مرحباً بك في قصر الورود - 1
مرحباً بكَ في قصر الورود.
تمت كتابة هذهِ الرسالة لمساعدتك على عيش حياة آمنة وسلمية في هذا القصر للعام المُقبل. ‘أرجوك’ أقرأ القواعد التالية بشكلٍ كامل في أسرع وقتٍ ممكن، وأتبعها كأولويةٍ قصوى تحت أي ظرف من الظروف.
أرجوك تذكر أنك الوحيد المسؤولُ عن كل ما يحدث إذاً أنتهكت القواعد.
1. كما قرأت في عقدك، فإن مدة العقد هي سنةٌ واحدة، بغض النظر عن المُهمة التي تتولى مسؤوليتها. بمجرد توقيعك على العقد، لا يمكن إلغاؤهُ أو تغييره في منتصف العقد.
أيضاً، يُمنع منعاً باتاً الخروج من البوابة الرئيسية للقصر خلال تلك السنة. هذا هو الوعد المطلق الذي يكمن وراء جميع قواعدنا. كما قلتُ سابقاً، كتبت هذهِ الرسالة لمُساعدتك. أرجوك إسمح لنا بحمايتك، على الأقل بأقل قدرٍ ممكن.
2. قد تسيء الفهم بالنظر إلى الهيكل، إلا أن هذا القصر يتكون من ثلاثة طوابق ولا يوجد طابق رابعٌ. إذا رأيت درجاً يصعد من الطابق الثالث إلى الطابق الرابع، فهذا مجرد ديكور.
إذا أخبرك أحدهم عن الطابق الرابع، أجب، “سأذهب لأجعل الزهور تتفتح على الأغصان الفارغة.” وأترك الغرفة على الفور. ستختفي كل المشاكل وسيعاقب الطفل السيئ.
3. كما تم إبلاغُك، يتم تزويد جميع موظفي القصر بغرف نوم فردية، ويمنع منعاً باتاً دخول غرفة نوم أي شخص لأسبابٍ غير متعلقةٍ بالعمل (التنظيف، وما إلى ذلك.)
إذا أراد شخص ما-بغض النظر عن مدى قربه منك-أن تتم دعوتهُ إلى غرفة نومك، فارفضه على الفور وبحزم. ودون أن ترفع عينيك عنهُ أبداً، عُد إلى غرفة نومك وأفتح الباب وأغلقه ثلاث مراتٍ. لن يفرض أي دعواتٍ أخرى.
إذا كان العملُ يتطلب الدخول، فلن يطلب أحدٌ في القصر الإذن بالدخول. أرجوك تذكر هذا دائماً.
4. بعد غروبِ الشمس، قُم بإنهاءِ جميع أعمالك بحلول منتصف الليل ثم عُد إلى غرفة نومك. تأكد من قفل الباب. ولا تخرج حتى شروقِ الشمس.
في بعض الأحيانِ، قد تسمعُ أصواتاً غريبةً خارج الباب، لكن لا تفتح الباب أبداً أو تجيب عليهُ. من منتصف الليل حتى شروقِ الشمس هو وقته الخاص. أرجوك تذكر إنك المسؤول عن أي شيءٍ يحدث إذا أنتهكت هذا الشرطِ.
إذا كان عليك مغادرةُ غرفتك بعد منتصف الليل لسببٍ لا مفر منهُ، فأبحث عن نار، وإذاً أمكن، عُد إلى غرفتك بها. أنسى كل ما رأيته وسمعته في هذهِ الأثناء.
5. سيتم تسليم الوجبات إلى المكان المُحدد ثلاث مراتٍ يومياً في أوقات محددة. سيتم إبلاغك بالمكان والوقت في أول يوم عمل لك.
لا تخالف المكان والتوقيت مطلقاً. بالإضافةً إلى ذلك، يمنع الأكل أو الشرب داخل القصر إلا في أوقات الوجبات. إنهُ حساسٌ جداً لروائحِ الطعام.
على وجه الخصوص، لا تحضر معك طعاماً خارجياً أبداً. لن يكون من اللطيف أن تلتقي بشيءٍ قد يصادفكَ بعد شمهِ. إنه يحب أطباق اللحوم، وهناك دائماً نقص في اللحوم.
6. المطبخ فقط للشيف. إن قوة الشيف فيه مطلقة، ولا يمكن لأحدٍ أن ‘يعارضها’. لا تدخل المطبخ مهماً حدث.
7. ستجدُ الورود في جميع أنحاء القصر، لذلك لا عجب أن القصر كلهُ مليء برائحة الورود.
أيضاً لا تتفاجأ إذا كانت رائحة الموظفين مثل الورود. بالطبع، سيكون من الأفضل لو كانت رائحتهم هكذا، لكن هذا على الأرجح ليسَ لأنهم يريدون ذلك.
ربما.
8. بالنسبةً لأفراد العائلة الجدُدِ، نقدم في برتراند خريطةً للقصر. كما هو موضحٌ في الخريطة، يضم القصر مجموع خمسة حدائق. لا تتردد في استكشافها إذا كنت ترغب في ذلك، ولكن لا تقترب من الحديقة الخامسة المُحاطة بجدارٍ من الطوب الأحمر.
تجري هناكَ ترميماتٌ حالياً هناك. لذلك، لا داعي للقلق إذا سمعت صوتاً بالداخل، فهذا ليس
بالأمر غير المعتادِ.
9. لا تلمس الورود بلا مبالاةٍ. كذلك، ولا تضعُها في غرفة نومك أبداً. هناك ورود في كل مكان في القصر، بأستثناء غرفة نومك. إذا وجدت وردةً في غرفة نومك، أرجوك أتبع الخطواتِ التالية.
إذا كانت الوردة تحتوي على اللون الأبيض، فلا يزال الأمر على ما يرام. لف الوردة على الفور بقطعة قماشٍ بيضاء حتى لا يراها أحدٌ، واحملها بهدوء خارج الباب الأمامي للقصر، وأحرقها و أعطِ ظهرك للقصر، ثم عُد إلى غرفة نومك دون أن يراكَ أحدٌ. وأسمح ليّ أن أؤكد مرةً أخرى خلال كل هذا، يجب ألا يتم القبضُ عليك من قبل أي شخصٌ.
إذا كانت الوردة تحتوي على اللون الأحمر بالاكثر ، فاتركها على طاولةٍ بجانب سريرك. لا يوجد شيءٌ آخر يمكننا القيام بهِ لمساعدتك. إذا كان عليّ أن أقدم لك نصيحة واحدة، فتذكر القاعدة الرابعة. إذا كنتَ محظوظاً، فقد لا نخسركُ.
10. لا تحتاج إلى إيلاء الكثير من الاهتمام لأبن أوتيس الأكبر. إذا جاء إليك طالباً شيئاً أو معروفاً أو ما إلى ذلك فتجاهلهُ تماماً. كل شيءٍ للأبن الأكبر يتم من قبل معلمهِ.
11. نظراً لأن القصر لا يضمُ موظفينَ جدد في كثير من الأحيان، فإن موظفي القصر القُدامى حريصون دائماً على السخريةِ من فردِ العائلة الجديدة.
إذا كنتَ بمفردك مع شخصٌ ما، وقال شيئاً غريباً أو فعل شيئاً لا تفهمه، فتصرف وكأنك لم ترى أو تسمع شيئاً وَغادر على الفور. ليست فكرةً جيدةً أن تكون فضولياً في هذا القصر.
12. أرجوك، فلتشكك في كلِ شيءٍ تراهُ، حتى هذهِ الرسالة.
13.أستقبل الآخرين دائماً بابتسامة. لا تتجاهل التحيات المُقدمة لك، فهم يعرفون أنها مجاملة أساسية، ويعتبرونها أمراً مفروغاً منه. أرجوك لا تؤذي مشاعرهم.
الطريقة الوحيدة لإكمال مدة العقد بأمانٍ هي أن تطيع وتؤدي عملك بإخلاص دون أي أسئلةً أو فضول، كما لو كنت تسمع ولا تسمع، وترى ولا ترى، و عدم التساؤل أو الفضول عن أي شيء هو الخيار المناسب لك.
أخيراً، بعد أن تقرأ الرسالة بأكملها، أطلب منك أن تحرقها في النار في أقرب وقت ممكن. النار هي أضمن طريقة لتحويل كل شيء إلى لا شيءٍ. لا تقم أبداً بتدوين محتويات الرسالة في مكان آخر أو الاحتفاظ بها، لديك يوم وأحد فقط لإخفائها عن أعين المتطفلين.
هذه الرسالة غير موجودة من حيث المبدأ. لا تخبر أحداً أبداً عن الرسالة. بالإضافةً إلى ذلك، يمنع منعاً باتاً الحديث عما حدث داخل القصر. وأؤكد مرةً أخرى أن العمل هنا أمرٌ متهور للغاية.
من أعماق قلوبنا، نتمنى لك سنةً آمنة وممتعة.
(القاعدة الثانية عشرة هي خطأٌ مطبعي من كاتب الرسالة، لذا يمكنك تجاهُلها.)
***
“أشعرُ بحزنٍ عميقٍ لفقدان أحد أفراد العائلة الثمينين.”
كانَ ذلك بعد الظهر عندما تسببت رائحة الورود في الحديقة في ارتعاشٍ أنفي.
شهقت المرأة وأخذت خطوةٌ إلى الوراء. كان الرجل ينظر إليها بابتسامةٍ وديةٍ. لقد كان لا يزال رجلاً جميلاً بشكلٍ مُبهرٍ، تماماً مثل المرة الأولى التي التقيا فيها.
“مدة العقد سنةً واحدةً. لا يمكنكِ أبداً ترك برتراند خلال تلك السنة……”
“سيد والتر.”
“كان يجب أن أخبركِ قبل توقيع العقد، يا آنسة لويد، لكن كان لديّ كل الأسباب للاعتقاد بأنكِ ستبقين في برتراند لفترةٍ طويلةٍ.”
بدأ قلبها ينبضُ كما لو كان هناك زلزالٌ. أدارت المرأة رأسها ونظرت إلى الباب الجانبي المُغطى بالورود.
نعم. ذلك الباب الجانبي خلفي.
يا لهُ من شيءٍ غريبٍ. من الواضح أنها دخلتُ من الباب الجانبي وخرجت من القصر.
لماذا، لماذا؟
لماذا مازالت في هذا القصر الجهنَّمي؟
“آه، آه آه، آه…….”
المرأة التي كانت ترتجفُ انهارت في النهاية. كانت إبتسامة الرجل الذي ينظر إليها مشرقةً وجميلةً، مثل وردةٌ في إزدهار كامل.
“هل ترغبين في قول شيءٌ ما، يا آنسة لويد؟”
“أ-أنا، أنا.”
“أخشى أن السيد والآنسة الصغيران سيكونان وحيدين للغاية. أعتقد أنهما يحبان الآنسة لويد حقاً.”
أجتاح ظل الرجل الطويل جسد المرأة بالكامل، كان الأمر أشبه بموجةٍ متصاعدةٍ من اليأس. يُهاجمك دون علمك ويخنقك ويمنع تنفسك.
“آه، آههههه.”
مزقت المرأة شعرها الفوضوي بيديها الخشنتين. كان شعر المرأة، الذي تم ربطهُ بدقة كما لو كانت تتباهى بهِ، في حالةٍ من الفوضىَ.
الرجل الذي كان يشاهدُ هذا الوضع استدار دون تردد.
“فريدريك.”
“نعم، يا سيد والتر.”
فجأةً، أقترب رجل في منتصف العمر يرتدي كسوة سوداء ناصعة، بقيادة عشر خادمات أحاطوا به.
انحنى الرجل في منتصف العمر بإحترامٍ للرجل.
“شكراً لك على مساعدتك. لقد تسببت في مشكلةٍ.”
“لا تقل ذلك. إن كلَ ما يحدث في القصر هو عملي. فأنا جزءٌ من عائلة برتراند، بعد كل شيءٍ.”
“نعم. نحن عائلة واحدة، ولهذا يؤلمني كثيراً أن أضطر للتعامل مع فردٍ من عائلتنا بهذه الطريقة.”
“هممم…… أليس هناك مكانٌ شاغر في القصر؟”
“حتى لو كان هناك نقصٌ في العمال، فإن المعلمة التي تخلف وعدها لا فائدةً منها.”
“أنتَ على حق بالتأكيد، فلماذا لا نرسلُها إلى المطبخ، لأن المطبخ يحتاجُ دائماً إلى الكثير من الموظفين.”
م/ة: شكلها بتصير شاورما.
“أنتَ حكيمٌ كما هو متوقع.”
في نهاية المحادثة المهذبة والمحترمة، صفق الرجل في منتصف العمر بيديهِ بخفةٍ. رفعت المرأة رأسها وهي في حالةِ ذهولِ من الصوت الذي حفز آخر ما تبقى لديها من حس العقل.
من خلال نظرتها الملتوية، تمكنت من رؤية الخادمات اللاتي أحاطن بها فجأةً. كانت النساء يرتدين ملابس سوداء قاتمةً مثل ملابس الحداد، وابتسمن إبتسامة عريضة حتى ظهرت أسنانهن.
هؤلاء الوحوشِ جميعهم يبتسمون بنفس التعبير، كما لو أنها مأخوذةٌ من صورةٍ!
“أنا، أنا، كنتُ مخطئةً!”
ارتجفت المرأة مثل حشرةٍ مسحوقةٍ. لم تعد تشعر بيديها اللتين كانتا تفركان بعضهما البعض بشكلٍ محمومٍ.
“آسفة! لقد أخطأت، لقد أخطأت! فعلتُ ذلك لأنني كنتُ خائفة، فعلتُ ذلك لأنني ظننت أن رأسي سينفجر من رائحة الورود، لن أحاول الهرب مرةً أخرى، لن أخلف وعدي!”
“هذا…….”
للوهلةِ الأولى، بدأ صوت الرجل وهو يهز رأسه وكأنهُ رسول إلهٍ فرحيمٍ. نشأ أملٌ صغير في قلب المرأة.
نعم، لقد كان هذا الرجل دائماً لطيفاً معي. لقد كان هكذا منذُ اليوم الأول الذي أتيتُ فيهِ إلى القصر. ربما…….
“آنسة لويد. أنني أحبُ افكاركِ و لطالما كنتُ هكذا.”
مد الرجل يدهُ وربت على كتف المرأة. تحدث بتعبير ناعمٍ ولطيفٍ، كما لو كان يهمسُ بالحبِ.
“لكن… يجب معاقبة أفراد الأسرة الذين لا يفون بوعودهم.”
تراجع الرجل إلى الوراء. أخذت الخادمات مكانهُ. أمسكوا بأكتافِ المرأة، وثبتوا ذراعيها، ولفوا أيديهم حول رقبتها الرقيقة.
“لا…… لا أريد ذلك. لا. لا! ساعدني! سيد والتر، سيد والتر، من فضلكَ أنقذني!”
على الرغم من صُراخِ المرأة ومعاناتها، إلا أن ابتسامات الخادمات المشرقةِ لم تتلاشى. بدلاً من ذلك، قامت أحدى الخادمات بأيدي أكثر قسوةٍ بثني رأس المرأة وأجبرها على فتح فمها.
عادت الخادمة، التي كانت بعيدةً لفترةٍ من الوقتٍ أثناء إخضاع المرأة، مع ورود جميلةً بين ذراعيها. لم يتم تقليمها، وكانت الأشواك لا تزال هناك.
نظرت الخادمات إلى بعضهنَّ البعض، وابتسمن بصمت وأفواههن مفتوحةً، وبدأن في حشوها واحدةً تلو الأخرى في حلقِ المرأة.
“-! -!!”
ارتعشت أطرافُ المرأة. تدفقت الدموع و الدماء من عينيها المفتوحتين على مصراعيها. شاهدت الخادمات الوردة وهي توضع في فِم المرأة، وكانت أعينهن تتألق بشكلٍ غريبٍ.
وردةً واحدة، وردتان، ثلاثٍ وردات….
عندما سقطت كل الورود أخيراً، ارتجفت المرأة قليلاً، وكانت عيناها فارغتين.
“نظفوا المكان لا تدعوا السيدة تراكم.”
بإشارةٍ من الرجل في منتصف العمر، قامت الخادمات بسحب المرأة واختفين داخل القصر.
فرك الرجل حذائهِ على الأرض الترابية الملطخة بالدم والدموع.
“نحن بحاجةِ إلى العثور على معلمة جديدة للآنسة بيني والسيد نيرو، فريدريك.”
“سأتحدث إلى سيدتي بخصوص هذا.”
“من الأفضل أن تدفع دفعةً مقدمةً أكبر هذهِ المرة، لأن المال يشل العقل.”
لقد أصبح حذائه متسخاً. ركل الرجل الأرض بلا مبالاةٍ لينفض الأوساخ عنهُ.
أختفت معظم الأوساخ، ولكن لا تزال هناك بقعةٌ على حذائهِ. حدق الرجل في البقعةِ للحظةٍ، ثم تمتم بشيءٌ ما بين أنفاسهِ.
“آملُ أن نجد فرداً جيداً في العائلة سيكون معنا لفترةٍ طويلةٍ.”
لحد الفصل 10 على واتباد Lena_y158