لقد تزوجت من إمبراطور النار ولكنه يعتقد انني بشرية ضعيفة. - 9
**9 الخادمة لافين، وعقوبة استخلاص دموع التِّنين**
بينما كنتُ جالسةً على الأريكة، أُصارع مشاعر الإحراج وأحاول التغلُّب عليها، سُمع طرقٌ خفيفٌ على الباب.
وضعتُ يدي على صدري لتهدئة نبضاتي المتسارعة، ثم أجبتُ بهدوء:
“نعم، تفضلي.”
لا يمكنني الاستمرار في الغرق بمشاعر الإحراج إلى الأبد.
بالطبع، كان من المحرج أنني ظننتُ أننا سنُكمل رباط الزوجية الليلة، كما أنني بقيتُ محمولة بين ذراعيه لفترةٍ طويلة، بل وحتى تناولتُ الطعام وهو يُطعمني بيده، واضعًا أصابعه في فمي.
لكن بصرف النظر عن سوء الفهم، عليَّ أن أعتاد على الأمرين الآخرين.
فقد يكون هذا جزءًا من عادات التنانين.
ربما من الطبيعي لديهم حمل شخصٍ آخر أثناء التنقل، أو إطعامه بيدهم.
“آنِّيريا، اسمحي لي بالدخول.”
انفتح الباب لتظهر منه امرأةٌ فائقة الجمال ترتدي زيّ الخادمات.
حقيقة أن جميع نساء التنانين جميلاتٌ للغاية تجعلني أستخدم هذا الوصف دائمًا.
على الرغم من أنني امرأةٌ مثلُهُن، إلا أنهن أطول مني برأسٍ كامل، وأحزمتهن مرتفعة، وساقاهن أطول.
أنا واثقةٌ أنني لستُ قصيرة، فشقيقي الأكبر معروفٌ بوسامته التي جعلت النساء يُغمى عليهن عند رؤيته، وأنا شقيقته، لذا لا يمكن أن أكون قصيرة.
لكن هناك فارقًا كبيرًا بيننا، جدارًا من الاختلاف العِرقي لا يمكن تجاوزه.
هذا يعني أن طولي لن يزداد أكثر، وساقاي لن تصبحا أطول، كما أن صدري لن يزداد امتلاءً.
أنا أتفهم هذا، لكن رؤية هذا الفرق بيني وبينهن تجعلني أشعر وكأنني طفلةٌ بين البالغين.
“هـ…!؟”
“ما الأمر، آنِّيريا؟”
أدركتُ فجأةً شيئًا ما، فنهضتُ بسرعةٍ من الأريكة، مما جعل الخادمة تنظر إليَّ بارتباك.
كانت امرأةً بشعرٍ أزرق سماويٍ مشرق، مضفورٍ على شكلِ جديلة، وعينين بلون الخوخ الناضج.
بدت أكبر مني، لكن بما أن مظهر التنانين لا يعكس أعمارهم الحقيقية، فقد تكون أصغر سنًّا مني.
الأمر ليس مهمًا كثيرًا، لكن بالنظر إليها، فهي تبدو كشخصٍ أكبر سنًّا.
في الواقع، لأنني صغيرةٌ مقارنةً بهن جميعًا، فأنا أراهنَّ جميعًا كشقيقاتٍ أكبر مني.
“لـ… لا شيء! آسفة، لم أقصد النهوض بهذه الطريقة المفاجئة…”
“لا داعي للاعتذار، آنِّيريا. يمكنكِ النهوض من الأريكة متى شئتِ. لا أحد لديه الحق في تقييد حريتكِ، ولن أسمح بذلك أبدًا.”
“هـ… هاه؟! شكرًا لكِ…”
يا إلهي، إنها جِدِّيَّةٌ للغاية!
لم أشعر بأنها خادمة، بل أشبه بمحاربةٍ ذات هالةٍ قوية، تمامًا مثل رينيس.
رددتُ عليها بحزمٍ مماثل، دون أن أدري أن ظهري قد استقام تلقائيًا.
وبينما كنتُ واقفة، تحدثت الخادمة مجددًا:
“أعتذر على تأخري في التعريف بنفسي. أنا لافين لينديبرولسيا، وقد كُلِّفتُ من قِبل جلالة الإمبراطور بخدمتكِ كوصيفةٍ خاصة لكِ بدءًا من اليوم.”
“تشرفتُ بلقائكِ، لافين. أنا آنِّيريا يوفيرهيلم. سررتُ بالتعرف إليكِ.”
“آنِّيريا…”
“هـ… هـا، نعم!”
“آنِّيريا، لقد جئتِ إلى هنا من مملكة إلجيريا بصفتكِ عروسًا لجلالة الإمبراطور. وهذا يعني أنكِ في إمبراطورية أوغنياس، التي يحكمها إمبراطور اللهب، وأصبحتِ صاحبة المقام الأرفع بعد جلالته.”
“أوه… أهذا صحيح؟”
حتى الآن، لم أفعل سوى تحية جلالته، ثم تبادلنا الحديث عن الخنافس، وبعدها أطعمَني لحم السلطعون بيديه… لذا، لا أشعر كثيرًا بهذا الواقع بعد.
“بالطبع هذا صحيح! لذا، ليس عليكِ أن تشعري بالحرج من التعامل مع أشخاصٍ من عامة الشعب مثلي. أعلم أننا، نحن التنانين، قد نبدو ضخامًا ومُهيبين مقارنةً بكِ، لكننا لسنا مُخيفين على الإطلاق.”
“لم أجدكم مُخيفين قط. شكرًا لكِ، لافين… حسنًا، هل يمكنني التحدث بأسلوبي المعتاد؟”
“بالطبع، بالطبع! هذا جناحكِ الخاص، لذا تَصرَّفي على سجيتكِ تمامًا. بل حتى في أرجاء القصر، أنتِ حرةٌ تمامًا، آنِّيريا. لا أحد يمكنه أن يُهدد راحتكِ، ولن أسمح لأحدٍ بذلك.”
“هـ… ها، شكرًا لكِ. حسنًا إذن…”
إذا بقيتُ متوترةً هكذا، فسأجعل لافين تشعر بالقلق دون داعٍ.
أخذتُ نفسًا عميقًا، وبسطتُ كتفيَّ، ثم قررتُ سؤالها عن الأمر الذي خطر ببالي قبل قليل.
“لافين…”
“نعم، آنِّيريا؟ يمكنكِ مناداتي باسمي فقط.”
“حسنًا، إذن… لافين، مقارنةً بالتنانين، أبدو صغيرةً للغاية، أليس كذلك؟”
“أجل، أنتِ صغيرةٌ الحجم، وتبدين لطيفةً جدًا. بالمناسبة، عندما ذهبت رينيس وميلدي لاستقبالكِ، قالا إن جميع البشر في المملكة، رجالًا ونساءً، بدوا صغارًا ورقيقين، وكأنهم جنياتٌ ناعمة. وأنتِ تمامًا كذلك، آنِّيريا.”
“لكن هذا هو جوهر المشكلة!”
“مشكلة؟! هل واجهتِ مشكلة بالفعل؟! يا لها من كارثة! آنِّيريا، أخبريني فورًا! من الذي تجرَّأ على إيذائكِ؟ سأعثر على هذا الشخص، وسأجعله يخضع لعقوبة *استخلاص دموع التنين*، حتى لو استغرق الأمر ليلةً كاملة!”
“اااااه، اهدئي، لافين! الأمر ليس كذلك أبدًا!”
استخلاص دموع التنين…؟ ما هذا بحق السماء؟ يبدو مُرعبًا.
أخذتُ ألوحُ بيديَّ في ارتباك، مترددةً فيما إذا كان يجب عليَّ الاستمرار في الحديث أم لا.
إن أكملتُ كلامي، قد ينتهي الأمر باستخلاص *شيءٍ ما* من جلالته!
“إذًا، ما الذي يُزعجكِ يا آنِّيريا؟ أرجوكِ، أخبريني. الأشخاص مثلكِ، الذين يشبهون الجنيات، قد يُصابون بالضعف بسبب أيِّ قلقٍ بسيط، ويصبحون هشِّين. يجب أن نُزيل كلَّ همومكِ على الفور!”
“لـ… لا داعي للقلق! لن أمرض بسبب مشكلةٍ صغيرةٍ كهذه! على عكس ما قد تظنين، لديَّ قلبٌ قوي.”
“لكن من المؤكد أن هناك شخصًا قد تسبَّب في إزعاجكِ. أرجوكِ، أخبريني من هو!”
“الأمر ليس بهذا السوء حقًا…”
“هل هذا يعني… أنكِ لا تثقين بي؟”
“لأنني تنينة… لا بد أنني مُخيفة، أليس كذلك؟”
اختفى حماس لافين السابق تمامًا، وأخفضت عينيها بحزن.
شعرتُ بوخزةِ ندمٍ شديدة.
أنا من قررتُ استشارتها، فليس من الصواب أن أتراجع الآن.
ثم إنني في هذا المكان لا أملك أصدقاء، ولا حتى معارف. إذا أصبحتْ لافين مستشارتي، فسيكون ذلك مطمئنًا للغاية.
حسمتُ أمري، وفتحتُ فمي أخيرًا.
“أنا لا أراكِ مُخيفةً على الإطلاق، لافين. في الواقع، سأكون سعيدةً جدًا إذا تمكَّنَّا من أن نصبح قريبتين.”
“آنِّيريا… أنا سعيدةٌ جدًا لسماع ذلك. يا له من لطفٍ عظيم…”
“وأيضًا… أرجوكِ، لا تترددي في إخباري بأي شيءٍ يُثير قلقكِ. أعلم أنني—وأعتذر بشدةٍ على ذلك—لا أعرف الكثير عن شعب التنانين، ولا عن هذا البلد. لذلك، لا يمكنني حتى معرفة ما إذا كنتُ قد تصرَّفتُ بطريقةٍ غير لائقة.”
“لا يمكن اعتبار أيِّ شيءٍ تفعلينه إساءةً، آنِّيريا. على العكس، أنا قلقةٌ أكثر من أن نُسبب نحن، التنانين، أيَّ أذًى لكِ دون قصد.”
“لا داعي للقلق. منذ وصولي، كان الجميع طيبين جدًا معي، ويعاملونني باحترامٍ شديد. أنتم جميعًا أكثرُ وسامةً مني، وأجسادكم أكثرُ قوةً وجمالًا بكثير…”
“أما أنا، فهذه أول مرةٍ أرى فيها شخصًا لطيفًا وجميلًا مثلكِ، آنِّيريا. من منظورنا نحن، أنتِ الأكثر جمالًا، الأكثر رقةً، والأكثرُ براءةً.”
“لكن… ألا أبدو وكأنني طفلة؟”
اتَّسعت عينا لافين بدهشةٍ كبيرة، ثم هزَّت رأسها نافيةً بقوة.
“قد تبدين كجنية، لكنكِ لا تبدين كطفلةٍ أبدًا!”
“لافين، بالنظر إلى فارق الحجم بيني وبين نساء التنانين، لا بد أنني أبدو كطفلةٍ أمامهن، أليس كذلك؟ لهذا السبب… أتساءل عمَّا إذا كان جلالته لا يُبدي اهتمامًا بي لهذا السبب…”
“هل قال جلالته شيئًا بهذا القسوة؟!”
“لا، أبدًا! لقد كان طيبًا جدًا معي، بل وكان لطيفًا أيضًا. لكن… ظننتُ أننا سنقضي الليلة معًا… توقعتُ أن تكون هذه *ليلة زفافي*، لكنه… ودَّعني قائلًا ‘تصبحين على خير’، ثم رحل.”
“آنِّيريا… كم أنتِ مخلصةٌ ووفيةٌ لعهدكِ…”
حركت لافين برأسها وكأنها تأثرتْ بشدةٍ من كلماتي.
“آنِّيريا، لقد وصلتِ إلى هذا البلد اليوم فقط. أعتقد أن جلالته أراد أن يمنحكِ وقتًا للراحة. لا تقلقي، ستختفي مخاوفكِ هذه فورًا عندما يحين الغد.”
“هذا ما حاولتُ إقناع نفسي به أيضًا، لكن لا يمكنني التوقف عن التفكير بأنني… صغيرةٌ جدًا بحيث لا يُنظر إليَّ كـامرأة.”
“هذا مستحيل، آنِّيريا! أعلم أن لديكِ الكثير من المخاوف، لكن الآن… من الأفضل أن تستحمي، وترتدي ملابس نومٍ مريحة، وتخلدي للراحة. سأحضر لكِ بعد الاستحمام شاي الياسمين، فهو يساعد على تهدئة الأعصاب.”
“شكرًا لكِ، لافين… أنا سعيدةٌ لأنني تحدثتُ إليكِ. أشعر أنني تحررتُ قليلًا من قلقي.”
قادَتني لافين إلى الحمام الموجود في نهاية الجناح، وأعدَّتْ لي الماء الساخن.
بعد أن انتهيتُ من الاستحمام، جلستُ أحتسي الشاي الذي أعدَّته لي، وبدأتُ أفكر في الغد.
هل سأتمكن أخيرًا من أن أصبح زوجةً رسميةً لجلالته؟
تخيُّلي لجسده القوي وهو يحتضنني كان يجب أن يكون حلمًا جميلًا، لكن بدلًا من ذلك، شعرتُ بقلقٍ غريبٍ ينبض في داخلي.
المترجمة:«Яєяє✨»