مع العناء With the pain - 4
الفصل الرابع
عنوان الفصل “نقطةُ تحول”
جاءَ الحراسُ وهم يصرخون:
“ماذا جرى؟”
لقد أصيبَ أحدهم!
“تشه تبًا لقد وصلوا إلى هنا بسرعةٍ أكبر مما تخيلنا، انسحبوا بسرعة، لا يجب أن نتورطَ بأي شكلٍ من الأشكال مع الجنودِ الإمبراطوريين.”
ثم باشروا بالانسحاب.
اخترقت صرخةٌ عاليةٌ جدًا صرخات كل الناس، وتناثرت بقعُ الدماءِ على الحشيشِ الأخضر!
“والدييييي!!”
لقد اخترقت الرصاصةُ رأس الفيكونتِ وأردتْهُ قتيلًا.
اقتربَ الحراسُ من موقعِ الحدوثِ يستطلعون عن ما جرى ويفحصونَ الجثة.
“أرجو المعذرة يا انسة، هل لكِ أن تخبريني من حضرتكِ؟”
لقد أجابته بصوتٍ مرتجف:
“أ أنا فيونا بريستون.. هل .. هل والدي…؟”
طأطأ رأسهُ قليلًا وأجابها بنبرةِ تأسف:
“نعم، للأسف، لقد توفي الفيكونتُ فورَ إصابتِه..أرجوكِ يا انسة، أن تعودي إلى منزلكِ، فالمكان لا يزال غيرَ آمن، والقتلةُ لم يبتعدوا ومن الممكنِ أن يؤذوكم، لذا رجاءً، عودي، ونحن سنتولى القضية هنا.”
“ح حسنًا، لقد فهمت.”ثم عادت أدراجها.
أما الفيكونتيسة، فقد هربت منذُ أن تمَّ إطلاقُ النارِ على زوجها، فهي قد خافت على نفسها، لذا هرعت هاربةً، تاركةٍ كلّ شيءٍ خلفها.
أصابت فيونا صدمةٌ جراءَ ما حدث، وحالما وصلتِ المنزلَ، ذهبتْ لوالدتِها فورًا، تسألها عن ما حدث.
“أخبريني عن ما حدث.. لقد كنتما تعرفانِ أنَّ شيئًا كهذا سيحصل، صحيح؟ هه، بالتأكيدِ، لم يكن من المعقولِ أن تدعوني لنزهةٍ عائلية، فهذا ليس من شيمكم.أخبريني، من كان أولئك، ولماذا قتلوا والدي، ولماذا هربتِ وكأن شيئًا لم يحدث، ألم تحزني ولو قليلًا عليه؟ أ كل ما كنتِ تفكرين به في ذلك الوقت هو نفسكِ؟!”
نظرت لفيونا ببرودٍ وأجابت:
“هه، ومن يهتمُّ بذلكِ العجوزِ القذر، لطالما كان يسيءُ معاملتي، ولقد لقي ما يستحق.. وما أدراني من أولئك الرجال؟ حينما رأيتُ تلك الهالةَ حولنا، أدركتُ أننا في خطر، لذا نفذتُ بجلدي.لستُ مضطرة للموتِ نيابةً عن ذلك الوغد، كان عليكِ أن تسأليه عمّا فعله لهم لكي يقتلوهُ بذلكَ الشكل.. ثم انتظري لحظة، لماذا أنا مضطرةٌ للإجابة على أسئلتكِ السخيفةِ ها؟ أ تستجوبينني؟يبدو أنكِ نسيتِ نفسكِ.. هيا، أغربي عن وجهي قبلَ أنْ أضربكِ.”
رمَقَتْها بنظرةِ استياءٍ ثم عادت إلى غرفتِها.
“ما كلُّ هذا الذي جرى؟.. ووالدي قد رحل؟ لن يعود مرةً أخرى؟! من كان أولئك الأشخاص؟ لقد كنت خائفة حقًا ، ولكن يبدو أن والدتي غير مهتمةٍ أبدًا بما جرى”
….
جاء شخصٌ يركضُ على عجل
“أخبروني ماذا حدث هنا؟! لقد سمعتُ أن هنالكَ ضجةً هنا..”
“ن .. نحن اسفون يا سيدي ولكن… لقد قُتلَ حضرة الفيكونت هنا.”
“ما الذي تقوله؟!! والد.. أعني الفيكونتُ بريستون؟ وكيف حدثَ هذا؟”
“على ما يبدو أنهُ كان مراقَبًا وأنّهم استغلوا الفرصةَ المناسبةَ لقتله والتخلص منه، ولكننا لم نعرفْ هويتَهم بعدُ يا سيدي.”
أخذ ينظرُ بإمعان وأجابَ
“هل كان بمفردِه؟”
“لا يا سيدي، لقد كان مع زوجتهِ وابنته.”
فتح عينيه مصدومًا وقال
“ماذا قلت؟! ابنته؟ أ يمكنكَ أن تصفَها لي؟”
“هممم، حسنًا حسبَ ما أذكر، كانت فتاةً جميلةً بشعرٍ كستنائي وعينانِ ذهبيتان. لقد كانت انسةً لطيفة، وكانت خائفةً ومصدومةً جدًا مما حدث، ولكننا حاولنا تهدئتها وأخبرناها بأن تعودَ إلى القصر.”
“ماذا قلت؟!”
أمسكَ الفارسَ من كتِفَيه وأكمل
“كيف تركتموها تعودُ هكذا بدون حراسة؟! كيفَ هي؟! هي لم تصب صحيح؟!”
“س سيدي، اهدأ رجاءً، أختُ حضرتكَ بخيرٍ ولم يصبْها أيُّ مكروه.”
تركَ الفارسَ ووقفَ جانبًا يفكرُ قليلًا
“عزيزتي فيونا.. الحمد لله أنكِ لم تصابي بأي مكروه.”
“هذه الحادثةُ لم تكن بالحسبان.”
ثم صاح مخاطبًا الفرسان
“يجب أن نُبلغَ سمو الأميرِ بهذا وكذلكَ جلالةَ الملك.. علينا أن نُغيرَ الخطة.”
ثم انصرَف.
في القصر الإمبراطوري..
نيكول: “سمو الأمير.. أنا أعتذر، لقد قُتلَ الفيكونتُ اليوم في حديقةِ كيو ولم نستطع معرفةَ الجاني بعد.”
الأمير: “هممم.. إذا ما فكرنا بتمعنٍ فمن المنطقي أن يكون القاتلُ هو أحد المتواطئين مع الفيكونت، وحينما اقتربنا من إمساكه متلبسًا قرروا قتلَهُ لكي لا يشي بهم.”
“هذا افتراضٌ معقولٌ سموك، هممم بمَ تأمُرُني الان؟”
“هممممم، لا تفعل أي شيءٍ في الوقتِ الحالي.. أ سيقامُ حفلُ تأبين؟”
“لا أعرفُ يا جلالتك ولكن أ ليس من المعقولِ أن يقيموا واحدًا كشكليات؟”
“هذا جيد، أعتقد أنني سأذهب بنفسي إلى هناك، ستكونُ تلك فرصة لدراسةِ الوضع ولمقابلةِ الفيكونتيسةِ شخصيًا لم نلتقِ منذ مدةٍ طويلة وبصراحةٍ أنا متحمسٌ لرؤيةِ ردِّ فِعلها.”
“هااااه.. اممم جلالتك، أ تسمح لي بمرافقتكَ إذن؟ رجاءً!”
عبسَ الأميرُ وأجابَ بحزم
“لا ، كما أمرتُك من قبل يُمنع عليكَ الاقتراب من عائلةِ بريستون حتى آذن لك بذلك، أيُ حركةٍ غير مدروسةٍ سوف تفسدُ كل شيءٍ أنت تعرفُ أنَّ وضعَنا حرجٌ صحيح؟ أرجو أن تتبعَ الأوامر.”
أجابه بخيبةِ أمل
“كما تأمرُ سموك.”
“اااه أنا اسفٌ يا فيونا إنَّ الظروفَ كلها تقفُ ضدَّ لقائِنا، آهٍ متى ينتهي كلُّ هذا ونرتاح.”
وقال الأميرُ في نفسه
“أنا أعرف أنَّ نيكول يريدُ رؤيةَ عائلته، ولكنني لا أستطيعُ تركهُ يفعل ذلك، لأنهُ سيتورطُ هكذا معهم، وأخشى أن يؤثروا به، أو يتخذَ الأعداء من ذلكَ حجةً لكي يتخلصوا منه، وحينها لن أكون قادرًا على الدفاع عنه.”
….
في اليومِ التالي وكما هو متوقعٌ أقامت عائلةُ بريستون حفلَ تأبين.
وبالطبع كانت الفيكونتيسةُ الشخصيةَ الرئيسيةَ في الحفل… وبعد تحيةِ معظمِ الحضور دخلتْ إلى الداخلِ لتستريحَ قليلًا وطلبتْ من فيونا أن تقفَ في البابِ وتنوبَ عنها في إلقاءِ التحيةِ على باقي الحضور.
ومثل أيِّ مكانٍ اجتماعي امتلأ المكانُ بالثرثرة.
“أ كان لدى الفيكونتِ ابنة!”
“أوه أجل، لقد سمعتُ أنه كان يخفيها ولا يسمحُ لها بالخروجِ من القصرِ أبدًا.”
“أوه لهذا وجهها غيرُ مألوفٍ بالنسبةِ لنا.. بالمناسبة إنها أجملُ من والدتها بكثير، أراهنُ أنها كانت ستتلقى الآلاف من عروضِ الزواجِ لو خرجت للدائرة الاجتماعية.
كم تبلغ من العمر يا ترى؟”
“أظن أنها في ال19 من عمرها، ولكن يبدو أنكِ نسيتِ ابنة من تكون، من سيودّ أن يرتبط قانونيًا بعائلةٍ مثل عائلة الفيكونت بريستون؟”
“اه أنت محق، فلا أحدَ يطيقُ هذه العائلة، مسكينةٌ هذه الفتاة، لن تستطيعَ العيش بطبيعيةٍ بسببِ تاريخِ عائلتها الأسود.”
“كُفّي عن هذا لابد من كونِها غير مختلفةٍ عن والديها، ففي النهايةِ هم من رَّبوها، ما أدراكِ بحقيقتها ربما تكون أسوء من والدتها، أنتِ تعرفين أنَّ أصحابَ الوجوهِ الجميلة هم أخطرُ الناسِ في الدوائر الاجتماعية أوَنسيتِ ذلك؟”
“همممم أنتِ محقة.”
ولم يكفوا عن الثرثرة فيما بينهما، ولكن فيونا لم تعر كلامَ أحد أيَّ اهتمام
وفجأة تغيرَ الجوُ العامُ وزادت ثرثرةُ الناسِ بشكلٍ غريب.
“اوه انظروا أ ليس هذا سموَ الأمير؟”
“ماذا سمو الأميرِ شخصيًا؟!”
“هوووه يا لحظِّ الفيكونت لقد جاءهُ سمو الأميرِ شخصيًا إلى حفلِ تأبينه، رغم أنه يستحقُ أن يقامَ لهُ حفلُ وداعٍ يفرح فيهِ الناس باختفاءهِ من هذا العالم هاهاهاهاها..”
“بالمناسبة لماذا حَضَرَ سمو الأميرِ إلى هنا شخصِيًا ، لا أعتقدُ أنهُ كانت تجمعهُ علاقةٌ طيبةٌ بالفيكونت.. فلطالما كان الفيكونتُ يقوم بأعمالٍ سيئة تُسيءُ إلى العائلةِ الإمبراطوريةِ بالدرجة الأولى.”
“ربما أتى ليشمت هوهوهو.”
ظلوا يثرثرون، نظرت فيونا نحوه باستغراب.
“همممم، سمو الأمير؟ لماذا جاءَ بنفسه إلى هنا؟”
فاقتربَ منها ووقفَ أمامها وألقى التحيةَ ثم قال “بالمناسبة يا انسة من تكونين؟ وأين هي الفيكونتيسة؟”
وقال في نفسه
“من هذه الفتاة؟ وأين هي الفيكونتيسة أردتُ أن أرى كيف قد غدا حالها.”
فألقت التحيةَ الرسميةَ عليه وأجابته
“أدعى فيونا بريستون، وأنا ابنةُ الفيكونتِ الراحل، أما عن والدتي فهي قد دخلت لتستريحَ قليلًا وستعودُ بعد قليل.”
لقد صمت الحضورُ جميعًا لوهلةٍ وكأنهم تعجّبوا ثم أكملوا حديثهم.
“هيييه إنَّ هذا مثيرٌ للدهشة، الأسلوبُ الذي تتحدث به الانسةُ لا يشابهُ أبدًا أخلاقَ عائلةِ بريستون.”
“ممن تعلمت آدابَ الحديثِ بالتأكيدِ هي لم تتعلمها من والديها الوقِحَين.”
وحينما سمعتِ الفيكونتيسةُ الضجةَ في الخارج خرجتْ لترى ماذا يجري وحينما رأتِ الأمير أبدت تعبير دهشةٍ ثم ابتسمتْ بتكلفٍ وألقت التحية عليه.
“أوه إنهُ لمن الرائعِ أن أراكَ هنا يا جلالة الأمير” وتملَّقَتْه.
ابتسم هو أيضًا بتكلفٍ وردّ عليها
“من الجيدِ أنكِ بخيرِ يا حضرة الفيكونتيسة، كنتُ أخشى أن تقعي في صدمةٍ كبيرةٍ بسبب ما حدث للفيكونت ولكن يبدو أنكِ في أفضلِ حال.”
تجهمت لثانية ثم عادت لابتسامتِها المتكلفة
“لكن أ ليسَ رائعًا تواجدكَ هنا؟ لم أكن لأتخيل أن يأتي سموه بنفسه إلى هنا.”
ردّ عليها بنفس الطريقة.
“وددتُ أداء الواجبِ وردَّ جمائلِ الفيكونت.”
استمرا على هذهِ الحال لبضعِ ثوانٍ وكانت فيونا تقفُ بينهما لا تعرفُ ماذا يجري.
وفجأة ، نظر الأميرُ إلى فيونا بابتسامتهِ ذاتها ثم وجَّهَ نظرهُ مجددًا إلى الفيكونتيسةِ وقال:
“بالمناسبة، إنَّ ابنتكِ جميلةٌ للغاية حتّى أنني شككتُ لوهلةِ في كونِها ابنتكِ.”
لقد عبستْ الفيكونتيسة لأنها فهمت ما يرمي إليهِ.
ثم أدار ظهرهُ وقال
“إذن بعد أن قابلتكِ يمكنني الذهابُ الآن، طابَ مساؤكُنَّ آنساتي.”
وغادر المكان.
“تشه يا لهُ من مزعج، كيف يقارن حشرةً قذرةً مثلكِ بي، يا لها من قلةِ ذوق!”
بعد ذلك انتهى حفلُ التأبينِ وعاد كلُّ واحدٍ منهم إلى منزله.
قال الأميرُ وهو في طريقِ عودتِه
“جوردن، ابحث عن معلوماتٍ عن ابنة الفيكونت بريستون، طوالَ تلكَ المدةِ كان يخفيها بشكلٍ مريبٍ لذا قد تكونُ لها يدٌ في أعمالِ والدِها أيًا كانت المعلومات أحضرها لي”
“كما تشاءُ سموك”
….
في اليوم التالي…
جاء الفارسُ يصرخ
“سيدتي، هنالك شيءٌ عاجل!”
كانت الفيكونتيسةُ قد افاقت للتوِ لذا كانت تتحدث بتثاقُل
“ماذا حدث؟”
“سيدتي لقد جاءتنا رسالةٌ اليومِ مفادُها أنَّ علينا إفراغَ القصر خلالَ ثلاثةِ أيام.”
“ماذا تقول ؟! ولماذا نفعلُ ذلك، أليس هذا منزلي؟”
“في الحقيقةِ يا سيدتي، إنَّ هذا القصر مسجلٌ باسمِ شخصٍ آخر وهو ليس حقك و.. وكذلكَ ثروةُ الفيكونت.”
“ما الذي تقولهُ، وباسم من إذًا هو مسجل؟ أخبرني بسرعةٍ أيها الوغد!”
استيقظت فيونا على صوتِ صراخِ والدتِها فنهضت ترى ماذا جرى.
“ما الخطبُ يا والدتي ماذا حدث؟”
“تعالي واسمعي ماذا يقولُ هذا الفارس، إنَّ أملاكَ والدكِ الحقير مسجلةٌ باسمِ شخصٍ اخر.”
“هاه؟! و من يكون؟”
“هذا ما أسألُ عنه هنا، من هو ذلك الشخصُ ؟!”
“أنا.. لا أعرفُ يا سيدتي.”
“اخرس.”
فجأة دخل شخصٌ ما.
“أرجو المعذرة، أين هي حضرةُ الفيكونتيسة؟”
“أنا هي، ماذا تريد أنتَ الآخر؟”
“لقد أرسلتني ابنةُ البارون كاسيوس لأخبركِ بأنَّ هذا القصر وكل ممتلكاتِ الفيكونت هي من حقِّها القانوني.”
فانفجرتِ الفيكونتيسةُ وصرخت بهِ قائلةً
“ماذا ومن تكون هذه ومن أين لها الحقُ في وراثة زوجي؟!”
“في الحقيقةِ يا سيدتي إن الآنسةَ كاسيوس هي زوجةُ الفيكونتِ وهي لديها ابنٌ منه بالفعل وكل ممتلكاتِ الفيكونت قد كُتبت باسمه”
انهارت الفيكونتيسة.
“ماذا.. ذلك الحقير كان يخونني؟! الكاذبُ الوغدُ خدعني ولم يبقِ لي فلسًا واحدًا! سحقًا له!!”
“آمل أن تفرغوا القصر خلال ثلاثةِ أيام كما ذكر في الرسالة، إذن أعذروني.”
لسقطت على الأرض والصدمةُ والغضب يتملَّكانِها. فحاولت فيونا تهدِئَتَها:
“أرجوكِ يا والدتي تمالكي نفسكِ لا تهتمي لهذا، لقد مات على أي حال ولن يفيدنا لعنهُ في شيء.”
فدفعَتها بقوةٍ وصرخت عليها قائلة:
“اخرسي أيتها الحقيرةُ الثانية، من سمح لكِ بالتحدث معي ها؟ تتحدثين وكأنكِ بريئة. كل ما حدث كان بسببكِ منذ أن اقتحمتِ حياتنا والمصائب تتوالى على رأسنا، لم نرَ يوم سلامٍ واحدٍ بسببكِ يا وجهَ النحسِ اغربي عن وجهي قبلَ أن أقومَ بتشويه وجهكِ هذا.
أنتِ تعرفينَ أنه لم يعد ذلكَ الحقير هنا ليمنَعَني من إيذائكِ، لا أمانع حتى في ارتكابِ جريمةٍ بحقكِ في هذا اليوم البئيسِ، هيا اغربي عن وجهي في الحال!!”
تركتها بمفردها وغادرت.
أخذا يحزمان أمتعتهما قبل الرحيلِ
وبعد حلولِ الثلاثةِ أيام أُجبرتا على المغادرةِ كما كان مكتوبًا في الرسالة.
وصادف أن يكون الجو ممطرًا في ذلكَ اليوم:
“اااه اللعنة، كلُّ شيءٍ لا يبشرُ بخير، سحقًا لكِ يا وجه التعس هل ارتحتِ الان؟ لقد صرنا بلا مأوى أين سنذهب برأيكِ الان؟”
“ربما نستطيع إيجادَ مكانٍ نبيتُ فيهِ الليلة، ثم سنبحثُ عن مكانٍ نعيشُ فيه بعد أن يتوقفَ سقوطُ المطر.”
“هه ابحثي لوحدكِ، أنا لن آخذكِ معي إلى أي مكانٍ بعد الان. لستُ مسؤولةً عنكِ من الان فصاعدًا، أنا لا أعرفكِ ولا أريدُ أن أعرفكِ لذا وداعًا، تكفَّلي برعايةِ نفسكِ.”
وغادرت تاركةً فيونا وحدها تحتَ المطرِ وفي وسطِ ذلك الجوِ البارد.
“ماذا سأفعل الان؟ وإلى أين سأذهب؟ أنا حتى لا أملك المال لكي أؤجر شقةً كحلٍ مؤقت.
ماذا أفعلُ يا ترى؟ إن حالي تزدادُ سوءًا يومًا بعد يوم.”
كيف ستتصرف فيونا في مثل هذهِ المشكلةِ العويصة؟
يتبع..