معلمة الروضة الإستقراطية تواجهُ يومًا عصيبًا - 3
“إيتها المعلمة إيفينا!”
تيبس جسدي الذي قد قاومَ الإنهيارَ بصعوبةٍ.
نظر “جون” شقيق “ميرين” إلى يدي الفارغة.
“معلمتي ، هل سأوقع أخي في ورطة؟”
تاب.
التصقت مييرين بساق إيفينا اليمنى مثل كعكة الأرز اللزجة.
كادت إيفينا أن تذوب تحت نظرات البريئةِ التي نظرت بها إليها.
بالكاد استطاعت إيفينا أن تحافظ على رباطة جأشها ونهضت من على كرسيها وانحنت إلى مستوى عين مييرين.
“لا شيء من هذا القبيل، لقد كنت أخبر أخيكِ للتو عن مدى نجاح مييرين في روضة الأطفال.”
“حقًا؟”
كيف لس توبختها…
كيف سيجرؤ مجرد معلم روضة أطفال على توبيخ إمبراطور ورئيس فرسان .
“حقًا عزيزتي.”
شعرت بنظرات الرجلين على ظهري.
وبالكاد تمكنت من إخفاء العرق البارد الذي كان يتصبب من مؤخرة رقبتي عندما انفتح الباب في منتصف الطريق، واندفعت قدمان صغيرتان أخريان إلى الداخل.
“أنتِ ما كان يجب أن تأتي إلى هنا لقد رئتيك
آ-آه صاحب الجلالة!”
توقف ماكسيون، الذي كان قد دخل متوتراً بعض الشيء، في مكانه.
كانت نظرات الطفل مثبتة على أخيه، الإمبراطور.
“ماكسيون أي نوع من السلوك هذا تجاه زميله في الصف؟”
تبع ذلك توبيخ فاتر على الفور. ترنح ماكسيون نحو إيفينا.
هذه المرة، تشبث بساقها اليسرى. كما لو كانت ساقها درعًا.
“أعتذر يا صاحب الجلالة…….”
“مرحبًا يا ماكسيون. هل أنتَ في ورطة؟”
تسألت ميرين، بمرح أكثر من اللازم.
ذاب الجو المتوتر في غرفة الاستشارة على الفور. كان الجو متوترًا للغاية بحيث لا يمكن الاستمرار بتوبيخهم.
ربتت إيفينا على رأسي الطفلين وقالت.
“إن هذا ختام استشارتنا لهذا اليوم، أعتقد أن الأطفال قد سئموا من الانتظار، ولديّ شيء لأقوله لجلالته، إذا لم يكن لديك مانع؟”
وقبل أن تتمكن من إنهاء جملتها التفتت إليها أربعة عيون في آن واحد.
نظرت بحرج، وتساءلت ما إذا قد كانت مركز الاهتمام في حياتها أكثر من هذه اللحظة.
كان شقيق مييرين أول من نهض وجمع الطفلين.
“حسنًا، سنراك في المرة القادمة يا معلمة.”
” إلى اللقاء معلمتي، ماكسيون هيا بنا نذهب.”
جرّت مي.رين، وقد سحبت ماكسيون إلى خارج غرفة الاستشارة بخطى متثاقلة.
ومع رحيل ثلاثتهم، لم يبقَ سوى إيفيا والإمبراطور.
“أريد أن أتحدث معك على انفراد.”
نهض الإمبراطور من على كرسيه، وكان جسده جامدًا ومشدودًا.
لاحظت أن الإمبراطور كان طويل القامة.
أكتاف عريضة وعضلات صلبة تحتها.
كل شيء فيه كان كافياً لإخافة معظم الناس.
كانت المشكلة أن أيفينا نفسها كانت تشعر بالرهبة.
“أوه، نعم. أعني، …….”
بالكاد أنهت جملتها. تقدم الرجل نحوها، ولم يستغرق وقتًا طويلاً حتى وقف أمامها على ساقيه الطويلتين.
“انتظر جلالتكَ، هذا قريب جداً.”
‘هذا قريب جداً……!’
كان هناك، أمام ناظريها مباشرةً، كان هناك صدر مغطى ببدلة.
كانت الرائحة الخشبية التي كانت تفوح منه بشكل خافت تتصاعد منه بشكل مركز بكثافةٍ.
دون وعي، مدت يدها ولمست صدره.
“همف……!”
أنا، آه، لقد لمست صدر الإمبراطور.
رفعت رأسها بتأنيٍ، مثل إنسان آلي غير مزيت..
“…….”
“…….”
يد وقحة عديمة الضمير تجرأت على ملامسة صدر الإمبراطور. التقت عينا نورث وإفنا وهما يحدقان فيها.
رفع نورث حاجبًا.
‘للأسف، لقد هلكت.’
حياتي الثانية. هذا هو المكان الذي سأذهب إليه لجرأتي في مواجهة الإمبراطور ونفخ صدري بتكبر.
خرجت قهقهة جافة من شفتيها. أغمضت إيفينا عينيها.
“لماذا تغلقين عينيك؟”
“ماذا؟ ن- نعم…؟”
كان صوته هادئاً للغاية، وكأنه يسأل ببراءة، بينما خفض نورث جفونه الرشيقة وهو ينظر إلى إيفينا بتمعن.
فتحت عينيها المغلقتين ببطء عند سماع كلماته.
كان الإمبراطور يقف أمامها مباشرة، ينظر إليها من أعلى.وقد ظهرت ذراعه النحاسية ممدودة فوق رأسها.
“لا بد أن الروضة قديمة، أليس كذلك؟”
كان يدعم الرف المائل بشكل خطير بيد واحدة.
سقط كتاب من الرف على وجهها وارتطم بالأرض.
“يا أمي!”
“هل تأذيتِ؟”
“ل- لا، لا!”
“يبدو أن الرف قد أصبح مرتخياً.”
أه، الرف. نعم، فهمت. كان قلقاً من أن يسقط الرف ويتسبب بإيذائها.
“ظننت أنه كان سيقطع عنقي.’
لكن، كان تصرفه بسيطاً وهادئاً لدرجة أنني شعرت بالذنب على هذا التفكير المخيف، فقد أصلح الرف ثم ابتعد بهدوء.
“يجب إصلاح الرف. إن أردت، سأرسل لكِ شخصاً ليقوم بذلك.”
“لا، لا! لا بأس. سأقوم بإصلاحه بشكل آمن.”
“حسناً. إذاً، ماذا كنت ستقولين؟”
لم تكن تتوقع منه أن يسألها مباشرة في صلب الموضوع، وقلبها لا يزال ينبض بسرعة من الإحراج.
“جلالتك.”
نظفت إيفينا حلقها وفتحت فمها بحذر.
“أعتذر لتجرؤي في الحديث عن هذا جلالتكَ…”
“تجرؤين، على ماذا؟”
أوه، هل كان مثل هذا المشهد في دراما تاريخية؟
“أنا حذرةٌ فقط بـ قول هذا، ولكن هناك شيء أريد أن أخبرك به عن الألقاب.”
“ماذا تقصدين بالألقاب؟”
“حسناً، صاحب الجلالة أ-…….”
كنت عاجزةً عن الكلام
كيف أخبره أن لا يتحدث مع المعلمات بشكل غير رسمي في روضةَ الأطفال
؟ لا أعرف كيف أقول شيئا مثل هذا.
“لذا، أم…….”
كنت في الواقع متوترة في وقت سابق. بالطبع، من الطبيعي أن أرد على الإمبراطور.
لكني لم أستطع تفويت ذلك. كان ذلك يؤثر كرامة المعلمة .
أطبقت قبضتيها المغطاة بالتنورة. ونظرت بعيون حازمة إلى نورث.
“يا صاحبة الجلالة، هلا كررتِ من بعدي؟”
“ماذا…….”
“هيا يا سيدي.”
حاول يا سيدي. إنها ليست صعبةً.
كانت دعوة لطيفة كالعادة، لكن للأسف لم يكن هناك رد.
لقد حدّق في نفسه فقط، كما لو كان يقدّر الموقف.
وبدا جبينه مقوساً قليلاً.
‘هل من الممكن أنه غاضب؟”
رغم أن ركبتيها كانتا ترتعشان، إلا أنها لم تستطع التوقف هنا.
“نادني بهذا أ-أنه جرب أن تناديني بالمعلمة. “
“…معلمة.”
يبدو أن إصرارها الحازم أثمر.
أجاب نورث بتردد، وكأن وجهه يعبر عن حيرته حول سبب طاعته لهذا الموقف.
لكن كما هو الحال دائمًا، الإدراك يأتي متأخرًا.
بمجرد أن كرر كلمتها، انتهى صراعها النفسيه.
‘أشعر بالارتياح.’
ارتسمت ابتسامة مشرقة على وجه إيفينا، وبدأت تصفق بخفة وهي تنظر إلى نورث.
“أحسنتَ. من الآن فصاعدًا، في الحضانة، ستناديني بهذا الشكل.”
من كان يظن أنها ستضطر لتوجيه الإمبراطور كما لو كان طفلًا في الخامسة؟
في تلك اللحظة، كان نورث يرمش فقط، وكأنه لا يزال في حالة صدمة.
الآن هو الوقت المناسب.
لم يكن هناك فرصة أفضل من هذه لإقناعه.
“بالطبع، أعلم أنني أقف هنا أمام جلالتك العظيمة وأطلب ما هو غير مألوف… وأدرك أنني قد أكون وقحة.”
رفعت إيفينا عينيها بنظرة سريعة كما لو كانت تقيس رد فعله.
هل يبدو أنه سيعاقبني بتهمة الإساءة إلى الإمبراطور؟
حسنًا إلى الآن لا يبدو أنه كذلك، حتى الآن.
“في الحضانة، نحن نؤسس على الاحترام المتبادل بين المعلمين وأولياء الأمور. لذا، أرجو أن تُظهر لي نفس الاحترام هنا، جلالتك.”
كان هذا أقصى ما يمكن أن تطلبه.
ابتدأت من لقب المعلمة وانتهت بضرورة الاحترام المتبادل.
لقد كررت ما أزعجها طوال الجلسة، لكن بطريقة ملتوية.
“خاصةً أن الأطفال يشاهدوننا دائمًا.”
“الاحترام المتبادل، إذن.”
“نعم.”
الآن، بدا أن نورث فهم تمامًا مقصدها.
رمقها بنظرة عابرة من النافذة قبل أن يعيد نظره نحوها.
الآن، حان دوره للرد.
“هاه.”
شيء ما كان غريبًا. “هاه” لم يكن إجابة، بل كان ضحكة خفيفة.
بدأت ملامحه، التي كانت محايدة طوال الوقت، تتجعد بطريقة غير مألوفة.
ضحكة خفيفة خرجت من فمه جعلت جسد إيفينا يرتعش مرة أخرى.
‘ربما كان عليّ تركه يتحدث بطريقته!’
قبل أن تبدأ في لوم نفسها، رفع الرجل يده.
شعرت إيفينا بالخوف، فابتعدت خطوة للخلف وغطت رأسها، كما لو كان رد فعل طبيعي.
“الاحترام المتبادل…”
‘هل سيضربني؟’
فتحت إيفينا عينيها ببطء، ولاحظت أن الإمبراطور لم يكن ينوي ضربها.
كان يضغط بإصبعه على جبينه، كما لو كان يفكر.
‘لم يعد هناك من يضربني الآن، فلماذا هذا الخوف؟’
أخذت إيفينا نفسًا عميقًا وضحكت بشكل خافت، محاولًا التغلب على الخوف الذي انتابها.
“نعم، هذا صحيح. الأطفال! يشاهدوننا. أتعرف هذا المثل؟ الطفل هو مرآة للكبار.”
ربما أكثرت من التأكيد على الأطفال. ربما كان الأمر واضحًا للغاية.
نظر إليها نورث بنظرة ثابتة، ثم زفر بصوت هادئ.
“فهمت…”
“فهمت حقًا؟”
“…اجل.”
“مدهش.”
الاستجابة النهائية جعلتها تشعر بالرضا.
“هل كان هذا كل ما أردتِ قوله؟”
“نعم؟ آه، نعم!”
أومأت إيفينا برأسها بسرعة، متفاجئة من سرعة تأقلمه.
بعد أن استجاب بطريقة رسمية، كانت هي الأكثر ارتباكًا.
بدأ الرجل ينفض ثنايا كمّ قميصه المجعد. ومع اقتراب المسافة بينهما، خطا خطوة نحوها.
“آه!”
الوقفة الواثقة التي كانت تتحلى بها قبل لحظات تبددت، وعادت
لتتقلص خائفة.
في لحظة واحدة، كان يقف أمامها.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه.
“حسنًا، الآن حان دوري للتحدث.”
“ماذا… ماذا تريد أن تقول؟”
“لا داعي للارتعاش. لا يجب أن تخافي. الأطفال يشاهدونكِ، أليس كذلك، معلمة؟”
لقد أعاد عليها كلماتها.
اقتربت يده البرونزية نحو أذنها ببطء.
يتَبِع
ترجمة :مريانا✨