A Dramatic Transmigration || انتقال درامي - 8
بعد العودة إلى العالم الواقعي.
حينما عدت إلى العالم الواقعي، أصبحت مليونيرة.
وفجأة، بدأ زملاء الدراسة القدامى، الأصدقاء البعيدين، وحتى أقارب لم أسمع عنهم منذ زمن، يظهرون في حياتي محاولين التقرب مني والتودد لي.
لكنني قررت قطع تلك الصلات وقمت بحذف جميع وسائل الاتصال بهم، ثم انتقلت إلى مدينة أخرى هربًا من تلك العلاقات المزيفة.
كانت صديقتي المقربة الوحيدة التي تزورني من حين لآخر، تجلس في حديقتي المفتوحة تستمتع بلحظات الهدوء.
قالت لي مازحة:
“لين تشي، لن تصدقي! بعد مغادرتك، بدأ الناس يتهامسون بأنكِ ناكرة للجميل، يلعنونك”
ثم أضافت بسخرية:
“ولكن عندما كنت في أمس الحاجة إليهم، تصرفوا وكأنهم لم يروكِ أبدًا.
لم يمد أحد يده ليساعدكِ”
ابتسمت لها وأجبت:
“لقد كان هناك من ساعدني”
نظرت إليّ بدهشة: “حقًا؟”
ابتسمت مرة أخرى وقلت:
“نعم، عندما كانت عائلتي تغرق في الديون وكان الجميع يتجنبونني، كنت في أحد الأيام منهارة على حافة الانهيار.
فكرت في إنهاء حياتي بالقفز من فوق جسر النهر”
جفلت فجأة وقالت بقلق: “لماذا لم تخبريني بذلك؟”
ضحكت وقلت: “لأننا لم نكن قد تعرفنا بعد”
ثم أضفت:
“لكن قبل أن أتخذ الخطوة الحاسمة، تلقيت اتصالًا هاتفيًا”
“كان من زميل لي في المدرسة الثانوية.
بالكاد أستطيع تذكر ملامحه، فقط أتذكر أنه كان طويلًا ونحيفًا”
“في تلك المكالمة، اعترف لي بمشاعره وأرسل لي كل مدخراته”
نظرت إليّ صديقتي بعيون متسائلة:
“وماذا فعلتِ بعد ذلك؟”
أجبتها:
“لم أقبل المال، ثم حذفت رقمه”
سألتني بدهشة:
“لماذا؟”
قلت: “لأني خشيت أن أستسلم لإغراء الاتصال به مجددًا وسحبه إلى حياتي المدمرة،
لذلك فضلت الابتعاد”
“لكن بصرف النظر عن ذلك، بفضل مكالمته، تخليت عن فكرة الانتحار”
استنشقت عميقًا وقلت:
“ومنذ ذلك الحين، قررت أن أعيش حياتي بأفضل طريقة ممكنة”
…
بعد مغادرة صديقتي، استلقيت في سريري وأنا أتصفح هاتفي.
كالعادة، فتحت منتدى “الباحثين عن الغرائب” حيث كنت أتابع موضوعًا محددًا منذ فترة.
كان هناك سؤال يجذبني دائمًا.
“هل هناك بالفعل شيء حقيقي يُدعى التنقل بين الأبعاد؟”
كانت الردود على هذا السؤال متنوعة.
بعضهم قال نعم، وآخرون نفوا ذلك واعتبروه خيالًا محضًا.
وكان هناك من بدأوا في تأليف قصص وهمية حول هذا الموضوع.
كنت أستمتع بقراءة تلك الردود لأجل التسلية.
وأثناء تصفحي، تلقيت إشعارًا جديدًا.
【تمت إضافة إجابة جديدة لسؤال تتابعه، اطلع عليها!】
نقرت عليها دون تفكير.
كانت صورة الملف الشخصي للمجيب عبارة عن صورة سوداء تمامًا، واسم المستخدم كان مجرد علامة استفهام.
كانت إجابته طويلة ومفصلة.
“نعم، أنا متنقل بين الأبعاد…”
ضحكت في البداية، ظننت أنها قصة جديدة من نسج الخيال.
لكن مع استمرار قراءتي، بدأت ملامح الضحك تتلاشى من وجهي.
“بعد حادث سيارة، وجدت نفسي في رواية خيالية عن رئيس تنفيذي متسلط. لكنني لم أكن البطل الرئيسي، ولا حتى شخصية ثانوية. كنت مجرد شرطي بسيط…”
“وفي يوم من الأيام، ماتت البطلة الأصلية فجأة.
لن تصدقوا السبب – لقد ماتت بسبب جمالها الفائق. في مكان الحادث، رأيت فتاة تشبه حبي الأول في العالم الحقيقي.
اعتقدت أنها متنقلة مثلي، لأنها كانت تحمل نفس الشخصية الغريبة.
اعترفت لها بمشاعري، لكنها حذفت رقمي مباشرةً… آسف، لقد خرجت عن الموضوع.
ولكن الأحداث التي تلت ذلك أكدت لي أنها متنقلة أيضًا…”
كان السيد “علامة استفهام” يروي قصة تشبه تمامًا تجربتي.
توقفت يدي التي كانت تتصفح، وبدأت ترتجف.
قلبي بدأ ينبض بسرعة.
“…أسرعت لأتلقى رصاصة بدلاً منها.
في تلك اللحظة، لم أفكر في شيء سوى إنقاذها، ولكن رؤية دموعها بعد ذلك جعل كل الألم يستحق ذلك”
“نعم، لقد وقعت في حبها”
“…في اليوم الذي خرجت فيه من المستشفى، جاءت لتزورني.
وقالت لي إنها تحبني أيضًا”
توقفت القصة عند هذا الحد.
كانت التعليقات تنهال على السؤال.
“وماذا بعد؟ ماذا حدث بعد ذلك؟”
قال شخص آخر:
“إذا كنت تؤلف قصة، على الأقل أكملها!”
وقال آخر:
“كن حذرًا، أو سأبلغ عنك!”
كنت أنتظر المتابعة بشغف، ربما أكثر من أي شخص آخر.
وبعد بضع دقائق، جاء الرد المنتظر من السيد “علامة استفهام”.
“…ثم انهارت الفتاة في حضني.
حينها توقفت أنفاسها، وأدركت أنها قد عادت إلى العالم الحقيقي.”
“بعد رحيلها، قررت أن أكون رجلًا صالحًا.
قاتلت الشر وأقمت العدل في ذلك العالم الخيالي، ثم أصبحت شرطيًا حقيقيًا.
وبعد ثلاث سنوات، عندما فقدت حياتي في مهمة، وعدت أيضًا”
شعرت بقلبي يتوقف عن الخفقان للحظة.
شيء ما كان يعتصر حلقي ولم أتمكن من الكلام.
بسرعة، نقرت على ملف السيد “علامة استفهام” الشخصي، وأرسلت له طلب صداقة.
وصل الرد بسرعة:
“لا عقود، لا روايات، شكرًا لتفهمك”
صمتت لعدة ثوانٍ، ثم كتبت ثلاث كلمات:
“هوو زي آن؟”
…
الاسم الحقيقي لهوو زي آن كان “هي آن”.
وكان هذا الاسم مألوفًا جدًا؛ كان اسم زميلي في المدرسة الثانوية.
…
عندما وصلت إلى مدينته، كان في استقبالي في المطار.
وسط الزحام، تعرفت عليه فورًا.
كانت صورة هي آن الرقيقة وصورة هوو زي آن الجدية تتداخلان في ذهني، وفي النهاية أصبحت صورة الرجل الذي يقف أمامي.
نظر إليّ بعينين عميقتين وقال:
“انقضى زمن طويل منذ آخر لقاء جمعنا”
ابتسمت وأجبت:
“نعم، لقد مر وقت طويل”
…
القدر دائمًا ما يلعب ألعابه بطرق غامضة.
لفترة طويلة بعد ذلك، كنت أفكر في تلك التجربة بين الحين والآخر.
شعرت أن هي آن قد أُرسل لإنقاذي من الله
بعد أن أكمل مهمته الأولى بنجاح، ربما أعطاه القدر مهمة إضافية.
لكنني دائمًا ما أقدر من يمد لي يد العون.
عندما ذهبت إلى مدينته لأجده، كنت قد أصبحت أكثر هدوءًا.
قبل أن أغادر، استطعت أن أسأله بوجه جاد:
“هل ترغبُ في القدوم معي؟”
أجاب هي آن مترددًا:
“أنا…”
قلت له بثقة:
“أنا مليونيرة ثرية”
ردّ هي آن مبتسمًا:
“أعطيني يومًا واحدًا، لـ أقدم أستقالتي”
– النهاية –
___
تمت بحمد الله.