لقد وصلت العائلة الأقوى! - 04
“أرأيـــتي؟ تبدين أجمل بكثير عندما تبتسمين!”
“شكرًا لك! هاهاها…”
“هاهاهاها!”
“هاها…”
“هاهاهاهاها!”
رايان، الذي كان يضحك بصخب، أشار بإصبعه نحو الشمس الحارقة.
“حسنًا، إذن لننطلق نحو القارة المليئة بالأحلام والأمل!”
“نعم!”
✦✦✦
قبل العودة بالزمن، أتذكر آخر وصية لحبيبي:
“عندما تعودين، امنعي ذلك الرجل من الانتقام، يا فانيـــسيا.”
ربما كان يريد تسوية الأمور قبل وقوع المجازر. كأن يتم التخلص من رايان قبل أن تبدأ الكارثة.
ولكنه بالتأكيد… لم يكن يتخيل هذا.
أنه برغم أنه أعادني عبر الزمن كي أهرب من براثن الوحش وأعيش، إلا أنني…
“تبا، هل هذا مزاح؟!”
بعد عامين، سأعود بقدمي إلى فك الأسد.
“أن أُحشر في هذا القارب الرديء شيء يثير الغضب، لكن الوقوف ثلاث ساعات تحت هذا الحر؟ أعطوني أي شيء على الأقل!”
رايان، الذي فتح باب غرفة القيادة بقوة، كان يصيح بأعلى صوته وعروق رقبته منتفخة.
“ماذا؟ أتريد أن نفرش الورود في طريقك أيها المجرم؟ يجب أن تشكرنا لأننا سمحنا لك بالصعود على متن القارب!”
قائد السفينة، الجالس في غرفة القيادة الضيقة التي بالكاد تتسع لشخص واحد، رد عليه بنفس الحدة.
“هذه ليست مجرد طوافة، لكنها أيضًا قارب بلا غرف للركاب! ولا حتى نقطة ظل!”
“القارب مخصص لنقل البضائع فقط! ماذا تريد أكثر من ذلك؟”
“لو وقفت هنا في هذا الطقس سأموت من ضربة شمس! ألن يكون ذلك بمثابة محاولة قتل؟ من سيتولى نقل جثتي حينها؟ أنت؟”
استمرت المشادة الكلامية بينهما لعشرين دقيقة.
“أوه!”
غاضبًا، ركل رايان صندوقًا خشبيًا كان على سطح القارب.
توقفت للحظة من شدة صدمتي، وكذلك قائد السفينة.
“إن متُّ، فلن أموت وحدي، فلتعرف ذلك!”
هذا التهديد الصريح جعل عرقًا باردًا يسري على جبيني.
“لكن… لن يقتل قائد السفينة، صحيح؟ لا يوجد من يقود القارب غيره…”
لحسن الحظ، أوقف رايان الجدال وأغلق باب غرفة القيادة بعنف قبل أن يستدير نحوي.
حين التقت عيناه بعيني، توقف لبرهة، ثم عبث بشعره بعصبية وهو يتمتم بغضب.
“القارب بالفعل سيئ…”
نظرت حولي. إذا كان هذا يسمى قاربًا، فإنه أشبه بطوافة صغيرة لا تحتوي على أي غرف، فقط سطح مكشوف. والوقوف تحت أشعة الشمس في هذا البحر المفتوح يعني فعلاً مواجهة خطر ضربة شمس قاتلة.
بدأ رايان بجمع صناديق البضائع المتناثرة فوق السطح ليكدسها فوق بعضها، كأنه يبني حصنًا صغيرًا.
“ما الذي يحاول فعله؟ هل ينوي صنع مظلة من الظل؟”
يبدو أنه لا يريد حقًا أن يموت من الحر.
“هل أساعدك؟”
“لا حاجة، لا تزيدي الأمور تعقيدًا، فقط ابقي مكانك.”
لوّح بيده رافضًا عرضي.
…حسنًا، هذا مريح. الجو حار جدًا وأنا بالكاد أستطيع الوقوف، فما بالك بحمل تلك الصناديق الثقيلة.
“سأستغل الوقت لإعادة التفكير في خطتي.”
وضعت يدي فوق جبيني لأحجب الشمس بينما أراقب رايان وهو يعمل بجد، وأغرق في أفكاري.
“أولًا،”
خطتي التي قضيت عامين في إعدادها.
الهدف النهائي منها هو تدمير اسم عائلتي، عائلة فاسنـــبيرغ الفاسدة، وإزالته من الإمبراطورية إلى الأبد.
…
هل أنا مجنونة؟
نعم، أنا مجنونة.
من سيفكر في تحدي عائلة مليئة بأصحاب القدرات الخارقة مثل فاسنـــبيرغ؟
السحر لم يعد موجودًا في هذا العصر، والقدرات الخارقة هي أقرب ما يكون إلى “قوة الآلهة”.
إن ارتكب أصحاب القدرات أفعالًا شنيعة، فلا توجد قوة تردعهم، والقوانين التي تحكم البشر العاديين لا تمسهم.
القوانين مجرد أدوات لمعاقبة البشر، لا الآلهة.
إلا إذا تمكن شخص ما من فرض هيمنته بالقوة، فإن أصحاب القدرات سيظلون خارج السيطرة.
والدي، دوق فاسنـــبيرغ، الذي يتحكم في أصحاب القدرات، كان دائمًا بمنزلة إله.
لكن بشكل مفاجئ…
قُتل هذا الإله.
على يد إنسان واحد استطاع فرض سيطرته.
رايان فاسنـــبيرغ.
“هاه، الجو حار جدًا.”
رايان، الذي كان يكدس الصناديق بجهد، خلع قميصه المبلل بالعرق وألقاه بعيدًا.
…
في أقل من ساعة، وجدت نفسي مجبرة على رؤية جسد شقيقي غير الشقيق العاري.
أغلقت عيني بقوة.
أين كنت؟
آه، صحيح.
لتحقيق هدفي النهائي، كان يجب أن ألتقي برايان مرة واحدة على الأقل.
قدرة رايان الخارقة، <الموت الفوري>، هي الوسيلة الوحيدة حاليًا لكبح جماح أصحاب القدرات الخارقة.
بمعنى آخر، كانت خطتي تتطلب أن أستولي على قدرة رايان الخارقة…
“أجل، جئت لسرقتها.”
هاها، أنا حقًا…
“حتى الآن، ما زلت أعتقد أنني مجنونة.”
إن فكرة الإطاحة بعائلة فاسنـــبيرغ الفاسدة بحد ذاتها خيالية، لكن أن أقتحم عرين الأسد لتحقيق ذلك؟
لو كان حبيبي يعلم بهذا، لكان ندم بشدة لأنه أعادني عبر الزمن.
لكن ما الذي يمكنني فعله؟
خياراتي كانت محدودة.
1. منع انتقام رايان والعيش كفرد في عائلة فاسدة.
2. الهروب من العائلة الفاسدة والعيش كمواطنة بسيطة.
بالطبع، اخترت الخيار الثاني، مع إضافة هدف كبير: تدمير العائلة الفاسدة.
“يمكنني تحقيق ذلك!”
نعم، أنا واثقة.
عائلتي، التي بدت عصية على السقوط، قد انهارت بالفعل. ومع معرفتي بالمستقبل، سيكون من واجبي أن أحاول.
لكن المشكلة الكبرى هي هذا الرجل، رايان.
في الحقيقة، كنت أخطط لعقد تحالف معه، وأعددت كلمات كنت سأقولها عند لقائه.
…
لكن الآن، أدركت أنه لا أمل في ذلك.
رايان شخص عنيف، سريع الغضب، وسجنه لفترة طويلة أفسد أخلاقه. التفاوض معه سيكون مخاطرة كبرى.
“حسنًا، لا فائدة من التفكير في الأمر.”
سأسرق قدرته وأهرب، وأعتمد على نفسي.
“يمكنني القيام بذلك!”
رايان، الذي كان يكدس الصناديق، أنهى بناء مظلة صغيرة مخصصة لشخص واحد فقط.
كنت أراقبه وأنا أتساءل عما إذا كنت سأموت على سطح هذا القارب من ضربة شمس قبل أن أحقق أي شيء.
“أنتِ، ادخلي.”
“ماذا؟ أنا؟”
اعتقدت أنني سمعت خطأً، فأعدت السؤال، ليجيب رايان بانزعاج.
“هل تظنين أنني صنعتها لأدخل أنا؟”
وأشار إلى الشمس قائلاً.
“في هذا الحر، من غيركِ قد يموت هنا؟”
“…”