ندم البطل الثاني - 101 || الأشخاص الذين يحبون كلوي⁵
“عليَّ أن أذهب!”
“إلى أين ستذهبين؟”
سألت كارينا، التي كانت جالسة أمام كلوي.
“إلى جيرارد… عليَّ أن أذهب إليه!”
“ماذا؟ أي نوعٍ من الهراء هذا؟!”
صُدمت كارينا من كلام شقيقتها غيرِ المعقول.
“كل ثانيةٍ مهمة، ولا أستطيع فعل أي شيء وأنا باقية هنا. لم أعد أستطيع الانتظار أكثر!”
ومع ذلك، كانت عزيمة كلوي ثابتة. لجأت إلى كاثرين تريدُ تأييداً منها.
“لقد قلتِ من قبل إن زوجي يظن أنني وهابيل قد متنا، وأنه سيتخلى عن حياته بسبب ذلك! لذا عليَّ أن أذهب وأريه أنني بخير، ألا يحلُّ ذلك كل شيء؟”
“كلوي…”
حتى كاثرين حاولت إيقاف كلوي.
“ماذا عن هابيل؟”
“….”
بالطبع، لم يكن بإمكانها أن تأخذ هابيل معها. إذا ذهبت، فسيتعين عليها تركه في رعاية شقيقاتها.
كانت كلوي تشعر بالضيق الشديد من فكرة ترك ابنها وحده في القصر الإمبراطوري.
“فكري في هابيل. إذا ذهبتِ ولم تعودي، فسيخسر هابيل كلا والديه.”
“آه…”
جعلت كلمات كاثرين كلوي تعضُّ شفتيها. لم تفكر في الأمر إلى هذا الحد.
“…لا، لن أذهب إلى أي مكانٍ خطير.”
ومع ذلك، سرعان ما بدأت في إقناع شقيقاتها. من البداية، لم يكن في نيتها أن تخوض معركة.
“أريد فقط أن أكون أقرب قليلاً. أريد أن أكون أقرب إليه…”
ربما بوجودها بالقرب منه، قد تجد طريقةً لإنقاذه.
إذا كان هذا هو النهاية الحقيقية… على الرغم من أنها لا تريد التفكير بهذه الطريقة، إلا أنه إذا كان هذا هو النهاية، فهي تريد أن تفعل كل ما بوسعها.
“لا.”
حتى مع التوسلات الصادقة من كلوي، كانت كارينا حازمة.
“لن يحدث هذا مطلقًا، لذا تخلَّي عن الفكرة.”
“نعم، كلوي. إنه أمرٌ خطيرٌ للغاية.”
أيدت كاثرين أيضًا كلمات كارينا، محاوِلةً تهدئة شقيقتها الصغرى.
“أعلم أنكِ تشعرين بالإحباط بسبب الوضع الحالي. لكن عليكِ التفكير بعقلانية.”
“لقد فكرتُ بعقلانية. إذا كنتُ أقرب قليلاً، قد أتمكن من إيجاد وسيلة للتواصل معه.”
ومع ذلك، كانت كلوي مخطئة. لم تكن تفكر بعقلانية على الإطلاق.
“حتى لو كان ذلك صحيحًا، لماذا يجب عليكِ الذهاب إلى هذا المكان الخطير بنفسكِ؟!”
صرخت كارينا بصوتٍ مرتفع.
“لأنه هناك!”
صرخت كلوي أيضًا، مجاريةً أختها في الصراخ.
“عليَّ أن أريه بنفسي أنني لا أزال على قيد الحياة!”
لم تكن كلوي في حالةٍ تمكِّنها من النقاش بعقلانية. كانت المحادثة تدور في حلقة مفرغة.
“هاه…”
تنهدت كارينا ووقفت.
“أخبرتُكِ لا عدة مرات. لا تذكري هذا الموضوع السخيف مجددًا.”
وبذلك، استدارت كارينا مغادرةً الغرفة.
لقد أصبح وضع شقيقتها يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وكان عليها أن تجد حلاً مع زوجها قبل أن يحدث شيءٌ لا يُحمد عقباه.
“أختي… من أنتِ لتقرري هذا؟”
سألت كلوي ببرود، وهي تنظر إلى ظهر كارينا.
كان هذا شيئًا لم تكن لتقوله في الظروف العادية. لكن صبرها قد نفد بالفعل، ولم تعد تستطيع التحكم في كلماتها.
“لماذا تجبرينني دائمًا على الاستماع إليكِ؟ هل أنتِ دائمًا على حق؟”
كانت أسئلة كلوي مليئةً بالاستياء تجاه شقيقتها.
“…أنا لا أقول ذلك لأنني على حق. أنا أقول ذلك لأنني أختكِ.”
توقفت كارينا للحظةٍ وردت بصوتٍ هادئ.
لم تكن كارينا تتدخل في شؤون كلوي وتتصرف بقسوة دون سبب. كان السبب أنها كانت تهتم بشقيقتها الصغرى وتقلق عليها أكثر من أي شيءٍ آخر.
“في كل مرةٍ تقولين شيئًا كهذا… تجعلينني أشعر بالاختناق.”
لكن مجرد أن كلماتها كانت تأتي من الحب والقلق لا يعني أنها كانت دائمًا صحيحة.
“يبدو أن ما يهمكِ أكثر هو أن تكوني على حق، وليس كيف أشعر.”
أدركت كارينا، بعد أن اشتبكت مع كلوي عدة مرات.
“هل أنتِ راضية الآن؟ بالتأكيد لأنني لم أستمع إليكِ وانتهى بي الأمر بهذا الشكل.”
أدركت أن كلماتها القاسية والمسيطرة ربما كانت عبئًا على شقيقتها. وربما كانت قد جرحتها بعمق.
“حسنًا، سأكون أكثر حذرًا في المستقبل. ولا تستمعي لكلامي إذا كنتِ لا تريدين ذلك.”
تحدثت كارينا بنبرةٍ خفيفة. امتزجت مشاعرها المتناقضة من الشعور بالذنب والمرارة في كلماتها.
“لكن ليس هذه المرة.”
“لماذا ليس هذه المرة…؟”
“لأن هذا ليس أمرًا من أختكِ، بل هو أمر من الإمبراطورة.”
مع هذه الكلمات الأخيرة، غادرت كارينا الغرفة بسرعة.
* * *
بعد أيام قليلة، أصبحت كلوي سجينة في غرفتها، ولم يُسمح لها بالخروج خطوةً واحدة.
كان الحراس الإمبراطوريون يقفون بثبات أمام بابها، مانعين إياها من الخروج. وبطبيعة الحال، كان الأشخاص الذين يمكنها مقابلتهم محدودين للغاية.
“آه…”
تنهدت كلوي بقلق وهي تدفع خصلة شعرها المتدلية على وجهها.
بعد أن فشلت محاولتها الأخيرة في الذهاب بنفسها، شعرت بالضيق المتزايد.
“ماذا يجب أن أفعل الآن؟”
بعد مواجهتها مع شقيقاتها، قررت كلوي تغيير خطتها. قررت أن تذهب سراً.
وبالأمس، انطلقت مع السير هيوم وبعض فرسان بلانشيت.
بالطبع، قبل مغادرتها القصر، شرحت الوضع بسرعة لابنها هابيل.
‘هابيل، ماما ستذهب لمقابلة بابا وستعود قريبًا. هل يمكنك البقاء مع خالاتك لبعض الوقت؟’
‘لا… أريد الذهاب معكِ.’
‘لا يمكنني يا عزيزي. حتى ماما ترغب في أن تصحبك معها، لكن المكان الذي سأذهب إليه خطير على صبي صغير مثلك.’
‘لكن ماما ستذهب! إذا لم تأخذيني معكِ، لا أريدكِ أن تذهبي!’
تشبث هابيل بكلوي، محاولاً منعها من الذهاب.
‘سأعود بسرعة. سأعود لأراكَ يا هابيل. سأسرع في العودة لأجلك.’
‘وااااه.’
بدأ هابيل بالبكاء وهو يحتضن والدته، حاولت كلوي تهدئة ابنها الباكي.
‘بابا في خطر الآن… وإذا لم أذهب الآن، أعتقد أنني سأندم لاحقاً.’
في النهاية، وبينما كانت تحاول تهدئة هابيل، وجدت نفسها تذرف الدموع أيضاً.
بعد أن بكى لفترة طويلة، توقف هابيل عن البكاء، لكن ذراعيه بقيتا ملتفتين حول عنق والدته بإصرار.
‘هابيل، بابا ذهب ليحمينا والآن أصبح هو في خطر. الآن دورنا لحمايته.’
همست كلوي وهي تربت على ظهر ابنها.
‘لذا، هل يمكنك السماح لماما بالذهاب الآن؟’
‘أنا… أريد الذهاب وحماية بابا أيضاً!’
‘نعم، هابيل سيحمي بابا أيضاً. لكن مقابلة بابا هو مهمة ماما، أما مهمتك فهي مختلفة.’
‘…؟’
‘مهمتك هي أن تبقى في القصر وتتناول طعامك جيدًا، وتذهب إلى الدروس مع أبناء خالتك. هكذا ستحمي بابا وماما.’
‘…’
‘هل يستطيع هابيل فعل ذلك؟’
‘…’
لم يُجب هابيل في النهاية، لكنه خفف من قبضته على والدته. ومع ذلك، استمرت دموعه في الانهمار.
وبعد أن ودعته، انطلقت كلوي في رحلتها. لكن رحلتها انتهت بسرعة أكبر مما توقعت، حيث تم القبض عليها في أقل من يوم.
كان هابيل قد انفجر بالبكاء أثناء دروسه، وتم إبلاغ الأمر فوراً إلى الإمبراطورة.
في النهاية، وُضع جميع فرسان بلانشيت تحت الإقامة الجبرية، وتم حبس كلوي في غرفتها.
“كان يجب عليَّ أن أكون أكثر حذراً… لم يكن يجب أن يعلم هابيل ما كنت سأفعله.”
بعد فشل آخر محاولاتها، وكل ما شعرت به كان اليأس والندم اللذَين ينموان بداخلها.
كان عليها أن تستعد بشكل أفضل.
لم يكن ينبغي لها أن تدخل القصر في المقام الأول.
كلما مر الوقت، زاد شعورها بالندم، حتى بدأت تندم على أشياء ظنت أنها لن تندم عليها أبداً.
علاقتها المتدهورة مع ليلى.
عندما أصبحت بحاجة إلى مساعدة ليلى، فكرت كلوي في الأمر عدة مرات. لو لم تكن علاقتها مع ليلى قد تدهورت… هل كانت الأمور ستصبح أفضل؟
“آه.”
ضحكة ساخرة صدرت من كلوي. كان من السخرية أن تجد نفسها تغير موقفها بهذه الطريقة بسبب وضع واحد.
لكن هذا يدل على مدى يأسها. إنقاذ زوجها أصبح أكثر أهمية الآن من كبريائها.
لذلك، بعد الكثير من التفكير والاحتقار الذاتي، أرسلت رسالة إلى ليلى.
على عكس الرسائل الكثيرة التي أرسلتها إلى الدوق أناتا، أرسلت رسالة واحدة فقط إلى ليلى.
كتبت أن جيرارد في خطر، وأن ليلى ربما تكرهها، وتوسلت إليها للمساعدة من أجل إنقاذ جيرارد، واعتذرت عن إرسال رسالة بهذا الوضوح.
ولكن لم تأتِ أي إجابة.
“بالطبع، من المؤكد أنها وجدت الأمر سخيفاً.”
بعد ذلك، تخلت كلوي عن الأمل في الحصول على أي مساعدة من عائلة أناتا. توقفت عن إرسال الرسائل إلى الدوق الأكبر، وتوقفت عن البحث عنه بعد كل اجتماع.
لم يكن لدى أناتا أي نية في مساعدتهم.
إذا كان هذا هو الحال، بدا من الأفضل الذهاب بنفسها بدلاً من انتظار مساعدتهم. هذه الفكرة هي ما أدى بها إلى وضعها الحالي، محبوسة وغير قادرة على فعل أي شيء.
طرق، طرق.
“عذرًا على المقاطعة.”
في تلك اللحظة، جاء طرق على الباب من إحدى خادمات القصر.
“تفضلي بالدخول.”
لكن الغرض من زيارة الخادمة كان مفاجئاً تماماً.
“ماركيزة، الدوق والدوقة أناتا يرغبان في رؤيتكِ.”
“الدوق أناتا؟”
“نعم، إنهما ينتظران في غرفة الاستقبال.”
كان الأمر مفاجئاً، لكن الزيارة كانت مرحباً بها جداً لدرجة أنها لم تهتم بالأعراف.
أسرعت كلوي إلى غرفة الاستقبال، لكنها واجهت شخصاً لم تتوقع رؤيته.
كانت قد دُهشت لدرجة أنها لم تنتبه جيداً لكلمات الخادمة.
“الحاكم الأبدي للشمال…”
بينما كانت كلوي تبدأ في تحيتها، تباطأت كلماتها.
“أنا أُحييك.”
كانت ليلى دي أناتا. كانت تقف هناك بجوار الدوق الأكبر أناتا.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
ترجمة : اوهانا
انستا : Ohan.a505
الواتباد : Ohan__a505