وتين القلب - 3
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
الاصدقاء كوهج الشموع، دافئون مثل نارها، ومعنا وقت حاجتنا
راسخون بالمواقف الصعبة، ومتلألئون كنجوم السماء في أوج سوادها…
من يملكون اصدقاءً حقيقيين فهم مُنَعمون بأطيب وأجمل النِعَم في هذا الكون
.
يوشيرو: م.. مرحبا كورازون
كورازون *بمرح*: اويياااا صديقي العزيز يوشيرو، كيف حالك يا رجل
يوشيرو *بتلبك*: أ..أنا … لا أدري ماذا أقول
كورازون: *بهدوء* ما الأمر ؟
أحدث شيء لك؟
يوشيرو: أ.. أنا واقع في مصيبة حقيقية
كورازون *بقلق*: قل لي ما حدث لك
إنهار يوشيرو من البكاء، فلقد كان يكتم شلالاته من أن تفيض كمجرى نهرٍ بجانب ضفةٍ قصيرة عندما كانت ابنته هنا
قلق كورازون أكثر فأكثر، لكن قبل أن ينبس بحرف قاطعه كلام يوشيرو الهائج من الدموع والشهقات: لقد تدمرت حياتي بالكامل!
فقدت زوجتي!، لقد كنت مغرماً بها بشدة!
كانت عالمي حقا! كانت مأواي من مخاوفي، وملاذي عندما تتآكل روحي، وتتصدع نفسي، ومسكني وسكينتي وساكنتي ….
لقد كانت زوجتي كنزي وياقوتتي ومرآتي للعالم، لقد كانت حب حياتي الأول والأخير، والذي من بعدها ماتت في عيني النساء أجمعين…
منذ أن توفيت والصدمات والإنتكاسات تنهال علي كأمطارٍ من السِهام
وخلال هذا الأسبوع!
كدت افقد آخر أمان لي في هذه الحياة!
كدت افقد ابنتي الوحيدة والعزيزة
وكل ذلك بسببي!
بدأ يضرب قدمه بقوة واستمر قائلاً: كل هذا لانني لم اعد قادراً على العناية بها جيداً بسبب عملي، لقد ضحت بصحتها في سبيل أن تجلب لي درجة امتياز لكنها اخفقت وعلى إثر ذلك دخلت للطوارئ أسبوع
ليس هذا فقط يا صاحبي!
لقد خسرت عملي قبل يومين بتهمة الإهمال… وها أنا ذا مطرود من البيت…
لا أعرف ماذا عساي أفعل
وضع يده على جبينه ولامست أصابعه شعره، ضغط بقوة على رأسه من القهر وقال بنبرة ضعيفة متعبة:
أنا بأمس الحاجة لك كورازون، لا يمكنني الثقة بأحد إلا بك، انت الوحيد الذي يفهمني ويمكنه مساعدتي..
اكمل يوشيرو غير سامح لكورازون وقال: أتعلم ؟؟؟ أنا أفشل اب عرفته البشرية، انا محض غبي، قبيح، فقير، لا املك سوى ابنة واحدة ولا يمكنني تأمين ابسط الأشياء لها، أأنا أب حقا؟
كيف لأب فاشل مثلي أن يحقق حلم ابنته؟
لم أتمكن حقا من ايصالها له
كله بسبب النقود…
النقود النقود واللعنة عليها !
قال جملته الأخيرة صارخاً متألماً مما هو به
ما جعل كورازون يهدأه ويقول: عزيزي يوشيرو، ما رأيك أن نلتقي باللمتنزه ؟
يمكنك اخذ راحتك بالتكلم هناك أكثر من الهاتف…
سأمر لأخذك إن أردت
يوشيرو:*بتعب* لا.. إنه قريب من عندي، سأكون بأنتظارك
اغلق الهاتف متعباً مثقلاً ومهموم
ذهب بِخُطىً متثاقِلة ميتة، إلى المكان المتفق عليه.
كان يوشيرو بالعادة شديد التفاؤل والنشاط، إلا أنه هذه المرة كئيب وهادئ لدرجة مخيفة، هذا ما أثار ارتباك الرجل الواقف خلفه والذي تنحنح قليلاً لجذب انتباهه
حدق كورازون باللامكان ثم قال:
صديقي أرى أنك تُحّمّل نفسك فوق طاقتك، أنت تبالغ بردة فعلك..
مجرد رعايتك لابنتك وهي بتلك السن الصغيرة، وحرصك على ان تكمل دراستها وتعمل ما بوسعها لأجل مستقبلها لهو امر في غاية العظمة
اشعل سجارته واستنشق دخانها ثم اردف بعد ان نفث تلك السحابة الرمادية:
وفائك لزوجتك لوحده أمر يستحق التقدير، قلما نجد رجالاً يوفون لزوجاتهم ولا يتزوجون من بعدهم، أنت رجل شهم حقا يا يوشيرو، لذا لا تقسو على نفسك هكذا
يوشيرو*بتعب*:
بما ستنفعني شهامتي أمام مستقبل ابنتي؟
انا…. انا مجرد فاشل يا كورا…
خسرت كل شيء… لدي ديون تقسم ظهري
واخذت نقوداً من عصابة قطّاع طرق كي ادفع لابنتي رسوم دراستها
لم يتم تسجيلها رسمياً بعد، تحتاج إلى 60,000 ين اخرى، مبلغ الدراسة باهظ كثيراً لاني أريد أن أدّرسها على حسابي، دفعت 30,000 ين وبقي 70,000 ين
ومعي اسبوع فقط لسداده، وأجار هذا المنزل كذلك لدي 90,000 ين ، و 120,000 ين للعصابة
هذا عدد لا يمكنني أحتماله…
أكاد أُجن!
صمت قليلاً ثم قال بنبرة مُنطفئة: لو أنني كنت أكثر غنى لاستطعت تأمين كل شيء لأجل ابنتي الوحيدة…
لكنني مجرد فاشل لا غير، انا حقا اكره نفسي واكره ضعفي، واكره كل تفصيلة بي، أنا مجرد فاشل! فاااشل .. فااا
قاطعه كورازون بغضب، إذ قام بلكمه بقوة على وجهه قائلاً: كفاكَ غباءً يوشيرو
انت حتى لم تتركني اقول رأيي بالمشكلة!
لما تستمر بالضغط على نفسك أكثر!
يوشيرو! يكفيك ما بك!
لا تثقل على قلبك أكثر من هذا …
فاشل!؟ الفاشل الحقيقي هو من يترك ابنته ويرفض الإهتمام بها، الفاشل الحقيقي هو من يرمي بمشاعر زوجته عُرض الحائط ويخلف بوفائه لها
الفاشل الحقيقي هو من لا يفعل شيء لأجل دراسة ابنته الوحيدة، ويسلم الامر للزمن حتى تتحنط عظامها !
يوشيرو! أنت لست بوعيك، انت لست فاشلاً يا صاحبي، أنت أب عظيم حقاً
لو كنت مكانك لفعلت الشيء ذاته،
يوشيرو…. أنت يفترض ان تفخر بنفسك قبل حتى ان تفخر بك ابنتك! أنت شخص عظيم يوشيرو… صدقني…
قال يوشيرو وهو يضع يده مكان اللكمة: و..ول..ولكن …. المال..
كورازون:
لا تأبه للمال، سأتكفل بدراسة ابنتك بنفسي، واما السكن فتعال انت وهي إلى منزلنا واسكن معي ومع ابني، لا تقلق، منزلنا واسع ويكفي فردين اخرين بل وزيادة، وبالنسبة لأبني فلا تقلق بشأنه فلقد ربيته على الأخلاق والأدب، وأضمن لك أنه لن يؤذيها
وأما العمل فأنا أقول لك من الآن أهلا بك في شركتي…
حدّق به يوشيرو مصدوماً: و.. ولكن كوراااا! ابنك أيضاً سيدخل الجامعة، كيف ستتدبر شؤونه؟
كورازون: اووه. لقد حصل على منحة دراسية، سأسجل ابنتك بنفس الجامعة التي هو بها، سأنقل سجلات ابنتك والنقود التي دفعتها لنفس الجامعة، ولا تقلق بشأن شيء، يمكنها أن تدرس على حسابي فهي بمقام ابنتي، ولا احتاج أن تعاود وتسدد لي المبلغ، فلتعتبرني والدها الثاني
قال يوشيرو مقاطعاً:
ك..كلا كورا…. هذا كثير، وأيضاً أنا…. لا يمكنني تقبل كل هذا، أنت تغرقني هكذا
كورازون: أغرقك؟ اغرقك بماذا أيها الأبله؟
ابتسم كورازون بوجه يوشيرو وقال له:
يا صاح! انت رفيق عمري ودربي، كيف لا اقف إلى جانبك بوقت الشدة؟ أنت اخي ولست صديقي فحسب، عملي لك يا عزيزي، ونقودي فداك ايضا.
ألم نتعاهد على أن نتألم سوياً؟
فكيف تريدني أن أتجرأ على تركك تبكي وحيداً ؟
عزيزي يوشي، أنت مرآتي لنفسي، أنت تشبهني
وأنا اشبهك، لا يهمني ما سيحصل مستقبلاً
اريدك فقط ان تبقى مرتاحاً، اطلب ما شئت صديقي لا تخجل مني
ابتسم يوشيرو برضى وقال: سأكون ممنوناً لك إذا… سأحرص على جعل مرتبي الأول يذهب إلى تسديد الديون التي علي… و…
قاطعه كورازون وقال: إياك!
سأدفعها أنا، أما مرتبك فاجمعه لتبني بيتاً لك ولابنتك، ركز الان على حياتك التي أمامك
سأتكفل بديون الماضي، أما انت فأبقي عينيك بالمستقبل… أرجوك لا تعترض، هذه رغبتي انا يا يوشيرو
نظر يوشيرو إليه وقال: أنت أفضل صديق احظى به يا كورا… فخور حقا بصداقتك، لولاك لكنتُ الان بالسجن وكانت لتتدمر حياة ابنتي، حقا لا أعرف كيف اشكرك يا كورااا .
كوراسان: يمكنك ذلك!
ابتسم بحيوية وقال: عليك ان تجلب ملابسك انت وابنتك وتجلبها هي الأخرى وتأتوا إلى منزلي لتبيتوا عندنا… على ذكرها، اين هي ؟؟
يوشيرو: بمنزل صديقتها، انا من طلبت منها الذهاب لألا تبقى بالشارع فالجو بارد
ابتسم كورازون بلطف وقال: هيا إذاً
سنجلب ملابسكم ثم نذهب إليها
او… دعنا نوظب عِدَّتَكم في منزلها ولتجلبها حينما ننتهي
يوشيرو: ل.. لكن…
دفعه كورازون للأمام بمرح وقال: دوون لكن هياااا
سحبه كورازون وذهبا لشقة يوشيرو
واستأذنا المالِك أن يأخذا حاجاتهما
فأذن لهما بعدما اخذ ثمن الإيجار المتراكم
قال كورازون بحقد وهو يضع اغراض يوشيرو بالسيارة: أنه جشع حقاااا … كيف كنت تسكن عنده يا رجل؟
يوشيرو: هههه لقد اعتدت على هذا
قال ذلك ثم ركب بالمقعد الامامي بجانب السائق
جلس كورازون بجانبه ثم ابتسم بوجهه بحيوية وقال وهو يقود السيارة: اععخخ دعك من ذلك المستطيل! حقا وجهه يشبه رغيف الخبز، وانفه يشبه الجزرة هههه، أوتعلم؟ أنني سعيد حقا، متلهف لأرى ابنتك تدرس مع ابني بنفس القاعة، إن ولدي انطوائي حقا، لذلك ارغب بجعله يتأقلم مع الآخرين
صحيح إنه من الصعب حقا أن يعتاد على الناس ولكن…. ولكن لاو طيب القلب حقا، رغم بروده إلا أنه يهتم باللذين يحبهم..
لذا، اعذرني على ما سأقوله، لكن انا سعيد لكونك ستبيت عندنا، أشعر وكأن هذه الأمور تجري لصالح رغبتي بإنفتاحه على الآخرين
نظر له يوشيرو بتمعن وقال: لاو إذا؟!
هههه أرجو حقا أن يرحب بنا، وارجو ألا نكون حملاً ثقيلاً عليكم يا كورا
كورازون: ههههه لا تقل هذا يا رجل! أنت بمقام اخي
يوشيرو: أشكرك حقا يا رجل
اكمل الرجلان طريقهما إلى منزل كورازون…
عندما وصلا….
كورازون: اوووه يبدو أنه لايزال مستيقظاً!
اتصل كورازون على لاو وطلب منه النزول لمساعدتهما بنقل الحقائب للغرفة، وعندما وصل قام بتحية يوشيرو وأخذ حقائبه وأوصلها للغرفة، بينما يوشيرو وكورازون حملا حقيبتا ميتسوهارو ونقلاها للغرفة الموجودة بجانب غرفة لاو
لاو: *بإنزعاج*. لما تضع اشيائها هنا؟ ارفض أن تكون فتاة قريبة مني!
قال له كورازون غامزاً:
اوه هياااا لاااو قد تقع بشباكها
قال لاو بغضب: قطعااااا لن افعل!!!!
يوشيرو: هههههه تبدو طفولي حقا يا كورا
احم.. لاو، أرجو منك أن تعتني بإبنتي اذا سمحت، ستكونان معا بنفس الجامعة ونفس التخصص، لذت أريدك ان تعتني بها، على الأقل ان ترافقها للجامعة وتغادر معها، وتحرص أن يكون جدولكما متطابق لكي لا تفترقا
تنهد لاو ثم قال بنبرته الباردة: لا اعدك لكني سأحاول
ثم ذهب لغرفته لينام بعد أن استأذنهم
ضرب كورازون بيديه ببعضهما وقال بإبتهاج:
ما رأيك يا يوشي أن أعد لك العشاء ؟
بالتأكيد أنت متعب، يمكنك الذهاب للإستحمام وحينها ستجد الطعام قد تم تجهيزه، وحينها ستتذوق أشهى المأكولات
قال الجملة الأخيرة بفخر كبير، ما جعل يوشيرو يضحك عليه ويقول حسنا حسنا، قم يذهب للإستحمام
بمكان آخر…..
أوليفيا: فهمت الآن…
اذا ما الذي تنوين عليه؟
قالت ميتسوهارو بيأس: لن أكمل دراستي…
ما باليد حيلة، نحن حتى لا نملك منزلاً
أوليفيا: عيب عليكِ يا فتاة! وماذا أفعل أنا هنا؟
يمكنكِ العيش بمنزلي !
ميتسوهارو: شكراً لكن أنا أرفض هذا يا عزيزتي…
سنحاول تدبر أمرنا أنا وأبي
تنهد أوليفيا ثم قالت:
إذا لنخلد للنوم ولنفكر بالأمر جيداً غدا
ميتسوهارو: معكِ حق… تصبحين على خير
أوليفيا: تصبحين على خير عزيزتي
.
.
في ظهر اليوم التالي، كانت الفتاتان تتحدثان سوية
حتى أتصل والدها واخبرها أن تجهز نفسها لأنه سيأتي، ورغم عنادها إلا أنها خضعت لكلامه
أوليفيا: اييييه! لكنني أريدكِ أن تبقي!!
ميتسوهارو: وأنا أيضاً ، لكن لعله وجد حلاً ما لمشكلتنا
أوليفيا: أرجو هذا…
عندما وصل يوشيرو كان يجلس بجانب كورازون
خرجت كل من الفتاتين لتلاقيهما
قال كورازون بنبرة طفولية: أهذه هي ميتسوهارو؟؟؟
ياااا الهي ما الطفهاااا، انها جميلة وصغيرة الحجم، وأيضا ظريييفة
حدقت به ميتسوهارو بتعجب ثم قالت لوالدها: ابي… من هذا الرجل ؟
يوشيرو: أنه صديقي، الذي سنقيم عنده
أوليفيا: ايييه ماذا ؟؟ كلا يا عمي ابقيها هنا
قالت وهي تعانق صديقتها
هذا سبب نقاشاً طويييلاً حقا بينها وبين يوشيرو، انتهى بإنتصار يوشيرو وأخذه لابنته …
كانت ميتسوهارو صامتة طول الوقت، فلم تعرف ماذا تفعل او تقول
عندما وصلوا للمنزل نزلت من السيارة وحدقت بالمنزل وقالت بداخلها: جمييييل! انه كبير حقا!
قاطع شرودها صوت فتح الباب، إذ ان ذلك الشاب من فتحه..
حدق كل من لاو وميتسوهارو ببعضهما البعض
ثم صرخت الفتاة بصدمة :
اي!!!..اييييييييييه؟؟؟؟!!!!لااااااااااو! كنننن؟؟؟؟!!
وأما لاو فوقف مصدوماً وقال بإستغراب ممزوج بصدمة: ماذا تفعلين هنا؟
يتبع 🦋 …
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اذا كانت لديكم استفسارات يمكنكم التواصل معي عبر حسابي
Instagram: b.e.b.kh ❤️❤️