتُ أحبُّ تناولَ الطعامِ مع أخي، إنهُ أفضلُ وقتٍ بالنسبة ليّ.】
تذكرتُ شيئًا قالهُ أخي الأصغر ذاتَ مرةً.
لأنني أحببتُ تلكَ الكلمات، كنتُ أعملُ بجدٍّ لأتناولَ الطعامَ معه طوالَ الوقتٍ.
الآن، بعدَ أن أصبحت هذه الحاجةُ غيرَ ضروريّة، يبدو أن كوني قد كنتُ في هذه الرواية كان نوعًا من الحظ.
<لم يبقَ أحدٌ>.
رواية فاشلةٌ تمَّ إيقافُ نشرِها قبلَ خمس سنوات.
كانت الرواية التي قرأتها أولَ وآخرَ رواية إلكترونيةٍ كتبها أخي المفقود.
هل هذه فرصةٌ منحني إياها أخي الأصغر؟
أم أن الأمرَ هو العكس، أنهُ يوجّهُ ليَ اللوم؟
ربما يكون من الممكنِ أن يكون لومًا أو تهديدًا بالنظرِ إلى نوعِ الرواية.
شعرتُ بإحساسٍ، ‘الآن عليكَ أن تعتني بالأشخاصِ الذين كتبتُ عنهم،’ أو شيءٍ من هذا القبيل.
بالطبع، هذه مجردُ افتراضاتي.
“……سيدي الدوق، هل أنتَ بخير؟”
“آه، كنتُ أفكرُ في شيءٍ آخر. ماذا قلتَ للتو؟”
“يبدو أننا يجبُ أن نعودَ الآن. الطقسُ هنا يبردُ أسرعَ من الأسفل.”
كانت قلعةُ هارتمان تقعُ بالقربِ من السلاسلِ الجبلية.
ربما بسببِ الاستفادةِ من الميزةِ الجغرافية، يُمكن أن تكون هذه القلعةُ مستعدَّةً لمواجهةِ الأعداءِ الخارجيين وتحتلُّ موقعًا إستراتيجيًا مناسبًا.
نظرًا لاختلافِ درجاتِ الحرارة، نهضتُ ووقفتُ.
جمعَ أرندت ولياندروس بعضَ الحجارةِ التي استخدماها في الموقد.
“لماذا تأخذُ هذه؟”
“رأيتُ أن هناكَ انهيارًا في المنطقةِ المحيطةِ بالموقدِ في المطبخ، لذلك سأحاولُ إصلاحه.”
“إذن، سأحملُ ذلك.”
“ماذا؟”
“يديّ فارغةٌ الآن.”
“ماذا تعني؟”
قالَ أرندت بصدمةٍ وهو يوقفني عن جمعِ الحجارة.
“حتى لو كنّا في هذا الوضع، فإن هارتمان يظلُّ هارتمان! لا يجبُ على سيدي الدوق أن يتسخَ يداه.”
“إنهُ مجردُ حملِ بعضِ الحجارة.”
“أنا ولياندروس يُمكننا القيامُ بذلك. أرجوكَ لا تضغطَ على نفسك بأعمالٍ إضافية.”
ربما يعتقدُ أيُّ شخصٍ يرى ذلك أنك تخاطرُ بحياتك لتقديمِ النصيحة.
لكنني شعرتُ بالإحراجِ لأنني لم أفعل شيئًا سوى الأكل.
حتى عندما ينادونني بالدوق، إلا أنني لم أكن أصدقُ ذلك تمامًا.
“فقط أعطني ثلاثَ حجارات. يبدو أنني بحاجةٌ إلى بعضِ التمارين.”
“هل تشعرُ بعدمِ الارتياح؟ ربما بسببِ ما تناولتهُ للتو؟ هل كان غيرَ مطبوخٍ جيدًا أو محروقًا بشكلٍ مفرط…؟”
“آه، هذا يكفي! فقط أعطني الحجارة! لماذا تتحدث كثيرًا؟”
انتزعتُ بعضَ الحجارةِ الثقيلةِ من يدِ أرندت.
لم تكن كبيرةً أو متسخةً جدًا، فلماذا كلُّ هذه الدراما؟
بينما كنتُ أمشي، تبعني أرندت عن كثبٍ وبدأ يثرثر.
كان يتحدثُ عنِ القلقِ على صحتي، وأن جسدي ضعيف، وأنهُ لا يُمكن تجاهلُ هذه الأمورِ كخادمٍ مخلصٍ لهارتمان.
بالطبع، تجاهلتُ جميعَ تذمراتهِ.
“لن أموتَ من حملِ هذه.”
“ليسَ الأمرُ كذلك! إنها مسألةُ كرامة!”
“نحنُ فقط ثلاثةُ أشخاصٍ هنا، وما أهميةُ الكرامة؟”
“سيدي الدوق!”
لم أكن أتوقعُ أن يكون صوتُ أرندت عاليًا هكذا.
تمامًا مثلَ شخصيةٍ يتبعها علاماتُ التعجبِ الثلاثةِ في نصوصِ الحوار.
عدنا إلى القلعةِ بعدَ أن قاربنا على المشاجرةِ خلالَ المسافةِ الجبليةِ التي استغرقت أكثرَ من 40 دقيقةً.
عندَ الوصول، كانت الشمسُ قد غابت تقريبًا، وظهرت فوقَ القلعةِ قمرينِ ونجومٌ مجهولةٌ تتلألأ.
عندما رأيتُ ذلك، توقفت قدماي عندَ البوابة.
“آه.”
حقًا، هذه ليست كوريا.
لقد أنتقلتُ إلى عالمٍ آخرَ تمامًا.
بينما كنتُ أرفعُ نظري إلى السماءِ الباردةِ في المساءِ، شعرتُ بدوارٍ خفيف.
“سيدي الدوق؟”
“ماذا؟”
عندما نظرتُ إلى الأسفل، شعرتُ بشيءٍ ينزلقُ من فوقَ شفتايَ العليا.
آه، تبًا. هل هو مخاط؟
حاولتُ مسحَهُ بسرعةٍ كي لا يراهُ أحدٌ، ولكن يدايَ كانت حمراءَ بشكلٍ غريب.
هل كنتُ مصابًا؟
توجهت نظراتي إلى الأمامِ ورأيتُ أرندت ولياندروس يبدو عليهما الذعر.
“مهلًا، لماذا يحدث هذا.…”
لم أتمكن من إكمالِ الكلامِ لأنني شعرتُ بثقلٍ مفاجئٍ في أطرافي، وبدأتُ في التمايل، ثمَّ أغلقتُ عيني.
أخرُ ما سمعتهُ كان صراخَ أرندت الحادّ، يترددُ في أذني.
يُتبع….