وتين القلب - 4
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
لطالما كنا نحلم بأن نرسم مشاعرنا بقلمٍ طيّب الفحوى جميل الملمس، لطيف الذكرى، ومُخلّدَ المعنى.
نبحث بجد عن من يناسنا، ويناسب قلبنا
لنحب من جُلَّ أعماقنا
لكن الحب لا يعني دائما ان تعيش مُنَعَّماً في طياته، فلربما تعيش في صحراءه العُظمى تموت ظَمَأً ولا يلتفت لك أحد
فيضيع جسدك بين الرمال
وتغدوا وحيداً للأبد
..
قاطع شرودها صوت فتح الباب، إذ ان ذلك الشاب من فتحه..
حدق كل من لاو وميتسوهارو ببعضهما البعض
ثم صرخت الفتاة بصدمة :
اي!!!..اييييييييييه؟؟؟؟!!!!لااااااااااو! كنننن؟؟؟؟!!
وأما لاو فوقف مصدوماً وقال بإستغراب ممزوج
بصدمة: ماذا تفعلين هنا؟.
..
ميتسوهارو:
أ..أنا اتيت مع والدي… لقد قال أننا سنقيم في منزل صديقه! لم اتوقع أبداً أنك ابن صديق والدي
لاو: هذا ما كان بنقصني … إزعاج آخر
ق
ال وهو يعود ادراجه للداخل: لماذا لا يأتي حولي إلا الحمقى والمزعجين؟
تتبعت ميتسوهارو لاو وهو يبتعد بعينيها وكان على وجنتيها شيء من الحُمرة، فهي الآن ستعيش مع الفتى الذي تحبه
….{فلاش باك}….
أوليفيا: بحقك يا فتاة، حبك له يكاد يصير هوساً
ميتسوهارو *بخجل*:
ياااه يا ليفاااا، اشعر بمشاعر تجاهه، بكل مرة أراه أشعر اني سأذوووب حتماً في مكاني، كيف يمكنه أن يكون بهذا الجمال وتلك الجاذبية
هزتها أوليفيا وقالت: على رسلك يا فتاه ههههه أنتِ حقا تحبينه، لما لا تعترفين له؟
ميتسوهارو: و..ولكني. خائفة
أوليفيا:
لا تخشي شيء ما دمتُ معكِ يا صغيرتي ههه
استمرت أوليفيا بتشجيع صديقتها على الإعتراف للفتى الرائع لاو، فكتبت له رسالة رومنسيه مضمونها
إلى لاو كن ..
في الواقع، عندما التقيتك اول مرة.. شعرت بشيء في قلبي، لم اعرف ماهو، لكنني شعرت بقلبي ينجذب إليك شيئاً فشيئاً.
كنت اظنه مجرد شعور عادي لكن مع مرور الوقت بدأت اشعر ان ما أشعر به ليس بعادي، وأنه اعجاب حقيقي..
كلما اقترب منك اشعر بقلبي ينبض أكثر فأكثر، وأنه لا يتوقف عن الهيجان، وكلما احاول ترويضه يأبى أن ينصت إليّ.
كلما تحركت… كلما تحدثت… وكلما نظرت ناحيتي وإن كان بالخطأ، أبدأ داخلياً بخوض صراعٍ فتّاك لألا يحمّر وجهي أو يظهر هذا على ملامحي…
لكن حقاااا لم أعد اتحمل هذا الهيجان، أشعر بقلبي يكاد ينفجر كلما اكون بقربك…
لاو كن .. أنا واقعة بحبك، احبك حقاً
احبك من اخمص بقاع قلبي، احبك وحبك يكاد يتملكني بشدة، أرجو ان تقبل حبي لك يا لاو كن
.
.
ميتسوهارو: أ..أتظنين أنه سيقبلها حقا ؟
أوليفيا:
بالطبع يا عزيزتي، كيف يمكنه رفض فتاة مثلك..
ميتسوهارو: و… ولكنني خائفة حقا
أوليفيا:
هيااا يا فتاة تشجعي! لو لم يقبلها سأرفصه بقدمي!
ضحكت ميتسوهارو على كلامها، ثم اردفت بأنها ستفعل ما بوسعها.
بعد انتهاء الدوام …..
خ
رج جميع الطلاب من الفصل بإستثناء لاو وأوليفيا وميتسوهارو
قالت اوليفيا وهي تضرب كتف صديقتها:
تشجعي يا فتاة
ث
م خرجت ووقفت خارج الباب
وقفت ميتسوهارو وقالت: ل.. لحظة لاو كن!
التفت اليها لاو وقال ببرود: ماذا تريدين؟
ميتسوهارو *بإرتباك*: ت..تفضل هذه الرسالة
ق
التها وهي تنحني وتمد الرسالة بكلتا يديها
نظر اليها لاو وأخذها ببرود وبدأ يقرأها .
عندما انتهى نظر إلى وجه ميتسوهارو ببرود ومزّق الرسالة أمام أعين ميتسوهارو المتلبكة المصدومة..
نظر لها وقال: أنتِ فتاة غبية حقا، أتظنينني سألتفت إليكِ حقا؟ أنتِ حتى لستِ من مستواي، لا المادي، ولا الإجتماعي، ولا حتى ذكية مثلي، أنتِ مجرد قطعة خردة تعيق طريقي … إياكِ والظن انني سأقع بحب فتاة مثلك، أفضّل الموت على أن أفعل.
اخذ لاو حقيبته والتفت ليخرج من الفصل، وقبل أن يغادر قال لها بحدة: أنا لا اطيقك ولا اطيق وجودك
ثم خرج تاركاً تلك الفتاة بصدمتها، فلا تدري ماذا تفعل… أتغضب؟ أتحزن؟ أتصرخ؟ أم…. تبكي؟
كانت أوليفيا تتنصت عليهم، وعندما رأت لاو صفعت وجهه بقوة بكل غضب وقالت له بعصبية:
اللعنة عليك أيها الوغد! من تظن نفسك لتقول كل هذا لصديقتي؟
أتظن أن كسر القلوب هين أيها الغبي!؟
ألا تعرف كم كانت تكبح قلبها لأنها خافت من الرفض؟
ألا تعرف كم انتَظرتْ كي تستطيع أن تعترف لك!
و
في النهاية تمزق الرسالة كأنها لا شيء ثم تلقي بتلك السهام الحارقة على قلبها دون أن تهتم حتى!
واللعنة عليك! حتى ولو كنت بقلبٍ من حجر فما كنت لتقول كل هذا، مما قلبك مصنوع ؟؟؟؟
اخذت تتنفس بقوة ثم لكمته مجدداً لكنه اوقف قبضتها
ثم صرخت عليه مجدداً
فلتحل اللعنة عليك وعلى أمثالك أيها الحقير! أتمنى حقا أن يُكسر قلبك مثلما كسرت قلبها، أرجو من كل قلبي أن تقع بحب فتاة وتقوم بكسر قلبك لأجزاء!
نظر لها لاو ببرود وقال لها:
انقلعي فهذا ليس من شأنك.
ثم غادر ليذهب لمنزله، دخلت أوليفيا على الفصل بسرعة وعانقت صديقتها بكل قوة وقالت لها:
أرجوكِ لا تهتمي لأمره! إنه مجرد وغد متكبر، أنه لا يفهم أي شيء ولن يفعل، سَيُرَدُ له الامر حتماً
وسيشعر بإنكسار قلبه… انا أعدكِ
كانت ميتسوهارو كالصنم، ثم اخذت تبكي بحرقة شديدة.. و..ولكنني احبه! لما فعل هذا؟
كان بإمكانه الرفض بأسلوب افضل من هذا
بدأت تشهق بقوة وبكت بحرقة وأوليفيا تطبطب عليها
….{عودة إلى الوقت الحالي}….
عبست ميتسوهارو وارادت الرحيل، إلا أن والدها أمسكها وقال لها: ما الأمر عزيزتي؟ أهناك خطب ما؟
ميتسوهارو: ك..كلا كلا شيء
كورازون: اووه هياااا تفضلي ميتي الصغيرة، البيت بيتكِ بالنهاية
ميتسوهارو ويوشيرو *بصدمة*: ميتي؟؟؟
كورازون: أجل هههه بما أنها ستقيم عندنا اليوم فهي بمثابة ابنة لي، لذلك علي تدليلها كما ينبغي
ميتسوهارو: ايييه؟؟
ولكن يا عم…
قاطع كلامها انتكاس كورازون وسقوطه أرضاً، قائلاً بصدمة: ع..عم؟
ثم وقف وقال معاتباً:
أنا في الاربعينات من عمري!!
لازلت شاباً
حدقت به ميتسوهارو وقالت: هذا يؤكد لي أنك عم
انتكس كورازون مجددا، ثم امسك بخدودها وشدهما وقال: قووولي يا خاااال
قالت ميتسوهارو بألم: لن افعل أنت عمي!!!
بقي الاثنان يتشاجران كالاطفال، حتى نفذ صبر يوشيرو ولكمهما على رأسيهما قائلاً:
كُفا عن افتعال الشجار كالأطفال، عجّلا بالدخول لألا تصابا بالبرد..
ق
الها ثم دخل للمنزل ليحضر الطعام،
امسك كل من كورازون وميتسوهارو وأسيهما بألم
وقالا معا: مؤلم!! الحق عليك!!! لو أنك انصت لما أقوله لما ضربني! ئيي..
توقف عن تقليد ما أقوله ! أأنت ببغاء!
ثم مد كل منهما لسانه وقال: طفل/ة
ابعد كل منهما وجهه عن الآخر ثم ضحكا بقوة على ما جرى بينهما، ثم تصافحا
كورازون: ادعى كورازون، يمكنكِ مناداتي كورا فقط دون إضافة القاب الاحترام، أنا صديق والدكِ منذ الصغر
ميتسوهارو:
وانا ميتسوهارو، لقد انتهيت دراستي الثانوية و…
انزلت رأسها بتردد
و
انا أطمح لدراسة الطب يشرفني أن اقيم عندك يا عمي، وآمل ألا نكون انا وأبي ضيوفاً ثقيلين عليكم
نظر لها كورازون ثم عانقها بخفة:
سأتكفل بدراستكِ يا صغيرتي، انا اعتبركِ ابنتي لطالما…. لطالما تمنيت أن يكون لي ابنه لهذا يسعدني أنكِ هنا.
أ
لا.. ألا بأس لو بقيت اناديكِ ميتي؟
قالت ميتسوهارو بلطف: ههه اجل لا بأس
يوشيرو:
ألا زلتما هنا؟؟ الغداء جاهز
قال الاثنان معاً: قادماااان..
دخلوا إلى المنزل وتوجهوا لغرفة الطعام ليأكلوا، كان الطعام عبارة عن الكاري الياباني، بالإضافة إلى بعض السَلَطات للمقبلات.
كان الجو هادئ بعض الشيء، باستثناء ميتسوهارو،
فلقد بدت مرتبكة كون لاو يجلس أمامها
ل
ا تعرف ما الشعور المناسب لهذه اللحظة
أهو السعادة كون محبوبها أمامها؟ أم الأسى على حالها كونها رُفِضَت؟ أم الغضب بسبب ما قاله؟
أم الإكتئاب كونه لا يبادلها مشاعرها
إنه شعور مؤلم حقاً كون من تحبه لا يحبك بل لا ينظر إليك ولو كصديق، إنه أشبه بأن تحترق وحدك وسط قرية مفروشة بالثمر والشجر الاخضر والأزهار
أشبه بأن تُعتقل فقط لأنك نويت وهب أحدهم خُبزاً ليعيش…
كان لاو يرمقها بعدم إهتمام، وكأنه لم يقل شيء كاسراً لهذه الفتاة..
لاحظ كورازون هذا الجو ليقول:
بالمناسبة لاو..ميتي، أنتما كنتما زملاء في الثانوية أليس كذلك ؟ ما نوع المغامرات التي قمتم بها؟
لاو *ببرود*: لا شيء حقا، مجرد سخافات المراهقه..
كورازون: سخافات المراهقة ؟ اوووي فلتعش سنك كما ينبغي ايها الطائش! ماذا عنكِ ميتي؟؟ما نوع المغامرات التي خضتيها؟
كانت ميتسوهارو مترددة إلا أنها تحدثت بعدها بإسهاب عن مغامرات المدرسة في المهرجانات الرياضيه مثلاً والمخيمات والتزلج على الجليد
كانت تضحك بسعادة.
ك
ان كورازون مبتهج لهذا وكذلك يوشيرو
أما لاو فقد بقي صامتاً.. ثم قال مقاطعاً ميتسوهارو ولم يظهر لكلامها نوع من الاحترام:
ش
كراً على الوجبة سأذهب لغرفتي..
كورازون:
لكن ميتي لم تنتهي من التحدث بعد… يجب عليك أن تحترم كلامها
لاو: تشه! من يهتم لهذا الهراء ؟
شكراً على الوجبة مجدداً…
كورازون: انتظر مكانك!
عليك أن تدل ميتي على غرفتها
لاو: ولما قد أفعل ؟
اظهر كورازون ابتسامة جانبية وقال:
لأنها بجانب غرفتك
حدق لاو وميتسوهارو بكورازون للحظة ثم حدقا ببعضهما البعض ثم صرخا بقوة: ماذا قلت؟؟؟؟
ضحك كورازون وقال:
ما بكما؟ لم اقل أن تناما بنفس الغرفة، قلت أن غرفتكمت ستكون بجانب بعض، فلما انتما هائجان هكذا
قال لاو بغضب: أأنت أحمق أم ماذا ؟ ذكرني من عمرك بالضبط! أتعاني من مراهقة متأخرة أم ماذا ؟؟ كيف تريدني أن أقبل بهذا ؟
كورازون: اووه هيا يا رجل ماذا في ذلك
نظر كوراسان اليه بخبث قائلاً:
لا تقل لي أنك تخجل منها؟
لاو “بعصبية*: على جثتي!
ميتسوهارو: ألا يمكنك إعطائي غرفة أخرى يا عمي! ارجوك!!
كورازون: كلا… لقد رتبنا حاجياتكِ على اي حال ،لذا ارضخا للأمر الواقع
تنهد الاثنان بقلة حيلة، ثم بدأ كل من يوشيرو وكورازون يرتبان الطاولة ويغسلان الاطباق
أما لاو فأخذ ميتسوهارو لغرفتها، وعندما وصلا امسك يدها بقوة وقال بحدة:
فلتلزمي حدودكِ أيتها المزعجة.. ولا تحاولي التدخل بي او ازعاجي أفهمتي؟
افلت يدها بقوة، ودخل لغرفته وفعلت هي ذات الشيء، بقيت سارحة بغرفتها وبالمساحة الفارهة فيه، حتى جائتها رساله من أوليفيا فاتصلت ميتسوهارو عليها
أوليفيا: ها أنتِ ذا يا فتاة، قولي لي ماذا حصل؟
ميتسوهارو: إنها مصيبة يا ليفا
أوليفيا: لما؟ ماذا حصل؟
ميتسوهارو: العم كورازون يكون …
يكون والد لاو كن، ونحن ينقيم عندهم حتى إشعار آخر
عم الصمت للحظات طِوال حتى قلقت ميتسوهارو من صمت صديقتها، فنادت على إسمها ، وإذ بصرخة هزت ساعة الهاتف
ما الذي تقصدينه ؟؟؟؟؟؟؟ أستعيشين مع ذلك المتعجرف؟؟؟ أحقا؟؟؟
تنهدت ميتسوهارو بتعب وقالت:
وفوق ذلك عرفته بجانب غرفتي
أوليفيا: م..م.م.مم .. ماذا تقولييين!
ي
ا ويلي! أهي لعنة ؟؟؟ أهو سحر؟ حسد؟
ماااا هذا بالضبط، أنه الحظ السيء حتماااااا
ميتسوهارو:
على رسلك يا فتاه..
أنا….صحيح أنني لازلت متأثرة مما فعله ومما قاله
ومنزعجة، لكني لازلت احبه.
ردت أوليفيا بغضب:
تحبينه؟ اين كرامتكِ يا فتاة؟
فليحترق بالجحيم هو وحبه!
ميتسوهارو:
أوليفيا ؟؟؟؟ ما هذا الذي تقولينه!
أعني… صحيح أنه جرحني لكن….
ل
و رأيتي فقط شهامته! كيف يأكل كيف يتحدث
وكيف اوصلني لغرفتي ووصفني بالمزعجة
أوليفيا: يا فتاااااه! أنتِ حقا عديمة الكرامة! ذلك الشاب دمر مشاعركِ، وكسر قلبك اتريدين ان اكسر رأسك ؟ وأنتِ الان تهذين بإسمه ؟؟
ا
لوداع الوداع ، لا تراسليني إلا عندما تعودي لعقلك..
أغلقت اوليفيا الاتصال بغضب
اما ميتسوهارو فاستلقت على سريرها تفكر همممم أرى أن العم كورازون لطيف حقا شخصيته مهدبة أكثر من لاو كن اتسائل لما بات هكذا…
أ
زالت كل تلك الأفكار من رأسها وحاولت اشغال نفسها بأي شيء
.
.
في الليل…
كانت قد أنهت متابعة بعض مسلسلاتها ووضعت بعض الماسك على وجهها، كنوع من العناية بالبشرة قبل النوم.
لكن كان لجوع اخر الليل رأي آخر، فنزلت للطابق الأرضي لتفتش عن ما يسد جوعها
وأثناء تحضيرها لشطيرة كان لاو قد نزل ليشرب الماء، فأخرج زجاجة ماء صغيرة، فرآها وقال لها:
ما الذي تفعلينه ؟
التفتت اليه وقالت: أعد شطيرة.
ما أن رآى لاو شكلها حتى بصق ما كان بفمه من ماء على وجهها وصرخ بقوة من الخوف، هذا ما سبب زلزال في الطابق العلوي حيث كورازون ويوشيرو
كوراسان: *بخوف*
ياااا ويلتاااااه أهي نهاية العالم ؟؟
نزل بكل سرعة للطابق الأرضي وما أن رآى ميتسوهارو بالماسك حتى صرخ هو الآخر:
قااااتل متسلسل!!
هم لا يعلمون أن ذلك الشخص كالوحش لو استيقظ دون سبب…
يتبع 🦋..
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨