من قال أن الجميع سعداء؟ - 04
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- من قال أن الجميع سعداء؟
- 04 - المغنية الصامتة، التي تعزف ألحان «الحُــــزن»
إلى أنا في الماضي،
كَيف حالُكِ هناك؟ . . .
أعلم أنكِ على الأرجح تعيشين أيامًا قاسية، منبوذة ومكروهة من قِبَل عائلتك، تتلقين الإهانات بلا توقف.
أن تولدي في عائلة “كامينازوكي” العريقة، التي لطالما اشتهرت بكونها سلالة من الموسيقيين العظماء، بينما تعانين من “اضطراب في الصوت” لا يظهر إلا عند الغناء . . .
لا شك أن ذلك هو أقسى ما يمكن أن يحدث لكِ.
حتى وإن كُنتِ مثالية في كل الجوانب الأخرى، فهذا العيب وحده كفيل بأن يوسمكِ بـ “الفاشلة”، ويضع عليكِ وصمة العار.
ورغم أنكِ ابنة والديكِ بالدم، إلا أن ذلك لم يمنعهما من ممارسة الإساءة تجاهكِ، ومع ذلك، وبينما تحملين في قلبكِ الضغينة على قسوتهما . . .
فإنكِ لا تزالين تشعرين بالأسى عليهما، لأنهما أصبحا موضع ازدراء من العائلة بسببكِ.
ولهذا، لم تتوقفي يومًا عن التدريب، ولا عن محاولات إعادة تأهيل صوتكِ.
تحملتِ كل شيء . . . صبرتِ بلا نهاية . . . لكن الأيام التي قضيتها تبكين دموع الحزن من ألم لا ينتهي، لا تزال محفورة في ذاكرتي حتى الآن.
“لقد بذلتِ جهدًا كافيًا”
“يحق لكِ أن تستريحي”
“أنتِ لم تخطئي في شيء”
أعلم أن هذه الكلمات، وهذه الرسالة، قد لا تصل إليكِ أبدًا. ولكن . . .
“أرجوكِ، لا تحزني أكثر من ذلك.”
من: كامينازوكي رُومي، في المستقبل.
“أنا آسفة لأنني فاشلة… آسفة لأنني لا أستطيع الغناء . . .”
“أنا مغنية بلا صوت . . . لكن لا بأس بذلك، لأنني أحب الموسيقى.”
“هل من أحد . . . أي أحد . . . يمكنه إنقاذي من هذه الأحزان التي لا تنتهي؟!”
تُغني المغنية، حتى دون صوت.
جميع من يسمع اللحن الذي لا يُسمع، يجد نفسه مسحورًا به.
أسيرةٌ للشر، تغني أحزانها في عزلة، بينما تصرخ روحها طلبًا للخلاص . . .