لقد وقعت في الحب من النظرة الأولى، سيدي الشرير الخفي! - 128 || القصة الجانبية الأولى¹
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- لقد وقعت في الحب من النظرة الأولى، سيدي الشرير الخفي!
- 128 || القصة الجانبية الأولى¹
لم أتخيل يومًا أن يحدث لي أمر كهذا.
أن أكون مدعية عامة مثقلة بالعمل، غارقة في تحقيق جريمة قتل، ومرهقة من ساعات طويلة تكاد تودي بحياتي، ثم أستيقظ لأجد نفسي متجسدة في جسد أميرة داخل رواية خيالية.
وما زاد الأمر سوءًا، أنني حتى في هذه الحياة الجديدة، لم أستطع الهروب من مصيري المتشابك مع القتلة.
أقاتل للبقاء على قيد الحياة في مواجهة قاتل متسلسل وأعداء سياسيين يتربصون بي.
وكدت أسقط من برج الجرس أثناء محاولتي الإمساك بالقاتل المتسلسل الذي أراد قتلي.
لكن كل تلك الأحداث تبدو تافهة مقارنة بما أواجهه الآن.
“لينيوس! ماذا تقصد بقولك أنك ستنضم إلى الجيش الإمبراطوري؟”
لأضع الأمور في نصابها…
لقد مضت ثلاثة أشهر فقط على زواجنا. في الوقت الذي من المفترض أن نستمتع فيه بشهر عسل طويل، أعلن زوجي فجأة أنه سينضم إلى الجيش.
مرر لينيوس يده عبر خصلاته الذهبية اللامعة وتحدث بملامح متوترة:
“لقد تعافيت تمامًا من نوبات الهلع… ولم أتمكن من الانضمام إلى الجيش الإمبراطوري بعد تخرجي من الأكاديمية العسكرية. إذا أردت أن أحظى باعتراف الإمبراطورية، فعليّ أن أؤدي واجبي في الجيش.”
“من؟ من قال إن الإمبراطورية لا تعترف بك؟ هل تتحدث عن الدوق الأكبر لينيوس فون ديم أدلر، سيد عائلة أدلر العظيمة؟”
صرخت بغضب وأنا أشعر بالإهانة من كلامه.
لكن لينيوس فقط ضحك بخفة، واحمرّت وجنتاه وهو يشاهدني أشتعل غضبًا. ثم أمسك وجهي بين يديه وهمس برقة:
“بالطبع، لا يوجد أحد في الإمبراطورية لا يعترف بزوج وليّة العهد العظيمة شارلوت فون دير هاوس.”
“…”
“لكن المشكلة أنني لا أستطيع قبول هذا الوضع. أريد أن أساعد الإمبراطورية التي ستحكمينها. فالجيش الإمبراطوري هو أساس الحكم.”
كانت نظراته الدافئة وهو يقول ذلك تحمل الكثير من الحنان، لدرجة أنني شعرت وكأن شفتيّ التصقتا ببعضهما، وكأنني أمسك بحلوى في فمي.
“إذا انضممت للجيش… ما الذي سيحدث؟”
“سأقضي أيام الأسبوع في الجيش الإمبراطوري. لكن لا تقلقي، سأعود إلى القصر في عطلة نهاية الأسبوع.”
“هذا غير مقبول!”
زوجان لا يلتقيان إلا في عطلة نهاية الأسبوع؟ ارتسمت ملامح الحزن على وجهي، ونظرت إليه بعينين دامعتين.
“لذا، أرجو أن تمنحيني الإذن بالانضمام، جلالتكِ.”
جثا لينيوس على ركبة واحدة، وقبّل ظهر يدي برقة.
رغم أن عينيه الزرقاوين، بلون البحر، حملتا لمحة مشاغبة وهو يرفع بصره نحوي، فإن وجهه الوسيم أذاب كل استيائي.
لم أستطع مقاومة سحره، فنفخت وجنتيّ كطفلة وغمغمت باستسلام:
“عليك أن تعود… في عطلة نهاية الأسبوع بالتأكيد.”
“بالطبع. مجرد التفكير في قضاء ليالٍ بدونكِ يجعلني أرتجف.”
وما إن قال ذلك حتى شعرت بجسدي يُرفع عن الأرض.
“آه!”
صرخت بدهشة عندما رفعني لينيوس بين ذراعيه، مبتسمًا بابتسامة ساحرة.
“وفي هذه الحالة… علينا البدء في العمل الإضافي فورًا.”
“ماذا…!”
غمرني الإحراج من نبرته الجريئة، وغطيت وجهي براحتي يدي.
لكن لينيوس، بابتسامة لم تفارق وجهه، وضعني برفق على السرير الناعم. شعرت بثقل جسده فوقي، واحمرّت أذناي بشدة. ثم طوق خصري بذراعيه ودفع وجهه نحو عنقي.
“علينا إنهاء أسبوع من العمل مقدمًا، أليس كذلك؟”
“ه-همم…”
همس صوته العميق والعذب بالقرب من أذني، مما جعل جسدي يرتعش.
عندما ارتجفت قليلاً، سألني بلطف:
“هل تشعرين بالبرد؟ إنه الصيف بالفعل.”
“ل-لا… الأمر فقط…”
حاولت سحب لحاف ريش الأوز الأبيض الذي كان عند خصري لأغطي نفسي، لكن فجأة شعرت بيده الكبيرة تمسك يدي.
“…”
“انسِ أمر اللحاف. أنا من سيمنحكِ الدفء.”
“…”
في لحظة، أزاح اللحاف بعيدًا.
ثم أمسك بخصري وجذبني نحوه، وضغط جسده الدافئ برفق على جسدي. كانت أنفاسه، الممزوجة برائحة المسك الغامضة، تشتت أفكاري.
“أنا أحب العمل الإضافي كثيرًا. أتمنى أن تحبيه أيضًا، يا وليّة العهد.”
صوته المغري جعلني أغلق عيني بشدة. وفي لحظة، ألقى بشريط فستاني على أرضية السرير.
* * *
صوت زقزقة العصافير يملأ الأجواء~
“جلالتِكِ، وليّة العهد! عليكِ النهوض فورًا! إنه الصباح بالفعل! لديكِ اليوم حدثان إمبراطوريان في جدولك!”
“أوه…”
لم أتمكن من رفع جسدي إلا بعد سماع صوت مارثا وهي تتذمر. كان جسدي يؤلمني وكأنه على وشك الانهيار.
“ماذا عن الدوق؟”
“لقد غادر منذ الفجر!”
هززت رأسي بعدم تصديق لقوة لينيوس البدنية المذهلة. إنه يتحرك أكثر مني بكثير، ومع ذلك كنت أنا من يشكو دائمًا.
“أنا متعبة جدًا…”
“عليكِ أن تستعدي بسرعة إن كنتِ لا تريدين التأخر، جلالتِكِ!”
واصلت مارثا توبيخي وهي تفتح نوافذ غرفة النوم على مصراعيها. منذ أن أصبحت رئيسة الخدم في قصر وليّة العهد، لم تتوقف عن الاعتناء بي بإخلاص.
“أوه…”
تقلصت عيناي بسبب ضوء شمس أوائل الصيف الذي تسلل من النوافذ المفتوحة.
كانت الأوراق الخضراء الكثيفة تتمايل بلطف مع نسيم الصباح، وصوت ارتطامها بإطار النافذة أضاف إحساسًا بالهدوء.
صوت زقزقة العصافير كان واضحًا ومميزًا، وكأنه رمز للسلام يطغى على المكان.
“يا إلهي، لماذا العصافير صاخبة جدًا هذا الصباح؟ يبدو أن العصافير دائمًا ما تتجمع عند نافذة غرفة نومكما في قصر وليّة العهد، خاصة في الصباح.”
“هممم…”
تنحنحت بخجل، ثم تركت الخادمات اللواتي دخلن لتجهيزي يتولين المهمة.
وفي غضون لحظات، كن يغسلنني ويرتبنني بعناية.
“ما رأيكِ بفستان وردي لحضور عرض جهاز العرض السحري اليوم؟ الجميع في الإمبراطورية يتحدثون عنه! حتى خادمات القصر الإمبراطوري لا يتوقفن عن الثرثرة بشأنه!”
بعد أن وجهت مارثا تعليماتها للخادمات بإحضار الفستان، رفعت الصحيفة الصباحية أمام وجهي بابتسامة فخورة.
[ما حدود قدرات الأحجار السحرية؟ جهاز العرض السحري: ابتكار وليّة العهد شارلوت يُكشف لأول مرة اليوم!]
ابتسمت لمارثا بابتسامة تحمل الكثير من المعاني.
“سيكون هذا الجهاز مفيدًا للغاية. قريبًا، سيتمكن الجميع من رؤية أحداث الماضي.”
كانت الأحجار السحرية التي استخرجتها عائلة الدوق أدلر من مناجمهم مذهلة بحق.
حتى الآن، كانت تُستخدم بشكل رئيسي في تطوير أسلحة الحرب، لكن قيمتها الحقيقية كانت أعظم من ذلك بكثير.
كان إمكاناتها الهائلة تعني أنه إذا استُخدمت بشكل صحيح، يمكن إعادة إنشاء التكنولوجيا الحديثة من حياتي السابقة.
منذ أن أصبحت وليّة العهد، أقنعت الإمبراطور بإيقاف الحروب التوسعية.
ووجهت الميزانية المخصصة للحروب نحو تطوير الطب والتكنولوجيا.
وكانت الأحجار السحرية على رأس الأولويات في تلك الجهود، وبدأت النتائج تظهر مؤخرًا.
“هل يشبه هذا الجهاز جهاز التشخيص الذي كشفتِ عنه سابقًا؟ بفضل ذلك، شُفي ابن عمي الذي كُسرت ساقه بسرعة مذهلة!”
سألت مارثا بعينين تلمعان، مشيرة إلى جهاز التشخيص السحري الذي استلهمته من أجهزة الأشعة السينية.
“المبدأ مشابه، لكنه ليس مجرد صور ثابتة. هذه المرة، سيعرض الجهاز صورًا متحركة، أو بمعنى آخر، فيديو.”
“جلالتِكِ مذهلة حقًا! إذًا، ما اسم هذا الجهاز الجديد؟”
“الصندوق الأسود.”
ابتسمت لمارثا ابتسامة عريضة وأنا أنطق الاسم.
* * *
بعد انتهاء مراسم توديع الجيش الإمبراطوري،
بدأ الجنود بالسير بخطى متناسقة، صفوفهم منظمة، وأقدامهم تضرب الأرض بإيقاع ثابت. كانوا في طريقهم إلى دوقية ديميوس، الواقعة على الحدود مع إمبراطورية أسكارد، بهدف الحفاظ على السلام هناك.
في مقدمة الموكب، كان حصان أبيض وآخر أسود يعكسان الهيبة والقوة، يقودان الجنود. امتطاهما رجلان، وكان التوتر واضحًا في ملامحهما.
“لا بد أنك متوتر للغاية. هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها في مهمة كهذه، أليس كذلك؟ دوق أدلر… أو بالأحرى، نائب القائد أدلر.”
“في الأكاديمية العسكرية، كنا نتدرب على هذا النوع من المهام طوال الوقت. لذا، لا أجدها صعبة للغاية، أيها القائد واتسون.”
ظهرت تجاعيد خفيفة على جبين لينيوس، بينما ضحك جون بهدوء.
كان من الواضح أن لينيوس مستاء تمامًا من الوضع الحالي، حيث كان عليه مخاطبة جون بلقب “القائد”.
رد جون بنبرة جدية:
“لكن الأكاديمية وساحة المعركة شيئان مختلفان تمامًا. راقب وتعلّم من أولئك الذين سبقوك.”
“سأفعل ذلك، أيها القائد.”
توقف جون لبرهة، ثم أضاف بابتسامة ماكرة:
“لكن… لا أعتقد أنك تكره تلقي الأوامر من قائد من عامة الشعب، أليس كذلك؟ سمعت أن وليّة العهد تكره الأشخاص الذين يحملون مثل هذه التحيزات الطبقية.”
“لا، أنا لا أكره ذلك.”
قبض لينيوس يده بإحكام.
ما كان يزعجه لم يكن أن جون واتسون من عامة الشعب، أو أن زميله الأصغر في الأكاديمية أصبح الآن في منصب أعلى منه في الجيش.
كان السبب شيئًا آخر تمامًا…
“آه، الجو حار اليوم. يبدو أننا في ذروة الصيف.”
شد جون لجام حصانه وأخرج من جيبه منديلًا مطويًا بعناية ليمسح العرق عن جبينه.
“……!”
عندما لمح لينيوس المنديل الوردي في يد جون واتسون، اشتعلت الشرر في عينيه.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
ترجمة : اوهانا
انستا : Ohan.a505
الواتباد : Ohan__a505