مع العناء With the pain - 3
الفصل الثالث
عنوان الفصل “انقلابٌ كبير”
“هاتِ الرسالة” وقامَ الفيكونت بفتحها، وحِينَما فَتَحها، فَتَح فَمَهُ بِقدرِ ما يستطيعُ، وسَقطتِ الرسالةُ مِن بينِ يديه.
“ماذا جرى؟، ما بها الرسالة؟” قالتِ الفيكونتيسةُ باستغراب..
وكانَتِ فيونا واقفةً خلفَ البابِ مُجددًا؛ تَسترِقُ النَظرَ إلى مَا يَحدُث، وقَد أصَابَها القَلقُ.
ظَلتِ الفيكونتيسةُ تُحدقُ بِزوجِها وقالَت له: “ما خَطبُك؟ ما بِها الرِسالة؟ لِماذا لا تُجيب؟”
فأخذَتِ الرسالةَ مِن عَلى الأرضِ وقَرَأتها، شَحُبَ وجهُها وبدا عَليها الغَضَب.
وهَذا زادَ مِن توتُرِ فيونا.
“مَاذا حَدث؟ ما الكارِثةُ التي تُخَبِئُها الرسالة؟!”
….
أخذَ الفِيكونتُ الرِسالةَ مِن عَلى الأرضِ ورَماها في المِدخنة، فأكلَتْها ألسنةُ اللهبِ وحولتْها لرماد.
وبدأ التحدثَ بنبرةٍ خَشِنة: “يبدُو أنَّ ذَلِكَ الوغد يُحاولُ الوصولَ إليَ بأيّ وسيلةٍ كانت، يَعتَقِدُ أنني هدفٌ سَهل، أَيعتَقِدُ أنهُ قَادِرٌ عَلى النّيلِ مِني بِهذهِ البساطة؟
يَبدو أنهُ يظنُّ أنني أحمقٌ مثلهُ، وأنهم سَيستطيعونَ الإمساكَ بي.
سأريهِ شيئًا سَيعجِبهُ جدًا فقط لِينتظرْ.”
وارتَسمَت عَلى وجههِ ابتسامةٌ يُشعُّ مِنها الشرُّ الكامن…
بَعدَ ذلك عادتِ فيونا إلى غُرفَتِها بِسرعةٍ، كَي لا يكتَشفَ والِداها أمرَ تَواجُدها هُناكَ خلفَ الباب.
جَلسَت على سريرِها بتثاقُلٍ وأخذتْ تُفكرُ بما رأتْهُ أو سمعتْه..
“ما الذي كان مكتوبًا في الرسالةِ ليصيبَ والديَّ الهلعُ بذلكَ الشكل؟ ماذا عَنى والدي بالنيلِ منه؟ أشعرُ أن ذلك الجوَ كانَ مشابهًا لجوِ العصاباتِ في الرواياتِ الخيالية…
وماذا عن نيكول، ما دخلهُ بكل هذا؟!
“نيكول، أين أنتَ الآن يا عزيزي؟ أتمنى فقط أن تكونَ بخيرٍ وأن يكونَ كلُّ شيءٍ على ما يُرام. أتمنى ذلك.”
أغمضتْ عينيها لتريحَ بالَها قليلًا من سلسلةِ التفكيرِ التي لا تنقطع.
في اليوم التالي، كانت فيونا تنظفُ مائدةَ الطعامِ – لأنَّها تشعرُ بالفراغ – وصادفَ تواجدُ والدتها هناك تنظرُ من النافذة، رأتها فيونا غارقةً في أفكارها فلم تُحدِّثْها بل نظفت بهدوء.
“تُرى ما الذي يشغل بالَ والدتي لهذهِ الدرجة؟ أتمنى لو أستطيعُ فهمَهُما ولكنَّ ذلك معقدٌ بعضَ الشيء..”
وبعد لحظاتٍ سمعوا صوتَ هرولةٍ في الممرِّ وكانَ الصوتُ يعلو شيئًا فشيئًا، ويبدو أن صاحِبها يقتربُ من الغرفة..
وطبعًا فُتِحَ البابُ بقوة، كان الفيكونت!
“فلورا، هناك أخبارٌ جديدة.”
ارتسمت على وجهها ابتسامةٌ ناجمةٌ عن الارتياحِ وكان يبدو على وجهِها الفضول.
“ماذا هيا؟ أخبرني وطمئنّي.”
“إن عائلةَ كروس تُعانِي من ضائقةٍ ماديةٍ شديدة، لقد سَحَقنا سِلَعَهم في السوقِ بمنتجاتِنا المميزةِ الفريدة، وأخيرًا استطعنا النيلَ مِن أحدهم.”
لقد كادتِ الفيكونتيسةُ أن تطيرَ من السعادة.
“هذا رائعٌ يا عزيزي هذا رائع! أتمنى لو نَستطيعُ التَخلُصَ من عائلةِ رودس، وعائلةِ جيمس، ونتخلص من ‘إيان’ وتَتَبُعِهِ الدائمِ لنا. آهٍ كم أتمنَّى مجيءَ ذلكَ اليوم.”
“صه، لا تذكري اسمهُ بهذا الشكلِ العشوائي. ماذا لو سمعكِ أحدهم وأوصل كلامكِ؟ تحلَّي بالصمتِ حتَى تنجح مُخططاتُنا ونتخلصَ منهم وللأبد.”
لم يلاحظ أيُّ منهما تواجدَ فيونا في نفسِ الغرفةِ بعد.
“الأهم من هذا الآن أنَّ عائلةَ كروس في حالةٍ يُرثى لها.”
فجأةً تحدثتِ فيونا بشكلٍ لا إرادي بنبرةٍ قلقة: “ه، هل المدربُ كروس على ما يرام؟! هو لم يتأذَ صحيح؟”
وفي نفسِ اللحظة أدركتْ ما فعَلَتْه فوضعتْ يدَها على فمها وتملَّكَها شبحُ الرعبِ والقلقُ حيالَ ردةِ فعلِ والديها.
تجَهّمتِ الفيكونتيسةُ ورفعتْ صوتها: “منذُ متى وأنتِ هنا أيتها الحشرةُ التافهة؟”
لقد اقشعرَّ جِسمُها لهولِ صوتِ والدتِها فأخذت تتلعثم قائلةً: “م، مُنذ بِضع ثَواني، لَقد أتيتُ فقط لأنَظفَ وسَمعتُ حَديثكما عن أن عائلة كروس لَيست على ما يُرام بالصُدفة.”
لقد تجَعَّدَ وجهُ الفيكونتيسةِ من الغضبِ وبدأت بالتقدُمِ من فيونا بُغيَةَ ضربِها: “أيتها الكاذبةْ هيا اعترفي.”
فصرخَ في وجهِها الفيكونتُ قائلًا: “فلورا هذا يكفي!، لا تُثيري أيَّ ضجةٍ من شأنِها أن تُفسِدَ كلَّ شيء. اتركيها، لقد قالت لكِ أنَّها جاءت للتو.”
“وماذا ستَفعلُ إن تبينَ أنَّها كانَت تكذبُ عَليك؟!”
أبدى تعبيرَ اللامبالاةِ وأجابها: “ذلكَ لَيسَ مُهمًا، ما الذي سَتَفعَلهُ مثلًا وهي محبوسةٌ هنا؟ وحتى لو افترضنا خُروجَها فَهي بلا حولٍ ولا قوةٍ ولن يُصغِيَ لَها أيُّ أحد. لن تحلُمَ بالوصولِ إلى السلطاتِ العليا أو سموهِ أصلًا.
فنادرونَ جِدًا من يستطيعونَ لقاءَهُ وكُلُهم ذوو مكانةٍ عاليةٍ جِدًا، ثمَّ لا أحدَ سيُصدقُ كلامَ فتاةٍ ظَهرت مِن العدمِ لا يعرف عنها أحدٌ شيئًا.”
“و لكن.. هه، حسنًا أنتَ مُحق.”
ثم نظرت لفيونا نظرةَ إزدراءٍ وقالت: “ثم ألم تخبريني أنهُ لا توجدُ علاقةٌ تربُطُكُما؟ إذًا لماذا أنتِ مهتمةٌ بهِ إلى هذهِ الدرجة؟”
“أ، أليسَ من الطبيعي أن تقلقَ على أحدٍ تعرِفهُ حينما يكونُ في موقفٍ سيء؟”
ضحكت ساخرةً وقالت: “من أينَ أتيتِ بمثلِ هذهِ التُراهات؟ بالطبعِ لا، ثم أتعتقدينَ أنهُ وقعَ في غرامكِ حقًا؟ هاهاهاهاها، أشفق عليكِ. وأعذركِ فأنتِ لا تملكين شخصًا يَهتمُ بكِ، ولكن أنا آسفة يا عزيزتي، فالسيدُ كروس هذا لا يهتم بكِ أبدًا.
لقد حاولَ التقرُبَ منكِ فقط ليتمكنَ من الوصولِ إلينا وإيذائِنا، وقد كان يطمعُ بثروةِ والِدكِ الكبيرة، وإلا ما كانَ سينظرُ إلى فتاةٍ مثلكِ أبدًا. ألم تَنظُري إلى نَفسِكِ في المرآةِ من قبل؟ إن قبحكِ فظيعٌ ويجعلُ أي شخصٍ ينفر.
لو كنتُ مكانكِ لدفنتُهُ وللأبد. هيا، عُودي إلى غرفتكِ ولا تُكثري من الأوهامِ لأنَّها بلا جدوى. هاهاها.”
لقد هزّ كَلامُها شيئًا في داخلِ فيونا، لقد كانت كلماتُها جارحةً جدًا، وكالعادةِ هي لم تردّ عليها، بل فَضلَتِ السُكوتَ وعادت إلى غرفتِها بصمت.
“أ، لهذهِ الدرجةِ أنا فظيعةٌ وقبيحة؟! ولكن ذلك ليس ذنبي. إن كنتُ قد وُلِدت وأنا قبيحة، فهل علي أن أموتَ وحسب؟ أ يجبُ على كل من يتعرضُ للاستهزاءِ أن ينقرض!”
لقد شَرعت بالبكاءِ وحاولتْ كتمَ أنَّاتها، شَعرَت أن كل أنّةٍ تحاولُ الخُروجَ كخنجرٍ مغروسٍ في صدرها تحاولُ إخراجهُ من مكانِه. أحيانًا البقاءُ على قيدِ الحياة يكونُ مؤلمًا، مهما حاولتَ أن لا تتأثرَ بالكلامِ السلبي، ستجدُ نفسك اقتنعتَ بهِ بالفعل!
مضى اليوم، ولم تُغادر فيونا غرفتها.
وبعد أيام…
“فلورا، لقد نجحت…”
كانت فيونا تتمشَّى في الممرِّ وسمعتْ صوتَ والدها المنخفضِ وهو يحادثُ والدتها. فوقفت تستمعُ لما يقولانه…
“لقد تدمرت عائلة كروس، لقد تغلبتُ عليهم في أزمتهمُ المادية.”
فجأة، فتحتِ الفيكونتيسةُ البابَ، وبالطبعِ هذا أفزعَ فيونا. ولكنْ ردُّ فِعلها كان غيرَ متوقع قليلًا. لقد ابتسمتِ ابتسامةً كادت أن تشقَّ وجهها وقالت شامتةً:
“هه، أرأيتِ؟ عزيزكِ العاشقُ الولهانُ كان يفكرُ جيدًا كيف يوقعكِ في شباكِه ويستفيد منكِ لأنَّ حالتهُ الماديةَ سيئةٌ جدًا. عليكِ أن تكوني ممتنةً لأنني خلصتكِ منه.”
لقد نظرت فيونا إليها باستياء وأدارت ظهرها وعادت إلى غرفتها.
تمددت على سريرها وبدأت تفكر.
“هل َكلامُ والدتي صَحيح؟ لقد كان يُحاوِلُ استغلالِي من أجلِ مصالِحهِ الخاصة؟ ماذا عَنّي؟ أليس لي وجودٌ أم أن رأييَ لا يهم؟!
أعتقد أنها محقة. فنيكول أيضًا قد وعدني أنهُ سيعود، لكنهُ لم يعد. لقد مضت ثلاثةُ أعوامٍ على وعدِنا ولكنهُ لم يَظهر أبدًا!
لقد… لقد تخلَّى الشخصُ الوحيد الذي كان يهتمُّ بي عنّي.”
غَمَرت عينيها الدموعُ وبَكت بحرقةٍ شديدة.
“أنا… أنا شخصٌ سيء، لا أحد يطيقهُ. كلهم تخلَّوا عَني، لم يَعُد لي وجودٌ في هذهِ الحياة.
رُبما… رُبما علي الاندثارُ فحسب؟”
ظل الكَمدُ يلتهِمُ وِجدَانَها الجَريح، وقلبُها ينزفُ حزنًا ووحدَة، لا تَعرِفُ حتى كيفَ تخلعُ ذلك الحملِ الثقيلِ عن كاهلِها.
في اليوم التالي…
“آه، يبدو أنني نمت.”
مشَّطت شعرها وغيَّرتْ ثيابها، وفتحت نافذةَ غرفتها وتأملتِ الأشجار.
“بالتفكيرِ بالأمر.. ما الذي كان يقصده والدي بالتدميرِ والانتقام؟ كان من الواضح أنه سعيدٌ جدًا بانهيارِ عائلةِ كروس. لقد تحدثَ عن هذا من قبل أيضًا. أنا لا أفهم، هل عائلة كروس سيئةٌ؟ أم أن والدايَ هما الأشرارُ هُنا؟ لم أعد أفهم شيئًا.”
وفي جانبٍ آخر، كان والدا فيونا يتناقشانِ عن أمرٍ مهم.
“فلورا، نحن مراقبون.”
“هاه!! من؟ من يراقبنا؟”
“لا أعرف، لا أعرف. هل هو إيان يحاولُ إمساكَ عثرةٍ لنا، أم أنهم أعداؤنا؟”
فجأة سكت.
نظرت إليه الفيكونتيسة بتساؤل. “ما خطبك؟ لماذا سكتَّ فجأة؟ أخبرني، لا تُقلِقني هكذا!”
“كُفّي عن الثرثرة… أنظري إلى هذا الشعار. ألا يذكركِ بشخصٍ ما؟”
“هممم، دعنا نرى. أوه، تذكرت! أليس هذا شعار عائلة روميناك التي تُعاونُنَا؟ ما خَطبُها؟”
لقد شقَّ الرعبُ ملامحَ وجهه، شَحبَ وجههُ وتوترَ بعض الشيء.
“إذاً، لم أكن مخطئًا؟”
“ما باَلكَ يا إدغار؟ ما دخلُ عائلة روميناك بحديثنا هذا الآن؟ لحظة… لا تقل لي أنهم…”
“أجل، لا شكَّ في ذلك.”
“ما الذي تعنيه؟ تصرَّف أنتَ تعرفُ أن هذه مصيبة، صحيح؟!
هُم لن يتركونا على قيد الحياةِ حتمًا، حتى لو كانت فيونا.
سيقتُلونَنَا بدمٍ بارد.”
صرخ في وجهها “كفي عن التذمُرِ ودعيني أُفكرُ مليًا. آه، ماذا علينا أن نفعل!”
“سيدي، سيدي… لقد اكتشفنا حركةً مريبةً قريبةً مِن القصر.”
هُنا، اسودَ وجههما.
“ماذا؟ ما الذي يعنيهِ هذا يا إدغار؟ سنموت؟ سينالونَ منّا؟!”
“لن أسمحَ بحدوثِ هذا… أولًا، دعونا نبتعدُ عن القصر. هم لن يجرؤوا على خلقِ فوضى بين الناس، لذا دعونا نغادرُ في الحال.”
“حسنًا، سأحضرُ أشيائي في الحال-“
“أي أشياء؟ هل أنتِ حمقاء؟ علينا المغادرة في الحال!! هيا، نادي فيونا.”
“ماذا؟ ولماذا لا نترُكُها هنا وحسب؟”
“قلتُ لكِ أحضريها وكُفي عن النقاش. أخبريها أننا ذاهبون في نزهةٍ عائلية، لا تخبريها عن أيٍ من هذا. نحنُ لا نريد مشاكلَ إضافية.”
“حسنًا.”
وركضت بسرعةٍ إلى غرفةِ فيونا، وفتحتِ الباب على حين غرة.
شهقتْ فيونا بصوتٍ عالٍ لأن ذلك أفزعها.
“والدتي؟ ما الأمر؟”
لقد قلقت. “لماذا والدتي هنا؟ هل هي هنا لتعاقبني على شيءٍ لم أرتكبه مرة أخرى؟ صحيح؟”
ابتسمت في وجهها لتُطَمْئنَ فيونا، ولكن لم تَعرف أنَّ ذلك زادَ من قلقها.
“عزيزتي فيونا، أنا ووالدكِ ذاهبانِ لنزهةٍ عائلية، وأردنا أن تأتي معنا. ما رأيكِ؟ هلا تجهزتِ وأتيتِ في الحال؟”
تحدثت في داخلها. “هاه، نزهةٌ مع والداي؟! أهذا حقيقي؟ هل يعقل أنهما قد تغيّرا ناحيتي أخيرًا؟!
بالطبعِ، يا والدتي، أنا قادمةٌ في الحال.”
ابتسمت قائلة. “هذا جيد يا عزيزتي المطيعة.”
وكما كان متفقًا عليه، ذهبَ الجميع معًا إلى حديقةٍ عامة، وبالطبع معهم الحراس لكي يحرسوهم.
همسَ الفيكونتُ في أذنِ زوجه: “هُنا لن يستطيعوا مسَّ شعرةٍ واحدةٍ مِنّا، فهم لن يريدوا جذبَ أنظارِ العائلةِ الإمبراطوريةِ نَحوهُم، لذا نحن بأمان.
سنغيرُ وجهَتنا بعد أن يستقرَّ الحال… لقد أرسلتُ أحدًا ليجهزَ لنا مكانًا نذهبُ إليه مؤقتًا حتى نتدبرَ الأمر.”
أجابته وهي تهمس أيضًا: “ولكن كيف ستتخلص منهم؟”
“همممم، في أسوأ الأحوال، سأضطرُ لطلب المساعدةِ من أولئك الأشخاص، رغم أنني أكرهُ هذا، ولكن سأضعُ كل شيءٍ في رقبتهم ونخلصُ أنفسنا. في النهاية، هم من سيأكلون العقاب.”
ضحكت بشرٍّ وقالت: “هاها، هذا رائع، يَستحقونَ ذلك، لأنهم فكروا بتحديك والتضحيةِ بك.”
جلسَ الثلاثةُ تحت إحدى شجراتِ الحديقةِ وأخذوا يدردشون قليلًا.
وفجأةً حدث ما لم يكن بالحسبان، جاءت رصاصةٌ من بعيدٍ اخترقتْ جذعَ الشجرةِ التي يجلسون عندها.
وهنا أدركا أنهُ لا مهرب لهما، فالتهمَهُما الرعب، ولم يعرفا ماذا يفعلان.
كلُّ من في الحديقةِ هربَ بعد ما رأى ذلك وتشتتوا.
كان صوتُ إطلاقِ النارِ عاليًا، فسمعهُ الفرسانُ الإمبراطوريين الذين يحرسونُ الحديقة، فهرعوا ليروا ماذا جرى وقبل وصولهم.
نهضَ الثلاثة بعد انقلابِ أحوالهم ورفعَ أحدُ المهاجمينَ مسدسه.
وفجأة، أطلق النَّار!
واخترقت صرخةٌ عالية جدًا صرخات كل الناس.
وتناثرت بُقَعُ الدماءِ على الحشيشِ الأخضر!
جاء الحراسُ وهم يصرخون: “ماذا جرى؟”
لَقد أصيبَ أحدُهم!!
يتبع…
تأليف: فاطمة البدوخي