هل أنت مجنون؟ - 17
“فصل 17
You’re crazy
لم يرَ أحد حتى حركة *شيا* وهي تقتل *هاك*. بالنسبة للجميع، بدا وكأنها لم تتحرك من مكانها أعلى الدرج، ولكن على الرغم من ذلك، كانت قد قطعت رأسه من مسافة لا تقل عن ثلاثين مترًا.
كأنها قطعت ورقة، بهذا النظافة والدقة. لم يكن هناك حتى دم يسيل، كما يقال أحيانًا: “عندما يكون القطع نظيفًا جدًا، لا يخرج الدم.”
كانت هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الجميع أن هذا القول ينطبق حتى على الرقاب. حتى من كانوا على دراية بهذا المستوى من القوة بدوا مذهولين وكأنهم يشاهدونه للمرة الأولى.
وهكذا انتهت حياة *هاك*.
*شيا*، التي كانت تبتسم منذ لحظات، تحولت إلى شخصية باردة تمامًا وأمرت *لوسي* بلهجة صارمة:
“لوسي، أبلغي الحرس وأخبريهم أن يأتوا لتنظيف هذه الفوضى. وأخبريهم أنني أريد مكافأة الـ600 قطعة ذهبية. وإذا حاولوا المراوغة أو التهرب بالرشاوى، فسأجعلهم يلقون نفس المصير.”
“نعم، سيدتي.”
ثم نادت *شيا* بصوت هادئ: “فيل.”
وكأن *فيل* كان مختبئًا طوال الوقت، أجاب فورًا من أسفل الدرج: “نعم، سيدتي.”
*شيا* ألقت بسيفها نحو *فيل* دون حتى النظر إليه. كان السيف حادًا بما يكفي لقطع رأس *هاك* بضربة واحدة، وقد يتسبب في إصابة خطيرة لأي شخص يمسكه بلا انتباه.
لكن *فيل* أمسك بالسيف ببراعة، وكأنه معتاد على هذا النوع من الأمور.
بدون حتى إلقاء نظرة على *فيل*، واصلت *شيا* الحديث موجهة كلامها إلى *لوسي*: “وبالنسبة لإيليا، لا تدعيه يقترب مني اليوم. أظن أنني أعطيته ما يكفي من التأثيرات السلبية بالفعل، ولا أريد أن يتأثر أكثر.”
“نعم، سيدتي.”
رغم ما قالته *شيا*، تساءلت *لوسي* في نفسها، “هل هناك المزيد لتقدميه للطفل؟”
بينما كان الزبائن يتنفسون الصعداء بعد أن غادرت *شيا* إلى غرفتها، نظرت هي حولها قبل أن تصعد الدرج، وقعت عينيها على الوزراء والطاغية. فظهرت على وجهها علامات الانزعاج الشديد.
قالت لهم بصوت واضح، “أوه، هل يمكنكم من فضلكم التوقف عن القدوم إلى هنا؟ هذا ليس مكانًا للقاءاتكم. اذهبوا إلى مكان آخر، أرجوكم.”
وأخيرًا صعدت الدرج وهي تلمح الطاغية مرة أخيرة بوجه متجهم، وكأنها تحذره من الاقتراب. بدا اليوم كأنه يوم لا يجب فيه إزعاج *شيا*.
بعد أن اختفت، بدأ الزبائن يسترخون، ومنهم من بدأ يتحدث:
“هل رأيت ذلك؟”
“لقد مر وقت منذ آخر مرة رأيتها تستخدم سيفها، لكنها لم تفقد شيئًا من مهارتها.”
“هي لا تسحب سيفها إلا عندما تقرر إنهاء حياة أحدهم.”
“نهج جيد. سيكون من الصعب العيش إن كانت تستخدمه في كل وقت.”
أحد الشباب، الذي بدا كفارس، سأل: “هل يمكنني فعل شيء كهذا يومًا ما؟”
رد عليه صديقه بجدية: “ربما تحتاج إلى خمس سنوات من التدريب.”
ثم أضاف آخر: “حتى في الحرس الملكي، من النادر أن تجد أحدًا يمكنه قطع الرقبة بتلك النظافة دون أن يخرج الكثير من الدم. عادةً يكون هناك نهر من الدم.”
“إنها حقًا وحش، أليس كذلك؟”
أحد الزبائن قال: “لهذا أرتاد *شانغريا* بطمأنينة. لا شيء سيحدث هنا.”
أجابه الآخر: “صحيح، لأنها تتعامل مع كل المشاكل قبل أن تؤثر علينا.”
“حتى لو شهدنا أشياء غير مريحة في بعض الأحيان، فإنها تظل مثيرة للاهتمام. ربما لأننا لم نتضرر منها؟”
“في أماكن أخرى، يتأثر الزبائن. لكن هنا، *شيا* تنهي الأمور بسرعة.”
“بفضلها، يمكننا التجول بحرية دون قلق. حتى والدي، الذي لا يسمح لي بالخروج عادةً، لا يعترض عندما أقول له أنني ذاهب إلى *شانغريا*.”
“صحيح. صحيح أن المكان مكلف، لكنه أكثر راحة وأفضل من أي صالون فاخر.”
كانت النبيلات الأرستقراطيات أيضًا يثرثرن بمرح، غير مباليات بوجود جثة في المكان. بدا وكأنهن اعتدن على مثل هذه المواقف، وربما لأنهن لم يتضررن شخصيًا منها.
أثناء حديثهم، ضحك الطاغية بصوت خافت، غير مصدق ما يحدث أمامه. الوزراء، الذين بدوا أكثر اعتيادًا على الوضع، أومأوا برؤوسهم تفهمًا لما يشعر به الطاغية.
سأله الطاغية بفضول: “من تكون هذه المرأة بالضبط؟”
أجاب الوزراء في سرهم: “لا نعلم تمامًا.”
*****
في هذا الوقت، وصل *إدوارد* متأخرًا بعض الشيء. كان الحراس ينقلون الجثة خارج المكان بينما كانوا يسلمون المكافأة إلى *لوسي*، معتادين على هذه العملية كما لو كانت حدثًا يوميًا.
عندما لاحظ *إدوارد* وجود الطاغية، بدا مشوشًا بعض الشيء. توجه إلى *الطاغية* وسأله بطريقة غير مباشرة:
“ماذا تفعل هنا؟”
بدا *الطاغية* متفاجئًا قليلًا عند إدراكه أن *إدوارد* موجود، فالتفت إليه قائلاً:
“إد.”
رد *إدوارد* بشكل غير رسمي، مما أشار إلى رغبته في أن يُعامل كصديق وليس كإمبراطور:
“ماذا؟”
قال *الطاغية*، بنبرة تعبر عن بعض الجدية:
“ربما هي أفضل منك في استخدام السيف.”
سأل *إدوارد* باستغراب:
“من تقصد؟”
“شيا غراند.”
كان *إدوارد* واحدًا من قلة من المحاربين الذين يمتلكون قوة *الأورا* في الإمبراطورية. وقد كان قويًا جدًا بالنسبة لعمره، سبع عشرة سنة فقط، وقد نال سمعة الطفولة كعبقري بسبب مهاراته الفائقة.
ومع ذلك، كان *الطاغية* يمتلك قوة سحرية فريدة تتعلق بسلالة *بنكروفت*، وهو ما يجعله مختلفًا بعض الشيء، إذ يمكن أن يصبح غير قابل للتنبؤ إذا فقد السيطرة على غضبه.
الآن، قوبل *إدوارد* بعبارة “أفضل منك في استخدام السيف”. هذا كان صادمًا، خاصة أن *شيا* كانت تُعتبر شخصًا نحيفًا وغير رياضي.
كان لدى *إدوارد* بعض المعلومات عن مهارات *شيا* في استخدام السيف، لكنها بدت غير متوقعة بالنسبة له. كان من الصعب تصديق أن شخصًا بهذا الشكل يمكن أن يكون خبيرًا في السيف.
فأجاب *إدوارد* بفضول:
“أين هي الآن؟”
أجابه *الطاغية*:
“فوق.”
كان يقصد أن *شيا* قد صعدت إلى منزلها الخاص، حيث يقع الطابق العلوي من مبنى *شانغريا*، بينما يكون الطابق الأرضي عبارة عن مقهى.
فقد بدا على *إدوارد* الإحباط عندما علم أن *شيا* ليست هنا، وقرر الصعود إلى الطابق العلوي.
بمجرد أن صعد إلى الأعلى، توجه بهدوء نحو *لوسي*، التي كانت تحمل *إيليا*. نظر إلى *لوسي* بوجه مفعم بالقلق وسأل:
“هل يمكنني الصعود إلى الأعلى؟”
نظرت *لوسي* إلى *إدوارد* بدهشة، ثم قالت بلطف:
“نعم، بالطبع. لكن تأكد من أنك لا تزعج السيدة *شيا*.”
أومأ *إدوارد* برأسه، متوجهًا نحو الدرج بصمت. كان واضحًا أنه في حيرة، لكنه كان مصممًا على معرفة المزيد حول *شيا* ومهاراتها، خاصة بعد أن صرح *الطاغية* بما قاله عنها.
عندما رأى *إدوارد* *لوسي* تنظر إليه بوجه مليء بالدهشة، شعر بالحرج قليلاً. لم يكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يجرؤون على الصعود إلى الأعلى بدون أي تردد، وكانت تجربة *إدوارد* مختلفة تمامًا.
قالت *لوسي* بمرح وهي تشير إلى السلم:
“بالطبع، إذا كنت تستطيع تحمل العواقب.”
لم تكن هناك قوانين تمنع الناس من الصعود، لكن لم يجرؤ أحد على فعل ذلك بسبب التحديات المحتملة. ومع ذلك، فإن *لوسي* كانت تضحك بمرح لأنها وجدت الأمر مسليًا، وقد أومأت برأسها بإيجابية.
رد *إدوارد* بشكر، ثم صعد السلم ببطء وبخطوات ثابتة. كان يشعر بالقلق قليلاً لكنه كان مصممًا على مواجهة *شيا*.
عندما صعد إلى الطابق العلوي، شعر بطمأنينة غير متوقعة. بدا المكان هادئًا للغاية، كما لو كان خالياً تمامًا من أي حركة أو ضوضاء. هذا الهدوء كان غير معتاد، خاصةً أن الطابق العلوي كان يحتوي على العديد من الغرف.
بينما كان يفكر في كيفية العثور على *شيا*، سمع فجأة صوتًا خافتًا. توجه نحو مصدر الصوت وفتح الباب بحذر. وعندما دخل، وجد *شيا* مستلقية على السرير، بشعرها البلاتيني اللامع الذي كان واضحًا حتى في الضوء الخافت.
كانت *شيا* نائمة، على ما يبدو غير مدركة لوجود *إدوارد*. كان ذلك في الواقع مريحًا، حيث لم يضطر لمواجهة أي رفض أو استيقاظ مفاجئ.
لكن عندما نظر عن كثب، لاحظ أن *شيا* تبدو في حالة غير طبيعية، كأنها تحلم بكابوس أو تعاني من شيء.
همس *إدوارد* بقلق:
“… شيا؟”
تحت تأثير قلقه، بدا غير متأكد مما إذا كان يجب أن يوقظ *شيا* أو يتركها. وفي تلك اللحظة، فتحت *شيا* عينيها ببطء. كانت نظراتها مليئة بالدهشة والارتباك.
سارع *إدوارد* بالتحدث بشكل غير مرتب، ولكن لم يكن لديه أي عذر مناسب لما كان يحدث. ولكن *شيا* فاجأته بشكل غير متوقع.
أمسكت *شيا* بيد *إدوارد* وسحبتها بلطف نحو خدها، ثم أغلقت عينيها مرة أخرى وكأنها لا تزال في حلم.
فوجئ *إدوارد* من هذا التصرف المفاجئ، وعاد إليه الوعي ببطء، ملاحظًا حرارة خد *شيا* على يده. هذا الاتصال الجسدي البسيط ساعده على استعادة بعض من هدوءه ووضوحه.”