من قال أن الجميع سعداء؟ - 05
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- من قال أن الجميع سعداء؟
- 05 - ما علّمتني إياه كان «الحُــب» و«الاعـــتذار»
أعتذر . . . لأنني أحببتك . . .
رغم أنني كنت السبب في موتَك، إلا أنني لا أزال أحبك حتى هذه اللحظة.
أنا آسفة . . . حقًا، آسفة . . .
أنا لا أملك أي فائدة، فقط أجلب المَتاعب للآخرين، وأبتسم بلا إِكتِرَّاث، وأُحِب، وما زلت أعيش.
الجهلُ ذنب. عندما قلتُ إنني لا أفـــــهم مشاعرك، لا شك أنني جرحتك حينها أيضًا.
مهما بكيت، ومهمَا ندمت، ومهما تضرعت إلى الله، فلن تعود إليّ أبدًا.
ليس لي الحق في أن أقول ‘أُحبك’، أنا أعلم ذلك جيدًا . . .
ومع ذلك، ما زلت أحبك . . .
لم يكن يهمني شيء سوى وجودك، حتى لو تلقيتُ أقسى الكلمات، وحتى لو أُنهِكت روحي وجسدي.
لكنني، في النهاية، كنت السبب في موتك.
الشخص الذي أحببته أكثر من أي أحد، الشخص الذي كان يتألم من مرضٍ ينهش جسده، الشخص الذي أحبني، أنا التي تركته يموت أمامي بلا حول ولا قوة.
“رُو، أنا آسف . . .”
كلماتك الأخيرة . . .
قبل لحظة من سقوطك من سطح المبنى، كانت تلك آخر كلماتك الموجهة إليّ.
تُرَّى . . . ماذا كان يجول في خاطرك عندما قلتها؟
الكلمة التي وصلتني كانت ‘إعتذارًا’، لكن عينيكَ كانتا تحملان شرارةً من الكراهية، وشفتيك كانتا تبتسمان بلطف.
أنا، التي لم أفهم قلوب البشر قط، لم أتمكن من فهم قلبك الطيب.
القلب الوحيد الذي تعلمته منك كان ‘الحب’، وأصبح ذلك أعظم ذكرياتي، وأعمق جراح قلبي . . .
كنت تهمس لي مرارًا
“أنا أحبك”، فبادلْتُكَ الحب.
وكنت تكرر أمام والدتك “أنا آسف”،
وفي كل مرة كنت تفعل، كنت أشعر أن جزءًا منك يتلاشى.
ما تبقى في ذاكرتي هو ثلاث جُملٍ :
“أنا أحبك” التي قلتها لي،
“أنا آسف” التي قلتها لوالدتك،
و”أنا آسف” التي وجهتها لي في النهاية.
حتى ذكرياتك بداخلي بدأت تتلاشى . . . أنا آسفة لأنني أصبحت على هذا الحال.
ورغم ذلك، ميزومو، ما زلتُ أحِبك.
“أحبك أكثر من أي شخص في هذا العالم.”
“آه . . . لا أريد هذا، ذكرياتي معك، لحظاتي برفقتك، جميعها تتلاشى من داخلي . . .”
“إذا كان للإنسان رفيقان في القدر، فأنا سأرحل قبل أن يظهر الثاني. وبهذا، سأبقى معك إلى الأبد . . . أليس كذلك؟”
* * *
ما تعلمته كان شيئين فقط: الحب والاعتذار.
مقيدة بذكرى من أحبته، محطمة من ذكريات تتلاشى يومًا بعد يوم، تقضي أيامها في دوامة من اليأس، معتذرة حتى عن حبها.
لأنها لم تعرف أبدًا الحقيقة التي كان يحملها قلب من أحبته . . .