معلمة الروضة الإستقراطية تواجهُ يومًا عصيبًا - 4
“لحظةً، انتظري قليلاً!
هنالك بعض الغبار.”
“لا يمكنك فعل هذا…! …ماذا؟”
لمست يده أذنه إيفينا برفق.
” أنه الغبار.”
“آه، نعم… شكراً جزيلاً.”
ابتسامته كانت منعشة لكن مستفزة بعض الشيء.
الشخص الذي تطوع لإزالة الغبار رفع كتفيه ببرود.
“تعالي إلى القصر الإمبراطوري يوماً ما.”
“أجل، القصر الإمبراطوري. لقد فهمت… لا لحظة، ماذا؟ القصر الإمبراطوري؟”
“يمكنك التفكير بها كزيارة عائلية.”
مستحيل، من في هذا العالم يطلب زيارةً عائلية بهذه الطريقة؟
هل هو يحاول استخدام الزيارة كعذر لشيء ما؟
هل تريد أن تأتي إلى بيتي لتناول الرامين؟
أو شيء من هذا القبيل
(ميري : على فكره الجمله دي تبع الرامين هو ألي بيقوله الراجل للست في كوريا انه بيدعيها عشان يبتدوا مواعدة فا هي البطلة حسبت أنه يقصد نفس الشئ )
كان الوضع محرجاً.
كان علي رفض هذا التلميح بوضوح.
خرج صوت حاد من فم إيفينا.
“آسفة، لكن لا يمكنني مقابلة الأوصياء في لقاءات خاصة.”
“هذه أول مرة أسمع فيها أن معلمة تصف الزيارة عائلية بأنها خاصة.”
ضحك نورث ساخراً.
لكن إيفينا لم تهتم وأصرت على رأيها بقوة.
“إضافة إلى ذلك، لا أحب الرامين. لقد أكلته ثلاث وجبات في اليوم بسبب قلة المال، حتى كرهته.”
“هذه أول مرة أسمع فيها عن طعام يسمى الرامين، ولكن نعم، لا أريد أن تكون معلمة أخي الصغير تتضور جوعاً. فقد يؤثر ذلك على جودة التعليم. هل طاهٍ خاص واحد يكفي؟ أم تحتاجين إلى عشرة؟”
يبدو أن محادثتنا خرجت عن المسار بطريقة غريبة.
وأيضاً، يتحدث عن تقديم رشوة بدون أي شعور بالذنب!
كان هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني الاعتراض عليها، لكن بدلاً من ذلك، نظفت حنجرتي قليلاً.
“كحة.”
يبدو أنني أنا من أساء الفهم.
نظفت إيفينا شعرها وكأن شيئاً لم يحدث.
“هل يمكنني أن أسألك عن سبب حاجتك لزيارة منزلية؟”
“لأنني أحتاج إلى رؤيتك بمفردنا.”
أترى؟ لم أكن أتوهم! إنه يعترف لي !
“لا يمكنك قول هذا. الأمر ليس… جيداً، بل محرجاً للغاية!”
” كما تعلمين في القصر .هناك الكثير من الآذان المتنصتة في الخارج. من الصعب التحدث عن ماكسيون بدون تجسس احدهم. لا يمكنني قطع آذان الجميع، أليس كذلك؟”
ضحك بصوت عالٍ وقال شيئاً مخيفاً.
وفوق ذلك، لم يكن الأرتباط حتى جزءاً من خطتي.
‘أريد رفض هذا بشدة!’
لكنني كنت قد استنفدت شجاعتي بالفعل في رفض اقتراحه (أو بالأحرى، إجباره).
لذا هزت إيفينا رأسها بإيجاب ببطء.
ابتسم راضياً بعد موافقتها المترددة وابتعد.
“إذاً، سأعتبر أنك فهمت الأمر. سأذهب الآن.”
“آه، نعم، نعم…”
كان يرتب أزرار معصميه كما لو كان وحده هو السعيد بهذا القرار.
لماذا أشعر وكأنني الخاسرة في هذا الموقف؟
أومأت إيفينا برأسها نحو نورث وهي تستعد للمغادرة، وتمتمت بصوت خافت وغير محترم تقريباً.
“وداعاً…”
“وداعاً؟”
لقد سمعها جيدًا!!.
” الوداع إلى لقاءٍ أخر جلالتكَ .”
في النهاية، جعلها تقدم له تحية محترمة.
ثم استدار ومضى بعيداً، تاركاً إيفينا تشعر بالاستياء.
يا إلهي.
من كان يظن أنني سأزور القصر الإمبراطوري كمعلمة روضة أطفال؟
* * *
كانت حياتها عبارة عن حياة موظف يعمل لساعات إضافية.
تُلقى الحقيبة على الأرض، وتبدأ في تناول أي شيء متاح.
“حفلة رقص؟”
خرج صوت متعجب من فم إيفينا.
كانت السيدة العجوز ذات الشعر الأبيض المرتب تقطع البطاطس وهي تهز رأسها.
“نعم. كنت أتساءل إن كان بإمكانك الذهاب إلى حفلة الرقص الخيرية لزوجة الكونت.”
“الأمر ليس صعباً، لكن هل سيكون ذلك آمناً؟ ماذا لو تعرف عليّ أحدهم؟”
“هذا ما كنت أقلق بشأنه أيضاً. رغم أنها حفلة تنكرية، لذا أذا كنت تشعرين بالقلق، فلا بأس بعدم الحضور.”
إذا كانت حفلة تنكرية، ربما أستطيع الذهاب.
وضعت إيفينا الشوكة وفكرت وهي تضع يدها على ذقنها.
“ماذا لو تعرف عليّ أحدهم؟”
ماضي إيفينا كان معتماً إلى حد ما، لدرجة أنها لا تود تذكره.
منذ خمس سنوات، هربت من عائلتها وخطيبها.
والشخص الذي أخذها تحت جناحه واعتنى بها كحفيدته هو الكونت بيلتشتر، الذي كان يجلس أمامها الآن.
ربما ما زال والدها يبحث عنها.
لو تعرف عليها أحدهم، سيكون الوضع سيئاً.
ولكن…
“حسناً، لا أعتقد أنه أمر صعب، لا يمكنني رفضه.”
ابتسمت إيفينا بخفة وقالت:
“أنت قلقةً من إرساله أخي الثاني بمفرده، أليس كذلك؟”
“نعم، لقد أصبح في سن الزواج، وأخشى أن يتورط في مشاكل ويصبح سيء السمعة لدرجة أنه لا يستطيع الزواج. أنا قلقة للغاية بشأنه. هل يمكن لحفيدتي الجميلة إيفينا الذهاب معه؟”
في بعض الأحيان، تكون الجدة مخيفة.
خاصة عندما تطرح الحقائق بهذه الطريقة التي تجعلها ضعيفةَ الإرادةِ أمامها.
‘لو سمع أخي هذا، لكان قد بدأ في التذمر قائلاً إن جدتنا قاسية.’
لكن بشأن كونها الوحيد التي لم ترتبط بالدم معهم لكن ،
بالطبع، بفضل أخي الثاني، تمكنت من التكيف بسهولة مع عائلة الكونت.
مسحت إيفينا فمها بلطف باستخدام منديل، وسألت جدتها:
“متى سيكون الموعد؟”
“بقي 6 أيام فقط. هل ستتمكنين من الحضور؟”
“بعد 6 أيام… اللعنة، كيف سأحضر الآن؟”
“إنه بعد نهاية الأسبوع مباشرة، أليس كذلك؟”
حتى الشيطان لا يتدخل في أستراحة ما بعد العمل .
“هل سيكون الأمر صعباً عليكِ؟ إذا كان كذلك، فلا بأس…”
لكن جدتي كانت قادرة على هزيمة الشيطان.
النعمة التي منحتها لي كانت عميقة جداً.
ابتسمت إيفينا قليلاً وأجابت:
“سأحاول ترتيب جدولي.”
عند سماعها ذلك، بدا وجه الكونت بيلتشتر مشرقاً كما لو أنه ألقى همومه بعيداً.
‘كان قلقاً بالفعل.’
أخي الثاني يحتاج إلى الكثير من العناية حقاً.
هزت إيفينا رأسها وهي تواصل تقطيع لحم الضأن بسكينها.
بعد انتهاء العشاء، صعدت إلى غرفتها والتقطت الحقيبة التي ألقتها عشوائياً.
سقط قلم حبر من الحقيبة واندحرج تحت الدرج البني الداكن.
انحنت إيفينا على الأرض ومدت يدها إلى أسفل الدرج.
“همم؟”
كان هناك شيء آخر تحت الدرج غير القلم.
ما هذا؟ جلد؟
مع صوت احتكاك خفيف، التقطت شيئاً ما.
عندما تأكدت إيفينا من الشيء، تمتمت بوجه متجمد قليلاً:
“أوه، كان هنا.”
كان ذلك دفتر يوميات.
دفتر بغلاف جلدي أخذته معها عندما هربت من العائلة قبل خمس سنوات.
‘لقد كنت مشغولة للغاية حتى نسيت أمره، لكن هاهو هنا بعد فترة طويلة.’
بدأت يدها البيضاء تقلب صفحات دفتر اليوميات بسرعة.
أخذت إيفينا تسترجع ذكريات ماضيها الذي مر عليه خمس سنوات.
—
“هل سمعتِ؟ السيد قرر إدراج الآنسة ليرين في سجل العائلة.”
“ماذا؟ لكن الآنسة ليرين هي ابنة السيدة ريستينا، تلك المرأة الأخرى! ولم يمضِ على وصولها إلى القصر سوى شهر!”
“يا لك من بلهاء، ما أهمية ذلك؟ السيدة ليرين تملك ‘الموهبة’.”
خفضت الخادمة التي كانت تتحدث بصوت عالٍ صوتها فجأة.
توقفن الخادمات الأخريات اللواتي كن يعصرن القماش من الدلو بقوة، وأصغين بفضول.
ثم ترددت بينهن كلمات أكثر سرية من أي سر.
“الموهبة، تلك التي لن تحصل عليها الآنسة إيفينا حتى لو ولدت مرة أخرى !”
“شش! اخفضي صوتك، يا سيريان! إذا سمع السيد بذلك، سيضربنا ويطردنا! ألا تعرفين؟ السيد قال إنه لا يجب حتى ذكر الآنسة إيفينا لأنها عار على العائلة!”
احتضنت إحدى الخادمات المكنسة وهي شاحبة الوجه.
أما الخادمة التي بدأت الحديث، فقد بقيت هادئة.
“هل قلت شيئاً خاطئاً؟ دعينا نكون صريحين. لا يوجد ‘بيلتشتر’ بدون موهبة. حتى أنكن تشككن في أن الآنسة إيفينا هي بالفعل من سلالة بيلتشتر، أليس كذلك؟”
“حسناً، صحيح. بكل صراحة، الآنسة ليرين تبدو أكثر شبهاً بعائلة بيلتشتر.”
” إنها فعلاً تشبه بيلتشتر.”
تشبه سلالة النبلاء العظماء، عائلة ديساتر الكونتية.
تحدثن الخادمات كما لو أنهن يتظاهرن بعدم الاهتمام.
لكن عيونهن كانت تلمع مثل موظفين ينتظرون بفارغ الصبر نهاية يوم الجمعة.
ما الذي يمكن أن يكون أكثر متعة من القيل والقال حول أصحاب عملهن؟
كن يحاولن تسلية حياتهن المهنية المملة بهذه الطريقة.
غير مدركات أن “الآنسة” التي يخدمنها كانت تستمع إلى محادثتهن السرية.
“ما هو الشيء الذي يشبه بيلتشتر فعلاً؟”
“يا إلهي! لقد أخفتنا! من… من هناك؟ هل هذه الآنسة إيفينا؟”
“أنا أسأل بصدق، لأنني لا أعرف. أنتن تعملن في هذا القصر منذ فترة طويلة، لذا يجب أن تعرفن. ما الذي يعنيه أن تكوني مثل بيلتشتر؟”
كانت عيناها المليئتان بالفضول تسأل نفس السؤال مرة اخرى.
كانت تلك العيون مختلفه عن تلكَ الباهتة والمظللة
التي كانت تنظر لهم بها في الماضي.
عندما لم تجب الخادمة، انحنت إيفينا قليلاً نحوها.
“عادة، أحب أن أكرر كلامي ثلاث مرات لمن لا يفهم من المرة الأولى. ولكن الآن، لا أملك الوقت لذلك. سأطرح السؤال للمرة الأخيرة: ما الذي يعنيه أن تكوني فعلاً من بيلتشتر؟”
ترجمة :مريانا✨